رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
حدثنا ابن أبي عمر أخبرنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أم سلمة أنها قالت:
- "يغزوا الرجال، ولا تغزوا النساء، وانما لنا نصف الميراث، فأنزل الله تبارك وتعالى {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض} قال مجاهد: وأنزل فيها إن المسلمين والمسلمات، وكانت أم سلمة أو ظعينة قدمت المدينة مهاجرة". هذا حديث مرسل ورواه بعضهم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مرسلا أن أم سلمة قالت كذا وكذا.
5012- حدثنا بن أبي عمر أخبرنا سفيان عن عمرو بن دينار عن رجل من ولد أم سلمة عن أم سلمة قالت:
- "يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة، فأنزل الله تبارك وتعالى {أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض}".
5013- حدثنا هناد أخبرنا أبو الأحوص عن الأعمش عن ابراهيم عن علقمة قال: قال عبد الله:
- "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ عليه وهو على المنبر، فقرأت عليه من سورة النساء حتى إذا بلغت {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} غمزني رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فنظرت اليه وعيناه تدمعان". هكذا روى أبو الأحوص عن الأعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله. وانما هو ابراهيم عن عبيدة عن عبد الله.
5014- حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا معاوية بن هشام أخبرنا سفيان عن الأعمش عن ابراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال: قال لي رسول الله صلى الله وسلم:
- "اقرأ علي. فقلت: يا رسول الله اقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: إني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأت سورة النساء حتى بلغت {وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} قال: فرأيت عيني النبي صلى الله عليه وسلم تهملان". هذا أصح من حديث أبي الأحوص.
5015- حدثنا سويد بن نصر، أخبرنا ابن المبارك، عن سفيان عن الأعمش نحو حديث معاوية بن هشام.
5016- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرحمن بن سعد، عن أبي جعفر الرازي، عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي بن أبي طالب قال:
- "صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعانا وسقانا من الخمر، فأخذت الخمر منا وحضرت الصلاة، فقدموني فقرأ قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون، فأنزل الله: يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون". هذا حديث حسن غريب صحيح.
5017- حدثنا قتيبة، أخبرنا الليث عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير، أنه حدثه أن عبد الله بن الزبير حدثه:
- "أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير في شراج الحرة التي يسبقون بها النخل، فقال الأنصاري سرح الماء يمر، فأبى عليه، فاختصموا إلى رسول الله صلى اله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير: اسق يا زبير وأرسل الماء إلى جارك، فغضب الأنصاري، وقال: يا رسول الله أن كان ابن عمتك؟ فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا زبير اسق واحبس الماء حتى يرجع الجدر، فقال الزبير: إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}".
5018- سمعت محمدا يقول قد روى ابن وهب هذا الحديث عن الليث بن سعد ويونس عن الزهري عن عروة عن عبد الله بن الزبير نحو هذا الحديث. وروى شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن عروة ابن الزبير ولم يذكر فيه عن عبد الله بن الزبير.
5019- حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا محمد بن جعفر، أخبرنا شعبة عن عدي بن ثابت، قال: سمعت عبد الله بن يزيد يحدث عن زيد بن ثابت، قال: سمعت عبد الله بن زيد يحدث عن زيد ابن ثابت أنه قال في هذه الآية: {فما لكم في المنافقين فئتين} قال:
- "رجع ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد فكان الناس فيهم فريقين فريق منهم، يقول: اقتلهم، وفريق يقول: لا فنزلت هذه الآية: {فما لكم في المنافقين فئتين} فقال: إنها طيبة، وقال: إنها تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الحديد". هذا حديث حسن صحيح.
5020- حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، أخبرنا شبابة أخبرنا ورقاء بن عمر، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "يجيئ المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته، ورأسه بيده وأوداجه تشخب دما يقول: يا رب قتلني هذا حتى يدنيه من العرش، قال: فذكروا لابن عباس التوبة فتلا هذه الآية: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم} قال ما نسخت هذه الآية ولا بدلت وأنى له التوبة". هذا حديث حسن. وقد روى بعضهم هذا الحديث عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس نحوه ولم يرفعه.
5021- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبد العزيز بن أبي رزمة عن اسرائيل، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
- "مر رجل من بني سليم على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه غنم له، فسلم عليهم، قالوا ما سلم عليكم الا ليتعوذ منكم، فقاموا وقتلوه، وأخذوا غنمه، فأتوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا، ولا تقولوا لمن ألقى اليكم السلام لست مؤمنا}". هذا حديث حسن. وفي الباب عن أسامة بن زيد.
5022- حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا وكيع، أخبرنا سفيان عن أبي اسحاق عن البراء بن عازب قال:
- "لما نزلت {لا يستوي القاعدون من المؤمنين} الآية جاء عمرو بن أم مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان ضرير البصر، فقال: يا رسول الله ما تأمرني إني ضرير البصر، فأنزل الله هذه الآية {غير أولى الضرر} الآية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ايتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة".
هذا حديث حسن صحيح. ويقال عمرو بن أم مكتوم، ويقال عبد الله بن أم مكتوم وهو عبد الله بن زائدة، وأم مكتوم أمه.
5023- حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، أخبرنا الحجاج بن محمد، عن ابن جريج، قال: أخبرني عبد الكريم، سمع مقسما مولى عبد الله بن الحارث يحدث، عن ابن عباس أنه قال:
- "لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر - عن بدر - والخارجون إلى بدر لما نزلت غزوة بدر قال عبد الله بن جحش وابن أم مكتوم إنا أعميان يا رسول الله فهل لنا رخصة فنزلت {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر وفضل الله المجاهدين على القاعدين درجة} فهؤلاء القاعدون غير أولى الضرر فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه على القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر". هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس. ومقسم يقال مولى عبد الله بن الحارث ويقال مولى عبد الله بن عباس ومقسم يكنى أبا القاسم.
5024- حدثنا عبد بن حميد، حدثني يعقوب بن ابراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب قال: حدثني سهل بن سعد الساعدي قال:
- "رأيت مروان بن الحكم جالسا في المسجد فأقبلت حتى جلست إلى جنبه، فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم أملى عليه:
- "لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله، قال: فجاءه ابن أم مكتوم، وهو يملها علي، فقال: يا رسول الله، والله لو أستطيع الجهاد لجاهدت، وكان رجلا أعمى، فأنزل الله على رسوله _وفخذه على فخذي - فثقلت حتى همت ترض فخذي، ثم سرى عنه فأنزل الله عليه {غير أولى الضرر}".
هذا حديث حسن صحيح. وفي هذا الحديث رواية رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه عن رجل من التابعين. وروى سهل بن سعد الأنصاري عن مروان بن الحكم. ومروان لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم وهو من التابعين.
5025- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج قال: سمعت عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار يحدث عن عبد الله بن باباه عن يعلى بن أمية قال:
- "قلت لعمر إنما قال الله أن تقصروا من الصلاة إن خفتم، وقد أمن الناس، فقال عمر: عجبت مما عجبت منه، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته". هذا حديث حسن صحيح.
5026- حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث أخبرنا سعيد بن عبيد الهنائي، أخبرنا عبد الله بن شقيق قال: أخبرنا أبو هريرة:
- "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بين ضجنان وعسفان، فقال المشركون إن لهؤلاء صلاة هي أحب اليهم من آبائهم وأبنائهم، وهي العصر فأجمعوا أمركم فميلوا عليهم ميلة واحدة وأن جبرائيل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأمره أن يقسم أصحابه شطرين فيصلى بهم، وتقوم طائفة أخرى وراءهم وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم، ثم يأتي الآخرون ويصلون معه ركعة واحدة ثم يأخذ هؤلاء حذرهم وأسلحتهم فتكون لهم ركعة ركعة ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتان".
هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة. وفي الباب عن عبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت، وابن عباس وجابر وأبي عياش الزرقي وابن عمر وحذيفة وأبي بكرة وسهل بن أبي حثمة. وأبو عياش الزرقي اسمه زيد بن الصامت.
5027- حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب وأبو مسلم الحراني أخبرنا محمد بن سلمة الحراني، أخبرنا محمد بن اسحاق عن عاصم بن عمر ابن قتادة عن أبيه عن جده قتادة بن النعمان، قال:
- " كان أهل بيت منا يقال لهم بنو أبيرق بشر وبشير ومبشر، وكان بشير رجلا منافقا، ويقول الشعر يهجو به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم ينحله بعض العرب، ثم يقول: قال فلان كذا وكذا، فإذا سمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الشعر، قالوا: والله ما يقول هذا الشعر الا هذا الخبيث أو كما، قال الرجل وقالوا: ابن الأبيرق قالها. قال وكانوا أهل بيت حاجة وفاقة في الجاهلية والاسلام، وكان الناس إنما طعامهم بالمدينة التمر والشعير، وكان الرجل إذا كان له يسار فقدمت ضافطة من الشام من الدرمك ابتاع الرجل منها فخص بها نفسه، وأما العيال، فانما طعامهم التمر والشعير، فقدمت ضافطة من الشام فابتاع عمي رفاعة بن زيد حملا من الدرمك فجعله في مشربة له وفي المشربة سلاح، درع وسيف، فعدى عليه من تحت البيت، فنقبت المشربة وأخذ السلاح والطعام، فلما أصبح أتاني عمي رفاعة، فقال: يا ابن أخي إنه قد عدي علينا في ليلتنا هذه، فنقبت مشربتنا وذهب بطعامنا وسلاحنا، قال: فتحسسنا في الدار وسألنا فقيل لنا قد رأينا بني أبيرق استوقدوا في هذه الليلة، ولا نرى فيما نرى الا على بعض طعامكم، قال: وكان بنو أبيرق، قالوا - ونحن نسأل في الدار - والله ما نرى صاحبكم الا لبيدين سهل، رجل منا، به صلاح واسلام، فلما سمع لبيد اخترط سيفه، وقال: أنا أسرق؟ فوالله ليخالطنكم هذا السيف أو لتبينن هذه السرقة. قالوا: اليك عنا أيها الرجل فما أنت بصاحبها فسألنا في الدار حتى لم نشك أنهم أصحابها، فقال لي عمي يا ابن أخي لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له. قال قتادة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إن أهل بيت منا أهل جفاء عمدوا إلى عمي رفاعة بن زيد فنقبوا مشربة له وأخذوا سلاحه وطعامه فليردوا علينا سلاحنا، فأما الطعام فلا حاجة لنا فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سآمر في ذلك، فلما سمع بنو أبيرق أتوا رجلا منهم، يقال له: أسير بن عروة فكلموه في ذلك واجتمع في ذلك ناس من أهل الدار، فقالوا: يا رسول الله إن قتادة بن النعمان وعمه عمدا إلى أهل بيت منا أهل اسلام وصلاح يرمونهم بالسرقة من غير بينة، ولا ثبت. قال قتادة: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمته فقال عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم اسلام وصلاح ترميهم بالسرقة على غير ثبت وبينة. قال فرجعت ولوددت أني خرجت من بعض مالي ولم أكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فأتاني عمي رفاعة، فقال: يا ابن أخي ما صنعت، فأخبرته بما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الله المستعان، فلم يلبث أن نزل القرآن: {انا أنزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله، ولا تكن للخائنين خصيما بني أبيرق، واستغفر الله مما قلت لقتادة إن الله كان غفورا رحيما، ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما. يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم - الى قوله رحيما - . أي لو استغفروا الله لغفر لهم. ومن يكسب اثما فانما يكسبه على نفسه إلى قوله واثما مبينا - قولهم للبيد - ولو لا فضل الله عليك ورحمته إلى قوله فسوف نؤتيه أجرا عظيما. فلما نزل القرآن أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسلاح فرده إلى رفاعة. فقال قتادة: لما أتيت عمي بالسلاح، وكان شيخا قد عشا أو عسا - الشك من أبي عيسى - في الجاهلية، وكنت أرى أسلامه مدخولا، فلما أتيته قال: يا ابن أخي هو سبيل الله، فعرفت أن اسلامه كان صحيحا، فلما نزل القرآن لحق بشير بالمشركين، فنزل على سلافة بنت سعد بن سمية، فأنزل الله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين ما الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا. إن الله لا يغفر أن به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ومن يشرك بالله فقد ضل ضلال بعيدا} فلما نزل على سلافة رماها حسان بن ثابت بأبيات من شعر، فأخذت رحله فوضعته على رأسها، ثم خرجت به فرمت به في الأبطح، ثم قالت: أهديت لي شعر حسان ما كنت تأتيني بخير".
هذا حديث غريب لا نعلم أحدا أسنده غير محمد بن سلمة الحراني. وروى يونس بن بكير وغير واحد هذا الحديث، عن محمد بن اسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة مرسلا لم يذكروا فيه عن أبيه عن جده. وقتادة بن النعمان هو أخو أبي سعيد الخدري لأمه. وأبو سعيد اسمه سعد بن مالك بن سنان.
5028- حدثنا خلاد بن أسلم البغدادي، أخبرنا النضر بن شميل عن اسرائيل عن ثوير وهو بن أبي فاختة عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال:
- "ما في القرآن آية أحب الي من هذه الآية: {ان الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء".
هذا حديث حسن غريب وأبو فاختة اسمه سعيد بن علاقة وثوير يكنى أبا جهم، وهو رجل كوفي، وقد سمع من ابن عمر، وابن الزبير وابن مهدي كان يغمزه قليلا.
5029- حدثنا ابن أبي عمر وعبد الله بن أبي زياد، المعنى واحد قالا أخبرنا سفيان بن عيينة، عن ابن محيصن، عن محمد بن قيس بن مخرمة عن أبي هريرة قال:
- "لما نزلت من يعمل سوءا بجز به، شق ذلك على المسلمين فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: قاربوا وسددوا. وفي كل ما يصيب المؤمن كفارة حتى الشوكة يشاكها والنكبة ينكبها". هذا حديث حسن غريب. وابن محيصن اسمه عمر بن عبد الرحمن ابن محيصن.
5030- حدثنا يحيى بن موسى وعبد بن حميد قالا: أخبرنا روح ابن عبادة، عن موسى بن عبيدة قال: أخبرني مولى ابن سباع قال: سمعت عبد الله بن عمر يحدث عن أبي بكر الصديق قال:
- "كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنزلت عليه هذه الآية: من يعمل سوءا يجز به، ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر ألا أقرئك آية أنزلت علي، قلت: بلى يا رسول الله قال: فأقرأنيها فلا أعلم الا أني وجدت في ظهري اقتصاما فتمطأت لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأنك يا أبا بكر؟ قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي وأينا يعمل سوءا وانا لمجزيون بما عملنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أنت يا أبا بكر والمؤمنون، فتجزون بذلك في الدنيا حتى تلقوا الله، وليس لكم ذنوب، وأما الآخرون فيجتمع ذلك لهم، حتى يجزوا به يوم القيامة".
هذا حديث غريب. وفي اسناده مقال، وموسى بن عبيدة يضعف في الحديث ضعفه يحيى بن سعيد وأحمد بن حنبل، ومولى بن سباع مجهول. وقد رولا هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي بكر، وليس له اسناد صحيح أيضا. وفي الباب عن عائشة.
5031- حدثنا محمد بن المثنى، أخبرنا أبو داود الطيالسي، أخبرنا سليمان بن معاذ عن سماك، عن عكرمة عن ابن عباس قال:
- "خشيت سودة أن يطلقها النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: لا تطلقني وأمسكني واجعل يومي لعائشة، ففعل فنزلت {فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلخ هير} فما اصطلحا عليه من شيء فهو جائز". هذا حديث حسن صحيح غريب.
5032- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا مالك بن مغول عن أبي السفر عن البراء قال:
- " آخر آية أنزلت أو آخر شيئ أنزل {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}". هذا حديث حسن. وأبو السفر اسمه سعيد بن أحمد، ويقال ابن محمد الثوري.
5033- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا أحمد بن يونس، عن أبي بكر بن عياش عن أبي اسحاق عن البراء قال:
- "جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: تجزئك آية الصيف".
6- ومن سورة المائدة
بسم الله الرحمن الرحيم
5034- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان، عن مسعر وغيره، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال:
- "قال رجل من اليهود لعمر ابن الخطاب يا أمير المؤمنين لو علينا أنزلت هذه الآية: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، فقال عمر إني لأعلم أي يوم أنزلت هذه الآية، أنزلت يوم عرفة في يوم الجمعة". هذا حديث حسن صحيح.
5035- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سملة، عن عمار بن أبي عمار قال:
- "قرأ ابن عباس {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} وعنده يهودي فقال: لو أنزلت هذه الآية علينا لاتخذنا يومها عيدا، فقال ابن عباس: فانها نزلت في يوم عيدين: في يوم الجمعة ويوم عرفة". هذا حديث حسن غريب من حديث ابن عباس.
5036- حدثنا أحمد بن منيع، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن اسحاق، عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم:
- "يمين الرحمن ملأى سحاء لا يغيضها الليل والنهار، قال: أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات، فانه لم يغض ما في يمينة، وعرشه على الماء وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع".
هذا حديث حسن صحيح. وهذا حديث في تفسير هذه الآية {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم} الآية وهذا الحديث قال الأئمة يؤمن به كما جاء من غير أن يفسر أو يتوهم هكذا. قاله غير واحد من الأئمة منهم سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن عيينة وابن المبارك أنه تروى هذه الأشياء ويؤمن بها، ولا يقال كيف.
5037- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا مسلم بن ابراهيم، أخبرنا الحارث بن عبيد عن سعيد الجريري عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة قالت:
- "كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية: {والله يعصمك من الناس} فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة، فقال لهم: يا أيها اليناس انصرفوا، فقد عصمني الله". هذا حديث غريب. وروى بعضهم هذا الحديث عن الجريري عن عبد الله بن شقيق، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس، ولم يذكروا فيه عائشة،
5038- حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا شريك، عن علي بن بديمة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "لما وقعت بنو اسرائيل في المعاصي فنهتهم علماؤهم، فلم ينتهوا فجالسوهم في فجالهسم وواكلوهم وشاربوهم، فضرب الله قلوب بعضهم على بعض ولعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. قال: فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان متكئا، فقال: لا والذي نفسي بيده، حتى تأطروهم أطرا" قال عبد الله بن عبد الرحمن قال يزيد: وكان سفيان الثوري لا يقول فيه عن عبد الله. هذا حديث حسن غريب. وقد روى هذا الحديث عن محمد بن مسلم بن أبي الوضاح، عن علي ابن بذيمة عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا، وبعضهم يقول عن أبي عبيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل.
5039- حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، أخبرنا سفيان، عن علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "ان بني اسرائيل لما وقع فيهم النقص كان الرجل فيهم يرى أخاه يقع على الذنب فينهاه عنه، فإذا كان الغد لم يمنعه ما رأى منه أن يكون أكيله وشريبه وخليطه، فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ونزل فيهم القرآن فقال: {لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون} وقرأ حتى بلغ {ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي، وما أنزل اليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون} قال: وكان النبي الله صلى الله عليه وسلم متكئا فجلس، فقال: لا حتى تأخذوا على يد ظالم فتأطروه على الحق أطرا".
5040- حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا أبو داود وأملاه علي، أخبرنا محمد بن مسلم بن أبي الوضاح عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
5041- حدثنا أبو حفص عمرو بن علي أخبرنا أبو عاصم أخبرنا عثمان بن سعد، أخبرنا عكرمة عن ابن عباس:
- "أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إني إذا أصبت اللحم انتشرت للنساء وأخذتني شهوتي فحرمت علي اللحم، فأنزل الله: يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم، ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين، وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا". هذا حديث حسن غريب. ورواه بعضهم من غير حديث عثمان بن سعد مرسلا ليس فيه عن ابن عباس، ورواه خالد الحذاء عن عكرمة مرسلا.
5042- حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا اسرائيل، أخبرنا أبو اسحاق عن عمرو بن شرحبيل عن عمر ابن الخطاب أنه قال:
- "اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء فنزلت التي في البقرة: {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير} الآية فدعي عمر فقرئت عليه، قال: اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء، فنزلت التي في النساء {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}، فدعي عمر فقرئت عليه، ثم قال: اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء، فنزلت التي في المائدة: {انما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر - الى قوله - فهل أنتم منتهون}، فدعي عمر فقرئت عليه، فقال: انتهينا انتهينا". وقد روي عن اسرائيل مرسلا.
5043- حدثنا محمد بن العلاء، أخبرنا وكيع عن اسرائيل عن أبي اسحاق عن أبي ميسرة: أن عمر بن الخطاب، قال: اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء". فذكر نحوه وهذا أصح من حديث محمد بن يوسف.
5044- حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبيد اله بن موسى، عن اسرائيل عن أبي اسحاق عن البراء قال:
- "مات رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تحرم الخمر، فلما حرمت الخمر، قال: رجال كيف بأصحابنا، وقد ماتوا يشربون الخمر، فنزلت: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح، فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات". هذا حديث حسن صحيح. وقد رواه شعبة عن أبي اسحاق عن البراء أيضا.
5045- حدثنا بذلك محمد بن بشار، أخبرن محمد بن جعفر، عن شعبة عن أبي اسحاق قال: قال البراء بن عازب:
- "مات ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يشربون الخمر، فلما نزلت تحريمها قال ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: فكيف بأصحابنا الذين ماتوا وهم يشربونها؟ قال: فنزلت: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا ... الآية}". هذا حديث حسن صحيح.
- "يغزوا الرجال، ولا تغزوا النساء، وانما لنا نصف الميراث، فأنزل الله تبارك وتعالى {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض} قال مجاهد: وأنزل فيها إن المسلمين والمسلمات، وكانت أم سلمة أو ظعينة قدمت المدينة مهاجرة". هذا حديث مرسل ورواه بعضهم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مرسلا أن أم سلمة قالت كذا وكذا.
5012- حدثنا بن أبي عمر أخبرنا سفيان عن عمرو بن دينار عن رجل من ولد أم سلمة عن أم سلمة قالت:
- "يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة، فأنزل الله تبارك وتعالى {أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض}".
5013- حدثنا هناد أخبرنا أبو الأحوص عن الأعمش عن ابراهيم عن علقمة قال: قال عبد الله:
- "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ عليه وهو على المنبر، فقرأت عليه من سورة النساء حتى إذا بلغت {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} غمزني رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فنظرت اليه وعيناه تدمعان". هكذا روى أبو الأحوص عن الأعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله. وانما هو ابراهيم عن عبيدة عن عبد الله.
5014- حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا معاوية بن هشام أخبرنا سفيان عن الأعمش عن ابراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال: قال لي رسول الله صلى الله وسلم:
- "اقرأ علي. فقلت: يا رسول الله اقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: إني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأت سورة النساء حتى بلغت {وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} قال: فرأيت عيني النبي صلى الله عليه وسلم تهملان". هذا أصح من حديث أبي الأحوص.
5015- حدثنا سويد بن نصر، أخبرنا ابن المبارك، عن سفيان عن الأعمش نحو حديث معاوية بن هشام.
5016- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرحمن بن سعد، عن أبي جعفر الرازي، عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي بن أبي طالب قال:
- "صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعانا وسقانا من الخمر، فأخذت الخمر منا وحضرت الصلاة، فقدموني فقرأ قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون، فأنزل الله: يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون". هذا حديث حسن غريب صحيح.
5017- حدثنا قتيبة، أخبرنا الليث عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير، أنه حدثه أن عبد الله بن الزبير حدثه:
- "أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير في شراج الحرة التي يسبقون بها النخل، فقال الأنصاري سرح الماء يمر، فأبى عليه، فاختصموا إلى رسول الله صلى اله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير: اسق يا زبير وأرسل الماء إلى جارك، فغضب الأنصاري، وقال: يا رسول الله أن كان ابن عمتك؟ فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا زبير اسق واحبس الماء حتى يرجع الجدر، فقال الزبير: إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}".
5018- سمعت محمدا يقول قد روى ابن وهب هذا الحديث عن الليث بن سعد ويونس عن الزهري عن عروة عن عبد الله بن الزبير نحو هذا الحديث. وروى شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن عروة ابن الزبير ولم يذكر فيه عن عبد الله بن الزبير.
5019- حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا محمد بن جعفر، أخبرنا شعبة عن عدي بن ثابت، قال: سمعت عبد الله بن يزيد يحدث عن زيد بن ثابت، قال: سمعت عبد الله بن زيد يحدث عن زيد ابن ثابت أنه قال في هذه الآية: {فما لكم في المنافقين فئتين} قال:
- "رجع ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد فكان الناس فيهم فريقين فريق منهم، يقول: اقتلهم، وفريق يقول: لا فنزلت هذه الآية: {فما لكم في المنافقين فئتين} فقال: إنها طيبة، وقال: إنها تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الحديد". هذا حديث حسن صحيح.
5020- حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، أخبرنا شبابة أخبرنا ورقاء بن عمر، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "يجيئ المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته، ورأسه بيده وأوداجه تشخب دما يقول: يا رب قتلني هذا حتى يدنيه من العرش، قال: فذكروا لابن عباس التوبة فتلا هذه الآية: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم} قال ما نسخت هذه الآية ولا بدلت وأنى له التوبة". هذا حديث حسن. وقد روى بعضهم هذا الحديث عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس نحوه ولم يرفعه.
5021- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبد العزيز بن أبي رزمة عن اسرائيل، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
- "مر رجل من بني سليم على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه غنم له، فسلم عليهم، قالوا ما سلم عليكم الا ليتعوذ منكم، فقاموا وقتلوه، وأخذوا غنمه، فأتوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا، ولا تقولوا لمن ألقى اليكم السلام لست مؤمنا}". هذا حديث حسن. وفي الباب عن أسامة بن زيد.
5022- حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا وكيع، أخبرنا سفيان عن أبي اسحاق عن البراء بن عازب قال:
- "لما نزلت {لا يستوي القاعدون من المؤمنين} الآية جاء عمرو بن أم مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان ضرير البصر، فقال: يا رسول الله ما تأمرني إني ضرير البصر، فأنزل الله هذه الآية {غير أولى الضرر} الآية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ايتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة".
هذا حديث حسن صحيح. ويقال عمرو بن أم مكتوم، ويقال عبد الله بن أم مكتوم وهو عبد الله بن زائدة، وأم مكتوم أمه.
5023- حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، أخبرنا الحجاج بن محمد، عن ابن جريج، قال: أخبرني عبد الكريم، سمع مقسما مولى عبد الله بن الحارث يحدث، عن ابن عباس أنه قال:
- "لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر - عن بدر - والخارجون إلى بدر لما نزلت غزوة بدر قال عبد الله بن جحش وابن أم مكتوم إنا أعميان يا رسول الله فهل لنا رخصة فنزلت {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر وفضل الله المجاهدين على القاعدين درجة} فهؤلاء القاعدون غير أولى الضرر فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه على القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر". هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس. ومقسم يقال مولى عبد الله بن الحارث ويقال مولى عبد الله بن عباس ومقسم يكنى أبا القاسم.
5024- حدثنا عبد بن حميد، حدثني يعقوب بن ابراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب قال: حدثني سهل بن سعد الساعدي قال:
- "رأيت مروان بن الحكم جالسا في المسجد فأقبلت حتى جلست إلى جنبه، فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم أملى عليه:
- "لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله، قال: فجاءه ابن أم مكتوم، وهو يملها علي، فقال: يا رسول الله، والله لو أستطيع الجهاد لجاهدت، وكان رجلا أعمى، فأنزل الله على رسوله _وفخذه على فخذي - فثقلت حتى همت ترض فخذي، ثم سرى عنه فأنزل الله عليه {غير أولى الضرر}".
هذا حديث حسن صحيح. وفي هذا الحديث رواية رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه عن رجل من التابعين. وروى سهل بن سعد الأنصاري عن مروان بن الحكم. ومروان لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم وهو من التابعين.
5025- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج قال: سمعت عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار يحدث عن عبد الله بن باباه عن يعلى بن أمية قال:
- "قلت لعمر إنما قال الله أن تقصروا من الصلاة إن خفتم، وقد أمن الناس، فقال عمر: عجبت مما عجبت منه، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته". هذا حديث حسن صحيح.
5026- حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث أخبرنا سعيد بن عبيد الهنائي، أخبرنا عبد الله بن شقيق قال: أخبرنا أبو هريرة:
- "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بين ضجنان وعسفان، فقال المشركون إن لهؤلاء صلاة هي أحب اليهم من آبائهم وأبنائهم، وهي العصر فأجمعوا أمركم فميلوا عليهم ميلة واحدة وأن جبرائيل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأمره أن يقسم أصحابه شطرين فيصلى بهم، وتقوم طائفة أخرى وراءهم وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم، ثم يأتي الآخرون ويصلون معه ركعة واحدة ثم يأخذ هؤلاء حذرهم وأسلحتهم فتكون لهم ركعة ركعة ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتان".
هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة. وفي الباب عن عبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت، وابن عباس وجابر وأبي عياش الزرقي وابن عمر وحذيفة وأبي بكرة وسهل بن أبي حثمة. وأبو عياش الزرقي اسمه زيد بن الصامت.
5027- حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب وأبو مسلم الحراني أخبرنا محمد بن سلمة الحراني، أخبرنا محمد بن اسحاق عن عاصم بن عمر ابن قتادة عن أبيه عن جده قتادة بن النعمان، قال:
- " كان أهل بيت منا يقال لهم بنو أبيرق بشر وبشير ومبشر، وكان بشير رجلا منافقا، ويقول الشعر يهجو به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم ينحله بعض العرب، ثم يقول: قال فلان كذا وكذا، فإذا سمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الشعر، قالوا: والله ما يقول هذا الشعر الا هذا الخبيث أو كما، قال الرجل وقالوا: ابن الأبيرق قالها. قال وكانوا أهل بيت حاجة وفاقة في الجاهلية والاسلام، وكان الناس إنما طعامهم بالمدينة التمر والشعير، وكان الرجل إذا كان له يسار فقدمت ضافطة من الشام من الدرمك ابتاع الرجل منها فخص بها نفسه، وأما العيال، فانما طعامهم التمر والشعير، فقدمت ضافطة من الشام فابتاع عمي رفاعة بن زيد حملا من الدرمك فجعله في مشربة له وفي المشربة سلاح، درع وسيف، فعدى عليه من تحت البيت، فنقبت المشربة وأخذ السلاح والطعام، فلما أصبح أتاني عمي رفاعة، فقال: يا ابن أخي إنه قد عدي علينا في ليلتنا هذه، فنقبت مشربتنا وذهب بطعامنا وسلاحنا، قال: فتحسسنا في الدار وسألنا فقيل لنا قد رأينا بني أبيرق استوقدوا في هذه الليلة، ولا نرى فيما نرى الا على بعض طعامكم، قال: وكان بنو أبيرق، قالوا - ونحن نسأل في الدار - والله ما نرى صاحبكم الا لبيدين سهل، رجل منا، به صلاح واسلام، فلما سمع لبيد اخترط سيفه، وقال: أنا أسرق؟ فوالله ليخالطنكم هذا السيف أو لتبينن هذه السرقة. قالوا: اليك عنا أيها الرجل فما أنت بصاحبها فسألنا في الدار حتى لم نشك أنهم أصحابها، فقال لي عمي يا ابن أخي لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له. قال قتادة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إن أهل بيت منا أهل جفاء عمدوا إلى عمي رفاعة بن زيد فنقبوا مشربة له وأخذوا سلاحه وطعامه فليردوا علينا سلاحنا، فأما الطعام فلا حاجة لنا فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سآمر في ذلك، فلما سمع بنو أبيرق أتوا رجلا منهم، يقال له: أسير بن عروة فكلموه في ذلك واجتمع في ذلك ناس من أهل الدار، فقالوا: يا رسول الله إن قتادة بن النعمان وعمه عمدا إلى أهل بيت منا أهل اسلام وصلاح يرمونهم بالسرقة من غير بينة، ولا ثبت. قال قتادة: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمته فقال عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم اسلام وصلاح ترميهم بالسرقة على غير ثبت وبينة. قال فرجعت ولوددت أني خرجت من بعض مالي ولم أكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فأتاني عمي رفاعة، فقال: يا ابن أخي ما صنعت، فأخبرته بما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الله المستعان، فلم يلبث أن نزل القرآن: {انا أنزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله، ولا تكن للخائنين خصيما بني أبيرق، واستغفر الله مما قلت لقتادة إن الله كان غفورا رحيما، ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما. يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم - الى قوله رحيما - . أي لو استغفروا الله لغفر لهم. ومن يكسب اثما فانما يكسبه على نفسه إلى قوله واثما مبينا - قولهم للبيد - ولو لا فضل الله عليك ورحمته إلى قوله فسوف نؤتيه أجرا عظيما. فلما نزل القرآن أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسلاح فرده إلى رفاعة. فقال قتادة: لما أتيت عمي بالسلاح، وكان شيخا قد عشا أو عسا - الشك من أبي عيسى - في الجاهلية، وكنت أرى أسلامه مدخولا، فلما أتيته قال: يا ابن أخي هو سبيل الله، فعرفت أن اسلامه كان صحيحا، فلما نزل القرآن لحق بشير بالمشركين، فنزل على سلافة بنت سعد بن سمية، فأنزل الله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين ما الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا. إن الله لا يغفر أن به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ومن يشرك بالله فقد ضل ضلال بعيدا} فلما نزل على سلافة رماها حسان بن ثابت بأبيات من شعر، فأخذت رحله فوضعته على رأسها، ثم خرجت به فرمت به في الأبطح، ثم قالت: أهديت لي شعر حسان ما كنت تأتيني بخير".
هذا حديث غريب لا نعلم أحدا أسنده غير محمد بن سلمة الحراني. وروى يونس بن بكير وغير واحد هذا الحديث، عن محمد بن اسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة مرسلا لم يذكروا فيه عن أبيه عن جده. وقتادة بن النعمان هو أخو أبي سعيد الخدري لأمه. وأبو سعيد اسمه سعد بن مالك بن سنان.
5028- حدثنا خلاد بن أسلم البغدادي، أخبرنا النضر بن شميل عن اسرائيل عن ثوير وهو بن أبي فاختة عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال:
- "ما في القرآن آية أحب الي من هذه الآية: {ان الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء".
هذا حديث حسن غريب وأبو فاختة اسمه سعيد بن علاقة وثوير يكنى أبا جهم، وهو رجل كوفي، وقد سمع من ابن عمر، وابن الزبير وابن مهدي كان يغمزه قليلا.
5029- حدثنا ابن أبي عمر وعبد الله بن أبي زياد، المعنى واحد قالا أخبرنا سفيان بن عيينة، عن ابن محيصن، عن محمد بن قيس بن مخرمة عن أبي هريرة قال:
- "لما نزلت من يعمل سوءا بجز به، شق ذلك على المسلمين فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: قاربوا وسددوا. وفي كل ما يصيب المؤمن كفارة حتى الشوكة يشاكها والنكبة ينكبها". هذا حديث حسن غريب. وابن محيصن اسمه عمر بن عبد الرحمن ابن محيصن.
5030- حدثنا يحيى بن موسى وعبد بن حميد قالا: أخبرنا روح ابن عبادة، عن موسى بن عبيدة قال: أخبرني مولى ابن سباع قال: سمعت عبد الله بن عمر يحدث عن أبي بكر الصديق قال:
- "كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنزلت عليه هذه الآية: من يعمل سوءا يجز به، ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر ألا أقرئك آية أنزلت علي، قلت: بلى يا رسول الله قال: فأقرأنيها فلا أعلم الا أني وجدت في ظهري اقتصاما فتمطأت لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأنك يا أبا بكر؟ قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي وأينا يعمل سوءا وانا لمجزيون بما عملنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أنت يا أبا بكر والمؤمنون، فتجزون بذلك في الدنيا حتى تلقوا الله، وليس لكم ذنوب، وأما الآخرون فيجتمع ذلك لهم، حتى يجزوا به يوم القيامة".
هذا حديث غريب. وفي اسناده مقال، وموسى بن عبيدة يضعف في الحديث ضعفه يحيى بن سعيد وأحمد بن حنبل، ومولى بن سباع مجهول. وقد رولا هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي بكر، وليس له اسناد صحيح أيضا. وفي الباب عن عائشة.
5031- حدثنا محمد بن المثنى، أخبرنا أبو داود الطيالسي، أخبرنا سليمان بن معاذ عن سماك، عن عكرمة عن ابن عباس قال:
- "خشيت سودة أن يطلقها النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: لا تطلقني وأمسكني واجعل يومي لعائشة، ففعل فنزلت {فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلخ هير} فما اصطلحا عليه من شيء فهو جائز". هذا حديث حسن صحيح غريب.
5032- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا مالك بن مغول عن أبي السفر عن البراء قال:
- " آخر آية أنزلت أو آخر شيئ أنزل {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}". هذا حديث حسن. وأبو السفر اسمه سعيد بن أحمد، ويقال ابن محمد الثوري.
5033- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا أحمد بن يونس، عن أبي بكر بن عياش عن أبي اسحاق عن البراء قال:
- "جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: تجزئك آية الصيف".
6- ومن سورة المائدة
بسم الله الرحمن الرحيم
5034- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان، عن مسعر وغيره، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال:
- "قال رجل من اليهود لعمر ابن الخطاب يا أمير المؤمنين لو علينا أنزلت هذه الآية: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، فقال عمر إني لأعلم أي يوم أنزلت هذه الآية، أنزلت يوم عرفة في يوم الجمعة". هذا حديث حسن صحيح.
5035- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سملة، عن عمار بن أبي عمار قال:
- "قرأ ابن عباس {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} وعنده يهودي فقال: لو أنزلت هذه الآية علينا لاتخذنا يومها عيدا، فقال ابن عباس: فانها نزلت في يوم عيدين: في يوم الجمعة ويوم عرفة". هذا حديث حسن غريب من حديث ابن عباس.
5036- حدثنا أحمد بن منيع، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن اسحاق، عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم:
- "يمين الرحمن ملأى سحاء لا يغيضها الليل والنهار، قال: أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات، فانه لم يغض ما في يمينة، وعرشه على الماء وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع".
هذا حديث حسن صحيح. وهذا حديث في تفسير هذه الآية {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم} الآية وهذا الحديث قال الأئمة يؤمن به كما جاء من غير أن يفسر أو يتوهم هكذا. قاله غير واحد من الأئمة منهم سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن عيينة وابن المبارك أنه تروى هذه الأشياء ويؤمن بها، ولا يقال كيف.
5037- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا مسلم بن ابراهيم، أخبرنا الحارث بن عبيد عن سعيد الجريري عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة قالت:
- "كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية: {والله يعصمك من الناس} فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة، فقال لهم: يا أيها اليناس انصرفوا، فقد عصمني الله". هذا حديث غريب. وروى بعضهم هذا الحديث عن الجريري عن عبد الله بن شقيق، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس، ولم يذكروا فيه عائشة،
5038- حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا شريك، عن علي بن بديمة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "لما وقعت بنو اسرائيل في المعاصي فنهتهم علماؤهم، فلم ينتهوا فجالسوهم في فجالهسم وواكلوهم وشاربوهم، فضرب الله قلوب بعضهم على بعض ولعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. قال: فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان متكئا، فقال: لا والذي نفسي بيده، حتى تأطروهم أطرا" قال عبد الله بن عبد الرحمن قال يزيد: وكان سفيان الثوري لا يقول فيه عن عبد الله. هذا حديث حسن غريب. وقد روى هذا الحديث عن محمد بن مسلم بن أبي الوضاح، عن علي ابن بذيمة عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا، وبعضهم يقول عن أبي عبيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل.
5039- حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، أخبرنا سفيان، عن علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "ان بني اسرائيل لما وقع فيهم النقص كان الرجل فيهم يرى أخاه يقع على الذنب فينهاه عنه، فإذا كان الغد لم يمنعه ما رأى منه أن يكون أكيله وشريبه وخليطه، فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ونزل فيهم القرآن فقال: {لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون} وقرأ حتى بلغ {ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي، وما أنزل اليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون} قال: وكان النبي الله صلى الله عليه وسلم متكئا فجلس، فقال: لا حتى تأخذوا على يد ظالم فتأطروه على الحق أطرا".
5040- حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا أبو داود وأملاه علي، أخبرنا محمد بن مسلم بن أبي الوضاح عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
5041- حدثنا أبو حفص عمرو بن علي أخبرنا أبو عاصم أخبرنا عثمان بن سعد، أخبرنا عكرمة عن ابن عباس:
- "أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إني إذا أصبت اللحم انتشرت للنساء وأخذتني شهوتي فحرمت علي اللحم، فأنزل الله: يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم، ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين، وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا". هذا حديث حسن غريب. ورواه بعضهم من غير حديث عثمان بن سعد مرسلا ليس فيه عن ابن عباس، ورواه خالد الحذاء عن عكرمة مرسلا.
5042- حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا اسرائيل، أخبرنا أبو اسحاق عن عمرو بن شرحبيل عن عمر ابن الخطاب أنه قال:
- "اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء فنزلت التي في البقرة: {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير} الآية فدعي عمر فقرئت عليه، قال: اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء، فنزلت التي في النساء {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}، فدعي عمر فقرئت عليه، ثم قال: اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء، فنزلت التي في المائدة: {انما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر - الى قوله - فهل أنتم منتهون}، فدعي عمر فقرئت عليه، فقال: انتهينا انتهينا". وقد روي عن اسرائيل مرسلا.
5043- حدثنا محمد بن العلاء، أخبرنا وكيع عن اسرائيل عن أبي اسحاق عن أبي ميسرة: أن عمر بن الخطاب، قال: اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء". فذكر نحوه وهذا أصح من حديث محمد بن يوسف.
5044- حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبيد اله بن موسى، عن اسرائيل عن أبي اسحاق عن البراء قال:
- "مات رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تحرم الخمر، فلما حرمت الخمر، قال: رجال كيف بأصحابنا، وقد ماتوا يشربون الخمر، فنزلت: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح، فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات". هذا حديث حسن صحيح. وقد رواه شعبة عن أبي اسحاق عن البراء أيضا.
5045- حدثنا بذلك محمد بن بشار، أخبرن محمد بن جعفر، عن شعبة عن أبي اسحاق قال: قال البراء بن عازب:
- "مات ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يشربون الخمر، فلما نزلت تحريمها قال ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: فكيف بأصحابنا الذين ماتوا وهم يشربونها؟ قال: فنزلت: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا ... الآية}". هذا حديث حسن صحيح.
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبد العزيز بن أبي رزمة عن اسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال قالوا:
- "يا رسول الله أرأيت الذين ماتوا وهم يشربون الخمر لما نزل تحريم الخمر؟ فنزلت: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات}". هذا حديث حسن صحيح.
5047- حدثنا سفيان بن وكيع، أخبرنا خالد بن مخلد عن علي ابن مسهر عن الأعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: لما نزلت:
- "{ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت منهم". هذا حديث حسن صحيح.
5048- حدثنا أبو سعيد الأشج، أخبرنا منصور بن وردن عن علي بن عبد الأعلى عن أبيه عن أبي البختري عن علي قال:
- "لما نزلت: {ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا} قالوا: يا رسول الله في كل عام؟ فسكت، فقالوا: يا رسول الله في كل عام؟ قال: لا، ولو قلت نعم لوجبت، وأنزل الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}". هذا حديث حسن غريب من حديث علي. وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس.
5049- حدثنا محمد بن معمر أبو عبد الله البصري، أخبرنا روح ابن عبادة، أخبرنا شعبة، أخبرني موسى بن أنس قال:
- "سمعت أنس بن مالك يقول: قال رجل: يا رسول الله من أبي؟ قال: أبوك فلان، قال: فنزلت: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}". هذا حديث حسن صحيح غريب.
5050- حدثنا أحمد بن منيع، أخبنرا يزيد بن هارون، أخبرنا اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر الصديق أنه قال:
- "يا أيها الناس إنكم تقرءون الآية: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} واني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس اذ ارأوا ظالما فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه". هذا حديث حسن صحيح وقد رواه غير واحد، عن اسماعيل بن أبي خالد نحو هذا الحديث مرفوعا. وروى بعضهم عن اسماعيل عن قيس عن أبي بكر قوله ولم يرفعوه.
5051- حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني، حدثنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا عتبة عن أبي حكيم، أخبرنا عمرو بن جارية اللخمي عن أبي أمية الشعباني قال:
- "أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت له: كيف تصنع في هذه الآية؟ قال: أية آية؟ قلت قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} قال: أما والله لقد سألت عنها خبيرا، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحا مطاعا،وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، واعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك ودع العوام، فان من ورائكم أياما الصبر فيهن القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم". قال عبد الله بن المبارك: وزادني غير عبتة قيل: يا رسول الله أجر خمسين رجلا منا أو منهم؟ قال: لا، بل أجر خمسين رجلا منكم". هذا حديث حسن غريب.
5052- حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني، أخبرنا محمد بن سلمة الحراني، أخبرنا محمد بن اسحاق عن أبي النضر عن بإذان مولى أم هانئ عن ابن عباس عن تميم الداري في هذه الآية:
- "{يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت} قال: بريء الناس منها غيري وغير عدي بن بداء، وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشام قبل الاسلام، فأتيا الشام لتجارتهما، وقدم عليهما مولى لبني سهم يقال له بديل بن أبي مريم بتجارة ومعه جام من فضة يزيد به الملك وهو عظم تجارته، فمرض، فأوصى اليهما وأمرهما أن يبلغا ما ترك أهله. قال تميم: فلما مات أخذنا ذلك الجام فبعناه بألف درهم، ثم اقتسمناه أنا وعدي بن بداء، فلما أتينا إلى أهله دفعنا اليهم ما كان معنا وفقدوا الجام، فسألونا عنه، فقلنا: ماترك غير هذا وما دفع الينا غيره. قال تميم: قملا أسلمت بعد قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة تأثمت من ذلك، فأتيت أهله، فأخبرتهم الخبر، وأديت اليهم خمسمائة درهم، وأخبرتهم أن عند صاحبي مثلها، فأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألهم البينة، فلم يجدوا، فأمرهم أن يستحلفوه بما يعظم به على أهل دينه، فحلف، فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت - الى قوله - أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم}، فقام عمرو بن العاص ورجل آخر فحلفا، فنزعت الخمسمائة درهم من عدي بن بداء. هذا حديث غريب وليس اسناده بصحيح. وأبو النضر الذي روى عنه محمد بن اسحاق هذا الحديث هو عندي محمد بن السائب الكلبي يكنى أبا النضر، وقد تركه أهل العلم بالحديث، وهو صاحب التفسير، سمعت محمد بن اسماعيل يقول: محمد بن سائب الكلبي يكنى أبا النضرولا نعرف لسالم أبي النضر المديني رواية عن أبي صالح موملى أم هانئ وقد روى عن ابن عباس شيئ من هذا الاختصار من غير هذا الوجه.
5053- حدثنا سفيان بن وكيع، أخبرنا يحيى بن آدم، عن ابن أبي زائدة، عن محمد بن أبي القاسم، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس قال:
- "خرج رجل من بني سهم مع تميم الداري وعدي بن بداء، فمات السهمي بأرض ليس بها مسلم، فلما قدما بتركته فقدوا جاما من فضة فخوصا بالذهب، فأحلفهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم وجدوا الجام بمكة، فقيل: اشتريناه من تميم وعدي، فقام رجلان من أولياء السهمي فحلفا بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما، وان الجام لصاحبهم. قال:وفيهم نزلت: {يا أيها الذين أمنوا شهادة بينكم}". هذا حديث حسن غريب، وهو حديث ابن أبي زائدة.
5054- حدثنا الحسن بن قزعة البصري، أخبرنا سفيان بن حبيب، حدثنا سعيد عن قتادة، عن خلاس بن عمرو عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "أنزلت المائدة من السماء خبزا ولحما، وأمروا أن لا يخونوا ولا يدخروا لغد، فخانوا وادخروا ورفعوا لغد، فمسخوا قردة وخنازير". هذا حديث غريب. ورواه أبو عاصم وغير واحد عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة عن خلاس، عن عمار موقوفا، ولا نعرفه مرفوعا الا من حديث الحسن بن قزعة.
5055- حدثنا حميد بن مسعدة، أخبرنا سفيان بن حبيب، عن سعيد بن أبي عروبة نحوه ولم يرفعه. وهذا أصح من حديث الحسن بن قزعة، ولا نعلم للحديث المرفوع أصلا.
5056- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان عن عمرو بن دينار عن طاوس عن أبي هريرة قال:
- "يلقي حجته فلقاه الله في قوله: {واذ قال عبيس بن مريم أأنت قلت للناس لتخذوني وأمي الهين من دون الله}، قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلقاه الله: {سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق}" الآية كلها.
هذا حديث حسن صحيح.
5057- حدثنا قتيبة، أخبرنا عبد الله بن وهب، عن حيي، عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو قال:
- "آخر سورة أنزلت سورة المائدة والفتح". هذا حديث حسن غريب. وقد روى عن ابن عباس أنه قال: آخر سورة أنزلت: إذا جاء نصر الله والفتح".
7- ومن سورة الأنعام
بسم الله الرحمن الرحيم
5058- حدثنا أبو كريب، أخبرنا معاوية بن هشام، عن سفيان عن أبي اسحاق، عن ناجية بن كعب، عن علي:
- "أن أبا جهل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا لا نكذبك ولكن نكذب بما جئت به، فأنزل الله تعالى: {فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون}".
5059- حدثنا اسحاق بن منصور، أخبرنا عبد ا
لرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبي اسحاق عن ناجية، أن أبا جهل قال للنبي صلى الله عليه وسلم، وذكر نحوه، ولم يذكر فيه عن علي، وهذا أصح.
5060- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان عن عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله يقول:
- "لما أنزلت هذه الآية: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم}، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أعوذ بوجهك ، فلما نزلت: {أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض} قال النبي صلى الله عليه وسلم: هاتان أهون، أو هاتان أيسر". هذا حديث حسن صحيح.
5061- حدثنا الحسن بن عرفة، عن اسماعيل بن عياش، عن أبي بكر بن أبي مريم الغساني عن راشد بن سعد عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية:
- "{قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم}، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما إنها كائنة ولم يأت تأويلها بعد". هذا حديث حسن غريب.
5062- حدثنا علي بن خشرم، أخبرنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن ابراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال:
- "لما نزلت: {الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم} شق ذلك على المسلمين فقالوا: يا رسول الله وأينا لا يظلم نفسه؟ قال: ليس ذلك، إنما هو الشرك، ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه: يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم". هذا حديث حسن صحيح.
5063- حدثنا أحمد بن منيع، أخبرنا اسحاق بن يونس الأزرق، أخبرنا داود بن أبي هند، عن الشعبي عن مسروق قال:
- "كنت متكئا عند عائشة، فقالت: يا أبا عائشة، ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد عظم الفرية على الله: من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله، والله يقول: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير وما لبشر أن يكلمه الله الا وحيا أو من وراء حجاب} وكنت متكئا فجلست فقلت: يا أم المؤمنين، انظريني ولا تعجلني، أليس الله تعالى يقول: {ولقد رآه نزلة أخرى ولقد رآه بالأفق المبين}؟ قالت: أنا والله أول من سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا، قال: إنما ذلك جبريل، ما رأيته في الصورة التي خلق فيها غير هاتين المرتين رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء والأرض، ومن زعم أن محمد كتم شيئا مما أنزل الله عليه فقد أعظم الفرية على الله، يقول الله: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك}، ومن زعم أنه يعلم ما في غد فقد أعظم الفرية على الله، والله يقول: {لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب الا الله}". هذا حديث حسن صحيح. ومسروق بن الأجدع يكنى أبا عائشة.
5064- حدثنا محمد بن موسى البصري الحرشي، أخبرنا زياد بن عبد الله البكائي، أخبرنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس قال:
- "أتى ناس النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله أنأكل ما نقتل ولا نأكل ما يقتل الله؟ فأنزل الله: {فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين - الى قوله - إن أطعتموهم إنكم لمشركون}".
هذا حديث حسن غريب. وقد روى هذا الحديث من غير هذا الوجه عن ابن عباس أيضا، ورواه بعضهم عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
5065- حدثنا الفضل بن الصباح البغدادي، أخبرنا محمد بن فضيل عن داود الأودي عن الشعبي عن علقمة عن عبد الله قال:
- "من سره أن ينظر إلى الصحيفة التي عليها خاتم محمد صلى الله عليه وسلم فليقرأ هؤلاء الآيات: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم - الى قوله - لعلكم تتقون}. هذا حديث حسن غريب.
5066- حدثنا سفيان بن وكيع، أخبرنا أبي عن ابن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله تعالى:
- "{أو يأتي بعض آيات ربك} قال: طلوع الشمس من مغربها". هذا حديث غريب، ورواه بعضهم ولم يرفعه.
5067- حدثنا عبد بن حميدن أخبرنا يعلى بن عبيد، عن فضيل ابن غزوان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "ثلاث إذا خرجن {لم ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل} الآية... الدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها أو من المغرب". هذا حديث حسن صحيح.
5068- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- "قال الله تبارك وتعالى وقوله الحق: إذا هم عبدي بحسنة فاكتبوها له حسنة، فان عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها، وإذا هم بسيئة فلا تكتبوها، فان عملها فاكتبوها بمثلها، فان تركها، وربما قال: فان لم يعمل بها، فاكتبوها له حسنة، ثم قرأ: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}". هذا حديث حسن صحيح.
8- ومن سورة الأعراف
بسم الله الرحمن الرحيم
5069- حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، أخبرنا سليمان بن حرب، أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية:
- "{قلما تجلى ربه للجبل جعله دكا} قال حماد: هكذا، وأمسك سليمان بطرف ابهامه على أنملة أصبعه اليمنى، قال: فساخ الجبل وخر موسى صعقا". هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه الا من حديث حماد بن سلمة.
5070- حدثنا عبد الوهاب الوراق البغدادي، أخبرنا معاذ بن معاذ، عن حماد بن سلمة، عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. هذا حديث حسن.
5071- حدثنا الأنصاري، أخبرنا معن، أخبرنا مالك بن أنس عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن مسلم بن يسار الجهني، أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية:
- "{واذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا: بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين} فقال عمر بن الخطاب؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ان الله خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للجنة بعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للنار، وبعمل أهل النار يعملون". فقال الرجل: ففيم العمل يا رسول الله؟ قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله الله الجنة، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله الله النار". هذا حديث حسن. ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر. وقد ذكر بعضهم في هذا الاسناد بين مسلم بن يسار وبين عمر رجلا.
5072- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا هشام ابن سعد، عن زبد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيضا من نور، ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلا منهم فأعجبه وبيص مابين عينيه، فقال: أي رب، من هذا؟ قال: هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود، قال: رب وكم جعلت عمره؟ قال: ستين سنة، قال: أي رب، زده من عمري أربعين سنة، فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت فقال: أولم يبقى من عمري أربعون سنة؟ قال: أولم تعطها لابنك داود؟ قال: فجحد آدم فجحدت ذريته ونسى آدم فنسيت ذريته، وخطى آدم فخطت ذريته". هذا حديث حسن صحيح. وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
5073- حدثنا محمد بن المثنى، أخبرنا عبد الصمد من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
5073- حدثنا محمد بن المثنى، أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث أخبرنا عمر بن ابراهيم عن قتادة، عن الحسن عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "لما حملت حواء طاف بها ابليس وكان لا يعيش لها ولد، فقال: سميه عبد الحارث، فسمته عبد الحارث، فعاش، وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره". هذا حديث حسن غريب لا نعرفه الا من حديث عمر بن ابراهيم عن قتادة، ورواه بعضهم عن عبد الصمد ولم يرفعه.
9- ومن سورة الأنفال
بسم الله الرحمن الرحيم
5074- حدثنا أبو كريب، أخبرنا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن بهدلة عن مصعب بن سعد عن أبيه قال:
- "لما كان يوم بدر جئت بسيف فقلت: يا رسول الله، إن الله قد شفى صدري من المشركين أو نحو هذا هب لي هذا السيف، فقال ليس لي ولا لك، فقلت: عسى أن يعطى هذا من لا يبلى بلائي، فجاءني الرسول فقال إنك سألتني وليس لي وانه قد صار لي وهو لك،: فنزلت: {يسألونك عن الأنفال... الآية}. هذا حديث حسن صحيح. وقد رواه سماك عن مصعب بن سعد أيضا. وفي الباب عن عبادة بن الصامت.
5075- حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا عمر بن يونس اليمامي، أخبرنا عكرمة بن عمار، أخبرنا أبو زميل، حدثني عبد الله بن عباس، حدثني عمر بن الخطاب قال:
- "نظر نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا، فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه وجعل يهتف بربه: اللهم انجز لي ما وعدتني، اللهم إنك تهلك هذه العصابة من أهل الاسلام لا تعبد في الأرض". فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه من منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال: يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربك فانه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله تبارك وتعالى: {ان تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين} فأمدهم الله بالملائكة.
هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه من حديث عمر الا من حديث عكرمة، بن عمار عن أبي زميل. وأبو زميل اسمه سماك الحنفي، قال: وانما كان هذا يوم بدر.
5076- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق عن اسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال:
- "لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر قيل له: عليك العير ليس دونها شيئ. قال فناداه العباس وهو في وثاقه لا يصلح وقال: لأن الله تعالى وعدك احدى الطائفتين وقد أعطاك ما وعدك. قال: صدقت". هذا حديث غريب. واسماعيل بن ابراهيم بن مهاجر يضعف في الحديث.
5078- حدثنا أحمد بن منيع، أخبرنا وكيع عن أسامة بن زيد عن صالح بن كيسان عن رجل لم يسمه عن عقبة بن عامر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية على المنبر: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} قال: ألا إن القوة الرمي - ثلاث مرات - ألا إن الله سيفتح لكم الأرض وستكفون المؤنة، فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه". وقد روى بعضهم هذا الحديث عن أسامة بن زيد عن صالح ابن كيسان عن عقبة بن عامر. وحديث وكيع أصح. وصالح بن كيسان لم يدرك عقبة بن عامر، وقد أدرك ابن عمر.
5079- حدثنا عبد بن حميد، أخبرني معاوية بن عمرو، عن زائدة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- " لم تحل الغنائم لأحد سود الروؤس من قبلكم كانت تنزل نار من السماء فتأكلها". قال سليمان الأعمش: فمن يقول هذا الا أبو هريرة الآن. فلما كان يوم بدر وقعوا في الغنائم قبل أن تحل لهم، فأنزل الله: {لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم}. هذا حديث حسن صحيح.
10- ومن سورة التوبة
بسم الله الرحمن الرحيم
5080- حدثنا هناد، أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو ابن مرة، عن أبي عبيدة بن عبد الله، عن عبد الله بن مسعود قال: لما كان يوم بدر وجيء بالأسارى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{نقص صفحة 336- تتمة الحديث والحديث رقم 5081}
- "دعا بعض من كان يكتب، فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا نزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزلت بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصهتا شبيهة بقصتها، فظنت أنها منها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، وفوضعتها في السبع الطول". هذا حديث حسن لا نعرفه الا من حديث عوف عن يزيد الفارسي عن ابن عباس. ويزيد الفارسي هو من التابعين من أهل البصرة. ويزيد بن أبان الرقاشي هو من التابعين من أهل البصرة، وهو أصغر من يزيد الفارسي. ويزيد الرقاشي إنما يروي عن أنس بن مالك.
5082- حدثنا الحسن بن علي الخلال، أخبرنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن شبيب بن غرقدة عن سليمان بن عمرو بن الأحوص قال حدثني أبي أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ ثم قال: أي يوم أحرم، أي يوم أحرم؟ قال فقال الناس: يوم الحج الأكبر يا رسول الله. قال: فان دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، ألا لا يجني جان الا على نفسه، ولا يجني والد على ولده، ولا ولد على والده، ألا إن المسلم أخو المسلم، فليس يحل لمسلم من أخيه شيئ الا ما أحل من نفسه، ألا وان كل ربا في الجاهلية موضوع، لكم رءوس من أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون غير ربا العباس بن عبد المطلب فانه موضوع كله، ألا وان كل دم كان في الجاهلية موضوع، وأول دم أضع من دم الجاهلية دم الحارث ابن عبد المطلب، كان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل، ألا واستوصوا بالنساء خيرا، فانما هن عوان عندكم، ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك الا أن يأتين بفاحشة مبينة، فان فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح، فان أطعنكم فلا بتغوا عليهن سبيلا. ألا وان لكم على نسائكم حقا، ولنسائكم عليكم حقا، فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن في بيوتهم لمن تكرهون. ألا وان حقهن عليكم أن تحسنوا اليهن في كسوتهن وطعامهن". هذا حديث حسن صحيح. ورواه أبو الأحوص عن شبيب بن غرقدة.
5083- حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، أخبرنا أبي عن أبيه عن محمد بن اسحاق عن أبي اسحاق عن الحارث عن علي قال:
- "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الحج الأكبر فقال: يوم النحر".
- "يا رسول الله أرأيت الذين ماتوا وهم يشربون الخمر لما نزل تحريم الخمر؟ فنزلت: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات}". هذا حديث حسن صحيح.
5047- حدثنا سفيان بن وكيع، أخبرنا خالد بن مخلد عن علي ابن مسهر عن الأعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: لما نزلت:
- "{ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت منهم". هذا حديث حسن صحيح.
5048- حدثنا أبو سعيد الأشج، أخبرنا منصور بن وردن عن علي بن عبد الأعلى عن أبيه عن أبي البختري عن علي قال:
- "لما نزلت: {ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا} قالوا: يا رسول الله في كل عام؟ فسكت، فقالوا: يا رسول الله في كل عام؟ قال: لا، ولو قلت نعم لوجبت، وأنزل الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}". هذا حديث حسن غريب من حديث علي. وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس.
5049- حدثنا محمد بن معمر أبو عبد الله البصري، أخبرنا روح ابن عبادة، أخبرنا شعبة، أخبرني موسى بن أنس قال:
- "سمعت أنس بن مالك يقول: قال رجل: يا رسول الله من أبي؟ قال: أبوك فلان، قال: فنزلت: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}". هذا حديث حسن صحيح غريب.
5050- حدثنا أحمد بن منيع، أخبنرا يزيد بن هارون، أخبرنا اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر الصديق أنه قال:
- "يا أيها الناس إنكم تقرءون الآية: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} واني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس اذ ارأوا ظالما فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه". هذا حديث حسن صحيح وقد رواه غير واحد، عن اسماعيل بن أبي خالد نحو هذا الحديث مرفوعا. وروى بعضهم عن اسماعيل عن قيس عن أبي بكر قوله ولم يرفعوه.
5051- حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني، حدثنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا عتبة عن أبي حكيم، أخبرنا عمرو بن جارية اللخمي عن أبي أمية الشعباني قال:
- "أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت له: كيف تصنع في هذه الآية؟ قال: أية آية؟ قلت قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} قال: أما والله لقد سألت عنها خبيرا، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحا مطاعا،وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، واعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك ودع العوام، فان من ورائكم أياما الصبر فيهن القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم". قال عبد الله بن المبارك: وزادني غير عبتة قيل: يا رسول الله أجر خمسين رجلا منا أو منهم؟ قال: لا، بل أجر خمسين رجلا منكم". هذا حديث حسن غريب.
5052- حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني، أخبرنا محمد بن سلمة الحراني، أخبرنا محمد بن اسحاق عن أبي النضر عن بإذان مولى أم هانئ عن ابن عباس عن تميم الداري في هذه الآية:
- "{يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت} قال: بريء الناس منها غيري وغير عدي بن بداء، وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشام قبل الاسلام، فأتيا الشام لتجارتهما، وقدم عليهما مولى لبني سهم يقال له بديل بن أبي مريم بتجارة ومعه جام من فضة يزيد به الملك وهو عظم تجارته، فمرض، فأوصى اليهما وأمرهما أن يبلغا ما ترك أهله. قال تميم: فلما مات أخذنا ذلك الجام فبعناه بألف درهم، ثم اقتسمناه أنا وعدي بن بداء، فلما أتينا إلى أهله دفعنا اليهم ما كان معنا وفقدوا الجام، فسألونا عنه، فقلنا: ماترك غير هذا وما دفع الينا غيره. قال تميم: قملا أسلمت بعد قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة تأثمت من ذلك، فأتيت أهله، فأخبرتهم الخبر، وأديت اليهم خمسمائة درهم، وأخبرتهم أن عند صاحبي مثلها، فأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألهم البينة، فلم يجدوا، فأمرهم أن يستحلفوه بما يعظم به على أهل دينه، فحلف، فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت - الى قوله - أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم}، فقام عمرو بن العاص ورجل آخر فحلفا، فنزعت الخمسمائة درهم من عدي بن بداء. هذا حديث غريب وليس اسناده بصحيح. وأبو النضر الذي روى عنه محمد بن اسحاق هذا الحديث هو عندي محمد بن السائب الكلبي يكنى أبا النضر، وقد تركه أهل العلم بالحديث، وهو صاحب التفسير، سمعت محمد بن اسماعيل يقول: محمد بن سائب الكلبي يكنى أبا النضرولا نعرف لسالم أبي النضر المديني رواية عن أبي صالح موملى أم هانئ وقد روى عن ابن عباس شيئ من هذا الاختصار من غير هذا الوجه.
5053- حدثنا سفيان بن وكيع، أخبرنا يحيى بن آدم، عن ابن أبي زائدة، عن محمد بن أبي القاسم، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس قال:
- "خرج رجل من بني سهم مع تميم الداري وعدي بن بداء، فمات السهمي بأرض ليس بها مسلم، فلما قدما بتركته فقدوا جاما من فضة فخوصا بالذهب، فأحلفهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم وجدوا الجام بمكة، فقيل: اشتريناه من تميم وعدي، فقام رجلان من أولياء السهمي فحلفا بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما، وان الجام لصاحبهم. قال:وفيهم نزلت: {يا أيها الذين أمنوا شهادة بينكم}". هذا حديث حسن غريب، وهو حديث ابن أبي زائدة.
5054- حدثنا الحسن بن قزعة البصري، أخبرنا سفيان بن حبيب، حدثنا سعيد عن قتادة، عن خلاس بن عمرو عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "أنزلت المائدة من السماء خبزا ولحما، وأمروا أن لا يخونوا ولا يدخروا لغد، فخانوا وادخروا ورفعوا لغد، فمسخوا قردة وخنازير". هذا حديث غريب. ورواه أبو عاصم وغير واحد عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة عن خلاس، عن عمار موقوفا، ولا نعرفه مرفوعا الا من حديث الحسن بن قزعة.
5055- حدثنا حميد بن مسعدة، أخبرنا سفيان بن حبيب، عن سعيد بن أبي عروبة نحوه ولم يرفعه. وهذا أصح من حديث الحسن بن قزعة، ولا نعلم للحديث المرفوع أصلا.
5056- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان عن عمرو بن دينار عن طاوس عن أبي هريرة قال:
- "يلقي حجته فلقاه الله في قوله: {واذ قال عبيس بن مريم أأنت قلت للناس لتخذوني وأمي الهين من دون الله}، قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلقاه الله: {سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق}" الآية كلها.
هذا حديث حسن صحيح.
5057- حدثنا قتيبة، أخبرنا عبد الله بن وهب، عن حيي، عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو قال:
- "آخر سورة أنزلت سورة المائدة والفتح". هذا حديث حسن غريب. وقد روى عن ابن عباس أنه قال: آخر سورة أنزلت: إذا جاء نصر الله والفتح".
7- ومن سورة الأنعام
بسم الله الرحمن الرحيم
5058- حدثنا أبو كريب، أخبرنا معاوية بن هشام، عن سفيان عن أبي اسحاق، عن ناجية بن كعب، عن علي:
- "أن أبا جهل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا لا نكذبك ولكن نكذب بما جئت به، فأنزل الله تعالى: {فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون}".
5059- حدثنا اسحاق بن منصور، أخبرنا عبد ا
لرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبي اسحاق عن ناجية، أن أبا جهل قال للنبي صلى الله عليه وسلم، وذكر نحوه، ولم يذكر فيه عن علي، وهذا أصح.
5060- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان عن عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله يقول:
- "لما أنزلت هذه الآية: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم}، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أعوذ بوجهك ، فلما نزلت: {أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض} قال النبي صلى الله عليه وسلم: هاتان أهون، أو هاتان أيسر". هذا حديث حسن صحيح.
5061- حدثنا الحسن بن عرفة، عن اسماعيل بن عياش، عن أبي بكر بن أبي مريم الغساني عن راشد بن سعد عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية:
- "{قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم}، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما إنها كائنة ولم يأت تأويلها بعد". هذا حديث حسن غريب.
5062- حدثنا علي بن خشرم، أخبرنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن ابراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال:
- "لما نزلت: {الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم} شق ذلك على المسلمين فقالوا: يا رسول الله وأينا لا يظلم نفسه؟ قال: ليس ذلك، إنما هو الشرك، ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه: يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم". هذا حديث حسن صحيح.
5063- حدثنا أحمد بن منيع، أخبرنا اسحاق بن يونس الأزرق، أخبرنا داود بن أبي هند، عن الشعبي عن مسروق قال:
- "كنت متكئا عند عائشة، فقالت: يا أبا عائشة، ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد عظم الفرية على الله: من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله، والله يقول: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير وما لبشر أن يكلمه الله الا وحيا أو من وراء حجاب} وكنت متكئا فجلست فقلت: يا أم المؤمنين، انظريني ولا تعجلني، أليس الله تعالى يقول: {ولقد رآه نزلة أخرى ولقد رآه بالأفق المبين}؟ قالت: أنا والله أول من سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا، قال: إنما ذلك جبريل، ما رأيته في الصورة التي خلق فيها غير هاتين المرتين رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء والأرض، ومن زعم أن محمد كتم شيئا مما أنزل الله عليه فقد أعظم الفرية على الله، يقول الله: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك}، ومن زعم أنه يعلم ما في غد فقد أعظم الفرية على الله، والله يقول: {لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب الا الله}". هذا حديث حسن صحيح. ومسروق بن الأجدع يكنى أبا عائشة.
5064- حدثنا محمد بن موسى البصري الحرشي، أخبرنا زياد بن عبد الله البكائي، أخبرنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس قال:
- "أتى ناس النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله أنأكل ما نقتل ولا نأكل ما يقتل الله؟ فأنزل الله: {فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين - الى قوله - إن أطعتموهم إنكم لمشركون}".
هذا حديث حسن غريب. وقد روى هذا الحديث من غير هذا الوجه عن ابن عباس أيضا، ورواه بعضهم عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
5065- حدثنا الفضل بن الصباح البغدادي، أخبرنا محمد بن فضيل عن داود الأودي عن الشعبي عن علقمة عن عبد الله قال:
- "من سره أن ينظر إلى الصحيفة التي عليها خاتم محمد صلى الله عليه وسلم فليقرأ هؤلاء الآيات: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم - الى قوله - لعلكم تتقون}. هذا حديث حسن غريب.
5066- حدثنا سفيان بن وكيع، أخبرنا أبي عن ابن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله تعالى:
- "{أو يأتي بعض آيات ربك} قال: طلوع الشمس من مغربها". هذا حديث غريب، ورواه بعضهم ولم يرفعه.
5067- حدثنا عبد بن حميدن أخبرنا يعلى بن عبيد، عن فضيل ابن غزوان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "ثلاث إذا خرجن {لم ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل} الآية... الدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها أو من المغرب". هذا حديث حسن صحيح.
5068- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- "قال الله تبارك وتعالى وقوله الحق: إذا هم عبدي بحسنة فاكتبوها له حسنة، فان عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها، وإذا هم بسيئة فلا تكتبوها، فان عملها فاكتبوها بمثلها، فان تركها، وربما قال: فان لم يعمل بها، فاكتبوها له حسنة، ثم قرأ: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}". هذا حديث حسن صحيح.
8- ومن سورة الأعراف
بسم الله الرحمن الرحيم
5069- حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، أخبرنا سليمان بن حرب، أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية:
- "{قلما تجلى ربه للجبل جعله دكا} قال حماد: هكذا، وأمسك سليمان بطرف ابهامه على أنملة أصبعه اليمنى، قال: فساخ الجبل وخر موسى صعقا". هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه الا من حديث حماد بن سلمة.
5070- حدثنا عبد الوهاب الوراق البغدادي، أخبرنا معاذ بن معاذ، عن حماد بن سلمة، عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. هذا حديث حسن.
5071- حدثنا الأنصاري، أخبرنا معن، أخبرنا مالك بن أنس عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن مسلم بن يسار الجهني، أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية:
- "{واذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا: بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين} فقال عمر بن الخطاب؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ان الله خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للجنة بعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للنار، وبعمل أهل النار يعملون". فقال الرجل: ففيم العمل يا رسول الله؟ قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله الله الجنة، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله الله النار". هذا حديث حسن. ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر. وقد ذكر بعضهم في هذا الاسناد بين مسلم بن يسار وبين عمر رجلا.
5072- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا هشام ابن سعد، عن زبد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيضا من نور، ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلا منهم فأعجبه وبيص مابين عينيه، فقال: أي رب، من هذا؟ قال: هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود، قال: رب وكم جعلت عمره؟ قال: ستين سنة، قال: أي رب، زده من عمري أربعين سنة، فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت فقال: أولم يبقى من عمري أربعون سنة؟ قال: أولم تعطها لابنك داود؟ قال: فجحد آدم فجحدت ذريته ونسى آدم فنسيت ذريته، وخطى آدم فخطت ذريته". هذا حديث حسن صحيح. وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
5073- حدثنا محمد بن المثنى، أخبرنا عبد الصمد من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
5073- حدثنا محمد بن المثنى، أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث أخبرنا عمر بن ابراهيم عن قتادة، عن الحسن عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "لما حملت حواء طاف بها ابليس وكان لا يعيش لها ولد، فقال: سميه عبد الحارث، فسمته عبد الحارث، فعاش، وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره". هذا حديث حسن غريب لا نعرفه الا من حديث عمر بن ابراهيم عن قتادة، ورواه بعضهم عن عبد الصمد ولم يرفعه.
9- ومن سورة الأنفال
بسم الله الرحمن الرحيم
5074- حدثنا أبو كريب، أخبرنا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن بهدلة عن مصعب بن سعد عن أبيه قال:
- "لما كان يوم بدر جئت بسيف فقلت: يا رسول الله، إن الله قد شفى صدري من المشركين أو نحو هذا هب لي هذا السيف، فقال ليس لي ولا لك، فقلت: عسى أن يعطى هذا من لا يبلى بلائي، فجاءني الرسول فقال إنك سألتني وليس لي وانه قد صار لي وهو لك،: فنزلت: {يسألونك عن الأنفال... الآية}. هذا حديث حسن صحيح. وقد رواه سماك عن مصعب بن سعد أيضا. وفي الباب عن عبادة بن الصامت.
5075- حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا عمر بن يونس اليمامي، أخبرنا عكرمة بن عمار، أخبرنا أبو زميل، حدثني عبد الله بن عباس، حدثني عمر بن الخطاب قال:
- "نظر نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا، فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه وجعل يهتف بربه: اللهم انجز لي ما وعدتني، اللهم إنك تهلك هذه العصابة من أهل الاسلام لا تعبد في الأرض". فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه من منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال: يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربك فانه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله تبارك وتعالى: {ان تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين} فأمدهم الله بالملائكة.
هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه من حديث عمر الا من حديث عكرمة، بن عمار عن أبي زميل. وأبو زميل اسمه سماك الحنفي، قال: وانما كان هذا يوم بدر.
5076- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق عن اسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال:
- "لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر قيل له: عليك العير ليس دونها شيئ. قال فناداه العباس وهو في وثاقه لا يصلح وقال: لأن الله تعالى وعدك احدى الطائفتين وقد أعطاك ما وعدك. قال: صدقت". هذا حديث غريب. واسماعيل بن ابراهيم بن مهاجر يضعف في الحديث.
5078- حدثنا أحمد بن منيع، أخبرنا وكيع عن أسامة بن زيد عن صالح بن كيسان عن رجل لم يسمه عن عقبة بن عامر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية على المنبر: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} قال: ألا إن القوة الرمي - ثلاث مرات - ألا إن الله سيفتح لكم الأرض وستكفون المؤنة، فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه". وقد روى بعضهم هذا الحديث عن أسامة بن زيد عن صالح ابن كيسان عن عقبة بن عامر. وحديث وكيع أصح. وصالح بن كيسان لم يدرك عقبة بن عامر، وقد أدرك ابن عمر.
5079- حدثنا عبد بن حميد، أخبرني معاوية بن عمرو، عن زائدة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- " لم تحل الغنائم لأحد سود الروؤس من قبلكم كانت تنزل نار من السماء فتأكلها". قال سليمان الأعمش: فمن يقول هذا الا أبو هريرة الآن. فلما كان يوم بدر وقعوا في الغنائم قبل أن تحل لهم، فأنزل الله: {لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم}. هذا حديث حسن صحيح.
10- ومن سورة التوبة
بسم الله الرحمن الرحيم
5080- حدثنا هناد، أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو ابن مرة، عن أبي عبيدة بن عبد الله، عن عبد الله بن مسعود قال: لما كان يوم بدر وجيء بالأسارى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{نقص صفحة 336- تتمة الحديث والحديث رقم 5081}
- "دعا بعض من كان يكتب، فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا نزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزلت بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصهتا شبيهة بقصتها، فظنت أنها منها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، وفوضعتها في السبع الطول". هذا حديث حسن لا نعرفه الا من حديث عوف عن يزيد الفارسي عن ابن عباس. ويزيد الفارسي هو من التابعين من أهل البصرة. ويزيد بن أبان الرقاشي هو من التابعين من أهل البصرة، وهو أصغر من يزيد الفارسي. ويزيد الرقاشي إنما يروي عن أنس بن مالك.
5082- حدثنا الحسن بن علي الخلال، أخبرنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن شبيب بن غرقدة عن سليمان بن عمرو بن الأحوص قال حدثني أبي أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ ثم قال: أي يوم أحرم، أي يوم أحرم؟ قال فقال الناس: يوم الحج الأكبر يا رسول الله. قال: فان دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، ألا لا يجني جان الا على نفسه، ولا يجني والد على ولده، ولا ولد على والده، ألا إن المسلم أخو المسلم، فليس يحل لمسلم من أخيه شيئ الا ما أحل من نفسه، ألا وان كل ربا في الجاهلية موضوع، لكم رءوس من أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون غير ربا العباس بن عبد المطلب فانه موضوع كله، ألا وان كل دم كان في الجاهلية موضوع، وأول دم أضع من دم الجاهلية دم الحارث ابن عبد المطلب، كان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل، ألا واستوصوا بالنساء خيرا، فانما هن عوان عندكم، ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك الا أن يأتين بفاحشة مبينة، فان فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح، فان أطعنكم فلا بتغوا عليهن سبيلا. ألا وان لكم على نسائكم حقا، ولنسائكم عليكم حقا، فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن في بيوتهم لمن تكرهون. ألا وان حقهن عليكم أن تحسنوا اليهن في كسوتهن وطعامهن". هذا حديث حسن صحيح. ورواه أبو الأحوص عن شبيب بن غرقدة.
5083- حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، أخبرنا أبي عن أبيه عن محمد بن اسحاق عن أبي اسحاق عن الحارث عن علي قال:
- "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الحج الأكبر فقال: يوم النحر".
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى