ابو اسلام
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
كثيرون هم الذين
يُجيدون التعامل مع وسائل الاتصال الحديثة، بل ويُعَدُّون مرجعًا للكثيرين
ممن تخفى عليهم مكنونات تلك الوسائل وأسرارها.
لكنهم ومع الأسف لا يحسنون التعامل مع
إخوانهم المسلمين، ويفتقدون أبسط أساليب التعامل مع الآخرين من الكبار
والصغار مع حرصهم على إبراز أنفسهم في كل فرصة تُتاح لهم، فتراهم يَعمدون
إلى كثرة الحديث، وعرض التجارب الشخصية، وفرد عضلات المغامرات الخاصة
بمناسبة وبدون مناسبة.. لكنك إن فتشت فيهم عن الرقي في التعامل، والذوق في
التصرفات فإنك ستتفاجأ بجحود في حفظ الجميل، وقسوة في التعامل مع الناس..
فهم يتثاقلون حين التفكير في مجرد الاتصال، ولا يُبادرون حتى بإرسال
الرسائل التواصلية.. وليس هذا فحسب، بل رُبما قرأ أحدهم رسالة وصلته تُبارك
له حلول شهر رمضان فيتجاهل الرسالة، ويُعرض عن المرسل في تكبر فاضح، وصدود
واضح.. ومما يزيد الأمر سوءًا أن بعضًا من أولئك الذين لا يُحسنون التعامل
مع الناس تظهر عليهم علامات الصلاح فهم من المحافظين على الفروض لكنهم لم
يجعلوا لأنفسهم حظًّا من دينهم، فهم لا يُربونها، ولا يهذبونها، ولا
يَرُدون الشر عنها!!
وهذا يدل على ابتعاد أولئك عن فهمهم
لدينهم الفهم الحقيقي، ويُبرهن على اختلال الموازين، واضطراب المقاييس
لديهم؛ لأنهم سيعرفون الاتصال والسؤال، وسيرسلون الرسائل عبر الجوال متى ما
كانت من أجل مصلحة شخصية، ومسألة دنيوية.. مما يجعل الإنسان في حَيرة من
أمره، فهو في ألم الصدود منهم والإعراض يتساءل.. وباتصالات سؤالهم ورسائل
هواتفهم يتفاءل!!
ما لنا لسنا نُطبق سماحة ديننا وسموه ورقيه؟! ما لنا نعرف خطر الكِبر ونمضي في طريقه؟! ما لنا نكره الصدود من الآخرين، لكننا نَصُد ونُعرض أحيانًا؟! كل ذلك بسبب التعلق بالدنيا وقشورها، والابتعاد عن فهم ديننا الفهم الحقيقي!!
في هذا الشهر الكُل يقرأ القرآن الكريم،
لكنَّ الذين يُرتلونه بقلوبهم متدبرين معانيه، ومطبقين أحكامه قليلون؛
لأنهم يقرؤون قوله تعالى: ﴿ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ﴾، ثم تأتيهم رسالة مباركة، فيطالعونها، ولا يردون عليها.
إن الدِّين سلوك، وأي سلوك؟! إنه
التعامل الحَسن، والإحساس بالآخرين، والصبر عليهم، والدعاء لهم.. يقول أبو
داوود - رحمه الله -: كتبت عن رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ خمس مئة
ألف حديث انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب – يعني سنن أبي داوود - ويكفي
الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث.. وذكر منها "لا يكون المؤمن مؤمنًا حتى
يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه".. [شرح الأربعين النووية].
فلنحاول أن نُحقق الإيمان في أنفسنا، وأن
نُعلم أنفسنا كيف تتسامح مع نفسها؛ لتكون متسامحة مع غيرها، وأن نحاول أن
نرقى بها في معراج الإنسانية الحقة التي أوجدها النبي عليه الصلاة والسلام
الذي كان خُلقه القرآن.. أو لم يقل له جبريل عليه السلام: "يا محمد، إن
الله يأمرك أن تعفو عمَّن ظلمك، وتُعطي من حرمك، وتصل من قطعك".. قالها بعد
نزول قوله تعالى: ﴿ خُذ العفو وأمر بالعُرف وأعرض عن الجاهلين ﴾.. فأي تسامح هذا؟! وأي خُلق كريم هذا؟!
فَيَا مَن تُحسنون استخدام أجهزة الاتصال
والتقنية أحسنوا إلى الناس باتصال غَادق، أو إرسال صادق يجمع كلمة
المؤمنين، ويُؤلف القلوب، ويُنقي النفوس، ويبني العلاقات بعيدًا عن الكِبر
الخَدَّاع، والصُّدود الرَدَّاع.. فقد شهد النبي عليه الصلاة والسلام لرجل
بدخوله الجنة لسلامة قلبه، ونقاء سريرته.. فاللهم اجعلنا ممن سَلمت قلوبهم،
وخَالَقُوا الناس بِخُلق حَسن.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى