عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
ولقد اختلفت معاملة الشعوب للمرأة وتباينت نظرتهم اليها ، فقد كانت المرأة في الصين تتجرّع كؤوس المهانة صباحا ومساء . ورسمت اغنية صينية قديمة صورة وضع المرأة الحقيقي في الصين وقد تضمنت : "الا ما اتعس حظّ المرأة ، ليس في العالم كله شيء أقلّ قيمة منها . ان الاولاد ، الصبيان يقفون متكئين على الابواب كأنّهم آلهة هبطوا من السماء...اما البنت فان احدا لا يسرّ بمولدها واذا كبرت اختبأت في حجرتها تخشى ان تنظر وجه انسان ولا يبكيها احد اذا اختفت من منزلها "[1]
ولقد كان الاب الصيني مثلاً اذا بشّر بالانثى ذهب الى السوق عارضا اياها للبيع بابخس الاثمان ، فان لم يجد من يشتريها اعطاها لاول عابر سبيل بدون مقابل او عمد إلى قتلها خنقا في مكان مهجور او اغراقها او وأدها في التراب.
والتي لم يتم التخلّص منها بوسيلة من الوسائل ، يصار الى تشويه اقدامها لمنعها من الخروج من بيت ابيها او زوجها ، وكانت المرأة دائما تحت الوصاية ان من ابيها او من زوجها ، أو حتى من ابنها ، أو من رجل من اقارب زوجها في النسب.
ولقد كان بين بعض العرقيّات وبين المرأة من عهد بعيد عداوة مزمنة وصلت لحدّ الإنتقام والإقتصاص منها فالزوجة التي يموت عنها زوجها ، فمحرّم عليها العيش بعده ، وواجب عليها ان تموت وتحرق معه على موقد واحد .
وكانت المرأة الهندية ، محرومة من الميراث حتى عام 1656[2]
والمرأة في بابل كانت تعتبر حسب شريعة "حمورابي"[3]في عداد الماشية المملوكة، وعليها ان تبقى في بيتها لرعاية اطفالها ، وخدمة زوجها والسهر على راحته ، وادخال السرور الى قلبه، واذا مات هذا الزوج ورثها اخوه تلقائيا ومن دون اي مناقشة .[4]
اما المرأة الاغريقية فقد وصلت بها المهانة والمذلة الى ذروتها ، فقد كانت المرأة معزولة تماما عن المجتمع وكأنها سقط متاع .
وكان ارسطو[5] أشدّ قسوة على المرأة عندما قال:" ان المراة رجل غير كامل ، وقد تركتها الطبيعة في الدرك الاسفل من سلم الخليقة " وهو القائل ان المرأة للرجل كالعبد للسيّد ، والعامل للعالم ، والبربري لليوناني ، وان الرجل أعلى منزلة من المرأة [6]
والقانون الروماني كان يعتبر الانوثة سببا اساسيا لانعدام الأهلية كحداثة السنّ والجنون ، وأعطوا الحقّ لزوجها ان يحاكمها عندما تتهم بجريمة وان يعاقبها ، بل ويحكم عليها بالاعدام وينفذه بنفسه[7]
اما المرأة الفرعونية فقد نالت من التكريم والاحترام ما خوّل الحضارة الفرعونية ان تتبوّأ المرتبة الاولى بين الحضارات الانسانية بالنسبة لاحترامها للمرأة وحقوقها .
فالمرأة الفرعونية كانت تملك ، وترث ، وتتولى امر اسرتها في غياب الزوج . وقد كان المصريين يعتقدون أنْ المرأة أكمل من الرجل ، والزوج يكتب كل ما يملك من عقارات لزوجته ، التي كانت تساعده في الزراعة والعمل . والاطفال الفرعونيون كانوا ينتسبون لأمهاتهم لا لآبائهم ، كما كانت القوّامة للمرأة على زوجها ، والزوج كان عليه ان يتعهّد في عقد الزواج ان يكون مطيعا لزوجته في جميع الامور.[8]
أمّا عن المرأة العربيّة في الجاهليّة ، فنعرف عن مكانتها ، بالرجوع الى القرآن الكريم وما أنبأنا به عن اسوداد وجه الاب عند تبشيره بالانثى ، وعن وأدهم للبنات والعمل على التخلّص منهن . وكيف كانت المرأة تباع وتشترى في اسواق النخاسة ، فضلا عن ايجارها واعارتها وتكليفها ما لا تطيق من الاعمال الشاقة .
وفي الاسلام ، ارتفع شأن المرأة وعلا قدرها ومكانتها ، فاصبحت شقيقة الرجل . وسنح لها ان تشارك مشاركة فعّالة في نشر الدين الجديد .
ولقد اعترف الاسلام بالمرأة كائنا مستقلا لا مجرّد تابع للرجل ، واعطاها التشريع الاسلامي شخصية قانونية كاملة ، لها مطلق السلطة على كلّ ما تملك دون حاجة الى تدخّل الرجل.
وقد قال " المسيو ريفيل "[9] :" اننا لا نجد عملا افاد النساء ، او رفع من قدرهن اعظم مما اتى به النبي محمّد ، فهنّ مدينات له بامور كثيرة ، وفي القرآن آيات ساميات عن تقرير حقوقهنّ وما يجب لهنّ على الرجال "[10]
ولقد قطعت المرأة في النصف الثاني من القرن العشرين خطوات واسعة نحو تحقيق المساواة الاجتماعيّة والسياسية مع الرجل ، وحقّقت الكثير من المكاسب في مجالات العمل والنشاط السياسي والاقتصادي . وأشغلت العديد من النساء مناصب دبلوماسيّة مرموقة ، كرئيسة وزراء سيريلانكا ، ورئيسة وزراء الهند ، ورئيسة وزراء باكستان ، ورئيسة الوراء البريطانية ماغريت تتشر .
ولم تدع المرأة مجالا واحدا يدخله الرجل الا ودخلت فيه وشاركته معه ، حتى أنّها زاحمته الى غزو الفضاء ، فكانت " فالنتينا تريشكوفا " الروسية ، أول رائدة فضاء في العالم .
اما المرأة في العالم العربي فقد قطعت شوطاً لا يستهان به، فقد اكتسبت في الاردن الحقوق في التعليم ، والعمل ، كالمشاركة في الانشطة المهنيّة ، كالاشتغال بالطبّ والتعليم ، وكافة المجالات الأخرى ، كما نالت الحقوق السياسية ، فحصلت على حقّ الترشيح النيابي ، وهذه كلها تُعدّ مبادرة فعّالة لاشراك المرأة في عمليات تطوير المجتمع وتنميته الشاملة .
------------------------
[1] غادة الخرسا ، المرأة والاسلام ، ص:21
[2] المصدر نفسه ص: 22
[3] حمورابي ،ملك بابل ، واضع أوّل تشريع سياسي اجتماعي ( شريعة حمورابي ) في العالم القديم . مؤسّس أوّل مملكة بابلية .قضى على الامارات ما بين النّهرين ، فوحّد الدولة المركزيّة ووضع لها قوانينها الإداريّة ، المنقوشة على مسلّة بازالتيّة ، مكتشفة في شوش سنة (1901- 1902) ، ومحفوظة في متحف اللوفر (باريس ) .
شريعته هي نصب ، في أعلاه الملك حمّورابي أمام الإله شمس ، وفي أسفله نصّها (285 بندا) بالحرف المسماري .(ملحق موسوعة السياسة،ص343).
[4] غادة الخرسا ، المرأة والاسلام ، ص: 22
[5] ارسطو(384- 322 ق.م )، فيلسوف وعالم موسوعيّ يوناني ، وصفه ماركس بأنّه أكبر مفكري العالم القديم . أسّس مدرسة خاصة به ، هي اللوقيوم .
انتقد نظرية معلمه أفلاطون في ( المثل ) كمصوّر مفارقة للأشياء ، وطرح مذهبا مثاليا موضوعيا ، اشتمل على كلّ أشكال المعرفة المعاصر ة له .
عنى بالأخلاق ، فكرّس لها ثلاثة أعمال ، أهمها ( الأخلاق النيقوماخيّة ) المهداة الى ابنه .
( معجم علم الأخلاق ، دار التقدّم . موسكو ، ص: 45)
[6] غادة الخرسا، المرأة والاسلام ،ص:23
[7] المصدر نفسه ص: 23
[8] المصدر نفسه ،ص: 25
[9] مؤرخ فرنسي.
[10] غادة الخرسا ، المرأة والاسلام ، ص:33
المرأة عبر العصور
أ.سحر عبد القادر اللبان
ولقد كان الاب الصيني مثلاً اذا بشّر بالانثى ذهب الى السوق عارضا اياها للبيع بابخس الاثمان ، فان لم يجد من يشتريها اعطاها لاول عابر سبيل بدون مقابل او عمد إلى قتلها خنقا في مكان مهجور او اغراقها او وأدها في التراب.
والتي لم يتم التخلّص منها بوسيلة من الوسائل ، يصار الى تشويه اقدامها لمنعها من الخروج من بيت ابيها او زوجها ، وكانت المرأة دائما تحت الوصاية ان من ابيها او من زوجها ، أو حتى من ابنها ، أو من رجل من اقارب زوجها في النسب.
ولقد كان بين بعض العرقيّات وبين المرأة من عهد بعيد عداوة مزمنة وصلت لحدّ الإنتقام والإقتصاص منها فالزوجة التي يموت عنها زوجها ، فمحرّم عليها العيش بعده ، وواجب عليها ان تموت وتحرق معه على موقد واحد .
وكانت المرأة الهندية ، محرومة من الميراث حتى عام 1656[2]
والمرأة في بابل كانت تعتبر حسب شريعة "حمورابي"[3]في عداد الماشية المملوكة، وعليها ان تبقى في بيتها لرعاية اطفالها ، وخدمة زوجها والسهر على راحته ، وادخال السرور الى قلبه، واذا مات هذا الزوج ورثها اخوه تلقائيا ومن دون اي مناقشة .[4]
اما المرأة الاغريقية فقد وصلت بها المهانة والمذلة الى ذروتها ، فقد كانت المرأة معزولة تماما عن المجتمع وكأنها سقط متاع .
وكان ارسطو[5] أشدّ قسوة على المرأة عندما قال:" ان المراة رجل غير كامل ، وقد تركتها الطبيعة في الدرك الاسفل من سلم الخليقة " وهو القائل ان المرأة للرجل كالعبد للسيّد ، والعامل للعالم ، والبربري لليوناني ، وان الرجل أعلى منزلة من المرأة [6]
والقانون الروماني كان يعتبر الانوثة سببا اساسيا لانعدام الأهلية كحداثة السنّ والجنون ، وأعطوا الحقّ لزوجها ان يحاكمها عندما تتهم بجريمة وان يعاقبها ، بل ويحكم عليها بالاعدام وينفذه بنفسه[7]
اما المرأة الفرعونية فقد نالت من التكريم والاحترام ما خوّل الحضارة الفرعونية ان تتبوّأ المرتبة الاولى بين الحضارات الانسانية بالنسبة لاحترامها للمرأة وحقوقها .
فالمرأة الفرعونية كانت تملك ، وترث ، وتتولى امر اسرتها في غياب الزوج . وقد كان المصريين يعتقدون أنْ المرأة أكمل من الرجل ، والزوج يكتب كل ما يملك من عقارات لزوجته ، التي كانت تساعده في الزراعة والعمل . والاطفال الفرعونيون كانوا ينتسبون لأمهاتهم لا لآبائهم ، كما كانت القوّامة للمرأة على زوجها ، والزوج كان عليه ان يتعهّد في عقد الزواج ان يكون مطيعا لزوجته في جميع الامور.[8]
أمّا عن المرأة العربيّة في الجاهليّة ، فنعرف عن مكانتها ، بالرجوع الى القرآن الكريم وما أنبأنا به عن اسوداد وجه الاب عند تبشيره بالانثى ، وعن وأدهم للبنات والعمل على التخلّص منهن . وكيف كانت المرأة تباع وتشترى في اسواق النخاسة ، فضلا عن ايجارها واعارتها وتكليفها ما لا تطيق من الاعمال الشاقة .
وفي الاسلام ، ارتفع شأن المرأة وعلا قدرها ومكانتها ، فاصبحت شقيقة الرجل . وسنح لها ان تشارك مشاركة فعّالة في نشر الدين الجديد .
ولقد اعترف الاسلام بالمرأة كائنا مستقلا لا مجرّد تابع للرجل ، واعطاها التشريع الاسلامي شخصية قانونية كاملة ، لها مطلق السلطة على كلّ ما تملك دون حاجة الى تدخّل الرجل.
وقد قال " المسيو ريفيل "[9] :" اننا لا نجد عملا افاد النساء ، او رفع من قدرهن اعظم مما اتى به النبي محمّد ، فهنّ مدينات له بامور كثيرة ، وفي القرآن آيات ساميات عن تقرير حقوقهنّ وما يجب لهنّ على الرجال "[10]
ولقد قطعت المرأة في النصف الثاني من القرن العشرين خطوات واسعة نحو تحقيق المساواة الاجتماعيّة والسياسية مع الرجل ، وحقّقت الكثير من المكاسب في مجالات العمل والنشاط السياسي والاقتصادي . وأشغلت العديد من النساء مناصب دبلوماسيّة مرموقة ، كرئيسة وزراء سيريلانكا ، ورئيسة وزراء الهند ، ورئيسة وزراء باكستان ، ورئيسة الوراء البريطانية ماغريت تتشر .
ولم تدع المرأة مجالا واحدا يدخله الرجل الا ودخلت فيه وشاركته معه ، حتى أنّها زاحمته الى غزو الفضاء ، فكانت " فالنتينا تريشكوفا " الروسية ، أول رائدة فضاء في العالم .
اما المرأة في العالم العربي فقد قطعت شوطاً لا يستهان به، فقد اكتسبت في الاردن الحقوق في التعليم ، والعمل ، كالمشاركة في الانشطة المهنيّة ، كالاشتغال بالطبّ والتعليم ، وكافة المجالات الأخرى ، كما نالت الحقوق السياسية ، فحصلت على حقّ الترشيح النيابي ، وهذه كلها تُعدّ مبادرة فعّالة لاشراك المرأة في عمليات تطوير المجتمع وتنميته الشاملة .
------------------------
[1] غادة الخرسا ، المرأة والاسلام ، ص:21
[2] المصدر نفسه ص: 22
[3] حمورابي ،ملك بابل ، واضع أوّل تشريع سياسي اجتماعي ( شريعة حمورابي ) في العالم القديم . مؤسّس أوّل مملكة بابلية .قضى على الامارات ما بين النّهرين ، فوحّد الدولة المركزيّة ووضع لها قوانينها الإداريّة ، المنقوشة على مسلّة بازالتيّة ، مكتشفة في شوش سنة (1901- 1902) ، ومحفوظة في متحف اللوفر (باريس ) .
شريعته هي نصب ، في أعلاه الملك حمّورابي أمام الإله شمس ، وفي أسفله نصّها (285 بندا) بالحرف المسماري .(ملحق موسوعة السياسة،ص343).
[4] غادة الخرسا ، المرأة والاسلام ، ص: 22
[5] ارسطو(384- 322 ق.م )، فيلسوف وعالم موسوعيّ يوناني ، وصفه ماركس بأنّه أكبر مفكري العالم القديم . أسّس مدرسة خاصة به ، هي اللوقيوم .
انتقد نظرية معلمه أفلاطون في ( المثل ) كمصوّر مفارقة للأشياء ، وطرح مذهبا مثاليا موضوعيا ، اشتمل على كلّ أشكال المعرفة المعاصر ة له .
عنى بالأخلاق ، فكرّس لها ثلاثة أعمال ، أهمها ( الأخلاق النيقوماخيّة ) المهداة الى ابنه .
( معجم علم الأخلاق ، دار التقدّم . موسكو ، ص: 45)
[6] غادة الخرسا، المرأة والاسلام ،ص:23
[7] المصدر نفسه ص: 23
[8] المصدر نفسه ،ص: 25
[9] مؤرخ فرنسي.
[10] غادة الخرسا ، المرأة والاسلام ، ص:33
المرأة عبر العصور
أ.سحر عبد القادر اللبان
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى