عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
إذا كان أذان المغرب يعتبر إيذاناً من الله عز وجل بانتهاء النهار وتعبه وبدء الليل وسكونه، وذلك وفقاً لما جاءت به الآية الكريمة : " وجعلنا النهار معاشاً * وجعلنا نومكم سباتاً " ، سورة النبأ ، الآيتان 9،10 فإن أذان المغرب في بعض مصايف لبنان يعدّ إيذاناً ببزوغ نهار جديد تبدأ ملامحه بالوضوح بعد صلاة العشاء ليصل إلى ذروته بعد الساعة الثانية عشر ليلاً، ولينتهي مع صوت المؤذن وهو يصدح بأذان الفجر .
إن هذا الوضع باتت تتسابق على تطبيقه مصايف لبنان والذي يعتبره البعض عملاً إيجابياً لما فيه من تشجيع للسياحة ، وباتت البلديات تنفق لأجله الأموال الطائلة ، كما تقدم من أجل تشجيعه التسهيلات العديدة لأصحاب رؤوس الأموال من أجل استثمار أموالهم في مناطق أراضي هذه البلديات.
إن مما يُلحظ في هذا الموضوع هو اقتصار الخدمات السياحية ، في مفهوم البعض ،على المقاهي والمطاعم والنوادي الليلية المختلفة الأشكال والديكورات والأسماء ، حتى أن بعض هذه المقاهي لم تعد تكتف باحتكار البر بل انتقلت إلى البحر والسماء ، في محاولة منها لجلب أكبر عدد من الزوار ، فتجد هنا سفينة راسية يخدمها بحارة يعملون على تأمين الراحة للمسافرين ... وهناك مطعم استعار من الجنة اسمها ، وحوّل اللبن المصفى إلى خمر ومنكر ... وهنالك...
إن هذا الوضع الذي يزداد خطورة سنة بعد سنة يستدعي منّا وقفة محاسبة أمام محاولة البعض تلبيس الحق بالباطل عبر الادعاء بأن ما يحدث هو ظاهرة سياحية ، وأنه لو لم يكن الأمر كذلك لفقد الوطن نسبة كبيرة من الدخل الذي يحتاجه لسد العجز المالي الذي يعانيه ، ولتحولت بالتالي تلك السياحة إلى بلدان ومناطق أخرى يجد فيها السائح سعادته وينفق فيها ماله ، وأن السياحة تعتبر مورداً أساسياً للبنان الذي لا يملك من الموارد الصناعية والتجارية والزراعية ما يملك منها غيره ، لذا تميّز لبنان عن غيره بالخدمات السياحية والمناخ اللطيف .
وفي محاولة لردّ مزاعم هؤلاء نقول ما يلي :
1- كذب الادعاء بأن ما يحصل ليس بأمر جديد ، إذ إن هذا أمر لا يمكن الأخذ به على إطلاقه، ذلك لأن الفساد والإباحية المنتشرَين اليوم لم يُعرفا على هذا النحو من الوضوح والمجاهرة من قبل ، فلقد كان للسهر ولفعل المنكرات أماكن خاصة معروفة مستترة عن الأعين، لا يدخلها إلا من يقصدها ، في حين تبقى المناطق الأخرى في منأى عن الفساد ، مما يتيح للسائح الذي يبحث عن السياحة الحقيقية الموجودة في الطبيعة والمناخ المعتدل أن يقضي عطلة ممتعة في ظل إحساس تام بالأمان له ولعائلته .
أما اليوم فلا يستطيع هذا السائح ، كما المواطن ، أن يمنع حواسه عن رؤية وسماع المنكرات المنتشرة قسراً أمامه ... وإن فكّر في هذا الأمر فمن المؤكد أنه سيضطر إلى أن يصاب بتشنج عضلي نتيجة اضطراره إلى غض البصر الدائم ، وذلك لأن الإباحية في اللباس المقترنة بالموضة لم تعد مقتصرة على فئة معينة من النساء، بل هي ظاهرة عامة تكاد تكون مشتركة بين فئة كبيرة من النساء على مختلف مشاربهم وطوائفهم وأعمارهم ... هذا إضافة إلى الإباحية في تصرفات الشباب والفتيات الذين يملأون مقاعد المقاهي ، والذين لا تتجاوز أعمارهم في بعض الأحيان أعمار الورود ...
ويضاف إلى ذلك أبواق المعازف والأغاني التي تصل آفاقها قسراً إلى داخل البيوت ، والتي لا تخلو من الإباحية هي أيضاً ... خاصة مع قيام بعض المغنين ، مسايرة للسهارى ، بتحويل بعض الكلمات إلى أخرى تتوافق مع مناخ السهرة ... فيتحول الشاي إلى خمر ... والغزل إلى إباحية ... فكيف يستطيع المرء أن يمنع نفسه من سد آذانه عن السماع... وهو إن نجح في ذلك فكيف سيستطيع أن يسد أذنيه عائلته وأبناءه عن السماع ؟
2- العمل على مراعاة مطالب فئة معينة من الشباب الضائع ... وإهمال لمطالب فئة كبيرة من الناس ، سواء من داخل البلاد أو من خارجها، الذين يرفضون هذا الوضع، ويسوؤهم ما وصل إليه هذ البلد من فساد وفجور انعكس سلباً على سمعة البلد الخارجية التي تتبرع بنقلها محطات تلفازية أرضية وفضائية إضافة إلى بعض الصحف والمجلات ، حتى بات أي شخص من خارج البلد يستغرب إذا علم بوجود مسلمين متدينين ملتزمين في هذا البلد ... ولقد وصل الاستغراب بأحدهم ، وهو المهاجر المقيم بإحدى الدول الأوروبية المنفتحة ، أن أكد بأن الإباحية الموجودة في هذا البلد لا توجد في تلك البلاد نفسها التي تعتبر المصدّرة والسبّاقة في نشر الفساد.
أما على الصعيد الداخلي فقد انعكس هذا الوضع على المواطن اللبناني خوفاً وقلقاً على القيم والأخلاق الأسرية والاجتماعية التي يؤمن بها ويربي أبناءه عليها ، إضافة إلى إحساسه بفقدان أدنى حقوقه الوطنية والإنسانية ، ومن أهمها الحق بالراحة والسكون ، ذلك لأن السائح الذي يأتي للوطن لفترة محددة ، يكون في الغالب متفرغاً للسياحة والاستجمام ، ينام متى يشاء ويستيقظ متى يشاء ، أما ابن البلد فلا يستطيع ذلك، لأنه ملتزم بعمل يومي يحتاج نتيجته للتزود بقسط من الراحة كي يواصل عمله بشكل طبيعي في اليوم التالي ، الأمر الذي لا يتوافر خلال فترة الصيف مما ينعكس سلباً على المواطن وعمله ... وإذا أخذنا بعين الاعتبار ذلك الإنسان المريض الذي يحتاج إلى الراحة يمكن أن ندرك معاناة هذا المواطن المسكين.
نقطة أخيرة من المفيد الرد عليها والتذكير بخطورتها في هذه المرحلة ، وهي ادعاء البعض بأن ما يجري ليس جديداً على هذا البلد ، فلقد كانت هذه المناطق طوال عهدها ، وقبل الحرب الأهلية ، مشهورة بخدماتها السياحية وبحفلاتها التي يحضرها أشهر المطربين والمغنين ... وقد تناسى هؤلاء أو جهلوا أو بالأحرى لم يعتبروا بما نتج عن تلك الحرب من خراب هائل قضى على البنى التحتية ومعظم البنى الفوقية لتلك المناطق ، والتي احتاجت إلى سنوات طويلة كي يعاد إعمارها من جديد ... ألا يستحق ما حصل سابقاً أن يقف المرء وقفة تدبر مع الأسباب وراء هذا الدمار الذي ظهر في تلك المناطق ، والتي تظهر معالمها في الآية الكريمة : " إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليه القول فدمرناها تدميرا" ، سورة الإسراء ، آية 16.
مصايف لبنان
د. نهى قاطرجي
إن هذا الوضع باتت تتسابق على تطبيقه مصايف لبنان والذي يعتبره البعض عملاً إيجابياً لما فيه من تشجيع للسياحة ، وباتت البلديات تنفق لأجله الأموال الطائلة ، كما تقدم من أجل تشجيعه التسهيلات العديدة لأصحاب رؤوس الأموال من أجل استثمار أموالهم في مناطق أراضي هذه البلديات.
إن مما يُلحظ في هذا الموضوع هو اقتصار الخدمات السياحية ، في مفهوم البعض ،على المقاهي والمطاعم والنوادي الليلية المختلفة الأشكال والديكورات والأسماء ، حتى أن بعض هذه المقاهي لم تعد تكتف باحتكار البر بل انتقلت إلى البحر والسماء ، في محاولة منها لجلب أكبر عدد من الزوار ، فتجد هنا سفينة راسية يخدمها بحارة يعملون على تأمين الراحة للمسافرين ... وهناك مطعم استعار من الجنة اسمها ، وحوّل اللبن المصفى إلى خمر ومنكر ... وهنالك...
إن هذا الوضع الذي يزداد خطورة سنة بعد سنة يستدعي منّا وقفة محاسبة أمام محاولة البعض تلبيس الحق بالباطل عبر الادعاء بأن ما يحدث هو ظاهرة سياحية ، وأنه لو لم يكن الأمر كذلك لفقد الوطن نسبة كبيرة من الدخل الذي يحتاجه لسد العجز المالي الذي يعانيه ، ولتحولت بالتالي تلك السياحة إلى بلدان ومناطق أخرى يجد فيها السائح سعادته وينفق فيها ماله ، وأن السياحة تعتبر مورداً أساسياً للبنان الذي لا يملك من الموارد الصناعية والتجارية والزراعية ما يملك منها غيره ، لذا تميّز لبنان عن غيره بالخدمات السياحية والمناخ اللطيف .
وفي محاولة لردّ مزاعم هؤلاء نقول ما يلي :
1- كذب الادعاء بأن ما يحصل ليس بأمر جديد ، إذ إن هذا أمر لا يمكن الأخذ به على إطلاقه، ذلك لأن الفساد والإباحية المنتشرَين اليوم لم يُعرفا على هذا النحو من الوضوح والمجاهرة من قبل ، فلقد كان للسهر ولفعل المنكرات أماكن خاصة معروفة مستترة عن الأعين، لا يدخلها إلا من يقصدها ، في حين تبقى المناطق الأخرى في منأى عن الفساد ، مما يتيح للسائح الذي يبحث عن السياحة الحقيقية الموجودة في الطبيعة والمناخ المعتدل أن يقضي عطلة ممتعة في ظل إحساس تام بالأمان له ولعائلته .
أما اليوم فلا يستطيع هذا السائح ، كما المواطن ، أن يمنع حواسه عن رؤية وسماع المنكرات المنتشرة قسراً أمامه ... وإن فكّر في هذا الأمر فمن المؤكد أنه سيضطر إلى أن يصاب بتشنج عضلي نتيجة اضطراره إلى غض البصر الدائم ، وذلك لأن الإباحية في اللباس المقترنة بالموضة لم تعد مقتصرة على فئة معينة من النساء، بل هي ظاهرة عامة تكاد تكون مشتركة بين فئة كبيرة من النساء على مختلف مشاربهم وطوائفهم وأعمارهم ... هذا إضافة إلى الإباحية في تصرفات الشباب والفتيات الذين يملأون مقاعد المقاهي ، والذين لا تتجاوز أعمارهم في بعض الأحيان أعمار الورود ...
ويضاف إلى ذلك أبواق المعازف والأغاني التي تصل آفاقها قسراً إلى داخل البيوت ، والتي لا تخلو من الإباحية هي أيضاً ... خاصة مع قيام بعض المغنين ، مسايرة للسهارى ، بتحويل بعض الكلمات إلى أخرى تتوافق مع مناخ السهرة ... فيتحول الشاي إلى خمر ... والغزل إلى إباحية ... فكيف يستطيع المرء أن يمنع نفسه من سد آذانه عن السماع... وهو إن نجح في ذلك فكيف سيستطيع أن يسد أذنيه عائلته وأبناءه عن السماع ؟
2- العمل على مراعاة مطالب فئة معينة من الشباب الضائع ... وإهمال لمطالب فئة كبيرة من الناس ، سواء من داخل البلاد أو من خارجها، الذين يرفضون هذا الوضع، ويسوؤهم ما وصل إليه هذ البلد من فساد وفجور انعكس سلباً على سمعة البلد الخارجية التي تتبرع بنقلها محطات تلفازية أرضية وفضائية إضافة إلى بعض الصحف والمجلات ، حتى بات أي شخص من خارج البلد يستغرب إذا علم بوجود مسلمين متدينين ملتزمين في هذا البلد ... ولقد وصل الاستغراب بأحدهم ، وهو المهاجر المقيم بإحدى الدول الأوروبية المنفتحة ، أن أكد بأن الإباحية الموجودة في هذا البلد لا توجد في تلك البلاد نفسها التي تعتبر المصدّرة والسبّاقة في نشر الفساد.
أما على الصعيد الداخلي فقد انعكس هذا الوضع على المواطن اللبناني خوفاً وقلقاً على القيم والأخلاق الأسرية والاجتماعية التي يؤمن بها ويربي أبناءه عليها ، إضافة إلى إحساسه بفقدان أدنى حقوقه الوطنية والإنسانية ، ومن أهمها الحق بالراحة والسكون ، ذلك لأن السائح الذي يأتي للوطن لفترة محددة ، يكون في الغالب متفرغاً للسياحة والاستجمام ، ينام متى يشاء ويستيقظ متى يشاء ، أما ابن البلد فلا يستطيع ذلك، لأنه ملتزم بعمل يومي يحتاج نتيجته للتزود بقسط من الراحة كي يواصل عمله بشكل طبيعي في اليوم التالي ، الأمر الذي لا يتوافر خلال فترة الصيف مما ينعكس سلباً على المواطن وعمله ... وإذا أخذنا بعين الاعتبار ذلك الإنسان المريض الذي يحتاج إلى الراحة يمكن أن ندرك معاناة هذا المواطن المسكين.
نقطة أخيرة من المفيد الرد عليها والتذكير بخطورتها في هذه المرحلة ، وهي ادعاء البعض بأن ما يجري ليس جديداً على هذا البلد ، فلقد كانت هذه المناطق طوال عهدها ، وقبل الحرب الأهلية ، مشهورة بخدماتها السياحية وبحفلاتها التي يحضرها أشهر المطربين والمغنين ... وقد تناسى هؤلاء أو جهلوا أو بالأحرى لم يعتبروا بما نتج عن تلك الحرب من خراب هائل قضى على البنى التحتية ومعظم البنى الفوقية لتلك المناطق ، والتي احتاجت إلى سنوات طويلة كي يعاد إعمارها من جديد ... ألا يستحق ما حصل سابقاً أن يقف المرء وقفة تدبر مع الأسباب وراء هذا الدمار الذي ظهر في تلك المناطق ، والتي تظهر معالمها في الآية الكريمة : " إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليه القول فدمرناها تدميرا" ، سورة الإسراء ، آية 16.
مصايف لبنان
د. نهى قاطرجي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى