رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
أحد المتفائلين يعد بتحرير المسجد الأقصى بعد عدة أعوام, سمعت الكلام وأعجبني الحماس, ولكن لم أر المصداقية الكافية لسبب.
المحتل قبل أن يحتل أرض المسلمين ويعبث بمناهجهم الفكرية ويغزو ثقافتهم خطط لسنوات وبدأ لإرساء قواعد خططه, ثم بدأ في التنفيذ رويداً رويداً في خطة ذكرها المفكر الكبير محمد قطب في كتابه واقعنا المعاصر بجملة (بطيء ولكن سريع المفعول) وهي الترجمة الحرفية لعنوان خطة القس دانلوب عندما استجلبه اللورد كرومر لتغريب التعليم المصري وكان عنوان الخطة (slow but sure).
بطيء ولكن أكيد المفعول: هذا هو ما يحتاجه الآن الواقع المعاصر للأمة الإسلامية خطة أكيدة المفعول لاسترجاع الهوية واسترجاع الصدارة، وإن طال الزمن لتنفيذ الخطة, بشرط جدية الاستمرارية في التنفيذ.
وكما أن خطة هدم الإسلام كانت من منطلق عقدي, كذا يجب أن تكون خطة استعادة الهوية الإسلامية وكرامة الأمة وصدارتها مبنية على أساس عقدي سليم قائم على تجريد التوحيد لله, وتجريد الاتباع لأشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم, وتذويب الفوارق بين الحركات الإسلامية, وإزالة الحواجز الناجمة عن اختلاف الجماعات والأفكار.
المنهج الإسلامي الصافي جدير بصدارة العالم, ولكن التخلف القائم ناتج عن ضعف التطبيق حتى لدى من ينتسبون للحركات الإسلامية إلا من رحم الله.
ربى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في مكة على عقيدة صافية لم يقدم فيها أي تنازلات استجداء لرضا الكفار, ولما أينعت الثمرة فتح الله بهم العالم, وكون النبي صلى الله عليه وسلم بهم نواة الدولة الإسلامية في المدينة رافضاً وجود أي فوارق عرقية أو عصبية, ونهاهم عن دعوى الجاهلية والتعصب للقوميات ونهاهم عن الفرقة, ووحد صفهم تحت راية الكتاب والسنة.
فكانت النتيجة الحتمية مع الصبر على هذه الغراس الطيبة أن فتح الله لها العالم وفتح لها القلوب ودانت لهم العرب والعجم وسقط أمامهم كسرى وقيصر.
ومن هنا يأتي النجاح, من توحيد المنهج ولا بديل عن المنهج الرباني, وتوحيد الاتباع ولا بديل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قائداً للأمة.
وحتى نكون واقعيين فالخلافات بين الطوائف الموجودة واقع معاش, فما الحل وما السبيل لإزالة هذه العقبة؟
الحل في المنهج ذاته, في آية من كتاب الله وصف فيها أتباع محمد صلى الله عليه وسلم فقال: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة:54] وقال تعالى: {ُّمحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ } [الفتح:29].
لو تحققت فينا هذه الصفات لما وجدنا للخلاف أثر يذكر, طالما توفرت الرحمة والذلة للمؤمنين ولكننا وقعنا في فخ الشيطان, هذا الفخ الذي حذرنا منه أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم إذ قال: « إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم» (رواه مسلم).
هذه المقدمات الثلاث هي الوصفة الأساسية للعلاج الناجح مما نحن فيه, تجريد التوحيد وتجريد الاتباع وإزالة أسباب الخلاف بين أهل السنة العاملين.
من خلالها يتضح الدور المنوط بالعلماء الربانيين قادة الأمة الحقيقيين, فهم الأداة الفاعلة في سبيل تحقيق هذا الهدف المأمول, وهم الأجدر على تربية الناشئة وتوحيد الصف على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وتوجيه الشباب لعوامل التنمية والبناء في شتى المجالات ليكون المنتج الأساسي شاب مسلم وشابة مسلمة على منهج قويم, مع اتخاذ أسباب القوة العلمية لسد حاجة الأمة صناعياً وزراعياً واقتصادياً وعسكرياً.
هذا المنتج البشري لو خرج نظيفاً فلابد أن يخرج معه الحاكم المسلم النظيف لأنه لن يخرج عن نسيج الأمة وساعتها سنبدأ في التحرك السليم للصعود بالأمة وتحدي العقبات, لأنه يومها فقط سنكون قد بدأنا بالوقوف على أول درجات السلم, وأنتجنا النواة الصحيحة للقيام بالأمة الإسلامية.
هذا التحرك يبدأ بالأسرة كمؤسسة تربوية أولى وأساسية وينتهي بالتعليم النظيف القائم على مصالح الأمة العقدية والعملية السليمة, وليس تخريج مجرد موظفين لا يصلحون لشيء سوى الثقافة الاستهلاكية والجلوس على المكاتب.
دور العلماء ومن وراءهم الشعوب في توجيه دفة السفينة للاتجاه الصحيح لا يتحقق بالنوم والراحة والظن أنهم سيتركوا للعمل بهدوء, بل لابد من أن ننفض تراب الكسل وننزع عن أعيننا النوم والدعة ونلجأ لجوء المضطر إلى الله ثم إلى العمل الدؤوب لإنقاذ أمتنا ونحتمل إزاء ذلك في سبيل الله.
قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} [الرعد:11].
ساعتها فقط لن يكون هناك أي احتلال لا للأقصى ولا لغيره من ديار الإسلام, والله المستعان.
اللهم هيئ للأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويهدى أهل المعصية ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر يا قوي يا عزيز.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المحتل قبل أن يحتل أرض المسلمين ويعبث بمناهجهم الفكرية ويغزو ثقافتهم خطط لسنوات وبدأ لإرساء قواعد خططه, ثم بدأ في التنفيذ رويداً رويداً في خطة ذكرها المفكر الكبير محمد قطب في كتابه واقعنا المعاصر بجملة (بطيء ولكن سريع المفعول) وهي الترجمة الحرفية لعنوان خطة القس دانلوب عندما استجلبه اللورد كرومر لتغريب التعليم المصري وكان عنوان الخطة (slow but sure).
بطيء ولكن أكيد المفعول: هذا هو ما يحتاجه الآن الواقع المعاصر للأمة الإسلامية خطة أكيدة المفعول لاسترجاع الهوية واسترجاع الصدارة، وإن طال الزمن لتنفيذ الخطة, بشرط جدية الاستمرارية في التنفيذ.
وكما أن خطة هدم الإسلام كانت من منطلق عقدي, كذا يجب أن تكون خطة استعادة الهوية الإسلامية وكرامة الأمة وصدارتها مبنية على أساس عقدي سليم قائم على تجريد التوحيد لله, وتجريد الاتباع لأشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم, وتذويب الفوارق بين الحركات الإسلامية, وإزالة الحواجز الناجمة عن اختلاف الجماعات والأفكار.
المنهج الإسلامي الصافي جدير بصدارة العالم, ولكن التخلف القائم ناتج عن ضعف التطبيق حتى لدى من ينتسبون للحركات الإسلامية إلا من رحم الله.
ربى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في مكة على عقيدة صافية لم يقدم فيها أي تنازلات استجداء لرضا الكفار, ولما أينعت الثمرة فتح الله بهم العالم, وكون النبي صلى الله عليه وسلم بهم نواة الدولة الإسلامية في المدينة رافضاً وجود أي فوارق عرقية أو عصبية, ونهاهم عن دعوى الجاهلية والتعصب للقوميات ونهاهم عن الفرقة, ووحد صفهم تحت راية الكتاب والسنة.
فكانت النتيجة الحتمية مع الصبر على هذه الغراس الطيبة أن فتح الله لها العالم وفتح لها القلوب ودانت لهم العرب والعجم وسقط أمامهم كسرى وقيصر.
ومن هنا يأتي النجاح, من توحيد المنهج ولا بديل عن المنهج الرباني, وتوحيد الاتباع ولا بديل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قائداً للأمة.
وحتى نكون واقعيين فالخلافات بين الطوائف الموجودة واقع معاش, فما الحل وما السبيل لإزالة هذه العقبة؟
الحل في المنهج ذاته, في آية من كتاب الله وصف فيها أتباع محمد صلى الله عليه وسلم فقال: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة:54] وقال تعالى: {ُّمحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ } [الفتح:29].
لو تحققت فينا هذه الصفات لما وجدنا للخلاف أثر يذكر, طالما توفرت الرحمة والذلة للمؤمنين ولكننا وقعنا في فخ الشيطان, هذا الفخ الذي حذرنا منه أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم إذ قال: « إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم» (رواه مسلم).
هذه المقدمات الثلاث هي الوصفة الأساسية للعلاج الناجح مما نحن فيه, تجريد التوحيد وتجريد الاتباع وإزالة أسباب الخلاف بين أهل السنة العاملين.
من خلالها يتضح الدور المنوط بالعلماء الربانيين قادة الأمة الحقيقيين, فهم الأداة الفاعلة في سبيل تحقيق هذا الهدف المأمول, وهم الأجدر على تربية الناشئة وتوحيد الصف على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وتوجيه الشباب لعوامل التنمية والبناء في شتى المجالات ليكون المنتج الأساسي شاب مسلم وشابة مسلمة على منهج قويم, مع اتخاذ أسباب القوة العلمية لسد حاجة الأمة صناعياً وزراعياً واقتصادياً وعسكرياً.
هذا المنتج البشري لو خرج نظيفاً فلابد أن يخرج معه الحاكم المسلم النظيف لأنه لن يخرج عن نسيج الأمة وساعتها سنبدأ في التحرك السليم للصعود بالأمة وتحدي العقبات, لأنه يومها فقط سنكون قد بدأنا بالوقوف على أول درجات السلم, وأنتجنا النواة الصحيحة للقيام بالأمة الإسلامية.
هذا التحرك يبدأ بالأسرة كمؤسسة تربوية أولى وأساسية وينتهي بالتعليم النظيف القائم على مصالح الأمة العقدية والعملية السليمة, وليس تخريج مجرد موظفين لا يصلحون لشيء سوى الثقافة الاستهلاكية والجلوس على المكاتب.
دور العلماء ومن وراءهم الشعوب في توجيه دفة السفينة للاتجاه الصحيح لا يتحقق بالنوم والراحة والظن أنهم سيتركوا للعمل بهدوء, بل لابد من أن ننفض تراب الكسل وننزع عن أعيننا النوم والدعة ونلجأ لجوء المضطر إلى الله ثم إلى العمل الدؤوب لإنقاذ أمتنا ونحتمل إزاء ذلك في سبيل الله.
قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} [الرعد:11].
ساعتها فقط لن يكون هناك أي احتلال لا للأقصى ولا لغيره من ديار الإسلام, والله المستعان.
اللهم هيئ للأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويهدى أهل المعصية ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر يا قوي يا عزيز.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى