صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
هذا الاسم الجليل من أسماء الله الحسنى السلام
ورد هذا الاسم في نص القرآن الكريم في قوله تعالى:
}هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ{ [الحشر: 23]
وورد أيضاً في قوله تعالى:
}وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{ [يونس: 25].
فدعوة الله كلها إلى دار السلام.
وورد في قوله تعالى:
}وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ، فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ{ [الواقعة: 90-91].
وورد في قوله تعالى:
}وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً { [مريم: 15].
هذه الآيات التي وردت في كتاب الله عز وجل ورد فيها اسم السلام، ما معنى هذا الاسم؟ يقول العلماء: هذا الاسم معناه أنه جل جلاله ذو السلامة، ذو السلام أي: ذو السلامة كأن تقول: الرضاع من الرضاعة، هذا الاسم أساسه اللغوي "السلامة" ومعنى السلامة أن ذاته جل جلاله سلمت من كل عيب وسلمت صفاته من كل نقص وسلمت أفعاله من كل شر، ولكن لا بد من وقفة دقيقة عند بعض العبارات سلمت ذاته من كل نقص، وسلمت صفاته من كل عيب، وسلمت أفعاله من كل شر، أليس في الأرض شرور؟ فكيف يقول العلماء في شرح هذا الاسم العظيم من أسماء الله تعالى: سلمت أفعاله من الشر؟.
في الإجابة على هذا السؤال، بادئ ذي بدء أنا أعلق أهمية كبرى على هذه النقطة، لأنك إذا فهمتها -أيها القارئ العزيز-فهماً صحيحاً أحسنت الظن بالله عز وجل وحسن الظن بالله ثمن الجنة، لقد سلمت أفعاله سبحانه عن الشر المطلق، فما هو الشر المطلق؟ هو الذي نفعله لذاته، فمثلا إذا كان عند الإنسان التهاب حاد في الزائدة الدودية ألا يمسك الطبيب الجراح الذي نرجوه أن يجري لنا هذه العملية!!؟ ألا يمسك هذا الطبيب المشرط ويشق اللحم وينبجس الدم وذلك بعد أن يخدر هذا الإنسان؟ فبعد أن ينتهي مفعول التخدير ألا يتألم هذا الإنسان؟ هل أردنا أن نجرحه حباً بجراحته؟ هل أردنا أن نقطع هذا اللحم حباً بإيقاع الأذى؟ أم أن هذا الطبيب الرحيم البارع أمسك المشرط وفتح البطن ليستأصِل هذه الزائدة الملتهبة وفي استئصالها يكون الشفاء والراحة؟ أما إذا جاء إنسان ليطعن إنساناً آخر بالسكين بلا سبب وبلا ذنب نقول: هذا فعل الشر المطلق أي: أوقع فيه الأذى لذات الأذى، أما حينما يفتح جدار البطن ليستأصل هذه الزائدة الملتهبة فهذا ليس شراً مطلقاً؛ هذا هو الشر الذي من أجل الخير، هذا هو الألم الذي من أجل الراحة، فتح الجلد الذي هنا جرى من أجل راحة النفس، فلذلك حينما نقول: من معنى اسم الله السلام أنه ذو السلام، والسلام من السلامة.
إذاً أفعال الله منزهة عن الشر المطلق، أما حينما يوقع الإنسان الشر لذات الشر فهذا شر مطلق.
بناءً على ما سبق يجب أن نعتقد ويجب أن نؤمن أنه ليس في أفعال الله سبحانه شر مطلق.
أجل، ليس في أفعاله سبحانه شر مطلق، ولكن هناك شرور لا يعلمها إلا الله، وهذه الشرور لا بد منها من أجل إحداث النتائج الطيبة.
خلق الإنسان ليسعد إلى الأبد فإذا انحرف عن هدفه فلا بد من تصحيح مساره، لا بد من معالجته، لا بد من دفعه، لا بد من ردعه، لا بد من فعل شيء يدفعه إلى هدفه النبيل، فالذي يؤمن بأن في فعل الله شرورا مطلقة، وأنه سبحانه يوقعها لذاتها فهذا لا يعرف الله إطلاقا، لقول الله عز وجل: }قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{ [آل عمران: 26].
مثلا: هل في الأرض كلها أب إن رأى ابنه مارسَ انحرافا أو اقترف ذنبا خطيرا، كأن يكون قد اختلس شيئا ليس له، أو اغتصب مالاً ليس له، أو كذب كذبة أدت إلى فساد ما، أو اعتدى على أخيه، فهل في الأرض كلها أب يقف مكتوف اليدين؟ ألا يعالجه؟ ألا يوبخه؟ ألا يضربه؟ ألا يحذره؟ ألا يقرعه؟ وهل في الأرض كلها أب يتقدم من ابنه الحبيب، الذي لم يفعل شيئاً أبدا، ويوقع به الأذى حبا بالأذى؟ هذا الأب منزه عنه، الأب البسيط الذي لا يملك من الرحمة والحكمة شيئاً منزه عن هذه الصفة.
إذاً الشر المطلق لا وجود له في أفعال الله سبحانه.
ورد هذا الاسم في نص القرآن الكريم في قوله تعالى:
}هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ{ [الحشر: 23]
وورد أيضاً في قوله تعالى:
}وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{ [يونس: 25].
فدعوة الله كلها إلى دار السلام.
وورد في قوله تعالى:
}وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ، فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ{ [الواقعة: 90-91].
وورد في قوله تعالى:
}وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً { [مريم: 15].
هذه الآيات التي وردت في كتاب الله عز وجل ورد فيها اسم السلام، ما معنى هذا الاسم؟ يقول العلماء: هذا الاسم معناه أنه جل جلاله ذو السلامة، ذو السلام أي: ذو السلامة كأن تقول: الرضاع من الرضاعة، هذا الاسم أساسه اللغوي "السلامة" ومعنى السلامة أن ذاته جل جلاله سلمت من كل عيب وسلمت صفاته من كل نقص وسلمت أفعاله من كل شر، ولكن لا بد من وقفة دقيقة عند بعض العبارات سلمت ذاته من كل نقص، وسلمت صفاته من كل عيب، وسلمت أفعاله من كل شر، أليس في الأرض شرور؟ فكيف يقول العلماء في شرح هذا الاسم العظيم من أسماء الله تعالى: سلمت أفعاله من الشر؟.
في الإجابة على هذا السؤال، بادئ ذي بدء أنا أعلق أهمية كبرى على هذه النقطة، لأنك إذا فهمتها -أيها القارئ العزيز-فهماً صحيحاً أحسنت الظن بالله عز وجل وحسن الظن بالله ثمن الجنة، لقد سلمت أفعاله سبحانه عن الشر المطلق، فما هو الشر المطلق؟ هو الذي نفعله لذاته، فمثلا إذا كان عند الإنسان التهاب حاد في الزائدة الدودية ألا يمسك الطبيب الجراح الذي نرجوه أن يجري لنا هذه العملية!!؟ ألا يمسك هذا الطبيب المشرط ويشق اللحم وينبجس الدم وذلك بعد أن يخدر هذا الإنسان؟ فبعد أن ينتهي مفعول التخدير ألا يتألم هذا الإنسان؟ هل أردنا أن نجرحه حباً بجراحته؟ هل أردنا أن نقطع هذا اللحم حباً بإيقاع الأذى؟ أم أن هذا الطبيب الرحيم البارع أمسك المشرط وفتح البطن ليستأصِل هذه الزائدة الملتهبة وفي استئصالها يكون الشفاء والراحة؟ أما إذا جاء إنسان ليطعن إنساناً آخر بالسكين بلا سبب وبلا ذنب نقول: هذا فعل الشر المطلق أي: أوقع فيه الأذى لذات الأذى، أما حينما يفتح جدار البطن ليستأصل هذه الزائدة الملتهبة فهذا ليس شراً مطلقاً؛ هذا هو الشر الذي من أجل الخير، هذا هو الألم الذي من أجل الراحة، فتح الجلد الذي هنا جرى من أجل راحة النفس، فلذلك حينما نقول: من معنى اسم الله السلام أنه ذو السلام، والسلام من السلامة.
إذاً أفعال الله منزهة عن الشر المطلق، أما حينما يوقع الإنسان الشر لذات الشر فهذا شر مطلق.
بناءً على ما سبق يجب أن نعتقد ويجب أن نؤمن أنه ليس في أفعال الله سبحانه شر مطلق.
أجل، ليس في أفعاله سبحانه شر مطلق، ولكن هناك شرور لا يعلمها إلا الله، وهذه الشرور لا بد منها من أجل إحداث النتائج الطيبة.
خلق الإنسان ليسعد إلى الأبد فإذا انحرف عن هدفه فلا بد من تصحيح مساره، لا بد من معالجته، لا بد من دفعه، لا بد من ردعه، لا بد من فعل شيء يدفعه إلى هدفه النبيل، فالذي يؤمن بأن في فعل الله شرورا مطلقة، وأنه سبحانه يوقعها لذاتها فهذا لا يعرف الله إطلاقا، لقول الله عز وجل: }قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{ [آل عمران: 26].
مثلا: هل في الأرض كلها أب إن رأى ابنه مارسَ انحرافا أو اقترف ذنبا خطيرا، كأن يكون قد اختلس شيئا ليس له، أو اغتصب مالاً ليس له، أو كذب كذبة أدت إلى فساد ما، أو اعتدى على أخيه، فهل في الأرض كلها أب يقف مكتوف اليدين؟ ألا يعالجه؟ ألا يوبخه؟ ألا يضربه؟ ألا يحذره؟ ألا يقرعه؟ وهل في الأرض كلها أب يتقدم من ابنه الحبيب، الذي لم يفعل شيئاً أبدا، ويوقع به الأذى حبا بالأذى؟ هذا الأب منزه عنه، الأب البسيط الذي لا يملك من الرحمة والحكمة شيئاً منزه عن هذه الصفة.
إذاً الشر المطلق لا وجود له في أفعال الله سبحانه.
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
هذا أول تعريف فإن الله جل جلاله من أسمائه السلام، سلمت ذاته من العيوب وسلمت صفاته من النقص وسلمت أفعاله من الشر المطلق إنّ كل شر يوقعه الله سبحانه في خلقه، وتراه أعينكم هو شر موظف لمصلحة الإنسان البعيدة أو القريبة.
مثال ذلك: قد يُفقِد الإنسان ماله كله وقد يصيبه بمرض عضال، فيذهب المال في العلاج فهذا الفقد للمال وهذا المرض العضال في نظر صاحبه شر خطير. ولكن حينما يخلق الإنسان لسعادة أبدية ويكون هذا العلاج في خدمة عودته إلى الله عز وجل، وقد تلف المال لهذه الغاية النبيلة فهذا هو الخير البعيد.
المعنى الثاني اسم "السلام": أنه سلام أي ذو السلامة لعباده فليس في الوجود كله سلامة إلا معزوّة إليه.
الآن أدخل في موضوع دقيق؛ وأتمنى من كل قلبي أن نسلك معا في فهم أسماء الله الحسنى فهما بمنهج واضح جدا، دعنا من التعاريف النظرية؛ دعنا مما قاله العلماء، وما أَجَلَّ ما قالوه عن اسم الله "السلام"، كونك إنسانا هل تستطيع أن تكتشف في هذا الكون حوادث آيات، أدلة، تؤكد أن الله سلام؟ أنا سعيت ببعض الشواهد المنتزعة من حياتنا من أجسامنا مِمّا حولنا لأؤكد أن هذا الكون كله ما هو إلا تجسيد لأسماء الله الحسنى، وما هو إلا مظهر لصفاته الفضلى.
مثلا: الإنسان إذا كسرت عظامه كيف تلتئم؟ لا أحد يعرف إلا أن الخلية العظمية حينما تصاب بالعطب، والعظام حينما تنمو في بدايتها تنمو إلى أن تصل إلى حد رسمه الله لها لأن الله عز وجل باسط وقابض.
ومن رحمة الله بنا أن الإنسان ينمو فإذا بلغ في نموه الحد المعتدل المقبول يقف النمو، وهناك مرض خطير جدا هو أن الإنسان أحيانا ينمو دون توقف إنه مرض العملقة الذي تنمو فيه العظام بلا توقف، فرحمة الله عز وجل توقف نمو العظام عند حد معين لديه، وقال العلماء: هذه الخلية العظمية تهجع وتنام، وقد يمضي على نومها أربعون عاما فإذا كسر عظم في إنسان استيقظت هذه الخلايا وأعادت بناء ذاتها والتأمت مع أخواتها ونحن لا ندري، وإني لأتساءل: لو أن العظم لا يلتئم ماذا نفعل؟ فالتئام العظم ذاتيا يجسد اسم الله السلام، الله عز وجل خلقك في أحسن تقويم وخلق في طبيعة الجسم إمكانية الترميم والالتئام والشفاء.
أنت إذا سرت على قدميك اللطيفتين فما الذي يضمن لك ألا تقع؟ جهاز للتوازن أودعه الله في أذنك الداخلية حيث ثلاث قنوات في كل منها سائل، وفيها أهداب، فإذا ملت على أحد محوريك ارتفع السائل في مكان دون الآخر وهذه الأشعار الدقيقة أحست بالميل فأعطت أمرا إلى الدماغ كي تعود إلى ما كنت عليه، لولا هذا الجهاز الذي أودعه الله في الأذن الداخلية لاحتاج الإنسان إلى قدم قطرها سبعون سنتمترا، وتكون لديه مركزا واسعا يستند إليه، إذاً من أجل سلامتك جعل الله لك هذا الجهاز جهاز التوازن في الأذن.
الله سبحانه وتعالى أودع في الإنسان، في عظامه، من داخلها أعصاباً حسية بالغة الحساسية لماذا؟ لماذا في نقي العظام أعصاب حس ليس لها وظيفة فيما يبدو، فإذا كسر العظم فشدة الألم تُبقي العظم على حالته لأن إبقاءه على حالته يعني ثلاثة أرباع العلاج، فجعل الله في نقي العظام ذلك العصب الحسي البالغ الحساسية من أجل سلامتك لأن اسمه "السلام".
وأعصاب الحس في الأسنان من أجل أن تبادر إلى طبيب الأسنان فتعالج أسنانك قبل أن تفقدها كلها، فهذا العصب الحسي البالغ الحساسية في أسنان الإنسان من أجل سلامة الأسنان وهو تجسيد لاسم الله "السلام".
جهاز المناعة، وهو حديث العالم اليوم، جيش عظيم أودعه الله في الدم: "الكريات البيضاء" بعض هذه الكريات تستطلع أحوال العدو وبعض هذه الكريات تصنع المصل المضاد بناء على استطلاع الكريات المستطلعة وبعضها تأخذ هذا السلاح المضاد الحيوي وتقاتل به الجرثوم وأنت لا تدري.
من أجل سلامتك أودع الله فيك جهاز المناعة، هذه الكريات البيضاء التي بعضها لاستطلاع بنية العدو ومراكز ضعفه وبعضها لتصنيع المصول وبعضها لمحاربة الجرثوم إذا دخل معتديا على جسم الإنسان، وما مرض الإيدز الذي هو شغل العالم الشاغل إلا ضعف في جهاز المناعة، فمن أجل ماذا خلق الله جهاز المناعة في الإنسان؟ من أجل سلامتك. إذاً هذا يجسد اسم الله "السلام".
القلب: جعل الله عز وجل فيه مركز تنبيه كهربائي خاصا به، ما من عضلة في جسم الإنسان إلا وتأتمر بعصب حسي وعصب محرك، فالعصب الحسي ينقل إحساس المحيط إلى الدماغ والعصب المحرك ينقل أوامر الدماغ إلى العضلات وهذه من بديهيات التشريح، كل عضلات الجسم تتحرك بأمر الدماغ لذلك فالشلل من أين؟ من الدماغ، إذا تضيق شريان في الدماغ في منطقة الحركة يصاب الإنسان بالشلل، إلا عضلة القلب أجل إلا هذه العضلة فقد زودها الله جل جلاله بمركز توليد كهربائي خاص بالقلب؛ لأن القلب خطر جدا، وأن هذا المركز مركز التوليد إذا تعطل فهناك مركز آخر يعمل بعده مباشرة والدول المتقدمة جدا عندها أجهزة توليد كهرباء احتياطية فلو أن مراكز التوليد الأساسية أصابها خلل أو عطب عندئذ تعمل المراكز الاحتياطية، في القلب ثلاثة مراكز توليد كهرباء خاصة بالقلب إذا تعطل الأول يعمل الثاني وإذا تعطل الثاني يعمل الثالث، لماذا خلق الله هذه الاحتياطات؟ من أجل "سلامتك".
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
قال لي طبيب متخصص في الكليتين: لو أننا جئنا بمبضع الجراح واستأصلنا الكلية الأولى وجئنا إلى الكلية الثانى
واستأصلنا تسعة أعشارها بالمبضع، فإن عشر الكلية الثانية يكفي لتصفية دم الإنسان، إذا الله عز وجل من أجل سلامتك أعطى كليتيك عشرين ضعفا عن حاجتك، هذا من أجل سلامتك، فإذا قرأت اسم الله "السلام" علمت أنه زودك بوسائل السلامة هذا كله من معاني اسم الله العظيم جل جلاله.
الأوعية: أوردة وشرايين ولحكمة أرادها الله عز وجل، جعل الشرايين في داخل الأعضاء والأوردة في الظاهر، لأن الشريان موصول بالقلب مباشرة فإذا أصابه جرح فقد الإنسان دمه كله لأنه مثل المضخة، ولو أن إنساناً فُتح شريانه هل تدري ما يكون؟ قال لي طبيب جراحُ أوعيةٍ: في أثناء بعض العمليات حينما يُفتح الشريان وإلى أن نُغلقَهُ بملقط فإنَّ الدم يصل أحيانا إلى سقف الغرفة لشدة الضغط، فهذا الشريان الذي أودعه الله في الإنسان حفاظا عليه وضمانا لسلامة صاحبه جعله في الداخل وجعل الأوردة في الخارج، فعندما تأخذ حقنة في العرق، هذه ليست في الشريان ولكن في الوريد، من جعل الشرايين في الداخل والأوردة في الخارج؟ الله تبارك وتعالى باسم السلام ضمانا لسلامتك.
عندما يجوع الإنسان لدرجة يكاد يموت جوعا، أنت إنسان عندك مواد غذائية؛ عندك مثلا بقول حبوب وعندك دهون، فأنت مهما أوتيت من علم عظيم هل بإمكانك أن تحول هذا القمح إلى مواد دهنية أو إلى لحم؟ هذا شيء فوق طاقة الإنسان ولكن الجسم مزود بآلية عجيبة جدا، بإمكانه أن يحول المواد النشوية إلى مواد دهنية عند الحاجة، فهذه المرونة في تحويل المواد من أجل سلامتك والإنسان عندما يجوع يستهلك شحمه وحينما يجوع بعد ذلك يستهلك عضلاته، في بعض حالات المجاعات تستهلك العضلات، لا يبقى في يده إلا جهازه العظمي وعليه الجلد، العضلات المخططة هذه تستهلك وتذوب، ماذا قال هذا الفتى الشاب درواس بن حبيب لهشام بن عبد الملك حينما دخل مجلسه فغضب هشام حينما رأى حدثا في مجلسه وقال لحاجبه: ما شاء أحد أن يدخل علي إلا دخل حتى الصبيان، فاستأذن واقفا وقال له: "أيها الأمير: إن للكلام نشرا وطيا وإنه لا يعرف ما طيه إلا بنشره ثم أردف قائلا: أصابتنا ثلاث سنين: سنة أذابت الشحم وسنة أكلت اللحم وسنة دقت العظم" فأول شيء يستهلك في الإنسان شَحْمُه وبعد ذلك تُستهلك عضلاته إلا عضلة القلب، من أبدع هذا الإبداع؟ الإنسان إذا أردت أن تميته جوعا يستهلك كل عضلاته إلا عضلة القلب ضمانا لسلامته.
بل إن في مخزون الإنسان الغذائي مخزونا لا يستهلك إلا عند المجاعات، الإنسان يجوع، ما معنى أنك جائع؟ يعني أن مخزونك في الكبد نقص، المخزون الغذائي في الكبد لا في الشرايين فلو فحصت دم إنسان جائع لوجدت النسب كلها نظامية في دمه، ولكن المخزون في الكبد هو الذي نقص، هذا كله من أجل سلامة الإنسان وهذا معنى "ذو السلامة".
شيء آخر، الإنسان حينما ينام، وزن جسمه الذي فوق عظمه يضغط على العضلات التي تحت العظم هذا الضغط يسبب ضيقا في الأوعية وفي التروية، أودع الله في الإنسان مراكز تتنبه بالضغط فإذا تنبهت هذه المراكز لضغط الجسم عليها ولضيق الأوردة والشرايين وضعف التروية، فالدماغ عندئذ يأمر الجسم وأنت نائم بالتقليب من شق إلى شق وهذا معنى قوله تعالى: }وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً{ [الكهف: 18].
والتقليب ذات اليمين وذات الشمال، مرة إلى اليمين ومرة إلى الشمال لئلا تقع من على السرير، هذا من أجل سلامتك.
في فمك وأنت نائم لعاب، فهذا اللعاب في الفم إذا ازداد أعطى تنبيها للدماغ والدماغ بدوره يأمر البلعوم فيغلق طريق القصبة الهوائية، ويفتح طريق المعدة فيتسرب هذا اللعاب إلى المعدة، وأنت نائم، هذا من اسم الله السلام.
فمثلا إن الله عز وجل جعل أخطر عضو عندك هو "الدماغ" أين وضعه؟ في الجمجمة، ماذا جعل فيه؟ أغشية بعضها فوق بعض، وماذا جعل بين الدماغ وبين عظام الجمجمة؟ جعل سائلا، ما وظيفة هذا السائل؟ هذا السائل يمتص الصدمات، إذا تلقى إنسان ضربة على رأسه أو وقع على جمجمته، وإذا فسرنا الضربة بارتجاج في السائل، فهذه الضربة أو هذا الضغط يوزع على سطح السائل كله، فإذا أثر الضرب لا يتجاوز عشر الميليمتر فلا يتأثر الدماغ كثيرا، فالله جعل الدماغ في صندوق محكم وجعل الصندوق له مفاصل ثابتة، هذه المفاصل الثابتة تمتص بعض الصدمات، لولا هذه المفاصل المتعرجة والمتداخلة لانكسرت جمجمة الإنسان لأقل ضربة، أما هذه المفاصل فإنها تتمفصل تمفصلاً متكيفاً مع شدة الضربة، فكلما تعرضت الجمجمة لصدمة تتداخل العظام بعضها مع بعض، ثم تعود لمكانها، هذا من أجل سلامتك.
أين جعل النخاع الشوكي، وهو أخطر شيء في الإنسان؟ في العمود الفقري.
أين جعل القلب؟ في القفص الصدري.
أين جعل الرحم؟ في الحوض: }ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ{ [المؤمنون: 13]. الرحم يقع في الوسط الهندسي تماما من جسم المرأة.
أين جعلت معامل كريات الدم الحمراء وهي أخطر معامل في جسم الإنسان؟ في نِقْيِ العظام، أترون كيف هي السلامة؟!.
أين وضعت العين؟ في المحجر، العين جعل لها محجراً يقيها الصدمات ولو تلقى الإنسان ضربة على وجهه فالضربة لا تصل إلى العين، لأنها في حصن في كوة المحجر، فالعين في المحجر والدماغ في الجمجمة والنخاع الشوكي في العمود الفقري والقلب في القفص الصدري ومعامل كريات الدم الحمراء فيِ ْنِقي العظام والرحم في الحوض، ما هذا الإحكام البديع؟ إنه عمل صانع بديع الصنع.
لماذا جعل الله عز وجل أنف الصغير الرضيع غضروفيا قاسيا؟ لئلا يتطامن (ينحني فيغلق) فيختنق الطفل في أثناء الرضاعة، كلما كبر الطفل أصبح هذا الغضروف لينا، هذا من حكمة الله عز وجل.
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
هذا الرحم إذا تقلص فتقلصه من أجل سلامة المرأة فماذا يحصل؟ يتقلص تقلصا لطيفا. هذا هو الطلق، فإذا خرج الطفل إلى خارج الرحم تقلص الرحم تقلصا حادا قاسيا، لماذا؟ قيل: لأن الطفل حينما خرج من الرحم تقطعت عشرات ألوف الأوعية الشعرية فلو تقلص تقلصا لينا لماتت الأم من النزيف، والطبيب المشرف على الولادة أو القابلة يجس أحدهما الرحم فإذا كان صلبا صخريا تعد الولادة سليمة، ولو أن هذين التقلصين عكسا لماتت الأم ولمات وليدها، لو جاء التقلص عنيفا لاختنق الوليد ولو جاء رخوا لماتت الأم، فمن أجل سلامة الأم وسلامة وليدها كان التقلص الأول لينا متزامنا متسارعا والتقلص الثاني عنيفا حادا قاسيا من أجل سلامة المرأة ووليدها.
والله لو بقينا ساعات كثيرة، أياما عديدة وأشهراً مديدة وسنوات طويلة، لما انتهينا من اسم الله "السلام" إذا أردنا أن نأخذ مدلولاته من خلق الإنسان ومن خلق الحيوان، ومن خلق النبات.
هذه الحوينات، أحد إخواننا الأطباء جزاه الله خيرا ذكر لي أن هذا الحوين الذي خلقه الله في الخصيتين، يتم خلقه خلال ثمانية عشر يوما هذا الحوين يخزن في الخصيتين وتعطل فاعليته، فإذا خرج ليستقر في الرحم فحالما يبدأ بالانطلاق من مكان مخزنه تبدأ فاعليته، ولولا هذه الصفة لكان كل الرجال عقيمين، يأتي العقم لأن هذا الحيوان له عمر وعمره عشر ساعات فإذا صنع في الخصيتين ولم يستهلك يموت، إذاً يُصنع ويتم صنعه ويُخزن وتُعطل فاعليته فإذا انطلق من تخزينه ليستقر في الرحم بدأت فاعليته وعاش عشر ساعات إلى أن يستقر في البويضة، هذا إبداع من؟ إبداع الله عز وجل "السلام".
فأنا أتمنى أيها القارئ الكريم وقد دخلنا في شرح أسماء الله الحسنى أتمنى أن ننحو في فهم هذه الأسماء منحى يوازي التعاريف النظرية والشواهد العملية، وأن نفكر تفكيرا ذاتيا حرا في بعض مظاهر خلق الإنسان وخلق الحيوان وخلق النبات.
هذه الشجرة التي عمرها خمسون سنة وأنت تأكل منها زيتوناً كل سنة لها إبداع، إبداعها أنك إذا غبت عنها وليس هناك مطر في السماء تستهلك ماء أوراقها، فإذا استهلكت ماء أوراقها كأنها تقول لك: يا صاحبي أنا عطشى فأوراقها ذبلت، فإذا ترك أحدنا شجرة دون سقي فأول ماء تستهلكه ماء أوراقها فتجد الأوراق قد ذبلت، فإذا لم تسق فإنها تستهلك ماء أغصانها فإذا لم تسق تستهلك ماء فروعها فإذا لم تسق تستهلك ماء جذعها، فإن لم تسق تستهلك ماء جذورها وهذا آخر ماء تستهلكه، ثم تغدو حطبا للإحراق.
لو أن الأمر عكس في تلك الشجرة وتركت الشجرة دون سقي مدة أسبوعين لماتت، لأنها بدأت باستهلاك ماء الجذر ويبس الجذر ومن ثم ماتت الشجرة، إذا من جعل هذه الشجرة تستهلك ماء أوراقها أولا من أجل أن تبادر إلى سقايتها؟ هذا خلق الله للشجرة إنه "السلام".
هذا النسغ الصاعد. هناك أوعية صاعدة وأوعية هابطة في الشجرة، فحينما تنمو هذه الشجرة تنمو عرضيا وربما ضيق نموها العرضي من سعة أوعيتها، لذلك هذه الأوعية ذات الخطورة البالغة للشجرة مدعمة بألياف حلزونية لئلا ينمو القشر ولحاء الشجرة على حسابه، من أبدع هذا؟ الله سبحانه وتعالى.
هذه البذرة التي جعلها الله عز وجل آية تقاوم الموت سنوات وسنوات، فمثلا أخذوا قمحاً من الأهرامات مضت عليه حقب مديدة وزرعوه فنبت، بذرة القمح كائن حي فيها رُشيم، يعيش هذا الرشيم ستة آلاف عام تقريبا زرعت هذه البذور فأنبتت، الذي أراه أن أي شيء في الكون من النبات إلى الحيوان إلى الإنسان من تدبير "السلام".
ثم إن الماء آية صارخة: فإذا جمد الماء وزادت كثافته غاصَ في أعماق البحار وانتهت الحياة من على سطح الأرض، لكن الماء هو العنصر الوحيد في الكون الذي إذا بردناه قلت كثافته وزاد حجمه فَطَفا، لو أنه انعكس الأمر، لأصبحت البحار كلها متجمدة ولانعدمَ البخر، وانعدم المطر ومات الزرع ومات الحيوان وتبعه الإنسان، هناك خاصة واحدة ألفت النظر إليها: ائت بالماء وبرده فينكمش إلى أربع درجات مئوية فوق الصفر، وبعدها تنعكس الآية ويزداد حجمه، هذا من اسم السلام من أجل سلامتنا، وحينما يزداد حجم الماء يفتت التربة فالتربة أساسها صخري وبهذا الماء أصبحت مفتتة إذاً فاقرأ معي قوله تعالى: }وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ، وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ{ [الطارق: 11ـ12].
إذاً فازدياد حجم الماء عند التبريد هو الذي جعل الصخر ترابا من أجل سلامة الحياة، فإذا أردنا أن نعرف أسماء الله الحسنى من هذا المنحى من هذا الطريق فهو طريق رائع جدا وواسع جدا وفي متناول كل إنسان، وأي واحد بإمكانه بدءاً من كأس الماء إلى رغيف الخبز إلى أعضائه وأجهزته وخلاياه وأنسجته عليه أن يعرف أن اسم الله "السلام" واضح في خلقه بل في طعامه وشرابه، ربنا عز وجل قال: }الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ{ [الملك: 3].
فكل خلقه متقن: (إنا كل شيء خلقناه بقدر) وقال سبحانه:
}قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى، قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى{ [طه: 49ـ50].
هجرة الطيور سنويا تتم من أجل سلامتها، تقطع الطيور سبعة عشر ألف كيلو متر، تطير بعض أنواع الطيور ستاً وثمانين ساعة دون توقف، هل في الأرض كلها طائرة بإمكانها أن تطير ستاً وثمانين ساعة من دون أن تتزود بالوقود؟ غير ممكن (أعطى كل شيء خلقه ثم هدى).
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
ذكرت بعض الأمثلة، بعضها من خلق الإنسان وبعضها من خلق النبات وبعضها من خلق الحيوان، السمكة زودها الله بجهاز تعرف فيه أين هي من سطح الماء، فإذا أمسكت سمكة وجدت في ثلثها الأعلى أنبوبا تحت الحراشف هذا الأنبوب مفرغ من الهواء. هي في أعماق البحر كلما هبطت نحو الأسفل ازداد الضغط على هذا الخط، وهكذا جهاز الضغط في كل الغواصات، كل سمكة جهزها الله بجهاز ضغط، تعرف أين هي من سطح الماء كلما نزلت تعرف عمق ما وصلت إليه من أجل سلامتها.
انظر إلى كل الحيوانات الأهلية التي هي من حولنا ترى أن سلامتها عجيبة هذا كله من اسم السلام.
إذاً إما أنه سلمت ذاته من العيب وسلمت صفاته من النقص وسلمت أفعاله من الشر أو أنه ذو سلامة لخلقه، فليس في الوجود كله سلامة إلا وهي معزوة إليه أو سَلِمَ المؤمنون من عذابه أو هو ذو سلامة على أوليائه.
}قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى{ [النمل: 59].
سلمت ذاته وسلم خلقه من كل أذى ومن كل ضرر.
العلماء قالوا: إن سلامة ذاته من العيوب والآفات يعني أن هذا الاسم من صفات التنزيه وسلامه على أوليائه فهذا الاسم من أسماء الذات فإن أعطى السلامة للمؤمنين فهذا من أسماء الأفعال، وسلامه إذاً إما من صفات التنزيه وإما من صفات الذات وإما من صفات الأفعال.
ومن معاني هذا الاسم أن ذكر الله عز وجل يورث الأمن والطمأنينة والسلامة والدليل قوله تعالى: }أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ{ [الرعد: 28].
في القلب وحشة، في القلب خوف، في القلب قلق لا يسكن هذا القلق ولا تسكن هذه الوحشة ولا يأنس القلب إلا بذكر الله، وأنا أهمس في آذان القراء الأعزاء بهذه الكلمة: ابحثوا عن كل شيء، وفي كل شيء، فليس في الأرض كلها شيء يمنحكم سعادة إلا أن تذكروا الله، روي في الحديث:
"إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، إذا أصابه الماء، قيل: يا رسول الله! وما جلاؤها؟! قال: كثرة ذكر الموت وتلاوة القرآن" [البيهقي في شعب الإيمان من حديث ابن عمر].
إذاً من أسماء الله السلام إنك إذا ذكرته شعرت بالسلام، إنك إذا ذكرته زال عنك الخوف، إنك إذا ذكرته زالت عنك الوحشة، إنك إذا ذكرته أنست به، إنك إذا ذكرته اطمأننت إليه.
البعيدون عن الله عز وجل يأكل قلوبهم الخوف، يختل توازنهم ينسحقون لأنهم أشركوا بالله ما لم ينزل به عليهم سلطاناً فألقى الله في قلوبهم الرعب، أما علامة المؤمن فهو مطمئن.
إذاً أعود وأكرر أن من أسماء الله "السلام"، إذا ذكرته يمنحك السلام، إذا ذكرته يمنحك الاطمئنان، إذا ذكرته تشعر بالقرب منه إذا ذكرته تشعر أنه يدافع عنك وأنك في رعايته وفي حفظه وفي تأييده وفي توفيقه.
من معاني اسم "السلام" أنك إذا اتصلت بالله عز وجل طهرت نفسك من العيوب وهنا ندخل في معانٍ دقيقة، وأول معنى أنّ ذاته جل جلاله تنزهت عن كل عيب وصفاته تنزهت عن كل نقص وأفعاله تنزهت عن كل شر، أي شر؟ أعني الشر المطلق أما الشر الهادف؟ فهذا علاج والعلاج دائما مر، من المعاني الأخرى: أنه ذو سلامة أي: يمنح السلامة لعباده إما في خلقهم كما تحدثنا قبل قليل وإما في نفوسهم فذكر الله يورث الأمن والطمأنينة والسلامة.
وبعد فالاتصال بالله ينقي النفس من عيوبها من البخل من الشح من الحقد من الضغينة من الحسد من الكبر هذه الصفات الذميمة التي يشقى بها الإنسان فإذا اتصلْتَ بالله عز وجل تتنزه أنت عنها، إذاً هو ذو سلام في جسمك أعطاك أعضاء وأجهزة وأعطاك خلايا وأنسجة ودقة بالغة في جهازك العظمي والعصبي والعضلي والدوران والشرايين والأوردة وإذا كنت خائفا وذكرته بث في قلبك السلام فإذا اتصلت به طهرك من كل العيوب والآثام، وجعلك طاهر النفس بفضل اسم السلام.
إذاً في تجارتك يهديك سبل السلام وفي زواجك يهديك سبل السلام وفي علاقاتك بجيرانك يهديك سبل السلام هذا معنى السلام، فأنت إذا طبقت أمر القرآن الكريم واجتنبت نهيه أوصلك في كل موضوع وفي كل شأن إلى السلام والله يدعو إلى دار السلام وهي الجنة، فالسلام مريح جدا فإنك تعيش في طمأنينة وتعيش براحة وتحس أن الله خالق الكون معك لا يتخلى عنك ولا يسلمك إلى عدوك يدافع عنك ويحفظك ويؤيدك وينصرك فقد قطفت الثمار يانعة بعد أن دفعت الثمن قال تعالى: }وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ{ [المائدة: 12].
إذاً من معاني السلام أن ذكر الله يورث الأمن والسلام من معاني السلام أن الاتصال بالله عز وجل يكسب السلامة من العيوب والنقائص والأدران ويحول دون الحماقات والحقد والحسد والضغينة والعلو في الأرض والكبر. فهذه الصفات الذميمة المهلكة إذا اتصلْتَ بالله عز وجل نقّاك منها.
ومن معاني السلام أيضا أنك إذا طبقت شرعه يهديك سبل السلام كقوله تعالى: }إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ{ [الإسراء: 9].
أي: إذا طبقت الشرع يعطيك السلامة في الدنيا، وإذا أقبلت على الله يعطيك سلامة النفس، وإذا أطعته في كل مناحي حياتك يعطيك سلامة الآخرة، قال الله تعالى: }هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ{ [الحشر: 23].
تصاحب أحيانا شخصاً شريراً أو تشاركه في بعض أعمالك فيدمر حياتك، وقد يتزوج إنسان امرأة شريرة فتنتهي به إلى دمار.
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى