لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

من اسماء الله الحسنى ( الغفار) - صفحة 2 Empty من اسماء الله الحسنى ( الغفار) {الأربعاء 19 أغسطس - 10:54}

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

:ثث:
:123:
من اسماء الله الحسنى ( الغفار) - صفحة 2 Na_911

الغفار
رحلتنا مع أسماء الله الحسنى طويلة فلا بد من أن نقيل، وفي يستاننا دوحة وارفة نقيل تحتها اسم "الغفور" ولقد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في صيغ ثلاث: الصيغة الأولى ورد على صيغة غافر قال تعالى:
}غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ{ [غافر: 3].
وورد أيضا على صيغة ثانية وهي الغفور، قال تعالى:
}وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً{ [الكهف: 58].
وقال تعالى: }وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ{ [البروج: 14].
وقال تعالى:
}نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{ [الحجر: 49].
وقال تعالى:
}قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{ [الزمر: 53].
إلى آخر الآيات التي ورد فيها هذا الاسم على صيغة غفور.
الصيغة الثالثة وردت غفار على وزن فعال قال تعالى:
}وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى { [طه: 82].
وقال تعالى:
}فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً، يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً{ [نوح: 10-12].
إذا غافر وغفور وغفار وردت هذه الأسماء كلها في القرآن الكريم، وهذه الأسماء كلها مشتقة من مصدر واحد وهو المغفرة.
قال بعض العلماء: "الإنسان إذا عصى الله عز وجل وصف في القرآن بأنه ظالم وبأنه ظلوم، وبأنه ظلام" قال تعالى:
}ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ{ [فاطر: 32].
وقال تعالى:
}إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً{ [الأحزاب: 72].
وقال تعالى:
}قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{ [الزمر: 39].
فالمسرف ظلاَّم على صيغة المبالغة.
فإذا كان العبد ظالما فالله غافر، وإذا كان ظلوما فالله غفور، وإذا كان ظلاما فالله سبحانه وتعالى غفار، بأية صفة أتى بها العبد المعصية فهناك اسم لله عز وجل يقابل هذه المعصية.
النقطة الدقيقة في هذا الاسم أن صفات الإنسان متناهية، معنى متناهية: أن الإنسان إذا فعل ذنبا فذنبه له حجم، وقع في معصية، ومعصيته لها حجم أيضا، فمهما تكن المعاصي والذنوب فإنها متناهية تنتهي عند حد، لكن مغفرة الله عز وجل ليست متناهية لا حدود لها، وغير المتناهي يغلب المتناهي، إذا، لا يقنط من رحمة الله عز وجل إلا الكفور، لا يقنط من رحمة الله عز وجل إلا الجهول، لا يقنط من رحمة الله عز وجل إلا الجحود.
إذا كان ذنبك متناهياً ومغفرة الله عز وجل ليست متناهية، فمن الغباء والحمق والجهل والجحود وقلة العلم أن تيأس من رحمة الله، لذلك، فاليائس كافر، اليائس جاهل، اليائس جاحد.

رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

من اسماء الله الحسنى ( الغفار) - صفحة 2 Empty رد: من اسماء الله الحسنى ( الغفار) {الأربعاء 19 أغسطس - 11:11}

من اسماء الله الحسنى ( الغفار) - صفحة 2 Na_911

فالتفاؤل والرجاء دون توبة ودون استقامة تفاؤل أبله أحمق، والخوف إلى درجة الانسحاق واليأس من رحمة الله هذا يأس قاتل، ولن تسعد مع الله عز وجل إلا إذا جمعت بين الخوف والرجاء قال تعالى:
}فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ{ [الأنبياء: 90].
(قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ{ [الأنعام: 63].
قال تعالى: نبئ يا محمد: (نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم).
قبل العباد جاءت شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد العباد جاءت رحمة الله تعالى، والعبد بين شفاعة وبين رحمة، هذا من باب التطمين، ويقال: أن أحد الخلفاء دخل عليه ولد ابنه وولد ابنته فقال لهما: أنتما ابنا من؟ فانتسب ابن بنته إلى أبيه وانتسب ابن ابنه إليه، هكذا يروى، وليس هذا الموقف كاملا، ملأ حجر ابن ابنه بالجواهر، وملأ حجر ابن ابنته بالسكاكر، لأنه انتسب إليه، مغزى الخبر أن الإنسان إذا قال: يا رب أنت ربي لا إله إلا أنت يا رب ليس لي أحد سواك، فانتسابك يرفعك عند الله عز وجل وربنا عز وجل أكرمك بهذا النسب فقال: (قل يا عبادي) فالذي يقرأ القرآن يجب أن يتذوق كيف أن الله سبحانه وتعالى نسب العباد إلى ذاته، ومما يزيد الآية روعة ما يوجد فيها أيضا من تكرار للضمائر قال تعالى: (نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم).
في الآية تكرار، بـ أنا ، إني أنا، الياء ضمير متصل، والمتصل بأني هو نفسه أنا، أني أنا، لماذا التكرار؟ للطمأنة، (إني أنا الغفور الرحيم).
بعضهم قال: (غافر الذنب) يمحو هذه السيئة من دفتر أعمالك، وأما الغفور فيمسحها عند الملائكة، وأما الغفار فينسيك هذا الذنب، فإما أن تمحى من دفترك، وإما أن ينساها الملك، وإما أن تنساها أنت، هذا منتهى الكرم، أن تأتي يوم القيامة وليس لك جاهلية، وليس لك ذنب، كمال في كمال، لذلك تسعد في جنة الله التي عرضها السموات والأرض إلى أبد الآبدين.
إذا تاب الإنسان في سن مبكرة هذا رائع جداً، ولكن إذا عرف الله في سن متأخرة فلا مانع، فضل الله كبير، وكأن الله عز وجل يقول للعبد إذا تقدم سنه: "عبدي كبرت سنك، وانحنى ظهرك، وضعف بصرك، وشاب شعرك، فاستحِ مني فأنا أستحِي منك".
روي "أن الله تعالى يحب أبناء السبعين ويستحي من أبناء الثمانين".
وروي أنه "ما من شيء أحب إلى الله من شاب تائب وما من شيء أبغض إلى الله تعالى من شيخ مقيم على معاصيه".
والحكاية التي أرددها كثيراً ولا أنساها، أحد شيوخ الأزهر الكبار رأى خطيب مسجد شاباً فتمنى أن يكون مثله، والرجل عمره آن ذاك خمسة وخمسون عاما، رجل من صعيد مصر أمي لا يقرأ ولا يكتب، لكن لا تنسوا أن مراتب الله العليا لا لمن سبق، ولكن لمن صدق، فساق دابته إلى القاهرة، وسأل عن الأزعر، وهو يقصد الأزهر، فالذي سأله رجل صالح قال له: يا أخي اسمه جامع الأزهر، وليس جامع الأزعر، فتح الله عليك فتوح العارفين، وهذه الحكاية سمعتها من أحد العلماء، ثم قرأتها في كتاب وهي ثابتة، وتكاد لا تصدق، هذا الإنسان الأمي الصعيدي الجاهل الذي تمنى على الله أن يكون عالماً وشيخاً جليلاً، وساق حماره إلى الأزعر!! وصوبه له ذاك البائع، توجه إلى هذا المسجد، وتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن، وما زال يتقلب في مراتب العلم حتى عاش ستة وتسعين عاماً، ولم يمت إلا وهو شيخ الأزهر، ففي الخامسة والخمسين تاب هذا العبد إلى الله وهو في سن الشيخوخة، فإذا ناجى ربه كان يقول: يا رب لقد أبطأت في المجيء إليك، تأخرت كثيراً .....
وإذا تاب المرء، وذاق طعم التوبة يقول لك: قلبي يتلظى حرقة، كيف أمضيت هذا العمر في معصية الله عز وجل، بعد أن ذاق طعم الطهر، طعم القرب، طعم الإقبال على الله، طعم العمل الصالح، طعم العلم، طعم الشرف يقول: يا ليتني عرفت الله قبل هذه السن، في المناجاة كان يقول: يا رب لقد أبطأت في المجيء إليك، فوقع في قلبه أن يا عبدي لا تقل هكذا، إنما أبطأ في المجيء إلي من مات ولم يتب، ما دام قد بقي يوم واحد فإنك تستطيع التوبة، ما دام القلب ينبض فالأمل كبير، كلما بكرت كان أفضل لكن إنما أبطأ في المجيء إلي من مات ولم يتب.
وبعد، فنحن كوننا عبيدا ما علاقتنا بهذا الاسم؟ الله غفار؟ وأنت أيها الإنسان.... ألا تنسى أخطاء الآخرين؟ ألا تغفرها؟
قال العلماء: حظ المؤمن من اسم الغفار أن يستر من غيره ما يستره الله منه، أدق حق يعنيك من اسم الغفار أن تستر من إخوانك المؤمنين وغير المؤمنين ما ستره الله منك.
أتى عمر -رضي الله عنه- رجل فقال: إن ابنة لي كنت وأدتها في الجاهلية فاستخرجناها قبل أن تموت فأدركت معنى الإسلام فأسلمت ثم أصابها حد من حدود الله فأخذت الشفرة لتذبح نفسها وأدركناها وقد قطعت بعض أدواجها فداويتها حتى برأت، ثم أقبلت بعد توبة حسنة وهي تخطب إلى قوم أفأخبرهم بالذي كان؟ فقال عمر -رضي الله عنه-: أتعمد إلى ما ستره الله فتبديه، والله لئن أخبرت بشأنها أحدا لأجعلنك نكالا لأهل الأمصار، أنكحها نكاح العفيفة المسلمة.
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

من اسماء الله الحسنى ( الغفار) - صفحة 2 Empty رد: من اسماء الله الحسنى ( الغفار) {الأربعاء 19 أغسطس - 11:14}

من اسماء الله الحسنى ( الغفار) - صفحة 2 Na_911

فأنت بوصفك مؤمنا لك أخ صديق زلت قدمه، وقع في معصية، وعلمتها أنت فلا ينبغي أن تذكرها لأحد إذا كنت مؤمناً، وعرفت اسم الغفار، كما أن الله غفر لك وتاب عليك يجب أن تغفر لإخوانك وأن تستر ذنوبهم، وما يعرفه كثير من المسلمين أن: "الذنب شؤم على غير صاحبه، إن عيره ابتلي به، وإن اغتابه أثم، وإن رضي به شاركه".
لك أخ وقع في ذنب إن تكلمت عن ذنبه فقد اغتبته، وإن عيرته ابتليت به، وإن رضيت منه هذا الذنب شاركته في الإثم، إذا أحدنا بلغه أن أخاه أكل مالاً حراماً فيكفي أن يقول: "جيد ما فعل، استطاع أن ييسر معيشته" فهو بهذه الكلمات يأثم معه، فثناؤه على معصيته، واستحسانه لعمله مشاركة في الإثم، واحتقاره بقوله: كيف فعل هذا؟ سوف يبتلى بهذا الذنب لأنه عيره به، وذكر معصيته للناس استغابة له، هذا كله على من لم يفعل الذنب فكيف بالذي فعل الذنب؟
فمن تغافل عن المقابح وذكر المحاسن فهو ذو نصيب عظيم من الفضل، عوّد نفسك أن تكون إيجابيا، عوّد نفسك أن تذكر في الناس النواحي الإيجابية والمحاسن، في تعاملك مع الناس تغافل عن عيوبهم وأبرز محاسنهم، يحبوك ومن الناس من يتغافل عن المحاسن كلها.
"اللهم! إني أعوذ بك من جار سوء إن رأى خيرا كتمه، وإن رأى شراً أذاعه، اللهم إني أعوذ بك من إمام سوء، إن أحسنت لم يقبل، وإن أسأت لم يغفر".
من أقبح تصرفات الإنسان أن يستر الجميل، ويذكر القبيح، وأن يستر المحاسن، ويظهر القبائح، أما المؤمن فإنه يتغافل عن القبائح، ويبرز المحاسن، والعرب تقول: الشرف معوان.
لك ابن تعرفه صادقاً أثنِ على صدقه، من الآباء من يبحث عن الغلط في ابنه ويقول: أنت كذا وأنت كذا، دوماً يزرع اليأس في ابنه، ألا يحمل ابنك أية ميزة،
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا ينجي العبد من النار قال:
الإيمان بالله، قلت: يا نبي الله! مع الإيمان عمل؟ قال أن ترضخ مما خولك الله وترضخ مما رزقك الله، قلت: يا نبي الله! فإن كان فقيرا لا يجد ما يرضخ؟ قال: يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر قلت: إن كان لا يستطيع أن يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر قال: فليعن الأخرق، قلت: يا رسول الله! أرأيت إن كان لا يحسن أن يصنع؟ قال: فليعن مظلوما، قلت: يا نبي الله! أرأيت إن كان ضعيفا لا يستطيع أن يعين مظلوما، قال: ما تريد أن تترك لصاحبك من خير؟ ليمسك أذاه عن الناس قلت: يا رسول الله! أرأيت إن فعل هذا يدخله الجنة؟ قال: ما من عبد مؤمن يصيب خصلة من هذه الخصال إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة.
ليس من إنسان كله مساوئ ولا ميزة له، عندك موظف مقصر لكنه أمين ، قل له: أنا مسرور من أمانتك، شخص دخل على النبي عليه الصلاة والسلام، دخل المسجد ليلحق ركعة مع رسول الله فركض، وأحدث ضجة وجلبة وصخباً وضجيجاً، وشوش على الصحابة صلاتهم فالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم ماذا فعل؟:
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّهُ انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ رَاكِعٌ فَرَكَعَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى الصَّفِّ ثم مشى إلى الصف فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "زَادَكَ اللَّهُ حِرْصًا وَلا تَعُدْ".
[صحيح البخاري].
كان أحد أمراء الأندلس شاعرا، قال ذات مرة، وهو في حديقة قصره: "نثر الريح على الماء زرد" ولم يتمكن من إكمال البيت، وراءه جارية قالت له: "يا له درعا منيعا لو جمد" أعجب بذكائها وشاعريتها فتزوجها، ثم أصبح هذا الإنسان ملكاً من ملوك الأندلس، وهو ابن عباد تزوجها، وعاش معها حياة ناعمة، اشتهت مرة حياة الفقر فأرادت أن تسير في الطين فجاء بالمسك والكافور، فجبلهما بماء الورد وقال: هذا طين امش عليه، ثم جاء ابن تاشفين من إفريقية وحارب ملوك الطوائف وقضى عليهم، وأودعهم في السجن، وساءت حاله، وله قصيدة تبكي كل الإنسان، النتيجة قالت هذه الجارية التي أصبحت ملكة وأكرمها إكراما ما بعده إكرام قالت له مرة: ما رأيت منك خيراً قط، فأجابها: ولا يوم الطين؟!
لك زوجة لا تكثر من ملامتها، عندك ابن لا تكثر من ملامته وذمه، ألا يحمل أية ميزة؟ لقد حطمته، هذه الزوجة ألا تحمل أية ميزة أليست شريفة؟ إذا ذهبت إلى عملك ألست مطمئنا لعفتها وشرفها، فالإنسان المؤمن لا يغفل عن ميزات الناس، النبي الكريم رأى صهره مع الأسرى، أتى ليقاتل رسول الله يوم بدر، فهو صهره زوج ابنته، لم ينسَ أنه صهر ممتاز فقال: "والله ما ذممناه صهرا". وأمر بفك أسره.
أرقى شيء في صفات الإنسان أن يكون منصفاً، حولك زوجة، أولاد، إخوان، أصحاب، وجيران، وأتباع، وموظفون، أنت تعلم ميزاتهم صراحة، وتعرفها حق المعرفة اذكرها لهم من حين لآخر، يحبونك جميعا، عندئذٍ يتقبلون منك أية ملاحظة وأي نقد، قال له صلى الله عليه وسلم: "زادك الله حرصا ولا تعد".
أنت كونك مؤمنا يجب أن تظهر الجميل، وأن تستر القبيح، أما تصيّد الأخطاء وتصيُّد العيوب فليس هذا من أخلاق المؤمنين، بل هذا من أخلاق أهل الدنيا.
يروى أن سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام مر بجيفة كلب ولا أعتقد أن في الأرض أبشع لا في المنظر ولا في الرائحة من الجيفة، فقال الحواريون: ما أنتن ريحها! فقال عليه الصلاة والسلام: بل قولوا: ما أشد بياض أسنانها! ألم أقل لكم أحسنوا المحضر! لعل مغزى هذا الخبر: لن تكون أباً ناجحاً، ولا معلماً ناجحاً، ولا داعيا ناجحاً، ولا تاجراً ناجحاً، ولا مدير معمل ناجحاً، ولا مدير مستشفى ناجحاً، إلا إذا عرفت ميزات الذين حولك، ذكرتها وقدرتها، وبعدئذ وجه لهم ما شئت من النصائح فيقبلونها منك، أما إذا غفلت عن ميزاتهم، وتتبعت أخطاءهم فهذا مما يبعدهم عنك وينفرهم منك.
على كلٍ هذا ما استطعت بيانه حول هذا الاسم من أسماء الله الحسنى، وأسأل الله التوفيق دائما، وكما يعلم القارئ الكريم: لا يعرف الله إلا الله، وقد ذكرنا بعض الآيات والأحاديث التي وردت حول اسم الغفار، ويجب أن يدفعنا اسم الغفار جميعا إلى طلب المغفرة من الله عز وجل على الدوام.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، ولقد كان هذا الدعاء من أحب الأدعية إلى النبي عليه الصلاة والسلام فلنكثر منه الحين بعد الحين.

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى