عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
تعودّنا أن نرى – في كلّ رمضان نشهده - تلكَ الوريقاتِ الملونةِ، التي يقفُ بها بعض الرجال والصبيانِ وبعض النساء في المساجد والأسواق حيناً، وحيناً في محافل الذكر والمدارس والجامعات، منادين بنا: "من فطّر صائماً كان له مثل أجره"، يرددونها مراراً وتكراراً حتى تميل معهم القلوب، وتمدّ إليهم الأيادي، ويُلهج لهم بالدعاء، ولهم ذلك وقد جُبلت القلوب على حبّ الخير والعطاء، كلّ يجود بحسبِ جود نفسه، وكلّ أكثر جوداً في رمضان وفي مواقيت العبادة ومظانّ القبول، حتى ليجتمع عند بعض الجامعين في ليلة واحدة ما يقارب العشرة آلاف من الريالات وربما زادت ببركة الصدقة!
وهذا الجهد من أولئك الإخوان والأخوات، محمود في ذاته، ودال على حملِ الهم، وهمّةِ النفوسِ، وتأجُجِ بواعثِ العَمل، وتلاحمِ المسْلمين وتوادهم وتعاطفهم وتراحمهم، أن يقف منهم الواقف ساعات متواصلة تتعطل فيها مصالحه، كي يجمع فيها مالاً لأخ له - لا يربطهما من نسبٍ سوى نسبُ الإسلام والعقيدة - فيعفّه به عن ذلّ المسألة، وإهراق ماء الوجه بين معطٍ ومانع.
ولكنّ ؟! ما ظنّكم بالأمر الآن وقد ظهرتْ أقوالُ من كانوا وراء بعض الجامعين، يوم كانوا يأخذونَ صدقات المسلمين فيجعلونها في بغيهم، وما ظنّكم وقد ظهر تحذير رسمي من لدن ولاة الأمور – وحقّ لهم - بعدم إعطائهم أو التبرع لهم، وقد استبان الأمر وظهر؟
كيف يمكننا الآن أن نعطي ريالاً واحداً وقلوبنا مطمئنة، دون أنْ نخشى ذهابه لمن يقتل أبناءنا ويستحل دماءنا وأعراضنا؟
الحديث ليس عن المحسنين المتصدقين، ولا عن البغاة الآخذين، بل عن الواقفين تحت الشمس اللاهبة، أو في البرد القارس، في الطرقات وفي كلّ زاوية وركن، ينادون ويصيحون: اللهم أعط منفقاً خلفاً !
ماذا كان أولئك؟ أكانوا مغرراً بهم؟ أكانوا مخدوعين؟ أم ظنوا أنّ المال سيذهب حقاً لتفطير الصائمين، ودفع حاجة المعوزين، وتفريج هم المكروبين؟
ألم يكن الخلل أننا في صحوتنا وعملنا نفتقد التوجيه السديد والرأي الرشيد، تحركنا عاطفة، ونخدعُ بغرر، ونثق بسذاجة أحياناً؟!
إنّ أولئك القوم كانوا فريقين، فمغرر بهم، وهؤلاء لهم علينا السماح وحسن الظنِّ أنّ سلكوا سبل العطاء والإحسان غير عالمين ولا عارفين، فاللهم جازهم بالحسنات إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً..
أمّا الفريق الآخر، ممن كان يعلمُ بذلك الفساد ويعين عليه، يخادعون الله والذين آمنوا، فما يخدعون إلاّ أنفسهم وما يشعرون، وإلى الله نكل مجازاتهم..
ويا سبحان الله! أيّ باب خيرٍ أوصدتموه يا بني جلدتنا حينَ غرّكم ندى الأيادي، وسخاء النفوس، وصدق المسلمين، يوم سرقتُم ما كان موهوباً لأفواه الجياع الصائمين، وجعلتموه مطيّة لأغراضكم المقيتة، وأكلتموه سحتاً مدّعين بذلك حبّ الله وأنتم عن حب الله أبعد!
لكن افعلوا ما بدا لكم، وشمّتوا أعدائنا بنا، واسرقوا وانهبوا واقتلوا واغدروا، ثمّ اعلموا أنّ الخير باقٍ إلى يوم الدين، والله ناصر دينه، ومتكفّل برعيته، ومُتمّ نوره ولو كرهتم..
أمّا المتصدقين الواهبين، فكونوا كما كُنتم جوداً بل أكثر جوداً، فأنتم الرياح المرسلة، والنبع المعين، والخير العميم، ولا يغرنّكم كذب البغاة وافترائهم، ففي الناس بقيّة خير، ولا زال هناك محتاجكم، وفقير إليكم، ولكن اسلكوا دربَ الواضحين، الساطعين بنور الصدق، الحاملين عبء الهم، الناصرين الله وهو ناصرهم.. هبوهم من مال الله الذي آتكم، وسيخلفكم الله خيراً مما وهبتم، فأنت الذخر إذا اشتدت الحاجة، وعظمتْ الفاقة، وأنتم الوبل إذا استحكم القفر والجفاف، تذهبون الصدى بريّكم وغيثكم، أبقاكم الله .. وكونوا مباركين!
1426هـ
بعد اعترافات الخلية
كيف نثق بمشاريع إفطار الصائمين وجمع التبرعات؟
إكرام الزيد
وهذا الجهد من أولئك الإخوان والأخوات، محمود في ذاته، ودال على حملِ الهم، وهمّةِ النفوسِ، وتأجُجِ بواعثِ العَمل، وتلاحمِ المسْلمين وتوادهم وتعاطفهم وتراحمهم، أن يقف منهم الواقف ساعات متواصلة تتعطل فيها مصالحه، كي يجمع فيها مالاً لأخ له - لا يربطهما من نسبٍ سوى نسبُ الإسلام والعقيدة - فيعفّه به عن ذلّ المسألة، وإهراق ماء الوجه بين معطٍ ومانع.
ولكنّ ؟! ما ظنّكم بالأمر الآن وقد ظهرتْ أقوالُ من كانوا وراء بعض الجامعين، يوم كانوا يأخذونَ صدقات المسلمين فيجعلونها في بغيهم، وما ظنّكم وقد ظهر تحذير رسمي من لدن ولاة الأمور – وحقّ لهم - بعدم إعطائهم أو التبرع لهم، وقد استبان الأمر وظهر؟
كيف يمكننا الآن أن نعطي ريالاً واحداً وقلوبنا مطمئنة، دون أنْ نخشى ذهابه لمن يقتل أبناءنا ويستحل دماءنا وأعراضنا؟
الحديث ليس عن المحسنين المتصدقين، ولا عن البغاة الآخذين، بل عن الواقفين تحت الشمس اللاهبة، أو في البرد القارس، في الطرقات وفي كلّ زاوية وركن، ينادون ويصيحون: اللهم أعط منفقاً خلفاً !
ماذا كان أولئك؟ أكانوا مغرراً بهم؟ أكانوا مخدوعين؟ أم ظنوا أنّ المال سيذهب حقاً لتفطير الصائمين، ودفع حاجة المعوزين، وتفريج هم المكروبين؟
ألم يكن الخلل أننا في صحوتنا وعملنا نفتقد التوجيه السديد والرأي الرشيد، تحركنا عاطفة، ونخدعُ بغرر، ونثق بسذاجة أحياناً؟!
إنّ أولئك القوم كانوا فريقين، فمغرر بهم، وهؤلاء لهم علينا السماح وحسن الظنِّ أنّ سلكوا سبل العطاء والإحسان غير عالمين ولا عارفين، فاللهم جازهم بالحسنات إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً..
أمّا الفريق الآخر، ممن كان يعلمُ بذلك الفساد ويعين عليه، يخادعون الله والذين آمنوا، فما يخدعون إلاّ أنفسهم وما يشعرون، وإلى الله نكل مجازاتهم..
ويا سبحان الله! أيّ باب خيرٍ أوصدتموه يا بني جلدتنا حينَ غرّكم ندى الأيادي، وسخاء النفوس، وصدق المسلمين، يوم سرقتُم ما كان موهوباً لأفواه الجياع الصائمين، وجعلتموه مطيّة لأغراضكم المقيتة، وأكلتموه سحتاً مدّعين بذلك حبّ الله وأنتم عن حب الله أبعد!
لكن افعلوا ما بدا لكم، وشمّتوا أعدائنا بنا، واسرقوا وانهبوا واقتلوا واغدروا، ثمّ اعلموا أنّ الخير باقٍ إلى يوم الدين، والله ناصر دينه، ومتكفّل برعيته، ومُتمّ نوره ولو كرهتم..
أمّا المتصدقين الواهبين، فكونوا كما كُنتم جوداً بل أكثر جوداً، فأنتم الرياح المرسلة، والنبع المعين، والخير العميم، ولا يغرنّكم كذب البغاة وافترائهم، ففي الناس بقيّة خير، ولا زال هناك محتاجكم، وفقير إليكم، ولكن اسلكوا دربَ الواضحين، الساطعين بنور الصدق، الحاملين عبء الهم، الناصرين الله وهو ناصرهم.. هبوهم من مال الله الذي آتكم، وسيخلفكم الله خيراً مما وهبتم، فأنت الذخر إذا اشتدت الحاجة، وعظمتْ الفاقة، وأنتم الوبل إذا استحكم القفر والجفاف، تذهبون الصدى بريّكم وغيثكم، أبقاكم الله .. وكونوا مباركين!
1426هـ
بعد اعترافات الخلية
كيف نثق بمشاريع إفطار الصائمين وجمع التبرعات؟
إكرام الزيد
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى