لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

أَسْبَابْ مَنْعِ القَطْر Empty أَسْبَابْ مَنْعِ القَطْر {الإثنين 22 أغسطس - 17:02}



أَسْبَابْ مَنْعِ القَطْر



الشيخ/ عبد الكريم الخضير




الاسْتِسْقَاء طَلَبْ السُّقْيَا، عندَ تَأَخُّر المَطَرْ، وحُصُول القَحْطْ
والجَدْبْ، يُشْرَع للمُسْلِمينْ أنْ يَخْرُجُوا؛ لِيَطْلُبُوا من الله -جلَّ وعلا-
أنْ يَسْقِيَهُمْ، يُشْرَعْ لهُم ذلك؛ لكنْ الاسْتِسْقَاء طَلَب ودُعاءْ؛
فليَحْرِصْ كُلّ مُسلِم؛ أنْ يكُون مُجَاب الدَّعْوَة؛ لِيَنْكَشِفَ ما بِهِ، أمَّا
أنْ يُزَاوِلْ المَعاصِي والمُنْكَرَاتْ، وتَكْثُرُ عندَهُ موانِعْ قبُول الدُّعاء،
ولا يَبْذُلُ من أسْبَابِ القَبُولِ شيْئاً، هذا الأمَلُ فيهِ ضَعِيفْ، وإنْ كانَ
الرَّبُّ -جلَّ وعلا- أكْرَمُ الأكرمِينْ، وأَجْوَدُ الأجْوَدِينْ؛ لكنْ يَبْقَى
أنَّهُ أمَرَنا بِبَذْلِ الأسْبَابْ، وكَلَّفَنا باجْتِنَابْ المَوانِعْ التِّي
تمنَعْ من قَبُول الدُّعاء، جاء في سُنَنْ ابن ماجه بِسَنَدٍ لا بأسَ بِهِ حَسَنْ
منْ حَدِيثْ ابن عُمر أنَّ رسُول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمْ-:
((لَمْ يَنْقُصْ قَوْمٌ المِكْيَال والمِيزَانَ؛ إِلَّا
أُخِذُوا بِالسِّنِينْ، وشِدَّة المَؤُونَة وجَوْر السُّلْطَانِ عَلَيْهِم, ولَمْ
يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ؛ إِلَّا مُنِعُوا القَطْرَ مِنَ السَّمَاء))
فهل اسْتَشْعَر التُّجَّار مثل هذا الخَبَر؟! ((ولَمْ
يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ؛ إِلَّا مُنِعُوا القَطْرَ مِنَ السَّمَاء))
ومعَ الأسَفْ إنَّ كثيراً من النَّاس يَتَصَوَّر أنَّهُ ليسَ بِحَاجة إلى مطر!
الذِّينَ يَحْتاجُون المَطَرْ يَسْتَسْقُونْ! منْ أهلِ البَوادِي والمَزَارِع
وغيرِهِم! هذا خطأ، هذا خَلَلْ، وما يُشَاعْ ويُذَاعْ ويُعْلَنْ منْ نَقْصٍ في
المِيَاه الجَوْفِيَّة أَمْرٌ مُخِيفْ، فَلا بُدَّ من بَذْلِ الأسْبَابْ الحِسِيَّة
والمَعْنَوِيَّة؛ لِتَدَارِكِ الوَضْع، وإلاَّ هُم يَذْكُرُون في تَقَارِيرِهِم
أَشْيَاءْ مُذْهِلَة، ومع ذلك ومع كَثْرَة ما يَسْمَع النَّاس تَجِد الإسراف
الشَّديد في الماء، وقد نُهِينا عن الإسراف، إسْرَافْ شَديد في المَاء، وعلى
النَّاس جميعاً أنْ يَقْتَصِدُوا في جَمِيع أُمُورِهِم؛ بحيث لا يُضَيِّقُون على
أَنْفُسِهِم ولا على منْ تَحْتِ أَيْدِيهِمِ، ويَحْفَظُوا هذهِ الثَّرَواتْ، يعني
المَاء كَوْنُهُ بِأَرْخَصِ الأثْمَانْ، هل يعني هذا أنَّهُ غير مَتْعُوبٍ عليه؟!!
مَتْعُوب عليه؛ لكن منْ نِعَم الله -جلَّ وعلا- أنَّهُ كُلَّمَا كانتْ الحَاجَة إلى
الشَّيْءِ أشَدّ؛ كانَ ثَمَنُهُ أقلّ؛ رِفْقاً بالنَّاس؛ ولِذا تجدُون يعني أرْخَصْ
ما يُباع من الكُتُب الضَّرُوريَّات لأهلِ العلم وطُلاَّبِ العِلْم، فَتَجِدْ على
سَبِيل المِثَال، ولَيْسَت المَسْألَة مُقَايَسَة بالأقيام أو مُقَدَّرَة
بالأَثْمَانْ المُصحف، أَرْخَصْ ما يُبَاع المُصْحَفْ، ثُمَّ شُف حاجَة عَامَّة
النَّاس مَثلاً إلى رِياض الصَّالِحينْ، أو إلى تفسِيرْ ابن كثير، أو إلى صحيح
البُخاري مِنْ أَرْخَصْ ما يُبَاعْ، وكُلّ ما يَحْتَاجُهُ عُمُومُ النَّاسْ
تَجِدُهُ أَرْخَصْ شَيْءْ، منْ أَرْخَصْ الأُمُور المَاء، والمِلْح والتَّمر،
أُمُور ضَرُورِيَّة؛ لكنْ تعال إلى الأُمُور التِّي لا يَحْتَاجُها عَامَّة
النَّاسْ الكماليَّاتْ أغلى الكُتُب كُتب الرَّحلات والذِّكْرَيات، هذهِ أغْلَى
الكُتُب، ثُمَّ انْظُر إلى مَا فِي أسْواق النَّاس منْ السِّلَع التِّي تُبَاع
تَجِدْ الكَمَالِيَّات بِأَغْلَى الأثْمَانْ والضَّرُورِيَّاتْ رَخِيصَة -وللهِ
الحمد-، وهذا من لُطْفِ الله -جلَّ وعلا-؛ لأنَّ الضَّرُورِيَّاتْ يَحْتَاجُها
النَّاس كُلُّهُمْ، بِخِلاف الكماليَّات، فلا بُدَّ من اسْتِشْعار هذا، لا بُدَّ
أنْ نَعْرِفْ أنَّنَا بِحَاجَةٍ مَاسَّة إلى المَاءْ، وأنَّهُ لا يُمكن أنْ يَعِيش
أَحَد بِدُونِ مَاء {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ
شَيْءٍ حَيٍّ}
[الأنْبِيَاء/30]،
وعلى كُلِّ إنْسَانْ أنْ يُؤَدِّيَ ما عليهِ، يَسْعَى بِصَلاحِهِ وصَلاح نَفْسِهِ،
وصَلاح من تحت يَدِهِ، يَحْرِصْ على الاقْتِصَادْ في المَاء، ولا بُدَّ من هذا،
التُّجَّار أيضاً عليهم أنْ يُساهِمُوا فِي رَفْعِ الشِّدَّة بأدَاءِ الزَّكَاة
((ولَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ؛ إِلَّا مُنِعُوا
القَطْرَ مِنَ السَّمَاء)) والبَلد فيهِ خَيْرَات وللهِ الحَمْد، وفيهِ
أموال ولو أُدِّيت الزَّكَاةُ بِدِقَّة احْتِمَال أنْ لا يُوجَدْ فَقِير في
البَلَدْ، يمكن ما يُوجَد فقير في البَلَد لو أُدِّيَتْ الزَّكَاة على الوَجْه
المَطْلُوب، واللهُ المُسْتَعَانْ.
أيْضاً على النَّاسْ أنْ يَنْصَحُوا، ((لَمْ يَنْقُصْ قَوْمٌ
المِكْيَال والمِيزَانَ؛ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينْ، وشِدَّة المَؤُونَة))
هذا منْ النُّصْحْ للمُسْلِمينْ؟! هذا من الغِشِّ لَهُم،
((لَمْ يَنْقُصْ قَوْمٌ المِكْيَال والمِيزَانَ)) يعني تَصَوَّر قبل سِنِينْ
يمكن قبل عِشْرِينْ سَنَة وُجِد جَزَّار فيهِ حَبْل يَرْبِط بِهِ كِفَّة المِيزَانْ
بإصْبَع رِجْلِهِ؛ فإذا وَضعْ قِطْعَة من اللَّحم جَرَّ الحَبْل! فرَجَحَتْ!!! هذا
على خَطَرٍ عظيم نَسْأَلْ الله العَافِيَة ((لَمْ يَنْقُصْ
قَوْمٌ المِكْيَال والمِيزَانَ)) {وَيْلٌ
لِلْمُطَفِّفِينَ}
[المُطَفِّفِينْ/1]
وَيْلْ: وَادٍ في جَهَنَّم نَسْأَلْ الله العَافِيَة، جَاء في وَصْفِهِ انَّهُ لو
سُيِّرَتْ فيهِ جِبَالُ الدُّنْيَا لَذَابَتْ! {وَيْلٌ
لِلْمُطَفِّفِينَ}
[المُطَفِّفِينْ/1]،
وهذا يَرْبط كِفَّة المِيزَانْ بحبل، فإذا وَضَع قِطْعة جَرَّ الحَبْل! فَرَجَحَتْ
الكِفَّة نَسْأَلُ الله السَّلامة العَافِيَة، ((إِلَّا
أُخِذُوا بِالسِّنِينْ)) ويُلاحظ على مِثْل هذا أنَّهُ يَعِيشُ فَقِيراً!
يعيش فَقِير مثل هذا! وهذا وَاقِع هذا الرَّجُلْ إلى أنْ ماتْ! نَسْأَلُ الله
السَّلامة العَافِيَة، مَسْأَلَة الغِشّ مُشْكِلة أيْضاً
((مَنْ غَشَّنا فَلَيْسَ مِنَّا))، وفي رِواية:
((مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنَّا))، ((مَنْ غَشَّنا))
يعني غَشَّ المُسْلِمِينْ، و ((مَنْ غَشَّ)) يَشْمَل
المُسْلِمينْ وغير المُسْلِمينْ، ((إِلَّا أُخِذُوا
بِالسِّنِينْ، وشِدَّة المَؤُونَة)) كثِير من النَّاسْ يَعِيشْ في ضِيقْ،
وعِنْدَهُ الدُّخُول العَظِيمَة! عِنْدَهُ رَاتِبْ كثيرْ؛ لكنْ نَقَصْ، يقول أنَا
ما نَقَصْتْ لا مِكْيَال ولا مِيزَان! أنت طَفَّفْتْ في وَظِيفَتِكْ، ما أَدَّيْت
العَمَل على الوَجْه المَطْلُوب، مَا أعْطَيْتْ العَمَلْ حَقَّهُ؛ فَتُبْتَلَى
بالدُّيُونْ وهذا نُوع من شِدَّة المَؤُونة، كَوْن الرَّاتب إذا جَاءْ لا يَسْتَمِر
لا يُوم ولا يُومين هذهِ شِدَّة المَؤُونة، على كُلِّ حَال، على كُلِّ إنْسَانْ أنْ
يُحَاسِبَ نَفْسَهُ، وأنْ يُقدِّم ما يَكُونُ فيهِ فَرَجْ لَهُ ولِغَيْرِهِ.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى