عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بلا أدنى ريب تُعدّ الكلمة مسؤولية كاتبها وقائلها، بل والحرف أمانة على ناسخه وناطقه، ولكن اللافت في الأمر أن بعض كتّاب الأعمدة الصحفية الذين أُعطوا مساحات واسعة في صحافتنا المحلية حتى باتوا ينافسون رؤساء ومديري التحرير أنفسهم في الكتابات اليومية أو شبه اليومية، نراهم وقد امتلكوا تلك المساحات الصحفية امتلاك المستبدّ.
وليتهم كانوا يقدّمون للقراء (تحقيقات صحفية) بناءة للمعالجة الناجعة اجتماعياً ووطنياً عن طريق التحقيق الصحفي والصورة المبرهنة، والحوار مع أطراف القضية، أو ليتهم يكتبون مقالاتهم تلك من منطلق (تخصصهم العلمي) الدقيق لكي تكون هناك فائدة تذكر من هذه الكتابات، ولا مانع من ربطها بالظروف الاجتماعية والإنسانية، والفكرية طالما أن هناك حقائق تستحق النشر.ولكن المؤلم في هذا الجانب أن البعض منهم قد استخدم هذا العمود الصحفي للثأر وفرض الوصاية والاتكاء على معاجم الاستفزاز بدءاً من (العناوين) المتشفية، متناسياً أن هدفه هو الإصلاح وليس زيادة الشقّة بين فئات المجتمع، بصّرنا الله وإياهم بحسن البيان (جوهراً) ومظهراً.
ولو كان هذا الأسلوب يسوده بعض اللين والإقناع والاحترام (للآخر) الذي يراد التأثير فيه، لكان الأمر مقبولاً، كذلك لو اتبع هذا الكاتب أو ذاك أسلوب الاعتدال (والتنوع) في الأساليب والموضوعات لكان الأمر أخفّ وقعاً وأقوى تأثيراً.
لكن أن يوجد مِنْ صحفيي الأعمدة الدائمة من يتربّص الدوائر بالدين وأهله، فهذا هو الغريب من كاتب ينتمي فكراً وثقافةً وعقيدةً لهذا المجتمع، وكأنه يؤدي الدور تاماً غير منقوص نيابة عن أيّ عدو خارجي، أذكر على سبيل المثال لا الحصر الهجمات الشرسة التي مارسها البعض ضدّ طيّبة الذكر (منظمة حماس الفلسطينية الإسلامية) التي كسبت عقول وقلوب الشعوب والحكومات الإسلامية مثلما كسبت أبناء شعبها بمختلف طوائفه، لأنها أعادت للجميع ذكرى السلف الصالح الصابر المجاهد النزيه، والذي يوجّه سلاحه نحو عدوّه الأكبر فقط، متناسياً جميع الخلافات الداخلية سواء على مستوى وطنهم الصغير أم الكبير، وسيرة كل فرد منهم تشهد لهم بالزهد والصلاح والرغبة في نصرة دين الله، على العكس من سواهم الذين تظهر عليهم مظاهر الثراء الباذخ في وسط مجتمع بائس محاصر.
والذي يدل على عدم حيادية المتناولين لهذه القضية في بعض صحفنا المحلية بالذات، هو تجاهلهم البيّن لحسنات هذه المنظمة التي وجهت أول ما وُجهت بالمقاطعة الاقتصادية الصهيونية العالمية والتهديد بالمزيد من التصفية الجسدية إذا لم تعترف بالدولة اليهودية، ومع ذلك فما زالوا ثابتين ثبّتهم الله تعالى على الحق، إضافة إلى عدم حصولهم على أبسط حقوقهم السياسية حتى في الاجتماعات الوزارية والبرلمانية إلى حدّ منع رئيس الوزراء من الاجتماع بوزرائه مما اضطره للاجتماع ببعضهم عن طريق القنوات التلفازية؟!، ثمّ هذا الشخص الصابر المجاهد (هنيّة) الذي ما زال يسكن المخيمات، وسبق وتعرض للعديد من الاغتيالات اليهودية أبرزها حينما كان خارجاً من صلاة الفجر وهو في ذمة الله مع الشيخ المرحوم أحمد ياسين، وكذلك وزير خارجيته (الزهّار) المجاهد الصامت الذي فُجع على فلذة كبده في أحد الاعتداءات الظالمة المتكررة التي يواجهونها بشجاعة منقطعة النظير، فهل يستحقون الجحود؟
ويظلّ هذا الموضوع ذا شجون وشجون ولو أسهبنا فيه الحديث المكتوب لأطلنا، ولكن لماذا التشفّي في هذه المنظمة الإسلامية الصامدة دون سبب مقنع إلا أنها قد عينت في وزارتها امرأة ونصرانياً؟ فالنصارى في بلادهم يشاركونهم الوطن ومعاناة احتلاله وقد ساهموا في انتخاب حماس التي أثبتت نزاهتها للجميع ففضلوها على سواها، إضافة لوجود المقدسات المسيحية الكبرى في تلك البلاد بالذات، أولستم أوّل المنادين بمثل هذه الحقوق فلماذا تناقض المواقف والأشدّ غرابة هو الشماتة فيمن أسعده فوز تلك المنظمة فهل الحب في الله والكره فيه أضحى عيباً أو جريمة عند القلة من كتّاب الأعمدة؟! الحقيقة التي يجب أن يعرفها هذا الكاتب أو غيره أن الجميع قد وضعوا أيديهم على قلوبهم، خائفين على هذه المنظمة (الأمل) من التصفية بكافة أنواعها بدءاً من أقلام المزايدين عليها، بل إننا لنشعر بالانبهار لعزيمتهم التي أوصلتهم إلى هذا الموقع وهم لا يملكون إلا عقيدتهم وسلاحهم المتلخص في حجارتهم وأجسادهم.
فهم يتعرضون لضغوطات رهيبة تجعلهم فعلاً بين المطرقة والسندان، إنهم حقيقة قابضون على الجمر، وليسوا مثل الذي يأكل بملعقة الذهب ويكتب بقلم الفضة متنعماً بالأمان النفسي والجسدي ويطلق الأحكام جزافاً.
كان من الممكن أن نصدّق كاتباً أو قائلاً اتّهم أحداً بالنفاق فيما لو كان في بلد مستقل يتمسك أهله بالإسلام، لكن أن يُتهم مَنْ هُمْ في مثل ظروفهم السياسية والدينية حتى صارت (العلمنة) هي طريقهم الأخف والأيسر للوصول إلى المبتغى، ومع ذلك عضّوا على عقيدتهم بالنواجذ، فذلك هو البلاء المبين، ثم لماذا المزايدة السياسية الداخلية عليهم وعلى من تفاءل بفوزهم إذا كانت (حكومتنا) سدّدها الله مِنْ أوائل مَنْ أيّدهم ورأى أن وصولهم للحكم يعد مشرفاً عادلاً، إضافة لتاريخهم الناصع إبان حرب احتلال الكويت فما أحوجنا إلى توخّي الأمانة في كتاباتنا والقدرة على الإقناع وليس المهم إرضاء فئة قليلة توهمكم بالتصفيق لكم، ولكن المهم هو تلمّس الحقيقة والعدالة والموضوعية في ظل رضا الخالق سريع الحساب.
أمانة الكلمة
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ
وليتهم كانوا يقدّمون للقراء (تحقيقات صحفية) بناءة للمعالجة الناجعة اجتماعياً ووطنياً عن طريق التحقيق الصحفي والصورة المبرهنة، والحوار مع أطراف القضية، أو ليتهم يكتبون مقالاتهم تلك من منطلق (تخصصهم العلمي) الدقيق لكي تكون هناك فائدة تذكر من هذه الكتابات، ولا مانع من ربطها بالظروف الاجتماعية والإنسانية، والفكرية طالما أن هناك حقائق تستحق النشر.ولكن المؤلم في هذا الجانب أن البعض منهم قد استخدم هذا العمود الصحفي للثأر وفرض الوصاية والاتكاء على معاجم الاستفزاز بدءاً من (العناوين) المتشفية، متناسياً أن هدفه هو الإصلاح وليس زيادة الشقّة بين فئات المجتمع، بصّرنا الله وإياهم بحسن البيان (جوهراً) ومظهراً.
ولو كان هذا الأسلوب يسوده بعض اللين والإقناع والاحترام (للآخر) الذي يراد التأثير فيه، لكان الأمر مقبولاً، كذلك لو اتبع هذا الكاتب أو ذاك أسلوب الاعتدال (والتنوع) في الأساليب والموضوعات لكان الأمر أخفّ وقعاً وأقوى تأثيراً.
لكن أن يوجد مِنْ صحفيي الأعمدة الدائمة من يتربّص الدوائر بالدين وأهله، فهذا هو الغريب من كاتب ينتمي فكراً وثقافةً وعقيدةً لهذا المجتمع، وكأنه يؤدي الدور تاماً غير منقوص نيابة عن أيّ عدو خارجي، أذكر على سبيل المثال لا الحصر الهجمات الشرسة التي مارسها البعض ضدّ طيّبة الذكر (منظمة حماس الفلسطينية الإسلامية) التي كسبت عقول وقلوب الشعوب والحكومات الإسلامية مثلما كسبت أبناء شعبها بمختلف طوائفه، لأنها أعادت للجميع ذكرى السلف الصالح الصابر المجاهد النزيه، والذي يوجّه سلاحه نحو عدوّه الأكبر فقط، متناسياً جميع الخلافات الداخلية سواء على مستوى وطنهم الصغير أم الكبير، وسيرة كل فرد منهم تشهد لهم بالزهد والصلاح والرغبة في نصرة دين الله، على العكس من سواهم الذين تظهر عليهم مظاهر الثراء الباذخ في وسط مجتمع بائس محاصر.
والذي يدل على عدم حيادية المتناولين لهذه القضية في بعض صحفنا المحلية بالذات، هو تجاهلهم البيّن لحسنات هذه المنظمة التي وجهت أول ما وُجهت بالمقاطعة الاقتصادية الصهيونية العالمية والتهديد بالمزيد من التصفية الجسدية إذا لم تعترف بالدولة اليهودية، ومع ذلك فما زالوا ثابتين ثبّتهم الله تعالى على الحق، إضافة إلى عدم حصولهم على أبسط حقوقهم السياسية حتى في الاجتماعات الوزارية والبرلمانية إلى حدّ منع رئيس الوزراء من الاجتماع بوزرائه مما اضطره للاجتماع ببعضهم عن طريق القنوات التلفازية؟!، ثمّ هذا الشخص الصابر المجاهد (هنيّة) الذي ما زال يسكن المخيمات، وسبق وتعرض للعديد من الاغتيالات اليهودية أبرزها حينما كان خارجاً من صلاة الفجر وهو في ذمة الله مع الشيخ المرحوم أحمد ياسين، وكذلك وزير خارجيته (الزهّار) المجاهد الصامت الذي فُجع على فلذة كبده في أحد الاعتداءات الظالمة المتكررة التي يواجهونها بشجاعة منقطعة النظير، فهل يستحقون الجحود؟
ويظلّ هذا الموضوع ذا شجون وشجون ولو أسهبنا فيه الحديث المكتوب لأطلنا، ولكن لماذا التشفّي في هذه المنظمة الإسلامية الصامدة دون سبب مقنع إلا أنها قد عينت في وزارتها امرأة ونصرانياً؟ فالنصارى في بلادهم يشاركونهم الوطن ومعاناة احتلاله وقد ساهموا في انتخاب حماس التي أثبتت نزاهتها للجميع ففضلوها على سواها، إضافة لوجود المقدسات المسيحية الكبرى في تلك البلاد بالذات، أولستم أوّل المنادين بمثل هذه الحقوق فلماذا تناقض المواقف والأشدّ غرابة هو الشماتة فيمن أسعده فوز تلك المنظمة فهل الحب في الله والكره فيه أضحى عيباً أو جريمة عند القلة من كتّاب الأعمدة؟! الحقيقة التي يجب أن يعرفها هذا الكاتب أو غيره أن الجميع قد وضعوا أيديهم على قلوبهم، خائفين على هذه المنظمة (الأمل) من التصفية بكافة أنواعها بدءاً من أقلام المزايدين عليها، بل إننا لنشعر بالانبهار لعزيمتهم التي أوصلتهم إلى هذا الموقع وهم لا يملكون إلا عقيدتهم وسلاحهم المتلخص في حجارتهم وأجسادهم.
فهم يتعرضون لضغوطات رهيبة تجعلهم فعلاً بين المطرقة والسندان، إنهم حقيقة قابضون على الجمر، وليسوا مثل الذي يأكل بملعقة الذهب ويكتب بقلم الفضة متنعماً بالأمان النفسي والجسدي ويطلق الأحكام جزافاً.
كان من الممكن أن نصدّق كاتباً أو قائلاً اتّهم أحداً بالنفاق فيما لو كان في بلد مستقل يتمسك أهله بالإسلام، لكن أن يُتهم مَنْ هُمْ في مثل ظروفهم السياسية والدينية حتى صارت (العلمنة) هي طريقهم الأخف والأيسر للوصول إلى المبتغى، ومع ذلك عضّوا على عقيدتهم بالنواجذ، فذلك هو البلاء المبين، ثم لماذا المزايدة السياسية الداخلية عليهم وعلى من تفاءل بفوزهم إذا كانت (حكومتنا) سدّدها الله مِنْ أوائل مَنْ أيّدهم ورأى أن وصولهم للحكم يعد مشرفاً عادلاً، إضافة لتاريخهم الناصع إبان حرب احتلال الكويت فما أحوجنا إلى توخّي الأمانة في كتاباتنا والقدرة على الإقناع وليس المهم إرضاء فئة قليلة توهمكم بالتصفيق لكم، ولكن المهم هو تلمّس الحقيقة والعدالة والموضوعية في ظل رضا الخالق سريع الحساب.
أمانة الكلمة
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى