عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
ثمة مواقف نبوية كثيرة.. جاء الحديث فيها عن طبيعة المرأة وخصوصيتها البشرية والأنثوية.. متعمدا ومقصودا.. يهدف منه النبي صلى الله عليه وسلم لفت أنظار الآخرين إلى الطبيعة الخاصة التي يتميز بها هذا المخلوق البشري ، وضرورة استيعاب أبعادها وتفهمها.. من أجل تحقيق مزيد من الفاعلية في الحياة معه..! وهذا الهدف النبوي هو ذاته الذي يدفع الكثير من دعاة اليوم ويحرضهم لاختيار ((طبيعة المرأة وفطرتها)) موضوعا للحديث عنه كلما أتيح لذلك سبيلا. فهذا الموضوع يكاد يستحوذ على حيز لا بأس به من جملة المحاضرات التي يقيمونها هنا وهناك.. يساعدهم في ذلك جاذبية الموضوع وخفته وسهولة تناوله. وكذلك ضخامة الحيز الذي أُعطي له في السنة النبوية .. حيث يجدون بين أيديهم حشدا من النصوص والمواقف المختلفة، والمتواترة في هذا الشأن..!
وهذا التوجه من دعاة اليوم يبدو مفهوما ومقبولا خاصة في مثل هذا العصر الذي تسود فيه مفاهيم مغلوطة حول المرأة ومايتبع ذلك عادة من محاولات لإلغاء أو تجاهل الفارق الطبعي بينها وبين ((الجنس الآخر)) الذي تشاركه الحياة!
غير أن الذي لم أستطع فهمه.. هو عملية توجيه هذا الخطاب إذ لا أدري لماذا نُصر على أن نُحدث المرأة عن(( طبيعتها البشرية وفطرتها الأنثوية)) .. كلما أتيحت لنا فرصة الحديث معها ولها!.
فالواضح لكل أحد .. أن المرأة تفهم نفسها .. وتعلم عن فطرتها مالانعلمه وليس ثمة حاجة لتذكيرها .. بخصائصها الانفعالية والنفسية و...
ومامن امرأة على وجه الأرض .. يغيب عن حسها أن لديها مثلا ((خاصية الإندفاع، وغلبة العاطفة، وشدة الغيرة، والمبالغة في إظهار تفاصيل زينة ماحولهاو...))
ولو جهلت المرأة شيئا من هذا عن نفسها –افتراضا- وتم استعراض هذا كله أمامها .. فهل يملك هذا العرض من تغيير واقع الحال شيئا؟
بل هل تملك المرأة نفسها –ولو اجتهدت- الحد من اندفاعها وعاطفتها؟ أم هل بالإمكان إماتة غيرتها...؟
لا أدري حقيقة.. ما الهدف من توجيه الحديث عن فطرة المرأة للمرأة؟ فالمفيد توجيه الحديث عنها(( للآخر)) الذي يشاركها الحياة. فهو القوّام الذي إن نجح في تفهم طبيعتها. كان ثمة أمل في تفهمه لاحتياجاتها .. ومن ثم فقه التعامل معها وفنونه..!
أما المرأة فلابد من الاعتراف بأننا قد أوجعنا أُذنيها أحاديثا مكررة عن طبيعتها الفطرية .. لنقع مرة أخرى ((في خطأ توجيه الخطاب)) إذ نُحدثها عن الذي تعيه جيدا .. ونتغافل عن شديد افتقارها لمن يُكسبها مهارة فهم الآخر .. الذي إن فشلت في فك رموز طبيعته فستفشل حتما في صناعة الحياة معه..!
المصدر : الأسرة 115
فقه توجيه الخطاب
فاطمة البطاح
وهذا التوجه من دعاة اليوم يبدو مفهوما ومقبولا خاصة في مثل هذا العصر الذي تسود فيه مفاهيم مغلوطة حول المرأة ومايتبع ذلك عادة من محاولات لإلغاء أو تجاهل الفارق الطبعي بينها وبين ((الجنس الآخر)) الذي تشاركه الحياة!
غير أن الذي لم أستطع فهمه.. هو عملية توجيه هذا الخطاب إذ لا أدري لماذا نُصر على أن نُحدث المرأة عن(( طبيعتها البشرية وفطرتها الأنثوية)) .. كلما أتيحت لنا فرصة الحديث معها ولها!.
فالواضح لكل أحد .. أن المرأة تفهم نفسها .. وتعلم عن فطرتها مالانعلمه وليس ثمة حاجة لتذكيرها .. بخصائصها الانفعالية والنفسية و...
ومامن امرأة على وجه الأرض .. يغيب عن حسها أن لديها مثلا ((خاصية الإندفاع، وغلبة العاطفة، وشدة الغيرة، والمبالغة في إظهار تفاصيل زينة ماحولهاو...))
ولو جهلت المرأة شيئا من هذا عن نفسها –افتراضا- وتم استعراض هذا كله أمامها .. فهل يملك هذا العرض من تغيير واقع الحال شيئا؟
بل هل تملك المرأة نفسها –ولو اجتهدت- الحد من اندفاعها وعاطفتها؟ أم هل بالإمكان إماتة غيرتها...؟
لا أدري حقيقة.. ما الهدف من توجيه الحديث عن فطرة المرأة للمرأة؟ فالمفيد توجيه الحديث عنها(( للآخر)) الذي يشاركها الحياة. فهو القوّام الذي إن نجح في تفهم طبيعتها. كان ثمة أمل في تفهمه لاحتياجاتها .. ومن ثم فقه التعامل معها وفنونه..!
أما المرأة فلابد من الاعتراف بأننا قد أوجعنا أُذنيها أحاديثا مكررة عن طبيعتها الفطرية .. لنقع مرة أخرى ((في خطأ توجيه الخطاب)) إذ نُحدثها عن الذي تعيه جيدا .. ونتغافل عن شديد افتقارها لمن يُكسبها مهارة فهم الآخر .. الذي إن فشلت في فك رموز طبيعته فستفشل حتما في صناعة الحياة معه..!
المصدر : الأسرة 115
فقه توجيه الخطاب
فاطمة البطاح
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى