خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
افتتح حديثه بالقول: “سوف أسرد لكم نظرية أتبنّاها وأنا مقتنع بها إلى أبعد الحدود.. الموضوع له علاقة بالإشباع العاطفي وهو موضوع يتكرر الحديث عنه في أدبيات الإرشاد الأسري.. ويرِد في كثير من البرامج والمقالات.. وألاحظ أنه عادة يتم التطرق للموضوع من ناحية حاجة المرأة التي غالبا لا يتم إشباعها من قبل الرجل.. ولكن ماذا عن الرجل؟ ماذا يحتاج الرجل ليحس بالإشباع العاطفي؟ بعد التأمل والتفكر والنظر أقول إن الإشباع العاطفي في حياة الرجل يجعله متوازناً نفسياً.. ولكن هذا الإشباع لا يتحقق من خلال امرأة واحدة.. إذ لا تستطيع أي امرأة في الكون أن تحقق له هذا الإشباع بمفردها.. نعم! لا تستطيع امرأة واحدة أن تؤمن الإشباع العاطفي الكامل للرجل!..”
وهنا ضجّ الحضور.. ولمعت عيون النساء الحاضرات استهجاناً لما يُقال..
فأردف قائلاً: “بل أكثر من ذلك.. لا تستطيع امرأتان أن تؤمِّنا الإشباع العاطفي والتوازن النفسي الكامل للرجل.. ولا ثلاث.. بل لا بد من أربع! نعم أربع نساء..”
وهنا.. صفق الرجال.. بينما فاض كأس النساء بالانزعاج.. وبدأن يدافعن عن “بيوتهن”.. فبادرت إحداهنّ بالقول أنّ التعدّد في هذا الزمن مستهجن.. ولحقتها أُخرى بسلاح أقوى تدافع به عن فكرتها بقولها: “فإن خفتم ألاّ تعدِلوا فواحدة” ومن يعدل في هذه الأيام؟!.. ثم استلمت إحداهنّ دفّة الحديث وأكّدت أنها تتقبّل الأحكام الشرعيّة إلا أنها امرأة ولا تستطيع تخيّل زوجها مع امرأة أُخرى.. وإن أراد التعدد عليه أن يطلّقها!!
وكان يسألهنّ عن رأيهنّ ليُخرِج ما يجتاح قلوبهنّ.. وكنّ يتهافتن إلى إخراج ما يكبتن من أفكار وحجج ليبرِّرن لأنفسهنّ رفضهنّ للتعدّد..
ومع ذلك أكمل هو كلامه –المُستَفِز- قائلاً: بغض النظر عن رأي النساء بالموضوع فأنا معتدّ برأيي ومُصِرٌّ عليه.. أربع نساء وليس أقل! وأستطيع أن أقنع أي إنسان بذلك.. أي إنسان رجلاً كان أو امرأة فحجّتي في ذلك واضحة بيِّنة ولا تترك مجالاً لأي اعتراض.. هل ترغبون بسماعها؟”
كنت أنصت إلى ما يقول وفي قرارة نفسي أعلم أن ثمّة لعبة.. فقد كنت أعلم علم اليقين أنّ هذا الشاب بالذات لا يشجّع تعدّد الزوجات.. وكلّما استشاره زوجٌ في رغبته بالزواج من أُخرى أشار عليه أن يمتنع عن ذلك.. وكان ينصحه أن يحلّ المشاكل العالقة بينه وبين زوجته ليجدّد حياته مع زوجته وأم عياله.. فإن حُلّت المشاكل وبقي في نفسه شيء من رغبة في التعدد فحينها يفكر من جديد..
ثم بادرته: لعلنّي وجدتُ جواباً لأحجيتك.. هل ستقول أن الأربعة هنّ: زوجته وأمه وأخته وابنته؟!
ابتسم وقال: “لم يستطع أحد من قبل معرفة اللغز.. مع أنني أظن أنكِ وقعت في الفخ أول الأمر وظننتِ أنني أتكلم عن التعدد.. ولكن اسمحي لي أن أغيِّر الترتيب حسب السلم الزمني.. فتكون الأربع هي أمّه وأخته وزوجته وابنته..
سبحان الخلاق العظيم.. لكل من هذه الأصناف محبة وعاطفة مختلفة عن النوع الآخر.. ولكل واحدة مكانة في القلب لا يملؤها الصنف الآخر.. ومَن رزقه الله أن يعيش مع كل هذه الأصناف من النساء يحس بالعاطفة تغمره وتملأ حياته.. فالحمد لله على نِعمه..”
وهنا.. صفقت النساء.. فابتسم وقال: أنا قلت أربع نساء ولم أقل أربع زوجات!
استوقفتني حقيقة ردّات فِعل الأخوات على موضوع التعدّد.. وأغلبهنّ ملتزمات بشرع الله جل علا.. ولو كانت الأخت في أعلى حالاتها الإيمانية إلا أنها تكاد تخلع روحها إن علمت أن زوجها سيتزوج عليها.. وكأنها هي أفضل من أمهات المؤمنين..
والأغرب من ذلك أنني سمعتُ إحداهنّ تقول بكل بساطة أنها تفضّل أن يلجأ زوجها “للحرام” على أن يأتيها بضرّة!! وهذا وربي جهلٌ مركّب!!!
أنا لا أُنكِر أن الرجال بأفعالهم وتطبيقهم الخاطئ للتعدد قد أعطوا النساء نماذج سيئة وجعلوهنّ يشعرن بالضيق من مجرد ذكر التعدد ولكني أنكر على اللواتي يرفضن الأمر جملة وتفصيلاً وكأنه ليس أمراً إلهياً شرّعه الله تعالى ولا خِيرة لنا فيه! وأُصدَم من أولئك الذين يُفتون أن التعدد يباح فقط إن كان هناك سبباً وجيهاً كأن تكون الزوجة مريضة أو لا تُنجِب أو غيرها من الأسباب “الوجيهة” برأيهم وكأنّهم يحاولون “تجميل” الدّين الذي شرّع التعدد أمام الغرب الذي يعتبر ذلك إهانة للمرأة!
لا أريد أن أدخل في موضوع التعدد وما له وما عليه لأنه موضوع حساس ويطول.. ولكني أرغب أن أقول بمناسبة يوم المرأة العالمي أنني –وأنا امرأة- أُقِرّ بالتعدد وأؤمن أنه شرع رباني مبارك أحلّه الله جل وعلا لخير البشر إن طُبِّق –كغيره من الأحكام- بالشكل الذي يُرضي الله جل وعلا كأن يكون الرجل مستطيعاً مالياً وصحياً ونفسياً وأن يكون عادلاً في النفقة والمعاملة والمعاشرة.. وأعلم أن المنصفين سيرون فيه حلاً لمشاكل جمّة أهمّها زيادة نسبة النساء على الرجال في العالم وما يسمّى “بالعنوسة”..
للأسف.. لا زال الإعلام والغزو الفكري والعولمة وشياطين الإنس والجنّ يصيغون لنا قِيمنا وأفكارنا ومفاهيمنا.. فالزوجة الثانية هي الغول الذي سرق الزوج من بيته الأول.. والزوج المعدِّد هو الفاسق الذي جرى وراء نزوة جسدية.. والزواج الثاني هو دمار شامل على الأُسَر!
أحلم بذاك اليوم الذي تصبح فيه نظرتنا إلى التعدد كنظرة الأوائل.. والذي تتقبّل فيه نساؤنا هذا التعدّد كما تقبّلته أمهات المؤمنين رضوان الله تعالى عليهم.. والذي يصبح فيه رجالنا كالسلف الصالح فكراً وتطبيقاً للدّين.. ولا يكون تمسّكهم بالشريعة فقط حين يريدون تطبيق السُنّة في التعدد وينسون سائر الفرائض والواجبات!
وأُنهي بقول الدكتور الفرنسي غوستاف لوبون: “إن نظام تعدد الزوجات الشرقي نظام حسن، يرفع المستوى الأخلاقي في الأمم التي تمارسه، ويزيد الأُسر ارتباطاً، ويمنح المرأة احتراماً وسعادة لا تجدهما في أوروبا.”
أفنرضى أن تأتينا نصرة التعدد من الغربيين الذين لا يدينون بالإسلام بينما يحاربه المسلمون أنفسهم؟!
أمرٌ مؤلم!
نظرية التعدّد..
أ.سحر المصري
وهنا ضجّ الحضور.. ولمعت عيون النساء الحاضرات استهجاناً لما يُقال..
فأردف قائلاً: “بل أكثر من ذلك.. لا تستطيع امرأتان أن تؤمِّنا الإشباع العاطفي والتوازن النفسي الكامل للرجل.. ولا ثلاث.. بل لا بد من أربع! نعم أربع نساء..”
وهنا.. صفق الرجال.. بينما فاض كأس النساء بالانزعاج.. وبدأن يدافعن عن “بيوتهن”.. فبادرت إحداهنّ بالقول أنّ التعدّد في هذا الزمن مستهجن.. ولحقتها أُخرى بسلاح أقوى تدافع به عن فكرتها بقولها: “فإن خفتم ألاّ تعدِلوا فواحدة” ومن يعدل في هذه الأيام؟!.. ثم استلمت إحداهنّ دفّة الحديث وأكّدت أنها تتقبّل الأحكام الشرعيّة إلا أنها امرأة ولا تستطيع تخيّل زوجها مع امرأة أُخرى.. وإن أراد التعدد عليه أن يطلّقها!!
وكان يسألهنّ عن رأيهنّ ليُخرِج ما يجتاح قلوبهنّ.. وكنّ يتهافتن إلى إخراج ما يكبتن من أفكار وحجج ليبرِّرن لأنفسهنّ رفضهنّ للتعدّد..
ومع ذلك أكمل هو كلامه –المُستَفِز- قائلاً: بغض النظر عن رأي النساء بالموضوع فأنا معتدّ برأيي ومُصِرٌّ عليه.. أربع نساء وليس أقل! وأستطيع أن أقنع أي إنسان بذلك.. أي إنسان رجلاً كان أو امرأة فحجّتي في ذلك واضحة بيِّنة ولا تترك مجالاً لأي اعتراض.. هل ترغبون بسماعها؟”
كنت أنصت إلى ما يقول وفي قرارة نفسي أعلم أن ثمّة لعبة.. فقد كنت أعلم علم اليقين أنّ هذا الشاب بالذات لا يشجّع تعدّد الزوجات.. وكلّما استشاره زوجٌ في رغبته بالزواج من أُخرى أشار عليه أن يمتنع عن ذلك.. وكان ينصحه أن يحلّ المشاكل العالقة بينه وبين زوجته ليجدّد حياته مع زوجته وأم عياله.. فإن حُلّت المشاكل وبقي في نفسه شيء من رغبة في التعدد فحينها يفكر من جديد..
ثم بادرته: لعلنّي وجدتُ جواباً لأحجيتك.. هل ستقول أن الأربعة هنّ: زوجته وأمه وأخته وابنته؟!
ابتسم وقال: “لم يستطع أحد من قبل معرفة اللغز.. مع أنني أظن أنكِ وقعت في الفخ أول الأمر وظننتِ أنني أتكلم عن التعدد.. ولكن اسمحي لي أن أغيِّر الترتيب حسب السلم الزمني.. فتكون الأربع هي أمّه وأخته وزوجته وابنته..
سبحان الخلاق العظيم.. لكل من هذه الأصناف محبة وعاطفة مختلفة عن النوع الآخر.. ولكل واحدة مكانة في القلب لا يملؤها الصنف الآخر.. ومَن رزقه الله أن يعيش مع كل هذه الأصناف من النساء يحس بالعاطفة تغمره وتملأ حياته.. فالحمد لله على نِعمه..”
وهنا.. صفقت النساء.. فابتسم وقال: أنا قلت أربع نساء ولم أقل أربع زوجات!
استوقفتني حقيقة ردّات فِعل الأخوات على موضوع التعدّد.. وأغلبهنّ ملتزمات بشرع الله جل علا.. ولو كانت الأخت في أعلى حالاتها الإيمانية إلا أنها تكاد تخلع روحها إن علمت أن زوجها سيتزوج عليها.. وكأنها هي أفضل من أمهات المؤمنين..
والأغرب من ذلك أنني سمعتُ إحداهنّ تقول بكل بساطة أنها تفضّل أن يلجأ زوجها “للحرام” على أن يأتيها بضرّة!! وهذا وربي جهلٌ مركّب!!!
أنا لا أُنكِر أن الرجال بأفعالهم وتطبيقهم الخاطئ للتعدد قد أعطوا النساء نماذج سيئة وجعلوهنّ يشعرن بالضيق من مجرد ذكر التعدد ولكني أنكر على اللواتي يرفضن الأمر جملة وتفصيلاً وكأنه ليس أمراً إلهياً شرّعه الله تعالى ولا خِيرة لنا فيه! وأُصدَم من أولئك الذين يُفتون أن التعدد يباح فقط إن كان هناك سبباً وجيهاً كأن تكون الزوجة مريضة أو لا تُنجِب أو غيرها من الأسباب “الوجيهة” برأيهم وكأنّهم يحاولون “تجميل” الدّين الذي شرّع التعدد أمام الغرب الذي يعتبر ذلك إهانة للمرأة!
لا أريد أن أدخل في موضوع التعدد وما له وما عليه لأنه موضوع حساس ويطول.. ولكني أرغب أن أقول بمناسبة يوم المرأة العالمي أنني –وأنا امرأة- أُقِرّ بالتعدد وأؤمن أنه شرع رباني مبارك أحلّه الله جل وعلا لخير البشر إن طُبِّق –كغيره من الأحكام- بالشكل الذي يُرضي الله جل وعلا كأن يكون الرجل مستطيعاً مالياً وصحياً ونفسياً وأن يكون عادلاً في النفقة والمعاملة والمعاشرة.. وأعلم أن المنصفين سيرون فيه حلاً لمشاكل جمّة أهمّها زيادة نسبة النساء على الرجال في العالم وما يسمّى “بالعنوسة”..
للأسف.. لا زال الإعلام والغزو الفكري والعولمة وشياطين الإنس والجنّ يصيغون لنا قِيمنا وأفكارنا ومفاهيمنا.. فالزوجة الثانية هي الغول الذي سرق الزوج من بيته الأول.. والزوج المعدِّد هو الفاسق الذي جرى وراء نزوة جسدية.. والزواج الثاني هو دمار شامل على الأُسَر!
أحلم بذاك اليوم الذي تصبح فيه نظرتنا إلى التعدد كنظرة الأوائل.. والذي تتقبّل فيه نساؤنا هذا التعدّد كما تقبّلته أمهات المؤمنين رضوان الله تعالى عليهم.. والذي يصبح فيه رجالنا كالسلف الصالح فكراً وتطبيقاً للدّين.. ولا يكون تمسّكهم بالشريعة فقط حين يريدون تطبيق السُنّة في التعدد وينسون سائر الفرائض والواجبات!
وأُنهي بقول الدكتور الفرنسي غوستاف لوبون: “إن نظام تعدد الزوجات الشرقي نظام حسن، يرفع المستوى الأخلاقي في الأمم التي تمارسه، ويزيد الأُسر ارتباطاً، ويمنح المرأة احتراماً وسعادة لا تجدهما في أوروبا.”
أفنرضى أن تأتينا نصرة التعدد من الغربيين الذين لا يدينون بالإسلام بينما يحاربه المسلمون أنفسهم؟!
أمرٌ مؤلم!
نظرية التعدّد..
أ.سحر المصري
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى