عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
لحمد لله ، فالق الحب والنوى ، وخالق لعبد وما نوى ، يعلم خائنة الأعين ، وما أخفى القلب وما حوى ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الرحمن على العرش استوي ، من بالهداية على من شاء من عباده ، ومن وكله إلى نفسه ضل وغوى . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، جعل الله إتباعه علامةَ الهدى ، وعدمَ الاستجابة له علامةَ إتباع الهوى . صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ، ما أشرقت شمس ، واستنار بدر ،ونجم هوى ، وسلم تسليما . أما بعد ، فأوصيكم ونفسي بتقوى الله،سرا وعلانية ، فاتقوا الله وكونوا مع الصادقين،واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه،وبشر المؤمنين0 أمة الإسلام : كثير من الناس لا يكادون يعرفون من المعاصي والذنوب إلا ما يدركه الحس، وما يتعلق بالجوارح الظاهرة، من معاصي الأيدي والأرجل، والأعين والآذان، والألسنة والأنوف،ونحوها مما يتصل بشهوتي البطن والفرج، والغرائز الدنيا للإنسان. ولا يكاد يخطر ببال هؤلاء: الذنوب والمعاصي الأخرى التي تتعلق بالقلوب والأفئدة، والتي لا تدخل فيما تراه الأبصار، أو تسمعه الآذان، أو تلمسه الأيدي،أو تشمه الأنوف، أو تتذوقه الألسنة. بل إن المعاصي الباطنة أشد خطرًا من المعاصي الظاهرة، وبعبارة أخرى: معاصي القلوب أشد خطرًا من معاصي الجوارح، كما أن طاعات القلوب أهم وأعظم من طاعات الجوارح؛ حتى إن أعمال الجوارح كلها لا تقبل إلا بعمل قلبي، وهو النيِّة والإخلاص. ونقصد بمعاصي القلوب ما كانت آلته القلب؛ مثل: الكبر، والعجب، والغرور،والرياء،والشح،وحب الدنيا،وحب المال والجاه،والحسد،والبغضاء، والغضب... ونحوها مما سماه الإمام الغزالي في [إحيائه]: المهلكات، أخذًا من الحديث الشريف:(ثلاث مهلكات:شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه). وإنما اشد خطر هذه المعاصي والذنوب لعدة أمور: أولها: أنها تتعلق بالقلب، والقلب هو حقيقة الإنسان؛ فليس الإنسان هو الغلاف الجسدي الطيني الذي يأكل ويشرب وينمو، بل هو الجوهرة التي تسكنه، والتي نسميها: القلب أو الفؤاد، أو ما شئت من الأسماء. وفي هذا قال صلى الله عليه وسلم : (ألا إن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب) (متفق عليه، عن النعمان بن بشير). وقال صلى الله عليه وسلم : (إن الله لا ينظر إلى أجسامكم وصوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) (رواه مسلم). وسلامة القلب تعني: سلامته من الشرك جليه وخفيه، ومن النفاق أكبره وأصغره، ومن الآفات الأخرى التي تلوثه، من الكبر والحسد والحقد، وغيرها. وجعل القرآن أساس النجاة في الآخرة هو سلامة القلب، كما قال تعالى على لسان إبراهيم: وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء: 87 – 89]وقال ابن القيم: (سلامته من خمسة أشياء؛ من الشرك الذي يناقض التوحيد، ومن البدعة التي تناقض السنة، ومن الشهوة التي تخالف الأمر، ومن الغفلة التي تناقض الذكر، ومن الهوى الذي يناقض التجريد والإخلاص)0 ثانيها: أن هذه الذنوب والآفات القلبية هي التي تدفع إلى معاصي الجوارح؛ فكل هذه المعاصي الظاهرة إنما يدفع إليها: إتباع الهوى،أو حب الدنيا، أو الحسد،أو الكبر، أو حب المال والثروة، أو حب الجاه والشهرة، أو غير ذلك.حتى الكفر نفسه، كثيرًا ما يدفع إليه الحسد كما حدث لليهود؛ فقد قال تعالى:وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ[البقرة: 109]. أو يدفع إليها الكبر والعلو في الأرض، كما قال تعالى عن فرعون وملئه وموقفهم من آيات موسى عليه السلام:وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ [النمل: 14] أوحب الدنيا وزينتها، كما رأينا ذلك في قصة هرقل ملك الروم،وكيف تبين له صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته، وصحة نبوته،ثم لما هاج عليه القسس غلب حب ملكه على إتباع الحق؛ فباء بإثمه وإثم رعيته. وهذه الأعمال كلها محرمات ومعاص معلومة، وبعضها يعتبر من عظائم الآثام، وكبائر الذنوب، ولكنها جميعًا تدخل في المعاصي الظاهرة0
أو معاصي الجوارح،أو ظاهر الإثم، والمسلم مأمور أن يجتنب ظاهر الإثم وباطنه جميعًا، كما قال تعالى:وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ[الأنعام: 120].فيجب على العبد الحذر من هذه الذنوب الظاهرة والباطنة وأن يتجنب الذنوب كلها دقها وجلها صغيرها وكبيرها وأن يتعاهد نفسه بالتوبة الصادقة والإنابة إلى ربه. قال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور: 31] وروى الإمام أحمد عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إياكم ومحقرات الذنوب، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ فجاء ذا بعودٍ وذا بعودٍ حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه).
وإن من أخطر الذنوب يا عباد الله على العبد هي الذنوب الخفية التي تتعلق بالقلب وذلك لخفائها عن النفس وخفائها عن الناس،ولأن العبد لا يشعر بها غالبا ولا يحدث نفسه بالتخلص منها خلافا للذنوب الظاهرة التي يشعر المذنب بها ويلوم نفسه على فعلها.ومما يبين خطر هذه الذنوب أن إهمال العبد لها والتساهل فيها يؤدي إلى انتكاسة العبد عن الطاعة فهي كامنة في القلب تغلي فيه فإذا نزل بالعبد نازلة أو ضاقت به الحال ظهرت على جوارحه وأفسدت دينه ، وكذلك إذا نزل الموت بالعبد وكان أضعف ما يكون والشيطان حريص على أن يظفر به غلبت عليه هذه الذنوب وأحاطت به فأهلكته. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة). متفق عليه. وكثير من الخلق لا يعتني بالأحوال الباطنة، والأعمال القلبية،فيعمر ظاهره بالعمل الصالح، ويهمل إصلاح باطنه فتراه مصليا صائما منفقا، لكن قلبه مصاب بأنواع من الأمراض والذنوب الخفية والعياذ بالله ويظن أنه على خير.ولو فتش أحدنا قلبه لوجد أنه مبتلى بشيء من ذلك ولا يكاد يسلم أحد إلا من سلمه الله ووفقه للهداية الخاصة. فالواجب على العبد أن يحرص أشد الحرص على إصلاح باطنه وتزكية نفسه وأن يبذل وسعه في تطهير قلبه من الآثام ومداواته وتعاهده بالأدوية الشرعية النافعة. قال تعالى:يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ[الشعراء: 88 – 89] فلا ينفع العبد يوم القيامة إلا القلب السليم من الشبهات والشهوات.
أيها المسلمون: إن أنواع الذنوب الخفية كثيرة من أبرزها وأشدها خطرا هو:
أولا: الرياء: وذلك أن العبد يريد بعمل الآخرة ،ويقصد به الرياء والسمعة أو عرضا من الدنيا ، فمن رائى حبط عمله وحرم الثواب. وقد ورد ذم شديد ووعيد للمرائي. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به) متفق عليه. والرياء أخفى الذنوب وهو من الشرك الأصغر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فلما سئل عنه؟ قَالَ: الرياء) رواه أحمد. والمؤمن الحق هو الذي يخلص في عمله ويقصد بطاعته وجه الله والدار الآخرة ولا يلتفت قلبه إلى غير الله. قال تعالى: فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ]الكهف : 110
ثانيا الكبر: وهو ذنب عظيم يوجب دخول النار. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس). رواه مسلم. والكبر أن يتعاظم المرء نفسه فيحمله على أن يختال في مشيته ويزدري الخلق ويتنقصهم ويرد الحق إذا جاء ممن دونه أو خالف هواه. والكبر هو الذي حمل الشيطان على عصيان ربه والامتناع عن السجود له وحمل صناديد قريش على رد دعوة النبي . والكبر من خصائص الله تعالى لا يليق إلا به فمن نازعه فيه أهلكه وكبه في النار.
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قال الله عز وجل : الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار). رواه مسلم.
ثالثا العجب: ومن أعظم ما يهلك العبد ويحبط عمله ويضيع نصيبه في الآخرة وقوعه في العجب. وهو أن يعجب بعمله الصالح ويمن على الله حتى يصيبه الغرور والعياذ بالله. ويحمله ذلك على تزكية نفسه والانقطاع عن الطاعة فلا يستمر في الصالحات ويظن أنه أدى حق الله وتفضل عليه واستوجب دخول الجنة. وهذا من أعظم المهلكات التي تعرض للناسك الجاهل قليل البصيرة. والمؤمن الحق هو الذي يعمل العمل ويتقرب به إلى الله تعالى وهو خائف وجل أن لا يقبل الله منه قد مقت نفسه في الله ونظر مشفقا إلى ذنوبه وتفريطه في جنب الله وله نظر آخر إلى عظم حق الله وحق آلائه ونعمه التي لو عبد الله ألف سنة ما أدى شكر نعمة واحدة. وهو مع ذلك يوقن أنه لن يدخل الجنة بعمله إنما يدخلها برحمة الله. فهو كثير التوبة والندم كثير الإنابة والخشية لله كثير الشعور بالتقصير وقلة الشكر لله والله المستعان.
قال تعالى واصفا حال المخبتين: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ. ]المؤمنون : 60-61 [ قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل ؟ قال: (لا يا بنت الصديق, ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله عز وجل). رواه الترمذي. و قال الحسن البصري: "إن المؤمن جمع إحساناً وشفقة, وإن الكافر جمع إساءة وأمناً".
رابعا الظن السوء: وهو ذنب عظيم قد يوجب للعبد الردة والعياذ بالله. وهو إساءة العبد الظن بربه في وعده ووع يده والسنن التي يجريها الله على الأمم. فإذا نزل بالعبد نازلة اعترض على قضاء الله وقدره ولم يسلم الأمر لله وظن فيه ظن السوء. أو يظن العبد أن الغلبة للكفار وأن الله يخلف وعده لعباده ولا يعلي دينه وينصر أتباعه. أو يتشائم العبد في الأشياء التي يكره سماعها والنظر إليها فكل هذا من سوء الظن بالله وهو من أخلاق المنافقين. قال تعالى: الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ. ]الفتح : 6 [ وقال تعالى: (وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا ]الفتح :12[
خامسا الشح:وهو من الذنوب العظيمة التي إذا أصابت العبد أهلكته وجعلته عبدا للدنيا يغضب ويرضى لأجلها الشح وشدة الطمع والحرص على جمع حطام الدنيا ولو على حساب دينه.قال تعالى: وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُو]التغابن: 16[ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم) رواه مسلم. فإذا غلب حب الدنيا على قلب العبد أصيب في مقتل وزهد في عمل الآخرة وصارت الدنيا أكبر همه ومبلغ علمه وحمله ذلك على البخل ومنع الحقوق والتعدي على حرمات الله لا يتورع أبدا عن أكل المحرمات والشبهات ينازع الناس في الدرهم الحقير. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الذم: (تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش). رواه البخاري. والمؤمن الحق هو الذي يعمل للدنيا كأنه يعيش أبدا ويعمل للآخرة كأنه يموت غدا. ينظر إلى الدنيا على أنها وسيلة للطاعة والاستغناء عن الخلق يسخرها ويستعملها في طاعة الله ويتقي الله في جمعها وإنفاقها. وقد كانت الدنيا في أيد الصحابة ولم تكن في قلوبهم. قال تعالى: وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ]القصص:77[
سادسا طول الأمل:وان من أعظم ما يفتن قلب المؤمن ويجعله يعيش في الأماني وتسويف التوبة طول الأمل. فيظن العبد أن حياته طويلة وأنه سيعمر في هذه الدار. وهذا الشعور السيء دليل على حب الدنيا وإيثارها على الآخرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يهرم ابن آدم وتشب منه اثنتان: الحرص على المال، والحرص على العمر). رواه مسلم. والمرء إذا علم أن سفره بعيد لم يتأهب له ولم يتزود بما يعينه على السفر. وكلما هتف هاتف التوبة وحدث الملك النفس بالمبادرة بالعمل الصالح والإقلاع عن المعاصي قال القلب المفتون إنك مخلد في الدنيا وما زال في العمر مهلة فاستمتع بشبابك حتى يمضي العمر ويختم للعبد خاتمة سوء ويؤخذ على حين غرة. أما المؤمن الحق فيوقن أن هذه الدنيا دار ممر لا مقر فيها وأنه مسافر عنها عما قريب وأنه مهما أقام فيها وطال عمره فإن هذا يسير جدا بالنسبة للخلود في الآخرة وأنه لن يخلد في الدنيا فيتأهب للمسير ويتزود بالتقوى ويتعاهد نفسه بالتوبة ويمتثل وصية رسوله الكريم . قال ابن عمر رضي الله عنهما : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبيّ فقال : (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) . وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك). رواه البخاري
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ماظهر منها ومابطن اللهم أحينا على الإسلام والسنة وامتنا عليها اللهم إنا نعوذ بك أن نعرف اليوم ماكنا ننكر بالأمس وأن ننكر اليوم ماكنا نعرفه بالامس ،ونعوذ بك من التلون في دين الله ونعوذ بك أن نرى الحلال حراما والحرام حلالا يارب العالمين،اللهم ندعوك دعاء الغريق ،اللهم ندعوك دعاء الخائف المستجير، الوجل اللهم لاتنزع منا الإيمان ،اللهم لاتفتنا يارب العالمين،اللهم إذا أردت بعبادك فتنا مضله تزل فيها الأقدام وتضل فيها الافهام فاقبضنا إليك غير مفتونين ولامضيعين ولامبدلين أنت حسبنا ونعم الوكيل ولاحول لنا ولاقوة إلا بك أقول ماتسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه
الحمد لله، الحمد لله موجد البرايا، مجزل العطايا، له جزيل الحمد وكريم التحايا، خلق خلقه وجعل نفوسهم مستودعات عرايا، وأرسل إليهم رسله بجميل الخصال وحسن السجايا، يهدون للتي هي أقوم، ويدعون للأسلم بالأحكم، وينذرون الموقف الأعظم، والذي يظهر فيه مخفي الصدور ومكنون الحشايا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، خير بشر وطأت الثرى قدمه، ونطق بالحق فمه، وجرى في عرق دمه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.وبعد: اتقوا الله تعالى حق التقوى فإن الله خلقكم لعبادته، وخلقكم لذكره وشكره وحسن عبادته ، فاروا اله من أنفسكم مايحب ترون منه ماتحبون واعلموا إن اصدق الحديث كلام الله وان أحسن الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم واعلموا إن شر الأمور في دين الله محدثاتها وان كل محدثة في دين الله بدعه وان كل بدعة ضلاله 0
الذنب السابع هو الغل: ومن الذنوب الخطيرة التي تدل على عدم سلامة القلب وقلة النصح للعباد الغل والحقد وهو أن يحمل العبد في قلبه غلا وحقدا على أحد من المسلمين لسبب أو لغير سبب. وهو من الظلم والبغي بغير الحق. وسلامة القلب من أعظم أسباب دخول الجنة. والمؤمن الحق لا يغل ولا يحقد مهما ظلم أو خاصم. ومن كمال نصحه ومحبته للمؤمنين أن يستغفر لمن سبقه بالإيمان ويدعو الله بأن يطهر قلبه من الضغائن والأحقاد. قال تعالى في ذكر دعاء الصالحين: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ]الحشر : 10 [وقال سفيان الثوري: "وإياك والبغضاء فإنما هي الحالقة وعليك بالسلام لكل مسلم يخرج الغل والغش من قلبك، وعليك بالمصافحة تكن محبوباً إلى الناس".
ثامنا الحسد: فالحسد ياعباد الله مرض خطير وهو من أخطر الذنوب ، وعلة تفتك بالإنسان وتقتله.وكما أن لكل مرض دواء ،ولكل علة علاجًا فللحسد دواؤه وعلاجه.إذا خلصت النية وصحت العزيمة وصدق القول والعمل.وقد روي أنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.وهو ذنب يفسد إيمان العبد بالقضاء والقدر ويضر المسلمين فأثره متعدي. والحسد هو تمني زوال النعمة عن الغير.فالحاسد مسيء الظن بربه معترض على القدر ساخط على حكمة الله تعالى في قسمته الأرزاق والنعم غير قانع بما آتاه الله.قال تعالى في الاستعاذة من الحسد والحاسدوَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ]الفلق:5 [ ومن عين الحاسد ونفسه الخبيثة تنشأ العين التي تهلك المعيون في نفسه وأهله وماله وتجعل حياته جحيما لا يطاق. وقد أثنى الله على الأنصار لخلو قلوبهم من الحسد فقال تعالى: وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مّمّآ أُوتُواْ ]الحشر :9[ فهذا الدين جاء ليصلح الدنيا والآخرة، دينٌ متكامل، شامل لمناحي الحياة قاطبة شامل للإنسان ظاهره وباطنه، أقواله وأفعاله، وكما يؤمر الإنسان بنظافة الظاهر، فهو مأمورٌ أيضاً بنظافة الباطن من الأنجاس والأمراض ومنها الحسد. وقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه في ثلاثة أيام متتالية : (يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة). فخرج رجل واحد في الأيام الثلاثة ،فذهب إليه عبد الله بن عمر فبات معه ثلاثة أيام فلم يجد عنده زيادة في العبادة، فلما أراد فراقه وكاد يحتقر عمله، أخبره بقول الرسول وتعجبه كيف بلغ هذه المنزلة ، فقال له الرجل: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشًا ، ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه. فقال عبد الله: "هذه التي بلغت بها". تأملوا ـ أيها الإخوة : معي هذا الحديث العظيم لتعرف شمولية هذا الدين، وعظمة هذا الدين، ومقصد هذا الدين، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يطلع عليكم رجلٌ من أهل الجنة)، فطلع رجل من الأنصار، تنطف لحيته من وضوئه، قد علق نعليه بيده الشمال، فلما كان الغد قال النبي مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضاً، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبع الرجل عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فقال: "إني لاحَيْتُ أبي فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثاً، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت قال: نعم، قال أنس: فكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئاً، غير أنه إذا تعار ـ أي تقلب في فراشه ـ ذكر الله تعالى حتى ينهض لصلاة الفجر، قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً، فلما مضت الليالي الثلاث، وكدت أحتقر عمله قلت: يا عبد الله ـ يقصد الرجل ـ لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجرة، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث مرات: (يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة) فطلعت أنت الثلاث مرات فأردت أن آوى إليك فأنظر ما عملك، فأقتدي بك، فلم أرك عملت كبير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله؟ قال: (ما هو إلا ما رأيت). قال عبد الله: فلما وليت دعاني، فقال: ما هو إلا ما رأيت، غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً، ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه، فقال عبد الله بن عمرو: (هذه التي بلغت بك). رواه الإمام أحمد، وفي رواية: ما هو إلا ما رأيت يا ابن أخي إلا أني لم أبت ضاغناً على مسلم. نعم ـ أيها الإخوة ـ بمثل هذه القلوب النظيفة يكون دخول الجنة، وبمثل هذه القلوب الطاهرة يصح الإيمان ويكمل، ويسلم الصدر من الأحقاد، وينبغي أن تعلم أخيراً أيها الأخ في الله أنه لا أحد يسلم من الحسد للطبيعة البشرية
قال الحسن البصري رحمه الله: "ما من آدمي إلا وفيه الحسد فمن لم يجاوز ذلك إلا البغي والظلم لم يتبعه منه شيء". ومن بُلي بهذا الداء أيها الإخوة فعليه أن يعالج نفسه، ويذكر عظم ذنبه، ويسعى إلى إزالته بتذكر ضرره عليه وعلى إخوانه المسلمين وبتذكر أن الأمور بيد الله عز وجل: لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع وأن الخير كل الخير فيما اختاره الله تعالى، وفقنا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه والذنوب كثيرة أيها الإخوة والمقصود تنبيه المؤمن على أن يفطن لخطر الذنوب الخفية ويسعى جاهدا في التخلص منها ولا يزكي نفسه ويكون شديد الحذر والخوف من سوء الخاتمة ويجعل في وقته وفكره وبرامجه نصيبا للعناية في هذه المسائل الخفية والأحوال القلبية. والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. 0هذا وصلوا وسلموا على إمام المرسلين، وقائد الغر المحجلين، فقد أمركم الله تعالى بالصلاة والسلام عليه في محكم كتابه المبين حيث قال عز قائلا عليما: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً . ]الأحزاب : 56[
،اللهمَّ صلِّ على محمَّد وعلى آله محمَّد، كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميد مجيد، وبارك على محمَّد وعلى آل محمَّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميد مجيد، وارض اللهمَّ عن صحابة نبيِّك أجمعين وعنا معهم بعفوك وكرمك ياأكرم الأكرمين ،وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك يا أكرم الأكرمين النصير اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وانصر عبادك المؤمنين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين .اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلادنا وعن سائر بلاد المسلمين يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك أن تجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك، اللهم آمنا في الأوطان والدور، وأصلح الأئمة وولاة الأمور، وأغفر لنا يا عزيز يا غفور.اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ونعوذ بك من فتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال يارب العالمين يا ملاذنا ورجاءنا ياحي ياقيوم اللهم إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدا لا إله أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين اللهم اعصم قلوبنا من الفتن اللهم اعصم قلوبنا من الفتن اللهم اجعلها قلوبا بيضاء لايضرها فتنة مادامت السماوات والأرض ياحي ياقيوم ياذا الجلال والإكرام . اللهم طهر قلوبهم وقلوبنا من النفاق ،وأعمالنا من الرياء ،وألسنتنا من الكذب، وأعيننا من الخيانة ، إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ،اللهم اجعل حواسنا وجوارحنا شاهدة لنا باكتساب الخيرات ،لا شاهدة علينا بانتهاك المحرمات العالمين0 رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ]البقرة:201 [ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ *وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ *وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ]الصَّفات:180-182[ وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ،ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
أو معاصي الجوارح،أو ظاهر الإثم، والمسلم مأمور أن يجتنب ظاهر الإثم وباطنه جميعًا، كما قال تعالى:وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ[الأنعام: 120].فيجب على العبد الحذر من هذه الذنوب الظاهرة والباطنة وأن يتجنب الذنوب كلها دقها وجلها صغيرها وكبيرها وأن يتعاهد نفسه بالتوبة الصادقة والإنابة إلى ربه. قال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور: 31] وروى الإمام أحمد عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إياكم ومحقرات الذنوب، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ فجاء ذا بعودٍ وذا بعودٍ حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه).
وإن من أخطر الذنوب يا عباد الله على العبد هي الذنوب الخفية التي تتعلق بالقلب وذلك لخفائها عن النفس وخفائها عن الناس،ولأن العبد لا يشعر بها غالبا ولا يحدث نفسه بالتخلص منها خلافا للذنوب الظاهرة التي يشعر المذنب بها ويلوم نفسه على فعلها.ومما يبين خطر هذه الذنوب أن إهمال العبد لها والتساهل فيها يؤدي إلى انتكاسة العبد عن الطاعة فهي كامنة في القلب تغلي فيه فإذا نزل بالعبد نازلة أو ضاقت به الحال ظهرت على جوارحه وأفسدت دينه ، وكذلك إذا نزل الموت بالعبد وكان أضعف ما يكون والشيطان حريص على أن يظفر به غلبت عليه هذه الذنوب وأحاطت به فأهلكته. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة). متفق عليه. وكثير من الخلق لا يعتني بالأحوال الباطنة، والأعمال القلبية،فيعمر ظاهره بالعمل الصالح، ويهمل إصلاح باطنه فتراه مصليا صائما منفقا، لكن قلبه مصاب بأنواع من الأمراض والذنوب الخفية والعياذ بالله ويظن أنه على خير.ولو فتش أحدنا قلبه لوجد أنه مبتلى بشيء من ذلك ولا يكاد يسلم أحد إلا من سلمه الله ووفقه للهداية الخاصة. فالواجب على العبد أن يحرص أشد الحرص على إصلاح باطنه وتزكية نفسه وأن يبذل وسعه في تطهير قلبه من الآثام ومداواته وتعاهده بالأدوية الشرعية النافعة. قال تعالى:يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ[الشعراء: 88 – 89] فلا ينفع العبد يوم القيامة إلا القلب السليم من الشبهات والشهوات.
أيها المسلمون: إن أنواع الذنوب الخفية كثيرة من أبرزها وأشدها خطرا هو:
أولا: الرياء: وذلك أن العبد يريد بعمل الآخرة ،ويقصد به الرياء والسمعة أو عرضا من الدنيا ، فمن رائى حبط عمله وحرم الثواب. وقد ورد ذم شديد ووعيد للمرائي. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به) متفق عليه. والرياء أخفى الذنوب وهو من الشرك الأصغر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فلما سئل عنه؟ قَالَ: الرياء) رواه أحمد. والمؤمن الحق هو الذي يخلص في عمله ويقصد بطاعته وجه الله والدار الآخرة ولا يلتفت قلبه إلى غير الله. قال تعالى: فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ]الكهف : 110
ثانيا الكبر: وهو ذنب عظيم يوجب دخول النار. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس). رواه مسلم. والكبر أن يتعاظم المرء نفسه فيحمله على أن يختال في مشيته ويزدري الخلق ويتنقصهم ويرد الحق إذا جاء ممن دونه أو خالف هواه. والكبر هو الذي حمل الشيطان على عصيان ربه والامتناع عن السجود له وحمل صناديد قريش على رد دعوة النبي . والكبر من خصائص الله تعالى لا يليق إلا به فمن نازعه فيه أهلكه وكبه في النار.
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قال الله عز وجل : الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار). رواه مسلم.
ثالثا العجب: ومن أعظم ما يهلك العبد ويحبط عمله ويضيع نصيبه في الآخرة وقوعه في العجب. وهو أن يعجب بعمله الصالح ويمن على الله حتى يصيبه الغرور والعياذ بالله. ويحمله ذلك على تزكية نفسه والانقطاع عن الطاعة فلا يستمر في الصالحات ويظن أنه أدى حق الله وتفضل عليه واستوجب دخول الجنة. وهذا من أعظم المهلكات التي تعرض للناسك الجاهل قليل البصيرة. والمؤمن الحق هو الذي يعمل العمل ويتقرب به إلى الله تعالى وهو خائف وجل أن لا يقبل الله منه قد مقت نفسه في الله ونظر مشفقا إلى ذنوبه وتفريطه في جنب الله وله نظر آخر إلى عظم حق الله وحق آلائه ونعمه التي لو عبد الله ألف سنة ما أدى شكر نعمة واحدة. وهو مع ذلك يوقن أنه لن يدخل الجنة بعمله إنما يدخلها برحمة الله. فهو كثير التوبة والندم كثير الإنابة والخشية لله كثير الشعور بالتقصير وقلة الشكر لله والله المستعان.
قال تعالى واصفا حال المخبتين: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ. ]المؤمنون : 60-61 [ قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل ؟ قال: (لا يا بنت الصديق, ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله عز وجل). رواه الترمذي. و قال الحسن البصري: "إن المؤمن جمع إحساناً وشفقة, وإن الكافر جمع إساءة وأمناً".
رابعا الظن السوء: وهو ذنب عظيم قد يوجب للعبد الردة والعياذ بالله. وهو إساءة العبد الظن بربه في وعده ووع يده والسنن التي يجريها الله على الأمم. فإذا نزل بالعبد نازلة اعترض على قضاء الله وقدره ولم يسلم الأمر لله وظن فيه ظن السوء. أو يظن العبد أن الغلبة للكفار وأن الله يخلف وعده لعباده ولا يعلي دينه وينصر أتباعه. أو يتشائم العبد في الأشياء التي يكره سماعها والنظر إليها فكل هذا من سوء الظن بالله وهو من أخلاق المنافقين. قال تعالى: الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ. ]الفتح : 6 [ وقال تعالى: (وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا ]الفتح :12[
خامسا الشح:وهو من الذنوب العظيمة التي إذا أصابت العبد أهلكته وجعلته عبدا للدنيا يغضب ويرضى لأجلها الشح وشدة الطمع والحرص على جمع حطام الدنيا ولو على حساب دينه.قال تعالى: وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُو]التغابن: 16[ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم) رواه مسلم. فإذا غلب حب الدنيا على قلب العبد أصيب في مقتل وزهد في عمل الآخرة وصارت الدنيا أكبر همه ومبلغ علمه وحمله ذلك على البخل ومنع الحقوق والتعدي على حرمات الله لا يتورع أبدا عن أكل المحرمات والشبهات ينازع الناس في الدرهم الحقير. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الذم: (تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش). رواه البخاري. والمؤمن الحق هو الذي يعمل للدنيا كأنه يعيش أبدا ويعمل للآخرة كأنه يموت غدا. ينظر إلى الدنيا على أنها وسيلة للطاعة والاستغناء عن الخلق يسخرها ويستعملها في طاعة الله ويتقي الله في جمعها وإنفاقها. وقد كانت الدنيا في أيد الصحابة ولم تكن في قلوبهم. قال تعالى: وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ]القصص:77[
سادسا طول الأمل:وان من أعظم ما يفتن قلب المؤمن ويجعله يعيش في الأماني وتسويف التوبة طول الأمل. فيظن العبد أن حياته طويلة وأنه سيعمر في هذه الدار. وهذا الشعور السيء دليل على حب الدنيا وإيثارها على الآخرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يهرم ابن آدم وتشب منه اثنتان: الحرص على المال، والحرص على العمر). رواه مسلم. والمرء إذا علم أن سفره بعيد لم يتأهب له ولم يتزود بما يعينه على السفر. وكلما هتف هاتف التوبة وحدث الملك النفس بالمبادرة بالعمل الصالح والإقلاع عن المعاصي قال القلب المفتون إنك مخلد في الدنيا وما زال في العمر مهلة فاستمتع بشبابك حتى يمضي العمر ويختم للعبد خاتمة سوء ويؤخذ على حين غرة. أما المؤمن الحق فيوقن أن هذه الدنيا دار ممر لا مقر فيها وأنه مسافر عنها عما قريب وأنه مهما أقام فيها وطال عمره فإن هذا يسير جدا بالنسبة للخلود في الآخرة وأنه لن يخلد في الدنيا فيتأهب للمسير ويتزود بالتقوى ويتعاهد نفسه بالتوبة ويمتثل وصية رسوله الكريم . قال ابن عمر رضي الله عنهما : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبيّ فقال : (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) . وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك). رواه البخاري
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ماظهر منها ومابطن اللهم أحينا على الإسلام والسنة وامتنا عليها اللهم إنا نعوذ بك أن نعرف اليوم ماكنا ننكر بالأمس وأن ننكر اليوم ماكنا نعرفه بالامس ،ونعوذ بك من التلون في دين الله ونعوذ بك أن نرى الحلال حراما والحرام حلالا يارب العالمين،اللهم ندعوك دعاء الغريق ،اللهم ندعوك دعاء الخائف المستجير، الوجل اللهم لاتنزع منا الإيمان ،اللهم لاتفتنا يارب العالمين،اللهم إذا أردت بعبادك فتنا مضله تزل فيها الأقدام وتضل فيها الافهام فاقبضنا إليك غير مفتونين ولامضيعين ولامبدلين أنت حسبنا ونعم الوكيل ولاحول لنا ولاقوة إلا بك أقول ماتسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه
الحمد لله، الحمد لله موجد البرايا، مجزل العطايا، له جزيل الحمد وكريم التحايا، خلق خلقه وجعل نفوسهم مستودعات عرايا، وأرسل إليهم رسله بجميل الخصال وحسن السجايا، يهدون للتي هي أقوم، ويدعون للأسلم بالأحكم، وينذرون الموقف الأعظم، والذي يظهر فيه مخفي الصدور ومكنون الحشايا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، خير بشر وطأت الثرى قدمه، ونطق بالحق فمه، وجرى في عرق دمه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.وبعد: اتقوا الله تعالى حق التقوى فإن الله خلقكم لعبادته، وخلقكم لذكره وشكره وحسن عبادته ، فاروا اله من أنفسكم مايحب ترون منه ماتحبون واعلموا إن اصدق الحديث كلام الله وان أحسن الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم واعلموا إن شر الأمور في دين الله محدثاتها وان كل محدثة في دين الله بدعه وان كل بدعة ضلاله 0
الذنب السابع هو الغل: ومن الذنوب الخطيرة التي تدل على عدم سلامة القلب وقلة النصح للعباد الغل والحقد وهو أن يحمل العبد في قلبه غلا وحقدا على أحد من المسلمين لسبب أو لغير سبب. وهو من الظلم والبغي بغير الحق. وسلامة القلب من أعظم أسباب دخول الجنة. والمؤمن الحق لا يغل ولا يحقد مهما ظلم أو خاصم. ومن كمال نصحه ومحبته للمؤمنين أن يستغفر لمن سبقه بالإيمان ويدعو الله بأن يطهر قلبه من الضغائن والأحقاد. قال تعالى في ذكر دعاء الصالحين: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ]الحشر : 10 [وقال سفيان الثوري: "وإياك والبغضاء فإنما هي الحالقة وعليك بالسلام لكل مسلم يخرج الغل والغش من قلبك، وعليك بالمصافحة تكن محبوباً إلى الناس".
ثامنا الحسد: فالحسد ياعباد الله مرض خطير وهو من أخطر الذنوب ، وعلة تفتك بالإنسان وتقتله.وكما أن لكل مرض دواء ،ولكل علة علاجًا فللحسد دواؤه وعلاجه.إذا خلصت النية وصحت العزيمة وصدق القول والعمل.وقد روي أنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.وهو ذنب يفسد إيمان العبد بالقضاء والقدر ويضر المسلمين فأثره متعدي. والحسد هو تمني زوال النعمة عن الغير.فالحاسد مسيء الظن بربه معترض على القدر ساخط على حكمة الله تعالى في قسمته الأرزاق والنعم غير قانع بما آتاه الله.قال تعالى في الاستعاذة من الحسد والحاسدوَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ]الفلق:5 [ ومن عين الحاسد ونفسه الخبيثة تنشأ العين التي تهلك المعيون في نفسه وأهله وماله وتجعل حياته جحيما لا يطاق. وقد أثنى الله على الأنصار لخلو قلوبهم من الحسد فقال تعالى: وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مّمّآ أُوتُواْ ]الحشر :9[ فهذا الدين جاء ليصلح الدنيا والآخرة، دينٌ متكامل، شامل لمناحي الحياة قاطبة شامل للإنسان ظاهره وباطنه، أقواله وأفعاله، وكما يؤمر الإنسان بنظافة الظاهر، فهو مأمورٌ أيضاً بنظافة الباطن من الأنجاس والأمراض ومنها الحسد. وقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه في ثلاثة أيام متتالية : (يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة). فخرج رجل واحد في الأيام الثلاثة ،فذهب إليه عبد الله بن عمر فبات معه ثلاثة أيام فلم يجد عنده زيادة في العبادة، فلما أراد فراقه وكاد يحتقر عمله، أخبره بقول الرسول وتعجبه كيف بلغ هذه المنزلة ، فقال له الرجل: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشًا ، ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه. فقال عبد الله: "هذه التي بلغت بها". تأملوا ـ أيها الإخوة : معي هذا الحديث العظيم لتعرف شمولية هذا الدين، وعظمة هذا الدين، ومقصد هذا الدين، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يطلع عليكم رجلٌ من أهل الجنة)، فطلع رجل من الأنصار، تنطف لحيته من وضوئه، قد علق نعليه بيده الشمال، فلما كان الغد قال النبي مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضاً، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبع الرجل عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فقال: "إني لاحَيْتُ أبي فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثاً، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت قال: نعم، قال أنس: فكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئاً، غير أنه إذا تعار ـ أي تقلب في فراشه ـ ذكر الله تعالى حتى ينهض لصلاة الفجر، قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً، فلما مضت الليالي الثلاث، وكدت أحتقر عمله قلت: يا عبد الله ـ يقصد الرجل ـ لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجرة، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث مرات: (يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة) فطلعت أنت الثلاث مرات فأردت أن آوى إليك فأنظر ما عملك، فأقتدي بك، فلم أرك عملت كبير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله؟ قال: (ما هو إلا ما رأيت). قال عبد الله: فلما وليت دعاني، فقال: ما هو إلا ما رأيت، غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً، ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه، فقال عبد الله بن عمرو: (هذه التي بلغت بك). رواه الإمام أحمد، وفي رواية: ما هو إلا ما رأيت يا ابن أخي إلا أني لم أبت ضاغناً على مسلم. نعم ـ أيها الإخوة ـ بمثل هذه القلوب النظيفة يكون دخول الجنة، وبمثل هذه القلوب الطاهرة يصح الإيمان ويكمل، ويسلم الصدر من الأحقاد، وينبغي أن تعلم أخيراً أيها الأخ في الله أنه لا أحد يسلم من الحسد للطبيعة البشرية
قال الحسن البصري رحمه الله: "ما من آدمي إلا وفيه الحسد فمن لم يجاوز ذلك إلا البغي والظلم لم يتبعه منه شيء". ومن بُلي بهذا الداء أيها الإخوة فعليه أن يعالج نفسه، ويذكر عظم ذنبه، ويسعى إلى إزالته بتذكر ضرره عليه وعلى إخوانه المسلمين وبتذكر أن الأمور بيد الله عز وجل: لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع وأن الخير كل الخير فيما اختاره الله تعالى، وفقنا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه والذنوب كثيرة أيها الإخوة والمقصود تنبيه المؤمن على أن يفطن لخطر الذنوب الخفية ويسعى جاهدا في التخلص منها ولا يزكي نفسه ويكون شديد الحذر والخوف من سوء الخاتمة ويجعل في وقته وفكره وبرامجه نصيبا للعناية في هذه المسائل الخفية والأحوال القلبية. والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. 0هذا وصلوا وسلموا على إمام المرسلين، وقائد الغر المحجلين، فقد أمركم الله تعالى بالصلاة والسلام عليه في محكم كتابه المبين حيث قال عز قائلا عليما: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً . ]الأحزاب : 56[
،اللهمَّ صلِّ على محمَّد وعلى آله محمَّد، كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميد مجيد، وبارك على محمَّد وعلى آل محمَّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميد مجيد، وارض اللهمَّ عن صحابة نبيِّك أجمعين وعنا معهم بعفوك وكرمك ياأكرم الأكرمين ،وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك يا أكرم الأكرمين النصير اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وانصر عبادك المؤمنين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين .اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلادنا وعن سائر بلاد المسلمين يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك أن تجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك، اللهم آمنا في الأوطان والدور، وأصلح الأئمة وولاة الأمور، وأغفر لنا يا عزيز يا غفور.اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ونعوذ بك من فتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال يارب العالمين يا ملاذنا ورجاءنا ياحي ياقيوم اللهم إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدا لا إله أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين اللهم اعصم قلوبنا من الفتن اللهم اعصم قلوبنا من الفتن اللهم اجعلها قلوبا بيضاء لايضرها فتنة مادامت السماوات والأرض ياحي ياقيوم ياذا الجلال والإكرام . اللهم طهر قلوبهم وقلوبنا من النفاق ،وأعمالنا من الرياء ،وألسنتنا من الكذب، وأعيننا من الخيانة ، إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ،اللهم اجعل حواسنا وجوارحنا شاهدة لنا باكتساب الخيرات ،لا شاهدة علينا بانتهاك المحرمات العالمين0 رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ]البقرة:201 [ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ *وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ *وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ]الصَّفات:180-182[ وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ،ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى