عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
"حرية التعبير".. مصطلح يرنّ في الآذان صباح مساء، فالكل يريد أن يفتح أمامه الباب لكي يُدلي برأيه ويذكر وجهة نظره، ولكن الذي يغيب عن ذهن الكثيرين أن حرية التعبير لها حدود وضوابط خُلُقية وذوقية بل ودينية أيضاً، فنحن محاسبون على كل كلمة نقولها، فحرية التعبير لا تعني الخروج عن حد اللياقة والأدب، ولا تعني الإساءة والتجريح والتشهير.
إن المجتمع الفاضل الذي يقيمه الإسلام مجتمع له أدب رفيع، وهذا ينبغي أن يعيه كل مسلم، وإلا فما الفرق بيننا وبين المجتمعات التي لا تقيم وزناً لا للدين ولا للأخلاق؟! وحرية التعبير عندها لا يقف دونها حد من أدب أو ذوق! فهل هذه هي حرية التعبير التي نريد؟!.
ثم إن حرية التعبير لا تعني أن يقول من شاء ما شاء، في الذي يعنيه والذي لا يعنيه، وفي الذي يفهمه والذي لا يفهمه، فقضايا الدين مثلاً والأحكام الشرعية مردّها إلى أهل العلم والاختصاص، وليس للعوام أن يخوضوا فيها ولا أن تُستطلع آراؤهم فيها، وإلا لأصبحت الأمور فوضى! ولكن من المؤسف حقاً أننا نرى أن كل المجالات لها خصوصيتها إلا الأحكام الشرعية، أصبح الكل يُدلي برأيه فيها، وحتى من ليس لديه أدنى درجة من العلم! فإلى هذه الدرجة ما عادت هناك هيبة للدين في القلوب؟!!.
وحتى بعض من لديه علم أو بعض منه إلا أن عقله لم يستنر بهذا العلم، وقلبه لم يتطهر مما فيه من آفات: من كبر وحقد ورياء..، تراه لا يتورع عن تجريح العلماء، وغيره ممن يخالفوه الرأي والاجتهاد، فهل هذه حرية تعبير أم ماذا؟! وصدق ابن المبارك عندما قال:((نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم)).
إن الغاية من التعبير عن الآراء تختلف باختلاف الأشخاص، وكل واحد أدرى بنيته ومقصده، بل إن الله أعلم بنياتنا من أنفسنا، وهو الذي يعلم السرّ وأخفى. فهناك من يقصد ويعمد إلى تجريح الأشخاص والإساءة إليهم، وليس نقد الفكرة والسلوك بما يرتقي بهما، فتراه يذم ويقدح يريد أن ينتقص من ذات الشخص الذي يخالفه الراي! وهناك من يريد أن يُظهر الأستاذية والتفوق في المعرفة.. والغايات غيرها كثير، ولكن من كانت غايته إرضاء الله تعالى وإظهار الحق فإنه لا بد وأن يسلك طريقاً آخر، فالغاية السامية النبيلة تحتاج إلى وسيلة تعبير وتغيير راقية نظيفة، سواء كانت بالقول أم الفعل، وهذا شأن الصادقين الذين استنارت عقولهم، وطهرت قلوبهم، وارتقى فهمهم، وهكذا كان شأن الصحابة الكرام –رضي الله عنهم- وسلفنا الصالح يرحمهم الله.
اللهم ارحم أسلافنا، واغفر لنا ضعفنا، وارزقنا التواضع... آمين، والحمد لله رب العالمين.
ما هكذا تكون حرية التعبير..!
لبنى شرف / الأردن
إن المجتمع الفاضل الذي يقيمه الإسلام مجتمع له أدب رفيع، وهذا ينبغي أن يعيه كل مسلم، وإلا فما الفرق بيننا وبين المجتمعات التي لا تقيم وزناً لا للدين ولا للأخلاق؟! وحرية التعبير عندها لا يقف دونها حد من أدب أو ذوق! فهل هذه هي حرية التعبير التي نريد؟!.
ثم إن حرية التعبير لا تعني أن يقول من شاء ما شاء، في الذي يعنيه والذي لا يعنيه، وفي الذي يفهمه والذي لا يفهمه، فقضايا الدين مثلاً والأحكام الشرعية مردّها إلى أهل العلم والاختصاص، وليس للعوام أن يخوضوا فيها ولا أن تُستطلع آراؤهم فيها، وإلا لأصبحت الأمور فوضى! ولكن من المؤسف حقاً أننا نرى أن كل المجالات لها خصوصيتها إلا الأحكام الشرعية، أصبح الكل يُدلي برأيه فيها، وحتى من ليس لديه أدنى درجة من العلم! فإلى هذه الدرجة ما عادت هناك هيبة للدين في القلوب؟!!.
وحتى بعض من لديه علم أو بعض منه إلا أن عقله لم يستنر بهذا العلم، وقلبه لم يتطهر مما فيه من آفات: من كبر وحقد ورياء..، تراه لا يتورع عن تجريح العلماء، وغيره ممن يخالفوه الرأي والاجتهاد، فهل هذه حرية تعبير أم ماذا؟! وصدق ابن المبارك عندما قال:((نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم)).
إن الغاية من التعبير عن الآراء تختلف باختلاف الأشخاص، وكل واحد أدرى بنيته ومقصده، بل إن الله أعلم بنياتنا من أنفسنا، وهو الذي يعلم السرّ وأخفى. فهناك من يقصد ويعمد إلى تجريح الأشخاص والإساءة إليهم، وليس نقد الفكرة والسلوك بما يرتقي بهما، فتراه يذم ويقدح يريد أن ينتقص من ذات الشخص الذي يخالفه الراي! وهناك من يريد أن يُظهر الأستاذية والتفوق في المعرفة.. والغايات غيرها كثير، ولكن من كانت غايته إرضاء الله تعالى وإظهار الحق فإنه لا بد وأن يسلك طريقاً آخر، فالغاية السامية النبيلة تحتاج إلى وسيلة تعبير وتغيير راقية نظيفة، سواء كانت بالقول أم الفعل، وهذا شأن الصادقين الذين استنارت عقولهم، وطهرت قلوبهم، وارتقى فهمهم، وهكذا كان شأن الصحابة الكرام –رضي الله عنهم- وسلفنا الصالح يرحمهم الله.
اللهم ارحم أسلافنا، واغفر لنا ضعفنا، وارزقنا التواضع... آمين، والحمد لله رب العالمين.
ما هكذا تكون حرية التعبير..!
لبنى شرف / الأردن
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى