رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
حدثنا هناد أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت:
- "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صائما في العشر قط".
قال أبو عيسى: هكذا روى غير واحد عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة. وروى الثوري وغيره هذا الحديث عن منصور عن إبراهيم، "أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير صائما في العشر".
وروى أبو الأحوص عن منصور عن إبراهيم عن عائشة ولم يذكر فيه عن الأسود. وقد اختلفوا على منصور في الحديث، ورواية الأعمش أصح وأوصل إسنادا. قال سمعت أبا بكر محمد بن أبان يقول: سمعت وكيعا يقول: الأعمش أحفظ لإسناد إبراهيم من منصور.
51 - باب ما جاء في العمل في أيام العشر
754 - حدثنا هناد أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم وهو ابن أبي عمران البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا يا رسول الله: ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء".
وفي الباب عن ابن عمر وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو وجابر.
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث حسن غريب صحيح.
755 - حدثنا أبو بكر بن نافع البصري أخبرنا مسعود بن واصل عن نهاس بن قهم عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الججة، يعدل صيام كل يوم منها صيام سنة وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مسعود بن واصل عن النهاس. وسألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه من غير هذا الوجه مثل هذا. وقال: قد روي عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل شيء من هذا.
52 - باب ما جاء في صيام ستة أيام من شوال
756 - حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا أبو معاوية أخبرنا سعيد بن سعيد عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فذلك صيام الدهر".
وفي الباب عن جابر وأبي هريرة وثوبان.
قال أبو عيسى: حديث أبي أيوب حديث حسن صحيح وقد استحب قوم صيام ستة من شوال لهذا الحديث.
وقال ابن المبارك: هو حسن مثل صيام ثلاثة أيام من كل شهر. قال ابن المبارك: ويروى في بعض الحديث: ويلحق هذا الصيام برمضان واختار ابن المبارك أن يكون ستة أيام من أول الشهر وقد روي عن ابن المبارك أنه قال: إن صام ستة أيام من شوال متفرقا فهو جائز.
قال أبو عيسى: قد روى عبد العزيز بن محمد عن صفوان بن سليم وسعد بن سعيد هذا الحديث عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا. وروى شعبة عن ورقاء بن عمر عن سعد بن سعيد هذا الحديث. وسعدبن سعيد هو أخو يحيى بن سعيد الأنصاري. وقد تكلم بعض أهل الحديث في سعد بن سعيد من قبل حفظه.
53 - باب ما جاء في صوم ثلاثة من كل شهر
757 - حدثنا قتيبة أخبرنا أبو عوانة عن سماك بن حرب عن أبي الربيع عن أبي هريرة قال:
- عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة: "أن لا أنام إلا على وتر، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر وأن أصلي الضحى".
758 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا أبو داود أنبأنا شعبة عن الأعمش قال: سمعت يحيى بن بسام يحدث عن موسى بن طلحة قال سمعت أبا ذر يقول:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذر إذا صمت من الشهر ثلاثة أيام فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة".
وفي الباب عن أبي قتادة وعبد الله بن عمرو وقرة بن إياس المزني وعبد الله بن مسعود وأبي عقرب وابن عباس وعائشة وقتادة بن ملحان وعثمان بن أبي العاص وجرير.
قال أبو عيسى: حديث أبي ذر حديث حسن.
وقد روي في بعض الحديث أن من صام ثلاثة أيام من كل شهر كان كمن صام الدهر.
759 - حدثنا هناد أخبرنا أبو معاوية عن عاصم الأحول عن أبي عثمان عن أبي ذر قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر فأنزل الله تبارك وتعالى تصديق ذلك في كتابه: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}، اليوم بعشرة أيام".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.
قال أبو عيسى: وقد روى شعبة هذا الحديث عن أبي شمر وأبي التياح عن أبي عثمان وقال عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
760 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا أبو داود أخبرنا شعبة عن يزيد الرشك قال سمعت معاذة قالت:
- قلت لعائشة: "أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر؟ قالت: نعم، قلت: من آيه كان يصوم؟ قالت: كان لا يبالي من آيه صام".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح قال: ويزيد الرشك هو يزيد الضبعي وهو يزيد القاسم وهو القسام، والرشك هو القسام في لغة أهل البصرة.
54 - باب ما جاء في فضل الصوم
761 - حدثنا عمران بن موسى القزاز البصري أخبرنا عبد الوارث بن سعيد أخبرنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن ربكم يقول كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والصوم لي وأنا أجزي به والصوم جنة من النار، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وإن جهل على أحدكم جاهل وهو صائم فليقل إني صائم".
وفي الباب عن معاذ بن جبل وسهل بن سعد وكعب بن عجرة وسلامة بن قيصر وبشير بن الخصاصية. واسم بشير زحم بن معبد، والخصاصية هي أمه.
قال أبو عيسى: وحديث أبي هريرة حديث حسن غريب من هذا الوجه.
762 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا أبو عامر العقدي عن هشام بن سعد عن أبي حازم عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "في الجنة باب يدعى الريان يدعى له الصائمون فمن كان من الصائمين دخله، ومن دخله لم يظمأ أبدا".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب.
763 - حدثنا قتيبة أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن سهل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "للصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
55 - باب ما جاء في صوم الدهر
764 - حدثنا قتيبة وأحمد بن عبدة الضـبي قال أخبرنا حماد بن زيد عن غيلان ابن جرير عن عبد الله بن معبد عن أبي قتادة قال:
- "قيل يا رسول الله كيف لمن صام الدهر قال: لا صام ولا أفطر أو لم يصم ولم يفطر".
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو وعبد الله بن الشخير وعمران بن حصين وأبي موسى.
قال أبو عيسى: حديث أبي قتادة حديث حسن.
وقد كره قوم من أهل العلم صيام الدهر، وقالوا إنما يكون صيام الدهر إذا لم يفطر يوم الفطر ويوم الأضحى وأيام التشريق فمن أفطر في هذه الأيام فقد خرج من حد الكراهية ولا يكون قد صام الدهر كله. هكذا روي عن مالك بن أنس وهو قول الشافعي وقال أحمد وإسحاق نحوا من هذا وقالا لا يجب أن يفطر أياما غير هذه الخمسة الأيام التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم الفطر ويوم الأضحى وأيام التشريق.
56 - باب ما جاء في سرد الصوم
765 - حدثنا قتيبة أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن عبد الله بن شقيق قال:
- "سألت عائشة عن صيام النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان يصوم حتى نقول قد صام ويفطر حتى نقول قد أفطر، وما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا إلا رمضان".
وفي الباب عن أنس وابن عباس.
قال أبو عيسى: حديث عائشة حديث حسن صحيح.
766 - حدثنا علي بن حجر أخبرنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس بن مالك
- أنه سئل عن صوم النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كان يصوم من الشهر حتى يرى أنه لا يريد أن يفطر منه، ويفطر حتى يرى أنه لا يريد أن يصوم منه شيئا، فكنت لا تشاء أن تراه من الليل مصليا إلا رأيته مصليا، ولا نائما إلا رأيته نائما".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
767 - حدثنا هناد أخبرنا وكيع عن مسعر وسفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصوم صوم أخي داود كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وأبو العباس هو الشاعر الأعمى واسمه السائب بن فروخ.
وقال بعض أهل العلم: أفضل الصيام أن يصوم يوما ويفطر يوما، ويقال: هذا هو أشد الصيام.
57 - باب ما جاء في كراهية الصوم يوم الفطر ويوم النحر
768 - حدثنا قتيبة أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال:
- "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامين صيام يوم الأضحى ويوم الفطر".
وفي الباب عن عمر وعلي وعائشة وأبي هريرة وعقبة بن عامر وأنس.
قال أبو عيسى: حديث أبي سعيد حديث حسن صحيح. والعمل عليه عند أهل العلم.
قال أبو عيسى: وعمرو بن يحيى هو ابن عمارة بن أبي الحسن المازني المديني، وهو ثقة، روى عنه سفيان الثوري وشعبة ومالك بن أنس.
769 - حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب أخبرنا يزيد بن زريع أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف قال:
- "شهدت عمر بن الخطاب في يوم نحر بدأ بالصلاة قبل الخطبة، ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن صوم هذين اليومين، أما يوم الفطر ففطركم من صومكم وعيد للمسلمين، وأما يوم الأضحى فكلوا من لحم نسككم".
قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح. وأبو عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف اسمه سعد، ويقال له مولى عبد الرحمن بن أزهر أيضا. وعبد الرحمن بن أزهر هو ابن عم عبد الرحمن بن عوف.
58 - باب ما جاء في كراهية صوم أيام التشريق
770 - حدثنا هناد أخبرنا وكيع عن موسى بن علي عن أبيه عن عقبة بن عامر قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب".
وفي الباب عن علي وسعد وأبي هريرة وجابر ونبيشة وبشر بن سحيم وعبد الله بن حذافة وأنس وحمزة بن عمرو الأسلمي وكعب بن مالك وعائشة وعمرو بن العاص وعبد الله بن عمرو.
قال أبو عيسى: حديث عقبة بن عامر حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أهل العلم يكرهون صيام أيام التشريق، إلا أن قوما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم رخصوا للمتمتع إذا لم يجد هديا ولم يصم في العشر أن يصوم أيام التشريق. وبه يقول مالك بن أنس والشافعي وأحمد وإسحاق.
قال أبو عيسى: وأهل العراق يقولون: موسى بن علي بن رباح وأهل مصر يقولون موسى بن علي. وقال: سمعت قتيبة يقول سمعت الليث بن سعد يقول: قال موسى ابن علي: لا أجعل أحدا في حل صغر اسم أبي.
59 - باب ما جاء في كراهية الحجامة للصائم
771 - حدثنا محمد بن رافع النيسابوري ومحمود بن غيلان ويحيى بن موسى قالوا أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ عن السائب بن يزيد عن رافع بن خديج
- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفطر الحاجم والمحجوم".
وفي الباب عن سعد وعلي وشداد بن أوس وثوبان وأسامة بن زيد وعائشة ومعقل ابن يسار، ويقال معقل بن سنان وأبي هريرة وابن عباس وأبي موسى وبلال.
قال أبو عيسى: حديث رافع بن خديج حديث حسن صحيح. وذكر عن أحمد بن حنبل أنه قال: أصح شيء في هذا الباب حديث رافع بن خديج وذكر عن علي بن عبد الله أنه قال أصح شيء في هذا الباب حديث ثوبان وشداد بن أوس لأن يحيى ابن أبي كثير روى عن أبي قلابة الحديثين جميعا، حديث ثوبان وحديث شداد بن أوس.
وقد كره قوم من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم الحجامة للصائم حتى أن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم احتجم بالليل منهم أبو موسى الأشعري وابن عمر وبهذا يقول ابن المبارك.
قال أبو عيسى: وسمعت إسحاق بن منصور يقول: قال عبد الرحمن بن مهدي: من احتجم وهو صائم فعليه القضاء قال إسحاق بن منصور وهكذا قال أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم.
قال أبو عيسى: وأخبرني الحسن بن محمد الزعفراني قال: قال الشافعي: قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه احتجم وهو صائم وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أفطر الحاجم والمحجوم. ولا أعلم أحدا من هذين الحديثين ثابتا. ولو توقى رجل الحجامة وهو صائم كان أحب إلي وإن احتجم وهو صائم لم أر ذلك أن يفطره.
قال أبو عيسى: هكذا كان قول الشافعي ببغداد، وأما بمصر فمال إلى الرخصة، ولم ير بالحجامة بأسا واحتج أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم في حجة الوداع وهو محرم صائم.
60 - باب ما جاء من الرخصة في ذلك
772 - حدثنا بشر بن هلال البصري أخبرنا عبد الوارث بن سعيد أخبرنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال:
- "احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم صائم ".
قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح هكذا روى وهيب نحو رواية عبد الوارث وروى إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن عكرمة مرسلا ولم يذكر فيه عن ابن عباس.
773 - حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن حبيب بن الشهيد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس:
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
774 - حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا عبد الله بن إدريس عن يزيد بن أبي زياد عن مقسم عن ابن عباس:
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم فيما بين مكة والمدينة وهو محرم صائم".
وفي الباب عن أبي سعيد وجابر وأنس.
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث حسن صحيح. وقد ذهب بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم إلى هذا الحديث ولم يروا بالحجامة للصائم بأسا وهو قول سفيان الثوري ومالك بن أنس والشافعي.
61 - باب ما جاء في كراهية الوصال في الصيام.
775 - حدثنا نصر بن علي الجهضمي أخبرنا بشر بن المفضل وخالد بن الحارث عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تواصلوا، قالوا فإنك تواصل يا رسول الله قال: إني لست كأحدكم إن ربي يطعمني ويسقيني".
وفي الباب عن علي وأبي هريرة وعائشة وابن عمر وجابر وأبي سعيد وبشير بن الخصاصية.
قال أبو عيسى: حديث أنس حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند بعض أهل العلم كرهوا الوصال في الصيام وروي عن عبد الله بن الزبير أنه كان يواصل الأيام ولا يفطر.
62 - باب ما جاء في الجنب يدركه الفجر وهو يريد الصوم.
776 - حدثنا قتيبة أخبرنا الليث عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال:
- "أخبرتني عائشة وأم سلمة زوجا النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل فيصوم".
قال أبو عيسى: حديث عائشة وأم سلمة حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم وهو قول سفيان والشافعي وأحمد وإسحاق وقد قال قوم من التابعين: إذا أصبح جنبا يقضي ذلك اليوم. والقول الأول أصح.
63 - باب ما جاء في إجابة الصائم الدعوة.
777 - حدثنا أزهر بن مروان البصري أخبرنا محمد بن سواء أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة:
- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب، فإن كان صائما فليصل"، يعني الدعاء.
778 - حدثنا نصر بن علي أخبرنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "إذا دعي أحدكم وهو صائم فليقل: إني صائم".
قال أبو عيسى: فكلا الحديثين في هذا الباب عن أبي هريرة حسن صحيح.
64 - باب ما جاء في كراهية صوم المرأة إلا بإذن زوجها
779 - حدثنا قتيبة ونصر بن علي قالا أخبرنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "لا تصوم المرأة وزوجها شاهد يوما من غير شهر رمضان إلا بإذنه".
- "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صائما في العشر قط".
قال أبو عيسى: هكذا روى غير واحد عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة. وروى الثوري وغيره هذا الحديث عن منصور عن إبراهيم، "أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير صائما في العشر".
وروى أبو الأحوص عن منصور عن إبراهيم عن عائشة ولم يذكر فيه عن الأسود. وقد اختلفوا على منصور في الحديث، ورواية الأعمش أصح وأوصل إسنادا. قال سمعت أبا بكر محمد بن أبان يقول: سمعت وكيعا يقول: الأعمش أحفظ لإسناد إبراهيم من منصور.
51 - باب ما جاء في العمل في أيام العشر
754 - حدثنا هناد أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم وهو ابن أبي عمران البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا يا رسول الله: ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء".
وفي الباب عن ابن عمر وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو وجابر.
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث حسن غريب صحيح.
755 - حدثنا أبو بكر بن نافع البصري أخبرنا مسعود بن واصل عن نهاس بن قهم عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الججة، يعدل صيام كل يوم منها صيام سنة وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مسعود بن واصل عن النهاس. وسألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه من غير هذا الوجه مثل هذا. وقال: قد روي عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل شيء من هذا.
52 - باب ما جاء في صيام ستة أيام من شوال
756 - حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا أبو معاوية أخبرنا سعيد بن سعيد عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فذلك صيام الدهر".
وفي الباب عن جابر وأبي هريرة وثوبان.
قال أبو عيسى: حديث أبي أيوب حديث حسن صحيح وقد استحب قوم صيام ستة من شوال لهذا الحديث.
وقال ابن المبارك: هو حسن مثل صيام ثلاثة أيام من كل شهر. قال ابن المبارك: ويروى في بعض الحديث: ويلحق هذا الصيام برمضان واختار ابن المبارك أن يكون ستة أيام من أول الشهر وقد روي عن ابن المبارك أنه قال: إن صام ستة أيام من شوال متفرقا فهو جائز.
قال أبو عيسى: قد روى عبد العزيز بن محمد عن صفوان بن سليم وسعد بن سعيد هذا الحديث عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا. وروى شعبة عن ورقاء بن عمر عن سعد بن سعيد هذا الحديث. وسعدبن سعيد هو أخو يحيى بن سعيد الأنصاري. وقد تكلم بعض أهل الحديث في سعد بن سعيد من قبل حفظه.
53 - باب ما جاء في صوم ثلاثة من كل شهر
757 - حدثنا قتيبة أخبرنا أبو عوانة عن سماك بن حرب عن أبي الربيع عن أبي هريرة قال:
- عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة: "أن لا أنام إلا على وتر، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر وأن أصلي الضحى".
758 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا أبو داود أنبأنا شعبة عن الأعمش قال: سمعت يحيى بن بسام يحدث عن موسى بن طلحة قال سمعت أبا ذر يقول:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذر إذا صمت من الشهر ثلاثة أيام فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة".
وفي الباب عن أبي قتادة وعبد الله بن عمرو وقرة بن إياس المزني وعبد الله بن مسعود وأبي عقرب وابن عباس وعائشة وقتادة بن ملحان وعثمان بن أبي العاص وجرير.
قال أبو عيسى: حديث أبي ذر حديث حسن.
وقد روي في بعض الحديث أن من صام ثلاثة أيام من كل شهر كان كمن صام الدهر.
759 - حدثنا هناد أخبرنا أبو معاوية عن عاصم الأحول عن أبي عثمان عن أبي ذر قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر فأنزل الله تبارك وتعالى تصديق ذلك في كتابه: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}، اليوم بعشرة أيام".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.
قال أبو عيسى: وقد روى شعبة هذا الحديث عن أبي شمر وأبي التياح عن أبي عثمان وقال عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
760 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا أبو داود أخبرنا شعبة عن يزيد الرشك قال سمعت معاذة قالت:
- قلت لعائشة: "أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر؟ قالت: نعم، قلت: من آيه كان يصوم؟ قالت: كان لا يبالي من آيه صام".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح قال: ويزيد الرشك هو يزيد الضبعي وهو يزيد القاسم وهو القسام، والرشك هو القسام في لغة أهل البصرة.
54 - باب ما جاء في فضل الصوم
761 - حدثنا عمران بن موسى القزاز البصري أخبرنا عبد الوارث بن سعيد أخبرنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن ربكم يقول كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والصوم لي وأنا أجزي به والصوم جنة من النار، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وإن جهل على أحدكم جاهل وهو صائم فليقل إني صائم".
وفي الباب عن معاذ بن جبل وسهل بن سعد وكعب بن عجرة وسلامة بن قيصر وبشير بن الخصاصية. واسم بشير زحم بن معبد، والخصاصية هي أمه.
قال أبو عيسى: وحديث أبي هريرة حديث حسن غريب من هذا الوجه.
762 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا أبو عامر العقدي عن هشام بن سعد عن أبي حازم عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "في الجنة باب يدعى الريان يدعى له الصائمون فمن كان من الصائمين دخله، ومن دخله لم يظمأ أبدا".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب.
763 - حدثنا قتيبة أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن سهل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "للصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
55 - باب ما جاء في صوم الدهر
764 - حدثنا قتيبة وأحمد بن عبدة الضـبي قال أخبرنا حماد بن زيد عن غيلان ابن جرير عن عبد الله بن معبد عن أبي قتادة قال:
- "قيل يا رسول الله كيف لمن صام الدهر قال: لا صام ولا أفطر أو لم يصم ولم يفطر".
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو وعبد الله بن الشخير وعمران بن حصين وأبي موسى.
قال أبو عيسى: حديث أبي قتادة حديث حسن.
وقد كره قوم من أهل العلم صيام الدهر، وقالوا إنما يكون صيام الدهر إذا لم يفطر يوم الفطر ويوم الأضحى وأيام التشريق فمن أفطر في هذه الأيام فقد خرج من حد الكراهية ولا يكون قد صام الدهر كله. هكذا روي عن مالك بن أنس وهو قول الشافعي وقال أحمد وإسحاق نحوا من هذا وقالا لا يجب أن يفطر أياما غير هذه الخمسة الأيام التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم الفطر ويوم الأضحى وأيام التشريق.
56 - باب ما جاء في سرد الصوم
765 - حدثنا قتيبة أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن عبد الله بن شقيق قال:
- "سألت عائشة عن صيام النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان يصوم حتى نقول قد صام ويفطر حتى نقول قد أفطر، وما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا إلا رمضان".
وفي الباب عن أنس وابن عباس.
قال أبو عيسى: حديث عائشة حديث حسن صحيح.
766 - حدثنا علي بن حجر أخبرنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس بن مالك
- أنه سئل عن صوم النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كان يصوم من الشهر حتى يرى أنه لا يريد أن يفطر منه، ويفطر حتى يرى أنه لا يريد أن يصوم منه شيئا، فكنت لا تشاء أن تراه من الليل مصليا إلا رأيته مصليا، ولا نائما إلا رأيته نائما".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
767 - حدثنا هناد أخبرنا وكيع عن مسعر وسفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصوم صوم أخي داود كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وأبو العباس هو الشاعر الأعمى واسمه السائب بن فروخ.
وقال بعض أهل العلم: أفضل الصيام أن يصوم يوما ويفطر يوما، ويقال: هذا هو أشد الصيام.
57 - باب ما جاء في كراهية الصوم يوم الفطر ويوم النحر
768 - حدثنا قتيبة أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال:
- "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامين صيام يوم الأضحى ويوم الفطر".
وفي الباب عن عمر وعلي وعائشة وأبي هريرة وعقبة بن عامر وأنس.
قال أبو عيسى: حديث أبي سعيد حديث حسن صحيح. والعمل عليه عند أهل العلم.
قال أبو عيسى: وعمرو بن يحيى هو ابن عمارة بن أبي الحسن المازني المديني، وهو ثقة، روى عنه سفيان الثوري وشعبة ومالك بن أنس.
769 - حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب أخبرنا يزيد بن زريع أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف قال:
- "شهدت عمر بن الخطاب في يوم نحر بدأ بالصلاة قبل الخطبة، ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن صوم هذين اليومين، أما يوم الفطر ففطركم من صومكم وعيد للمسلمين، وأما يوم الأضحى فكلوا من لحم نسككم".
قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح. وأبو عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف اسمه سعد، ويقال له مولى عبد الرحمن بن أزهر أيضا. وعبد الرحمن بن أزهر هو ابن عم عبد الرحمن بن عوف.
58 - باب ما جاء في كراهية صوم أيام التشريق
770 - حدثنا هناد أخبرنا وكيع عن موسى بن علي عن أبيه عن عقبة بن عامر قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب".
وفي الباب عن علي وسعد وأبي هريرة وجابر ونبيشة وبشر بن سحيم وعبد الله بن حذافة وأنس وحمزة بن عمرو الأسلمي وكعب بن مالك وعائشة وعمرو بن العاص وعبد الله بن عمرو.
قال أبو عيسى: حديث عقبة بن عامر حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أهل العلم يكرهون صيام أيام التشريق، إلا أن قوما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم رخصوا للمتمتع إذا لم يجد هديا ولم يصم في العشر أن يصوم أيام التشريق. وبه يقول مالك بن أنس والشافعي وأحمد وإسحاق.
قال أبو عيسى: وأهل العراق يقولون: موسى بن علي بن رباح وأهل مصر يقولون موسى بن علي. وقال: سمعت قتيبة يقول سمعت الليث بن سعد يقول: قال موسى ابن علي: لا أجعل أحدا في حل صغر اسم أبي.
59 - باب ما جاء في كراهية الحجامة للصائم
771 - حدثنا محمد بن رافع النيسابوري ومحمود بن غيلان ويحيى بن موسى قالوا أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ عن السائب بن يزيد عن رافع بن خديج
- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفطر الحاجم والمحجوم".
وفي الباب عن سعد وعلي وشداد بن أوس وثوبان وأسامة بن زيد وعائشة ومعقل ابن يسار، ويقال معقل بن سنان وأبي هريرة وابن عباس وأبي موسى وبلال.
قال أبو عيسى: حديث رافع بن خديج حديث حسن صحيح. وذكر عن أحمد بن حنبل أنه قال: أصح شيء في هذا الباب حديث رافع بن خديج وذكر عن علي بن عبد الله أنه قال أصح شيء في هذا الباب حديث ثوبان وشداد بن أوس لأن يحيى ابن أبي كثير روى عن أبي قلابة الحديثين جميعا، حديث ثوبان وحديث شداد بن أوس.
وقد كره قوم من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم الحجامة للصائم حتى أن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم احتجم بالليل منهم أبو موسى الأشعري وابن عمر وبهذا يقول ابن المبارك.
قال أبو عيسى: وسمعت إسحاق بن منصور يقول: قال عبد الرحمن بن مهدي: من احتجم وهو صائم فعليه القضاء قال إسحاق بن منصور وهكذا قال أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم.
قال أبو عيسى: وأخبرني الحسن بن محمد الزعفراني قال: قال الشافعي: قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه احتجم وهو صائم وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أفطر الحاجم والمحجوم. ولا أعلم أحدا من هذين الحديثين ثابتا. ولو توقى رجل الحجامة وهو صائم كان أحب إلي وإن احتجم وهو صائم لم أر ذلك أن يفطره.
قال أبو عيسى: هكذا كان قول الشافعي ببغداد، وأما بمصر فمال إلى الرخصة، ولم ير بالحجامة بأسا واحتج أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم في حجة الوداع وهو محرم صائم.
60 - باب ما جاء من الرخصة في ذلك
772 - حدثنا بشر بن هلال البصري أخبرنا عبد الوارث بن سعيد أخبرنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال:
- "احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم صائم ".
قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح هكذا روى وهيب نحو رواية عبد الوارث وروى إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن عكرمة مرسلا ولم يذكر فيه عن ابن عباس.
773 - حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن حبيب بن الشهيد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس:
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
774 - حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا عبد الله بن إدريس عن يزيد بن أبي زياد عن مقسم عن ابن عباس:
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم فيما بين مكة والمدينة وهو محرم صائم".
وفي الباب عن أبي سعيد وجابر وأنس.
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث حسن صحيح. وقد ذهب بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم إلى هذا الحديث ولم يروا بالحجامة للصائم بأسا وهو قول سفيان الثوري ومالك بن أنس والشافعي.
61 - باب ما جاء في كراهية الوصال في الصيام.
775 - حدثنا نصر بن علي الجهضمي أخبرنا بشر بن المفضل وخالد بن الحارث عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تواصلوا، قالوا فإنك تواصل يا رسول الله قال: إني لست كأحدكم إن ربي يطعمني ويسقيني".
وفي الباب عن علي وأبي هريرة وعائشة وابن عمر وجابر وأبي سعيد وبشير بن الخصاصية.
قال أبو عيسى: حديث أنس حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند بعض أهل العلم كرهوا الوصال في الصيام وروي عن عبد الله بن الزبير أنه كان يواصل الأيام ولا يفطر.
62 - باب ما جاء في الجنب يدركه الفجر وهو يريد الصوم.
776 - حدثنا قتيبة أخبرنا الليث عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال:
- "أخبرتني عائشة وأم سلمة زوجا النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل فيصوم".
قال أبو عيسى: حديث عائشة وأم سلمة حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم وهو قول سفيان والشافعي وأحمد وإسحاق وقد قال قوم من التابعين: إذا أصبح جنبا يقضي ذلك اليوم. والقول الأول أصح.
63 - باب ما جاء في إجابة الصائم الدعوة.
777 - حدثنا أزهر بن مروان البصري أخبرنا محمد بن سواء أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة:
- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب، فإن كان صائما فليصل"، يعني الدعاء.
778 - حدثنا نصر بن علي أخبرنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "إذا دعي أحدكم وهو صائم فليقل: إني صائم".
قال أبو عيسى: فكلا الحديثين في هذا الباب عن أبي هريرة حسن صحيح.
64 - باب ما جاء في كراهية صوم المرأة إلا بإذن زوجها
779 - حدثنا قتيبة ونصر بن علي قالا أخبرنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "لا تصوم المرأة وزوجها شاهد يوما من غير شهر رمضان إلا بإذنه".
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
وفي الباب عن ابن عباس وأبي سعيد.
قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح وقد روي هذا الحديث عن أبي الزناد عن موسى بن أبي عثمان عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
65 - باب ما جاء في تأخير قضاء رمضان.
780 - حدثنا قتيبة أخبرنا أبو عوانة عن إسماعيل السدي عن عبد الله البهي عن عائشة قالت:
- "ما كنت أقضي ما يكون علي من رمضان إلا في شعبان حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم"
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وقد رواه يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبي سلمة عن عائشة نحو هذا.
66 - باب ما جاء في فضل الصائم إذا أكل عنده.
781 - حدثنا علي بن حجر أخبرنا شريك عن حبيب بن زيد عن ليلى عن مولاتها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- " الصائم إذا أكل عنده المفاطير صلت عليه الملائكة".
قال أبو عيسى: وروى شعبة هذا الحديث عن حبيب بن زيد عن جدته أم عمارة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
782 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا أبو داود أخبرنا شعبة عن حبيب بن زيد قال: سمعت مولاة لنا يقال لها ليلى تحدث عن أم عمارة ابنة كعب الأنصارية:
- " أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فقدمت إليه طعاما فقال: كلي، فقالت: إني صائمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الصائم تصلي عليه الملائكة إذا أكل عنده حتى يفرغوا، وربما قال حتى يشبعوا".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وهو أصح من حديث شريك.
783 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا محمد بن جعفر أخبرنا شعبة عن حبيب بن زيد عن مولاة لهم يقال لها ليلى عن أم عمارة بنت كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه ولم يذكر فيه حتى يفرغوا أو يشبعوا".
قال أبو عيسى: وأم عمارة هي جدة حبيب بن زيد الأنصاري.
67 - باب ما جاء في قضاء الحائض الصيام دون الصلاة.
784 - حدثنا علي بن حجر أخبرنا علي بن مسهر عن عبيدة عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت:
- " كنا نحيض عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نطهر فيأمرنا بقضاء الصيام ولا يأمرنا بقضاء الصلاة".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن. وقد روي عن معاذة عن عائشة أيضا. والعمل على هذا عند أهل العلم لا نعلم بينهم اختلافا في أن الحائض تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة.
قال أبو عيسى: وعبيدة هو ابن معتب الضبي الكوفي ويكنى أبا عبد الكريم.
68 - باب ما جاء في كراهية مبالغة الاستنشاق للصائم.
785 - حدثنا عبد الوهاب الوراق وأبو عمار قالا أخبرنا يحيى بن سليم قال حدثني إسماعيل بن كثير قال سمعت عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه قال:
- " قلت يا رسول الله أخبرني عن الوضوء قال: أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وقد كره أهل العلم السعوط للصائم ورأوا أن ذلك يفطره، وفي الحديث ما يقوي قولهم.
69 - باب ما جاء فيمن نزل بقوم فلا يصوم إلا بإذنهم.
786 - حدثنا بشر بن معاذ العقدي البصري أخبرنا أيوب بن واقد الكوفي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نزل على قوم فلا يصومن تطوعا إلا بإذنهم".
قال أبو عيسى: هذا حديث منكر لا نعرف أحدا من الثقات روى هذا الحديث عن هشام بن عروة. وقد روى موسى بن داود عن أبي بكر المديني عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من هذا. وهذا حديث ضعيف أيضا. أبو بكر ضعيف عند أهل الحديث. وأبو بكر المديني الذي روى عن جابر بن عبد الله اسمه الفضل بن مبشر وهو أوثق من هذا أو أقدم.
70 - باب ما جاء في الاعتكاف.
787 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة وعروة عن عائشة:
- " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى قبضه الله".
قال: وفي الباب عن أبي ابن كعب وأبي ليلى وأبي سعيد وأنس وابن عمر.
قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة وعائشة حديث حسن صحيح.
788 - حدثنا هناد أخبرنا أبو معاوية عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت:
- " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل في معتكفه".
قال أبو عيسى: وقد روي هذا الحديث عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، ورواه مالك وغير واحد عن يحيى بن سعيد مرسلا. ورواه الأوزاعي عن سفيان الثوري عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة.
والعمل على هذا الحديث عند بعض أهل العلم يقولون: إذا أراد الرجل أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل في معتكفه. وهو قول أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم. وقال بعضهم إذا أراد أن يعتكف فلتغب له الشمس من الليلة التي يريد أن يعتكف فيها من الغد، وقد قعد في معتكفه وهو قول سفيان الثوري ومالك بن أنس.
71 - باب ما جاء في ليلة القدر.
789 - حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني أخبرنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:
- " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان".
وفي الباب عن عمر وأبي بن كعب وجابر بن سمرة وجابر بن عبد الله وابن عمر والفلتان بن عاصم وأنس وأبي سعيد وعبد الله بن أنيس وأبي بكرة وابن عباس وبلال وعبادة بن الصامت".
قال أبو عيسى: حديث عائشة حديث حسن صحيح وقولها يجاور تعني يعتكف وأكثر الروايات عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال التمسوها في العشر الأواخر في كل وتر". وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر أنها ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين وخمس وعشرين وسبع وعشرين وتسع وعشرين وآخر ليلة من رمضان. قال الشافعي كان هذا عندي والله أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجيب على نحو ما يسأل عنه. يقال له نلتمسها في ليلة كذا فيقول التمسوها في ليلة كذا. قال الشافعي وأقوى الروايات عندي فيها ليلة إحدى وعشرين.
قال أبو عيسى: وقد روي عن أبي بن كعب أنه كان يحلف أنها ليلة سبع وعشرين ويقول: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلامتها فعددنا وحفظنا وروي عن أبي قلابة أنه قال: ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر أخبرنا بذلك عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة بهذا.
790 - حدثنا واصل بن عبد الأعلى الكوفي أخبرنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر قال: قلت لأبي بن كعب: أنى علمت أبا المنذر أنها ليلة سبع وعشرين؟ قال: بلى أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها ليلة صبيحتها تطلع الشمس ليس لها شعاع. فعددنا وحفظنا والله لقد علم ابن مسعود أنها في رمضان وأنها ليلة سبع وعشرين ولكن كره أن يخبركم فتتكلوا.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
791 - حدثنا حميد بن مسعدة أخبرنا يزيد بن زريع أخبرنا عيينة بن عبد الرحمن قال حدثني أبي قال: ذكرت ليلة القدر عند أبي بكرة فقال: ما أنا بملتمسها لشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا في العشر الأواخر فإني سمعته يقول التمسوها في تسع يبقين أو سبع يبقين أو خمس يبقين أو ثلاث أو آخر ليلة. قال: وكان أبو بكرة يصلي في العشرين من رمضان كصلاته في سائر السنة، فإذا دخل العشر اجتهد.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
72 - باب منه.
792 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا وكيع أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم عن علي:
- " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
793 - حدثنا قتيبة أخبرنا عبد الرحمن بن زياد عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت:
- " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها".
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب حسن صحيح.
73 - باب ما جاء في الصوم في الشتاء.
794 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا يحيى بن سعيد أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق عن نمير بن عريب عن عامر بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- " الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء".
قال أبو عيسى: هذا حديث مرسل. عامر بن مسعود لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو والد إبراهيم بن عامر القرشي الذي روى عنه شعبة والثوري.
74 - باب ما جاء على الذين يطيقونه.
795 - حدثنا قتيبة أخبرنا بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث عن بكير عن يزيد مولى سلمة بن الأكوع عن سلمة بن الأكوع قال: لما نزلت {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} كان من أراد منا أن يفطر ويفتدي حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب ويزيد هو ابن أبي عبيد مولى سلمة بن الأكوع.
75 - باب ما جاء في من أكل ثم خرج يريد سفرا.
796 - حدثنا قتيبة قال أخبرنا عبد الله بن جعفر عن يزيد بن أسلم عن محمد بن المنكدر عن محمد بن كعب أنه قال:
- "أتيت أنس بن مالك في رمضان وهو يريد سفرا وقد رحلت له راحلته ولبس ثياب السفر فدعا بطعام فأكل فقلت له سنة؟ فقال: سنة، ثم ركب".
797 - حدثنا محمد بن إسماعيل أخبرنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر قال حدثني زيد بن أسلم قال حدثني محمد بن المنكدر عن محمد بن كعب قال: "أتيت أنس بن مالك في رمضان فذكر نحوه".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن ومحمد بن حعفر هو ابن أبي كثير مديني ثقة وهو أخو إسماعيل بن جعفر وعبد الله بن جعفر هو ابن نجيح والد علي بن المديني. وكان يحيى بن معين يضعفه. وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا الحديث وقال: للمسافر أن يفطر في بيته قبل أن يخرج وليس له أن يقصر الصلاة حتى يخرج من جدار المدينة أو القرية وهو قول إسحاق بن إبراهيم.
76 - باب ما جاء في تحفة الصائم.
798 - حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا أبو معاوية عن سعد بن طريف عن عمير بن مأمون عن الحسن بن علي قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تحفة الصائم الدهن والمجمر".
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب ليس إسناده بذاك، لا نعرفه إلا من حديث سعد ابن طريف. وسعد يضعف ويقال عمير بن مأموم أيضا.
77 - باب ما جاء في الفطر والأضحى متى يكون.
799 - حدثنا يحيى بن موسى أخبرنا يحيى بن اليمان عن معمر عن محمد بن المنكدر عن عائشة قالت:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الفطر يوم يفطر الناس والأضحى يوم يضحي الناس".
قال أبو عيسى: سألت محمدا قلت له: محمد بن المنكدر سمع من عائشة؟ قال: نعم يقول في حديثه سمعت عائشة.
قال أبو عيسى: وهذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه.
78 - باب ما جاء في الاعتكاف إذا خرج منه.
800 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا ابن أبي عدي أنبأنا حميد الطويل عن أنس ابن مالك قال:
- "كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فلم يعتكف عاما. فلما كان في العام المقبل اعتكف عشرين".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب صحيح من حديث أنس.
واختلف أهل العلم في المعتكف إذا قطع اعتكافه قبل أن يتمه على ما نوى، فقال بعض أهل العلم إذا نقض اعتكافه وجب القضاء، واحتجوا بالحديث:
" أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من اعتكافه فاعتكف عشرا من شوال، وهو قول مالك. وقال بعضهم: إن لم يكن عليه نذر اعتكاف أو شيء أوجبه على نفسه وكان متطوعا فخرج فليس عليه شيء أن يقضي، إلا أن يحب اختيارا منه ولا يجب ذلك عليه". وهو قول الشافعي. قال الشافعي: وكل عمل لك أن لا تدخل فيه، فإذا دخلت فيه فخرجت منه فليس عليك أن تقضي إلا الحج والعمرة. وفي الباب عن أبي هريرة.
79 - باب المعتكف يخرج لحاجته أم لا.
801 - حدثنا أبو مصعب المديني قراءة عن مالك بن أنس عن ابن شهاب عن عروة وعمرة عن عائشة أنها قالت:
- " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اعتكف أدنى إلي رأسه فأرجله، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. هكذا رواه غير واحد عن مالك بن أنس عن ابن شهاب عن عروة عن عمرة عن عائشة والصحيح عن عروة وعمرة عن عائشة. هكذا روى الليث بن سعد عن ابن شهاب عن عروة وعمرة عن عائشة.
802 - حدثنا بذلك قتيبة عن الليث. والعمل على هذا عند أهل العلم إذا اعتكف الرجل أن لا يخرج من اعتكافه إلا لحاجة الإنسان، وأجمعوا على هذا: أنه يخرج لقضاء حاجته للغائط والبول. ثم اختلف أهل العلم في عيادة المريض وشهود الجمعة والجنازة للمعتكف، فرأى بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن يعود المريض ويشيع الجنازة ويشهد الجمعة إذا اشترط ذلك، وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك وقال بعضهم: ليس له أن يفعل شيئا من هذا ورأوا للمعتكف إذا كان في مصر يجمع فيه، أن لا يعتكف إلا في المسجد الجامع لأنهم كرهوا له الخروج من معتكفه إلى الجمعة، ولم يروا له أن يترك الجمعة فقالوا لا يعتكف إلا في المسجد الجامع حتى لا يحتاج إلى أن يخرج من معتكفه لغير قضاء حاجة الإنسان، لأن خروجه لغير قضاء حاجة الإنسان قطع عندهم للاعتكاف، وهو قول مالك والشافعي. وقال أحمد: لا يعود المريض ولا يتبع الجنازة على حديث عائشة. وقال إسحاق: إن اشترط ذلك فله أن يتبع الجنازة ويعود المريض.
80 - باب ما جاء في قيام شهر رمضان.
803 - حدثنا هناد أخبرنا محمد بن الفضيل عن داود بن أبي هند عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير عن أبي ذر قال:
"صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصل بنا حتى بقي سبع من الشهر فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل، ثم لم يقم بنا في السادسة وقام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل، فقلنا يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه؟ فقال: إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف هو كتب له قيام ليلة. ثم لم يصل بنا حتى بقي ثلاث من الشهر وصلى بنا في الثالثة ودعا أهله ونساءه فقام بنا حتى تخوفنا الفلاح، قلت له: وما الفلاح؟ قال: السحور".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
واختلف أهل العلم في قيام رمضان، فرأى بعضهم أن يصلي إحدى وأربعين ركعة مع الوتر، وهو قول أهل المدينة، والعمل على هذا عندهم بالمدينة. وأكثر أهل العلم على ما روي عن علي وعمر وغيرهما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عشرين ركعة.
وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي رحمه الله. وقال الشافعي: وهكذا أدركت ببلدنا بمكة، يصلون عشرين ركعة. وقال أحمد: روي في هذا ألوان لم يقض فيه بشيء، وقال إسحاق بل نختار إحدى وأربعين ركعة على ما روي عن أبي ابن كعب واختار ابن المبارك وأحمد وإسحاق الصلاة مع الإمام في شهر رمضان، واختار الشافعي أن يصلي الرجل وحده إذا كان قارئا.
81 - باب ما جاء في فضل من فطر صائما.
804 - حدثنا هناد أخبرنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن زيد بن خالد الجهني قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
82 - باب الترغيب في قيام شهر رمضان وما جاء فيه من الفضل.
805 - حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة ويقول: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك ثم كان الأمر كذلك في خلافة أبي بكر وصدرا من خلافة عمر بن الخطاب على ذلك".
وفي الباب عن عائشة. هذا حديث صحيح. وقد روي هذا الحديث أيضا عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
سنن الترمذي
قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح وقد روي هذا الحديث عن أبي الزناد عن موسى بن أبي عثمان عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
65 - باب ما جاء في تأخير قضاء رمضان.
780 - حدثنا قتيبة أخبرنا أبو عوانة عن إسماعيل السدي عن عبد الله البهي عن عائشة قالت:
- "ما كنت أقضي ما يكون علي من رمضان إلا في شعبان حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم"
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وقد رواه يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبي سلمة عن عائشة نحو هذا.
66 - باب ما جاء في فضل الصائم إذا أكل عنده.
781 - حدثنا علي بن حجر أخبرنا شريك عن حبيب بن زيد عن ليلى عن مولاتها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- " الصائم إذا أكل عنده المفاطير صلت عليه الملائكة".
قال أبو عيسى: وروى شعبة هذا الحديث عن حبيب بن زيد عن جدته أم عمارة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
782 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا أبو داود أخبرنا شعبة عن حبيب بن زيد قال: سمعت مولاة لنا يقال لها ليلى تحدث عن أم عمارة ابنة كعب الأنصارية:
- " أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فقدمت إليه طعاما فقال: كلي، فقالت: إني صائمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الصائم تصلي عليه الملائكة إذا أكل عنده حتى يفرغوا، وربما قال حتى يشبعوا".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وهو أصح من حديث شريك.
783 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا محمد بن جعفر أخبرنا شعبة عن حبيب بن زيد عن مولاة لهم يقال لها ليلى عن أم عمارة بنت كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه ولم يذكر فيه حتى يفرغوا أو يشبعوا".
قال أبو عيسى: وأم عمارة هي جدة حبيب بن زيد الأنصاري.
67 - باب ما جاء في قضاء الحائض الصيام دون الصلاة.
784 - حدثنا علي بن حجر أخبرنا علي بن مسهر عن عبيدة عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت:
- " كنا نحيض عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نطهر فيأمرنا بقضاء الصيام ولا يأمرنا بقضاء الصلاة".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن. وقد روي عن معاذة عن عائشة أيضا. والعمل على هذا عند أهل العلم لا نعلم بينهم اختلافا في أن الحائض تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة.
قال أبو عيسى: وعبيدة هو ابن معتب الضبي الكوفي ويكنى أبا عبد الكريم.
68 - باب ما جاء في كراهية مبالغة الاستنشاق للصائم.
785 - حدثنا عبد الوهاب الوراق وأبو عمار قالا أخبرنا يحيى بن سليم قال حدثني إسماعيل بن كثير قال سمعت عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه قال:
- " قلت يا رسول الله أخبرني عن الوضوء قال: أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وقد كره أهل العلم السعوط للصائم ورأوا أن ذلك يفطره، وفي الحديث ما يقوي قولهم.
69 - باب ما جاء فيمن نزل بقوم فلا يصوم إلا بإذنهم.
786 - حدثنا بشر بن معاذ العقدي البصري أخبرنا أيوب بن واقد الكوفي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نزل على قوم فلا يصومن تطوعا إلا بإذنهم".
قال أبو عيسى: هذا حديث منكر لا نعرف أحدا من الثقات روى هذا الحديث عن هشام بن عروة. وقد روى موسى بن داود عن أبي بكر المديني عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من هذا. وهذا حديث ضعيف أيضا. أبو بكر ضعيف عند أهل الحديث. وأبو بكر المديني الذي روى عن جابر بن عبد الله اسمه الفضل بن مبشر وهو أوثق من هذا أو أقدم.
70 - باب ما جاء في الاعتكاف.
787 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة وعروة عن عائشة:
- " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى قبضه الله".
قال: وفي الباب عن أبي ابن كعب وأبي ليلى وأبي سعيد وأنس وابن عمر.
قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة وعائشة حديث حسن صحيح.
788 - حدثنا هناد أخبرنا أبو معاوية عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت:
- " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل في معتكفه".
قال أبو عيسى: وقد روي هذا الحديث عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، ورواه مالك وغير واحد عن يحيى بن سعيد مرسلا. ورواه الأوزاعي عن سفيان الثوري عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة.
والعمل على هذا الحديث عند بعض أهل العلم يقولون: إذا أراد الرجل أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل في معتكفه. وهو قول أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم. وقال بعضهم إذا أراد أن يعتكف فلتغب له الشمس من الليلة التي يريد أن يعتكف فيها من الغد، وقد قعد في معتكفه وهو قول سفيان الثوري ومالك بن أنس.
71 - باب ما جاء في ليلة القدر.
789 - حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني أخبرنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:
- " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان".
وفي الباب عن عمر وأبي بن كعب وجابر بن سمرة وجابر بن عبد الله وابن عمر والفلتان بن عاصم وأنس وأبي سعيد وعبد الله بن أنيس وأبي بكرة وابن عباس وبلال وعبادة بن الصامت".
قال أبو عيسى: حديث عائشة حديث حسن صحيح وقولها يجاور تعني يعتكف وأكثر الروايات عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال التمسوها في العشر الأواخر في كل وتر". وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر أنها ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين وخمس وعشرين وسبع وعشرين وتسع وعشرين وآخر ليلة من رمضان. قال الشافعي كان هذا عندي والله أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجيب على نحو ما يسأل عنه. يقال له نلتمسها في ليلة كذا فيقول التمسوها في ليلة كذا. قال الشافعي وأقوى الروايات عندي فيها ليلة إحدى وعشرين.
قال أبو عيسى: وقد روي عن أبي بن كعب أنه كان يحلف أنها ليلة سبع وعشرين ويقول: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلامتها فعددنا وحفظنا وروي عن أبي قلابة أنه قال: ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر أخبرنا بذلك عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة بهذا.
790 - حدثنا واصل بن عبد الأعلى الكوفي أخبرنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر قال: قلت لأبي بن كعب: أنى علمت أبا المنذر أنها ليلة سبع وعشرين؟ قال: بلى أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها ليلة صبيحتها تطلع الشمس ليس لها شعاع. فعددنا وحفظنا والله لقد علم ابن مسعود أنها في رمضان وأنها ليلة سبع وعشرين ولكن كره أن يخبركم فتتكلوا.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
791 - حدثنا حميد بن مسعدة أخبرنا يزيد بن زريع أخبرنا عيينة بن عبد الرحمن قال حدثني أبي قال: ذكرت ليلة القدر عند أبي بكرة فقال: ما أنا بملتمسها لشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا في العشر الأواخر فإني سمعته يقول التمسوها في تسع يبقين أو سبع يبقين أو خمس يبقين أو ثلاث أو آخر ليلة. قال: وكان أبو بكرة يصلي في العشرين من رمضان كصلاته في سائر السنة، فإذا دخل العشر اجتهد.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
72 - باب منه.
792 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا وكيع أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم عن علي:
- " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
793 - حدثنا قتيبة أخبرنا عبد الرحمن بن زياد عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت:
- " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها".
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب حسن صحيح.
73 - باب ما جاء في الصوم في الشتاء.
794 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا يحيى بن سعيد أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق عن نمير بن عريب عن عامر بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- " الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء".
قال أبو عيسى: هذا حديث مرسل. عامر بن مسعود لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو والد إبراهيم بن عامر القرشي الذي روى عنه شعبة والثوري.
74 - باب ما جاء على الذين يطيقونه.
795 - حدثنا قتيبة أخبرنا بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث عن بكير عن يزيد مولى سلمة بن الأكوع عن سلمة بن الأكوع قال: لما نزلت {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} كان من أراد منا أن يفطر ويفتدي حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب ويزيد هو ابن أبي عبيد مولى سلمة بن الأكوع.
75 - باب ما جاء في من أكل ثم خرج يريد سفرا.
796 - حدثنا قتيبة قال أخبرنا عبد الله بن جعفر عن يزيد بن أسلم عن محمد بن المنكدر عن محمد بن كعب أنه قال:
- "أتيت أنس بن مالك في رمضان وهو يريد سفرا وقد رحلت له راحلته ولبس ثياب السفر فدعا بطعام فأكل فقلت له سنة؟ فقال: سنة، ثم ركب".
797 - حدثنا محمد بن إسماعيل أخبرنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر قال حدثني زيد بن أسلم قال حدثني محمد بن المنكدر عن محمد بن كعب قال: "أتيت أنس بن مالك في رمضان فذكر نحوه".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن ومحمد بن حعفر هو ابن أبي كثير مديني ثقة وهو أخو إسماعيل بن جعفر وعبد الله بن جعفر هو ابن نجيح والد علي بن المديني. وكان يحيى بن معين يضعفه. وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا الحديث وقال: للمسافر أن يفطر في بيته قبل أن يخرج وليس له أن يقصر الصلاة حتى يخرج من جدار المدينة أو القرية وهو قول إسحاق بن إبراهيم.
76 - باب ما جاء في تحفة الصائم.
798 - حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا أبو معاوية عن سعد بن طريف عن عمير بن مأمون عن الحسن بن علي قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تحفة الصائم الدهن والمجمر".
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب ليس إسناده بذاك، لا نعرفه إلا من حديث سعد ابن طريف. وسعد يضعف ويقال عمير بن مأموم أيضا.
77 - باب ما جاء في الفطر والأضحى متى يكون.
799 - حدثنا يحيى بن موسى أخبرنا يحيى بن اليمان عن معمر عن محمد بن المنكدر عن عائشة قالت:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الفطر يوم يفطر الناس والأضحى يوم يضحي الناس".
قال أبو عيسى: سألت محمدا قلت له: محمد بن المنكدر سمع من عائشة؟ قال: نعم يقول في حديثه سمعت عائشة.
قال أبو عيسى: وهذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه.
78 - باب ما جاء في الاعتكاف إذا خرج منه.
800 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا ابن أبي عدي أنبأنا حميد الطويل عن أنس ابن مالك قال:
- "كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فلم يعتكف عاما. فلما كان في العام المقبل اعتكف عشرين".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب صحيح من حديث أنس.
واختلف أهل العلم في المعتكف إذا قطع اعتكافه قبل أن يتمه على ما نوى، فقال بعض أهل العلم إذا نقض اعتكافه وجب القضاء، واحتجوا بالحديث:
" أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من اعتكافه فاعتكف عشرا من شوال، وهو قول مالك. وقال بعضهم: إن لم يكن عليه نذر اعتكاف أو شيء أوجبه على نفسه وكان متطوعا فخرج فليس عليه شيء أن يقضي، إلا أن يحب اختيارا منه ولا يجب ذلك عليه". وهو قول الشافعي. قال الشافعي: وكل عمل لك أن لا تدخل فيه، فإذا دخلت فيه فخرجت منه فليس عليك أن تقضي إلا الحج والعمرة. وفي الباب عن أبي هريرة.
79 - باب المعتكف يخرج لحاجته أم لا.
801 - حدثنا أبو مصعب المديني قراءة عن مالك بن أنس عن ابن شهاب عن عروة وعمرة عن عائشة أنها قالت:
- " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اعتكف أدنى إلي رأسه فأرجله، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. هكذا رواه غير واحد عن مالك بن أنس عن ابن شهاب عن عروة عن عمرة عن عائشة والصحيح عن عروة وعمرة عن عائشة. هكذا روى الليث بن سعد عن ابن شهاب عن عروة وعمرة عن عائشة.
802 - حدثنا بذلك قتيبة عن الليث. والعمل على هذا عند أهل العلم إذا اعتكف الرجل أن لا يخرج من اعتكافه إلا لحاجة الإنسان، وأجمعوا على هذا: أنه يخرج لقضاء حاجته للغائط والبول. ثم اختلف أهل العلم في عيادة المريض وشهود الجمعة والجنازة للمعتكف، فرأى بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن يعود المريض ويشيع الجنازة ويشهد الجمعة إذا اشترط ذلك، وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك وقال بعضهم: ليس له أن يفعل شيئا من هذا ورأوا للمعتكف إذا كان في مصر يجمع فيه، أن لا يعتكف إلا في المسجد الجامع لأنهم كرهوا له الخروج من معتكفه إلى الجمعة، ولم يروا له أن يترك الجمعة فقالوا لا يعتكف إلا في المسجد الجامع حتى لا يحتاج إلى أن يخرج من معتكفه لغير قضاء حاجة الإنسان، لأن خروجه لغير قضاء حاجة الإنسان قطع عندهم للاعتكاف، وهو قول مالك والشافعي. وقال أحمد: لا يعود المريض ولا يتبع الجنازة على حديث عائشة. وقال إسحاق: إن اشترط ذلك فله أن يتبع الجنازة ويعود المريض.
80 - باب ما جاء في قيام شهر رمضان.
803 - حدثنا هناد أخبرنا محمد بن الفضيل عن داود بن أبي هند عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير عن أبي ذر قال:
"صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصل بنا حتى بقي سبع من الشهر فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل، ثم لم يقم بنا في السادسة وقام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل، فقلنا يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه؟ فقال: إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف هو كتب له قيام ليلة. ثم لم يصل بنا حتى بقي ثلاث من الشهر وصلى بنا في الثالثة ودعا أهله ونساءه فقام بنا حتى تخوفنا الفلاح، قلت له: وما الفلاح؟ قال: السحور".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
واختلف أهل العلم في قيام رمضان، فرأى بعضهم أن يصلي إحدى وأربعين ركعة مع الوتر، وهو قول أهل المدينة، والعمل على هذا عندهم بالمدينة. وأكثر أهل العلم على ما روي عن علي وعمر وغيرهما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عشرين ركعة.
وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي رحمه الله. وقال الشافعي: وهكذا أدركت ببلدنا بمكة، يصلون عشرين ركعة. وقال أحمد: روي في هذا ألوان لم يقض فيه بشيء، وقال إسحاق بل نختار إحدى وأربعين ركعة على ما روي عن أبي ابن كعب واختار ابن المبارك وأحمد وإسحاق الصلاة مع الإمام في شهر رمضان، واختار الشافعي أن يصلي الرجل وحده إذا كان قارئا.
81 - باب ما جاء في فضل من فطر صائما.
804 - حدثنا هناد أخبرنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن زيد بن خالد الجهني قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
82 - باب الترغيب في قيام شهر رمضان وما جاء فيه من الفضل.
805 - حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة ويقول: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك ثم كان الأمر كذلك في خلافة أبي بكر وصدرا من خلافة عمر بن الخطاب على ذلك".
وفي الباب عن عائشة. هذا حديث صحيح. وقد روي هذا الحديث أيضا عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
سنن الترمذي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى