لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
عبير الروح
عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

أسباب انحطاط الهمم وارتقائها  Empty أسباب انحطاط الهمم وارتقائها {الأربعاء 24 أغسطس - 17:47}

فصل : أسباب انحطاط الهمم :

1. الوهن : وهو كما فسره رسول الله ص ( حب الدنيا وكراهية الموت ) ،
أما حب الدنيا فرأس كل خطيئة ، وهو أصل التثاقل إلى الأرض وسبب الإنغماس في الترف ، وقد مرّ بشر الحافي على بئر فقال له صاحبه : أنا عطشان ، فقال : البئر الاخرى ، فمرّ عليها فقال له : الأخرى ، ثم قال : كذا تُقطع الدنيا .
أما كراهية الموت فثمرة حب الدنيا والحرص على متاعها ، مع تخريبه الآخرة ، فيكره أن ينتقل من العمران إلى الخراب .
حب السلامة يثني عزم صاحبه *** عن المعالي ويغري المرء بالكسل

2. الفتور : عن عبدالله بن عمر عن رسول الله ص : (إن لكل عمل شرة ، ولكل شرة فترة ، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد أهتدى ، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك )
والشره : نشاط وقوة ، والفترة : ضعف وفتور .

لكلٍ إلى شأوِ العلا حركات *** ولكن عزيز في الرجال ثبات

3. إهدار الوقت الثمين : أي في الزيارات والسمر وفضول المباحات ، قال ص : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ، الصحة و الفراغ )

والوقت أنفس ما عنيت بحفظه *** وأراه أسهل ما عليك يضيع

قال الفضيل بن عياض ( أعرف من يعد كلامه من الجمعة إلى الجمعة ) ،وقال بعض السلف :( إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيب ) ، وكان عثمان الباقلاني دائم الذكر لله فقال :(إني وقت الإفطار أُحس بروحي كأنها تخرج لأجل اشتغالي بالأكل عن الذكر )

4. العجز والكسل : وهما اللذان اكثر الرسول ص من التعوذ منها ، وقد يعذر العاجز لعدم قدرته ، بخلاف الكسول الذي يتثاقل مع قدرته ، قال تعالى : ( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين )
وقد ترى الرجل موهوباً ونابغة فيأتي الكسل فيخذل همته ويمحق موهبته ويشل طاقته .

5. الغفلة : قال عمر ر: ( الراحة للرجال غفلة ) ، وسئل ابن الجوزي : أيجوز أن أُفسح لنفسي في مباح الملاهي . . ؟ فقال : ( عند نفسك من الغفلة ما يكفيها ) ،
قال أ.محمد أحمد الراشد حفظه الله معلقاً : ( فإن اعترض معترض بمثل كلام ابن القيم حيث يقول ( لابد من سِنة الغفلة ، ورقاد الغفلة ، ولكن كن خفيف النوم )، فالمراد التقليل من الراحة إلى أدنى ما يكفي الجسم ، كل حسب صحته وظروفه الخاصة ، فالمؤمن في هذا الزمان أشد حاجة للإنتباه ومعالجة قلبه وتفتيشه مما كان عليه المسلمون من قبل ، ذلك أنهم كانوا يعيشون في محيط إسلامي تسوده الفضائل ويسوده التواصي بالحق ، والرذائل في ستر وتواري عن عيون العلماء وسيوف الأمراء ، أما الآن فإن المدنية الحديثة جعلت كفر جميع مذاهب الكفار مسموعاً مبصراً بواسطة الإذاعات والتلفزة والصحف ، وجعلت إلقاءات الشيطان قريبة من القلوب ، وبذلك زاد احتمال تأثر المؤمن من حيث لا يدري ولا يشعر ، فضلاً عن ارتفاع حكم الإسلام عن الأرض الإسلامية التي يعيش فيها )

6. التسويف والتمني : وهما صفة بليد الحس ، عديم المبالاة ، الذي كلما همت نفسه بخير إما يعيقها ( بسوف ) حتى يفجأه الموت فيقول : ( ربي لولا أخرتني إلى أجل قريب ) ، وإما يركب بها بحر التمني وهو بحر لا ساحل له ، يدمن ركوبه مفاليس العالم ، كما قيل :

إذا تمنيت بتّ الليل مغتبطاً *** إن المنى رأس مال المفاليس

والمنى هي بضاعة كل نفس مهينة خسيسة سفلية ، ليس لها همة تنال بها الحقائق بل اعتاضت بالأماني الدنيّة ، وقد قال المتنبي منزهاً نفسه عن الاستغراق في الأحلام ، مبيناً كيف ألف الحقائق واعتاد ركوب الأخطار :

وما كنت ممن أدرك الملك بالمنى *** ولكـن بأيامٍ أشـبن النـواصيـا
لبست لها كدر العجـاج كأنما *** ترى غير صافياً أن ترى الجو صافيا

7. مرافقة سافل الهمة من طلاب الدنيا : الذي كلما هممت بالنهوض جذبك إليها، وغرك قائلاً : ( عليك نوم طويل فرقد ) فحذارِ من مجالسة المثبطين من أهل التبطل والتعطل واللهو والعبث ، “ فإن طبعك يسرق منهم وأنت لا تدري ، ومن المشاهد أن الماء والهواء يفسدان بمجاورة الجيف ، فما ظنك بالنفوس البشرية “
ولا تجلس إلى أهل الدنيا فإن خلائق السفهاء تعدي

8. العشق : لأن صاحبه يحصر همته في حصول معشوقه ، فيلهيه عن حب الله ورسوله ( وبئس للظالمين بدلا ) ، إن عالي الهمة لا يستأسر للعشق الذي يمنع القرار ويسلب المنام ويحدث الجنون ، فكم من عاشق أتلف في معشوقه ماله ونفسه ودينه ودنياه .

9. الإنحراف في فهم العقيدة : لا سيما مسألة القضاء والقدر وعدم تحقيق التوكل على الله عزوجل .

10. الفناء في ملاحظة حقوق الأهل والأولاد : واستغراق الجهد في التوسع في تحقيق مطالبهم ،نظراً لقولهص:( وإن لأهلك عليك حقا ) مع الغفلة عن قولهص : ( وإن لربك عليك حقا ) ، وقد عدَّ القرآن الأهل والأولاد أعداءً للمؤمن إذا حالوا بينه وبين الطاعة .

11. المناهج التربوية والتعليمية الهدّامة : التي تثبط الهمم وتخنق المواهب وتكبت الطاقات وتنشئ الخنوع ، وأخطرها وأضرها المناهج التي ارتضت العلمانية ديناً ، فراحت تسمم آبار المعرفة التي يستقي منها شباب المسلمين ، لتخرّج أجيالاً مقطوعة الصلة بالله ، تبتغي العزة في التمسح على أعتاب الغرب ، وتأنف الإنتساب إلى الإسلام .

12. توالي الضربات وازدياد اضطهاد المسلمين : مما ينتج الشعور بالإحباط في نفوس الذين لا يفقهون حقيقة البلاء وسنن الله عز وجل في خلقه ، وقد كان رسول الله ص يعزّي أصحابه المضطهدين في مكة بتبشيرهم بأن المستقبل للإسلام والعاقبة للمتقين ،

أخي ستبيد جيوش الظلام *** ويشرق في الكون فجر جديد
فأطلق لروحك اشـراقها *** تـرَ الفجر يرمقنا من بعيد


• فصل : أسباب ارتقاء الهمم :

1. العلم والبصيرة : فالعلم يصعد بالهمة ، ويرفع طالبه عن حضيض التقليد ويصفّي النية ، والعلم يورث صاحبه الفقه بمراتب الأعمال ، فيتّقي فضول المباحات التي تشغله عن التعبد ، كفضول الأكل والنوم والكلام .

2. إرادة الآخرة وجعل الهموم هماً واحداً : قال تعالى : ( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا ) ، وقالص: ( من كانت همه الآخرة ، جمع الله شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت همه الدنيا ، فرق الله عليه أمره ، وجعل فقره بين عينيه ، ولم تأته الدنيا إلا ما كتب الله له ) .

3. كثرة ذكر الموت : لأنه يدفع إلى العمل للآخرة والتجافي عن دار الغرور ، ومحاسبة النفس وتجديد التوبة ، وإيقاظ العزم على الإستقامة ، قال الدقاق : ( ومن أكثر ذكر الموت أُكرم بثلاث تعجيل التوبة ، وقناعة القلب ، ونشاط العبادة ) ،

مازال يلهج بالرحيل وذكره *** حتى أناخ ببابه الحمّال
فأصابه مستيقظاً متشمراً *** ذا أهبة لم تلهه الآمال

4. المبادرة والمداومة في كل الظروف : قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) فكبير الهمة يبادر ويبادئ في أقسى الظروف حمايةً لهمته من أن تهمد ووقاية لها من أن تضمر .
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى