خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
كلما دخلت منزلي المتواضع . .
وبمجرد أن أضع أول خطوة على عتبة الدار . .
أسمع تناغي صغيرتي ( شذى) وهي تدافع أخاها ( أحمد ) لتسبقه نحو باب الدار
وهي تناغي بصوت طفولي بريء ( با.. با ) !!
انتابتني حالة ذهول ..
لم اشعر إلا وهي ترتمي بين احضاني . .
وما فتئت يداها تعبث بشعرات لحيتي . .
ودمع عيني يفيض كلما رسمت على خدي قبلة الطفولة . .
فرحاً بوالدها . .
ولم تدر يوماً ما سرّ هذه الدمعة ..!!
وقد كان يقال : كل فتاة بأبيها معجبة . .!!
كثيرا ما يتكرر معي هذا الموقف . .
لكن اليوم شعرت حينه بحالة انتابت خواطري حتى فاض الدمع
يتحدر على صفحة الخدّ يشقها . .ويخط فيها خطوط الذكريات . .
تقلبت صفحة الذكريات . .
وتبدّت أما ناظري صفحة الطفولة . .
أيام كنت أدافع إخواني على عتبة الباب . .
حين تدق عقارب الساعة العاشرة والنصف ليلاً . .
إنه موعد قدوم أبي العزيز الغالي . .
ما إن نراه على ناصية الطريق . .
حتى نتسابق إليه ونحمل ما بين يديه . .
ونشعر حينها أننا أسعد الناس . . بهذا الأب الحنون الغالي !!
واليوم . .
تعود الذكرى . .
لترتسم أمامي حقيقة واقعة ..!
فأجد في نفسي صوتاً غائرا ينادي . .
يا ابتي . . .
هل آن لهذا الحب أن ينتهي ؟!
سبقت خواطري حدود الزمن . .
وتمثّلت لي بنيتي وصغيرتي ..
فتاة . .
فتيّة . . بهيّة !
زهرة ..
ريّة العذوق ..
نديّة ..!
فما تمالكت . .
إلآ وأنا أقبّل صغيرتي وهي في حجري . .
والآعبها . .
وتمتمات اللسان . .
لا يا بنيتي ..
لم يأن بعد ...!
لم يأن بعد ..!
لا . . .
ولن ينتهي !!
إن بعضاً من الآباء . .
يحبون أبناءهم . .
لكنهم ..
لا يدركون أهمية ترجمة هذا الحب سلوكاً واقعاً . .
كلمة دافئة . .
ونظرة حانية . .
وقفة افتخار وإكبار . .
ولمسة إشفاق . .
وهمسة في طرفة . . !
تُرى ؟!
لو أن الآباء أشبعوا هذه العاطفة الجيّاشة . .
في نفوس أبناءهم . .
حين يكونون هم في أشدّ الحاجة إليها . .
عند فتوّتهم ..
وقوّة نضوجهم ..
ترى هل كنت ترى الفتاة . .
تركض خلف ذئب مسعور . .
يغريها برونق العبارات . .
وسراب الآهات .!!!
أو تراها تبحث عن هذا ..
في مكالمة ..
أو محادثة . . !
أو في شكوى ..!؟!
ولنعش لحظات مع هذا الموقف الأبوي الحاني . .
الذي ما تملك دمعك حين تقرأ سطره . .
حتى يسفح سفحاً . .
تقول عائشة رضي الله عنها :
إنا كنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده جميعا، لم تغادر منا واحدة،
فأقبلت فاطمة عليها السلام تمشي، ولا والله لا تخفى مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآها رحب وقال: (مرحبا بابنتي).
ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارها، فبكت بكاء شديدا، فلما رأى حزنها سارها الثانية، فإذا هي تضحك، فقلت لها أنا من بين نسائه: خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسر من بيننا، ثم أنت تبكين، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها: عم سارك؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره، فلما توفي، قلت لها: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني، قالت: أما الآن فنعم، فأخبرتني، قالت: أما حين سارني في الأمر الأول، فإنه أخبرني: أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة. (وإنه قد عارضني به العام مرتين، ولا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإني نعم السلف أنا لك).
قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت، فلما رأى جزعي سارني الثانية، قال:
(يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة).!!
ترى هل كانت فاطمة رضي الله عنها بها من عاطفة الأنوثة في هذا السن . .
حتى تجد من أبيها ترحيباً ..
وشفافية في الخطاب . . يا بنتي !!
وقربا في المجالسة ..
ومسارة بالخبر . .
وتبشيراً لها . . !!
تراها كيف كانت تشعر بهذا الحنو الأبوي . .
وكيف كان صلى الله عليه وسلم يراعي هذا النضج العاطفي . .
ليشبعه حتى وهو على أواخر عمره وأيامه . . !!
قفي يا دمعتي . .
إنه الحب ..!
فيا أيها الآباء . .
إنهم فلذات أكبادكم . .
وزهرات حياتكم . .
فأعيدوا لهم جذوة الحب . . !!
أخوكم مهذب
ابتي .. هل آن لهذا الحب أن ينتهي ؟!
وبمجرد أن أضع أول خطوة على عتبة الدار . .
أسمع تناغي صغيرتي ( شذى) وهي تدافع أخاها ( أحمد ) لتسبقه نحو باب الدار
وهي تناغي بصوت طفولي بريء ( با.. با ) !!
انتابتني حالة ذهول ..
لم اشعر إلا وهي ترتمي بين احضاني . .
وما فتئت يداها تعبث بشعرات لحيتي . .
ودمع عيني يفيض كلما رسمت على خدي قبلة الطفولة . .
فرحاً بوالدها . .
ولم تدر يوماً ما سرّ هذه الدمعة ..!!
وقد كان يقال : كل فتاة بأبيها معجبة . .!!
كثيرا ما يتكرر معي هذا الموقف . .
لكن اليوم شعرت حينه بحالة انتابت خواطري حتى فاض الدمع
يتحدر على صفحة الخدّ يشقها . .ويخط فيها خطوط الذكريات . .
تقلبت صفحة الذكريات . .
وتبدّت أما ناظري صفحة الطفولة . .
أيام كنت أدافع إخواني على عتبة الباب . .
حين تدق عقارب الساعة العاشرة والنصف ليلاً . .
إنه موعد قدوم أبي العزيز الغالي . .
ما إن نراه على ناصية الطريق . .
حتى نتسابق إليه ونحمل ما بين يديه . .
ونشعر حينها أننا أسعد الناس . . بهذا الأب الحنون الغالي !!
واليوم . .
تعود الذكرى . .
لترتسم أمامي حقيقة واقعة ..!
فأجد في نفسي صوتاً غائرا ينادي . .
يا ابتي . . .
هل آن لهذا الحب أن ينتهي ؟!
سبقت خواطري حدود الزمن . .
وتمثّلت لي بنيتي وصغيرتي ..
فتاة . .
فتيّة . . بهيّة !
زهرة ..
ريّة العذوق ..
نديّة ..!
فما تمالكت . .
إلآ وأنا أقبّل صغيرتي وهي في حجري . .
والآعبها . .
وتمتمات اللسان . .
لا يا بنيتي ..
لم يأن بعد ...!
لم يأن بعد ..!
لا . . .
ولن ينتهي !!
إن بعضاً من الآباء . .
يحبون أبناءهم . .
لكنهم ..
لا يدركون أهمية ترجمة هذا الحب سلوكاً واقعاً . .
كلمة دافئة . .
ونظرة حانية . .
وقفة افتخار وإكبار . .
ولمسة إشفاق . .
وهمسة في طرفة . . !
تُرى ؟!
لو أن الآباء أشبعوا هذه العاطفة الجيّاشة . .
في نفوس أبناءهم . .
حين يكونون هم في أشدّ الحاجة إليها . .
عند فتوّتهم ..
وقوّة نضوجهم ..
ترى هل كنت ترى الفتاة . .
تركض خلف ذئب مسعور . .
يغريها برونق العبارات . .
وسراب الآهات .!!!
أو تراها تبحث عن هذا ..
في مكالمة ..
أو محادثة . . !
أو في شكوى ..!؟!
ولنعش لحظات مع هذا الموقف الأبوي الحاني . .
الذي ما تملك دمعك حين تقرأ سطره . .
حتى يسفح سفحاً . .
تقول عائشة رضي الله عنها :
إنا كنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده جميعا، لم تغادر منا واحدة،
فأقبلت فاطمة عليها السلام تمشي، ولا والله لا تخفى مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآها رحب وقال: (مرحبا بابنتي).
ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارها، فبكت بكاء شديدا، فلما رأى حزنها سارها الثانية، فإذا هي تضحك، فقلت لها أنا من بين نسائه: خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسر من بيننا، ثم أنت تبكين، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها: عم سارك؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره، فلما توفي، قلت لها: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني، قالت: أما الآن فنعم، فأخبرتني، قالت: أما حين سارني في الأمر الأول، فإنه أخبرني: أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة. (وإنه قد عارضني به العام مرتين، ولا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإني نعم السلف أنا لك).
قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت، فلما رأى جزعي سارني الثانية، قال:
(يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة).!!
ترى هل كانت فاطمة رضي الله عنها بها من عاطفة الأنوثة في هذا السن . .
حتى تجد من أبيها ترحيباً ..
وشفافية في الخطاب . . يا بنتي !!
وقربا في المجالسة ..
ومسارة بالخبر . .
وتبشيراً لها . . !!
تراها كيف كانت تشعر بهذا الحنو الأبوي . .
وكيف كان صلى الله عليه وسلم يراعي هذا النضج العاطفي . .
ليشبعه حتى وهو على أواخر عمره وأيامه . . !!
قفي يا دمعتي . .
إنه الحب ..!
فيا أيها الآباء . .
إنهم فلذات أكبادكم . .
وزهرات حياتكم . .
فأعيدوا لهم جذوة الحب . . !!
أخوكم مهذب
ابتي .. هل آن لهذا الحب أن ينتهي ؟!
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى