عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
المشاعر الإنسانية تجاه الإنسان عموما والتي عرفنا بها في مملكة الإنسانية، لا يمكن أن تسمح بتجرع المواطنين النازحين من جازان هذا البؤس، ولا يمكن أن تقبل أن يكون عيدهم وعيد أطفالهم وشبيبتهم بهذا الحزن
منذ أيام وبينما كنا نهم بتوفير كل ما نستطيع لجلب الفرح لبناتنا وأبنائنا ولمن حولنا استعدادا للاحتفال بعيد الفطر المبارك، قبع هناك وفي الجنوب تحديدا، آباء لا يملكون موطئ قدم يمكنون بناتهم وأبناءهم وأسرهم من الوقوف عليها، ولا يملكون سقفا يحمي رؤوسهم، هناك في الجنوب مواطنون نازحون، ربما عاشوا أجواء عيدهم في بؤس جراء قرار غير مدروس. قرار كنت أتمنى أن نسمع مبررات مقبولة له، وإن كنت أستصعب حدوث ذلك
هل تصدق أيها القارئ الفاضل أن ذلك يحدث في بلادي في المملكة العربية السعودية، بلاد الخير واليمن والبركات والتي تجسد الإنسانية بأروع صورها؟! فهل يعقل أو يصح ما تناقلته الصحف المحلية ومنها صحيفة الوطن التي بين يديك؟! هل يمكن لنا أن نستوعب ما نقل عن أحوال المواطنين النازحين من جازان، ومعاناتهم التي تكبدوها قبيل عيد الفطر المبارك؟! هل يعقل أن يهددوا بالطرد من شققهم التي تكفلت حكومتنا الرشيدة بدفع تكاليفها، إثر إجلائهم من ديارهم حفظا لأرواحهم؟! ثم هل يعقل أن يلزموا بإخلاء شققهم المؤقتة في آخر أيام شهر رمضان المبارك، وفي ليلة عيد الفطر المبارك، وأن يجبروا على التوقيع على ورقة تلزمهم بدفع تكلفة الإيجار في حالة امتناعهم عن الإخلاء؟! ثم هل يعقل أن تكون تكلفة الإعاشة المخصصة لأسرة تحوي بين جنباتها فوق عشرة أفراد بين شيبة وشباب وأطفال، تقارب تكلفة الإعاشة المخصصة لرجل وزوجته؟! ثم إنني لا أفهم كيف يمكن أن تلزم أسرة نازحة باقتطاع تكلفة الإيجار من تكلفة الإعاشة التي بالكاد تكفي للأسرة الكبيرة! بل إن قرار الإخلاء هذا لم ينص على إضافة إيصال بدل السكن للنازحين، ولو فعل لكان ذلك خيرا، ففي هذه الحالة سيكون لهم الخيار إما بالبقاء في شققهم أو تغييرها، لقد قذفهم هذا القرار وأطفالهم على الأرصفة، وحرمهم من مباهج العيد التي تربوا عليها وألفوها.
وغني عن البيان أن النازحين إما من البسطاء زاد النزوح من حاجتهم، أو ممن حيل بينهم وبين أملاكهم بسبب الحالة الأمنية التي اجتاحت بعض مناطق الجنوب، وهنا أتساءل..هل تدبرت وزارة المالية أحوال هؤلاء قبل إصدارها لهذا القرار؟! ثم هل درست الحالات الفردية لكل أسرة واحتياجاتها؟! أشك في ذلك والله أعلم.
وإن كنت لا أفهم كيف تغاضت عن رعاية خادم الحرمين الشريفين لنازحي جازان، ألم يأمر حفظه الله بتوفير كافة احتياجاتهم، ألم يأمر ببناء عشرة آلاف وحدة سكنية لهم وفي خمسة مواقع، على أن تضم مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية للبنين وأخرى للبنات، ومركزين للرعاية الصحية الأولية، وعددا من المساجد منها جامعان، فهل قرار وزارة المالية بطرد هؤلاء ليلة العيد يتناسب مع توجيهات المقام السامي حفظه الله حيال رعايتهم والاهتمام بهم؟!.
إلا أن الأمر الذي أدركه يقينا أن هذا القرار لا يمكن أن يتوافق مع السياسة التي عرفناها وعشناها ونعيشها في هذه البلاد الخيرة، ولا يتوافق مع القرار العاجل الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله مؤخرا، والذي اقتضى: صرف مساعدة مقدارها "مليار ومئة وتسعة عشر مليونا وخمسة آلاف ريال" لجميع الأسر التي يشملها نظام الضمان الاجتماعي في المملكة، وذلك لمساعدة هذه الأسر المحتاجة على تلبية مستلزماتها الطارئة في هذا الشهر الكريم، وكذلك مستلزمات عيد الفطر المبارك...علماً أن هذه الإعانة الرمضانية العاجلة تتراوح كما بين وزير الشؤون الاجتماعية معالي الدكتور "يوسف بن أحمد العثيمين " ما بين أربعة وستة آلاف ريال لكل أسرة حسب عدد أفرادها وظروفها، وتأتي إضافة إلى المعاش الشهري الذي سوف تستلمه أسر الضمان كعادتها كل شهر.
فهل شملت هذه اللمسة الكريمة من ملك كريم ابن ملك كريم هؤلاء، أم أنهم ليسوا من أصحاب الضمان الاجتماعي، وهل قضوا عيدهم في الطرقات، أم طارقي الأبواب لعل أحدا يستضيفهم ويحتضن شيبتهم وأطفالهم ومرضاهم.
أعتقد أن المشاعر الإنسانية تجاه الإنسان عموما والتي عرفنا بها في مملكة الإنسانية، لا يمكن أن تسمح بتجرع المواطنين النازحين من جازان هذا البؤس، ولا يمكن أن تقبل أن يكون عيدهم وعيد أطفالهم وشبيبتهم بهذا الحزن، هذه هي بلادي فأين وزارة المالية من هذه البلاد الطيبة ومن سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله حفظه الله الكريمة والخيرة.
وأود أن أبين أن ما حركني تجاه هذه القضية التي كنت أعتقد أنها انتهت، هو خبر نشرته صحيفة الوطن يوم الخميس آخر أيام رمضان، فبادرت بالاتصال بالأستاذ "عبد الله بن سعيد العواد" المحرر في صحيفة الوطن، فاقترح الاتصال بمدير مكتب صحيفة الوطن بجازان، الأستاذ عبد الله بن سلمان البارقي لعلي أقف على أبعاد القضية، والذي طلبت منه تمكيني التحدث إلى أحد سكان جازان فكان الأستاذ "أحمد بن علي مجرشي" والذي من خلال حديثي معه أدركت أن الوضع أسوأ من كل ما طرح وصور عبر الصحف المحلية والإلكترونية، وقد ساهم الأستاذ أحمد بدوره في الحديث عن هذه المأساة في أكثر من مقال إلكتروني.. وأخيرا أشكرهم جميعا حفظهم الله على تعاونهم، كما أشكر الزميلة الفاضلة الأستاذة حصة محمد آل الشيخ، فقد كانت ساهمت في إظهار خطورة هذه القضية، وكل عام وأنتم بخير
هل يعقل ما يحدث لنازحي جازان؟
د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام
منذ أيام وبينما كنا نهم بتوفير كل ما نستطيع لجلب الفرح لبناتنا وأبنائنا ولمن حولنا استعدادا للاحتفال بعيد الفطر المبارك، قبع هناك وفي الجنوب تحديدا، آباء لا يملكون موطئ قدم يمكنون بناتهم وأبناءهم وأسرهم من الوقوف عليها، ولا يملكون سقفا يحمي رؤوسهم، هناك في الجنوب مواطنون نازحون، ربما عاشوا أجواء عيدهم في بؤس جراء قرار غير مدروس. قرار كنت أتمنى أن نسمع مبررات مقبولة له، وإن كنت أستصعب حدوث ذلك
هل تصدق أيها القارئ الفاضل أن ذلك يحدث في بلادي في المملكة العربية السعودية، بلاد الخير واليمن والبركات والتي تجسد الإنسانية بأروع صورها؟! فهل يعقل أو يصح ما تناقلته الصحف المحلية ومنها صحيفة الوطن التي بين يديك؟! هل يمكن لنا أن نستوعب ما نقل عن أحوال المواطنين النازحين من جازان، ومعاناتهم التي تكبدوها قبيل عيد الفطر المبارك؟! هل يعقل أن يهددوا بالطرد من شققهم التي تكفلت حكومتنا الرشيدة بدفع تكاليفها، إثر إجلائهم من ديارهم حفظا لأرواحهم؟! ثم هل يعقل أن يلزموا بإخلاء شققهم المؤقتة في آخر أيام شهر رمضان المبارك، وفي ليلة عيد الفطر المبارك، وأن يجبروا على التوقيع على ورقة تلزمهم بدفع تكلفة الإيجار في حالة امتناعهم عن الإخلاء؟! ثم هل يعقل أن تكون تكلفة الإعاشة المخصصة لأسرة تحوي بين جنباتها فوق عشرة أفراد بين شيبة وشباب وأطفال، تقارب تكلفة الإعاشة المخصصة لرجل وزوجته؟! ثم إنني لا أفهم كيف يمكن أن تلزم أسرة نازحة باقتطاع تكلفة الإيجار من تكلفة الإعاشة التي بالكاد تكفي للأسرة الكبيرة! بل إن قرار الإخلاء هذا لم ينص على إضافة إيصال بدل السكن للنازحين، ولو فعل لكان ذلك خيرا، ففي هذه الحالة سيكون لهم الخيار إما بالبقاء في شققهم أو تغييرها، لقد قذفهم هذا القرار وأطفالهم على الأرصفة، وحرمهم من مباهج العيد التي تربوا عليها وألفوها.
وغني عن البيان أن النازحين إما من البسطاء زاد النزوح من حاجتهم، أو ممن حيل بينهم وبين أملاكهم بسبب الحالة الأمنية التي اجتاحت بعض مناطق الجنوب، وهنا أتساءل..هل تدبرت وزارة المالية أحوال هؤلاء قبل إصدارها لهذا القرار؟! ثم هل درست الحالات الفردية لكل أسرة واحتياجاتها؟! أشك في ذلك والله أعلم.
وإن كنت لا أفهم كيف تغاضت عن رعاية خادم الحرمين الشريفين لنازحي جازان، ألم يأمر حفظه الله بتوفير كافة احتياجاتهم، ألم يأمر ببناء عشرة آلاف وحدة سكنية لهم وفي خمسة مواقع، على أن تضم مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية للبنين وأخرى للبنات، ومركزين للرعاية الصحية الأولية، وعددا من المساجد منها جامعان، فهل قرار وزارة المالية بطرد هؤلاء ليلة العيد يتناسب مع توجيهات المقام السامي حفظه الله حيال رعايتهم والاهتمام بهم؟!.
إلا أن الأمر الذي أدركه يقينا أن هذا القرار لا يمكن أن يتوافق مع السياسة التي عرفناها وعشناها ونعيشها في هذه البلاد الخيرة، ولا يتوافق مع القرار العاجل الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله مؤخرا، والذي اقتضى: صرف مساعدة مقدارها "مليار ومئة وتسعة عشر مليونا وخمسة آلاف ريال" لجميع الأسر التي يشملها نظام الضمان الاجتماعي في المملكة، وذلك لمساعدة هذه الأسر المحتاجة على تلبية مستلزماتها الطارئة في هذا الشهر الكريم، وكذلك مستلزمات عيد الفطر المبارك...علماً أن هذه الإعانة الرمضانية العاجلة تتراوح كما بين وزير الشؤون الاجتماعية معالي الدكتور "يوسف بن أحمد العثيمين " ما بين أربعة وستة آلاف ريال لكل أسرة حسب عدد أفرادها وظروفها، وتأتي إضافة إلى المعاش الشهري الذي سوف تستلمه أسر الضمان كعادتها كل شهر.
فهل شملت هذه اللمسة الكريمة من ملك كريم ابن ملك كريم هؤلاء، أم أنهم ليسوا من أصحاب الضمان الاجتماعي، وهل قضوا عيدهم في الطرقات، أم طارقي الأبواب لعل أحدا يستضيفهم ويحتضن شيبتهم وأطفالهم ومرضاهم.
أعتقد أن المشاعر الإنسانية تجاه الإنسان عموما والتي عرفنا بها في مملكة الإنسانية، لا يمكن أن تسمح بتجرع المواطنين النازحين من جازان هذا البؤس، ولا يمكن أن تقبل أن يكون عيدهم وعيد أطفالهم وشبيبتهم بهذا الحزن، هذه هي بلادي فأين وزارة المالية من هذه البلاد الطيبة ومن سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله حفظه الله الكريمة والخيرة.
وأود أن أبين أن ما حركني تجاه هذه القضية التي كنت أعتقد أنها انتهت، هو خبر نشرته صحيفة الوطن يوم الخميس آخر أيام رمضان، فبادرت بالاتصال بالأستاذ "عبد الله بن سعيد العواد" المحرر في صحيفة الوطن، فاقترح الاتصال بمدير مكتب صحيفة الوطن بجازان، الأستاذ عبد الله بن سلمان البارقي لعلي أقف على أبعاد القضية، والذي طلبت منه تمكيني التحدث إلى أحد سكان جازان فكان الأستاذ "أحمد بن علي مجرشي" والذي من خلال حديثي معه أدركت أن الوضع أسوأ من كل ما طرح وصور عبر الصحف المحلية والإلكترونية، وقد ساهم الأستاذ أحمد بدوره في الحديث عن هذه المأساة في أكثر من مقال إلكتروني.. وأخيرا أشكرهم جميعا حفظهم الله على تعاونهم، كما أشكر الزميلة الفاضلة الأستاذة حصة محمد آل الشيخ، فقد كانت ساهمت في إظهار خطورة هذه القضية، وكل عام وأنتم بخير
هل يعقل ما يحدث لنازحي جازان؟
د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى