عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
أزمة التفجيرات التي عشناها مؤخرا كانت مؤشرا حقيقيا لوجود فكر ينشأ بالعنف ويتغذى منه!
وعلى الرغم من ظهور رفض شبه جمعي تجاه ((ثقافة العنف)) إلا أن هذا الرفض كان من الممكن أن يتحول إلى أداة عملية في طريق التصحيح الطويل!
غير أن ثمة عائقا يرجع –على مايبدو- لعدم الإتفاق في كيفية التصحيح أو آلية المراجعة!
فالأطروحات التي ظهرت في الفترة الماضية سواء في الإعلام المرئي أو المقروء أو في مواقع الإنترنت.. سار معظمها في اتجاهين متضادين..ليس ثمة نقطة التقاء بينهما!
والمؤسف أن أصحاب هذين الاتجاهين لايَعِيان خطورة تعمّد أحدهما ((السباحة)) في اتجاه عكس اتجاه الآخر، وأنها عملية خاسرة وغير مجدية في ظل مشكلة وطنية حقيقية تحتاج للشفافية والتعاضد في آن!
فثمة أطروحات تحاول جاهدة نفي وجود المشكلة أو مايسمى بثقافة العنف ..وإقناع الآخرين بأن الأمر مايزال في حدود الشاذ دون الظاهرة فلا يستدعي قلقا، فهي مجرد ممارسات شخصية لجماعة قليلة مبتورة ليس لديها جذور فكرية ولن يكون لها امتداد تنفذ عبره لأذهان الجيل القادم من أبنائنا!
ربما لايحتاج أصحاب هذه النظرية للتأكيد على قيمة الأمن، واعتباره مقصدا شرعيا، لكنهم بحاجة لتفهّم أن معاكسة الآخر في تجاهل المشكلة والصمت عنها خطر وليس حكمة دائما.
وثمة أطروحات أخرى مضادة تبالغ في تقديرها لحجم الثقافة العنف بل وتختزل كل أسبابه ومغذياته في جانب واحد تُلقي عليه بالتهمة والتبعية وتحاصره في زاوية المخطئ الوحيد!
والاختزال عملية من الممكن فهمها ومن ثمّ تجاوزها لو كان صدورها ناشئا عن فهم مغلوط، أو نتيجة اكتشافية ناقصة! أما أن يجيء مقصودا ومرادا لا لشيء وإنما لمجرد إقصاء ((الآخر)) وإسقاطه وتزكية الذات ومنحها وحدها شرف الحرص على المجتمع ، فإن هذا قد يسجل كسيئة من سيئات إعلام العصر الذي يُفترض ألا يتنصل من مواثيق النشر الموضوعية والمعتدلة بدلا من تسليم الراية لأصحاب القناعات المتلونة، الذين لم تعد تشم في رداء أحدهم (الكتابي) رائحة تجرد للبحث عن الحق واكتشافه، والرضى به ، وإنما كتابات تُمليها غالبا قناعات معينة، وتهدف للوصول إلى نتائج معدة سلفا!
وكان يفترض أيضا أن يحتفظ الإعلام بعقلانيته وحياده بدلا من الاحتفاء بأصحاب التجارب ((الانتمائية)) القصيرة، والفاشلة في أحضان هذا التيار أوذاك!!
أو أولئك الذين يبحثون عن أسرع طريق لتكوين ((مجد الذات)) وإشغال الجماهير بكتابات مندفعة، ومتسرعة تثير صخبا،ولاتُعالج مشكلة، وتمنح لكُتابها حيزا في ذاكرة أكبر عدد من الجماهير، لكنها لاتمنح المجتمع الذي تتم المتاجره بمصالحه وأزماته ولو شمعة يضيء بها عتمة الطريق!
لكن الأمل في القارئ الذي سيكتشف-يوما ما- وهو يقرأ لمن يُهمش المشكلة، ويبالغ في تبسيطها ، ولمن يختزل أسبابها في ((كتابات رجل بحجم ابن تيمية، أو في نصيحة رجل هيئة، أو حتى في جلباب امرأة)). سيكتشف القارئ -آسفا- أن هذه الأطروحات الإعلامية لم تجئ في سبيل المعالجة، ولم تستهدفها وإنما هي أشبه بعملية تصفية حساب قديم (بين تياريين متضادين) يحاول أحدهما إقصاء الآخر!!
المصدر : الأسرة 122
معالجة أم تصفية حساب؟!
فاطمة البطاح
وعلى الرغم من ظهور رفض شبه جمعي تجاه ((ثقافة العنف)) إلا أن هذا الرفض كان من الممكن أن يتحول إلى أداة عملية في طريق التصحيح الطويل!
غير أن ثمة عائقا يرجع –على مايبدو- لعدم الإتفاق في كيفية التصحيح أو آلية المراجعة!
فالأطروحات التي ظهرت في الفترة الماضية سواء في الإعلام المرئي أو المقروء أو في مواقع الإنترنت.. سار معظمها في اتجاهين متضادين..ليس ثمة نقطة التقاء بينهما!
والمؤسف أن أصحاب هذين الاتجاهين لايَعِيان خطورة تعمّد أحدهما ((السباحة)) في اتجاه عكس اتجاه الآخر، وأنها عملية خاسرة وغير مجدية في ظل مشكلة وطنية حقيقية تحتاج للشفافية والتعاضد في آن!
فثمة أطروحات تحاول جاهدة نفي وجود المشكلة أو مايسمى بثقافة العنف ..وإقناع الآخرين بأن الأمر مايزال في حدود الشاذ دون الظاهرة فلا يستدعي قلقا، فهي مجرد ممارسات شخصية لجماعة قليلة مبتورة ليس لديها جذور فكرية ولن يكون لها امتداد تنفذ عبره لأذهان الجيل القادم من أبنائنا!
ربما لايحتاج أصحاب هذه النظرية للتأكيد على قيمة الأمن، واعتباره مقصدا شرعيا، لكنهم بحاجة لتفهّم أن معاكسة الآخر في تجاهل المشكلة والصمت عنها خطر وليس حكمة دائما.
وثمة أطروحات أخرى مضادة تبالغ في تقديرها لحجم الثقافة العنف بل وتختزل كل أسبابه ومغذياته في جانب واحد تُلقي عليه بالتهمة والتبعية وتحاصره في زاوية المخطئ الوحيد!
والاختزال عملية من الممكن فهمها ومن ثمّ تجاوزها لو كان صدورها ناشئا عن فهم مغلوط، أو نتيجة اكتشافية ناقصة! أما أن يجيء مقصودا ومرادا لا لشيء وإنما لمجرد إقصاء ((الآخر)) وإسقاطه وتزكية الذات ومنحها وحدها شرف الحرص على المجتمع ، فإن هذا قد يسجل كسيئة من سيئات إعلام العصر الذي يُفترض ألا يتنصل من مواثيق النشر الموضوعية والمعتدلة بدلا من تسليم الراية لأصحاب القناعات المتلونة، الذين لم تعد تشم في رداء أحدهم (الكتابي) رائحة تجرد للبحث عن الحق واكتشافه، والرضى به ، وإنما كتابات تُمليها غالبا قناعات معينة، وتهدف للوصول إلى نتائج معدة سلفا!
وكان يفترض أيضا أن يحتفظ الإعلام بعقلانيته وحياده بدلا من الاحتفاء بأصحاب التجارب ((الانتمائية)) القصيرة، والفاشلة في أحضان هذا التيار أوذاك!!
أو أولئك الذين يبحثون عن أسرع طريق لتكوين ((مجد الذات)) وإشغال الجماهير بكتابات مندفعة، ومتسرعة تثير صخبا،ولاتُعالج مشكلة، وتمنح لكُتابها حيزا في ذاكرة أكبر عدد من الجماهير، لكنها لاتمنح المجتمع الذي تتم المتاجره بمصالحه وأزماته ولو شمعة يضيء بها عتمة الطريق!
لكن الأمل في القارئ الذي سيكتشف-يوما ما- وهو يقرأ لمن يُهمش المشكلة، ويبالغ في تبسيطها ، ولمن يختزل أسبابها في ((كتابات رجل بحجم ابن تيمية، أو في نصيحة رجل هيئة، أو حتى في جلباب امرأة)). سيكتشف القارئ -آسفا- أن هذه الأطروحات الإعلامية لم تجئ في سبيل المعالجة، ولم تستهدفها وإنما هي أشبه بعملية تصفية حساب قديم (بين تياريين متضادين) يحاول أحدهما إقصاء الآخر!!
المصدر : الأسرة 122
معالجة أم تصفية حساب؟!
فاطمة البطاح
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى