رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
خطبة : تحرير الأقصى
الحمد لله نصير المؤمنين وولي المتقين... الحمد لله قاصم الجبارين والمتكبرين.... لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير... لا اله الا الله نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده.... والصلاة والسلام على امام الموحدين وسيد الانبياء والمرسلين وقائد الغر المحجلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،،، أما بعد فاتقوا الله عباد الله فإن تقوى الله تُّفرج الكربات وتستجلب البركات وتستنصر رب البريات "ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما"
معاشر المؤمنين ..
أحداث القدس تشعل قلوب الامة ،اليهود يفتتحون كنيسا سموه كنيس الخراب يعنون به خراب الاقصى وعمران هيكلهم يوم الاربعاء الماضي حسب نبوءتهم الكاذبة ،جعله الله خرابا لكيانهم ودمارا لدولتهم ، شاهدنا عباد الله المقدسيين يواجهون الصهاينة المدجيين بالسلاح بالحجارة وبصدورهم العارية الا من الايمان والتضحية والثبات ،ونقف اليوم عبادالله ومن رحم المعاناة والمأساة مع روح الامل ونسترجع ذكريات العزة والتحرير يوم حرر صلاح الدين القدس والمسجد الاقصى .
بعد انتصار صلاح الدين في حطين انطلق يفتح البلاد يحررها من براثن الصليبين ، ولم يتبق له الا فتح القدس وإنقاذ المسجد الأقصى وعلم المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بنية هذا السلطان العادل بفتح بيت المقدس ليحرره من أيدي الصليبيين، فجاءه العلماء والصلحاء والزهاد والأتقياء ، يريدون أن ينالوا شرف المشاركة في هذا الجهاد العظيمً .
و يحاصر الجيش المجاهد القدس، وكان فيها أكثر من ستين ألفاً من الصليبيين المقاتلين الأشداء، وقد حصنوها تحصيناً منيعا ، ولكن الله سبحانه وتعالى قوّى قلب صلاح الدين وحاصر هذه المدينة واستطاع أن ينقض جزءا من سورها وأن يهدد من كان في داخلها
وجاءه قادة الصليبيين يستعطفونه ويطلبون منه الصفح والعفو، هؤلاء الذين دخلوا هذه المدينة فقتلوا سبعين ألفاً من أهلها ، وسالت الدماءفيها أنهاراً ، منذ اثنتي وتسعين عاماً جثم خلالها الصليبيون على صدر المسجد الاقصى ، ورفض صلاح الدين الصلح في أول الأمر ثم نظر في العاقبة ووجد أن في هذا العفو خيراً فعفا عن هؤلاء على ان يدفعوا الفدية ونصر الله عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده ودخل المسلمون بيت المقدس بعد اثنتين وتسعين سنة، ظل خلالها اسيرا في أيدي الصليبيين، دخلوه في السابع والعشرين من رجب سنة 583 هجرية، في ليلة الاسراء والمعراج دخلوه وكان يوم جمعة وانشغلوا بتطهير المسجد الذي مليء بالصلبان والقذارة فلم يصلّوا إلا في الجمعة التالية .
و كانت خطبة عظيمة، خطبة التحرير، خطبة الصلاة بعد الحرمان هذه المدة الطويلة.وكان القاضي ابن الزكي الذي كلفه صلاح الدين بخطبة التحرير قد بشّره بفتح الاقصى حين قال:
وفتحك القلعة الشهباء في صفر... مبشرٌ بفتوح القدس في رجب
و اجتمع من أهل الاسلام خلق كثير، وامتلئت ساحات المسجد وصحونه ، واستعبرت العيون من شدة الفرح، وخشعت الأصوات ووجلت القلوب، وأخذ الناس لذلك الموقف أُهبته، حتى إذا حان وقت الخطبة قام ابن الزكي فخطب على المنبر في هذا الحشد العظيم، وهاهي بعض نصوصها:
.. قال بعد أن استهلها بقوله تعالى: (فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام:45) ثم تلا الآيات التي في بدايتها الحمد وقال: " أيها الناس، أبشروا برضوان الله الذي هو الغاية القصوى، والدرجة العليا، لما يسره الله على أيديكم من استرداد هذه الضالة (وهو الشيء المفقود)، من الأمة الضالة، وردها إلى مقرها من الإسلام، بعد ابتذالها في أيدي المشركين قريبًا من مائة عام، وتطهير هذا البيت الذي أذن الله أن يرفع ويذكر فيه اسمه، وإماطة الشرك عن طرقه بعد أن امتد عليها رواقه واستقر فيه رسمه، ، فهو موطن أبيكم إبراهيم، ومعراج نبيكم محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ وقبلتكم التي كنتم تصلون إليها في ابتداء الإسلام، وهو مقر الأنبياء، ومقصد الأولياء، ومدفن الرسل، ومهبط الوحي، وهو أول القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين، لا تُشدّ الرحال بعد المسجدين إلا إليه، ولا تعقد الخناصر بعد الموطنين إلا عليه، فلولا أنكم ممن اختاره الله من عباده، واصطفاه من سكان بلاده، لما خصكم بهذه الفضيلة التي لا يجاريكم فيها مُجارٍ، ولا يباريكم في شرفها مُبارٍ، فطوبى لكم من جيش ظهرت على أيديكم المعجزات النبوية، والواقعات البدرية، والعزمات الصديقية، والفتوحات العُمرية، جددتم للإسلام أيام القادسية، والملاحم اليرموكية، والمنازلات الخيبرية، والهجمات الخالدية، فجزاكم الله عن نبيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أفضل الجزاء، وشكر لكم ما بذلتموه من مهجكم في مقارعة الأعداء، وتقبّل منكم ما تقرّبتم به إليه من مُهراق الدماء، وأثابكم الجنة فهي دار السعداء.
فهذا هو الفتح الذي فتحت له أبواب السماء، وتبلجت بأنواره وجوه الظلماء، وابتهج به الملائكة المقربون، وقرّ به عينًا الأنبياء والمرسلون، فاحذروا عباد الله ـ بعد أن شرفكم بهذا الفتح الجليل، والمنح الجزيل، وخصكم بنصره المبين، وأعلق أيديكم بحبله المتين ـ أن تقترفوا كبيرًا من مناهيه، وأن تأتوا عظيمًا من معاصيه، فتكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا، وكالذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين، والجهادَ الجهادَ فهو من أفضل عباداتكم، وأشرف عاداتكم، انصروا الله ينصركم، احفظوا الله يحفظكم، اذكروا الله يذكركم، اشكروا الله يزدكم ويشكركم .
ثم خطب الخطبة الثانية و دعا فيها للفاتح صلاح الدين، و قال: اللهم وأدم سلطان عبدِك الخاضعِ لهيبتك، الشاكرِ لنعتمك، المعترفِ بموهبتك، سيفِك القاطع، وشهابِك اللامع، والمحامي عن دينك المدافع، والذابِّ عن حرمك الممانع، السيدِ الأجل، الملكِ الناصر، جامعِ كلمة الإيمان، وقامعِ عبدة الصلبان، صلاحِ الدنيا والدين، سلطانِ الإسلام والمسلمين، مطهرِ البيتِ المقدس أبي المظفر يوسف بن أيوب، محيي دولة أمير المؤمنين.
اللهم كما أجريت على يده في الإسلام هذه الحسنة التي تبقى على الأيام، وتتخلد على مرِّ الشهور والأعوام، فارزقه الملك الأبدي الذي لا ينفد في دار اليقين، وأجب دعاءه في قوله (رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والديّ، وأن أعمل صالحًا ترضاه، وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين) (الأحقاف: 15). ثم دعا بما جرت به العادة".
اعاد الله على امتنا تلك الفتوحات وأقر أعيننا بتحرير القدس والاقصى فهو ولينا نعم المولى ونعم النصير اقول ماتسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله على نعمه واحسانه والشكر له على كرمه وامتنانه ، واشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله بشّر الصالحين بمغفرة الله ورضوانه ووعد المتقين بنعيم الله وجنانه صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم باحسان الى يوم الوفادة عليه ولقيانه وسلم تسليما كثير اما بعد ..
معاشر المؤمنين ..
ان الأمة التي أخرجت صلاح الدين قادرة على ان تخرج قائدا ربانيا وجيلا مؤمنا يقودها للنصر من جديد فمنهاج النصر موجود كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، من تمسك بهما أفلح ونجح ومن أعرض عنهما خاب في دنياه وخسر في أخراه قال تعالى : " وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا ، قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى " (طه124 ، 125 ، 126) ، وما وفق الله تعالى ذلك الجيش المبارك لينال هذا الشرف العظيم إلا لصدق النوايا وعزيمة النصرة والتعلق بماعندالله والاقبال على الجهاد في سبيل الله، فطوبى لمن صدق مع الله فيصدقه الله ،وهذا ميدان النصرة قد شرعت أبوابه لنصرة الاقصى ياعبادالله ، فجاهدوا في الله حق جهاده جاهدوا بأموالكم وجهودكم ،وبألسنتكم وأوقاتكم، وجاهدوا بدعمكم ومساندتكم وبأقلامكم ودعاءكم ،فإننا والله عن نصرتهم مساءلون ولدعمهم مطالبون "وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ"(العنكبوت 6)
الخطيب : يحيى العقيلي
الحمد لله نصير المؤمنين وولي المتقين... الحمد لله قاصم الجبارين والمتكبرين.... لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير... لا اله الا الله نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده.... والصلاة والسلام على امام الموحدين وسيد الانبياء والمرسلين وقائد الغر المحجلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،،، أما بعد فاتقوا الله عباد الله فإن تقوى الله تُّفرج الكربات وتستجلب البركات وتستنصر رب البريات "ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما"
معاشر المؤمنين ..
أحداث القدس تشعل قلوب الامة ،اليهود يفتتحون كنيسا سموه كنيس الخراب يعنون به خراب الاقصى وعمران هيكلهم يوم الاربعاء الماضي حسب نبوءتهم الكاذبة ،جعله الله خرابا لكيانهم ودمارا لدولتهم ، شاهدنا عباد الله المقدسيين يواجهون الصهاينة المدجيين بالسلاح بالحجارة وبصدورهم العارية الا من الايمان والتضحية والثبات ،ونقف اليوم عبادالله ومن رحم المعاناة والمأساة مع روح الامل ونسترجع ذكريات العزة والتحرير يوم حرر صلاح الدين القدس والمسجد الاقصى .
بعد انتصار صلاح الدين في حطين انطلق يفتح البلاد يحررها من براثن الصليبين ، ولم يتبق له الا فتح القدس وإنقاذ المسجد الأقصى وعلم المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بنية هذا السلطان العادل بفتح بيت المقدس ليحرره من أيدي الصليبيين، فجاءه العلماء والصلحاء والزهاد والأتقياء ، يريدون أن ينالوا شرف المشاركة في هذا الجهاد العظيمً .
و يحاصر الجيش المجاهد القدس، وكان فيها أكثر من ستين ألفاً من الصليبيين المقاتلين الأشداء، وقد حصنوها تحصيناً منيعا ، ولكن الله سبحانه وتعالى قوّى قلب صلاح الدين وحاصر هذه المدينة واستطاع أن ينقض جزءا من سورها وأن يهدد من كان في داخلها
وجاءه قادة الصليبيين يستعطفونه ويطلبون منه الصفح والعفو، هؤلاء الذين دخلوا هذه المدينة فقتلوا سبعين ألفاً من أهلها ، وسالت الدماءفيها أنهاراً ، منذ اثنتي وتسعين عاماً جثم خلالها الصليبيون على صدر المسجد الاقصى ، ورفض صلاح الدين الصلح في أول الأمر ثم نظر في العاقبة ووجد أن في هذا العفو خيراً فعفا عن هؤلاء على ان يدفعوا الفدية ونصر الله عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده ودخل المسلمون بيت المقدس بعد اثنتين وتسعين سنة، ظل خلالها اسيرا في أيدي الصليبيين، دخلوه في السابع والعشرين من رجب سنة 583 هجرية، في ليلة الاسراء والمعراج دخلوه وكان يوم جمعة وانشغلوا بتطهير المسجد الذي مليء بالصلبان والقذارة فلم يصلّوا إلا في الجمعة التالية .
و كانت خطبة عظيمة، خطبة التحرير، خطبة الصلاة بعد الحرمان هذه المدة الطويلة.وكان القاضي ابن الزكي الذي كلفه صلاح الدين بخطبة التحرير قد بشّره بفتح الاقصى حين قال:
وفتحك القلعة الشهباء في صفر... مبشرٌ بفتوح القدس في رجب
و اجتمع من أهل الاسلام خلق كثير، وامتلئت ساحات المسجد وصحونه ، واستعبرت العيون من شدة الفرح، وخشعت الأصوات ووجلت القلوب، وأخذ الناس لذلك الموقف أُهبته، حتى إذا حان وقت الخطبة قام ابن الزكي فخطب على المنبر في هذا الحشد العظيم، وهاهي بعض نصوصها:
.. قال بعد أن استهلها بقوله تعالى: (فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام:45) ثم تلا الآيات التي في بدايتها الحمد وقال: " أيها الناس، أبشروا برضوان الله الذي هو الغاية القصوى، والدرجة العليا، لما يسره الله على أيديكم من استرداد هذه الضالة (وهو الشيء المفقود)، من الأمة الضالة، وردها إلى مقرها من الإسلام، بعد ابتذالها في أيدي المشركين قريبًا من مائة عام، وتطهير هذا البيت الذي أذن الله أن يرفع ويذكر فيه اسمه، وإماطة الشرك عن طرقه بعد أن امتد عليها رواقه واستقر فيه رسمه، ، فهو موطن أبيكم إبراهيم، ومعراج نبيكم محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ وقبلتكم التي كنتم تصلون إليها في ابتداء الإسلام، وهو مقر الأنبياء، ومقصد الأولياء، ومدفن الرسل، ومهبط الوحي، وهو أول القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين، لا تُشدّ الرحال بعد المسجدين إلا إليه، ولا تعقد الخناصر بعد الموطنين إلا عليه، فلولا أنكم ممن اختاره الله من عباده، واصطفاه من سكان بلاده، لما خصكم بهذه الفضيلة التي لا يجاريكم فيها مُجارٍ، ولا يباريكم في شرفها مُبارٍ، فطوبى لكم من جيش ظهرت على أيديكم المعجزات النبوية، والواقعات البدرية، والعزمات الصديقية، والفتوحات العُمرية، جددتم للإسلام أيام القادسية، والملاحم اليرموكية، والمنازلات الخيبرية، والهجمات الخالدية، فجزاكم الله عن نبيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أفضل الجزاء، وشكر لكم ما بذلتموه من مهجكم في مقارعة الأعداء، وتقبّل منكم ما تقرّبتم به إليه من مُهراق الدماء، وأثابكم الجنة فهي دار السعداء.
فهذا هو الفتح الذي فتحت له أبواب السماء، وتبلجت بأنواره وجوه الظلماء، وابتهج به الملائكة المقربون، وقرّ به عينًا الأنبياء والمرسلون، فاحذروا عباد الله ـ بعد أن شرفكم بهذا الفتح الجليل، والمنح الجزيل، وخصكم بنصره المبين، وأعلق أيديكم بحبله المتين ـ أن تقترفوا كبيرًا من مناهيه، وأن تأتوا عظيمًا من معاصيه، فتكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا، وكالذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين، والجهادَ الجهادَ فهو من أفضل عباداتكم، وأشرف عاداتكم، انصروا الله ينصركم، احفظوا الله يحفظكم، اذكروا الله يذكركم، اشكروا الله يزدكم ويشكركم .
ثم خطب الخطبة الثانية و دعا فيها للفاتح صلاح الدين، و قال: اللهم وأدم سلطان عبدِك الخاضعِ لهيبتك، الشاكرِ لنعتمك، المعترفِ بموهبتك، سيفِك القاطع، وشهابِك اللامع، والمحامي عن دينك المدافع، والذابِّ عن حرمك الممانع، السيدِ الأجل، الملكِ الناصر، جامعِ كلمة الإيمان، وقامعِ عبدة الصلبان، صلاحِ الدنيا والدين، سلطانِ الإسلام والمسلمين، مطهرِ البيتِ المقدس أبي المظفر يوسف بن أيوب، محيي دولة أمير المؤمنين.
اللهم كما أجريت على يده في الإسلام هذه الحسنة التي تبقى على الأيام، وتتخلد على مرِّ الشهور والأعوام، فارزقه الملك الأبدي الذي لا ينفد في دار اليقين، وأجب دعاءه في قوله (رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والديّ، وأن أعمل صالحًا ترضاه، وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين) (الأحقاف: 15). ثم دعا بما جرت به العادة".
اعاد الله على امتنا تلك الفتوحات وأقر أعيننا بتحرير القدس والاقصى فهو ولينا نعم المولى ونعم النصير اقول ماتسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله على نعمه واحسانه والشكر له على كرمه وامتنانه ، واشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله بشّر الصالحين بمغفرة الله ورضوانه ووعد المتقين بنعيم الله وجنانه صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم باحسان الى يوم الوفادة عليه ولقيانه وسلم تسليما كثير اما بعد ..
معاشر المؤمنين ..
ان الأمة التي أخرجت صلاح الدين قادرة على ان تخرج قائدا ربانيا وجيلا مؤمنا يقودها للنصر من جديد فمنهاج النصر موجود كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، من تمسك بهما أفلح ونجح ومن أعرض عنهما خاب في دنياه وخسر في أخراه قال تعالى : " وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا ، قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى " (طه124 ، 125 ، 126) ، وما وفق الله تعالى ذلك الجيش المبارك لينال هذا الشرف العظيم إلا لصدق النوايا وعزيمة النصرة والتعلق بماعندالله والاقبال على الجهاد في سبيل الله، فطوبى لمن صدق مع الله فيصدقه الله ،وهذا ميدان النصرة قد شرعت أبوابه لنصرة الاقصى ياعبادالله ، فجاهدوا في الله حق جهاده جاهدوا بأموالكم وجهودكم ،وبألسنتكم وأوقاتكم، وجاهدوا بدعمكم ومساندتكم وبأقلامكم ودعاءكم ،فإننا والله عن نصرتهم مساءلون ولدعمهم مطالبون "وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ"(العنكبوت 6)
الخطيب : يحيى العقيلي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى