عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
إذا أفتت هيئة كبار العلماء أن المذاهب الأربعة تقول إن النقاب ليس من الإسلام، وإنه بدعة، أعلن أني سأكون أول من يخلع النقاب، بل وأدعو لذلك، أما أن تخلع المنقبة نقابها ودون مسوغ شرعي، أو لأن هناك من يعتقد أنه عنوان لاستعباد المرأة، فنقول لا وألف لا
في البلاد التي ترفع شعار الحرية، في البلاد التي تتباهى بذلك وتدعي أنها حامية لحرية الإنسان، في تلك البلاد نجدها اليوم قد أقرت قوانين تمنع ارتداء المسلمات للنقاب، ولو في الأماكن العامة! وتفرض عليهن وعلى أولياء أمورهن، الغرامة كمرحلة أولى تنتهي بسجنه! لقد تابعنا جميعا محاربة الغرب للنقاب وحرصهم الشديد على إصدار قوانين تمنع المرأة المسلمة المنقبة من السير على الطرقات، ولو كانت وافدة لأيام معدودات، لقد أعلنوا أننا ضعيفات.. لأننا اخترنا ارتداءه، وأن رجالنا يمارسون علينا السلطة الذكورية، ولكنهم مع الأسف لم يحاولوا أن ينصتوا لنساء يعتقدن بوجوب ارتدائه، لقد حرموا عليهن الحق في إبداء الرأي وفي التمسك بالمعتقد، فأي عدالة تلك؟! وأي حرية؟! وأي مساواة؟! هم يغضون الطرف عن نساء عاريات أو بالكاد يخفين أشبارا من أجسامهن، وقد يصفقون لهن، ولما لا فأجسادهن قد أصبحت مستباحة وملكا للعامة، في حين ليس للمرأة التي تؤمن بوجوب النقاب الحق في ممارسة تعاليم دينها.. لقد حاولوا خنق نقابنا..وخنقنا معه.! وفشلوا بحمد الله في ذلك كـله.. ولتلك الدول أقـول: كان يجدر بك دراسة المردود السلبي لقراراتك على السياحة الطبية والثقافية لبلادك، التي دون شك ستتأثر بسبب منعك للنقاب وتضييقك على الحجاب.
إن المؤلم أنهم في سنّهم لتلك القوانين المجحفة في حق المنقبات، اسـتندوا إلى بعض الـدول الإسـلامية، وإلى بعض علمائها الـذين غـالوا في رفضهم للنقـاب، فأنكروا على من يؤمن بوجوبه مستندا في إيمـانه هذا على استنباط أئمة وفقهاء أجلاء، وهـم بذلك رفضوا وحاربوا رأيا فقهيا معتمدا في أحد المذاهب الأربعة، وهو الإمـام أحمد بن حنبل رحمه الله.
نعم نحن لا ننكر أن وجوب ارتداء المرأة النقاب فيه خلاف فقهي، ولكن الجهة التي يستفتيها معظم الشعب السعودي، هي هيئة كبار العلماء حفظهم الله جميعا، فإذا أفتوا أن المذاهب الأربعة تقول إن النقاب ليس من الإسلام، وأنه بدعة، أعلن أني سأكون أول من يخلع النقاب، بل وأدعو لذلك، أما أن تخلع المنقبة نقابها ودون مسوغ شرعي، أو لأن هناك من يعتقد أن النقاب رمز للبداوة ولتسلط الرجل على المرأة أو أنه عنوان لاستعباد المرأة، فنقول لا وألف لا، فمن حقنا كنساء منقبات أن نمارس شعائرنا الدينية كما نؤمن، وكما أنه ليس من حقنا فرض النقاب على من لا يؤمن بفرضيته، ليس من حق احد أن يحرمنا من ارتدائه، ولنتخيل ردة فعل الدول المعنية لو قمنا بسن قوانين تلزم رعاياها عندنا بارتداء النقاب، وطالبنا فرض غرامة وسجن من لم تلتزم بذلك.!
نحن لا نطلب منهن ارتداء النقاب لأن ارتداءه يعد تطبيقا لشريعتنا الإسلامية، وكما لا نلزم غيرنا بالصلاة والصيام والزكاة والحج، وكذلك لا نلزم غير المسلمات بالنقاب، بل إننا لا نلزم من هن على غير مذهبنا بارتدائه، فلكل منهن الحرية في كشف وجهها الخالي بطبيعة الحال من مساحيق تجميل، كما لهن الحرية في ارتداء النقاب، وذلك لأننا نحترم اختلاف الفقهاء في هذا الشأن وفي غيره، في حين لا نجد مع الأسف الاحترام ذاته، لقد حظر هؤلاء سواء في الدول الغربية أو حتى بعض الدول الإسلامية علينا حقنا في اختيار مذهبنا وحقنا في اختيار مـلابسنا.
والأمر لم يتوقف على منع النقاب فنحن نعلم أن بعض الدول الغربية والإسلامية تمنع الطالبات والموظفات من تغطية شعورهن، ولا استبعد سن قوانين تلزم الفتيات بإظهار جزء من أجسادهن كدليل واضح على طاعتهن لقوانين تعتقد أن الحرية تكمن في رفض الأديان وتعاليمها.
إن الذي أتمنى أن يكون واضحا عند مناقشة هذه القضية مع العقلاء من هؤلاء، وأعني بهؤلاء الغرب بطبيعة الحال ـ فالدول الإسلامية لا تملك مبرر الجهل في قضية تعتبر من المعلوم من الدين بالضرورة ـ إن النقاب أو الحجاب ليس طقسا اختياريا تختار الفتاة الالتزام به، كما تفعل الراهبات في الديانة المسيحية، إن محرك المسلمات في الاتجـاه هو الواجب الشرعي الذي يطبقنه حبا وطاعة لله سبحانه.
وفي هذا المجال أجد أنه من المناسب سرد بعض جوانب تجربة إنسانية قامت بها الصحفية (شمس العياري) وبرفقة الصحفي (هشام العدم)، فقد ارتدت النقاب ليوم واحد وتجولت في مدينة كولونيا الألمانية، في نهاية اليوم سجلت انطباعات وردود فعل من صادفتهن من الألمان حول ارتداء النقاب، وأنا هنا سأسرد بعض ما ورد في (الريبورتاج) الذي كتبته، إذ سيظهر وبشكل عام تقبل عامة الشعب الألماني للمرأة المنقبة، الذي يشابهه في خلفيته الفكرية الشعب الأوروبي: "فقد قالت إحدى السيدات: "لقد تعلمت منذ نعومة أظافري احترام الآخرين، حتى وإن كانوا مختلفين جدا عني" في حين أكدت أخرى تعمل في قطاع التعليم أنها تحترم الثقافات الأخرى، وأنها وإن: "لم تر من قبل امرأة منقبة في مطعم أو في مقهى. ولكن ذلك لا يزعجها قط، بل بالعكس"، في حين بينت عاملة في المقهى أنها: "على الرغم من أنها لم تعتد بعد على رؤية منقبات، ولكنها تؤكد على أنها تحترم الثقافات الأخرى لكنها تفضل رؤية وجهي على الأقل، لكي ترى الشخص الذي تتحدث معه"، أما طالب دكتوراه فقد صرح فقد قال: "إنه في حال كان ارتداء الحجاب أمرا إجباريا، فإنه يحدّ من حرية المرأة، وفي حال كان اختيارها الشخصي، فإنه يتعين احترام حقها في حرية التعبير وحريتها في اختيار ما ترتديه". وأخيرا سطرت (شمس العياري) في نهاية ريبورتاجها ما يلي: "لقد أدركت أن من يقرر ارتداء النقاب له دوافع قوية وأنه لا يفعل ذلك لمجرد محاكاة موضة عابرة". ولأني أعتقد أن الصواب فيما انتهت إليه الكاتبة، ارتأيت أن أسكت هنا عن الكلام المباح؟
لقد حاولوا خنق نقابنا وخنقنا معه!؟
د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أكاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام
في البلاد التي ترفع شعار الحرية، في البلاد التي تتباهى بذلك وتدعي أنها حامية لحرية الإنسان، في تلك البلاد نجدها اليوم قد أقرت قوانين تمنع ارتداء المسلمات للنقاب، ولو في الأماكن العامة! وتفرض عليهن وعلى أولياء أمورهن، الغرامة كمرحلة أولى تنتهي بسجنه! لقد تابعنا جميعا محاربة الغرب للنقاب وحرصهم الشديد على إصدار قوانين تمنع المرأة المسلمة المنقبة من السير على الطرقات، ولو كانت وافدة لأيام معدودات، لقد أعلنوا أننا ضعيفات.. لأننا اخترنا ارتداءه، وأن رجالنا يمارسون علينا السلطة الذكورية، ولكنهم مع الأسف لم يحاولوا أن ينصتوا لنساء يعتقدن بوجوب ارتدائه، لقد حرموا عليهن الحق في إبداء الرأي وفي التمسك بالمعتقد، فأي عدالة تلك؟! وأي حرية؟! وأي مساواة؟! هم يغضون الطرف عن نساء عاريات أو بالكاد يخفين أشبارا من أجسامهن، وقد يصفقون لهن، ولما لا فأجسادهن قد أصبحت مستباحة وملكا للعامة، في حين ليس للمرأة التي تؤمن بوجوب النقاب الحق في ممارسة تعاليم دينها.. لقد حاولوا خنق نقابنا..وخنقنا معه.! وفشلوا بحمد الله في ذلك كـله.. ولتلك الدول أقـول: كان يجدر بك دراسة المردود السلبي لقراراتك على السياحة الطبية والثقافية لبلادك، التي دون شك ستتأثر بسبب منعك للنقاب وتضييقك على الحجاب.
إن المؤلم أنهم في سنّهم لتلك القوانين المجحفة في حق المنقبات، اسـتندوا إلى بعض الـدول الإسـلامية، وإلى بعض علمائها الـذين غـالوا في رفضهم للنقـاب، فأنكروا على من يؤمن بوجوبه مستندا في إيمـانه هذا على استنباط أئمة وفقهاء أجلاء، وهـم بذلك رفضوا وحاربوا رأيا فقهيا معتمدا في أحد المذاهب الأربعة، وهو الإمـام أحمد بن حنبل رحمه الله.
نعم نحن لا ننكر أن وجوب ارتداء المرأة النقاب فيه خلاف فقهي، ولكن الجهة التي يستفتيها معظم الشعب السعودي، هي هيئة كبار العلماء حفظهم الله جميعا، فإذا أفتوا أن المذاهب الأربعة تقول إن النقاب ليس من الإسلام، وأنه بدعة، أعلن أني سأكون أول من يخلع النقاب، بل وأدعو لذلك، أما أن تخلع المنقبة نقابها ودون مسوغ شرعي، أو لأن هناك من يعتقد أن النقاب رمز للبداوة ولتسلط الرجل على المرأة أو أنه عنوان لاستعباد المرأة، فنقول لا وألف لا، فمن حقنا كنساء منقبات أن نمارس شعائرنا الدينية كما نؤمن، وكما أنه ليس من حقنا فرض النقاب على من لا يؤمن بفرضيته، ليس من حق احد أن يحرمنا من ارتدائه، ولنتخيل ردة فعل الدول المعنية لو قمنا بسن قوانين تلزم رعاياها عندنا بارتداء النقاب، وطالبنا فرض غرامة وسجن من لم تلتزم بذلك.!
نحن لا نطلب منهن ارتداء النقاب لأن ارتداءه يعد تطبيقا لشريعتنا الإسلامية، وكما لا نلزم غيرنا بالصلاة والصيام والزكاة والحج، وكذلك لا نلزم غير المسلمات بالنقاب، بل إننا لا نلزم من هن على غير مذهبنا بارتدائه، فلكل منهن الحرية في كشف وجهها الخالي بطبيعة الحال من مساحيق تجميل، كما لهن الحرية في ارتداء النقاب، وذلك لأننا نحترم اختلاف الفقهاء في هذا الشأن وفي غيره، في حين لا نجد مع الأسف الاحترام ذاته، لقد حظر هؤلاء سواء في الدول الغربية أو حتى بعض الدول الإسلامية علينا حقنا في اختيار مذهبنا وحقنا في اختيار مـلابسنا.
والأمر لم يتوقف على منع النقاب فنحن نعلم أن بعض الدول الغربية والإسلامية تمنع الطالبات والموظفات من تغطية شعورهن، ولا استبعد سن قوانين تلزم الفتيات بإظهار جزء من أجسادهن كدليل واضح على طاعتهن لقوانين تعتقد أن الحرية تكمن في رفض الأديان وتعاليمها.
إن الذي أتمنى أن يكون واضحا عند مناقشة هذه القضية مع العقلاء من هؤلاء، وأعني بهؤلاء الغرب بطبيعة الحال ـ فالدول الإسلامية لا تملك مبرر الجهل في قضية تعتبر من المعلوم من الدين بالضرورة ـ إن النقاب أو الحجاب ليس طقسا اختياريا تختار الفتاة الالتزام به، كما تفعل الراهبات في الديانة المسيحية، إن محرك المسلمات في الاتجـاه هو الواجب الشرعي الذي يطبقنه حبا وطاعة لله سبحانه.
وفي هذا المجال أجد أنه من المناسب سرد بعض جوانب تجربة إنسانية قامت بها الصحفية (شمس العياري) وبرفقة الصحفي (هشام العدم)، فقد ارتدت النقاب ليوم واحد وتجولت في مدينة كولونيا الألمانية، في نهاية اليوم سجلت انطباعات وردود فعل من صادفتهن من الألمان حول ارتداء النقاب، وأنا هنا سأسرد بعض ما ورد في (الريبورتاج) الذي كتبته، إذ سيظهر وبشكل عام تقبل عامة الشعب الألماني للمرأة المنقبة، الذي يشابهه في خلفيته الفكرية الشعب الأوروبي: "فقد قالت إحدى السيدات: "لقد تعلمت منذ نعومة أظافري احترام الآخرين، حتى وإن كانوا مختلفين جدا عني" في حين أكدت أخرى تعمل في قطاع التعليم أنها تحترم الثقافات الأخرى، وأنها وإن: "لم تر من قبل امرأة منقبة في مطعم أو في مقهى. ولكن ذلك لا يزعجها قط، بل بالعكس"، في حين بينت عاملة في المقهى أنها: "على الرغم من أنها لم تعتد بعد على رؤية منقبات، ولكنها تؤكد على أنها تحترم الثقافات الأخرى لكنها تفضل رؤية وجهي على الأقل، لكي ترى الشخص الذي تتحدث معه"، أما طالب دكتوراه فقد صرح فقد قال: "إنه في حال كان ارتداء الحجاب أمرا إجباريا، فإنه يحدّ من حرية المرأة، وفي حال كان اختيارها الشخصي، فإنه يتعين احترام حقها في حرية التعبير وحريتها في اختيار ما ترتديه". وأخيرا سطرت (شمس العياري) في نهاية ريبورتاجها ما يلي: "لقد أدركت أن من يقرر ارتداء النقاب له دوافع قوية وأنه لا يفعل ذلك لمجرد محاكاة موضة عابرة". ولأني أعتقد أن الصواب فيما انتهت إليه الكاتبة، ارتأيت أن أسكت هنا عن الكلام المباح؟
لقد حاولوا خنق نقابنا وخنقنا معه!؟
د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أكاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى