عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
إن كثيراً من المسلمين اليوم يسيرون خبط عشواء ، تارة إلى يمين وتارة إلى شمال ، ويضيع بسبب ذلك كثير من الجهد والوقت والمال ، ومن أسباب ذلك أنهم في عماء شديد عن فقه الأولويات في حياتهم ، والأمثلة على هذا كثيرة ، فنحن مثلاً نجد من الرجال والنساء من يحرص على أخذ دورات في الإعجاز العلمي ، ولكنهم لا يجيدون قراءة القرآن بالطريقة الصحيحة ، أو يجهلون أحكام ستر العورة !! .
ومن النساء من تُعنى بدراسة أحكام العدة ، وهي لم تتزوج أصلا !! والأَوْلى أن تهتم بفقه الزواج قبل فقه الطلاق والعدد . ومنهن من تحرص على التنفل بالصلاة والصيام والقيام ، ولكنها مقصرة جداً في حق زوجها وأولادها وبيتها ، فهي منشغلة بالنوافل عن أداء واجباتها ، وهل تُقبل النوافل إذا لم تُؤد الفرائض ؟! .
ومن المسلمين من يهتم بالقضايا الصغيرة والمسائل الفرعية ، ويهمل القضايا الكبيرة والأصـول ، وتراه يبحث عن المسائل الاجتهادية وينشئ من خلالها عداوات بين المسلمين ، والأولى بنا كمسلمين وخاصة في هذا الزمن أن نسعى لتوحيد الجهود ولَمَِّ الشَّمل ، وأن لا نسمح بشق الصف وتمزيق الأمة . يقول الشيخ علي الطنطاوي ـ يرحمه الله - : (( إن الاجتماع على العمل بالقول المرجوح أقل ضرراً من شق الصف ، وإيقاع الخلف بين المسلمين للعمل بالقول الراجح في المسائل الفرعية التي لا تُحل حراماً ولا تعطل واجباً ، وليست من أصول الدين )) . ويقول الخليفة عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه - : (( ما أحب أن أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يختلفوا ، لأنه لو كان قولاً واحدا كان الناس في ضيق ، وإنهم أئمة يقتدى بهم ، ولو أخذ رجل بقول أحدهم كان في سعة )) .
فلا ينبغي إذن أن نجعل القضايا الاجتهادية والخلافية بين المذاهب معول هدمٍ في صرح الأمة ، وأداة تمزيق لشملها ، بل الأولى والأحرى بنا أن نبحث عما يقرب بين المذاهب ، ويجمع شمل الأمة ، وكفانا هذا التمزق وهذه العداوات .
أيها الإخوة ، إن بعض الدعاة ـ وللأسف ـ يجهلون فقه الأولويات هذا في دعوة الناس ، يقول الداعية الأستاذ عباس السيسي : (( فهذا شاب يدخل المسجد وفي رقبته سلسلة ذهبية ، ما كاد ينتهي من صلاته حتى يتسابق إليه من ينهاه وينذره ويكاد يخرجه من المسجد ، ولو فقه هؤلاء الشباب وعرفوا رسالتهم لعلموا أن هذا الشاب قد جاءهم من المسارح والملاهي منيباً إلى الله تعالى ، فكان الأولى بهم أن يفرحوا به ويستقبلوه أحسن استقبال ، إنه عضو جديد ، ورصيد جديد ، لو كانوا يعلمون !! )) .
أيها الإخوة ، إن الذي يدخل في الإسلام ، لابد قبل أن نعلمه الصلاة ، أن نعلمه الوضوء ، ففقه الأولويات فقه مهم جداً ، وحري بنا أن لا نغفل عنه في حياتنا ، و الحمد لله رب العالمين .
بقلم : لبنى شرف ـ الأردن .
من فقه الأولويات
لبنى شرف / الأردن
ومن النساء من تُعنى بدراسة أحكام العدة ، وهي لم تتزوج أصلا !! والأَوْلى أن تهتم بفقه الزواج قبل فقه الطلاق والعدد . ومنهن من تحرص على التنفل بالصلاة والصيام والقيام ، ولكنها مقصرة جداً في حق زوجها وأولادها وبيتها ، فهي منشغلة بالنوافل عن أداء واجباتها ، وهل تُقبل النوافل إذا لم تُؤد الفرائض ؟! .
ومن المسلمين من يهتم بالقضايا الصغيرة والمسائل الفرعية ، ويهمل القضايا الكبيرة والأصـول ، وتراه يبحث عن المسائل الاجتهادية وينشئ من خلالها عداوات بين المسلمين ، والأولى بنا كمسلمين وخاصة في هذا الزمن أن نسعى لتوحيد الجهود ولَمَِّ الشَّمل ، وأن لا نسمح بشق الصف وتمزيق الأمة . يقول الشيخ علي الطنطاوي ـ يرحمه الله - : (( إن الاجتماع على العمل بالقول المرجوح أقل ضرراً من شق الصف ، وإيقاع الخلف بين المسلمين للعمل بالقول الراجح في المسائل الفرعية التي لا تُحل حراماً ولا تعطل واجباً ، وليست من أصول الدين )) . ويقول الخليفة عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه - : (( ما أحب أن أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يختلفوا ، لأنه لو كان قولاً واحدا كان الناس في ضيق ، وإنهم أئمة يقتدى بهم ، ولو أخذ رجل بقول أحدهم كان في سعة )) .
فلا ينبغي إذن أن نجعل القضايا الاجتهادية والخلافية بين المذاهب معول هدمٍ في صرح الأمة ، وأداة تمزيق لشملها ، بل الأولى والأحرى بنا أن نبحث عما يقرب بين المذاهب ، ويجمع شمل الأمة ، وكفانا هذا التمزق وهذه العداوات .
أيها الإخوة ، إن بعض الدعاة ـ وللأسف ـ يجهلون فقه الأولويات هذا في دعوة الناس ، يقول الداعية الأستاذ عباس السيسي : (( فهذا شاب يدخل المسجد وفي رقبته سلسلة ذهبية ، ما كاد ينتهي من صلاته حتى يتسابق إليه من ينهاه وينذره ويكاد يخرجه من المسجد ، ولو فقه هؤلاء الشباب وعرفوا رسالتهم لعلموا أن هذا الشاب قد جاءهم من المسارح والملاهي منيباً إلى الله تعالى ، فكان الأولى بهم أن يفرحوا به ويستقبلوه أحسن استقبال ، إنه عضو جديد ، ورصيد جديد ، لو كانوا يعلمون !! )) .
أيها الإخوة ، إن الذي يدخل في الإسلام ، لابد قبل أن نعلمه الصلاة ، أن نعلمه الوضوء ، ففقه الأولويات فقه مهم جداً ، وحري بنا أن لا نغفل عنه في حياتنا ، و الحمد لله رب العالمين .
بقلم : لبنى شرف ـ الأردن .
من فقه الأولويات
لبنى شرف / الأردن
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى