رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الحمد لله عز فارتفع ، وذل كل
شيء لعظمته وخضع ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، خلق
الخلائق
فأتقن ما صنع ، وشرع الشرائع فأحكم ما شرع ، لا مانع لما أعطى ، ولا معطي
لما منع ، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله ، أقام صرح
العلم
ورفع ، ودفع أسباب الجهل ووضع ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل
التقى
والحياء والزهد والورع ، ومن سار على نهجهم واتبع ، وسلم تسليماً كثيراً .
. . أما بعد : فاتقوا الله عباد الله ، فتقواه توصد أبواب البلايا ،
وتغلق
منافذ الدنايا ، وتحسن ختام المنايا ، قال باسط اليدين بالعطايا : {
لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ
مِّنَ
اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } .
أيها المسلمون : لقد كانت الأمة الإسلامية ، أمة مرضية ، شامخة أبية ،
متمسكة بكتاب ربها ، عاملة بسنة نبيها ، صحيحة في عقائدها ، صالحة في
أعمالها ، حسنة في معاملاتها ، كريمة في أخلاقها ، عزيزة بدينها ، قوية
الشوكة ، جليلة مهيبة ، واليوم ، اليوم يا عباد الله ، تغير أمرها ،
وتبدل
حالها ، واختلت عقائدها ، وفسد كثير من أعمالها ، وتدهورت أخلاقها ،
وجهلت
أمر دينها ، مغلوبة على أمرها ، بسبب ابتعادها عن دينها ، اهتمت بدنياها ،
ونسيت أُخراها ، فتأخرت وتدهورت ، وغُلبت وانهزمت ، تتخبط في ظلمات الجهل
،
تنقاد للخرافات والأوهام ، وأضغاث الأحلام ، فانساقت وراء ترهات العقول ،
وكاذب النقول ، وزخرف القول ، لقد عوقبت الأمة بشر أعمالها ، فذاقت وبال
أمرها ، كل ذلك يا عباد الله ، نتيجة حتمية ، وحقيقة واقعية ، لعدم
استقامتنا على ديننا ، وانحرافنا عن صراط ربنا ، فتعالت الصيحات ،
وارتفعت
الصرخات ، لكثير من الأمراض والأسقام ، والتعديات على الأحكام ، تجرعنا
غصص
الإعراض ، أموراً مهلكة ، وآثاراً مدمرة ، فرحماك ربنا رحماك ، قال ربنا
جل
في علاه : { وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا
وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً
نُّكْراً } .
عباد الله : ما أحلم الله على عباده ، ما أعظم صبر الله ، ما أطول إمهال
الله ، الله يمهل ولا يهمل ، ولو أنه أخذ الناس بأول الجرم ، وابتداء
الإثم
، ما ترك على الأرض من أحدٍ أبداً ، عدلاً منه وقسطاً ، ولكنه غفور رحيم ،
رؤوف كريم ، قال العزيز العليم : { وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ
لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل
لَّهُم
مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً } ، ألا وإن المتأمل في
واقع كثير من الناس اليوم ، ليجد عجباً ، ويهلك كمداً ، ابتعاد عن دين
الله
القويم ، وانحراف عن صراطه المستقيم ، وقوع في فخاخ قنوات مميتة ، وبرامج
مقيتة ، قنوات تدعوا إلى الرذيلة ، وتقتل الفضيلة ، اختلاط بين الفتيان
والفتيات ، في مشاهد مؤلمة ، يُخدش فيها الحياء ،
وتغضب رب الأرض والسماء ، حتى قلد الأبناء والبنات ما شاهدوا ، وتقمصوا
ما
رأوا وأبصروا ، فحصلت الخلوات المحرمة ، والعلاقات المجرمة ، في غفلة من
الآباء والأمهات ، فحصلت فتن ومواجع ، تقض المضاجع ، أدى إلى فساد في
الأرض
، عصيان وزلل ، فساد وخلل ، لا ينجو منه إلا من أرد النجاة ، وزهد في هذه
الحياة ، واستعد للقاء الله ، ألا فاتقوا الله أيها الناس ، وقوموا بما
أوجب الله عليكم من أداء الأمانات ، والاضطلاع بالمسؤوليات ، فارعوا
أبناءكم وبناتكم ، وأدوا أماناتكم ، فقد أمركم بذلك مولاكم ، فقال ربكم :
{
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ
وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُواْ
أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ
أَجْرٌ عَظِيمٌ } .
معاشر المسلمين : تجتاح الأرض اليوم أحوال جوية غريبة ، وأجواء طبيعية
عجيبة ، زلازل تكثر ، وأعاصير تنتشر ، وبراكين تدمر ، وذلك دليل وجود
فواحش
عظيمة ، ومعاص جسيمة ، ذنوب عظام ، وجرائم وآثام ، مسلسلات هابطة ،
وبرامج
ساقطة ، سماع للموسيقى والأغاني ، وقع فيها القاصي والداني ، ومشاهد
سخيفة
، يختلط فيها الشباب بالشابات ، في موقع واحد ، تحت سقف واحد ، يشاهدهم
الملايين ، مناظر يغتال فيها الدين ! ومما يؤسف له تجرأ بعض المسلمين على
شرب الخمور بأنواعها ، والمخدرات بأشكالها ، والتشبه بالكفار ، وبزي
الفجار
، ألا يخافون من الله الجبار القهار ، إنها نذر لوقوع العذاب والنكال ،
عن
أنس بن مالك رضي الله عنه قال : " دخلت على عائشة رضي الله عنها أنا ورجل
آخر ، فقال لها الرجل : يا أم المؤمنين حدثينا عن الزلزلة ، فقالت : إذا
استباحوا الزنا ، وشربوا الخمر ، وضربوا بالمآذن ، غار الله جل وعلا في
سمائه ، فقال للأرض : تزلزلي بهم ، فإن تابوا ونزعوا ، وإلا هدمها عليهم "
، ألا فاتقوا الله عباد الله ، واحذروا غيرة الله ، وإياكم وغضب الله ،
فإن
ما طالعتنا به وسائل الإعلام ، من وقوع زلازل وبراكين ، وخسف وهلاك ، لهو
أمر عظيم وكبير ، آيات يخوف الله بها عباده ، يا عباد فاتقون ، قال تعالى
:
{ وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً } وقال تعالى : {
وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً } .
عباد الله : تالله وبالله لسنا بأكرم عند الله من صحابة رسوله صلى الله
عليه وسلم ، فقد تزلزلت بهم الأرض في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،
فلا
غروا أن نرى ونشاهد وقوع الزلازل والبراكين ، إذا عُصي رب العالمين ،
فالمعاصي يا عباد الله تقلب الموازين ، وتغير الأوضاع ، وتبدل الطباع ،
الناس اليوم ينتظرون المطر والماء ، والقطر من السماء ، وإذا به هجير
وغبار
، ومناخ سيء وعثار ، رياح عاتية ، وأتربة آتية ، فلماذا هذا يا عباد الله
؟
إنه كما قال الله جل شأنه : { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ
وَالْبَحْرِ
بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا
لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } ، وقال عز اسمه : { وَمَا أَصَابَكُم مِّن
مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ } ،
فلولا
لطف الله ورحمته ، وعفوه ومغفرته ، لحصل بالناس شديدَ البلاء ، وعظيمَ
الداء ، فإن سألتم عن سبب هذه الكوارث ، وتلكم المصائب ، فالجواب من الله
لكم : { قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ } .
أيها المسلمون : إن هذه الأرض التي نعيش عليها من نعم الله الكبرى ، فإن
الله سبحانه وتعالى قد مكننا من هذه الأرض ، نعيش على ظهرها ، وندفن
موتانا
في باطنها ، قال الله تعالى : { أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ كِفَاتاً *
أَحْيَاء وَأَمْوٰتاً } ، وقال تعالى : { مِنْهَا خَلَقْنَـٰكُمْ
وَفِيهَا
نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ } ، وقال جل جلاله :
{ هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ ذَلُولاً فَٱمْشُواْ فِي
مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رّزْقِهِ وَإِلَيْهِ ٱلنُّشُورُ } ، ألا وإن
من
رحمته سبحانه ، أنه جعل الأرض ثابتة مستقرة ، لا تتحرك ولا تضطرب ،
وأرساها
بالجبال وثبتها ، حتى يتمكن العباد من البناء عليها ، والعيش على ظهرها ،
والأكل من مخرجاتها ، ألا لا تغفلوا عباد الله ، أن الله القويُ المتين ،
ربما جعل هذه الأرض جنداً من جنوده ، فتتحرك وتميد ، وربما تُهلك وتُبيد ،
وتحصل الزلازل المدمرة ، والبراكين المهلكة ، تخويفاً للعباد ، وتـأديباً
لقوم آخرين : { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ
إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ } ، فندرك نحن المسلمين أن هذه الزلازل ،
إنما
هي عقوبات ربانية ، ونذر إلهية ، لما يرتكبه العباد من الكفر والفسوق
والعصيان ، وأما ما يقوله بعض المتحذلقين من الجغرافيين والعلمانيين ،
بأن
هذه الزلازل ظواهر طبيعية ، لها أسباب معروفة ، لا علاقة لها بأفعال
الناس
ومعاصيهم ، ما ذلكم الكلام إلا باطل من القول وزوراً ، ليوهموا الناس
بالاستمرار في المعاصي والذنوب ، ليحيق بهم مكر الله ، قال تعالى : {
أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ
الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ } .اللهم احفظنا بالإسلام قائمين وقاعدين
وراقدين
، ولا تشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين ، يا رب العالمين ، أقول ما سمعتم ،
وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب وخطيئة ، فاستغفروا ربكم
إنه
كان غفاراً .
الحمد لله الكبير المتعال ، أحمده على كل حال ، وأشهد أن لا إله إلا الله
ذو الفضل والنوال ، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله عظيم الخلال
والخصال ، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله خير صحب وآل ، والتابعين
ومن
تبعهم بإحسان إلى يوم المآل .
عباد الله : إن الكتاب والسنة يدلان على أن هذه الزلازل كغيرها من
الكوارث
، إنما تصيب العباد بسبب ذنوبهم ، وكونها تقع لأسباب معروفة ، فهذا لا
يخرجها عن كونها مقدرة من الله سبحانه على العباد ، إذا طغوا وبغوا ،
وأذنبوا وعصوا ، قال الله عز وجل : { فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ
فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَّنْ
أَخَذَتْهُ
ٱلصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ ٱلأرْضَ وَمِنْهُمْ مَّنْ
أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُواْ
أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } ، إنها الحقيقة الصارخة : { فَكُلاًّ
أَخَذْنَا
بِذَنبِهِ } ، فتلكم هي الذنوب ، وتلكم عواقبها ، وما هي من الظالمين من
أمثالنا ببعيد ، ألا وإن هذه الزلازل دليل على اقتراب يوم القيامة ، فقد
أخرج البخاري في صحيحه من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ ،
حَتَّى
َتَكْثُرَ الزَّلاَزِلُ " .
وختاماً عباد الله : فإن سبيلَ النجاةِ والمخرَجَ منَ الكروبِ والفِتن
والشِدّة ، اللّجوء إلى الله تعالى وحدَه ، والفزعَ إليه ، والدعاء
والتضرعَ له بالصلاة ، قال تعالى : { فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ
وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ } ، وقال صلى الله عليه وسلم :
"
لا يرُدُّ القدَرَ إلا الدعاء " [ رواه ابن ماجة وحسنه العراقي والألباني
]
، ودعوةُ المضطرِّ مجابَةٌ ، قال تعالى : { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ
إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ } ، ألا وإن مِن أسبابِ النجاةِ ،
التوبةُ والاستغفار ، والإنابةُ والانكسار ، قال تعالى : { وَمَا كَانَ
اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } ، ومِن أسبابِ النّجاةِ ،
الأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر ، قال تعالى : { فَلَوْلا كَانَ مِنْ
الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنْ
الْفَسَادِ
فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ
الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ } ، ألا
وإن الوصية مبذولة لكم ، بالإصلاح في أنفسكم ، وفي شؤون حياتكم ، قال
تعالى
: { وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا
مُصْلِحُونَ } ، هذا وصلوا وسلموا على النذير البشير ، والسراج المنير ،
محمد بن عبد الله ، فقد أمركم ربكم بذلك جل في علاه ، فقال سبحانه في
قرآنٍ
قرأناه : { إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ
تَسْلِيمًا
} ، اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه ، وسلم تسليماً
كثيراً ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، ودمر أعداء الدين ، اللَّهمَّ
إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ ، ما ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ،
اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ ، وَتَحَوُّلِ
عَافِيَتِكَ ، وفجاءَةِ نِقْمَتِكَ ، وجَمِيعِ سَخَطِك ، اللهم إنا نسألك
العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة ، اللهم انصر إخواننا المسلمين
المجاهدين في سبيلك في كل مكان ، اللهم كن لهم مؤيداً ونصيراً ، ومعيناً
وظهيراً ، اللهم عليك بأعداء الملة والدين ، من اليهود والنصارى
والعلمانيين المنافقين ، اللهم اجعل بأسهم بينهم ، وادر الدائرة عليهم ،
اللهم إنا نجعلك في نحورهم ، ونعوذ بك من شرورهم يا قوي يا عزيز ، اللهم
وفق ولي أمرنا خادم الحرمين لما تحبه وترضاه ، اللهم خذ بناصيته للبر
والتقوى ، اللهم وفقه وإخوانه ووزراءه وأمراءه لما فيه خير البلاد
والعباد
، اللهم ارزقهم بطانة صالحة ناصحة راشدة ، تدلهم على الخير وتعينهم عليه،
وتبعدهم عن الشر وتحذرهم منه ، يا رب العالمين ، اللهم أدخلنا الجنة بغير
حساب ولا عذاب ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب
النار ، برحمتك يا عزيز يا غفار ، عباد الله لا تزال ألسنتكم رطبة من ذكر
الله ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ،
ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .
شيء لعظمته وخضع ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، خلق
الخلائق
فأتقن ما صنع ، وشرع الشرائع فأحكم ما شرع ، لا مانع لما أعطى ، ولا معطي
لما منع ، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله ، أقام صرح
العلم
ورفع ، ودفع أسباب الجهل ووضع ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل
التقى
والحياء والزهد والورع ، ومن سار على نهجهم واتبع ، وسلم تسليماً كثيراً .
. . أما بعد : فاتقوا الله عباد الله ، فتقواه توصد أبواب البلايا ،
وتغلق
منافذ الدنايا ، وتحسن ختام المنايا ، قال باسط اليدين بالعطايا : {
لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ
مِّنَ
اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } .
أيها المسلمون : لقد كانت الأمة الإسلامية ، أمة مرضية ، شامخة أبية ،
متمسكة بكتاب ربها ، عاملة بسنة نبيها ، صحيحة في عقائدها ، صالحة في
أعمالها ، حسنة في معاملاتها ، كريمة في أخلاقها ، عزيزة بدينها ، قوية
الشوكة ، جليلة مهيبة ، واليوم ، اليوم يا عباد الله ، تغير أمرها ،
وتبدل
حالها ، واختلت عقائدها ، وفسد كثير من أعمالها ، وتدهورت أخلاقها ،
وجهلت
أمر دينها ، مغلوبة على أمرها ، بسبب ابتعادها عن دينها ، اهتمت بدنياها ،
ونسيت أُخراها ، فتأخرت وتدهورت ، وغُلبت وانهزمت ، تتخبط في ظلمات الجهل
،
تنقاد للخرافات والأوهام ، وأضغاث الأحلام ، فانساقت وراء ترهات العقول ،
وكاذب النقول ، وزخرف القول ، لقد عوقبت الأمة بشر أعمالها ، فذاقت وبال
أمرها ، كل ذلك يا عباد الله ، نتيجة حتمية ، وحقيقة واقعية ، لعدم
استقامتنا على ديننا ، وانحرافنا عن صراط ربنا ، فتعالت الصيحات ،
وارتفعت
الصرخات ، لكثير من الأمراض والأسقام ، والتعديات على الأحكام ، تجرعنا
غصص
الإعراض ، أموراً مهلكة ، وآثاراً مدمرة ، فرحماك ربنا رحماك ، قال ربنا
جل
في علاه : { وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا
وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً
نُّكْراً } .
عباد الله : ما أحلم الله على عباده ، ما أعظم صبر الله ، ما أطول إمهال
الله ، الله يمهل ولا يهمل ، ولو أنه أخذ الناس بأول الجرم ، وابتداء
الإثم
، ما ترك على الأرض من أحدٍ أبداً ، عدلاً منه وقسطاً ، ولكنه غفور رحيم ،
رؤوف كريم ، قال العزيز العليم : { وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ
لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل
لَّهُم
مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً } ، ألا وإن المتأمل في
واقع كثير من الناس اليوم ، ليجد عجباً ، ويهلك كمداً ، ابتعاد عن دين
الله
القويم ، وانحراف عن صراطه المستقيم ، وقوع في فخاخ قنوات مميتة ، وبرامج
مقيتة ، قنوات تدعوا إلى الرذيلة ، وتقتل الفضيلة ، اختلاط بين الفتيان
والفتيات ، في مشاهد مؤلمة ، يُخدش فيها الحياء ،
وتغضب رب الأرض والسماء ، حتى قلد الأبناء والبنات ما شاهدوا ، وتقمصوا
ما
رأوا وأبصروا ، فحصلت الخلوات المحرمة ، والعلاقات المجرمة ، في غفلة من
الآباء والأمهات ، فحصلت فتن ومواجع ، تقض المضاجع ، أدى إلى فساد في
الأرض
، عصيان وزلل ، فساد وخلل ، لا ينجو منه إلا من أرد النجاة ، وزهد في هذه
الحياة ، واستعد للقاء الله ، ألا فاتقوا الله أيها الناس ، وقوموا بما
أوجب الله عليكم من أداء الأمانات ، والاضطلاع بالمسؤوليات ، فارعوا
أبناءكم وبناتكم ، وأدوا أماناتكم ، فقد أمركم بذلك مولاكم ، فقال ربكم :
{
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ
وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُواْ
أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ
أَجْرٌ عَظِيمٌ } .
معاشر المسلمين : تجتاح الأرض اليوم أحوال جوية غريبة ، وأجواء طبيعية
عجيبة ، زلازل تكثر ، وأعاصير تنتشر ، وبراكين تدمر ، وذلك دليل وجود
فواحش
عظيمة ، ومعاص جسيمة ، ذنوب عظام ، وجرائم وآثام ، مسلسلات هابطة ،
وبرامج
ساقطة ، سماع للموسيقى والأغاني ، وقع فيها القاصي والداني ، ومشاهد
سخيفة
، يختلط فيها الشباب بالشابات ، في موقع واحد ، تحت سقف واحد ، يشاهدهم
الملايين ، مناظر يغتال فيها الدين ! ومما يؤسف له تجرأ بعض المسلمين على
شرب الخمور بأنواعها ، والمخدرات بأشكالها ، والتشبه بالكفار ، وبزي
الفجار
، ألا يخافون من الله الجبار القهار ، إنها نذر لوقوع العذاب والنكال ،
عن
أنس بن مالك رضي الله عنه قال : " دخلت على عائشة رضي الله عنها أنا ورجل
آخر ، فقال لها الرجل : يا أم المؤمنين حدثينا عن الزلزلة ، فقالت : إذا
استباحوا الزنا ، وشربوا الخمر ، وضربوا بالمآذن ، غار الله جل وعلا في
سمائه ، فقال للأرض : تزلزلي بهم ، فإن تابوا ونزعوا ، وإلا هدمها عليهم "
، ألا فاتقوا الله عباد الله ، واحذروا غيرة الله ، وإياكم وغضب الله ،
فإن
ما طالعتنا به وسائل الإعلام ، من وقوع زلازل وبراكين ، وخسف وهلاك ، لهو
أمر عظيم وكبير ، آيات يخوف الله بها عباده ، يا عباد فاتقون ، قال تعالى
:
{ وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً } وقال تعالى : {
وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً } .
عباد الله : تالله وبالله لسنا بأكرم عند الله من صحابة رسوله صلى الله
عليه وسلم ، فقد تزلزلت بهم الأرض في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،
فلا
غروا أن نرى ونشاهد وقوع الزلازل والبراكين ، إذا عُصي رب العالمين ،
فالمعاصي يا عباد الله تقلب الموازين ، وتغير الأوضاع ، وتبدل الطباع ،
الناس اليوم ينتظرون المطر والماء ، والقطر من السماء ، وإذا به هجير
وغبار
، ومناخ سيء وعثار ، رياح عاتية ، وأتربة آتية ، فلماذا هذا يا عباد الله
؟
إنه كما قال الله جل شأنه : { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ
وَالْبَحْرِ
بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا
لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } ، وقال عز اسمه : { وَمَا أَصَابَكُم مِّن
مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ } ،
فلولا
لطف الله ورحمته ، وعفوه ومغفرته ، لحصل بالناس شديدَ البلاء ، وعظيمَ
الداء ، فإن سألتم عن سبب هذه الكوارث ، وتلكم المصائب ، فالجواب من الله
لكم : { قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ } .
أيها المسلمون : إن هذه الأرض التي نعيش عليها من نعم الله الكبرى ، فإن
الله سبحانه وتعالى قد مكننا من هذه الأرض ، نعيش على ظهرها ، وندفن
موتانا
في باطنها ، قال الله تعالى : { أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ كِفَاتاً *
أَحْيَاء وَأَمْوٰتاً } ، وقال تعالى : { مِنْهَا خَلَقْنَـٰكُمْ
وَفِيهَا
نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ } ، وقال جل جلاله :
{ هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ ذَلُولاً فَٱمْشُواْ فِي
مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رّزْقِهِ وَإِلَيْهِ ٱلنُّشُورُ } ، ألا وإن
من
رحمته سبحانه ، أنه جعل الأرض ثابتة مستقرة ، لا تتحرك ولا تضطرب ،
وأرساها
بالجبال وثبتها ، حتى يتمكن العباد من البناء عليها ، والعيش على ظهرها ،
والأكل من مخرجاتها ، ألا لا تغفلوا عباد الله ، أن الله القويُ المتين ،
ربما جعل هذه الأرض جنداً من جنوده ، فتتحرك وتميد ، وربما تُهلك وتُبيد ،
وتحصل الزلازل المدمرة ، والبراكين المهلكة ، تخويفاً للعباد ، وتـأديباً
لقوم آخرين : { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ
إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ } ، فندرك نحن المسلمين أن هذه الزلازل ،
إنما
هي عقوبات ربانية ، ونذر إلهية ، لما يرتكبه العباد من الكفر والفسوق
والعصيان ، وأما ما يقوله بعض المتحذلقين من الجغرافيين والعلمانيين ،
بأن
هذه الزلازل ظواهر طبيعية ، لها أسباب معروفة ، لا علاقة لها بأفعال
الناس
ومعاصيهم ، ما ذلكم الكلام إلا باطل من القول وزوراً ، ليوهموا الناس
بالاستمرار في المعاصي والذنوب ، ليحيق بهم مكر الله ، قال تعالى : {
أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ
الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ } .اللهم احفظنا بالإسلام قائمين وقاعدين
وراقدين
، ولا تشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين ، يا رب العالمين ، أقول ما سمعتم ،
وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب وخطيئة ، فاستغفروا ربكم
إنه
كان غفاراً .
الحمد لله الكبير المتعال ، أحمده على كل حال ، وأشهد أن لا إله إلا الله
ذو الفضل والنوال ، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله عظيم الخلال
والخصال ، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله خير صحب وآل ، والتابعين
ومن
تبعهم بإحسان إلى يوم المآل .
عباد الله : إن الكتاب والسنة يدلان على أن هذه الزلازل كغيرها من
الكوارث
، إنما تصيب العباد بسبب ذنوبهم ، وكونها تقع لأسباب معروفة ، فهذا لا
يخرجها عن كونها مقدرة من الله سبحانه على العباد ، إذا طغوا وبغوا ،
وأذنبوا وعصوا ، قال الله عز وجل : { فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ
فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَّنْ
أَخَذَتْهُ
ٱلصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ ٱلأرْضَ وَمِنْهُمْ مَّنْ
أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُواْ
أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } ، إنها الحقيقة الصارخة : { فَكُلاًّ
أَخَذْنَا
بِذَنبِهِ } ، فتلكم هي الذنوب ، وتلكم عواقبها ، وما هي من الظالمين من
أمثالنا ببعيد ، ألا وإن هذه الزلازل دليل على اقتراب يوم القيامة ، فقد
أخرج البخاري في صحيحه من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ ،
حَتَّى
َتَكْثُرَ الزَّلاَزِلُ " .
وختاماً عباد الله : فإن سبيلَ النجاةِ والمخرَجَ منَ الكروبِ والفِتن
والشِدّة ، اللّجوء إلى الله تعالى وحدَه ، والفزعَ إليه ، والدعاء
والتضرعَ له بالصلاة ، قال تعالى : { فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ
وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ } ، وقال صلى الله عليه وسلم :
"
لا يرُدُّ القدَرَ إلا الدعاء " [ رواه ابن ماجة وحسنه العراقي والألباني
]
، ودعوةُ المضطرِّ مجابَةٌ ، قال تعالى : { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ
إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ } ، ألا وإن مِن أسبابِ النجاةِ ،
التوبةُ والاستغفار ، والإنابةُ والانكسار ، قال تعالى : { وَمَا كَانَ
اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } ، ومِن أسبابِ النّجاةِ ،
الأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر ، قال تعالى : { فَلَوْلا كَانَ مِنْ
الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنْ
الْفَسَادِ
فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ
الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ } ، ألا
وإن الوصية مبذولة لكم ، بالإصلاح في أنفسكم ، وفي شؤون حياتكم ، قال
تعالى
: { وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا
مُصْلِحُونَ } ، هذا وصلوا وسلموا على النذير البشير ، والسراج المنير ،
محمد بن عبد الله ، فقد أمركم ربكم بذلك جل في علاه ، فقال سبحانه في
قرآنٍ
قرأناه : { إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ
تَسْلِيمًا
} ، اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه ، وسلم تسليماً
كثيراً ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، ودمر أعداء الدين ، اللَّهمَّ
إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ ، ما ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ،
اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ ، وَتَحَوُّلِ
عَافِيَتِكَ ، وفجاءَةِ نِقْمَتِكَ ، وجَمِيعِ سَخَطِك ، اللهم إنا نسألك
العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة ، اللهم انصر إخواننا المسلمين
المجاهدين في سبيلك في كل مكان ، اللهم كن لهم مؤيداً ونصيراً ، ومعيناً
وظهيراً ، اللهم عليك بأعداء الملة والدين ، من اليهود والنصارى
والعلمانيين المنافقين ، اللهم اجعل بأسهم بينهم ، وادر الدائرة عليهم ،
اللهم إنا نجعلك في نحورهم ، ونعوذ بك من شرورهم يا قوي يا عزيز ، اللهم
وفق ولي أمرنا خادم الحرمين لما تحبه وترضاه ، اللهم خذ بناصيته للبر
والتقوى ، اللهم وفقه وإخوانه ووزراءه وأمراءه لما فيه خير البلاد
والعباد
، اللهم ارزقهم بطانة صالحة ناصحة راشدة ، تدلهم على الخير وتعينهم عليه،
وتبعدهم عن الشر وتحذرهم منه ، يا رب العالمين ، اللهم أدخلنا الجنة بغير
حساب ولا عذاب ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب
النار ، برحمتك يا عزيز يا غفار ، عباد الله لا تزال ألسنتكم رطبة من ذكر
الله ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ،
ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى