عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
والآن .. ها قد انتهت عطلتنا الصيفية .. وبسرعة !
كنتُ أتصفّح صحفّ الصبّاح على عجل، حتى لفتتني صفحة يتحدث فيها مسؤول من إدارة تعليم البنات عن نشاط المراكز الصيفية لهذا العام، فاستوقفتني تلك الصفحة طويلاً .. طويلاً، ( ثمّ احتفظتُ بها ! )
كانت مليئة بتفاصيل رائعة عما خططت له إدارة تعليم البنات في المراكز الصيفية، إذ تتوسع المجالات لتشمل المجال الديني والتثقيفي بحفظ القرآن وبعض الأحاديث النبوية ومتابعة الفتاوى والأحكام الخاصة بالمرأة وتعليم التجويد وبرامج القراءة والمسابقات والبحوث العلمية، إلى المجال اللغوي سواءاً في اللغة العربية في مجال الأدب خاصة شعراً ونثراً ومقالة مع التدريب على الإلقاء، وكذلك في تحسين الخطوط وتنمية مهارات المبدعات فيها، مع وجود خطة للصحفيات الصغيرات بتدريبهن على الإعداد والإخراج والكتابة ! .. أو في اللغة الإنجليزية في مجال التعريب والترجمة والتعلم المكثف..
أيضاً هناك مجال التثقيف الصحي بدورات توعية بالتغذية الصحية والإسعافات الأولية، ومجال تطوير الذات كدورة التعامل مع الآخرين والإلقاء، هذا عدا عن مجال الهوايات الفنية كالأشغال اليدوية والخياطة والرسم والنحت وتنسيق الزهور ( تصوروا ! ) إضافة للمجال العلمي ودورات الحاسب طبعاً ... بل قد رأيت شيئاً عن الزراعة وتربية الأسماك والدواجن والنباتات . وأشياء كثيرة كثيرة !!
مهلاً ؟!
هل أنتم _ مثلي _ مبهورون بكل هذه التفاصيل المثيرة عن صيف حافل؟ بل ربمّا يعتمل في داخلكم سرور لذيذ يوحي بأنّ الصيف هذه المرة سيكون منعشاً ومختلفاً ورائعاً !!
لا يا أعزائي، لا تفرحوا كثيراً .. فكلّ هذا كلام على الورق فقط، أو ما يسمّى بكلام جرايد .. والبعض يسميها مجرد تصريحات مسؤول !
فإني من فرط سعادتي بما قرأت، هرعتُ بجذل ساذج إلى إحدى مسؤولات المراكز الصيفية في الرياض ( العاصمة ! ) ، لأسألها بحبور: هل أستطيع المشاركة في أكثر من نشاط ؟
وإذ بها تسألني _ بلطف _ : حاسب أو إنجليزي ؟ فأجبتُ بحماس: لا لا .. أريدُ الهوايات الفنية وتنسيق الزهور و .. و .. قاطعتني: ولكن ليس لدينا ما تطلبين ! فقلتُ بعجب: ولكن الصحيفة ؟! قالت: لا، دعي عنكِ كلام الصحف، الميزانية مخصصة لشئون الإدارة والحاسب والإنجليزي، ولا مجال لكل ما تقولين خاصة مع تقليصها هذه السنة بما مقداره 20 ألفاً !!
لا حول ولا قوة إلا بالله .. ماذا أفعلُ الآن ؟!
ورأيتُ أن أتشبث بأمل مهترئ تراءى لي كطيف، فسألت: طيب عندكم رحلات ؟
أجابت بأسف: حتى نرسل طلب الإذن وإلى حين وصول الرد .. سيكون الصيف قد انتهى .. مع أنّ الإجابة معروفة سلفاً: ممنوع ! وحتى حين قتل البيروقراطية .. هيا قولي حاسب أو إنجليزي ؟!
وها قد انتهى الصيف .. ولم أحظى بالحاسب ولا الإنجليزي .. ولا تربية دواجن !
1422 هـ
* مقالة كتبتها فور تخرجي من الثانوية، وأنشرها وقد تخرجتُ من الجامعة منذ سنتين، فالله المستعان!
للبنات: لهذا الصيف .. حاسب أو إنجليزي* ؟!
إكرام الزيد
كنتُ أتصفّح صحفّ الصبّاح على عجل، حتى لفتتني صفحة يتحدث فيها مسؤول من إدارة تعليم البنات عن نشاط المراكز الصيفية لهذا العام، فاستوقفتني تلك الصفحة طويلاً .. طويلاً، ( ثمّ احتفظتُ بها ! )
كانت مليئة بتفاصيل رائعة عما خططت له إدارة تعليم البنات في المراكز الصيفية، إذ تتوسع المجالات لتشمل المجال الديني والتثقيفي بحفظ القرآن وبعض الأحاديث النبوية ومتابعة الفتاوى والأحكام الخاصة بالمرأة وتعليم التجويد وبرامج القراءة والمسابقات والبحوث العلمية، إلى المجال اللغوي سواءاً في اللغة العربية في مجال الأدب خاصة شعراً ونثراً ومقالة مع التدريب على الإلقاء، وكذلك في تحسين الخطوط وتنمية مهارات المبدعات فيها، مع وجود خطة للصحفيات الصغيرات بتدريبهن على الإعداد والإخراج والكتابة ! .. أو في اللغة الإنجليزية في مجال التعريب والترجمة والتعلم المكثف..
أيضاً هناك مجال التثقيف الصحي بدورات توعية بالتغذية الصحية والإسعافات الأولية، ومجال تطوير الذات كدورة التعامل مع الآخرين والإلقاء، هذا عدا عن مجال الهوايات الفنية كالأشغال اليدوية والخياطة والرسم والنحت وتنسيق الزهور ( تصوروا ! ) إضافة للمجال العلمي ودورات الحاسب طبعاً ... بل قد رأيت شيئاً عن الزراعة وتربية الأسماك والدواجن والنباتات . وأشياء كثيرة كثيرة !!
مهلاً ؟!
هل أنتم _ مثلي _ مبهورون بكل هذه التفاصيل المثيرة عن صيف حافل؟ بل ربمّا يعتمل في داخلكم سرور لذيذ يوحي بأنّ الصيف هذه المرة سيكون منعشاً ومختلفاً ورائعاً !!
لا يا أعزائي، لا تفرحوا كثيراً .. فكلّ هذا كلام على الورق فقط، أو ما يسمّى بكلام جرايد .. والبعض يسميها مجرد تصريحات مسؤول !
فإني من فرط سعادتي بما قرأت، هرعتُ بجذل ساذج إلى إحدى مسؤولات المراكز الصيفية في الرياض ( العاصمة ! ) ، لأسألها بحبور: هل أستطيع المشاركة في أكثر من نشاط ؟
وإذ بها تسألني _ بلطف _ : حاسب أو إنجليزي ؟ فأجبتُ بحماس: لا لا .. أريدُ الهوايات الفنية وتنسيق الزهور و .. و .. قاطعتني: ولكن ليس لدينا ما تطلبين ! فقلتُ بعجب: ولكن الصحيفة ؟! قالت: لا، دعي عنكِ كلام الصحف، الميزانية مخصصة لشئون الإدارة والحاسب والإنجليزي، ولا مجال لكل ما تقولين خاصة مع تقليصها هذه السنة بما مقداره 20 ألفاً !!
لا حول ولا قوة إلا بالله .. ماذا أفعلُ الآن ؟!
ورأيتُ أن أتشبث بأمل مهترئ تراءى لي كطيف، فسألت: طيب عندكم رحلات ؟
أجابت بأسف: حتى نرسل طلب الإذن وإلى حين وصول الرد .. سيكون الصيف قد انتهى .. مع أنّ الإجابة معروفة سلفاً: ممنوع ! وحتى حين قتل البيروقراطية .. هيا قولي حاسب أو إنجليزي ؟!
وها قد انتهى الصيف .. ولم أحظى بالحاسب ولا الإنجليزي .. ولا تربية دواجن !
1422 هـ
* مقالة كتبتها فور تخرجي من الثانوية، وأنشرها وقد تخرجتُ من الجامعة منذ سنتين، فالله المستعان!
للبنات: لهذا الصيف .. حاسب أو إنجليزي* ؟!
إكرام الزيد
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى