عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
حينما نتحدث عن إعلام المرأة، فحديثنا سيشمل شقين في هذا المصطلح: أولهما الإعلام الذي تقدمه المرأة مذيعة أو صحفية وغير ذلك بغض النظر عن توجهه -ولو كان رياضياً-، وثانيهما الإعلام الموجه للمرأة ويتحدث عن قضاياها سواء قدمه رجل أو امرأة، وكلاهما على درجة من الأهمية عظيمة..
ويجدر في هذا المقام ذكر إحدى نظريات الإعلام الشائعة وهي نظرية الإشباع، ويقصد بهذه النظرية أنّ الجمهور هو من يحدد ما تعرضه وسائل الإعلام من خلال متابعته لها، فما يطالب به وما (يشبع) به رغباته هو ما تقدمه المؤسسات الإعلامية، وما تطالب به المرأة وما تتابعه هو ما تتحرى المؤسسات الإعلامية تقديمه، ولهذه النظرية تأييد ونقد ليس ذا محلّ بسطه، ولكن لها محلاً من النظر مع ما نراه من تفاعل مع برامج الواقع وبرامج الغناء والإسفاف.
وقبل الخوض في آمال المرأة الإعلامية، سنحيط الواقع الحالي بنظرة سريعة، يتجلى فيها قصور في التقديم الإعلامي الجاد الذي يبني شخصية المرأة وفكرها وثقافتها، مع كثافة في الطرح السطحي الذي يحصر اهتماماتها في الماديات البحتة، كاللباس والزينة وإعداد الطعام و..إغواء الرجال أحياناً!
ولا أدل على ذلك من الفضائيات العربية بمختلف اهتماماتها –حتى الإخبارية المتخصصة!- التي تهتم جداً بذلك الوجه الجميل الملون بالمساحيق لتجعله محور الشاشة، حتى لو كانت تلك المذيعة ذات لغة ملحونة، وحديث عيي!
فإذا استفاضتْ في المكارمِ والحيا *** ضحكَ الفضا من قلّةِ الآدابِ
وإذا رَوَتْ قصصَ العفافِ تقدّمتْ *** زمرُ السفورِ بـجحفلٍ غلاّبِ
وإذا تخوّلتْ المـُقـامَ فأوجـزتْ *** تاقتْ رقـابُ القومِ للإطنابِ
أما الإذاعة.. فإنها تضرب في بعض مذيعاتها مثالاً على ابتذال الإعلام للمرأة، بالضحكات المتغنجة، والأحاديث الرخوة، والمواضيع السطحية، من مذيعات ينتمين لبلاد مسلمة وشعوب محافظة، حتى كدن يشوهنّ صورة قومهنّ بأفاعيلهن!
ولقد حدثتني مذيعة في إحدى الإذاعات المحلية أنها تواجه حرباً شعواء ممن حولها لأنها خصصت برنامجها لاستقبال الاتصالات النسائية الجادة التي تعالج قضاياهن الحقيقية دون استقبال اتصالات رجالية، ولا زالت تواجه هذه المصادمات..
ومثال آخر نجده في بعض الصحف المحلية التي توسعت في الفترة الأخيرة في تخصيص ما يقارب الصفحات الأربع –والأخيرة خاصة- للتحدث عن أخبار الفنانات العربيات والأعجميات بشكل يطغى على المواد الأخرى المقدمة والتي تعتبر أخباراً منوعة..عدا عن تقديمها –أي الصحف- لنماذج شاذة من النساء اللاتي تخلين عن قيمهنّ الشرعية والأخلاقية، وإظهارهنّ بزي النجاح والتميز والعصرية، مما يزيد من تشويه صورة الإعلام للمرأة الحقيقية.. فالله المستعان!
وبعد هذا العرض السريع للإعلام المقدم للمرأة، فإن الناظر للمرأة المتلقية للإعلام ليعجب من السلبية في تناول مثل هذه المواد المطروحة، فهي تتلقى دون أي نظرة ناقدة، أو تحفظ على فكر، بل تقلد وتتبع .. وإن ساءها ذلك الطرح فإنها لا تجابهه إلا بأضعف الإيمان فتسكت، دون إظهار صوت معارض، أما الأصوات الناصحة فهي قليلة كالندى في وجه السيل الهادر، وهل للندى بين السيول حساب؟!
ولهذا، فإن على مقدمي الإعلام كفلاً كبيراً من المسؤولية لتقديم طرح أكثر رقياً وسمواً، فالمرأة العادية التي تعيش همومها المنزلية والعملية، وتهتم بتربية أبنائها، تريد من يقدم لها مادة تعينها على السير نحو عالمٍ من العطاء في المنزل والعمل والعلاقات الاجتماعية..وغير ذلك من جوانب الحياة، وتلك مسؤولية أهل الرائي والإذاعة والصحف والمواقع، بأنواعها!
كما أنّ هناك كفلاً من المسؤولية ملقى على عاتق المرأة المتلقية، بأن تبادر في طرح أفكارها، وتتفاعل مع ما يطرح لها بشكل إيجابي تعلن فيه رأيها الواثق، الذي يبرز هويتها الإسلامية العظيمة، ولتعلم أنها كلما قويت في مطالبتها كلما تحركت وسائل الإعلام لخطب ودّها، كما مرّ بما في النظرية التي ذكرتُ أعلاه، وطرق إعلان الرأي سهلة ميسورة لمن أرادت، فهي تبدأ من ناسوخ القناة، إلى هاتف الإذاعة، إلى بريد الصحيفة، مروراً بمقالة عامة تنشر في الصحافة أو المواقع لتكشف عن صوتٍ صريحٍ قوي.
إن الإعلام الذي تأمله المرأة، لا بد أن يكون ذا روح صادقة ومهنية عالية وعمق فكري، سواء أعدته المرأة أو تلقته المرأة، فهي تريد أن تشاهد البرنامج الثقافي الرصين، والترفيهي الراقي، وأن تسمع برنامج الاستشارات الموثوق، وأن تقرأ المقالة الرصينة، وتتصفح الموقع الشامل، دون أن تخسر إلى جانب ذلك شيئاً –ولو يسيراً- مما ألبسها إياه الإسلام من قيم نبيلة وفضيلة نادرة..خاصة مع الحرب الإعلامية العالمية التي يتزعمها اليهود، ويدعمها النصارى، ويصفق لها الوثنيون، ولن يكون ذلك إلا بإعداد الإعلامية بالدورات والقراءة المكثفة والتدريب القوي، وإعداد الجمهور برفع مستوى التلقي عنده، وفتح الأبواب له ليكون له حضوره الحقيقي في سماء الإعلام الهادف .. فهل ستعي المؤسسات الإعلامية هول الأمر وعظمه؟! (نأمـــل ذلك)..!
1428 هـ
في خضم إعلام العصر
ماذا تأمل المرأة؟!
إكرام الزيد
ويجدر في هذا المقام ذكر إحدى نظريات الإعلام الشائعة وهي نظرية الإشباع، ويقصد بهذه النظرية أنّ الجمهور هو من يحدد ما تعرضه وسائل الإعلام من خلال متابعته لها، فما يطالب به وما (يشبع) به رغباته هو ما تقدمه المؤسسات الإعلامية، وما تطالب به المرأة وما تتابعه هو ما تتحرى المؤسسات الإعلامية تقديمه، ولهذه النظرية تأييد ونقد ليس ذا محلّ بسطه، ولكن لها محلاً من النظر مع ما نراه من تفاعل مع برامج الواقع وبرامج الغناء والإسفاف.
وقبل الخوض في آمال المرأة الإعلامية، سنحيط الواقع الحالي بنظرة سريعة، يتجلى فيها قصور في التقديم الإعلامي الجاد الذي يبني شخصية المرأة وفكرها وثقافتها، مع كثافة في الطرح السطحي الذي يحصر اهتماماتها في الماديات البحتة، كاللباس والزينة وإعداد الطعام و..إغواء الرجال أحياناً!
ولا أدل على ذلك من الفضائيات العربية بمختلف اهتماماتها –حتى الإخبارية المتخصصة!- التي تهتم جداً بذلك الوجه الجميل الملون بالمساحيق لتجعله محور الشاشة، حتى لو كانت تلك المذيعة ذات لغة ملحونة، وحديث عيي!
فإذا استفاضتْ في المكارمِ والحيا *** ضحكَ الفضا من قلّةِ الآدابِ
وإذا رَوَتْ قصصَ العفافِ تقدّمتْ *** زمرُ السفورِ بـجحفلٍ غلاّبِ
وإذا تخوّلتْ المـُقـامَ فأوجـزتْ *** تاقتْ رقـابُ القومِ للإطنابِ
أما الإذاعة.. فإنها تضرب في بعض مذيعاتها مثالاً على ابتذال الإعلام للمرأة، بالضحكات المتغنجة، والأحاديث الرخوة، والمواضيع السطحية، من مذيعات ينتمين لبلاد مسلمة وشعوب محافظة، حتى كدن يشوهنّ صورة قومهنّ بأفاعيلهن!
ولقد حدثتني مذيعة في إحدى الإذاعات المحلية أنها تواجه حرباً شعواء ممن حولها لأنها خصصت برنامجها لاستقبال الاتصالات النسائية الجادة التي تعالج قضاياهن الحقيقية دون استقبال اتصالات رجالية، ولا زالت تواجه هذه المصادمات..
ومثال آخر نجده في بعض الصحف المحلية التي توسعت في الفترة الأخيرة في تخصيص ما يقارب الصفحات الأربع –والأخيرة خاصة- للتحدث عن أخبار الفنانات العربيات والأعجميات بشكل يطغى على المواد الأخرى المقدمة والتي تعتبر أخباراً منوعة..عدا عن تقديمها –أي الصحف- لنماذج شاذة من النساء اللاتي تخلين عن قيمهنّ الشرعية والأخلاقية، وإظهارهنّ بزي النجاح والتميز والعصرية، مما يزيد من تشويه صورة الإعلام للمرأة الحقيقية.. فالله المستعان!
وبعد هذا العرض السريع للإعلام المقدم للمرأة، فإن الناظر للمرأة المتلقية للإعلام ليعجب من السلبية في تناول مثل هذه المواد المطروحة، فهي تتلقى دون أي نظرة ناقدة، أو تحفظ على فكر، بل تقلد وتتبع .. وإن ساءها ذلك الطرح فإنها لا تجابهه إلا بأضعف الإيمان فتسكت، دون إظهار صوت معارض، أما الأصوات الناصحة فهي قليلة كالندى في وجه السيل الهادر، وهل للندى بين السيول حساب؟!
ولهذا، فإن على مقدمي الإعلام كفلاً كبيراً من المسؤولية لتقديم طرح أكثر رقياً وسمواً، فالمرأة العادية التي تعيش همومها المنزلية والعملية، وتهتم بتربية أبنائها، تريد من يقدم لها مادة تعينها على السير نحو عالمٍ من العطاء في المنزل والعمل والعلاقات الاجتماعية..وغير ذلك من جوانب الحياة، وتلك مسؤولية أهل الرائي والإذاعة والصحف والمواقع، بأنواعها!
كما أنّ هناك كفلاً من المسؤولية ملقى على عاتق المرأة المتلقية، بأن تبادر في طرح أفكارها، وتتفاعل مع ما يطرح لها بشكل إيجابي تعلن فيه رأيها الواثق، الذي يبرز هويتها الإسلامية العظيمة، ولتعلم أنها كلما قويت في مطالبتها كلما تحركت وسائل الإعلام لخطب ودّها، كما مرّ بما في النظرية التي ذكرتُ أعلاه، وطرق إعلان الرأي سهلة ميسورة لمن أرادت، فهي تبدأ من ناسوخ القناة، إلى هاتف الإذاعة، إلى بريد الصحيفة، مروراً بمقالة عامة تنشر في الصحافة أو المواقع لتكشف عن صوتٍ صريحٍ قوي.
إن الإعلام الذي تأمله المرأة، لا بد أن يكون ذا روح صادقة ومهنية عالية وعمق فكري، سواء أعدته المرأة أو تلقته المرأة، فهي تريد أن تشاهد البرنامج الثقافي الرصين، والترفيهي الراقي، وأن تسمع برنامج الاستشارات الموثوق، وأن تقرأ المقالة الرصينة، وتتصفح الموقع الشامل، دون أن تخسر إلى جانب ذلك شيئاً –ولو يسيراً- مما ألبسها إياه الإسلام من قيم نبيلة وفضيلة نادرة..خاصة مع الحرب الإعلامية العالمية التي يتزعمها اليهود، ويدعمها النصارى، ويصفق لها الوثنيون، ولن يكون ذلك إلا بإعداد الإعلامية بالدورات والقراءة المكثفة والتدريب القوي، وإعداد الجمهور برفع مستوى التلقي عنده، وفتح الأبواب له ليكون له حضوره الحقيقي في سماء الإعلام الهادف .. فهل ستعي المؤسسات الإعلامية هول الأمر وعظمه؟! (نأمـــل ذلك)..!
1428 هـ
في خضم إعلام العصر
ماذا تأمل المرأة؟!
إكرام الزيد
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى