عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
هناك ثلّة من بني البشر يتملكها بشكل دائم أو شبه دائم الإحساس النرجسي الأناني، إذ يؤمنون بعقيدة نفسية ثابتة أن الحق لهم وليس عليهم، وأن الآخرين يلزمهم بصفة مستمرة مراعاة مشاعرهم المرهفة، وكيل الاعتذارات الدائمة لهم وإعطاؤهم مكانة فخمة ضخمة ومراعاة أدقّ ظروفهم.
بينما هم يقطعون ولا يصلِون، ويخطئون ولا يعتذرون، ويقصّرون ولا يشعرون، باختصار هم يريدون الأخذ الدائم وبابتزاز معنوي فظّ غليظ، بينما يستكثرون أن يعطوا غيرهم ولو كلمة طيبة تثقّل بها ميزان أعمالهم الصالحة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
فما هي الأسباب الكامنة خلف هذه الظاهرة الاجتماعية المستفحلة؟ أهي أسباب نفسية صنعتها الحضارة الحديثة؟ أم هي ابتلاء يتبع نعمة الرفاهية والمعافاة والأمان؟ أم هي نوع من أنواع الكبْر المحرّم الناتج عن الأنانية الشعورية المفرطة؟..
أيّاً كانت الأسباب والمسببات، فهي تقع في بند المحرّمات، سواء أكانت قطيعة رحم تُعدّ من الكبائر التي لا يَكْبرها إلاّ الشرك بالله وهو أعظم الذنوب، أو كان الأمر يعود لاتّهام الآخرين ظلماً وزوراً ودونما تثبّت، متناسين القول النبوي الناصح: (التمس لأخيك عذراً)، الذي أثبتت الأحداث الدنيوية مدى سلامته ودقّته، ونتائجه العظيمة التي تحمي الوحدة العائلية وبالتالي الالتحام الاجتماعي.
والنتيجة النهائية أن السبب إذا استمرّ وطال فهو من المداخلات الإبليسية في النفوس البشرية القاصرة التي تطلق لأوهامها وأنانيتها العنان، فيحدث شرخ رهيب في العلاقات الاجتماعية، حيث ينتظر كل طرف من الآخر المبادرة بالاعتذار أو حتى التدليل الدائمين دونما مراعاة لمعاناة الطرف الآخر الذي يكون قد ملّ بل سَئِم من أداء الدور المؤلم المتكرر، وتمنى لو تذكر ذلك الإنسان النرجسي أن الآخرين هم أيضاً لهم إحساس مرهف ومشاعر تتألمّ وقلوب تتأوّه وأرواح تحنّ إلى الغيث العاطفي ومداواة جراح الماضي التي تكررت.
فمتى يعلم هؤلاء أنه (كما تدين تّدان)، وأن الاعتراف بالحق فضيلة، وأنهم ليسوا منزّهين عن الخطأ؛ فالكمال لله تعالى فقط، الذي قال ممتنّاً علينا جميعاً: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا)، ومتى نعلم أن محاسبة الذات أكبر فضيلة إنسانية؟ (حاسِبوا أنفسكم قبل أن تحاسّبوا).
فهلمّوا مبادرين ومبادِرات إلى الإحسان بالقول والفعل، فالله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ) (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ)، ولنتذكر جميعنا أن القطيعة تساهم في فجوة نفسية تزداد وتكبر مع الزمن فحنيئذ يصعب ردّمها.
الفجوة النفسية
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ
بينما هم يقطعون ولا يصلِون، ويخطئون ولا يعتذرون، ويقصّرون ولا يشعرون، باختصار هم يريدون الأخذ الدائم وبابتزاز معنوي فظّ غليظ، بينما يستكثرون أن يعطوا غيرهم ولو كلمة طيبة تثقّل بها ميزان أعمالهم الصالحة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
فما هي الأسباب الكامنة خلف هذه الظاهرة الاجتماعية المستفحلة؟ أهي أسباب نفسية صنعتها الحضارة الحديثة؟ أم هي ابتلاء يتبع نعمة الرفاهية والمعافاة والأمان؟ أم هي نوع من أنواع الكبْر المحرّم الناتج عن الأنانية الشعورية المفرطة؟..
أيّاً كانت الأسباب والمسببات، فهي تقع في بند المحرّمات، سواء أكانت قطيعة رحم تُعدّ من الكبائر التي لا يَكْبرها إلاّ الشرك بالله وهو أعظم الذنوب، أو كان الأمر يعود لاتّهام الآخرين ظلماً وزوراً ودونما تثبّت، متناسين القول النبوي الناصح: (التمس لأخيك عذراً)، الذي أثبتت الأحداث الدنيوية مدى سلامته ودقّته، ونتائجه العظيمة التي تحمي الوحدة العائلية وبالتالي الالتحام الاجتماعي.
والنتيجة النهائية أن السبب إذا استمرّ وطال فهو من المداخلات الإبليسية في النفوس البشرية القاصرة التي تطلق لأوهامها وأنانيتها العنان، فيحدث شرخ رهيب في العلاقات الاجتماعية، حيث ينتظر كل طرف من الآخر المبادرة بالاعتذار أو حتى التدليل الدائمين دونما مراعاة لمعاناة الطرف الآخر الذي يكون قد ملّ بل سَئِم من أداء الدور المؤلم المتكرر، وتمنى لو تذكر ذلك الإنسان النرجسي أن الآخرين هم أيضاً لهم إحساس مرهف ومشاعر تتألمّ وقلوب تتأوّه وأرواح تحنّ إلى الغيث العاطفي ومداواة جراح الماضي التي تكررت.
فمتى يعلم هؤلاء أنه (كما تدين تّدان)، وأن الاعتراف بالحق فضيلة، وأنهم ليسوا منزّهين عن الخطأ؛ فالكمال لله تعالى فقط، الذي قال ممتنّاً علينا جميعاً: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا)، ومتى نعلم أن محاسبة الذات أكبر فضيلة إنسانية؟ (حاسِبوا أنفسكم قبل أن تحاسّبوا).
فهلمّوا مبادرين ومبادِرات إلى الإحسان بالقول والفعل، فالله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ) (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ)، ولنتذكر جميعنا أن القطيعة تساهم في فجوة نفسية تزداد وتكبر مع الزمن فحنيئذ يصعب ردّمها.
الفجوة النفسية
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى