لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
خلود
خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

تأملات أم (6) Empty تأملات أم (6) {الإثنين 3 أكتوبر - 19:54}

نتابع أخواتي الكريمات ما مرّ بي من بعض التأملات عسى الله أن ينفع بها.
أبدأ مستعينة بالله سائلته التوفيق والسداد :-

**من منا لم يخطئ يوما من الدهر ، ثـــمّ يُتبع ذلك بأسف يقدمه بين يدي اعتذاره عن هذا الأمر؟
مـــــــن ؟
- فلا أحد يمكن أن يُعصم من هذا ، ولو مرة واحدة في عمره ، لمـــــاذا ؟ لأنه ما من معصوم إلا من عصم الله تعالى.
- هذه المعلومة كانت عندي راسخة ، كذا كان عندي اعتقاد أن المعتذر المتأسف على ما بدر منه
آسِفٌ على الحقيقة ، معتذر عن قناعة شديدة ، فكل من يقول كلمة يعنيها ، بلسانه عن قلبه
يرويها ، حتى رزقني الله بالأولاد ، وهنا تبدل عندي الاعتقاد فيما ظننته قبلُ هو السداد ؛ حينمــــــــــــــا :
أخطأ صغيري يوما- و لم يكن يكفُّ عن الخطأ على مدار الساعة- فقلت له معاتبة: لِمَ فعلتَ ذلك؟!
ففاجأني بقوله: إنني السبب ، فما كان مني إلا أني تعجبت من قوله بشدة ! لا لا ليس من قوله ، بل من شديد جرأته على إلقاء المسئولية عليّ ؛ دفعه
لذلك حب التنصل من تحمل تبعة خطأه ، وفزعت لهذا أشد الفزع ،
فالخطأ- وبخاصة من الصغار- شيء ليس بمستغرب ، أما
إلقاء التبعة على الآخرين فهذا من البهتان والظلم والافتراء!!! ....
وكان من أمرنا هذا شأن وأي شأن ،

وخلاصة ما حدث : أني قصصت عليه قصة بدء الخلق ؛ لأعلمه ألا يلقي تبعة خطئه على غيره ، وأن يعترف بالحق وبذنبه ؛ خشية أن يشابه إبليس شر الخلق – و في المقابل حضضته على أن يتشبه
بآدم -عليه السلام أبي البشر و أول الأنبياء و الأنام - في جميل اعترافه بذنبه ، وطلبه السماح من ربِّـه .

-والحق أني نلت المراد ، بفضلٍ عليّ من ربّ العباد ، فصار ولدي إلى التأسف والاعتذار- إذا أخطأ-
سريع القال ، كنت أظنه يرجو بأسفه الفلاح لسرعته في طلب السماح .
وحينها بدأت النازلة والرزأة المعضلة ، ودليل دعواى في تفصيل قصتي و شكواي .

فكان –صغيري - كلما أخطأ يسارع بالاعتذار متأسفا في الحال ، فصار لقرنائه مضرب الأمثال ،
وداخلني لذلك السرور وكثير من الحبور ، فنال بذلك كثيرا من الدعاء ، والعطف والثناء.
و مرت الأيام وكان على الدوام يقدم الاعتذار عن سيء الفعال .
و مع كثرة التكرار لاحظت اعوجاج الحال ، يتأسف بالمقال ، مستريح البال ، وانتابني القلق من فعله والفرق – فالله المستعان - خرجت من
مصيبة لفتنة عصيبة :-
كان يخطئ فيقول : ( يا أمي سامحيني -من فضلك- لا توبخيني ) وكأنه مسرور
من قبيح فعله غير مخذول ، فكأنما اكتفى بطلب السماح وتقديم الاعتذار مع استماتة منه على دوام الحال !! يقول بقاله ما يكذبه حاله
خلت ألفاظه من المعنى المراد ، فأصبح كلٌ من قاله وفعله في شتات .
أصبحت من أمره في حيرة ، أفكر :
ماذا أصنع و ليس باليد من حيلة فاللهم اجعل لي بصيرة ؟

فهداني الله إلى موضع الخلل ، فشرعت في اصلاحه بالعمل :

-قلت له يا بني :
يلزم للاعتذار تغَيّر في الحال ، فكيف تتأسف ثم تقيم على فعل
القبيح ذاته ولا تتعفف ؟!
الأسف ليس كلمة اعتذار باللسان ، بل يلزمه قناعة بالجنان .
فكيف تكسر لعبة متعمدا ، وتسرع للتأسف باللسان ، وأنت سعيد القلب والجنان!!!
فالأسف هو الندم و شعور في القلب بالألم ، و تمني لو أن ما صدر من قبيح فعلك كان كالعدم .
والسعي إلى الاصلاح بكل سبيل ما أمكن ... ..

** هذا ما كان من شأن الصغير ، فماذا يا تُرى حال الكبير؟!!
كم من الكلام نقول بالحروف مبناه غير قاصدين - حقيقة - معناه ؟!
وألفتني أقـــول :
يا للعجب ((كلمة جرت على لسان العرب ))! !
كلمة قرأتها في شروح أهل العلم ما نسيتها ، حضرتني في هذا المقام كأنسب تعبير عن مقتضى الكلام :
( كلمة جرت على لسان العرب ) فأخذت أجتر لها أمثلة من عميق ذاكرتي و المخيلة :

*مثل : تربت يداك :-
- لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم - :
[ تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ]
صحيح البخاري / الفتح رقم : 5090

* ومثل : ثكلتك أمك يا …….:
- لحديث عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما -:
[ صليت خلف شيخ في مكة ، فكبر ثنتين وعشرين تكبيرة ، فقلت لابن عباس : إنه أحمق ، فقال : ثكلتك أمك ، سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم . ]
صحيح البخاري / الفتح رقم : 788

* ومثل : حلقى عقرى :
- لحديث عائشة – رضي الله عنها – قالت :-
[ حاضت صفية ليلة النفر ، فقالت : ما أراني حابستكم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : عقرى حلقى ، أطافت يوم النحر . قيل : نعم ، قال : فانفري ]
صحيح البخاري / الفتح رقم :1771

* ومثل : أفلح وأبيه إن صدق :-
- لحديث طلحة بن عبيدالله التيمي -– قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم - :[ أفلح ، وأبيه ، إن صدق أو دخل الجنة ، وأبيه ، إن صدق .]
صحيح مسلم / شرح النووي رقم: 11

** حضرتني هذه الأمثلة ، ولكن مهلا كم بينها وبين أفعلنا من فارق كما بين المغارب والمشارق؟!!
ومع ذلك البون الشاسع ألفتني استعيرها وفي كثير من المواقف أقولها : [ كلمة جرت على لسان العرب ] فصارت كلمتي المفضلة لها في حياتي الكثير والكثير من الأمثلة ، أسلي بها نفسي عند المصاب ، إذا خالف مقتضى الحال لسان القال من : الأهل و الأحباب والأصحاب فضلا عن الأغراب .
وتواترت على ذهني ذكريات ، كثير من الكلمات قيلت مبانيها لم تُقصد معانيها ؛
وحضرني قوله تعالى : [[يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون]] سورة الصف / الآية : 2 - 3

- فكلما وعد أحدهم وأخلف أعقب خلفه هذا – لِزاما- بكثير من التأسف ، ولكنه لا يلبث إلا قليلا
ويعاود ذات الفعل مكررا ذات التأسف والتعليل؛ فأسلي نفسي قائلة في عجب : لا ضير وعده ( كلمة جرت على لسان العرب !)

-وكلماطلبنا من يقوم لنا بعمل ، يؤكد علينا بعزمة على أنه آتٍ- بلا شك- في البكور إلا أنه يأتي - كعادته – عند الزوال هذا إن لم يعتذر –غالبا – عن الحضور .
فأقول لنفسي مع شديد العجب : إن موعده ( كلمة جرت على لسان العرب !)

- وكلما أحبك أحدهم في الله ، أ خذ يقسم لك :
إن قربك ورضاك عنه غاية منتههاه ،
وكلما لقيك فداك بالنفس والعين ، هذا بلا شك بلسان قاله ، والله أعلم بحال قلبه ،
وعند أول اختبار تجد الحب- المزعوم - طــار ، انقلب حاله إلى عداوة ، وقسى القلب وخلا من الحب و النداوة ، وبعد الود والأشعار يكون أول من يصليك -إن استطاع- بالنار، فكيف تحول الحب و الكلف إلى دعاء عليك بالهلاك والتلف ؟!
وكأنما عاين شاعرنا الحال فوصفه بدقيق المقال :
وإخوان حسبتهم دروعا *** فكانوها ولكن للأعادي
وخلتهم سهام صائبات *** فكانوها ولكن في فؤادي

وهنا تجري الدموع ، ولا ينتهي من النفس العجب حتى الحب في الله ( كلمة جرت على لسان العرب !!!.)

ومع طول الأمد ما عاد للعجب على نفسي سبيل ، قلما أسمع لصغير أو كبير
إلا حدثت نفسي : يا تُرى هل يعني ما يقول؟ ويعي أنه عن كلامه-أما ربه- مسئـــول ؟
أم يا تُرى سأقول : (( كلمة جرت على لسان العرب)) ؟!

اللهم إنا نسألك العافية .


الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى