عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
أطالب القائمين على الجامعات بإفساح المجال لمثل هذه المحاضرات التوعوية والوقوف على منابرها، فالتوعية بخطورة هذه التقنية يجب أن تصل للجميع، كما أطالب بعنصر رجالي يقدم إرشادا تثقيفيا توعويا مماثلا لأبنائنا الطلبة
لم يعد غريبا أن ترى طفلا لم يتعد العاشرة من عمره يتحدث عبر الهاتف الجوال، ولم يعد مستنكرا تدليله بل إفساده عبر شراء جوال صنع في الأصل لرجل أعمال أو لإداري نافذ فخصائصه المتعددة وذاكرته الكبيرة لا تناسب طفلنا الصغير، الطفل الذي يتعامل معه كتعامله مع الدمى، فهو لا يعدو لعبة جديدة اشتراها والده.
على أي حال لن أتكلم هنا عن أضرار وخطورة تدليل أطفالنا ونتائجه السلبية على مجتمعنا وعلى مستقبلنا، بل سأتكلم عن محاضرة ألقتها الأسبوع الماضي طبيبة فاضلة عرفت بعطائها وتفانيها في خدمة مجتمعها، طبيبة لا تتوانى في تقديم خدماتها لمن طلب خاصة لبنات جنسها من الطالبات الدارسات المتخصصات في المجال الطبي وعلومه، هذا الوصف ليس بالكثير على الطبيبة الدكتورة "ناهدة الزهير" العاشقة للتطوع الفاعل، ورئيسة حملة تطوعية والمدير العام لمكتب معارف الصحة "الجهة المنظمة" (لنحمي أطفالنا من مضار الهواتف المحمولة) التي تستهدف في عامها الأول أبناءنا في مراحل التعليم النظامي الابتدائي والمتوسط والثانوي، فالجوال أصبح حقيقة واقعة في حياتهم وفي هذه السن المبكرة مع الأسف.
وقد تعرضت الدكتورة في محاضرتها التي ألقتها ليلة الثلاثاء في "مركز سيدات الأعمال" في الغرفة التجارية في الخبر، إلى نتائج دراسات أكاديمية انتهت إلى خطورة هذا الجهاز المرافق لنا في اليقظة وفي النوم وفي أوقات راحتنا وفي أوقات العمل، إذ أكدت وبحسب الدراسات العالمية الطبية في هذا المجال أن الآثار السلبية لكثرة استعمال الجوال تشمل العديد من الآثار الصحية ومنها ما يتعلق بأمراض الأذن، والجهاز العصبي، والدماغ، كما يتسبب في فقدان الذاكرة التدريجي، وضعف التركيز، كما يضعف الجهاز المناعي، والقلب، والجهاز التنفسي، ويظهر الأورام السرطانية، ومن خلال نتائج دراسة حديثة حصلت عليها الدكتورة "ناهدة" قبل شهر من بداية الحملة انتهت إلى وجود علاقة بين موت الأجنة "البويضة الناضجة" في جسم الحامل كنتيجة لاستخدام الحامل المفرط للجوال.
كما بينت أن استخدامنا كبالغين للجوال يجب ألا يتجاوز العشرين دقيقة في اليوم، فكيف بالطفل والمرأة الحامل، معلومات كهذه كان لا بد أن تصل للمستهلكين، ولن يكون غريبا لو طالبت شركات الاتصالات بإرفاق تحذيرات طبية، تبين خطورة ملازمتنا للجوال أكثر من ملازمتنا لأسرنا.
وإذا ما عدنا لحديث الدكتورة نسمعها تحذر سائق المركبة من استخدام الجوال أثناء قيادته، إذ قد يعرض حياته وحياتنا للخطر، كما أشارت إلى: (أن نسبة حوادث السيارات قبل عامين بسبب استخدام الجوال كانت 40% في المملكة وانخفضت في العامين الأخيرين إلى 25% بسبب الوعي المتزايد لخطورة التحدث أثناء القيادة).
آمل أن تكون الدكتور محقة في قولها من أن الوعي المتزايد بخطورة التحدث أثناء القيادة، وراء انخفاض الحوادث وليس عداد "ساهر" إذ إني قبل الاطلاع على هذه المحاضرة أعتقدت أن الدول التي تحدثت عنها وقالت إنها تمنع التحدث أثناء القيادة كاليابان، أستراليا، سويسرا، أمريكا كان منعهم بسبب حرصهم على تركيز السائق وعدم تشتيت انتباهه، إلا أن الدكتورة ذكرت معلومات في غاية الأهمية تكمن وراء هذا المنع، فقالت: (الخطورة تكمن في أن المركبات عالية التقنية تتأثر سلبا بالموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من الجوال، ولهذه الموجات تأثير مدمر على محطات الوقود أيضا فقد تتسبب في حدوث انفجار، ولذا يجب منع استخدامه في محطات الوقود.
وكان من الطبيعي أن تولي الدكتورة "ناهدة الزهير" الجزء الأكبر من حديثها لتوعية الطفل والأمهات بخطورة استخدام الأطفال للجوال دون تقنين فقالت: (إن مخاطر الجوال على الأطفال تتمثل في حدوث ضعف في نمو دماغ الطفل وضعف في تركيزه نتيجة تعرضه للإشعاعات المتكررة، حيث إن الطفل في عمر 14 سنة والذي استخدم الجوال على مدى 4 سنوات مثلاً سيكون عمر نموه 10 سنوات فقط) هذه معلومة جعلتني أحمد المولى سبحانه أني لم أعرض أبنائي وبناتي لهذا الخطر، بحكم أن الجوال لم يكن متداولا بهذا الشكل حينها. كما أكدت الدكتورة: (أن بعض الدول الأوروبية تداركت خطورة استخدام الجوال وفرضت غرامات مالية على من يستخدمه تحت سن 18 سنة أو غرامات يدفعها أولياء الأمور كما في بريطانيا). وأشارت إلى أن إدمان طفلك على استخدام الجوال قد يؤدي ـ لا سمح الله ـ إلى خطر مزدوج فيصاب بورم في العصب الموصل ما بين الأذن والدماغ فجماجم الأطفال رقيقة السمك وهي معرضة لهذا الخطر أكثر من البالغين المعرضين أيضا لذلك، إضافة إلى تأثر الجهاز العصبي أيضا، مؤكدة أن أكبر ثلاثة جراحين للأعصاب والدماغ في الولايات المتحدة لا يستخدمون الهاتف المحمول.
وجدير بالملاحظة هنا أن هذه الحملة نفذت وستنفذ في المنطقة الشرقية، في الدمام والخبر والقطيف، وفي الكثير من المدارس وفي مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية "سايتك" والجمعيات الخيرية، ومراكز الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وصندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم مشروعات السيدات وغيرها، وهنا أطالب القائمين على الجامعات كجامعة الدمام والملك فيصل والأمير محمد بن فهد بإفساح المجال لمثل هذه المحاضرات التوعوية والوقوف على منابرها، فالتوعية بخطورة هذه التقنية يجب أن تصل للجميع، كما أطالب بعنصر رجالي يقدم إرشادا تثقيفيا توعويا مماثلا لأبنائنا الطلبة في المدارس والجامعات وفي الأندية الرياضية أيضا.
ومن ناحية أخرى علمت أن بعض دول مجلس التعاون طالبت بتنفيذ هذه الحملة على أرضها، أليست بقية مناطق المملكة أولى بذلك، وقد يكون مناسبا جدا لو وجهت دعوات للدكتورة "ناهدة" لتشمل هذه الحملة الهامة كافة مناطق المملكة، وليت الدعوة توجه لها للمشاركة في البرنامج الثقافي في مهرجان "الجنادرية" والذي يستهدف عادة خدمة المجتمع في فعالياته
"لنحميهم" حملة وطنية لحماية أطفالنا
د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام
لم يعد غريبا أن ترى طفلا لم يتعد العاشرة من عمره يتحدث عبر الهاتف الجوال، ولم يعد مستنكرا تدليله بل إفساده عبر شراء جوال صنع في الأصل لرجل أعمال أو لإداري نافذ فخصائصه المتعددة وذاكرته الكبيرة لا تناسب طفلنا الصغير، الطفل الذي يتعامل معه كتعامله مع الدمى، فهو لا يعدو لعبة جديدة اشتراها والده.
على أي حال لن أتكلم هنا عن أضرار وخطورة تدليل أطفالنا ونتائجه السلبية على مجتمعنا وعلى مستقبلنا، بل سأتكلم عن محاضرة ألقتها الأسبوع الماضي طبيبة فاضلة عرفت بعطائها وتفانيها في خدمة مجتمعها، طبيبة لا تتوانى في تقديم خدماتها لمن طلب خاصة لبنات جنسها من الطالبات الدارسات المتخصصات في المجال الطبي وعلومه، هذا الوصف ليس بالكثير على الطبيبة الدكتورة "ناهدة الزهير" العاشقة للتطوع الفاعل، ورئيسة حملة تطوعية والمدير العام لمكتب معارف الصحة "الجهة المنظمة" (لنحمي أطفالنا من مضار الهواتف المحمولة) التي تستهدف في عامها الأول أبناءنا في مراحل التعليم النظامي الابتدائي والمتوسط والثانوي، فالجوال أصبح حقيقة واقعة في حياتهم وفي هذه السن المبكرة مع الأسف.
وقد تعرضت الدكتورة في محاضرتها التي ألقتها ليلة الثلاثاء في "مركز سيدات الأعمال" في الغرفة التجارية في الخبر، إلى نتائج دراسات أكاديمية انتهت إلى خطورة هذا الجهاز المرافق لنا في اليقظة وفي النوم وفي أوقات راحتنا وفي أوقات العمل، إذ أكدت وبحسب الدراسات العالمية الطبية في هذا المجال أن الآثار السلبية لكثرة استعمال الجوال تشمل العديد من الآثار الصحية ومنها ما يتعلق بأمراض الأذن، والجهاز العصبي، والدماغ، كما يتسبب في فقدان الذاكرة التدريجي، وضعف التركيز، كما يضعف الجهاز المناعي، والقلب، والجهاز التنفسي، ويظهر الأورام السرطانية، ومن خلال نتائج دراسة حديثة حصلت عليها الدكتورة "ناهدة" قبل شهر من بداية الحملة انتهت إلى وجود علاقة بين موت الأجنة "البويضة الناضجة" في جسم الحامل كنتيجة لاستخدام الحامل المفرط للجوال.
كما بينت أن استخدامنا كبالغين للجوال يجب ألا يتجاوز العشرين دقيقة في اليوم، فكيف بالطفل والمرأة الحامل، معلومات كهذه كان لا بد أن تصل للمستهلكين، ولن يكون غريبا لو طالبت شركات الاتصالات بإرفاق تحذيرات طبية، تبين خطورة ملازمتنا للجوال أكثر من ملازمتنا لأسرنا.
وإذا ما عدنا لحديث الدكتورة نسمعها تحذر سائق المركبة من استخدام الجوال أثناء قيادته، إذ قد يعرض حياته وحياتنا للخطر، كما أشارت إلى: (أن نسبة حوادث السيارات قبل عامين بسبب استخدام الجوال كانت 40% في المملكة وانخفضت في العامين الأخيرين إلى 25% بسبب الوعي المتزايد لخطورة التحدث أثناء القيادة).
آمل أن تكون الدكتور محقة في قولها من أن الوعي المتزايد بخطورة التحدث أثناء القيادة، وراء انخفاض الحوادث وليس عداد "ساهر" إذ إني قبل الاطلاع على هذه المحاضرة أعتقدت أن الدول التي تحدثت عنها وقالت إنها تمنع التحدث أثناء القيادة كاليابان، أستراليا، سويسرا، أمريكا كان منعهم بسبب حرصهم على تركيز السائق وعدم تشتيت انتباهه، إلا أن الدكتورة ذكرت معلومات في غاية الأهمية تكمن وراء هذا المنع، فقالت: (الخطورة تكمن في أن المركبات عالية التقنية تتأثر سلبا بالموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من الجوال، ولهذه الموجات تأثير مدمر على محطات الوقود أيضا فقد تتسبب في حدوث انفجار، ولذا يجب منع استخدامه في محطات الوقود.
وكان من الطبيعي أن تولي الدكتورة "ناهدة الزهير" الجزء الأكبر من حديثها لتوعية الطفل والأمهات بخطورة استخدام الأطفال للجوال دون تقنين فقالت: (إن مخاطر الجوال على الأطفال تتمثل في حدوث ضعف في نمو دماغ الطفل وضعف في تركيزه نتيجة تعرضه للإشعاعات المتكررة، حيث إن الطفل في عمر 14 سنة والذي استخدم الجوال على مدى 4 سنوات مثلاً سيكون عمر نموه 10 سنوات فقط) هذه معلومة جعلتني أحمد المولى سبحانه أني لم أعرض أبنائي وبناتي لهذا الخطر، بحكم أن الجوال لم يكن متداولا بهذا الشكل حينها. كما أكدت الدكتورة: (أن بعض الدول الأوروبية تداركت خطورة استخدام الجوال وفرضت غرامات مالية على من يستخدمه تحت سن 18 سنة أو غرامات يدفعها أولياء الأمور كما في بريطانيا). وأشارت إلى أن إدمان طفلك على استخدام الجوال قد يؤدي ـ لا سمح الله ـ إلى خطر مزدوج فيصاب بورم في العصب الموصل ما بين الأذن والدماغ فجماجم الأطفال رقيقة السمك وهي معرضة لهذا الخطر أكثر من البالغين المعرضين أيضا لذلك، إضافة إلى تأثر الجهاز العصبي أيضا، مؤكدة أن أكبر ثلاثة جراحين للأعصاب والدماغ في الولايات المتحدة لا يستخدمون الهاتف المحمول.
وجدير بالملاحظة هنا أن هذه الحملة نفذت وستنفذ في المنطقة الشرقية، في الدمام والخبر والقطيف، وفي الكثير من المدارس وفي مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية "سايتك" والجمعيات الخيرية، ومراكز الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وصندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم مشروعات السيدات وغيرها، وهنا أطالب القائمين على الجامعات كجامعة الدمام والملك فيصل والأمير محمد بن فهد بإفساح المجال لمثل هذه المحاضرات التوعوية والوقوف على منابرها، فالتوعية بخطورة هذه التقنية يجب أن تصل للجميع، كما أطالب بعنصر رجالي يقدم إرشادا تثقيفيا توعويا مماثلا لأبنائنا الطلبة في المدارس والجامعات وفي الأندية الرياضية أيضا.
ومن ناحية أخرى علمت أن بعض دول مجلس التعاون طالبت بتنفيذ هذه الحملة على أرضها، أليست بقية مناطق المملكة أولى بذلك، وقد يكون مناسبا جدا لو وجهت دعوات للدكتورة "ناهدة" لتشمل هذه الحملة الهامة كافة مناطق المملكة، وليت الدعوة توجه لها للمشاركة في البرنامج الثقافي في مهرجان "الجنادرية" والذي يستهدف عادة خدمة المجتمع في فعالياته
"لنحميهم" حملة وطنية لحماية أطفالنا
د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى