عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
وردتْ قصة الإفك في صحيح البخاري في عدة كتب كالمغازي والتفسير على لسان أمنا عائشة رضي الله عنها، وقد جمعت هذه القصة دلالات تربوية وشرعية وفكرية عميقة وثرية، مما يستلزم الوقوف معها طويلاً، خاصة مع طول وقت الحادثة " شهر "، وكثرة الشخصيات المشاركة فيها، وعظم المصيبة وشدة وقعها..
ولنا مع القصة ( وهي مطولة ) وقفات فاحصة، نستخرجها من بين ثنايا الحدث، وندعمها بالدليل من حديث الصديقة الطاهرة المطهرة ، فهي من قد تحدثت عن مصابها بنفسها، ولا أبلغ من حديث الشخص الصادق عن مصابه، ولا أحد يجيد الحديث عن مظلمته كالمظلوم نفسه ؛ فإلى التأملات :
التأملات:
1. للفتاة تربيتها الخاصة التي تتوافق مع تكوينها الأنثوي، لذلك يُفترض أن يهذب فيها حبّ الزينة دون حجب أو طغيان لفطرتها الأنثوية، وقد تجلّى حب عائشة للزينة في اتخاذها عقداً: ( إذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع )، ولمحبة عائشة رضي الله عنها للتزين شواهد في قصص أخرى ليس هذا موضع بسطها ..
2. وكذلك يظهر جلياً حرصها على متاعها في فائدة تربوية إضافية تشمل الجنسين، وتخص الفتاة بشكل أكبر. (فالتمست عقدي وحبسني ابتغاؤه).
3. لا يمكن للمواقف الشديدة أن تنسي الإنسان الالتزام بالأحكام الشرعية خاصة إذا استقر الإيمان في النفس وخالط بشاشة القلب بلا انفكاك ، فعائشة رضي الله عنها كانت صغيرة السن، في موقف يذهل القلوب ويحير الألباب، وحديثة عهد بحجاب، ومع ذلك فقد التزمت بشرع الله حين عرض لها امتحان مفاجئ. (فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي)..وفيه رد أيضاً على من لم يرَ وجوب تغطية الوجه (وكان رآني قبل الحجاب …. فخمّرتُ وجهي)!
4. هناك حكمة نبوية في تخفيف التلطف مع من يُظن به أمراً مع القيام بحقه اللازم الواجب دون تقصير، وترك مخاطبته مباشرة ( تيكم ) ؛ خاصة إذا لم يتبين له أمر، فالنبي صلى الله عليه وسلم قلل من تلطفه معها، لأنه لو فعل لصار ذلك خرماً في المروءة ألاّ يبالي وعرضه ينهش، وإن جفا فربما ظلم أهله. (يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي)
5. الانتقاء اللفظي الجميل عند عائشة، فرغم حديثها عن قضاء حاجة، إلا أنها تستخدم ألفاظاً رفيعة جداً في التعبير عن هذا الأمر. (وقد فرغنا من شأننا) ؛ والكناية عما يقبح من الأدب الجم .
6. مشروعية السلام على الأهل حال الدخول، واستئذان الزوجة لخروجها حتى لزيارة والديها. (ودخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم. ثم قال:كيف تيكم؟ فقلت: أتأذن لي أن آتي أبوي ؟)
7. مشروعية الاستشارة والمشورة وجعلها في الثقات خصوصاً في الملمات، ومجانبة الركون إلى حكم العقل وهوى النفس، وهذا النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي يُبلّغ الوحي من عند الله يستشير علياً وأسامة _ رضي الله عنهما _، وهما دونه في كل شيء ..
8. سؤال النبي عليه الصلاة والسلام للجارية استجابة لمشورة علي رضي الله عنه ، دليل حكمة، فالخدم هم أقرب الناس لمخدوميهم فلا تجمُّل عندهم ولا تكلف لهم ، فيصيرون الأعرف بالطباع الجبلية. في قول علي: (وإن تسأل الجارية تصدقك).. هذا مع مراعاة كون المستشار مناسباً لما يُستشار فيه، لذلك فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يستشر أبا بكر في شأن ابنته لعدم مناسبته لذلك، واستشار علياً لكونه زوج ابنته فاطمة، فهو يعلم من حال أهل البيت ما لا يعلم غيره، كما استشار أسامة لأنه مولاه (ويعلم ما للمولى من علم بحال البيت)، وكذا استشار زينب لأنها زوجته ومن أهل بيته، وبريرة مولاة عائشة لأنها كثيرة دخول عليها..
9. طريقة المواجهة فعالة جداً ويفترض بثها أسلوباً للتعامل بين المربّين والمتربّين، وفيها حث على الصراحة والوضوح، كما أنها الأفضل غالباً في حل المشكلات، والوصول إلى نقاط تسوية، وكذلك كشف الحقائق وشرح الصدور وتطييب النفوس، خاصة إذا جمع معها الصفح عن الخطأ مع حصر الأمر على طلب الاعتراف فقط. (فسلم ثم جلس قالت ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني قالت فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه).
10. على المرء انتقاء ألفاظه حسب المقام وطبيعة المقال، مع مراعاة إغفال ذكر أسماء صريحة في مواضع مذمة أو شبهة أو حتى في النصح كقوله: ( ما بال أقوام ). وهنا استخدم النبي صلى الله عليه وسلم لفظ ( أهل ) وهو على المنبر رغم أنّ الكل كان يعرف من هو المعني بها، لكن تأدباً وتلطفاً وتعريضاً، بينما هو يصرح باسمها في مواقع الحمد ( من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة )
11. ليس للإنسان أن يرى لنفسه رفعة على غيره وفضلاً حتى لو كان متميزاً، فهذه عائشة وفضلها كانت تقول: ( كنت أرى نفسي أحقر شأناً )
12. الدعوة إلى العفو والصفح والبذل وترك الاستقصاء ( فما استقصى كريم قط ) ، حتى ينزل الله في هذا الأمر آية تتلى إلى يوم الدين. (ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أوليالقربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم )
13. حكمة زينب بنت جحش وورعها حين كفت عن عائشة. (وكان رسول الله صلى الله عليه وسلميسألزينب ابنة جحشعن أمري فقال:يازينب ماذا علمت أو رأيت؟ فقالت: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري ما علمت إلا خيرا)، وفيه أنّ الضرة عليها أن تنصف ضرتها ولا تستغل الفرصة عليها، وذلك من أعظم المحامد لها (فعصمها الله بالورع وكانت هي التي تساميني في المنزلة).
من القصة:
هناك صور متناثرة في هذه الحادثة الجلل ، تبدو فيها العفوية في التعبير والبساطة والتلقائية، وأراها تستحق الرصد:
1. سب أم مسطح لابنها حين عثرت بثوبها.
2. بعد البراءة .. عائشة ترفض القيام للنبي صلى الله عليه وسلم متوشحة بكبرياء جميل.
3. غضب أبي بكر رضي الله عنه على مسطح وعزمه على قطع النفقة، مع ذلك لم يف بيمينه تسامحاً وتطلعاً للثواب .. وأقسم يميناً عكس يمينه الأولى بألا يقطع عنه النفقة أبداً!
4. خطر الإشاعة على الأمة في دينها ووحدتها .
5. الكيد والمكر الكبار من المنافقين للأمة الإسلامية .
6. خطر الإعلام وعظم شأنه وتأثيره..
7. أن مسألة المرأة ونشر السوء والفاحشة مسألة استراتيجية في خلد المنافقين منذ ابن سلول وحتى ينفخ في الصور .
8. مسارعة الصحابة رضي الله عنهم لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم، (كموقف سعد بن معاذ).
9. أن الحمية الجاهلية والقبلية من أعظم مسبباتِ الفرقة بين الناس (ما حصل بين الصحابة بسبب موقف الأوس والخزرج).
10. وإن كان بين الصـحابة شيء من المواقف إلا أنّ صدورهم سليمة على بعضهم في تتبع للهدي النبوي الرفيع في التسامح ..
تساؤل:
لم يأتِ في القصة ذكر لأمر صفوان وما أصابه من أذى الناس، رغم أنه مبتلى، فلم يا ترى؟ والموضع الوحيد الذي ذكر فيه بعد مجيئه المدينة حين قال النبي ( عن رجل ما علمتُ عليه إلا خيراً ).
* عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
* جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
حـادثــة الإفــك !!
"تأملات تربوية"
إكرام الزيد
ولنا مع القصة ( وهي مطولة ) وقفات فاحصة، نستخرجها من بين ثنايا الحدث، وندعمها بالدليل من حديث الصديقة الطاهرة المطهرة ، فهي من قد تحدثت عن مصابها بنفسها، ولا أبلغ من حديث الشخص الصادق عن مصابه، ولا أحد يجيد الحديث عن مظلمته كالمظلوم نفسه ؛ فإلى التأملات :
التأملات:
1. للفتاة تربيتها الخاصة التي تتوافق مع تكوينها الأنثوي، لذلك يُفترض أن يهذب فيها حبّ الزينة دون حجب أو طغيان لفطرتها الأنثوية، وقد تجلّى حب عائشة للزينة في اتخاذها عقداً: ( إذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع )، ولمحبة عائشة رضي الله عنها للتزين شواهد في قصص أخرى ليس هذا موضع بسطها ..
2. وكذلك يظهر جلياً حرصها على متاعها في فائدة تربوية إضافية تشمل الجنسين، وتخص الفتاة بشكل أكبر. (فالتمست عقدي وحبسني ابتغاؤه).
3. لا يمكن للمواقف الشديدة أن تنسي الإنسان الالتزام بالأحكام الشرعية خاصة إذا استقر الإيمان في النفس وخالط بشاشة القلب بلا انفكاك ، فعائشة رضي الله عنها كانت صغيرة السن، في موقف يذهل القلوب ويحير الألباب، وحديثة عهد بحجاب، ومع ذلك فقد التزمت بشرع الله حين عرض لها امتحان مفاجئ. (فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي)..وفيه رد أيضاً على من لم يرَ وجوب تغطية الوجه (وكان رآني قبل الحجاب …. فخمّرتُ وجهي)!
4. هناك حكمة نبوية في تخفيف التلطف مع من يُظن به أمراً مع القيام بحقه اللازم الواجب دون تقصير، وترك مخاطبته مباشرة ( تيكم ) ؛ خاصة إذا لم يتبين له أمر، فالنبي صلى الله عليه وسلم قلل من تلطفه معها، لأنه لو فعل لصار ذلك خرماً في المروءة ألاّ يبالي وعرضه ينهش، وإن جفا فربما ظلم أهله. (يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي)
5. الانتقاء اللفظي الجميل عند عائشة، فرغم حديثها عن قضاء حاجة، إلا أنها تستخدم ألفاظاً رفيعة جداً في التعبير عن هذا الأمر. (وقد فرغنا من شأننا) ؛ والكناية عما يقبح من الأدب الجم .
6. مشروعية السلام على الأهل حال الدخول، واستئذان الزوجة لخروجها حتى لزيارة والديها. (ودخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم. ثم قال:كيف تيكم؟ فقلت: أتأذن لي أن آتي أبوي ؟)
7. مشروعية الاستشارة والمشورة وجعلها في الثقات خصوصاً في الملمات، ومجانبة الركون إلى حكم العقل وهوى النفس، وهذا النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي يُبلّغ الوحي من عند الله يستشير علياً وأسامة _ رضي الله عنهما _، وهما دونه في كل شيء ..
8. سؤال النبي عليه الصلاة والسلام للجارية استجابة لمشورة علي رضي الله عنه ، دليل حكمة، فالخدم هم أقرب الناس لمخدوميهم فلا تجمُّل عندهم ولا تكلف لهم ، فيصيرون الأعرف بالطباع الجبلية. في قول علي: (وإن تسأل الجارية تصدقك).. هذا مع مراعاة كون المستشار مناسباً لما يُستشار فيه، لذلك فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يستشر أبا بكر في شأن ابنته لعدم مناسبته لذلك، واستشار علياً لكونه زوج ابنته فاطمة، فهو يعلم من حال أهل البيت ما لا يعلم غيره، كما استشار أسامة لأنه مولاه (ويعلم ما للمولى من علم بحال البيت)، وكذا استشار زينب لأنها زوجته ومن أهل بيته، وبريرة مولاة عائشة لأنها كثيرة دخول عليها..
9. طريقة المواجهة فعالة جداً ويفترض بثها أسلوباً للتعامل بين المربّين والمتربّين، وفيها حث على الصراحة والوضوح، كما أنها الأفضل غالباً في حل المشكلات، والوصول إلى نقاط تسوية، وكذلك كشف الحقائق وشرح الصدور وتطييب النفوس، خاصة إذا جمع معها الصفح عن الخطأ مع حصر الأمر على طلب الاعتراف فقط. (فسلم ثم جلس قالت ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني قالت فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه).
10. على المرء انتقاء ألفاظه حسب المقام وطبيعة المقال، مع مراعاة إغفال ذكر أسماء صريحة في مواضع مذمة أو شبهة أو حتى في النصح كقوله: ( ما بال أقوام ). وهنا استخدم النبي صلى الله عليه وسلم لفظ ( أهل ) وهو على المنبر رغم أنّ الكل كان يعرف من هو المعني بها، لكن تأدباً وتلطفاً وتعريضاً، بينما هو يصرح باسمها في مواقع الحمد ( من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة )
11. ليس للإنسان أن يرى لنفسه رفعة على غيره وفضلاً حتى لو كان متميزاً، فهذه عائشة وفضلها كانت تقول: ( كنت أرى نفسي أحقر شأناً )
12. الدعوة إلى العفو والصفح والبذل وترك الاستقصاء ( فما استقصى كريم قط ) ، حتى ينزل الله في هذا الأمر آية تتلى إلى يوم الدين. (ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أوليالقربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم )
13. حكمة زينب بنت جحش وورعها حين كفت عن عائشة. (وكان رسول الله صلى الله عليه وسلميسألزينب ابنة جحشعن أمري فقال:يازينب ماذا علمت أو رأيت؟ فقالت: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري ما علمت إلا خيرا)، وفيه أنّ الضرة عليها أن تنصف ضرتها ولا تستغل الفرصة عليها، وذلك من أعظم المحامد لها (فعصمها الله بالورع وكانت هي التي تساميني في المنزلة).
من القصة:
هناك صور متناثرة في هذه الحادثة الجلل ، تبدو فيها العفوية في التعبير والبساطة والتلقائية، وأراها تستحق الرصد:
1. سب أم مسطح لابنها حين عثرت بثوبها.
2. بعد البراءة .. عائشة ترفض القيام للنبي صلى الله عليه وسلم متوشحة بكبرياء جميل.
3. غضب أبي بكر رضي الله عنه على مسطح وعزمه على قطع النفقة، مع ذلك لم يف بيمينه تسامحاً وتطلعاً للثواب .. وأقسم يميناً عكس يمينه الأولى بألا يقطع عنه النفقة أبداً!
4. خطر الإشاعة على الأمة في دينها ووحدتها .
5. الكيد والمكر الكبار من المنافقين للأمة الإسلامية .
6. خطر الإعلام وعظم شأنه وتأثيره..
7. أن مسألة المرأة ونشر السوء والفاحشة مسألة استراتيجية في خلد المنافقين منذ ابن سلول وحتى ينفخ في الصور .
8. مسارعة الصحابة رضي الله عنهم لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم، (كموقف سعد بن معاذ).
9. أن الحمية الجاهلية والقبلية من أعظم مسبباتِ الفرقة بين الناس (ما حصل بين الصحابة بسبب موقف الأوس والخزرج).
10. وإن كان بين الصـحابة شيء من المواقف إلا أنّ صدورهم سليمة على بعضهم في تتبع للهدي النبوي الرفيع في التسامح ..
تساؤل:
لم يأتِ في القصة ذكر لأمر صفوان وما أصابه من أذى الناس، رغم أنه مبتلى، فلم يا ترى؟ والموضع الوحيد الذي ذكر فيه بعد مجيئه المدينة حين قال النبي ( عن رجل ما علمتُ عليه إلا خيراً ).
* عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
* جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
حـادثــة الإفــك !!
"تأملات تربوية"
إكرام الزيد
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى