لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

(19) البتو الأخضر .... Empty (19) البتو الأخضر .... {الثلاثاء 30 أغسطس - 18:55}

بسم الله الرحمن الرحيم

(19) البتو الأخضر......


كان عندنا مستودع لا يصل إليه نور الشمس ..
غرفة صغيرة .. أرضيتها تراب و جدرانها طين .. بدون شبابيك و رائحتها عفنة من الرطوبة
غير مرتبة .. طبقات من الغبار و الأتربة تغطي كل شيء
أغراض قديمة .. شنط و ملابس .. و أحذية لم يعد لها أصحاب
و لا أحد يسأل عنها ..
إذا أراد أحد الشباب أن يسافر إلى أهله .. رمى بشنطته و أغراضه في هذه الغرفة و ذهب
تتكوم الأغراض .. تمر فترة طويلة قبل أن يرتب المستودع و تؤخذ الأغراض و توزع على المحتاجين
دخلت يوماً أبحث عن شيء .. نسيت ماذا كنت أريد
و لكني لن أنسى ما حصل أبداً ..
الغبار يخنقني .. كل شئ تحركه يخرج منه سحابة من الغبار
و يتراكض من تحته مجموعة من الفئران الصغيرة ..
كانت الملابس معبأة في خياش كبيرة .. ملابس بأحجام و ألوان مختلفة .
كنت أفتح الخياش .. أبحث عن شيئ لا أدري ما هو ..
ربما قميص أو سروال .. أو بتّو .. ( البتّو هو رداء الأفغان متعدد الاستعمالات )
فتحت الأكياس الواحد تلو الآخر .. و أنا في عجلة من أمري
أريد الخروج قبل أن أموت اختناقاً ..
فتحت أحد الأكياس .. فانبعثت منه رائحة زكية لا أستطيع أن أصفها ..
طيب .. يسحرك .. يطير بك في جو من النشوة و الانشراح فتشعر بخفة و كأنك عديم الوزن
تشعر و كأنك لا تقف على الأرض . ..
استنشقت بعمق .. و مرة أخرى .. لأتأكد ..
الله أكبر .. ما أجملها .. غطت على كل روائح المستودع الصغير .. و على الرطوبة و الغبار
لم أعد أشم إلا تلك الرائحة .. سبحان الله .. ما أزكاها
فتشت داخل الخيشة .. أشم في الملابس و أرمي .. حتى وجدت مصدر الرائحة
بتّو ( رداء أفغاني خفيف صيفي مطرز أخضر اللون ) لن أنسى شكله ..
كان ملطخاً ببقع من الدم قديمة ناشفة ..
و تنبعث منه رائحة من أجمل ما رأيت في حياتي .. إنها عين الرائحة ..
أخذت البتّو .. و ذهبت أسأل الشباب .. واحداً واحداً .. هل تعرفون صاحب هذا الرداء
كلهم يجيب بالنفي ..
أخذته .. و ذهبت إلى الشفاخانة .. سألت الدكتور ..
أخذه و شمّه .. و تعرف على الرائحة .. و على البتّو ..
قال إنه رداء ( عبدالحي ) الأفغاني .. مر علينا جريحاً قبل أكثر من شهر ..
لا إله إلا الله .. يا جماعة ..
قطعة من القماش الملوثة بالدماء .. ملقاة في مستودع قذر .. لمدة أكثر من شهر
كيف تكون رائحتها ....
تذكرت عبدالحي .. ...
جاءوا به من الخطوط الأولى جريحاً ينزف .. أسعفه الدكتور في الشفاخانة ..
ثم حملوه إلى باكستان .. لا أدري
هل مات في الطريق .. أم لا يزال حياً ..
و لكن الرائحة بقيت في ثيابه .. كل تلك المدة .. سبحان ربي ..

همام
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى