لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

احذروا البدع  Empty احذروا البدع {الإثنين 21 نوفمبر - 9:28}

د.محمد بن عبد الله الهبدان
احذروا البدع

الخطبة الأولى

أيها الإخوة في الله لقد كان نبيكم صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه ، وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم . ويقول : " بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى ويقول :

أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " وفي رواية للنسائي زيادة : " وكل ضلالة في النار "

هذا بيان من نبيكم صلى الله عليه وسلم جلي معناه ، واضح مبناه ، فهل بعد هذا البيان بيان ؟ وهل فوق هذا التبليغ تبليغ ؟ لقد تضمن بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم بيان الداء العضال والسم الزعاف الذي إذا دب في الأمة فعلى معالم السنة السلام ، إنها البدعة التي كلها شر وضلال ، وشقاء عظيم في الحال والمآل ، فإنها تبديل للدين ، وتضليل للمسلمين ، و اتباع لسنن الجاهلين والمغضوب عليهم والضالين ، إنها استدراك على الله في شرعه ..إنها اتهام للنبي صلى الله عليه وسلم في تبليغه وبيانه ..إنها وصف لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وحاشاهم ـ بالسذاجة وعدم الفقه أو سوء القصد أو قلة الرغبة في الخير ..إنها تفريق للدين وتشتيت للمسلمين ..إنها فتح لباب يدخل منه الكافرون و المغرضون في حربهم للدين وأهله قال تعالى : {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ , مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }الروم32 .

أمة الإسلام : ما فرح الشيطان بشيء فرحه بالبدعة ، فقد احتال بها على كثير من الخلق بفنون الحيل ، وأمال أكثرهم عن العلم ، الذي هو مصباح السالك ، فتركهم يتخبطون في ظلمات الجهل ، ودخل عليهم في دينهم فأحدثوا فيه بدعا قبيحة ، قال سفيان الثوري ـ رحمه الله ـ : ( البدعة أحب إلى إبليس من المعصية ، لأن المعصية يرجع منها ، والبدعة لا يرجع منها )

والبدعة هي ما أحدث في الدين مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه وهي تؤخذ في الغالب ؛ تقليدا لشيخ معظم ، أو مجتمع تُقدس عاداته ، أو أفكار تُستحسن ، أو مبادئ تستورد ..والبدعة سريعة الانتشار ؛كسرعة انتشار النار في الهشيم ؛ يتلقفها الناس فينشأ عليها الصغير ويهرم عليها الكبير ..ولما كثرت البدع وعم ضررها ، ودام الإكباب على العمل بها ، والسكوت من أهل العلم والفقه عن الإنكار لها ، صارت وكأنها سنن مقررات ، وشرائع محررات ، فاختلط المشروع بغيره ، والتبس بعضها ببعض إلا على من عصم الله ، مع أن الداخل في هذا الأمر اليوم ؛ فاقد المساعد إلا ما شاء الله ، ينحو منحى عمر بن عبدالعزيز رحمه الله حيث يقول : ( ألا وإني أعالج أمرا لا يعين عليه إلا الله ، قد فني عليه الكبير ، وكبر عليه الصغير ، وفَصُح عليه الأعجمي ، وهاجر عليه الأعرابي ، حتى حسبوه دينا لا يرون الحق غيره )

فرحم الله الخليفة ابن عبد العزيز ؛ إذ التنبيه على البدع ، أمر لا سبيل إلى إهماله ، ولا يسع أحدا ممن له منّة ، إلا أن يأخذ بالحزم والعزم المشوبين بالحكمة والموعظة الحسنة ، في بثه بعد تحصيله ، وإن كره المخالف ، فكراهيته لا حجة فيها على الحق ألا يرفع منارهُ ، وألا تكشف أنواره .

قال سيد التابعين أويس القرني ـ رحمه الله ـ : ( إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لم يدع للمؤمن صديقا ؛ نأمرهم بالمعروف ، فيشتمون أعراضنا ، ويجدون على ذلك أعواناً من الفاسقين ، حتى والله رموني بالعظام ، وأيم الله لن أدع أن أقوم فيهم بحقه ) وقال الأوزاعي ـ رحمه الله ـ : ( إن السلف رحمهم الله تشتد ألسنتهم على أهل البدع ، وتشمئز قلوبهم منهم ، ويحذرون الناس بدعتهم ، ولو كانوا مستترين ببدعتهم دون الناس ، ما كان لأحد أن يهتك سترا عليهم ، ولا يظهر منهم عورة ، الله أولى بالأخذ بها ، وبالتوبة عليها ، فأما إذا جاهروا فنشر العلم حياة ، والبلاغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة ، يعتصم بها على مصر ملحد ) وقال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ : ( إن عند كل بدعة كيد بها الإسلام دليلا من أوليائه يذب عنه ، وينطلق بعلامتها ، فاغتنموا حضور تلك المواطن ، وتوكلوا على الله ، وكفى بالله وكيلا )

فالبدعة إذاً يا مسلمون ، طوفان مغرق ، والسنة الصحيحة سفينة نوح ، من ركبها فقد نجا ، ومن تركها غرق ، ولا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم .

فاتقوا الله أيها المسلمون ، واحذروا البدع صغيرها وكبيرها ، واعلموا أن من ابتدع بدعة في الإسلام فله وزرها ، ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ}النحل25 قال صلى الله عليه وسلم : " من سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص من أوزارهم شيئا " رواه مسلم .

ألا فليتق الله كل واحد منا ربه ، ولينظر قبل الإحداث ، في أي مزلة يضع قدمه ؟ وهو لا يدري ما الذي يوضع له في ميزان سيئاته ، مما ليس في حسابه ولا شعر أنه عمله .

بارك الله لي ولكم ..



الخطبة الثانية

أمة الإسلام : اتقوا الله حق التقوى واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى وإياكم والبدع فإن شأنها خطير ، وشرها مستطير ، ما فشت في قوم إلا كانت نذير شؤم وخطر ، فكل ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه ، أو عمل على غير مراد الله تعالى و رسوله صلى الله عليه وسلم فهو مردود ، كائنا ما كان ، في العبادات أو المعاملات أو السياسات ، أو الاقتصاد أو الحكم أو الثقافة أو الأعياد والمهرجانات أو غير ذلك ..

وقد حذر السلف الصالح أشد التحذير منها ،ومن مرتكبيها ، وقد أوصى الخليفة الراشد ابن عبدالعزيز أحد ولا ته فقال : ( أوصيك بتقوى الله والاقتصاد في أمره ، واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وترك ما أحدث المحدثون ، بعدما جرت به سنته وكفوا مؤنته ، فعليك بلزوم السنة ، فإنها لك بإذن الله عصمة ، ثم اعلم أنه لم يبتدع الناس بدعة ، إلا قد مضى قبلها ، ما هو دليل عليها أو عبرة منها ، فإن السنة إنما سنها ، من قد علم ما في خلافها من الخطأ و الزلل ، والحمق والتملق ، فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم ، فقد قصر قوم دونهم فجفوا ، وطَمَحَ عنهم أقوام فضلوا ، وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم )

ثم اعلموا أيها الإخوة في الله أنه ما ظهرت بدعة وفشت إلا وأماتت معها سنة من السنن ؛ لأن الأصل في البدعة ، أنها لم تظهر إلا بعد ترك سنة ؛ فكانت البدعة كالعلامة الدالة على ترك طريق السنة .

قال ابن عباس : ( ما أتى على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة ، وأماتوا فيه سنة حتى تحيا البدعة ، وتموت السنن )
هذا وصلوا رحمكم الله على النبي العظيم والمرشد الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى