خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
تمضي في الحياة.. تخطِّط.. تسير نحو الهدف.. تنفِّذ ما تعتقد أنه الأصلح لتحقيق ما تسعى إليه.. مهما كلّفها ذلك من طاقة وجهد وجهاد.. مستعينةً بالله جل وعلا… متوكِّلةً عليه..
وفجأة.. وهي في خِضمّ المسير.. يعترض طريقها عائق لم تكن تلقي له بالاً.. فترضى.. وتتوقف لتعالج هذا العارض.. فإما أن تغلبه.. أو يغلبها! ويبقى ثوب الرضا يحفها من كل جانب..
لعل العارض الصحيّ هو الأعتى إذ يمكن أن يُقعِدها عن كل عمل.. ويستحوذ على حركتها لأيام حتى يمر.. أو تمرّ!
هذا تماماً ما حصل لها ذات ابتلاء.. كانت تهيئ نفسها لموعد دعويّ تحبه.. فاجأها المرض.. غير أنه لم يكن عادياً لتُسكِت صوته كما تعوّدت أن تفعل في سابق الأيام.. فقد كان صوته هذه المرة أعلى من صوتها حتى أخرسها ولم تقدر عليه..
زارت الطبيب فألجم عقلها بلجام الصدمة.. احتمالات ثلاث… بينها ذاك الخبيث الذي اقتات جسد أبيها لسنوات حتى إذا ما اكتفى هو.. ارتقى الأب تائباً لربّه جلّ وعلا..
تسمّرت في أرضها تحاول استيعاب ما يدور حولها.. منذ لحظات كانت في أوج نشاطها.. تفكر.. تخطط.. تضع برامج دعويّة لتنفيذها في الصيف..إذ يجب أن لا يمضي بدون أثر كبير لما تتمنى تحقيقه.. وفجأة.. يتوقف كل سيل الأفكار والرؤى.. تتجمد الصورة في إطار واحد: مرض.. مستشفى.. عملية.. وربما.. موت!
تنظر إلى عيني أمها اللتين تحبسان الدمع.. وتسمع أنين قلبها الذي أثقله الهَمّ.. فهي لروحها الأقرب.. والآن.. يخبرونها أنه ربما.. أصبح الموت منها أقرب! تراها على جمر الألم تتقلّب.. ولكنها راضية بقضاء الله جل وعلا.. هادئة في ثورتها.. ثائرة في هدوئها.. تترقّب!
وتتزاحم الأفكار في رأسها الصغير.. يا لهذه الحياة ما أقصرها.. في لحظة واحدة يتساقط كل شيء ولا يبقى للإنسان إلا ما قدّم.. الطبيب يكلّم أهلها ويفصِّل معهم هواجسه وينصح بدخول المستشفى فوراً وبدون تلكؤ.. فأيّ تضييع للوقت قد يشكِّل خطراً زائداً.. ويجب الاطمئنان وأخذ الإجراءات المناسِبة للوضع المستجِد.. وهي تسبح في عوالم أُخرى.. في لحظات تستعرض شريط حياتها كله.. ولا تدري هل تضع نقطة النهاية في آخر الشريط.. أم ما زال في العمر متّسع لطاعة أو ذكر أو تسبيح!
تغصّ بِريقِها.. فقد قصّرت في جنب الله جل وعلا هنا.. وعصَت الإله العظيم هنالك.. وتناست.. ونُسِّيَت.. وأنساها الشيطان الذكر ذات غفلة.. وانشغلت عن القرآن الكريم فترة.. و…. يا إلهي! أوتُحاسَب عليها كلها أم يغفر لها الرحمن جل وعلا ما كان منها من زلل.. أو تقصير.. أو ذنوب!
تحب الله جلّ وعلا وتخشاه.. تحسن الظن به.. توقن أنه يقبل التوب ويغفر الذنب ويتجاوز عن المعاصي إن تاب العبد منها.. ولمّا تغرغر بعد! تعلم أنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.. و يعلم ما تضمّه في قلبها من حب وخوف ورجاء.. وسيغفر.. بإذنه..
أغمضت عينيها وتمتمت.. اللهمّ إنّي لِما أنزلتَ إليّ من خيرٍ.. بلاء أو نعماء.. فقير.. وسعيد.. وراضٍ.. وراضٍ.. وراض.. وأحبّك ربّي!
عادت من عالم الغيب الذي كانت فيه إلى واقع لم تعد تخشاه.. فقد استمدّت طاقة عجيبة من ذلك الإيمان العميق الذي يزيّن قلبها.. وأبرمت معاهدة مع نفسها أن تكمل ما بدأته دون أن يعترض الألم أو المرض طريقها..
فلئن قضت في هذه المحنة فهو “الرفيق الأعلى”.. كل الخير..
وأملٌ بالرحمن جل وعلا أن يرحم ما كان منها من قصور..
ولئن نجت.. فهو “حطّة” للخطايا..
والفسيلة في يدها ما زالت خضراء..
وستزرعها بعون الله جل وعلا..
ولن تتوانى عن العمل حتى آخر رمق..
هذا عهدٌ قطعته على نفسها..
ولن تخون!
وتمرّ الأيام متثاقلة.. وفي نهاية المطاف تأتي البشرى.. بفضل الله تعالى!..
تزول الغمامة وتمضي ليبقى أثرها.. كانت تلك المنحة محطة وقود لهمّة أعلى.. وطموح أكبر.. وجهد أقوى.. ودرس منه تتعلّم..
الحياة تمضي متسارعة الخطى ولا تدري نفسٌ متى يأتي الأجل.. فإلى متى التقاعس والتسويف واتّباع الهوى؟
العمر يجري والجنان تشتاق روّادها.. فإلى العمل!
قاب قوسين من الموت..
أ.سحر المصري
وفجأة.. وهي في خِضمّ المسير.. يعترض طريقها عائق لم تكن تلقي له بالاً.. فترضى.. وتتوقف لتعالج هذا العارض.. فإما أن تغلبه.. أو يغلبها! ويبقى ثوب الرضا يحفها من كل جانب..
لعل العارض الصحيّ هو الأعتى إذ يمكن أن يُقعِدها عن كل عمل.. ويستحوذ على حركتها لأيام حتى يمر.. أو تمرّ!
هذا تماماً ما حصل لها ذات ابتلاء.. كانت تهيئ نفسها لموعد دعويّ تحبه.. فاجأها المرض.. غير أنه لم يكن عادياً لتُسكِت صوته كما تعوّدت أن تفعل في سابق الأيام.. فقد كان صوته هذه المرة أعلى من صوتها حتى أخرسها ولم تقدر عليه..
زارت الطبيب فألجم عقلها بلجام الصدمة.. احتمالات ثلاث… بينها ذاك الخبيث الذي اقتات جسد أبيها لسنوات حتى إذا ما اكتفى هو.. ارتقى الأب تائباً لربّه جلّ وعلا..
تسمّرت في أرضها تحاول استيعاب ما يدور حولها.. منذ لحظات كانت في أوج نشاطها.. تفكر.. تخطط.. تضع برامج دعويّة لتنفيذها في الصيف..إذ يجب أن لا يمضي بدون أثر كبير لما تتمنى تحقيقه.. وفجأة.. يتوقف كل سيل الأفكار والرؤى.. تتجمد الصورة في إطار واحد: مرض.. مستشفى.. عملية.. وربما.. موت!
تنظر إلى عيني أمها اللتين تحبسان الدمع.. وتسمع أنين قلبها الذي أثقله الهَمّ.. فهي لروحها الأقرب.. والآن.. يخبرونها أنه ربما.. أصبح الموت منها أقرب! تراها على جمر الألم تتقلّب.. ولكنها راضية بقضاء الله جل وعلا.. هادئة في ثورتها.. ثائرة في هدوئها.. تترقّب!
وتتزاحم الأفكار في رأسها الصغير.. يا لهذه الحياة ما أقصرها.. في لحظة واحدة يتساقط كل شيء ولا يبقى للإنسان إلا ما قدّم.. الطبيب يكلّم أهلها ويفصِّل معهم هواجسه وينصح بدخول المستشفى فوراً وبدون تلكؤ.. فأيّ تضييع للوقت قد يشكِّل خطراً زائداً.. ويجب الاطمئنان وأخذ الإجراءات المناسِبة للوضع المستجِد.. وهي تسبح في عوالم أُخرى.. في لحظات تستعرض شريط حياتها كله.. ولا تدري هل تضع نقطة النهاية في آخر الشريط.. أم ما زال في العمر متّسع لطاعة أو ذكر أو تسبيح!
تغصّ بِريقِها.. فقد قصّرت في جنب الله جل وعلا هنا.. وعصَت الإله العظيم هنالك.. وتناست.. ونُسِّيَت.. وأنساها الشيطان الذكر ذات غفلة.. وانشغلت عن القرآن الكريم فترة.. و…. يا إلهي! أوتُحاسَب عليها كلها أم يغفر لها الرحمن جل وعلا ما كان منها من زلل.. أو تقصير.. أو ذنوب!
تحب الله جلّ وعلا وتخشاه.. تحسن الظن به.. توقن أنه يقبل التوب ويغفر الذنب ويتجاوز عن المعاصي إن تاب العبد منها.. ولمّا تغرغر بعد! تعلم أنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.. و يعلم ما تضمّه في قلبها من حب وخوف ورجاء.. وسيغفر.. بإذنه..
أغمضت عينيها وتمتمت.. اللهمّ إنّي لِما أنزلتَ إليّ من خيرٍ.. بلاء أو نعماء.. فقير.. وسعيد.. وراضٍ.. وراضٍ.. وراض.. وأحبّك ربّي!
عادت من عالم الغيب الذي كانت فيه إلى واقع لم تعد تخشاه.. فقد استمدّت طاقة عجيبة من ذلك الإيمان العميق الذي يزيّن قلبها.. وأبرمت معاهدة مع نفسها أن تكمل ما بدأته دون أن يعترض الألم أو المرض طريقها..
فلئن قضت في هذه المحنة فهو “الرفيق الأعلى”.. كل الخير..
وأملٌ بالرحمن جل وعلا أن يرحم ما كان منها من قصور..
ولئن نجت.. فهو “حطّة” للخطايا..
والفسيلة في يدها ما زالت خضراء..
وستزرعها بعون الله جل وعلا..
ولن تتوانى عن العمل حتى آخر رمق..
هذا عهدٌ قطعته على نفسها..
ولن تخون!
وتمرّ الأيام متثاقلة.. وفي نهاية المطاف تأتي البشرى.. بفضل الله تعالى!..
تزول الغمامة وتمضي ليبقى أثرها.. كانت تلك المنحة محطة وقود لهمّة أعلى.. وطموح أكبر.. وجهد أقوى.. ودرس منه تتعلّم..
الحياة تمضي متسارعة الخطى ولا تدري نفسٌ متى يأتي الأجل.. فإلى متى التقاعس والتسويف واتّباع الهوى؟
العمر يجري والجنان تشتاق روّادها.. فإلى العمل!
قاب قوسين من الموت..
أ.سحر المصري
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى