عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
هناك من يوقن أن الكتابة متعة لا تجاريها أي متعة؛ لأنها بوح ذاتي مسكّن للألم الداخلي يفرغ الكاتب فيها شحنته النفسية فيتخلص من ضغطها، وهذا يتمثل أكثر ما يتمثل في الإبداعات الأدبية الشعرية والنثرية معاً، إلاّ أن متبعي هذا الرأي يركزون على الجانب الأدبي الجمالي والذوق الحسي الذي يحلق بعيداً نحو آفاق الخيال، ولكن هناك من يرى أن الكتابة الحقة هي التي يقفز فيها الكاتب فوق عقبة همومه الذاتية وإن قستْ وعظمت، فهو بذلك يتخلص نفسياً وجسدياً من قوقعتها، لأن الكتابة العمومية المتنوعة إن كانت لخدمة الذات فستبدو متخبطة اللغة تبعاً لسلطان الأهواء، أو تغيّر الظروف والأحوال، أما إن كانت من أجل فرد يقرأ لنا فسنتوقف حتماً حينما يتهاوى تمثاله أمامنا أو عندما يولي الأدبار راحلاً عن دنيانا أو عالمنا الخاص، لكن إن كانت الكتابة تهدف لاحتساب رضا الرحمن، ومتلمّسة خيوط نور الإصلاح الفردي والجمعي، وبناء الصحيفة الأخروية بناءً تصاعدياً فذلك هو الرباط الخالد.
وأرى شخصياً أن الكاتب المميز لا بد أن يجمع بين التعددية الإيجابية حسب قدراته، لذا فإن الكتابة حقاً هي عبء عظيم بل مسؤولية أمام الخالق وخلقه قبل أن تكون وسيلة متعة أو شهرة، ولا سيما في واقعنا المعاصر الذي يضج بالأحداث المتتابعة والمتغيرات المتتالية، فبعد أن كان الناس منذ زمن قريب يستمرون في الحديث حول أمر مهم مدة شهر من الزمان ثم قلّتْ هذه المدة إلى أسبوع فيما بعد ثم يوم ثم ساعات فقط، إلى حدّ أن يغفو الإنسان مجرد إغفاءة فيجد الأحداث منقلبة رأساً على عقب وسط الاكتشافات المذهلة التي لا يمكن للعقل البشري أن يتابعها ويستوعبها، فنحن حقاً في عصر السرعة في كل شيء، إلى حدّ أن قالت لي إحدى الصديقات محرّضة إياي على استمرارية الكتابة: (لن يتعب الكاتب المعاصر في إيجاد الموضوع ولكن المهم طريقة معالجته إياه وقدرته على إقناع القراء وجذبهم لمادته).
وعلى الرغم من كل ذلك نجد أن الكاتب الذي تكثر إطلالاته على القراء قد يجد سأماً منهم وعدم اهتمام واستمرارية في متابعته، لأنه قد يكرر نفسه فيما يكتب، أو يضطر الى تناول موضوع ليس ذي بال لدى الأغلبية من القراء، لذا فإن معتقدي الخاص أن الإطلالة الأسبوعية هي أقصى ما يمكن للكاتب أن يقدمه بصورة لائقة فاعلة، ولا سيما إذا كان ليس محترفاً متفرغاً.
ومع ذلك يظل للمقال الأسبوعي في زمننا هذا معاناته، فخلال الأسبوع الواحد قد تحدث مستجدات متتالية لا يمكن ملاحقتها وحصرها في مقال وحيد، ولا سيما إذا كان الكاتب محاصراً بمشرف ناشط حريص يرغب في تجهيز مادته الصحافية قبل إخراجها بزمن ليس بالقصير مثل الأستاذ سلمان العمري الذي يطالب بالمقالة قبل ظهورها للقراء بعشرة أيام على الأقل، مما يستدعي أن أحاول الموازنة في ذلك المقال بحيث يكون ملائماً لزمن ظهوره فلا أهنئ الناس في مواسم الحزن أو أعزّيهم في أزمنة أفراحهم.
إضافة إلى انقسام القراء والقارئات من خلال ردود أفعالهم لقسمين: الأول: يسعده أن يقرأ طرحاً صحافياً جريئاً لما يحدث في الساحتين الداخلية والخارجية، والقسم الآخر يودّ أن تكون معظم المقالات ها هنا تقتصر على الهموم الاجتماعية أو النفسية والعاطفية، لأنهم يرغبون في سماع رأي الأنثى من منظور شرعي ومكاشفة نفسية لبواطن المعاناة النسائية، حتى أن أحد القراء - على سبيل المثال - قد أسعدني بقوله: إنه أصلح بين إحدى قريباته وزوجها بمقالة (الإحصان العاطفي).
وعلى وجه العموم فإني أتوجه بالشكر المستمر والدعاء المنهمر لكل من تفاعل مع هذه الزاوية الأسبوعية من قراء وقارئات، في مقدمتهن من كتب حولها في صفحة عزيزتي الجزيرة، وكذلك الشكر موصول لموقع (صيد الفوائد) قسم ملتقى الداعيات على احتوائه جميع مقالات هذه الزاوية بصفة متجددة.
www.saaid.net/daeyat/jawaher/m.htm
وتلبية لرغبة القارئات والقراء الأفاضل للتفاعل مع هذه الزاوية خاصة وملحق آفاق إسلامية بعامة فإني أنشر رقم الفاكس للتواصل الفكري وهو 2495548 مرحبين بكل آرائكم ومقترحاتكم.
(*) الأستاذ المشارك بكلية التربية للبنات بالرياض
الكتابة متعة أم ألم؟
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ
وأرى شخصياً أن الكاتب المميز لا بد أن يجمع بين التعددية الإيجابية حسب قدراته، لذا فإن الكتابة حقاً هي عبء عظيم بل مسؤولية أمام الخالق وخلقه قبل أن تكون وسيلة متعة أو شهرة، ولا سيما في واقعنا المعاصر الذي يضج بالأحداث المتتابعة والمتغيرات المتتالية، فبعد أن كان الناس منذ زمن قريب يستمرون في الحديث حول أمر مهم مدة شهر من الزمان ثم قلّتْ هذه المدة إلى أسبوع فيما بعد ثم يوم ثم ساعات فقط، إلى حدّ أن يغفو الإنسان مجرد إغفاءة فيجد الأحداث منقلبة رأساً على عقب وسط الاكتشافات المذهلة التي لا يمكن للعقل البشري أن يتابعها ويستوعبها، فنحن حقاً في عصر السرعة في كل شيء، إلى حدّ أن قالت لي إحدى الصديقات محرّضة إياي على استمرارية الكتابة: (لن يتعب الكاتب المعاصر في إيجاد الموضوع ولكن المهم طريقة معالجته إياه وقدرته على إقناع القراء وجذبهم لمادته).
وعلى الرغم من كل ذلك نجد أن الكاتب الذي تكثر إطلالاته على القراء قد يجد سأماً منهم وعدم اهتمام واستمرارية في متابعته، لأنه قد يكرر نفسه فيما يكتب، أو يضطر الى تناول موضوع ليس ذي بال لدى الأغلبية من القراء، لذا فإن معتقدي الخاص أن الإطلالة الأسبوعية هي أقصى ما يمكن للكاتب أن يقدمه بصورة لائقة فاعلة، ولا سيما إذا كان ليس محترفاً متفرغاً.
ومع ذلك يظل للمقال الأسبوعي في زمننا هذا معاناته، فخلال الأسبوع الواحد قد تحدث مستجدات متتالية لا يمكن ملاحقتها وحصرها في مقال وحيد، ولا سيما إذا كان الكاتب محاصراً بمشرف ناشط حريص يرغب في تجهيز مادته الصحافية قبل إخراجها بزمن ليس بالقصير مثل الأستاذ سلمان العمري الذي يطالب بالمقالة قبل ظهورها للقراء بعشرة أيام على الأقل، مما يستدعي أن أحاول الموازنة في ذلك المقال بحيث يكون ملائماً لزمن ظهوره فلا أهنئ الناس في مواسم الحزن أو أعزّيهم في أزمنة أفراحهم.
إضافة إلى انقسام القراء والقارئات من خلال ردود أفعالهم لقسمين: الأول: يسعده أن يقرأ طرحاً صحافياً جريئاً لما يحدث في الساحتين الداخلية والخارجية، والقسم الآخر يودّ أن تكون معظم المقالات ها هنا تقتصر على الهموم الاجتماعية أو النفسية والعاطفية، لأنهم يرغبون في سماع رأي الأنثى من منظور شرعي ومكاشفة نفسية لبواطن المعاناة النسائية، حتى أن أحد القراء - على سبيل المثال - قد أسعدني بقوله: إنه أصلح بين إحدى قريباته وزوجها بمقالة (الإحصان العاطفي).
وعلى وجه العموم فإني أتوجه بالشكر المستمر والدعاء المنهمر لكل من تفاعل مع هذه الزاوية الأسبوعية من قراء وقارئات، في مقدمتهن من كتب حولها في صفحة عزيزتي الجزيرة، وكذلك الشكر موصول لموقع (صيد الفوائد) قسم ملتقى الداعيات على احتوائه جميع مقالات هذه الزاوية بصفة متجددة.
www.saaid.net/daeyat/jawaher/m.htm
وتلبية لرغبة القارئات والقراء الأفاضل للتفاعل مع هذه الزاوية خاصة وملحق آفاق إسلامية بعامة فإني أنشر رقم الفاكس للتواصل الفكري وهو 2495548 مرحبين بكل آرائكم ومقترحاتكم.
(*) الأستاذ المشارك بكلية التربية للبنات بالرياض
الكتابة متعة أم ألم؟
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى