لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
عبير الروح
عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

 الحياء امرأة Empty الحياء امرأة {الأحد 25 سبتمبر - 21:09}

جبلت الأنثى على الحياء والنعومة، وفطرت على التشبث بأهداب الفضيلة والطهر، وثبتت الأديان السماوية هذه الخلة الحميدة، بل وحثت عليها، وإن عممتها بين الرجل والمرأة، ولم تجعلها مختصة بالأنثى فحسب، ولكن لكل منهما دوره الخطير في الحفاظ على هذه الصفة العظيمة التي تحفظ القيم والشرف والنقاء.
بيد أنه يزيد دور المرأة في هذا الأمر الإنساني لأنها الوعاء الذي يحفظ النسب والخلق والثقة والأصالة فكان لا بد أن تكون منبع الطهر والعفاف والأمان، وقد أكد الذكر الحكيم هذه الصفة حينما قال: (أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ).

ورغم أن لقواعد كل عصر شذوذها في هذا المجال أو ذاك، إلا أن واقعنا المعاصر فاق كل التوقعات في مجال خلع المرأة لبرقع الحياء، والعجيب أن الرجل هو الذي يصفق لها بحماس متعدد الوسائل متلون الأساليب، حتى انتقلت العدوى إلى الرجل الشرقي الغيور!
ولا أعني بالحياء أن تكون المرأة متصفة بالسلبية المقيتة، وأن تبدو عديمة الشخصية مجردة من العطاء الإجابي، بل إن قدوتنا في هذا النهج هن أمهات المؤمنين والصحابيات رضي الله عنهن، فكل واحدة من هؤلاء لها تاريخ يبهر الألباب في الدين والدنيا معاً، ولكن بسيرة تبرق كالذهب الأصيل، كما أني لست أعني بالحياء أن تحرم المرأة من التعليم أو العمل الذي يحتاج إليها أو تحتاج إليه طالما أنه فيما يرضي الخالق.

إنما أعني بالحياء هو تلك الجرأة الغريبة التي تلبست الأنثى في واقعنا المعاصر حتى زادت عن حدها وفاقت الرجل الجريء نفسه، وليتها كانت جرأة محمودة، إنما هي جرأة التعري من الأخلاق والتجرد من قواعد الأدب، حتى أضحينا نمسي ونصبح على هذه النوعيات المقيتة من النساء اللاتي ملأن قنوات الفضاء والأرض، وتسيدن الإعلام المطبوع والمقروء بالصور الفاضحة والأشكال الماجنة التي صارت كل مجلة أو صحيفة تنافس الأخريات فيها.
وإن تعجب فعجب هو ادعاؤها خدمة المرأة وقضاياها، ولو كان الأمر كذلك فلماذا لا يكون الغلاف لامرأة مسنة تعاني هي وأمثالها من جمود المجتمع ونكران الجميل، أو لماذا لا تكون تلك الصورة الغلافية لمتسولة مضطرة تحتاج لدراسة حالتها وحالات شبيهاتها، وغير ذلك من النماذج.

ولكن الواقع الأليم جعل من أولئك النساء الغانيات المتبرجات قدوة للأجيال الصاعدة يقلدنهن حذو القدة بالقدة دون فرملة أو تهدئة لهذا الغزو الصاروخي الخلقي الخطير، في ظل غياب البديل الصالح، حتى أضحت الأمهات أنفسهن ينسقن وهن عمياوات لشراء أو تفصيل الأزياء الفاضحة لبناتهن والتي تظهر معظم ما أمر الله بستره، بل أصبحت المباهاة والمفاخرة بمثل هذه الأزياء هي السائدة، فأضحت ترتديها كل الأجيال دون رادع من دين أو حياء، حتى صار زماننا هو زمن (الكاسيات العاريات) ولست أطالب أن تتشح المرأة اليوم بوشاح جدتها الذي لا أدعيه لنفسي، فقد كانت تلك الأيام العصر الذهبي لحياء الأنثى الذي يبدو أنه ولى إلى غير رجعة، ولا نستطيع أن ننادي بعودة الماضي الذي يغلب عليه طابع البراءة ، ولكن ما أحوجنا إلى تحكيم العقل والدين.

بل إننا إذا أمعنا في بحث حدود الحياء الأنثوي المعاصر لم نجده يقف عند حدود الكاسيات العاريات، بل امتد إلى فتنة (المائلات المميلات)، حتى أن الكثيرات من النساء المتعقلات أصبحن يتعاطفن مع الرجل المعاصر الذي بات لا يعلم كيف سيغض طرفه، وأين سيضع عينه، في وسط هذا الطوفان الهادر من تلاشي الحياء الأنثوي لا سيما لدى الأجيال الصاعدة التي يرقبها الأهل ببلادة قريبة من البلاهة، وهم مغيبون عن النتائج الاجتماعية الخطيرة التي تنتهي إليها تلك الانفلاتات اللا محدودة.


الحياء امرأة

د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى