رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان عن أبي اسحاق عن الحارث عن علي قال:
- "يوم الحج الأكبر يوم النحر". هذا أصح من حديث محمد بن اسحاق، لأنه روي من غير وجه هذا الحديث عن أبي اسحاق عن الحارث عن علي موقوفا، ولا نعلم أحدا رفعه الا ما روى عن محمد بن اسحاق.
5085- حدثنا بندار، أخبنرا عفان بن مسلم وعبد الصمد قالا، أخبرنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن أنس بن مالك قال:
- "بعث النبي صلى الله عليه وسلم ببراءة مع أبي بكر، ثم دعاه فقال: لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا الا رجل من أهلي، فدعا عليا فأعطاه اياها". هذا حديث حسن غريب من حديث أنس.
5086- حدثنا محمد بن اسماعيل، أخبرنا سعيد بن سليمان، أخبرنا عباد بن العوام، أخبرنا سفيان بن الحسين عن الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس قال:
- " بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات، ثم أتبعه عليا. فبينا أبو بكرفي بعض الطريق اذ سمع رغاء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم القصوى فخرج أبو بكر فزعا، فظن أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا علي، فدفع اليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر عليا أن ينادي بهؤلاء الكلمات، فانطلقا، فحجا، فقام علي أيام التشريق فنادى: ذمة الله ورسوله بريئة من كل مشرك، فسيحوا في الأرض أربعة أشهر، ولا يحجن بعد العام مشرك، ولا يطوفن بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة الا مؤمن. وكان علي ينادي، فإذا عي قام أبو بكر فنادى بها". وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس.
5087- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان عن أبي اسحاق عن زيد بن يثيع قال:
- "سألنا علينا، بأي شيء بعثت بأربع: لا يطوفن بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين النبي عهد فهو إلى مدته، ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر، ولا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة، ولا يجتمع المشركون والمسلمون بعد عامهم هذا". هذا حديث حسن صحيح، وهو حديث ابن عيينة عن أبي اسحاق. ورواه سفيان الثوري، عن أبي اسحاق، عن بعض أصحابه ، عن علي، وفيه عن أبي هريرة.
5088- حدثنا نصر بن علي وغير واحد قالوا أخبرنا سفيان بن عيينة عن أبي اسحاق عن زيد بن يثيع عن علي نحوه.
5089- حدثنا علي بن خشرم، أخبرنا سفيان بن عيينة عن أبي اسحاق عن زيد بن أثيع عن علي نحوه. قال أبو عيسى: وقد روى عن عيينة كلتا الروايتين عن ابن أثيع وعن ابن يثيع. والصحيح زيد بن يثيع. وقد روى شعبة عن أبي اسحاق غير هذا الحديث فوهم فيه، وقال زيد بن أثيل، ولا يتابع عليه.
5090- حدثنا أبو كريب، أخبرنا رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث، عن دراج عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالايمان، قال الله تعالى: {انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر}".
5091- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا عبد الله بن وهب عن عمرو ابن الحارث، عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، الا أنه قال: "يتعاهد المسجد". هذا حديث حسن غريب. وأبو الهيثم اسمه سليمان بن عمرو بن عبد العتواري، وكان يتيما في حجر أبي سعيد الخدري.
5092- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن اسرائيل عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان قال:
- "لما نزلت: {والذين يكنزون الذهب والفضة} قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فقال بعض أصحابه: أنزلت في الذهب والفضة لو علمنا أي المال خير فنتخذه. فقال: أفضله لسان ذاكر وقلب شاكر وزوجة مؤمنة تعينه على ايمانه". هذا حديث حسن. سألت محمد بن اسماعيل فقلت له: سالم بن أبي الجعد سمع من ثوبان؟ فقال: لا، قلت له: ممن سمع من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
5093- حدثنا حسين بن يزيد الكوفي، أخبرنا عبد السلام بن حرب عن غطيف بن أعين عن مصعب بن سعد عن عدي بن حاتم قال:
- "أتيت النبي صلى وفي عنقي صليب من ذهب، فقال: يا عدي اطرح عنك هذا الوثن، وسمعته يقرأ في سورة براءة: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله}، قال: أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم، ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه، وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه". هذا حديث غريب لا نعرفه الا من حديث عبد السلام بن حرب. وغطيف بن أعين ليس بمعروف في الحديث.
5094- حدثنا زياد بن أيوب البغدادي، أخبرنا عفان بن مسلم، أخبرنا همام، أخبرنا ثالث عن أنس، أن أبا بكر حدثه قال:
- "قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ونحن في الغار: لو أن أحدهم ينظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه. فقال: يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما". هذا حديث حسن صحيح، إنما يروى من حديث همام وقد روى هذا الحديث حبان بن هلال وغير واحد عن همام نحو هذا.
5095- حدثنا عبد بن حميد، قال حدثني يعقوب بن ابراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن اسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة عن ابن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول:
- "لما توفي عبد الله بن أبي دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه، فقام اليه، فلما وقف عليه يريد الصلاة تحولت حتى قمت في صدره فقلت: يا رسول الله، أعلى عدو الله عبد بن أبي القائل يوم كذا وكذا كذا وكذا - يعد أيامه - قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم، حتى إذا أكثرت عليه قال: أخر عني يا عمر، إني قد خيرت فاخترت، قد قيل لي: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم، إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم، لو أعلم أني لو زدت على السبعين غفر له لزدت. قال: ثم صلى عليه ومشى معه، فقام على قبره حتى فرغ منه. قال: فعجب لي وجرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ورسوله أعلم، فوالله ما كان الا يسيرا حتى نزلت هاتان الآيتان: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره - الى آخر الآية - }. قال: فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده على منافق ولا قام على قبره حتى قبضه الله". هذا حديث حسن غريب صحيح.
5096- حدثنا بندار، أخبرنا يحيى بن سعيد، أخبرنا عبيد الله أخبرنا نافع عن ابن عمر قال:
- "جاء عبد الله بن عبد الله بن أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مات أبوه فقال: أعطني قميصك أكفنه وصل عليه واستغفرله، فأعطاه قميصه وقال: إذا فرغتم فآذنوني، فلما أراد أن يصلي جذبه عمر وقال: أليس قد نهى الله أن تصلي على المنافقين فقال: أنا بين الخيرتين: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم، فصلى عليه، فأنزل الله: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره}، فترك الصلاة عليهم".
هذا حديث حسن صحيح.
5097- حدثنا قتيبة، أخبرنا الليث، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري أنه قال:
- "تمارى رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم، فقال رجل: هو مسجد قباء، وقال الآخر: هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو مسجدي هذا". هذا حديث حسن صحيح. وقد روى هذا عن أبي سعيد من غير هذا الوجه، رواه أنيس بن أبي يحيى عن أبيه عن أبي سعيد.
5098- حدثنا أبو كريب، أخبرنا أبو معاوية بن هشام، أخبرنا يونس بن الحارث، عن ابراهيم بن أبي ميمونة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "نزلت هذه الآية في أهل قباء: {فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المتطهرين}. قال: كانوا يستنجون بالماء فنزلت هذه الآية منهم". هذا حديث غريب من هذا الوجه. وفي الباب عن أبي أيوب وأنس ابن مالك ومحمد بن عبد الله بن سلام.
5099- حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا وكيع، أخبرنا سفيان عن أبي اسحاق، عن أبي الخليل، عن علي قال:
- "سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان، فقلت له: أتستغفر لأبويك وهما مشركان؟ فقال: أوليس استغفر ابراهيم لأبيه وهو مشرك، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين". هذا حديث حسن.وفي الباب عن سعيد بن المسيب عن أبيه.
5100- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال:
- "لم أتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها حتى كانت غزوة تبوك الا بدرا، ولم يعاتب النبي صلى الله عليه وسلم أحدا تخلف عن بدر، إنما خرج يريد العير، فخرجت قريش مغيثين لعيرهم، فالتقوا عن غير موعد كما قال الله تعالى، ولعمري إن أشرف مشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس لبدر، وما أحب أني كنت شهدتها مكان بيعتي ليلة العقبة حيث تواثقنا على الاسلام، ثم لم أتخلف بعد عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى كانت غزوة تبوك وهي آخلا غزوة غزاها، وآذن النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالرحيل، فذكر الحديث بطوله. قال: فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو جالس في المسجد وحوله المسلمون وهو يستنير كاستنارة القمر، وكان إذا سر بالأمر استنار، فجئت فجلست بين يديه، فقال: أبشر يا كعب بن مالك بخير يوم أتى عليك منذ ولدتك أمك. فقلت: يا نبي الله، أمن عند الله أم من عندك؟ فقال: بل من عند الله، ثم تلا هؤلاء الآيات: {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم}. قال: وفينا أنزلت أيضا: {اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}. قال قلت: يا نبي الله، إن من توبتي أن لا أحدث الا صدقا، وأن أنخلع من مالبي كله صدقة إلى الله والى رسوله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك. فقلت: فاني أمسك سهمي الذي بخيبر. قال: فما أنعم الله علي نعمة بعد الاسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صدقته أنا وصاحباي ولا نكون كذبنا فهلكنا كما هلكوا، واني لأرجو أن لا يكون الله أبلى أحدا في الصدق مثل الذي أبلاني ما تعمدت لكذبة بعد، واني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي".
وقد روي عن الزهري هذا الحديث بخلاف هذا الاسناد، فقد قيل عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن كعب، وقد قيل غير هذا. وروى يونس بن زيد هذا الحديث عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مالك أن أباه حدثه عن كعب بن مالك.
5101- حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، أخبرنا ابراهيم بن سعد عن الزهري عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت حدثه قال:
- "بعث إلى أبو بكر الصديق - مقتل أهل اليمامة - فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال: إن عمر قد أتاني فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن يوم اليمامة، واني لأخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن كلها فيذهب قرآن كثير، واني أرى أن تأمر بجمع القرآن. قال أبو بكر لعمر: كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: هو والله خير. فلم يزل يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر عمر، ورأيت فيه الذي رأى.
قال زيد: قال أبو بكر: إنك شاب عاقل لا نتهمك، قد كنت تكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فتتبع القرآن. قال: فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي من ذلك. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال أبو بكر:هو الله خير. فلم يزل يراجعني في ذلك أبو بكر وعمر حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدرهما: صدر أبي بكر وعمر، فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والعسب واللخاف - يعني الحجارة والرقاق وصدور الرجال - فوجدت آخر سورة براءة - مع خزيمة بن ثابت: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم فان تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}". هذا حديث حسن صحيح.
5102- حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، أخبرنا ابراهيم بن سعد عن الزهري عن أنس،
- "أن حذيفة قدم على عثمان ابن عفان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمنية وأذربيجان مع أهل العراق، فرأى حذيفة اختلافهم في القرآن، فقال لعثمان بن عفان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب كما اختلفت اليهود والنصارى، فأرسل إلى حفصة أن أرسلي الينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها اليك، فأرسلت حفصة إلى عثمان بن عفان بالصحف، فأرسل عثمان إلى زيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير، أن انسخوا الصحف، وقال للرهط القرشيين الثلاثة: ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش، فانما نزل بلسانهم حتى نسخوا الصحف في المصاحف، بعث عثمان إلى كل أفق بمصحف من تلك المصاحف التي نسخوا.
قال الزهري: وحدثني خارجة بن زيد أن زيد بن ثابت قال: فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر}، فالتمستها فوجدتها مع خزيمة بن ثابت أو أبي خزيمة فألحقتها في سورتها.
قال الزهري: فاختلفوا يومئذ في التابوت والتابوه، فقال القرشيون: التابوت، وقال زيد: التابوه، فرفع اختلافهم إلى عثمان، فقال: اكتبوه التابوت، فانه نزل بلسان قريش.
قال الزهري: فأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عبد الله ابن مسعود كره لزيد بن ثابت نسخ المصاحف، وقال: يا معشر المسلمين أعزل عن نسخ كتابة المصاحف ويتولاها رجل، والله لقد أسلمت وانه لفي صلب رجل كافر - يريد زيد بن ثابت ، ولذلك قال عبد الله بن مسعود: يا أهل العراق اكتموا المصاحف التي عندكم وغلوها، فان الله يقول: {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة} فالقوا لله بالمصاحف.
قال الزهري: فبلغني أن ذلك كره من مقالة ابن مسعود رجال من أفاضيل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم". هذا حديث حسن صحيح، وهو حديث الزهري، ولا نعرفه الا من حديثه.
11- ومن سورة يونس
بسم الله الرحمن الرحيم
5103- حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم:
- "في قوله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}، قال: إذا دخل أهل الجنة نادى مناد: إن لكم عند الله موعدا ويريد أن ينجزه كموه. قالوا: ألم يبيض وجوهنا وينجينا من النار ويدخلنا الجنة؟ قال: فيكشف الحجاب. قال: فوالله ما أعطاهم شيئا أحب اليهم من النظر اليه".
خديث حماد بن سلمة. هكذا رواه غير واحد عن حماد بن سلمة مرفوعا. وروى سليمان بن المغيرة هذا الحديث عن ثابت عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى قوله ولم يذكر فيه عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
5104- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان، عن ابن المنكدر، عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر قال:
- "سألت أبا الدرداء عن هذه الآية: {لهم البشرى في الحياة الدنيا}، قال: ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها، فقال: ما سألني عنها أحد غيرك منذ أنزلت، هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له".
5105- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح السمان، عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر، عن الدرداء، فذكر نحوه.
5107- حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، أخبرنا حماد بن زيد عن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، وليس فيه عن عطاء بن يسار. وفي الباب عن عبادة بن الصامت.
5107- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا حجاج بن منهال، أخبرنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "لما أغرق الله فرعون قال آمنت أنه لا اله الا الذي آمنت به بنو اسرائيل. فقال جبرئيل: يا محمد لو رأيتني وآخذ من حال البحر وأدسه في فيه مخافة أن تدركه الرحمة". هذا حديث حسن.
5108- حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، أخبرنا خالد بن الحارث، أخبرنا شعبة، قال أخبرني عدي بن ثابت وعطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، ذكر أحدهما عن النبي صلى الله عليه وسلم:
- "أنه ذكر أن جبرئيل جعل يدس في في فرعون الطين خشية أن يقول لا اله الا الله فيرحمه الله، أو خشية أن يرحمه".
هذا حديث حسن غريب صحيح.
12- ومن سورة هود
بسم الله الرحمن الرحيم
5109- حدثنا أحمد بن منيع، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس عن عمه أبي رزن قال:
- "قلت: يا رسول الله، أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء وخلق عرشه على الماء".
قال أحمد: قال يزيد: العماء، أي ليس معه شيء. هكذا يقول حماد بن سلمة: وكيع بن حدس، ويقول شعبة وأبو عوانة وهشيم: وكيع بن عدس. هذا حديث حسن.
5110- حدثنا أبو كريب، أخبرنا أبو معاوية عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- "ان الله تبارك وتعالى يملي، وربما قال يمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة} الآية". هذا حديث حسن صحيح غريب. وقد روى أبو أسامة عن بريد نحوه، وقال: يملى.
5111- حدثنا ابراهيم بن سعيد الجوهري، عن أبي أسامة، عن بريد بن عبد الله عن جده أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، وقال: يملي، ولم يشك فيه.
5112- حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا أبو عامر العقدي، هو عبد الملك بن عمرو، قال أخبرنا سليمان بن سفيان عن عبد الله بن دينا عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب قال:
- "لما نزلت هذه الآية: {فمنهم شقي وسعيد} سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا نبي الله، فعلى ما نعمل على أي شيئ قد فرغ منه، أو على شيئ لم يفرغ منه؟ قال: بل على شيئ قد فرغ منه وجرت به الأقلام يا عمر ولكن كل ميسر لما خلق له". هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه لا نعرفه الا من حديث عبد الملك بن عمرو.
5113- حدثنا قتيبة، أخبرنا أبو الأحوص عن سماك بن حرب عن ابراهيم عن علقمة والأسود عن عبد الله قال:
- "لما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني عالجت امرأة في أقصى المدينة واني أصبت منها ما دون أن أمسها وأنا هذا، فاقض في ما شئت، فقال له عمر: لقد سترك الله لو سترت على نفسك، فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا، فانطلق الرجل، فأتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فدعاه، فتلا عليه: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} إلى آخر الآية. فقال رجل من القوم: هذا له خاصة؟ قال:بل للناس كافة".
هذا حديث حسن صحيح. وهكذا روى اسرائيل، عن سماك، عن ابراهيم، عن علقمة والأسود، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. وروى شعبة عن سماك عن ابراهيم عن الأسود عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. وروى سفيان الثوري عن سماك عن ابراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. ورواية هؤلاء أصح من رواية الثوري.
5114- حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري، أخبرنا محمد بن يوسف عن سفيان الثوري عن الأعمش. وسماك عن ابراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه بمعناه.
5115- حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا الفضل بن موسى، عن سفيان عن سماك عن ابراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه بمعناه، ولم يذكر فيه عن الأعمش. وقد روى سليمان التيمي هذا الحديث عن أبي عثمان النهدي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم.
5116- حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا يحيى بن سعيد عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن ابن مسعود :
- "أن رجلا أصاب من امرأة قبلة حرام، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن كفارتها، فنزلت: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل} الآية، فقال الرجل: ألي هذه يا رسول الله؟ فقال: لك ولمن عمل بها من أمتي". هذا حديث حسن صحيح.
5117- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قال:
- "أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله، أرأيت رجلا لقي امرأة وليس بينهما معرفة، فليس يأتي الرجل إلى امرأته شيئا الا قد أتى هو اليها، الا أنه لم يجامعها؟ قال: فأنزل الله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} فأمره أن يتوضأ ويصلي. قال معاذ: فقلت: يا رسول الله، أهي له خاصة أم للمؤمنين عامة؟ قال: بل للمؤمنين عامة". هذا حديث ليس اسناد بمتصل. عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ بن جبل، ومعاذ بن جبل مات في خلافة عمر وقتل عمر وعبد الرحمن بن أبي ليلى غلام صغير ابن ست سنين. وقد روى عن عمر ورآه. وروى شعبة هذا الحديث عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
- "يوم الحج الأكبر يوم النحر". هذا أصح من حديث محمد بن اسحاق، لأنه روي من غير وجه هذا الحديث عن أبي اسحاق عن الحارث عن علي موقوفا، ولا نعلم أحدا رفعه الا ما روى عن محمد بن اسحاق.
5085- حدثنا بندار، أخبنرا عفان بن مسلم وعبد الصمد قالا، أخبرنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن أنس بن مالك قال:
- "بعث النبي صلى الله عليه وسلم ببراءة مع أبي بكر، ثم دعاه فقال: لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا الا رجل من أهلي، فدعا عليا فأعطاه اياها". هذا حديث حسن غريب من حديث أنس.
5086- حدثنا محمد بن اسماعيل، أخبرنا سعيد بن سليمان، أخبرنا عباد بن العوام، أخبرنا سفيان بن الحسين عن الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس قال:
- " بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات، ثم أتبعه عليا. فبينا أبو بكرفي بعض الطريق اذ سمع رغاء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم القصوى فخرج أبو بكر فزعا، فظن أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا علي، فدفع اليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر عليا أن ينادي بهؤلاء الكلمات، فانطلقا، فحجا، فقام علي أيام التشريق فنادى: ذمة الله ورسوله بريئة من كل مشرك، فسيحوا في الأرض أربعة أشهر، ولا يحجن بعد العام مشرك، ولا يطوفن بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة الا مؤمن. وكان علي ينادي، فإذا عي قام أبو بكر فنادى بها". وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس.
5087- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان عن أبي اسحاق عن زيد بن يثيع قال:
- "سألنا علينا، بأي شيء بعثت بأربع: لا يطوفن بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين النبي عهد فهو إلى مدته، ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر، ولا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة، ولا يجتمع المشركون والمسلمون بعد عامهم هذا". هذا حديث حسن صحيح، وهو حديث ابن عيينة عن أبي اسحاق. ورواه سفيان الثوري، عن أبي اسحاق، عن بعض أصحابه ، عن علي، وفيه عن أبي هريرة.
5088- حدثنا نصر بن علي وغير واحد قالوا أخبرنا سفيان بن عيينة عن أبي اسحاق عن زيد بن يثيع عن علي نحوه.
5089- حدثنا علي بن خشرم، أخبرنا سفيان بن عيينة عن أبي اسحاق عن زيد بن أثيع عن علي نحوه. قال أبو عيسى: وقد روى عن عيينة كلتا الروايتين عن ابن أثيع وعن ابن يثيع. والصحيح زيد بن يثيع. وقد روى شعبة عن أبي اسحاق غير هذا الحديث فوهم فيه، وقال زيد بن أثيل، ولا يتابع عليه.
5090- حدثنا أبو كريب، أخبرنا رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث، عن دراج عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالايمان، قال الله تعالى: {انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر}".
5091- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا عبد الله بن وهب عن عمرو ابن الحارث، عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، الا أنه قال: "يتعاهد المسجد". هذا حديث حسن غريب. وأبو الهيثم اسمه سليمان بن عمرو بن عبد العتواري، وكان يتيما في حجر أبي سعيد الخدري.
5092- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن اسرائيل عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان قال:
- "لما نزلت: {والذين يكنزون الذهب والفضة} قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فقال بعض أصحابه: أنزلت في الذهب والفضة لو علمنا أي المال خير فنتخذه. فقال: أفضله لسان ذاكر وقلب شاكر وزوجة مؤمنة تعينه على ايمانه". هذا حديث حسن. سألت محمد بن اسماعيل فقلت له: سالم بن أبي الجعد سمع من ثوبان؟ فقال: لا، قلت له: ممن سمع من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
5093- حدثنا حسين بن يزيد الكوفي، أخبرنا عبد السلام بن حرب عن غطيف بن أعين عن مصعب بن سعد عن عدي بن حاتم قال:
- "أتيت النبي صلى وفي عنقي صليب من ذهب، فقال: يا عدي اطرح عنك هذا الوثن، وسمعته يقرأ في سورة براءة: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله}، قال: أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم، ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه، وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه". هذا حديث غريب لا نعرفه الا من حديث عبد السلام بن حرب. وغطيف بن أعين ليس بمعروف في الحديث.
5094- حدثنا زياد بن أيوب البغدادي، أخبرنا عفان بن مسلم، أخبرنا همام، أخبرنا ثالث عن أنس، أن أبا بكر حدثه قال:
- "قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ونحن في الغار: لو أن أحدهم ينظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه. فقال: يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما". هذا حديث حسن صحيح، إنما يروى من حديث همام وقد روى هذا الحديث حبان بن هلال وغير واحد عن همام نحو هذا.
5095- حدثنا عبد بن حميد، قال حدثني يعقوب بن ابراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن اسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة عن ابن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول:
- "لما توفي عبد الله بن أبي دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه، فقام اليه، فلما وقف عليه يريد الصلاة تحولت حتى قمت في صدره فقلت: يا رسول الله، أعلى عدو الله عبد بن أبي القائل يوم كذا وكذا كذا وكذا - يعد أيامه - قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم، حتى إذا أكثرت عليه قال: أخر عني يا عمر، إني قد خيرت فاخترت، قد قيل لي: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم، إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم، لو أعلم أني لو زدت على السبعين غفر له لزدت. قال: ثم صلى عليه ومشى معه، فقام على قبره حتى فرغ منه. قال: فعجب لي وجرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ورسوله أعلم، فوالله ما كان الا يسيرا حتى نزلت هاتان الآيتان: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره - الى آخر الآية - }. قال: فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده على منافق ولا قام على قبره حتى قبضه الله". هذا حديث حسن غريب صحيح.
5096- حدثنا بندار، أخبرنا يحيى بن سعيد، أخبرنا عبيد الله أخبرنا نافع عن ابن عمر قال:
- "جاء عبد الله بن عبد الله بن أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مات أبوه فقال: أعطني قميصك أكفنه وصل عليه واستغفرله، فأعطاه قميصه وقال: إذا فرغتم فآذنوني، فلما أراد أن يصلي جذبه عمر وقال: أليس قد نهى الله أن تصلي على المنافقين فقال: أنا بين الخيرتين: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم، فصلى عليه، فأنزل الله: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره}، فترك الصلاة عليهم".
هذا حديث حسن صحيح.
5097- حدثنا قتيبة، أخبرنا الليث، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري أنه قال:
- "تمارى رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم، فقال رجل: هو مسجد قباء، وقال الآخر: هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو مسجدي هذا". هذا حديث حسن صحيح. وقد روى هذا عن أبي سعيد من غير هذا الوجه، رواه أنيس بن أبي يحيى عن أبيه عن أبي سعيد.
5098- حدثنا أبو كريب، أخبرنا أبو معاوية بن هشام، أخبرنا يونس بن الحارث، عن ابراهيم بن أبي ميمونة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "نزلت هذه الآية في أهل قباء: {فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المتطهرين}. قال: كانوا يستنجون بالماء فنزلت هذه الآية منهم". هذا حديث غريب من هذا الوجه. وفي الباب عن أبي أيوب وأنس ابن مالك ومحمد بن عبد الله بن سلام.
5099- حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا وكيع، أخبرنا سفيان عن أبي اسحاق، عن أبي الخليل، عن علي قال:
- "سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان، فقلت له: أتستغفر لأبويك وهما مشركان؟ فقال: أوليس استغفر ابراهيم لأبيه وهو مشرك، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين". هذا حديث حسن.وفي الباب عن سعيد بن المسيب عن أبيه.
5100- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال:
- "لم أتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها حتى كانت غزوة تبوك الا بدرا، ولم يعاتب النبي صلى الله عليه وسلم أحدا تخلف عن بدر، إنما خرج يريد العير، فخرجت قريش مغيثين لعيرهم، فالتقوا عن غير موعد كما قال الله تعالى، ولعمري إن أشرف مشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس لبدر، وما أحب أني كنت شهدتها مكان بيعتي ليلة العقبة حيث تواثقنا على الاسلام، ثم لم أتخلف بعد عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى كانت غزوة تبوك وهي آخلا غزوة غزاها، وآذن النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالرحيل، فذكر الحديث بطوله. قال: فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو جالس في المسجد وحوله المسلمون وهو يستنير كاستنارة القمر، وكان إذا سر بالأمر استنار، فجئت فجلست بين يديه، فقال: أبشر يا كعب بن مالك بخير يوم أتى عليك منذ ولدتك أمك. فقلت: يا نبي الله، أمن عند الله أم من عندك؟ فقال: بل من عند الله، ثم تلا هؤلاء الآيات: {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم}. قال: وفينا أنزلت أيضا: {اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}. قال قلت: يا نبي الله، إن من توبتي أن لا أحدث الا صدقا، وأن أنخلع من مالبي كله صدقة إلى الله والى رسوله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك. فقلت: فاني أمسك سهمي الذي بخيبر. قال: فما أنعم الله علي نعمة بعد الاسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صدقته أنا وصاحباي ولا نكون كذبنا فهلكنا كما هلكوا، واني لأرجو أن لا يكون الله أبلى أحدا في الصدق مثل الذي أبلاني ما تعمدت لكذبة بعد، واني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي".
وقد روي عن الزهري هذا الحديث بخلاف هذا الاسناد، فقد قيل عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن كعب، وقد قيل غير هذا. وروى يونس بن زيد هذا الحديث عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مالك أن أباه حدثه عن كعب بن مالك.
5101- حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، أخبرنا ابراهيم بن سعد عن الزهري عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت حدثه قال:
- "بعث إلى أبو بكر الصديق - مقتل أهل اليمامة - فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال: إن عمر قد أتاني فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن يوم اليمامة، واني لأخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن كلها فيذهب قرآن كثير، واني أرى أن تأمر بجمع القرآن. قال أبو بكر لعمر: كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: هو والله خير. فلم يزل يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر عمر، ورأيت فيه الذي رأى.
قال زيد: قال أبو بكر: إنك شاب عاقل لا نتهمك، قد كنت تكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فتتبع القرآن. قال: فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي من ذلك. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال أبو بكر:هو الله خير. فلم يزل يراجعني في ذلك أبو بكر وعمر حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدرهما: صدر أبي بكر وعمر، فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والعسب واللخاف - يعني الحجارة والرقاق وصدور الرجال - فوجدت آخر سورة براءة - مع خزيمة بن ثابت: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم فان تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}". هذا حديث حسن صحيح.
5102- حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، أخبرنا ابراهيم بن سعد عن الزهري عن أنس،
- "أن حذيفة قدم على عثمان ابن عفان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمنية وأذربيجان مع أهل العراق، فرأى حذيفة اختلافهم في القرآن، فقال لعثمان بن عفان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب كما اختلفت اليهود والنصارى، فأرسل إلى حفصة أن أرسلي الينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها اليك، فأرسلت حفصة إلى عثمان بن عفان بالصحف، فأرسل عثمان إلى زيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير، أن انسخوا الصحف، وقال للرهط القرشيين الثلاثة: ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش، فانما نزل بلسانهم حتى نسخوا الصحف في المصاحف، بعث عثمان إلى كل أفق بمصحف من تلك المصاحف التي نسخوا.
قال الزهري: وحدثني خارجة بن زيد أن زيد بن ثابت قال: فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر}، فالتمستها فوجدتها مع خزيمة بن ثابت أو أبي خزيمة فألحقتها في سورتها.
قال الزهري: فاختلفوا يومئذ في التابوت والتابوه، فقال القرشيون: التابوت، وقال زيد: التابوه، فرفع اختلافهم إلى عثمان، فقال: اكتبوه التابوت، فانه نزل بلسان قريش.
قال الزهري: فأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عبد الله ابن مسعود كره لزيد بن ثابت نسخ المصاحف، وقال: يا معشر المسلمين أعزل عن نسخ كتابة المصاحف ويتولاها رجل، والله لقد أسلمت وانه لفي صلب رجل كافر - يريد زيد بن ثابت ، ولذلك قال عبد الله بن مسعود: يا أهل العراق اكتموا المصاحف التي عندكم وغلوها، فان الله يقول: {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة} فالقوا لله بالمصاحف.
قال الزهري: فبلغني أن ذلك كره من مقالة ابن مسعود رجال من أفاضيل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم". هذا حديث حسن صحيح، وهو حديث الزهري، ولا نعرفه الا من حديثه.
11- ومن سورة يونس
بسم الله الرحمن الرحيم
5103- حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم:
- "في قوله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}، قال: إذا دخل أهل الجنة نادى مناد: إن لكم عند الله موعدا ويريد أن ينجزه كموه. قالوا: ألم يبيض وجوهنا وينجينا من النار ويدخلنا الجنة؟ قال: فيكشف الحجاب. قال: فوالله ما أعطاهم شيئا أحب اليهم من النظر اليه".
خديث حماد بن سلمة. هكذا رواه غير واحد عن حماد بن سلمة مرفوعا. وروى سليمان بن المغيرة هذا الحديث عن ثابت عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى قوله ولم يذكر فيه عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
5104- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان، عن ابن المنكدر، عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر قال:
- "سألت أبا الدرداء عن هذه الآية: {لهم البشرى في الحياة الدنيا}، قال: ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها، فقال: ما سألني عنها أحد غيرك منذ أنزلت، هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له".
5105- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح السمان، عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر، عن الدرداء، فذكر نحوه.
5107- حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، أخبرنا حماد بن زيد عن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، وليس فيه عن عطاء بن يسار. وفي الباب عن عبادة بن الصامت.
5107- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا حجاج بن منهال، أخبرنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "لما أغرق الله فرعون قال آمنت أنه لا اله الا الذي آمنت به بنو اسرائيل. فقال جبرئيل: يا محمد لو رأيتني وآخذ من حال البحر وأدسه في فيه مخافة أن تدركه الرحمة". هذا حديث حسن.
5108- حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، أخبرنا خالد بن الحارث، أخبرنا شعبة، قال أخبرني عدي بن ثابت وعطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، ذكر أحدهما عن النبي صلى الله عليه وسلم:
- "أنه ذكر أن جبرئيل جعل يدس في في فرعون الطين خشية أن يقول لا اله الا الله فيرحمه الله، أو خشية أن يرحمه".
هذا حديث حسن غريب صحيح.
12- ومن سورة هود
بسم الله الرحمن الرحيم
5109- حدثنا أحمد بن منيع، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس عن عمه أبي رزن قال:
- "قلت: يا رسول الله، أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء وخلق عرشه على الماء".
قال أحمد: قال يزيد: العماء، أي ليس معه شيء. هكذا يقول حماد بن سلمة: وكيع بن حدس، ويقول شعبة وأبو عوانة وهشيم: وكيع بن عدس. هذا حديث حسن.
5110- حدثنا أبو كريب، أخبرنا أبو معاوية عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- "ان الله تبارك وتعالى يملي، وربما قال يمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة} الآية". هذا حديث حسن صحيح غريب. وقد روى أبو أسامة عن بريد نحوه، وقال: يملى.
5111- حدثنا ابراهيم بن سعيد الجوهري، عن أبي أسامة، عن بريد بن عبد الله عن جده أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، وقال: يملي، ولم يشك فيه.
5112- حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا أبو عامر العقدي، هو عبد الملك بن عمرو، قال أخبرنا سليمان بن سفيان عن عبد الله بن دينا عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب قال:
- "لما نزلت هذه الآية: {فمنهم شقي وسعيد} سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا نبي الله، فعلى ما نعمل على أي شيئ قد فرغ منه، أو على شيئ لم يفرغ منه؟ قال: بل على شيئ قد فرغ منه وجرت به الأقلام يا عمر ولكن كل ميسر لما خلق له". هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه لا نعرفه الا من حديث عبد الملك بن عمرو.
5113- حدثنا قتيبة، أخبرنا أبو الأحوص عن سماك بن حرب عن ابراهيم عن علقمة والأسود عن عبد الله قال:
- "لما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني عالجت امرأة في أقصى المدينة واني أصبت منها ما دون أن أمسها وأنا هذا، فاقض في ما شئت، فقال له عمر: لقد سترك الله لو سترت على نفسك، فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا، فانطلق الرجل، فأتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فدعاه، فتلا عليه: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} إلى آخر الآية. فقال رجل من القوم: هذا له خاصة؟ قال:بل للناس كافة".
هذا حديث حسن صحيح. وهكذا روى اسرائيل، عن سماك، عن ابراهيم، عن علقمة والأسود، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. وروى شعبة عن سماك عن ابراهيم عن الأسود عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. وروى سفيان الثوري عن سماك عن ابراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. ورواية هؤلاء أصح من رواية الثوري.
5114- حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري، أخبرنا محمد بن يوسف عن سفيان الثوري عن الأعمش. وسماك عن ابراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه بمعناه.
5115- حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا الفضل بن موسى، عن سفيان عن سماك عن ابراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه بمعناه، ولم يذكر فيه عن الأعمش. وقد روى سليمان التيمي هذا الحديث عن أبي عثمان النهدي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم.
5116- حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا يحيى بن سعيد عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن ابن مسعود :
- "أن رجلا أصاب من امرأة قبلة حرام، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن كفارتها، فنزلت: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل} الآية، فقال الرجل: ألي هذه يا رسول الله؟ فقال: لك ولمن عمل بها من أمتي". هذا حديث حسن صحيح.
5117- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قال:
- "أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله، أرأيت رجلا لقي امرأة وليس بينهما معرفة، فليس يأتي الرجل إلى امرأته شيئا الا قد أتى هو اليها، الا أنه لم يجامعها؟ قال: فأنزل الله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} فأمره أن يتوضأ ويصلي. قال معاذ: فقلت: يا رسول الله، أهي له خاصة أم للمؤمنين عامة؟ قال: بل للمؤمنين عامة". هذا حديث ليس اسناد بمتصل. عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ بن جبل، ومعاذ بن جبل مات في خلافة عمر وقتل عمر وعبد الرحمن بن أبي ليلى غلام صغير ابن ست سنين. وقد روى عن عمر ورآه. وروى شعبة هذا الحديث عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا قيس بن الربيع عن عثمان بن عبد الله بن وهب عن موسى بن طلحة عن أبي اليسر قال:
- "أتتني امرأة تبتاع تمرا، فقلت: إن في البيت عمرا لطيب منه. فدخلت معي في البيت، فأهويت اليها فقبلتها، فـأتيت أبا بكر، فذكرت ذلك له، فقال: استر على نفسك وتب ولا تخبر أحدا، فلم أصبر. فأتيت عمر فذكرت ذلك له. فقال: استر على نفسك وتب ولا تخبر أحدا؛ فلم أصبر. فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له. فقال له: أخلفت غازيا في سبيل الله في أهله بمثل هذا، حتى تمنى أنه لم يكن أسلم الا تلك الساعة، حتى ظن أنه من أهل النار. قال: وأطرق رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا حتى أوحي اليه: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}. قال أبو اليسر: فأتيته، فقرأها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أصحابه: يا رسول الله، ألهذا خاصة أم للناس عامة؟ قال: بل للناس عامة".
هذا حديث حسن صحيح. غريب. وقيس بن الربيع ضعفه وكيع وغيره. وروى شريك عن عثمان بن عبد الله هذا الحديث مثل رواية قيس بن الربيع. وفي الباب عن أبي أمامة وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك. وأبو اليسر اسمه كعب بن عمرو.
13- ومن سورة يوسف
بسم الله الرحمن الرحيم
5119- حدثنا الحسين بن حريب الخزاعي، أخبرنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "ان الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم. قال: - هكذا ورد بالأصل ويرجح سقوط عبارة رحم الله يوسف - ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف، ثم جاءني الرسول أجبت، ثم قرأ: {فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن. قال: ورحمة الله على لوط إن كان ليأوي إلى ركن شديد فما بعث الله من بعده نبيا الا في ذروة من قومه".
5120- حدثنا أبو كريب، أخبرنا عبدة وعبد الرحيم عن محمد بن عمرو نحو حديث الفضل بن موسى، الا أنه قال:
- "ما بعث الله بعده نبيا الا في ثروة قومه". قال محمد بن عمرو: الثروة: الكثرة والمنعة. وهذا أصح من رواية الفضل بن موسى. وهذا حديث حسن.
14- ومن سورة الرعد
بسم الله الرحمن الرحيم
5121- حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، أخبرنا أبو نعيم، عن عبد الله بن الوليد، وكان يكون في بني عجل، عن بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
- "أقبلت يهود على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم، أخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال: ملك من الملائكة موكل بالسحاب، معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله. فقالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال زجرة بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر. قالوا: صدقت. فقالوا: فأخبرنا عما حرم اسرائيل على نفسه. قال: اشتكى عرق النسا فلم يجد شيئا يلائمه الا لحوم الابل وألبانها، فلذلك حرمها. قالوا: صدقت". هذا حديث حسن صحيح غريب.
5122- حدثنا محمود بن خداش البغدادي، أخبرنا سيف بن محمد الثوري عن الأعمش بن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:
- "{ونفضل بعضها على بعض في الأكل} قال الدقل والفارسي والحلو والحامض. هذا حديث حسن غريب. وقد رواه زيد بن أبي أنيسة عن الأعمش نحو هذا. وسيف بن محمد هو أخو عمار بن محمد. وعمار أثبت منه، وهو ابن أخت سفيان الثوري.
15- سورة ابراهيم
بسم الله الرحمن الرحيم
5123- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا أبو الوليدن أخبرنا حماد ابن سلمة عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك قال:
- " أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقناع عليه رطب فقال: {مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين باذن ربها}. قال: هي النخلة. {ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة احتثت من فوق الأرض ما لها من قرار}. قال: هي الحنظلة. قال: فأخبرت بذلك أبا العالية. فقال: صدق وأحسن.
5124- حدثنا قتيبة، أخبرنا أبو بكر بن شعيب بن الحبحاب عن أبيه عن أنس بن مالك نحوه بمعناه، ولم يرفعه، ولم يذكر قول أبي العالية. وهذا أصح من حديث حماد بن سلمة. وروى غير واحد مثل هذا موقوفا. ولا نعلم أحدا رفعه غير حماد بن سلمة. ورواه معمر وحماد بن زيد وغير واحد ولم يرفعوه.
5125- حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، أخبرنا حماد بن زيد عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك نحو حديث عبد الله أبي بكر ابن شعيب بن الحبحاب ولم يرفعه.
5126- حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا داود، أخبرنا شعبة قال أخبرني علقمة بن مرثد، قال سمعت سعيد بن عبيدة يحدث عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:
- "{يبث الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} قال: في القبر إذا قيل له: من ربك وما دينك ومن نبيك". هذا حديث حسن صحيح.
5127- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق قال:
- "قالت عائشة هذه الآية: {يوم تبدل الأرض غير الأرض} قالت: يا رسول الله فأين يكون الناس؟ قال: على الصراط". هذا حديث حسن صحيح. وقد روى من غير هذا الوجه عن عائشة.
16- من سورة الحجر
بسم الله الرحمن الرحيم
5128- حدثنا قتيبة، أخبرنا نوح بن قيس الحداني عن عمرو ابن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس قال:
- "كنت امرأة تصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم حسناء من أحسن الناس، وكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لأن يراها، ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر، فإذا ركع نظر من تحت ابطيه. فأنزل الله تعالى: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين}. وروى جعفر بن سلمان هذا الحديث عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء نحوه، ولم يذكر فيه عن ابن عباس. وهذا أشبه أن يكون أصح من حديث نوح.
5129- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عثمان بن عمر عن مالك بن مغول عن جنيد عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- " لجهنم سبعة أبواب: باب منها لمن سل السيف على أمتي، أو قال على أمة محمد". هذا حديث غريب لا نعرفه الا من حديث مالك بن مغول.
5130- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا أبو علي الحنفي عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "الحمد لله أم القرآن. والسبع المثاني". هذا حديث حسن صحيح.
5131- حدثنا الحسين بن حريث، أخبرنا الفضل بن موسى عن عبد الحميد بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه ، عن أبي هريرة عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "ما أنزل الله في التوراة والانجيل، مثل أم القرآن وهي السبع المثاني، وهي مقسومة بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل".
5132- حدثنا قتيبة، أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء ابن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة:
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج مع أبي وهو يصلي فذكر نحوه بمعناه. حديث عبد العزيز بن محمد أطول وأتم. وهذا أصح من حديث عبد الحميد بن جعفر. هكذا روى غير واحد عن العلاء بن عبد الرحمن.
5133- حدثنا محمد بن اسماعيل، أخبرنا أحمد بن أبي الطيب، أخبرنا مصعب بن سلام، عن عمرو بن قيس، عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "اتقو فراسة المؤمن، فانه ينظر بنور الله، ثم قرأ: {ان في ذلك لآيات للمتوسمين}". هذا حديث غريب لا نعرفه الا من هذا الوجه. وقد روي عن بعض أهل العلم في تفسير هذه الآية: {ان في ذلك لآيات للمتوسمين}، قال: للمتفرسين.
5134- حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، أخبرنا المعتمر عن ليث ابن أبي سليم عن بشر عن أنس بن مالك: عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:
- " {لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون}قال: عن قول لا اله الا الله". هذا حديث غريب إنما نعرفه من حديث ليث بن أبي سليم. وقد رواه عبد الله بن ادريس عن ليث بن أبي سليم، عن بشر عن أنس بن ملاك نحوه ولم يرفعه.
17- ومن سورة النحل
بسم الله الرحمن الرحيم
5135- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا علي بن عاصم، عن يحيى البكاء، حدثني عبد الله بن عمر، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "أربع قبل الظهر بعد الزوال تحسب بمثلهن من صلاة السحر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وليس من شيئ الا وهو يسبح الله تلك الساعة، ثم قرأ: {يتفيؤ ظلاله عن اليمني والشمائل سجدا لله وهم داخرون} الآية كلها". هذا حديث غريب لا نعرفه الا من حديث علي بن عاصم.
5136- حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، أخبرنا الفضل بن موسى، عن عيسى بن عبيد عن الربيع بن أنس عن أبي العالية، قال حدثني أبي بن كعب قال:
- "لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون رجلا، ومن المهاجرين ستة منهم حمزة، فمثلوا بهم، فقالت الأنصار: لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا لنربين عليهم. قال: فلما كان يوم فتح مكة، فأنزل الله تعالى: {وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين} فقال رجل: لا قريش بعد اليوم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كفوا عن القوم الا أربعة". هذا حديث حسن غريب من حديث أبي بن كعب.
18- ومن سورة بني اسرائيل
بسم الله الرحمن الرحيم
5137- حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر بن الزهري، قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
- "حين أسري بي لقيت موسى - قال فنعته - فإذا رجل، قال حسبته مضطرب الرجل الرأس، كأنه من رجال شنوءة، قال ولقيت عيسى - قال فنعته - قال ربعة أحمر كأنه خرج من ديماس، يعني الحمام، ورأيت ابراهيم، قال: وأنا أشبه ولده به، قال: وأتيت بانائين أحدهما لبن والآخر فيه خمر، فقيل لي خذ أيهما شئت، فأخذت اللبن فشربته، فقيل لي: هديت للفطرة، أو أصبت الفطرة، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك". هذا حديث حسن صحيح.
5138- حدثنا اسحاق بن منصور، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس:
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بالبراق ليلة أسري به ملجما مسرجا، فاستصعب عليه، فقال له جبرئيل: أبمحمد تفعل هذا، فما ركبك أحد أكرم على الله منه. قال: فارفض عرقا". هذا حديث حسن غريب لا نعرفه الا من حديث عبد الرزاق.
5139- حدثنا يعقوب بن ابراهيم الدورقي، أخبرنا أبو تميلة عن الزبير بن جنادة، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "لما انتهينا إلى بيت المقدس قال جبرئيل بأصبعه فخرق به الحجر وشد به البراق". هذا حديث غريب.
5140- حدثنا قتيبة، أخبرنا الليث عن عقيل عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- "لما كذبتني قريش قمت في الحجر فجلي الله لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر اليه". هذا حديث حسن صحيح. وفي الباب عن مالك بن صعصعة وأبي سعيد وابن عباس وأبي ذر وابن مسعود.
5141- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان عن عمرو بن دينا عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى:
- " {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس} قال: هي رؤيا عين أريها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به إلى بيت المقدس {والشجرة الملعونة في القرآن} قال هي شجرة الزقوم". هذا حديث حسن صحيح.
5142- حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي الكوفي، أخبرنا أبي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قله تعالى:
- "وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا} تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار". هذا حديث حسن صحيح. ورواه علي بن مسهر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
5143- حدثنا بذلك علي بن حجر، أخبرنا علي بن مسهر عن الأعمش فذكر نحوه.
5144- حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، أخبرنا عبيد الله بن موسى عن اسرائيل عن السدي عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:
- " {يوم ندعو كل أناس بامامهم} قال يدعى أحدهم، فيعطى كتابه بيمينه، ويمد له في جسمه ستون ذراعا، ويبيض وجهه، ويجعل على رأسه تاج من لؤلؤ يتلألأ، فينطلق إلى أصحابه، فيرونه من بعد، فيقولون: اللهم ائتنا بهذا، وبارك لنا في هذا، حتى يأتيهم، فيقول لهم: أبشروا، ولكل رجل منكم مثل هذا، وأما الكافر فيسود وجهه، ويمد له في جسمه ستون ذراعا على صورة آدم، ويلبس تاجا، فيراه أصحابه، فيقولون: نعوذ بالله من شر هذا ، اللهم لا تأتنا بهذا. قال: فيأتيهم، فيقولون: اللهم أخره، فيقول: أبعدكم الله، فان لكل رجل منكم مثل هذا". هذا حديث حسن غريب. والسدي اسمه اسماعيل بن عبد الرحمن.
5145- حدثنا أبو كريب، أخبرنا وكيع، عن داود بن يزيد الزعافري عن أبيه عن أبي هريرة قال:
- "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}، وسئل عنها، قال: هي الشفاعة". هذا حديث حسن. وداود الزعافري هو داود الأودي ابن يزيد ابن عبد الرحمن، وهو عم عبد الله بن ادريس.
5146- حدثنا ابن أبي عمر، اخبرنا سفيان، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن ابن مسعود قال:
- "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح وحول الكعبة ثلاثمائة وستون نصبا، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يطعنها بمخصرة في يده، وربما قال بعود، ويقول: جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد". هذا حديث حسن صحيح. وفيه عن ابن عمر.
5147- حدثنا أحمد بن منيع، أخبرنا جرير، عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه، عن ابن عباس قال:
- "كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، ثم أمر بالهجرة، فنزلت عليه: {وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا}". هذا حديث حسن صحيح.
5148- حدثنا قتيبة، أخبرنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن داود بن أبي هند عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
- "قالت قريش ليهود: أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل. فقال: سلوه عن الروح. فسألوه عن الروح، فأنزل الله تعالى: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم الا قليلا}، قالوا: أوتينا علما كبيرا، أوتينا التوراة، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كبيرا، فأنزلت: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر} إلى آخر الآية". هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
5149- حدثنا علي بن خشرم، أخبرنا عيسى بن يونس، عن الأعمش عن ابراهيم، عن علقمة عن عبد الله قال:
- "كنت أمش مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث المدينة وهو يتوكأ على عسيب، فمر بنفر من اليهود، فقال بعضهم: لو سألتموه، فقال بعضهم: لا تسألوه فانه يسمعكم ما تكرهون، فقالوا: يا أبا القاسم حدثنا عن الروح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ساعة ورفع رأسه إلى السماء، فعرفت أنه يوحى اليه حتى صعد الوحي، ثم قال: {الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم الا قليلا}". هذا حديث حسن صحيح.
5150- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا الحسن بن موسى وسليمان ابن حرب، قال أخبرنا حمد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أوس بن خالد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف: صنفا مشاة وصنفا ركبانا، وصنفا على وجوههم. قيل: يا رسول الله وكيف يمشون على وجوههم؟ قال: إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم، أما إنهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوكة". هذا حديث حسن. وقد روى وهيب عن ابن طاؤس عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من هذا.
5151- حدثنا أحمد بن منيع، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "انكم محشورون رجالا وركبانا وتجرون على وجوهكم". هذا حديث حسن.
5152- حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا يزيد بن هارون وأبو داود وأبو الوليد، واللفظ لفظ يزيد والمعنى واحد، عن شعبة عن عمرو ابن مرة عن عبد الله بن سلمة عن صفوان بن عسال المرادي:
- "أن يهوديين قال أحدهما لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النبي نسأله. قال: لا تقل له نبي، فانه يسمعها تقول له نبي كانت له أربعة أعين. فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فسألاه عن قول الله تعالى: {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات}، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا اشركوا بالله شيئا، ولا تزنوا. ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق، ولا تسرقوا، ولا تسحروا، ولا تمشوا ببريء إلى سلطان فيقتله، ولا تأكلوا الربا، ولا تقذفوا محصنة، ولا تفروا من الرحف - شك شعبة - وعليكم اليهود خاصة، ألا تعتدوا في السبت. فقبلا يديه ورجليه وقالا: نشهد أنك نبي. فقال: فما يمنعكما أن تسلما؟ قالا: إن داود دعا الله أن لا يزال في ذريته نبي، وأنا نخاف إن أسلمنا أن تقتلنا اليهود". هذا حديث حسن صحيح.
5153- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا سليمان بن داود عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير، ولم يذكر عن ابن عباس وهشيم، عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس:
- "{ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} قال: نزلت بمكة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع صوته بالقرآن سبه المشركون ومن أنزله ومن جاء به، فأنزل الله: ولا تجهر بصلاتك: فيسب القرآن ومن أنزله ومن جاء به، ولا تخافت بها: عن أصحابك بأن تسمعهم حتى يأخذوا عنك القرآن". هذا حديث حسن صحيح.
5154- حدثنا أحمد بن منيع، أخبرنا هشيم، أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله:
- "{ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا} قال: نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختف بمكة، وكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فكان المشركون إذا سمعوا شتموا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله تعالى لنبيه: {ولا تجهر بصلاتك} أي بقراءتك، فيسمع المشركون فيسب القرآن {ولا تخافت بها} عن أصحابك {وابتغ بين ذلك سبيلا} هذا حديث حسن صحيح.
5155- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان عن مسعر عن عاصم ابن أبي النجود عن زر بن حبيش قال:
- "قلت لحذيفة بن اليمان: أصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت المقدس؟ قال: لا. قلت: بلى. قال: أنت تقول ذلك يا أصلع، بم تقول ذلك؟ قلت بالقرآن وبيني وبينك القرآن. قد حذيفة: من احتج بالقرآن فقد أفلح. قال سفيان: يقول قد احتج، وربما قال: قد فلج. فقال: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى}. قال: أفتراه صلى فيثه؟ قلت: لا. قال: لو صلى فيه لكتبت عليكم الصلاة فيه كما كتبت الصلاة في المسجد الحرام. قال حذيفة: قد أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بدابة طويلة الظهر ممدودة هكذا. خطوة مد بصره، فما زايلا ظهر البراق حتى رأيا الجنة والنار ووعد الآخرة أجمع، ثم رجعا عودهما على بدئهما. قال: ويتحدثون أنه ربطه لما ليفر منه وانما سخره له علام الغيب والشهادة". هذا حديث حسن صحيح.
5156- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "أن سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ، آدم فمن سواه الا تحت لوئي، وأنا أول من ينشق عنه الأرض ولا فخر".
قل فيفزع الناس ثلاث فزعات، فيأتون آدم فيقولون: أنت أبونا آدم فاشفع لنا إلى ربك، فيقول: إني أذنبت ذنبا أهبطت منه إلى الأرض، ولكن ائتوا نوحا، فيأتون نوحا فيقول: إني دعوت على أهل الأرض دعوة فأهلكوا، ولكن اذهبوا إلى ابراهيم، فيأتون ابراهيم فيقول: إني كذبت ثلاث كذبات. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منها كذبة الا ما حل بها عن دين الله، ولكن ائتوا موسى، فيأتون موسى فيقول: إني قد قتلت نفسا، ولكن ائتوا عيسى، فيأتون عيسى فيقول: إني عبدت من دون الله، ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم. قال: فيأتوني فأنطلق معهم".
قال ابن جدعان: قال أنس: "فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها فيقال: من هذا؟ فيقال: محمد، فيفتحون لي ويرحبون بي، فيقولون: مرحبا، فأخر ساجدا، فيلهمني الله من الثناء والحمد، فيقال لي: ارفع رأسك وسل تعط، واشفع تشفع، وقل يسمع لقولك، وهو المقام المحمود الذي قال الله: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}. قال. سفيان: ليس عن أنس الا هذه الكلمة. فآخذ بحلقة الجنة فأقعقعها". هذا حديث حسن. وقد روى بعضهم هذا الحديث عن أبي نضرة عن ابن عباس؛ الحديث بطوله.
- "أتتني امرأة تبتاع تمرا، فقلت: إن في البيت عمرا لطيب منه. فدخلت معي في البيت، فأهويت اليها فقبلتها، فـأتيت أبا بكر، فذكرت ذلك له، فقال: استر على نفسك وتب ولا تخبر أحدا، فلم أصبر. فأتيت عمر فذكرت ذلك له. فقال: استر على نفسك وتب ولا تخبر أحدا؛ فلم أصبر. فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له. فقال له: أخلفت غازيا في سبيل الله في أهله بمثل هذا، حتى تمنى أنه لم يكن أسلم الا تلك الساعة، حتى ظن أنه من أهل النار. قال: وأطرق رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا حتى أوحي اليه: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}. قال أبو اليسر: فأتيته، فقرأها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أصحابه: يا رسول الله، ألهذا خاصة أم للناس عامة؟ قال: بل للناس عامة".
هذا حديث حسن صحيح. غريب. وقيس بن الربيع ضعفه وكيع وغيره. وروى شريك عن عثمان بن عبد الله هذا الحديث مثل رواية قيس بن الربيع. وفي الباب عن أبي أمامة وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك. وأبو اليسر اسمه كعب بن عمرو.
13- ومن سورة يوسف
بسم الله الرحمن الرحيم
5119- حدثنا الحسين بن حريب الخزاعي، أخبرنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "ان الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم. قال: - هكذا ورد بالأصل ويرجح سقوط عبارة رحم الله يوسف - ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف، ثم جاءني الرسول أجبت، ثم قرأ: {فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن. قال: ورحمة الله على لوط إن كان ليأوي إلى ركن شديد فما بعث الله من بعده نبيا الا في ذروة من قومه".
5120- حدثنا أبو كريب، أخبرنا عبدة وعبد الرحيم عن محمد بن عمرو نحو حديث الفضل بن موسى، الا أنه قال:
- "ما بعث الله بعده نبيا الا في ثروة قومه". قال محمد بن عمرو: الثروة: الكثرة والمنعة. وهذا أصح من رواية الفضل بن موسى. وهذا حديث حسن.
14- ومن سورة الرعد
بسم الله الرحمن الرحيم
5121- حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، أخبرنا أبو نعيم، عن عبد الله بن الوليد، وكان يكون في بني عجل، عن بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
- "أقبلت يهود على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم، أخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال: ملك من الملائكة موكل بالسحاب، معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله. فقالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال زجرة بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر. قالوا: صدقت. فقالوا: فأخبرنا عما حرم اسرائيل على نفسه. قال: اشتكى عرق النسا فلم يجد شيئا يلائمه الا لحوم الابل وألبانها، فلذلك حرمها. قالوا: صدقت". هذا حديث حسن صحيح غريب.
5122- حدثنا محمود بن خداش البغدادي، أخبرنا سيف بن محمد الثوري عن الأعمش بن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:
- "{ونفضل بعضها على بعض في الأكل} قال الدقل والفارسي والحلو والحامض. هذا حديث حسن غريب. وقد رواه زيد بن أبي أنيسة عن الأعمش نحو هذا. وسيف بن محمد هو أخو عمار بن محمد. وعمار أثبت منه، وهو ابن أخت سفيان الثوري.
15- سورة ابراهيم
بسم الله الرحمن الرحيم
5123- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا أبو الوليدن أخبرنا حماد ابن سلمة عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك قال:
- " أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقناع عليه رطب فقال: {مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين باذن ربها}. قال: هي النخلة. {ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة احتثت من فوق الأرض ما لها من قرار}. قال: هي الحنظلة. قال: فأخبرت بذلك أبا العالية. فقال: صدق وأحسن.
5124- حدثنا قتيبة، أخبرنا أبو بكر بن شعيب بن الحبحاب عن أبيه عن أنس بن مالك نحوه بمعناه، ولم يرفعه، ولم يذكر قول أبي العالية. وهذا أصح من حديث حماد بن سلمة. وروى غير واحد مثل هذا موقوفا. ولا نعلم أحدا رفعه غير حماد بن سلمة. ورواه معمر وحماد بن زيد وغير واحد ولم يرفعوه.
5125- حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، أخبرنا حماد بن زيد عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك نحو حديث عبد الله أبي بكر ابن شعيب بن الحبحاب ولم يرفعه.
5126- حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا داود، أخبرنا شعبة قال أخبرني علقمة بن مرثد، قال سمعت سعيد بن عبيدة يحدث عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:
- "{يبث الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} قال: في القبر إذا قيل له: من ربك وما دينك ومن نبيك". هذا حديث حسن صحيح.
5127- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق قال:
- "قالت عائشة هذه الآية: {يوم تبدل الأرض غير الأرض} قالت: يا رسول الله فأين يكون الناس؟ قال: على الصراط". هذا حديث حسن صحيح. وقد روى من غير هذا الوجه عن عائشة.
16- من سورة الحجر
بسم الله الرحمن الرحيم
5128- حدثنا قتيبة، أخبرنا نوح بن قيس الحداني عن عمرو ابن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس قال:
- "كنت امرأة تصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم حسناء من أحسن الناس، وكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لأن يراها، ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر، فإذا ركع نظر من تحت ابطيه. فأنزل الله تعالى: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين}. وروى جعفر بن سلمان هذا الحديث عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء نحوه، ولم يذكر فيه عن ابن عباس. وهذا أشبه أن يكون أصح من حديث نوح.
5129- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عثمان بن عمر عن مالك بن مغول عن جنيد عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- " لجهنم سبعة أبواب: باب منها لمن سل السيف على أمتي، أو قال على أمة محمد". هذا حديث غريب لا نعرفه الا من حديث مالك بن مغول.
5130- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا أبو علي الحنفي عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "الحمد لله أم القرآن. والسبع المثاني". هذا حديث حسن صحيح.
5131- حدثنا الحسين بن حريث، أخبرنا الفضل بن موسى عن عبد الحميد بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه ، عن أبي هريرة عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "ما أنزل الله في التوراة والانجيل، مثل أم القرآن وهي السبع المثاني، وهي مقسومة بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل".
5132- حدثنا قتيبة، أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء ابن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة:
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج مع أبي وهو يصلي فذكر نحوه بمعناه. حديث عبد العزيز بن محمد أطول وأتم. وهذا أصح من حديث عبد الحميد بن جعفر. هكذا روى غير واحد عن العلاء بن عبد الرحمن.
5133- حدثنا محمد بن اسماعيل، أخبرنا أحمد بن أبي الطيب، أخبرنا مصعب بن سلام، عن عمرو بن قيس، عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "اتقو فراسة المؤمن، فانه ينظر بنور الله، ثم قرأ: {ان في ذلك لآيات للمتوسمين}". هذا حديث غريب لا نعرفه الا من هذا الوجه. وقد روي عن بعض أهل العلم في تفسير هذه الآية: {ان في ذلك لآيات للمتوسمين}، قال: للمتفرسين.
5134- حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، أخبرنا المعتمر عن ليث ابن أبي سليم عن بشر عن أنس بن مالك: عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:
- " {لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون}قال: عن قول لا اله الا الله". هذا حديث غريب إنما نعرفه من حديث ليث بن أبي سليم. وقد رواه عبد الله بن ادريس عن ليث بن أبي سليم، عن بشر عن أنس بن ملاك نحوه ولم يرفعه.
17- ومن سورة النحل
بسم الله الرحمن الرحيم
5135- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا علي بن عاصم، عن يحيى البكاء، حدثني عبد الله بن عمر، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "أربع قبل الظهر بعد الزوال تحسب بمثلهن من صلاة السحر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وليس من شيئ الا وهو يسبح الله تلك الساعة، ثم قرأ: {يتفيؤ ظلاله عن اليمني والشمائل سجدا لله وهم داخرون} الآية كلها". هذا حديث غريب لا نعرفه الا من حديث علي بن عاصم.
5136- حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، أخبرنا الفضل بن موسى، عن عيسى بن عبيد عن الربيع بن أنس عن أبي العالية، قال حدثني أبي بن كعب قال:
- "لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون رجلا، ومن المهاجرين ستة منهم حمزة، فمثلوا بهم، فقالت الأنصار: لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا لنربين عليهم. قال: فلما كان يوم فتح مكة، فأنزل الله تعالى: {وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين} فقال رجل: لا قريش بعد اليوم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كفوا عن القوم الا أربعة". هذا حديث حسن غريب من حديث أبي بن كعب.
18- ومن سورة بني اسرائيل
بسم الله الرحمن الرحيم
5137- حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر بن الزهري، قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
- "حين أسري بي لقيت موسى - قال فنعته - فإذا رجل، قال حسبته مضطرب الرجل الرأس، كأنه من رجال شنوءة، قال ولقيت عيسى - قال فنعته - قال ربعة أحمر كأنه خرج من ديماس، يعني الحمام، ورأيت ابراهيم، قال: وأنا أشبه ولده به، قال: وأتيت بانائين أحدهما لبن والآخر فيه خمر، فقيل لي خذ أيهما شئت، فأخذت اللبن فشربته، فقيل لي: هديت للفطرة، أو أصبت الفطرة، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك". هذا حديث حسن صحيح.
5138- حدثنا اسحاق بن منصور، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس:
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بالبراق ليلة أسري به ملجما مسرجا، فاستصعب عليه، فقال له جبرئيل: أبمحمد تفعل هذا، فما ركبك أحد أكرم على الله منه. قال: فارفض عرقا". هذا حديث حسن غريب لا نعرفه الا من حديث عبد الرزاق.
5139- حدثنا يعقوب بن ابراهيم الدورقي، أخبرنا أبو تميلة عن الزبير بن جنادة، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "لما انتهينا إلى بيت المقدس قال جبرئيل بأصبعه فخرق به الحجر وشد به البراق". هذا حديث غريب.
5140- حدثنا قتيبة، أخبرنا الليث عن عقيل عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- "لما كذبتني قريش قمت في الحجر فجلي الله لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر اليه". هذا حديث حسن صحيح. وفي الباب عن مالك بن صعصعة وأبي سعيد وابن عباس وأبي ذر وابن مسعود.
5141- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان عن عمرو بن دينا عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى:
- " {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس} قال: هي رؤيا عين أريها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به إلى بيت المقدس {والشجرة الملعونة في القرآن} قال هي شجرة الزقوم". هذا حديث حسن صحيح.
5142- حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي الكوفي، أخبرنا أبي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قله تعالى:
- "وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا} تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار". هذا حديث حسن صحيح. ورواه علي بن مسهر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
5143- حدثنا بذلك علي بن حجر، أخبرنا علي بن مسهر عن الأعمش فذكر نحوه.
5144- حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، أخبرنا عبيد الله بن موسى عن اسرائيل عن السدي عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:
- " {يوم ندعو كل أناس بامامهم} قال يدعى أحدهم، فيعطى كتابه بيمينه، ويمد له في جسمه ستون ذراعا، ويبيض وجهه، ويجعل على رأسه تاج من لؤلؤ يتلألأ، فينطلق إلى أصحابه، فيرونه من بعد، فيقولون: اللهم ائتنا بهذا، وبارك لنا في هذا، حتى يأتيهم، فيقول لهم: أبشروا، ولكل رجل منكم مثل هذا، وأما الكافر فيسود وجهه، ويمد له في جسمه ستون ذراعا على صورة آدم، ويلبس تاجا، فيراه أصحابه، فيقولون: نعوذ بالله من شر هذا ، اللهم لا تأتنا بهذا. قال: فيأتيهم، فيقولون: اللهم أخره، فيقول: أبعدكم الله، فان لكل رجل منكم مثل هذا". هذا حديث حسن غريب. والسدي اسمه اسماعيل بن عبد الرحمن.
5145- حدثنا أبو كريب، أخبرنا وكيع، عن داود بن يزيد الزعافري عن أبيه عن أبي هريرة قال:
- "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}، وسئل عنها، قال: هي الشفاعة". هذا حديث حسن. وداود الزعافري هو داود الأودي ابن يزيد ابن عبد الرحمن، وهو عم عبد الله بن ادريس.
5146- حدثنا ابن أبي عمر، اخبرنا سفيان، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن ابن مسعود قال:
- "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح وحول الكعبة ثلاثمائة وستون نصبا، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يطعنها بمخصرة في يده، وربما قال بعود، ويقول: جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد". هذا حديث حسن صحيح. وفيه عن ابن عمر.
5147- حدثنا أحمد بن منيع، أخبرنا جرير، عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه، عن ابن عباس قال:
- "كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، ثم أمر بالهجرة، فنزلت عليه: {وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا}". هذا حديث حسن صحيح.
5148- حدثنا قتيبة، أخبرنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن داود بن أبي هند عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
- "قالت قريش ليهود: أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل. فقال: سلوه عن الروح. فسألوه عن الروح، فأنزل الله تعالى: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم الا قليلا}، قالوا: أوتينا علما كبيرا، أوتينا التوراة، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كبيرا، فأنزلت: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر} إلى آخر الآية". هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
5149- حدثنا علي بن خشرم، أخبرنا عيسى بن يونس، عن الأعمش عن ابراهيم، عن علقمة عن عبد الله قال:
- "كنت أمش مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث المدينة وهو يتوكأ على عسيب، فمر بنفر من اليهود، فقال بعضهم: لو سألتموه، فقال بعضهم: لا تسألوه فانه يسمعكم ما تكرهون، فقالوا: يا أبا القاسم حدثنا عن الروح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ساعة ورفع رأسه إلى السماء، فعرفت أنه يوحى اليه حتى صعد الوحي، ثم قال: {الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم الا قليلا}". هذا حديث حسن صحيح.
5150- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا الحسن بن موسى وسليمان ابن حرب، قال أخبرنا حمد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أوس بن خالد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف: صنفا مشاة وصنفا ركبانا، وصنفا على وجوههم. قيل: يا رسول الله وكيف يمشون على وجوههم؟ قال: إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم، أما إنهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوكة". هذا حديث حسن. وقد روى وهيب عن ابن طاؤس عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من هذا.
5151- حدثنا أحمد بن منيع، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "انكم محشورون رجالا وركبانا وتجرون على وجوهكم". هذا حديث حسن.
5152- حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا يزيد بن هارون وأبو داود وأبو الوليد، واللفظ لفظ يزيد والمعنى واحد، عن شعبة عن عمرو ابن مرة عن عبد الله بن سلمة عن صفوان بن عسال المرادي:
- "أن يهوديين قال أحدهما لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النبي نسأله. قال: لا تقل له نبي، فانه يسمعها تقول له نبي كانت له أربعة أعين. فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فسألاه عن قول الله تعالى: {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات}، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا اشركوا بالله شيئا، ولا تزنوا. ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق، ولا تسرقوا، ولا تسحروا، ولا تمشوا ببريء إلى سلطان فيقتله، ولا تأكلوا الربا، ولا تقذفوا محصنة، ولا تفروا من الرحف - شك شعبة - وعليكم اليهود خاصة، ألا تعتدوا في السبت. فقبلا يديه ورجليه وقالا: نشهد أنك نبي. فقال: فما يمنعكما أن تسلما؟ قالا: إن داود دعا الله أن لا يزال في ذريته نبي، وأنا نخاف إن أسلمنا أن تقتلنا اليهود". هذا حديث حسن صحيح.
5153- حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا سليمان بن داود عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير، ولم يذكر عن ابن عباس وهشيم، عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس:
- "{ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} قال: نزلت بمكة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع صوته بالقرآن سبه المشركون ومن أنزله ومن جاء به، فأنزل الله: ولا تجهر بصلاتك: فيسب القرآن ومن أنزله ومن جاء به، ولا تخافت بها: عن أصحابك بأن تسمعهم حتى يأخذوا عنك القرآن". هذا حديث حسن صحيح.
5154- حدثنا أحمد بن منيع، أخبرنا هشيم، أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله:
- "{ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا} قال: نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختف بمكة، وكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فكان المشركون إذا سمعوا شتموا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله تعالى لنبيه: {ولا تجهر بصلاتك} أي بقراءتك، فيسمع المشركون فيسب القرآن {ولا تخافت بها} عن أصحابك {وابتغ بين ذلك سبيلا} هذا حديث حسن صحيح.
5155- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان عن مسعر عن عاصم ابن أبي النجود عن زر بن حبيش قال:
- "قلت لحذيفة بن اليمان: أصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت المقدس؟ قال: لا. قلت: بلى. قال: أنت تقول ذلك يا أصلع، بم تقول ذلك؟ قلت بالقرآن وبيني وبينك القرآن. قد حذيفة: من احتج بالقرآن فقد أفلح. قال سفيان: يقول قد احتج، وربما قال: قد فلج. فقال: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى}. قال: أفتراه صلى فيثه؟ قلت: لا. قال: لو صلى فيه لكتبت عليكم الصلاة فيه كما كتبت الصلاة في المسجد الحرام. قال حذيفة: قد أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بدابة طويلة الظهر ممدودة هكذا. خطوة مد بصره، فما زايلا ظهر البراق حتى رأيا الجنة والنار ووعد الآخرة أجمع، ثم رجعا عودهما على بدئهما. قال: ويتحدثون أنه ربطه لما ليفر منه وانما سخره له علام الغيب والشهادة". هذا حديث حسن صحيح.
5156- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "أن سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ، آدم فمن سواه الا تحت لوئي، وأنا أول من ينشق عنه الأرض ولا فخر".
قل فيفزع الناس ثلاث فزعات، فيأتون آدم فيقولون: أنت أبونا آدم فاشفع لنا إلى ربك، فيقول: إني أذنبت ذنبا أهبطت منه إلى الأرض، ولكن ائتوا نوحا، فيأتون نوحا فيقول: إني دعوت على أهل الأرض دعوة فأهلكوا، ولكن اذهبوا إلى ابراهيم، فيأتون ابراهيم فيقول: إني كذبت ثلاث كذبات. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منها كذبة الا ما حل بها عن دين الله، ولكن ائتوا موسى، فيأتون موسى فيقول: إني قد قتلت نفسا، ولكن ائتوا عيسى، فيأتون عيسى فيقول: إني عبدت من دون الله، ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم. قال: فيأتوني فأنطلق معهم".
قال ابن جدعان: قال أنس: "فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها فيقال: من هذا؟ فيقال: محمد، فيفتحون لي ويرحبون بي، فيقولون: مرحبا، فأخر ساجدا، فيلهمني الله من الثناء والحمد، فيقال لي: ارفع رأسك وسل تعط، واشفع تشفع، وقل يسمع لقولك، وهو المقام المحمود الذي قال الله: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}. قال. سفيان: ليس عن أنس الا هذه الكلمة. فآخذ بحلقة الجنة فأقعقعها". هذا حديث حسن. وقد روى بعضهم هذا الحديث عن أبي نضرة عن ابن عباس؛ الحديث بطوله.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى