عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
أصبح التغير الإجتماعي بإيقاعه السريع وعدم استجابته لنداءات الناس وأمانيهم بالتباطؤ قليلا ليتسنى لهم التقاط أنفاسهم اللاهثة .
شماعة جاهزة ومناسبة. يُعلق عليها الآخرون كل ما يستنكرونه ولا يرغبون بظهوره من مساوئ الأخلاق و الطباع و....
وهذا التعليق الجاهز الذي شاع مؤخرا ..قد يكون أمرا طبيعيا ومعقولا إلى حد ما..وهو بحد ذاته ليس ثمة مشكله منه! خاصة إذا أدركنا أن الانفتاح السريع على الآخر يتيح للناس في الغالب رؤية واضحة لما لم يتمكنوا من رؤيته من قبل .. حتى وإن كان ((وجوده)) يسبق الانفتاح بفترات.
إلا أن تضخيمه والمبالغة فيه بهذه الصورة الشائعة يُخشى أن يقودنا مع الوقت ومن حيث لانشعر إلى مشاكل أخرى!
فهو من ناحية يدخلنا في فلك السبب الواحد..بحيث تنصرف أذهاننا إليه وحده .. وننتبه عن منظومة أسباب أخرى ..كان يفترض أن ننتبه لها!
وهو من ناحية أخرى : يختزل لنا-أي مشكلة-في مظاهر معينة وملامح محددة. غالبا ماتكون هي الملامح المتداولة والمُظهرة في عالم الفضاء الرحب..ولذلك يتم التفات الأعين عليها واعتبارها وحدها وجه المشكلة الوحيد!.
فالحياء مثلا صفة خُلقية ..تحمل طابعا تعبديا .إذ يحث الدين ويأمر بها ..وتهتم كثير من النصوص النبوية بإظهار وإبراز مزايا الحياء وفضائله. ومايقود افتقاده إليه من مساوئ الأفعال والأقوال ..إذ كما يعبر النص النبوي الكريم (إذا لم تستح فاصنع ماشئت). فالحياء هنا أشبه بحجر كبير يعترض دربك حينما تهم النفس الأمارة بالسوء بالمشي في أوحال كل ماهو قبيح وذميم ومرفوض وبذيء..
ومع هذا الحيز الضخم الذي تشغله النصوص النبوية لتبيان الحياء (وجوده،وفقده).
أليس غريبا أن نبدو كمن لم يكتشف شيئا اسمه فقد الحياء إلا في زمن الانفتاح الفضائي والانترنتي- الذي لم يمض على تعاملنا معه إلا قرابة عقد من الزمان.
فهل كان المجتمع وبكل أطيافه يعيش الحياء واقعا ويمثله؟ ألم يكن يوجد من يخدش نقاء الحياء على مرأى ومسمع منا؟ أم أننا لايمكن أن نعترف بمشاكلنا ..ونقر بوجودها بيننا إلا حينما يُفاجئنا الآخرون باستعراضها والخوض فيها!
وإذا كانت النصوص النبوية تناولت الحياء بصوره الشاملة فلماذا نختزل نحن مصيبة فقده في مظاهر معينة .. لاتتعدى غالبا التركيز المفرط على مايحدث في دنيا (مراهقي اليوم ومراهقاته) وحسب! وبذلك تمنح كل من هو خارج دائرة هذه (الفئة العمرية) ضوءا أخضر لاختراق حاجز الحياء ..وتجاوزه!
فكثير من الأحاديث الشفهية التي يُقدر لك أن تستمع لها- ليس فقط في مجالس السمر البريء ..وإنما حتى داخل مقر العمل- لاتخضع لميزان الحياء هذا ..ولايمكن أن نفكر بعرضها عليه! وبعض الكلمات المكتوبة التي يُرغمك الزمان الذي تحيا فيه على مصافحتها قارئا لها..
وهي تجيء في أثواب مختلفة مابين فن هابط ، ونقد جارح، وثناء مفرط، واسترزاق مفضوح..! و..
من المستبعد أن تشم منها رائحة استحياء ولو حرصت! ومع هذا وفي ظل ((التصور المختزل)) سنعجز عن وصفها يوما بأنها كلمات غير حيية ! أو طرح لم يستح من قارئِه!
المصدر : الأسرة 121
الحياء..المختزل!
شماعة جاهزة ومناسبة. يُعلق عليها الآخرون كل ما يستنكرونه ولا يرغبون بظهوره من مساوئ الأخلاق و الطباع و....
وهذا التعليق الجاهز الذي شاع مؤخرا ..قد يكون أمرا طبيعيا ومعقولا إلى حد ما..وهو بحد ذاته ليس ثمة مشكله منه! خاصة إذا أدركنا أن الانفتاح السريع على الآخر يتيح للناس في الغالب رؤية واضحة لما لم يتمكنوا من رؤيته من قبل .. حتى وإن كان ((وجوده)) يسبق الانفتاح بفترات.
إلا أن تضخيمه والمبالغة فيه بهذه الصورة الشائعة يُخشى أن يقودنا مع الوقت ومن حيث لانشعر إلى مشاكل أخرى!
فهو من ناحية يدخلنا في فلك السبب الواحد..بحيث تنصرف أذهاننا إليه وحده .. وننتبه عن منظومة أسباب أخرى ..كان يفترض أن ننتبه لها!
وهو من ناحية أخرى : يختزل لنا-أي مشكلة-في مظاهر معينة وملامح محددة. غالبا ماتكون هي الملامح المتداولة والمُظهرة في عالم الفضاء الرحب..ولذلك يتم التفات الأعين عليها واعتبارها وحدها وجه المشكلة الوحيد!.
فالحياء مثلا صفة خُلقية ..تحمل طابعا تعبديا .إذ يحث الدين ويأمر بها ..وتهتم كثير من النصوص النبوية بإظهار وإبراز مزايا الحياء وفضائله. ومايقود افتقاده إليه من مساوئ الأفعال والأقوال ..إذ كما يعبر النص النبوي الكريم (إذا لم تستح فاصنع ماشئت). فالحياء هنا أشبه بحجر كبير يعترض دربك حينما تهم النفس الأمارة بالسوء بالمشي في أوحال كل ماهو قبيح وذميم ومرفوض وبذيء..
ومع هذا الحيز الضخم الذي تشغله النصوص النبوية لتبيان الحياء (وجوده،وفقده).
أليس غريبا أن نبدو كمن لم يكتشف شيئا اسمه فقد الحياء إلا في زمن الانفتاح الفضائي والانترنتي- الذي لم يمض على تعاملنا معه إلا قرابة عقد من الزمان.
فهل كان المجتمع وبكل أطيافه يعيش الحياء واقعا ويمثله؟ ألم يكن يوجد من يخدش نقاء الحياء على مرأى ومسمع منا؟ أم أننا لايمكن أن نعترف بمشاكلنا ..ونقر بوجودها بيننا إلا حينما يُفاجئنا الآخرون باستعراضها والخوض فيها!
وإذا كانت النصوص النبوية تناولت الحياء بصوره الشاملة فلماذا نختزل نحن مصيبة فقده في مظاهر معينة .. لاتتعدى غالبا التركيز المفرط على مايحدث في دنيا (مراهقي اليوم ومراهقاته) وحسب! وبذلك تمنح كل من هو خارج دائرة هذه (الفئة العمرية) ضوءا أخضر لاختراق حاجز الحياء ..وتجاوزه!
فكثير من الأحاديث الشفهية التي يُقدر لك أن تستمع لها- ليس فقط في مجالس السمر البريء ..وإنما حتى داخل مقر العمل- لاتخضع لميزان الحياء هذا ..ولايمكن أن نفكر بعرضها عليه! وبعض الكلمات المكتوبة التي يُرغمك الزمان الذي تحيا فيه على مصافحتها قارئا لها..
وهي تجيء في أثواب مختلفة مابين فن هابط ، ونقد جارح، وثناء مفرط، واسترزاق مفضوح..! و..
من المستبعد أن تشم منها رائحة استحياء ولو حرصت! ومع هذا وفي ظل ((التصور المختزل)) سنعجز عن وصفها يوما بأنها كلمات غير حيية ! أو طرح لم يستح من قارئِه!
المصدر : الأسرة 121
الحياء..المختزل!
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى