رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
خطبة عيد الفطر "هويتنا سرّحضارتنا "
الحمدلله الذي هدانا للايمان وأكرمنا بالاسلام،، الحمدلله الذي شرفنا بالقرآن ووفقنا لصيام رمضان،، ، الحمدلله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولّي من الذّل وكبره تكبيرا ،الله أكبر الله أكبر الله أكبر لااله الا الله، الله اكبر الله اكبر ولله الحمد ،، الله اكبر كبيرا والحمدلله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا،،لااله الا الله ولانعبد الا اياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ، وأشهد الا اله الا الله وحده لاشريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله خيرمن صلى وصام واتقى من تهجد وقام،، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وبعد ،،، فأوصيكم عبادالله ونفسي بتقوى الله تعالى فقد استودعتم عند ربكم شهر التقوى والصيام، شهر القرآن والقيام، وقد تدثرتم رداء الايمان فالزموه، وارتديتم لباس التقوى فتعاهدوه " ولباس التقوى ذلك خير "قال تعالى"وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون ياأولي الالباب "
معاشر المؤمنين
بارك الله لكم يوم عيدكم ،وهنيئا لكم ختام شهركم، صمتم نهاره وقمتم ليله واكملتم عدته، فتقبل الله طاعاتكم وغفر ذنوبكم ورفع درجاتكم واعتق رقابكم ، وكتبكم في سجل المتقين وعداد المقربين، وجعلنا وإياكم من الفائزين برضوانه السعداء بجناته الظافرين برحمته وغفرانه . فاحمدوا الله على فضله ونعمه، واشكروه على هدايته وتوفيقه ،بذكره وشكره وحسن عبادته " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ماهداكم ولعلكم تشكرون " ،،فإنما أعيادنا عبادالله ذكر وشكر وبر وصلة.
عباد الله
نحن أمة هدانا الله تعالى لدينه، واصطفانا لشريعته، و اختارنا لدعوته، وشرفنا بخير رسله، وسمّانا بالمسلمين وأنعم به اسما وشرفا ، تلك عباد الله هويتنا ،تلك هي صبغة الله" ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون "وقد قال تعالى: "وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وماجعل عليكم في الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم هوسمّاكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس...."(الحج78)
إن هويتنا عباد الله ليست سمة عرقية ولاصفة اقليمية ،كما هو حال الامم الاخرى ، بل هي هوية عقيدة ورسالة ، هوية مباديء وحضارة ، هوية دين وشريعة ، هي هوية القرآن والايمان " ومن أحسن قولا ممن دعى الى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين "
هويتنا سمة الحياة الطيبة في الدنيا، وسبيل السعادة الابدية في الاخرة "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ " ،اما من أعرض عن هويته وتبرأ منها فسيعيش حياة ضنكا ويحشر يوم القيامة أعمى "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى"
هويتنا-عبادالله- بريد الامن من عذاب القبر وفتنته حين يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة فيجيب المؤمن الصادق الملكين:" ربي الله وديني الاسلام ونبي هو محمد عبدالله ورسوله صلى الله عليه وسلم "،أما من تنّكر لهويته وتلبّس بغير صبغة الله فيقول "هاه هاه لاأدري" فيقال له :"لادريت ولاتليت " .
هويتنا-عبادالله-هي راية القبول لورود حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم والشرب منه ،حيث يسقى بيده الشريفة المتمسكين بهويتهم الثابتين على هدي نبيهم ،أما المبّدلون المغيرون،أما المنهزمون المتغربون فتردّهم الملائكة عن حوضه فيقول صلى الله عليه وسلم:" أمتي أمتي " فتجيبه الملائكة :"إنك لاتدري ماأحدثوا بعدك "فيقول عندها :"سحقا سحقا " ،نعم سحقا لمن بدّل دينه وتنكر لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم واستبدل الذي هو أدني بالذي هو خير.
هويتنا –عبادالله- طوق النجاة على الصراط حين يثبت الله أقدام المؤمنين الصادقين المتمسكين بهويتهم وإيمانهم ،فيتمّم لهم نورهم بين أيدهم وبأيمانهم،أما الذين تخلّوا عن هويتهم وتردّدوا وتنازلوا وتشكّكوا ، فيضرب عليهم بسور يحجب عنهم النور :" يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ "(الحديد13)
هويتنا –عبادالله- جواز الدخول الى جنات النعيم، حين ترحب الملائكة الكرام بوفود المتقين التي تتتابع للدخول للجنة "وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ " (الزمر73)، اما الاخرون المنكرون لهويتهم المتنكرون لدينهم فمآلهم كما قال تعالى:" وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ " (الزمر60)
معاشر المؤمنين
تتعرض هويتنا اليوم الى حرب مستعرة لتشويهها وتبديلها وتدميرها، ونزعها عن أصالتها وعزلها عن منبعها ، حرب يشنهّا اعداؤها ويوقد لهيب فتنتها بعض بني جلدتنا ‘ممن تنّكروا لدينهم، وبدّلوا هويتهم، ونزعوا رداء الاسلام، وتلبّسوا برداءات شرقية وغربية ،ويسقط في شراكها من لم يتحصّن بالعلم والايمان ، هي في حقيقتها كالحرب التي شنّها أسلافهم الذين ذكر مكرهم كتاب الله فقال سبحانه:" وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً" )الاسراء72-73)
أما في عصرنا الحاضر فقد قال رئيس وزراء بريطانيا منتصف القرن المنصرم "مادام هذا القرآن عند المسلمين فلن نتمكن من بسط نفوذنا على بلادهم" وقال آخر :"كأس وغانية تفعل في الامة المحمدية مالايفعله الف مدفع"
حرب الهوية –عبادالله- يريد الكائدون منها ان نحتكم لغير كتاب الله وسنة رسول الله ،فُتشن الحرب لكل من يدعو لتحكيم شربعة الله وتطبيق احكام الاسلام في شئون الحياة فيتهمونه بالظلامية والرجعية ، ولكل من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيرمونه بالتسلط على العباد والوصاية على المجتمع ،يدعون للانحلال والفساد ويدّعون انهم دعاة الحرية وارباب الرفاهية ،يتسلطون على وسائل الاعلام فيفسدون الاذواق وينتهكون الاخلاق ويدمرون الاداب ويبدّلون القيم ، يفرحون حين يرون الشباب يسقطون في أوحال العلاقات المحرمة ويرتدون الأزياء المشينة ويرتكبون الأفعال الفاضحة ، ينتشون سعادة حين تنزع الفتاة حجابها وتلقي رداء سترها وتنتهك حياءها ،وصدق الله تعالى حين وصف أسلافهم:" وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ "(التوبة107)
تلك هي -عباد الله- هويتنا التي ينبغي ان نتمسك بها ونعتز بالانتساب لها فإنما العزة لله جميعا، لايذّل من والاه، ولايعزّ من عاداه " مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ (فاطر10)
فتح الصحابة رضوان الله عليهم بقيادة ابي عبيدة بن الجراح بيت المقدس ،واشترط الاساقفة ان يحضر الخليفة لاستلام مفاتيح القدس لأن كتابهم المقدس تنبأ بذلك ، فأرسل ابو عبيدة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب ليستلمها ، فسار عمر وغلامه من المدينة يتعاقبان على الجمل يركب عمر تارة والغلام تارة ،فوصلا للقوم وقد اجتمع الجيش والرهبان والقسس في مشهد مهيب وقف له التاريخ إجلالا ،فوصل الركب لمخاضة ماء وكان الماشي عمر والراكب الغلام فخلع عمر نعليه وخاض بقدميه المخاضة بثياب بالية مرقعة حتى بلغ المكان وتسلم المفاتيح ، فكأن الصحابة قد أحرجوا لهيئة عمر، فقال له ابوعبيدة في ذلك فرد الفاروق رضي الله عنه وقال بحزم : لو قالها غيرك ياأبا عبيدة ، كن أذلة فأعزّنا الله بالاسلام ،فمهما طلبنا العزّ بغيره أذلنا الله "،، نعم عباد الله ماأحوجنا للاعتزاز بهويتنا، والتمسك بها وغرس معالمها في ابنائنا ومناهجنا لانرضى عنها بديلا، هدانا الله واياكم للبرّ والتقوى وللعمل الذي يرضى، اقول ماتسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم ..
الخطبة الثانية
الحمدلله الودود الشكور ،،الحمدلله العزيز الغفور،، وأشهد الا اله الاالله وحده لاشريك له أحمده وأشكره وأتوب اليه وأستغفره،، وأشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله النبي المجتبى والرسول المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا
معاشر المؤمنين
اذكروا الله ذكرا كثيرا في يوم عيدكم وسبحوه بكرة وأصيلا،،وتوبوا اليه واستغفره، واشكروه على هدايته لكم وكبّروه ،الله اكبر الله اكبر الله اكبر لااله الا الله الله اكبر الله اكبر ولله الحمد ،وأظهروا الفرح بما وفقكم الله تعالى اليه من الطاعات والقربات "قل بفضل الله وبرحمته بذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون"،صلوا ارحامكم وبروا اباءكم وارحموا ضعفائكم واحسنوا لفقراءكم وتذكروا المنكوبين من المسلمين فانما نحن المسلمون كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، واحذروا عبادالله رجالا ونساءا من ان تعقبوا موسم الطاعات بالمعاصي والاثام فتستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير ،وليكن حالنا بعد رمضان خير مما كنا عليه قبله ،وواصلوا الخير وتعاهدوا البر واستقيموا على أمر الله ، وأكملوا بركات الصيام بصوم ستا من شوال تكن لكم كصيام الدهر كما رغّب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:"من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر" وصلوا على الرحمة المهداة والنعمة المسداة .
الخطيب : يحيى العقيلي
الحمدلله الذي هدانا للايمان وأكرمنا بالاسلام،، الحمدلله الذي شرفنا بالقرآن ووفقنا لصيام رمضان،، ، الحمدلله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولّي من الذّل وكبره تكبيرا ،الله أكبر الله أكبر الله أكبر لااله الا الله، الله اكبر الله اكبر ولله الحمد ،، الله اكبر كبيرا والحمدلله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا،،لااله الا الله ولانعبد الا اياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ، وأشهد الا اله الا الله وحده لاشريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله خيرمن صلى وصام واتقى من تهجد وقام،، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وبعد ،،، فأوصيكم عبادالله ونفسي بتقوى الله تعالى فقد استودعتم عند ربكم شهر التقوى والصيام، شهر القرآن والقيام، وقد تدثرتم رداء الايمان فالزموه، وارتديتم لباس التقوى فتعاهدوه " ولباس التقوى ذلك خير "قال تعالى"وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون ياأولي الالباب "
معاشر المؤمنين
بارك الله لكم يوم عيدكم ،وهنيئا لكم ختام شهركم، صمتم نهاره وقمتم ليله واكملتم عدته، فتقبل الله طاعاتكم وغفر ذنوبكم ورفع درجاتكم واعتق رقابكم ، وكتبكم في سجل المتقين وعداد المقربين، وجعلنا وإياكم من الفائزين برضوانه السعداء بجناته الظافرين برحمته وغفرانه . فاحمدوا الله على فضله ونعمه، واشكروه على هدايته وتوفيقه ،بذكره وشكره وحسن عبادته " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ماهداكم ولعلكم تشكرون " ،،فإنما أعيادنا عبادالله ذكر وشكر وبر وصلة.
عباد الله
نحن أمة هدانا الله تعالى لدينه، واصطفانا لشريعته، و اختارنا لدعوته، وشرفنا بخير رسله، وسمّانا بالمسلمين وأنعم به اسما وشرفا ، تلك عباد الله هويتنا ،تلك هي صبغة الله" ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون "وقد قال تعالى: "وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وماجعل عليكم في الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم هوسمّاكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس...."(الحج78)
إن هويتنا عباد الله ليست سمة عرقية ولاصفة اقليمية ،كما هو حال الامم الاخرى ، بل هي هوية عقيدة ورسالة ، هوية مباديء وحضارة ، هوية دين وشريعة ، هي هوية القرآن والايمان " ومن أحسن قولا ممن دعى الى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين "
هويتنا سمة الحياة الطيبة في الدنيا، وسبيل السعادة الابدية في الاخرة "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ " ،اما من أعرض عن هويته وتبرأ منها فسيعيش حياة ضنكا ويحشر يوم القيامة أعمى "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى"
هويتنا-عبادالله- بريد الامن من عذاب القبر وفتنته حين يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة فيجيب المؤمن الصادق الملكين:" ربي الله وديني الاسلام ونبي هو محمد عبدالله ورسوله صلى الله عليه وسلم "،أما من تنّكر لهويته وتلبّس بغير صبغة الله فيقول "هاه هاه لاأدري" فيقال له :"لادريت ولاتليت " .
هويتنا-عبادالله-هي راية القبول لورود حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم والشرب منه ،حيث يسقى بيده الشريفة المتمسكين بهويتهم الثابتين على هدي نبيهم ،أما المبّدلون المغيرون،أما المنهزمون المتغربون فتردّهم الملائكة عن حوضه فيقول صلى الله عليه وسلم:" أمتي أمتي " فتجيبه الملائكة :"إنك لاتدري ماأحدثوا بعدك "فيقول عندها :"سحقا سحقا " ،نعم سحقا لمن بدّل دينه وتنكر لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم واستبدل الذي هو أدني بالذي هو خير.
هويتنا –عبادالله- طوق النجاة على الصراط حين يثبت الله أقدام المؤمنين الصادقين المتمسكين بهويتهم وإيمانهم ،فيتمّم لهم نورهم بين أيدهم وبأيمانهم،أما الذين تخلّوا عن هويتهم وتردّدوا وتنازلوا وتشكّكوا ، فيضرب عليهم بسور يحجب عنهم النور :" يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ "(الحديد13)
هويتنا –عبادالله- جواز الدخول الى جنات النعيم، حين ترحب الملائكة الكرام بوفود المتقين التي تتتابع للدخول للجنة "وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ " (الزمر73)، اما الاخرون المنكرون لهويتهم المتنكرون لدينهم فمآلهم كما قال تعالى:" وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ " (الزمر60)
معاشر المؤمنين
تتعرض هويتنا اليوم الى حرب مستعرة لتشويهها وتبديلها وتدميرها، ونزعها عن أصالتها وعزلها عن منبعها ، حرب يشنهّا اعداؤها ويوقد لهيب فتنتها بعض بني جلدتنا ‘ممن تنّكروا لدينهم، وبدّلوا هويتهم، ونزعوا رداء الاسلام، وتلبّسوا برداءات شرقية وغربية ،ويسقط في شراكها من لم يتحصّن بالعلم والايمان ، هي في حقيقتها كالحرب التي شنّها أسلافهم الذين ذكر مكرهم كتاب الله فقال سبحانه:" وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً" )الاسراء72-73)
أما في عصرنا الحاضر فقد قال رئيس وزراء بريطانيا منتصف القرن المنصرم "مادام هذا القرآن عند المسلمين فلن نتمكن من بسط نفوذنا على بلادهم" وقال آخر :"كأس وغانية تفعل في الامة المحمدية مالايفعله الف مدفع"
حرب الهوية –عبادالله- يريد الكائدون منها ان نحتكم لغير كتاب الله وسنة رسول الله ،فُتشن الحرب لكل من يدعو لتحكيم شربعة الله وتطبيق احكام الاسلام في شئون الحياة فيتهمونه بالظلامية والرجعية ، ولكل من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيرمونه بالتسلط على العباد والوصاية على المجتمع ،يدعون للانحلال والفساد ويدّعون انهم دعاة الحرية وارباب الرفاهية ،يتسلطون على وسائل الاعلام فيفسدون الاذواق وينتهكون الاخلاق ويدمرون الاداب ويبدّلون القيم ، يفرحون حين يرون الشباب يسقطون في أوحال العلاقات المحرمة ويرتدون الأزياء المشينة ويرتكبون الأفعال الفاضحة ، ينتشون سعادة حين تنزع الفتاة حجابها وتلقي رداء سترها وتنتهك حياءها ،وصدق الله تعالى حين وصف أسلافهم:" وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ "(التوبة107)
تلك هي -عباد الله- هويتنا التي ينبغي ان نتمسك بها ونعتز بالانتساب لها فإنما العزة لله جميعا، لايذّل من والاه، ولايعزّ من عاداه " مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ (فاطر10)
فتح الصحابة رضوان الله عليهم بقيادة ابي عبيدة بن الجراح بيت المقدس ،واشترط الاساقفة ان يحضر الخليفة لاستلام مفاتيح القدس لأن كتابهم المقدس تنبأ بذلك ، فأرسل ابو عبيدة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب ليستلمها ، فسار عمر وغلامه من المدينة يتعاقبان على الجمل يركب عمر تارة والغلام تارة ،فوصلا للقوم وقد اجتمع الجيش والرهبان والقسس في مشهد مهيب وقف له التاريخ إجلالا ،فوصل الركب لمخاضة ماء وكان الماشي عمر والراكب الغلام فخلع عمر نعليه وخاض بقدميه المخاضة بثياب بالية مرقعة حتى بلغ المكان وتسلم المفاتيح ، فكأن الصحابة قد أحرجوا لهيئة عمر، فقال له ابوعبيدة في ذلك فرد الفاروق رضي الله عنه وقال بحزم : لو قالها غيرك ياأبا عبيدة ، كن أذلة فأعزّنا الله بالاسلام ،فمهما طلبنا العزّ بغيره أذلنا الله "،، نعم عباد الله ماأحوجنا للاعتزاز بهويتنا، والتمسك بها وغرس معالمها في ابنائنا ومناهجنا لانرضى عنها بديلا، هدانا الله واياكم للبرّ والتقوى وللعمل الذي يرضى، اقول ماتسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم ..
الخطبة الثانية
الحمدلله الودود الشكور ،،الحمدلله العزيز الغفور،، وأشهد الا اله الاالله وحده لاشريك له أحمده وأشكره وأتوب اليه وأستغفره،، وأشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله النبي المجتبى والرسول المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا
معاشر المؤمنين
اذكروا الله ذكرا كثيرا في يوم عيدكم وسبحوه بكرة وأصيلا،،وتوبوا اليه واستغفره، واشكروه على هدايته لكم وكبّروه ،الله اكبر الله اكبر الله اكبر لااله الا الله الله اكبر الله اكبر ولله الحمد ،وأظهروا الفرح بما وفقكم الله تعالى اليه من الطاعات والقربات "قل بفضل الله وبرحمته بذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون"،صلوا ارحامكم وبروا اباءكم وارحموا ضعفائكم واحسنوا لفقراءكم وتذكروا المنكوبين من المسلمين فانما نحن المسلمون كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، واحذروا عبادالله رجالا ونساءا من ان تعقبوا موسم الطاعات بالمعاصي والاثام فتستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير ،وليكن حالنا بعد رمضان خير مما كنا عليه قبله ،وواصلوا الخير وتعاهدوا البر واستقيموا على أمر الله ، وأكملوا بركات الصيام بصوم ستا من شوال تكن لكم كصيام الدهر كما رغّب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:"من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر" وصلوا على الرحمة المهداة والنعمة المسداة .
الخطيب : يحيى العقيلي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى