لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
خلود
خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

جراحنا و القرآن Empty جراحنا و القرآن {الإثنين 3 أكتوبر - 20:12}

كنت قد قلت : لا شيء يملك أن ينزع تلك ( الخناجر النائمة ) ..التي غرستها ( يد الزمن ) في الأعماق .. كما يفعل القرآن .

و لا شيء يستطيع .. أن يوقظ تلك (الجراح الغائرة) .. من ( سباتها المرعب) و يحيل هذا السبات .. إلى (هجرة محققة ) و رحيل بلا عودة.. كما يستطيعه القرآن.

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) (يونس : 57 )

نعم هو شفاء .. شفاء لجراحات الأقدار.. وشفاء لجراحات الذنوب ..نعم هذه أنواع الجراح

أما (جراحات القدر ) فأقرأ بقلبك: ( .. فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ ..)
الله تعالى سمَّى الموت : مصيبة .. و الموت هو ( قدر محتوم ) ..يبقي له في القلب حسرة .. و في الروح لوعة.. وله جرح يطول اندماله .. ما لم نستدركه .

أما (جراحات الذنوب ) .. فاقرأ بقلبك .. يقول ابن القيم : ( الذنوب جراحات .. ورب جرح وقع في مقتل )

كيف لا تكون جراحات ؟!!
و من وقع فيها لا يهنأ له بال .. و لا يسكن له قلب .. بل و لا تُحلق له روح
نعم .. لا شيء يُقيد الروح عن التحليق .. كما تفعل جراحات الذنوب (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً)

حسنا ..
لنـتـفـِق يا أحباب.. هروبنا المتكرر ..من تلك (الجراح المستكنة) في الأعماق ..و محاولاتنا المستميتة في إخفائها وإنكارها..هو ضرب من العبث ..
ومادام هذا الهروب ..لا يعيننا على إيجاد (حلول جذرية) .. تطفئ ذلك (البركان الخامد) من الألم .. فلا خيار أمامنا إلا أن نصحح هذه (القناعة الانهزامية)

القناعة التي نقصدها هنا..هي أن علاج (الجراح ) التي استوطنت قلوبنا ..ليس بالاكتفاء بعدم تحريك( الخناجر) التي (مازالت) عالقة ..بل تحريكها بعنف ..و (نزعها) أيضاً

بلسم (جراح القدر ) هو :
1- استحضار ذلك الجرح أولا
2- وعلاجه بالرضا ثانيا
يقول مصطفى السباعي في "هكذا علمتني الحياة ": (نِعْمُ بلسم الجراح .. الإيمان بالقضاء والقدر)

إقرأ بقلبك .. يقول ابن رجب في جامع العلوم و الحكم :
(الرضا : انشراح الصدر و سعته بالقضاء , و ترك تمني زوال ذلك المؤلم, و إن و جد الإحساس بالألم , لكن الرضا يخففه لما يباشر القلب من روح اليقين و المعرفة, و إذا قوي الرضا فقد يزيل الإحساس بالألم بالكلية )

ويقول الله جل في علاه ..في أصدق و أكمل و أشمل قول :
(وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللّهِ رَاغِبُونَ)

إنها آية السر .. التي تهدينا مفاتيح الرضا و هما اثنان :
1- التسليم القلبي أولا
2- و النطق القولي ثانيا :( حَسْبُنَا اللّهُ .. سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ .. إِنَّا إِلَى اللّهِ رَاغِبُونَ)
هذه الجمل الثلاث بعد تسليم القلب .. هي شفاء القلب المرهق .. و سكون الروح المتألمة

حسنا .. كنت قد تحدثت عنها في مقالي .. (كيف نتحكم في الألم؟) و ( السر )

وبعثت لي قارئة حبيبة برسالة تحوي قول د. صالح المغامسي في مقطع صوتي له: (فأذا ضيق الله عليك فقل (حسبنا الله ..سيؤتينا الله من فضله.. إن إلى الله راغبون) )
يكفيك الإستعانه بالله بترديد آية السر و تكرار مفاتيح الرضا ..لتشفى (جراح القدر )

أما جراحات الذنوب ..فبلسمها الكافي .. الوافي المعافي .. الشافي .. هو : ( أن تعود )

نعم .. لا حل آخر أمامك إلا باتخاذ (القرار الشجاع) الذي يقضي: بتحمل ( ألم الكي) المُحرق و المؤقت
على ( ألم السقم ) المستديم.

كن شجاعا .. إجعل قلبك يتخلص .. مما علق فيه من (نزف الماضي ) ..و يستمتع بما بقي .
اقرأ بقلبك : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ )
أنت بحاجة لسماعها من أي قارئ شئت فقط اسمعها .. و أغسل قلبك بها

هناك دعوة مفتوحة بانتظارك (... فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ)

هل تنتظر دعوة أرق من هذه ؟!
أباك لن يفعلها .. إن أسرفت في حقه , وأمك أيضا لن تفعلها ,هو فقط .. الله جل في علاه .. سيتركها مفتوحة لك
وأنت تعرف متى سيغلق الباب؟!
البشر قد يملون كثرة الاعتذار حتى لو صدقت .. أما الله الكريم فـــ(لن يمل الله حتى تملوا )
( جرح الذنب ) الذي في قلبك .. لن يندمل بهروبك المستمر ..كف عن هذا !! .. عُــــدْ إلى الله

فوالله .. و تالله .. وأقسم بالله .. لو لم يكن لنا في هذا الحياة من سبب ..إلا أن الله هو ربنا .. لكفانا لنعود
يقول إبن القيم (في القلب شعث لا يلمه إلا القرب من الله)
فالحمد لله .. أن ربنا هو ربنا

توقف .. تأمل ذلك النزف المتفجر في أعماقك من ذنوبك ..تأمل ذلك الضياع .. و الوحشة .. والتخبط

إن كنت تستشعر ذلك .. فأبشر .. (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
يكفيك من هذه الآية ( حرف الياء) في قوله : (يَا عِبَادِيَ) .. إلهك .. ينسبك إليه في حنو برغم إسرافك فلا تدع جراحك تقتلك !!!
و إن لم تستشعر تلك ( الجراح النائمة) .. فأنت كما قال إبن القيم في الداء والدواء :(بمنزلة السكران .. والمخدر .. والنائم .. الذي لا يشعر بالألم فإذا استيقظ وصحا .. أحس بالألم )


أستيقظ .. أفق.. عُد .. صدقني عدم عودتك يعني النزف حتى الموت .. و (رب جرح وقع في مقتل )

-------------
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت ..أستغفرك و أتوب إليك
ما وافق الحق من قولي فخذوه .. و ما جانبه بلا تردد اجتنبوه


كتبته: هند عامر
hindamer@hotmail.com





جراحنا و القرآن

هند عامر
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى