لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

خطبة الثبات: Empty خطبة الثبات: {الإثنين 22 أغسطس - 13:02}

خطبة الثبات:
عناصر الخطبة:
مدخل، تعريف الثبات، أهمية الثبات، لماذا الثبات؟ نماذج للثبات، فوائد الثبات.
مدخل
الابتلاء سنة من سنن الله في الدعوات، ليميز الله به الخبيث من الطيب:
يقول الله تعالى: ﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ..﴾.
﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)﴾
﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾
(أم حسبتُم أنْ تَدْخلوا الجنةَ ولما يعلم اللهُ الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين)
والفتن إذا اقبلت تشابهت فلا يعرفها إلا العلماء، وإذا ادبرت عرفها كل احد
ولا مخرج من الفتن إلا بالثبات، ولافوز ولا نجاح إلا بالثبات
تعريف الثبات:
الاستقامة على الهدى، والتمسك بالتقى، وإلجام النفس، وقسرها على سلوك طريق الحق والخير، وعدم الالتفات إلى صوارف الهوى والشيطان، ونوازع النفس والطغيان، مع سرعة الأوبة والتوبة حال ملابسة الإثم أو الركون إلى الدنيا.
أهمية الثبات:
أولاً: هو دليل الإيمان.
ثانيًا: هو دليل الثقة بالمنهج، فلا يثبت من ليس له اربتاط بمنهج ولا ثقة فيه.
ثالثًا: الثبات قوة، انظر إلى الماء كيف يحفر في الصخر بالثبات على الوقوع فيه.
رابعا: الثبات طريق المنتصرين، فلا نصر بلا ثبات والتاريخ شاهد.
لماذا الثبات؟:
الدنيا قصيرة: لا يدوم فيها نعيم ولا يستمر فيها شقاء، والأولى أن نحفظ ديننا.
الثبات عند البلاء يصقل الإيمان، ويرفع القدر: ﴿مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2)وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)﴾
الجزع وعدم الثبات مصيبة كبرى، أكبر من الابتلاء لأنها في الدين، واكبر مصية هي التي تكون في الدين "اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا" ، ﴿قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ﴾
الثبات أجره عظيم لأن فيه الصبر، قال تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)، وقال صلى الله عليه وسلم:(مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ"
نماذج للثبات:
ثبات أبي بكر
تولى أبوبكر الصديق الخلافة ووجه بفتن عظيمة:
وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ارتداد قبائل من العرب بالكلية من الإسلام، وارتداد بعضهم جزئيا برفضهم لدفع الزكاة
ظهور بعض المتنبئين كمسيلمة الكذاب وسجاح، وقد جمعوا حولهم أتباعا.
قال عروة بن الزبير يصف الوضع في تلك الأيام: (وقد ارتدت العرب إما عامةً وإما خاصة في كل قبيلة، ونجم النفاق، واشرأب اليهود والنصارى، والمسلمون كالغنم في الليلة المطيرة الشاتية ـ فقال الناس لأبي بكر: إن هؤلاء ـ أي: جيش أسامة الذين كانوا قد تهيؤ للخروج ـ إن هؤلاء جل المسلمين، والعرب كما ترى قد انتفضت عليك، فليس ينبغي لك أن تفرق عنك جماعة المسلمين).
فقال أبو بكر: (والذي نفس أبي بكر بيده، لو ظننت أن السباع تتخطفني، لأنفذت بعث أسامة كما أمر به رسول الله ، ولو لم يبق في القرى غيري لأنفذته).
قال عمر لابي بكر: يا خليفة رسول الله، تألف الناس وارفق بهم فقال له أبو بكر: (أجبار في الجاهلية، خوار في الإسلام يا عمر، قد انقطع الوحي وتم الدين أينقص وأنا حي)؟!
ثم قال قولته الشهيرة: (والله لا أدع أن أقاتل على أمر الله، حتى ينجز الله وعده، ويوفي لنا عهده، ويقتل من يقتل شهيدًا من أهل الجنة).
لهذا ثابت العقول إلى رشدها، وعادت القلوب إلى يقينها، فترابطت الصفوف وتوحدت القلوب، وهب الجميع لنصرة الدين، تلك هي المواقف الحازمة العازمة الجازمة المرتبطة بالله سبحانه وتعالى ونهجه.
جهز أبوبكر أحد عشر جيشًا لكل المرتدين، ولكل المتنبئين، فماذا حدث؟
في بضعة أشهر دون العام انتهى أمر الردة، وفاء الناس إلى الإسلام، وانتظمت الأحوال.
أما عن جيش أسامه، فقد كان رأي أبي بكر حكيما لأنه ما مر الجيش بقوم يريدون الارتداد إلا قالوا: لولا أن لهؤلاء قوة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم، ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم، فلقي الجيش الروم وأبلى بلاء حسنا
لقد كان لثبات أبي بكر أثر كبير في حفظ الدين، ثم في انتشاره لأنه لم تمض سنة على ذلك حتى خرجت جيوش الإسلام في آخر خلافة أبي بكر إلى الروم وفارس معًا، وابتدأت المعارك في القادسية واليرموك، في عهده رضي الله عنه.
ثبات الإمام أحمد:
ابتلاء طويل (المأمون قال بخلق القرآن، المعتصم (ضربه)، الواثق (حبسه في داره)، المتوكل أطقله ـ
مال المأمون إلى رأي المعتزلة في القول بخلق القرآن، وامتحن الناس على ذلك وارهبهم،وأمر بإحضار كل من يخالف قوله، وكان بطرطوس، وقام عماله بحمل الناس على القول بخلق القرآن ولم يخالف إلا إثنان محمد بن نوح والإمام أحمد، فحملا إلى الخليفة:
قال خادم للإمام أحمد : ( يعز عليّ يا أبا عبد الله ، أن المأمون قد سل سيفاً لم يسله قبل ذلك ، وأنه يقسم بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لئن لم تجبه إلى القول بخلق القرآن ليقتلنك بذلك السيف ) فقال احمد أسأل الله أن يكفنيه فمات المامون قبل ان يصل أحمد إليه، ففي السير للذهبي عن أبي جعفر الأنباري قال : " لما حُمِل أحمد إلى المأمون أخبرت ، فعبرت الفرات ، فإذا هو جالس في الخان فسلمت عليه .
فقال : يا أبا جعفر تعنيت .
فقلت : يا هذا ، أنت اليوم رأس والناس يقتدون بك ، فو الله لئن أجبت إلى خلق القرآن ليجيبن خلق ، وإن لم تُجب ليمتنعن خلق من الناس كثير ، ومع هذا فإن الرجل إن لم يقتلك ، فإنك تموت ، لابد من الموت ، فاتق الله ولا تجب . فجعل أحمد يبكي ويقول : ما شاء الله . ثم قال : يا أبا جعفر أعِد ..
فأعدت عليه وهو يقول : ما شاء الله ... أ.هـ "
ويقول الإمام أحمد عن مرافقة الشاب محمد بن نوح الذي صمد معه في الفتنة :
ما رأيت أحداً - على حداثة سنه ، وقدر علمه - أقوم بأمر الله من محمد بن نوح ، إني لأرجو أن يكون قد ختم له بخير .
قال لي ذات يوم : " يا أبا عبد الله ، الله الله ، إنك لست مثلي ، أنت رجل يُقتدى بك ، قد مد الخلق أعناقهم إليك ، لما يكون منك ، فاتق الله ، واثبت لأمر الله . فمات وصليت عليه ودفنته" . وأحضر أحمد أمام المعتصم وناظروه فحجهم، فأودعوه السجن ، وفي السجن كان يدعو ويصلي، وقال مرة في الحبس: لست أبالي بالحبس - ما هو ومنزلي إلا واحد - ولا قتلاً بالسيف ، وإنما أخاف فتنة السوط "
فسمعه بعض أهل الحبس فقال : " لا عليك يا أبا عبد الله ، فما هو إلا سوطان ، ثم لا تدري أين يقع الباقي " فكأنه سُرِّي عنه
م فضرب الإمام أحمد بين يديه ضربًا شديدًا؛ أشرف به على الهلاك، وحبس حبسا طويلا، ومات المعتصم، وجاء من بعده الواثق، وألزم الإمام بالبقاء بداره، ومات الواثق وجاء من بعد المتوكل فكشف الفتنة، وخالف من سبقوه وقال بالحق، وأطلق الإمام أحمد من حبسه بداره، وأكرمه وأحسن إليه.
قال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل : كنت كثيراً أسمع والدي يقول : رحم الله أبا الهيثم ، غفر الله لأبي الهيثم ، عفى الله عن أبا الهيثم، فقلت : يا أبتي من أبو الهيثم ؟ ،فقال : ما تعرفه ؟ ، قلت : لا .
قال : أبو الهيثم في اليوم الذي خرجت فيه للسياط ومدت يداي للجلد ، إذا أنا بإنسان يجذب ثوبي من ورائي ويقول لي : تعرفني ؟ قلت : لا، قال : أنا أبو هيثم اللص ، ومكتوب في ديوان أمير المؤمنين أني ضُربت 18 ألف سوطٍ بالتفاريق ، وصبرت على ذلك في طاعة الشيطان لأجل الدنيا ، فاصبر في طاعة الرحمن لأجل الدين .
قال ميمون بن الأصبغ : لما ضرب الجلاد سوطاً قال الإمام أحمد : بسم الله
ولما ضرب الثاني قال أحمد : لا حول ولا قوة إلا بالله
فلما ضرب الثالث قال : القرآن كلام الله غير مخلوق
فلما ضرب الرابع قال : ( لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) فضربه 29 سوطا
جاء في طبقات الشافعية للسبكي أن المزني قال: أَبُو بكر يوم الردة ، وعمر يوم السقيفة ، وعثمان يوم الدار ، وعلى يوم صفين ، وأَحْمَد بْن حنبل يوم المحنة.
قال الإمام علي بن المديني - و هو أحد شيوخ البخاري - : " إن الله أعز هذا الدين برجلين ، أبو بكر الصديق يوم الردة و أحمد بن حنبل يوم المحنة "
قال سيار: لقد قام هذا الرجل – يعني الإمام أحمد – مقام النبيين والصدقين .
وقال عنه بشر بن الحارث: لو لا هذا الرجل – يعني الإمام أحمد – لكان العار علينا إلى يوم القيامة .
وقال أبو عمر بن النحاس - وذكر أحمد يوماً – فقال: رحمه الله في الدين ما كان أبصره ، وعن الدنيا ما كان أصبره ، وفي الزهد ما كان أخبره ، وبالصالحين ما كان ألحقه ، وبالماضين ما كان أشبهه ، عرضت عليه الدنيا فأباها ، والبدع فنفاها .
وقال الميموني : قال لي علي بن المديني - بعد ما امتحن أحمد - يا ميمون ما قام أحد في الإسلام ما قام أحمد بن حنبل .
قال بشر بن الحارث لما سؤل عن الإمام أحمد : أنا أُسأل عن أحمد ؟!! إن أحمد أُدخل الكير فخرج ذهباً أحمر
فوائد الثبات
من فوائد (الثبات)
(1) دليل كمال الإيمان وحسن التّوكّل على اللّه- عزّ وجلّ-.
(2) دليل قوّة النّفس ورباطة الجأش.
(3) لا ينتشر الحقّ إلّا به ولا يزهق الباطل إلّا بالثّبات على الحقّ.
(4) دليل على تمكّن حبّ العقيدة والصّبر عليها وعلى تكاليفها حتّى الممات.
(5) يكسب المسلم قوّة في الجهاد.
(6) الثّبات من السّبل الهادية إلى الجنّة.
(7) في الثّبات تأسّ بالرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم.

نزار محمد عثمان
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى