لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
عبير الروح
عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

دون إفراط أو تفريط Empty دون إفراط أو تفريط {الثلاثاء 30 أغسطس - 20:29}

إن الإسلام في جوهره دين لم يغفل القضايا الأساسية العامة والضرورية لحياة الأفراد واستقرارهم، كما لم يغفل عن حقوق كل منهم، وخص المرأة بالرعاية فرفع من قدرها ونفض عن كاهلها إرثا إنسانيا أرهقها وزلزل كيانها، وسلبها الكرامة الإنسانية لقرون.
وعندما نتحدث عن حقوق وواجبات الإنسان المسلم، رجلا كان أو امرأة، علينا التوقف أمام مبادئ ومنطلقات شرعية، فنحن أمة تعتقد اعتقادا جازما أن الوحي الإلهي بمصدريه الكتاب والسنة، وإجماع الأمة، أصل الإيمان وشرطه، كما أننا أمة تؤمن يقينا بصلاحية تطبيق الشريعة الإسلامية في كل زمان ومكان، فأحكامها صادرة عن الله العزيز الحكيم، اللطيف الخبير، لذا فإن التصحيح والإصلاح لأي خلل يقع في مجتمعنا الإسلامي, يجب أن يكون وفقا لمعيار الشريعة في الصواب والخطأ، والحق والضلال، وليس وفق موازين غير المسلمين المخالفة لنصوص الوحي الإلهي.
إن أحكام الشريعة قائمة على أساس العدل، فالدين الإسلامي لم يأت بما يفيد الأمر بالمساواة، فهو يطلب العدل لذاته، ولذا جاء الأمر فيه بالعدل الذي يتحقق من التسوية بين المتماثلين والتفريق بين المختلفين، فالمساواة المطلقة تقتضي التسوية بين المختلفين والمتناقضين، وهذه النوعية من المساواة تحقق- لا محال- قدرا عظيما من الظلم على أحد الأطراف.
وبما أن حكمة الخالق اقتضت التمايز بين الذكر والأنثى في القوى والقدرات الجسدية والعاطفية، اقتضت شريعته السمحة عند تحديد حقوق وواجبات كل منهما مراعاة هذا الاختلاف في طبيعة الجنسين، وصانت ودافعت عن خصائص كل منهما معتبرة أن كل منهما يكمل الآخر، فالاختلاف الحاصل بينهما هو اختلاف تكامل لا اختلاف تعارض.
كما راعى الإسلام في تشريعاته الحاجة الإنسانية لما تتميز به المرأة من المشاعر الرقيقة والأحاسيس المرهفة، وحاجتها لما يتمتع به الرجل من صلابة البدن وقوة التحمل، مؤكدة على أن هذه الحياة لا تكتمل إلا بالزوجين الذكر والأنثى، فهي الحاضنة للطفولة والمنظمة للبيت، بحنان لا يمكن للرجل إدراكه، والرجل جالب الأمن والدفء المادي لأسرته، مصارعا في سبيل تحقيق ذلك متحملا مشقات الحياة على صعوبتها وتعددها.
إن الخصائص المتأصلة في كل من الذكر والأنثى، والتي يسميها البعض بالنمطية لا يمكن تغييرها، فهي فطرية رسخت من خلال التجربة الإنسانية التي استمرت عبر التاريخ البشري، فالمولى سبحانه وتعالى بعظيم حكمته خص الجنس الأنثوي بصفات وخصائص أنثوية ملازمة لها، كما ميز الرجال بغيرها من صفات الرجولة وخصائصها، وهذه الصفات على اختلافها تكمل بعضها بعضا، وبالتالي فأي محاولة لتغيير خلق الله، وتحويل السالب إلى موجب والموجب إلى سالب محكوم عليها بالفشل، فإذا كان الجنسان الذكر والأنثى يتمايزان في الصفات العضوية والحيوية والنفسية، فإن من الطبيعي أن يتمايزا أيضاً في الوظائف الاجتماعية، والتكامل بين الجنسين في الواجبات والحقوق، هو ثمرة العدل الذي تقوم عليه العلاقات البشرية في الإسلام.
ومن ناحية أخرى علينا أن نتوقف عند موقف الدين الإسلامي من الأسرة فهي في المفهوم الإسلامي الوحدة الأساسية لبناء المجتمع، إذ يترتب على قوتها وتماسكها سلامة المجتمع وصلاح أفراده، وعلينا كمجتمع مسلم الوقوف بحزم في مواجهة الدعوات التي تهون من دور المرأة والزوج في الأسرة، أو من أهمية قيامهما بمسؤولياتهما تجاه أفرادها، أو من أهمية العلاقة بين الزوج والزوجة في المجتمع الإسلامي والقائمة على أساس التكامل بين أدوار كل منهما - وهو ما يسمى بالتكامل الوظيفي، التكامل الذي يدعم أواصر المودة والرحمة بين الزوجين، وينعكس في نهايته إيجاباً على أولادهما ومن ثم على المجتمع كافة.
وغني عن البيان أن "الفرديةَ" قيمة أساسية عند الغرب، وهي الأساس المحرك لعجلة الصراع القائم بين الرجل والمرأة، فالعلاقات بين البشر في معظم تلك المجتمعات قائمة على أساس الفردية المطلقة لا على التعاون، على الأنانية لا على الإيثار، وبالتالي فصراع حول الحقوق السائد عالمياً بين الرجل والمرأة هو نتاج طبيعي للموروث التاريخي والثقافي الغربي، بجذوره الفكرية (الدينية)، والتي تؤكد أن العداوة بين الجنسين أزلية، وأن المرأة هي سبب خروج آدم عليه السلام من الجنة، وأنها السبب الكامن خلف الشقاء الإنساني، وهذه التفاسير تتعارض تماما مع تعاليم الشريعة الإسلامية التي قررت أن المرأة شقيقة الرجل من حيث الأصل، والمنشأ، والمصير، تشترك معه في عمارة الكون - كل فيما يخصه - بلا فرق بينهما في التوحيد والاعتقاد، والثواب والعقاب، وفي عموم الدين والتشريع عند الله سبحانه، فهن شقائق الرجال .
وكل ما أطمح إليه ها هنا هو الاهتمام بإعداد أبنائنا لهذه المسؤولية من خلال مناهج دراسية مكثفة تهدف إلى تعريفهم بواجباتهم تجاه أسرهم ووطنهم ومجتمعهم، علما بأن مادة التربية الوطنية الموجهة لأبنائنا الذكور أثبتت مع الأسف فشلها في تحريك همة الشباب تجاه الأهداف السامية التي وجدت من أجلها، من ناحية أخرى علينا ألا نتجاهل أهمية إعداد المرأة كأم وزوجة، هذه القيم ينبغي أن تكون جزءا من نظام تعليمنا، فما يطبق في مدارسنا من هذه المناهج يفتقد للحس الجمالي الممتع، علما بأن هناك أصوات تطالب بتركيز هذه المناهج على إعداد كل من أبنائنا وبناتنا لسوق العمل، وهذا خطأ سيتحمل المجتمع وزره عاجلا غير آجل، والواجب الذي علينا تحمله هو مد يد العون لأبنائنا وبناتنا ليكونوا ناجحين سعداء في حياتهم المهنية والأسرية، بتعليمهم حقوق وواجبات كل منهم دون إفراط أو تفريط.



دون إفراط أو تفريط

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى