عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
كلما ظهرت فتنة من فتن الشباب المغرّر بهم، تبعتها فتن الإرجاف الفكري عبر بعض منابر الصحافة لدى فئة من الكتاب والكاتبات الذين أعطوا لأقلامهم حرية الاندفاع دون أن يحكموا عقولهم أو أن يتثبتوا من الحقائق الدفينة وبواطن الأمور، ودون أن يستخدموا الأساليب المقنعة المدعمة بالبراهين الحقيقية والأدلة المرتبطة بطروحاتهم التي سنعدّها تفاؤلاً (اجتهادات ومقترحات) لكنها تفتقر إلى التثبّت العلمي والاحتراس العقدي، لذا فهم يصطدمون بثوابت المجتمع وقناعاته الراسخة، وفي ذات الوقت يخسرون تعاطف المدركين وأصحاب القرار.
والأنكى: هو تألمهم من النقد الموجّه إليهم ولا سيما إذا جاء من جهات مجهولة عبر الساحات النقدية المجتهدة في الشبكة العنكبوتية، الذي يصل أحياناً لدرجة التجريح والغلظة في الرد، ورغم إقرار أي مطلع حيادي على مثل تلك الانتقادات بأنها قد تفتقر في (بعض الأحايين) إلى المرونة وقوة التأثير، إلاّ أنها تأخذ بمبدأ: (البادئ أظلم)، وخصوصاً أن هذا البادئ اتخذ نفس النهج الخاطئ وبصورة أشدّ ظلاماً وأكثر تخبطاً، لأنَّ الأقلام الصحيفة المعنيّة تجرأت على الدين الذي هو حياتنا ومصيرنا العاجل والآجل، فما فائدة حياة لا هدف فيها؟ وما جدوى أهداف مؤقتة ومصالح وهمية أو زائلة؟ هذا إذا أخذنا بمنطق التفاؤل، ولم نقل: ما مبررات إرضاء الخلق وإسخاط الخالق؟ وأيّ خلق هؤلاء الذين يود أولئك الكتّاب نيل رضاهم أو على الأقل إعجابهم وثنائهم ولقاءات إعلامهم والتسويق لآرائهم التي تخدم مخططاتهم العميقة بعيدة المدى؟!.
وأوضح مظاهر التخبط الفكري هو إرجاع سبب الفتن الشبابية الضالة إلى (المناهج الدراسية) والدعوة إلى إعادة النظر فيها وتطويرها المزعوم، وبلا ريب هي دعوة مغرضة وقضية خطيرة قد ينادي بها مَنْ لا يعرفون الحقائق التي لم تعد دفينة، لأن الهدف ليس هو التجديد أو متابعة الركب الحضاري بل هو ينحو منحى آخر تنطبق عليه مقولة: (كلمة حق أُريد بها باطل) حيث إنهم لم ينادوا بتطوير مناهج دنيوية كمناهج الرياضيات والفيزياء والطب والهندسة، لأنهم يعلمون حق العلم أن بلادنا لا تتوانى مطلقاً عن تحقيق هذا الهدف البناء، بل إن المتابع لمناهجنا الدراسية والعلمية يرى أنها في معظمها تتابع آخر ما توصلت إليه منابع العلوم والتكنولوجيا الحديثة، وأكبر دليل يثبت ذلك على سبيل المثال لا الحصر: الإنجازات الطبية المتلاحقة التي وصلت إليها بلادنا في معظم الاختصاصات بشهادة أهل التخصص أنفسهم من جميع أقطار العالم، إلى حدِّ شدّ الرحال للعديد من مشافينا الصحية الحكومية والأهلية على حدّ سواء من بقاع خارجية متعدّدة، كما لم نلحظ نحن أو سوانا أيّ تخلف في مجال من المجالات العلمية الحديثة أو تجنب علم من العلوم المعاصرة المقرَّة في بلدان العالم المتقدم كالحاسوب وغيره.
ولكن.. وهذا هو بيت القصيد: أنّ المعنيّ إنما هو تغيير (المناهج الدينية) فحسب، عن طريق مسخها مسخاً مشوَّهاً يكاد يجعل منها ديناً آخر، بل المناداة بحذف آيات قرآنية من الذكر الحكيم، وأحاديث نبوية ثابتة عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بدعوى عجيبة وغير مقبولة وهي أنها تحث على كره الآخر، وبالتالي لإلغاء وجوده؟! حيث تتبارى تلك الأقلام بل تتنافس - بتسرع ودون عمق منطقي مقنع - في اتخاذ هذه الذريعة منطلقاً لأهدافها التي لم يحالفها الصواب لأنه لو تمّ حذفها من المناهج فهل سيتم حذفها من المصاحف؟! ولو تمّ حذفها جدلاً من المصاحف هل سيستطيعون حذفها من الصدور التي كانت المستودع والحرز الحصين منذ بدايات نور الإسلام وقبل جمعه في المصاحف؟!
والحال ينطبق على سنة النبي عليه الصلاة والسلام الذي قال عنهما: (تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وسنتي).
أخيراً: أَليس من (العدالة المقنعة) أن ينظر مَنْ يعلنون الحرب على مناهجنا الدينية من بعض أهل السياسة الأمريكية والأقلام الداخلية أن يلتفتوا ولو قليلاً إلى (المناهج التعليمية الإسرائيلية) التي ما انفكّت عن بث روح الكراهية والعداء في قلوب أطفالها منذ نعومة أظفارهم ضدّ المسلمين ودينهم ولغتهم، وشحنهم بالتحريض والخصومة الدائمة المتأصلة في نفوسهم تجاهنا منذ عصور سحيقة حتى الآن.
بل إن كل علم من علومهم أدخلوا فيه هذا الجانب العدائي الحاقد، ليس في مناهجهم الدينية القديمة فحسب إنما وصل الأمر إلى غرس هذا العداء السافر حتى في مناهجهم الدنيوية المعاصرة التي يباركها الغرب جميعها (ديناً ودنيا) ويستميت في حمايتها استماتةً نابعةً من قناعاتهم (العقائدية)؟؟!!
والله متمُّ نوره
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ
والأنكى: هو تألمهم من النقد الموجّه إليهم ولا سيما إذا جاء من جهات مجهولة عبر الساحات النقدية المجتهدة في الشبكة العنكبوتية، الذي يصل أحياناً لدرجة التجريح والغلظة في الرد، ورغم إقرار أي مطلع حيادي على مثل تلك الانتقادات بأنها قد تفتقر في (بعض الأحايين) إلى المرونة وقوة التأثير، إلاّ أنها تأخذ بمبدأ: (البادئ أظلم)، وخصوصاً أن هذا البادئ اتخذ نفس النهج الخاطئ وبصورة أشدّ ظلاماً وأكثر تخبطاً، لأنَّ الأقلام الصحيفة المعنيّة تجرأت على الدين الذي هو حياتنا ومصيرنا العاجل والآجل، فما فائدة حياة لا هدف فيها؟ وما جدوى أهداف مؤقتة ومصالح وهمية أو زائلة؟ هذا إذا أخذنا بمنطق التفاؤل، ولم نقل: ما مبررات إرضاء الخلق وإسخاط الخالق؟ وأيّ خلق هؤلاء الذين يود أولئك الكتّاب نيل رضاهم أو على الأقل إعجابهم وثنائهم ولقاءات إعلامهم والتسويق لآرائهم التي تخدم مخططاتهم العميقة بعيدة المدى؟!.
وأوضح مظاهر التخبط الفكري هو إرجاع سبب الفتن الشبابية الضالة إلى (المناهج الدراسية) والدعوة إلى إعادة النظر فيها وتطويرها المزعوم، وبلا ريب هي دعوة مغرضة وقضية خطيرة قد ينادي بها مَنْ لا يعرفون الحقائق التي لم تعد دفينة، لأن الهدف ليس هو التجديد أو متابعة الركب الحضاري بل هو ينحو منحى آخر تنطبق عليه مقولة: (كلمة حق أُريد بها باطل) حيث إنهم لم ينادوا بتطوير مناهج دنيوية كمناهج الرياضيات والفيزياء والطب والهندسة، لأنهم يعلمون حق العلم أن بلادنا لا تتوانى مطلقاً عن تحقيق هذا الهدف البناء، بل إن المتابع لمناهجنا الدراسية والعلمية يرى أنها في معظمها تتابع آخر ما توصلت إليه منابع العلوم والتكنولوجيا الحديثة، وأكبر دليل يثبت ذلك على سبيل المثال لا الحصر: الإنجازات الطبية المتلاحقة التي وصلت إليها بلادنا في معظم الاختصاصات بشهادة أهل التخصص أنفسهم من جميع أقطار العالم، إلى حدِّ شدّ الرحال للعديد من مشافينا الصحية الحكومية والأهلية على حدّ سواء من بقاع خارجية متعدّدة، كما لم نلحظ نحن أو سوانا أيّ تخلف في مجال من المجالات العلمية الحديثة أو تجنب علم من العلوم المعاصرة المقرَّة في بلدان العالم المتقدم كالحاسوب وغيره.
ولكن.. وهذا هو بيت القصيد: أنّ المعنيّ إنما هو تغيير (المناهج الدينية) فحسب، عن طريق مسخها مسخاً مشوَّهاً يكاد يجعل منها ديناً آخر، بل المناداة بحذف آيات قرآنية من الذكر الحكيم، وأحاديث نبوية ثابتة عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بدعوى عجيبة وغير مقبولة وهي أنها تحث على كره الآخر، وبالتالي لإلغاء وجوده؟! حيث تتبارى تلك الأقلام بل تتنافس - بتسرع ودون عمق منطقي مقنع - في اتخاذ هذه الذريعة منطلقاً لأهدافها التي لم يحالفها الصواب لأنه لو تمّ حذفها من المناهج فهل سيتم حذفها من المصاحف؟! ولو تمّ حذفها جدلاً من المصاحف هل سيستطيعون حذفها من الصدور التي كانت المستودع والحرز الحصين منذ بدايات نور الإسلام وقبل جمعه في المصاحف؟!
والحال ينطبق على سنة النبي عليه الصلاة والسلام الذي قال عنهما: (تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وسنتي).
أخيراً: أَليس من (العدالة المقنعة) أن ينظر مَنْ يعلنون الحرب على مناهجنا الدينية من بعض أهل السياسة الأمريكية والأقلام الداخلية أن يلتفتوا ولو قليلاً إلى (المناهج التعليمية الإسرائيلية) التي ما انفكّت عن بث روح الكراهية والعداء في قلوب أطفالها منذ نعومة أظفارهم ضدّ المسلمين ودينهم ولغتهم، وشحنهم بالتحريض والخصومة الدائمة المتأصلة في نفوسهم تجاهنا منذ عصور سحيقة حتى الآن.
بل إن كل علم من علومهم أدخلوا فيه هذا الجانب العدائي الحاقد، ليس في مناهجهم الدينية القديمة فحسب إنما وصل الأمر إلى غرس هذا العداء السافر حتى في مناهجهم الدنيوية المعاصرة التي يباركها الغرب جميعها (ديناً ودنيا) ويستميت في حمايتها استماتةً نابعةً من قناعاتهم (العقائدية)؟؟!!
والله متمُّ نوره
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى