رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
د.محمد بن عبد الله الهبدان
احذروا البدع
الخطبة الأولى
أيها الإخوة في الله لقد كان نبيكم صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه ، وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم . ويقول : " بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى ويقول :
أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " وفي رواية للنسائي زيادة : " وكل ضلالة في النار "
هذا بيان من نبيكم صلى الله عليه وسلم جلي معناه ، واضح مبناه ، فهل بعد هذا البيان بيان ؟ وهل فوق هذا التبليغ تبليغ ؟ لقد تضمن بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم بيان الداء العضال والسم الزعاف الذي إذا دب في الأمة فعلى معالم السنة السلام ، إنها البدعة التي كلها شر وضلال ، وشقاء عظيم في الحال والمآل ، فإنها تبديل للدين ، وتضليل للمسلمين ، و اتباع لسنن الجاهلين والمغضوب عليهم والضالين ، إنها استدراك على الله في شرعه ..إنها اتهام للنبي صلى الله عليه وسلم في تبليغه وبيانه ..إنها وصف لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وحاشاهم ـ بالسذاجة وعدم الفقه أو سوء القصد أو قلة الرغبة في الخير ..إنها تفريق للدين وتشتيت للمسلمين ..إنها فتح لباب يدخل منه الكافرون و المغرضون في حربهم للدين وأهله قال تعالى : {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ , مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }الروم32 .
أمة الإسلام : ما فرح الشيطان بشيء فرحه بالبدعة ، فقد احتال بها على كثير من الخلق بفنون الحيل ، وأمال أكثرهم عن العلم ، الذي هو مصباح السالك ، فتركهم يتخبطون في ظلمات الجهل ، ودخل عليهم في دينهم فأحدثوا فيه بدعا قبيحة ، قال سفيان الثوري ـ رحمه الله ـ : ( البدعة أحب إلى إبليس من المعصية ، لأن المعصية يرجع منها ، والبدعة لا يرجع منها )
والبدعة هي ما أحدث في الدين مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه وهي تؤخذ في الغالب ؛ تقليدا لشيخ معظم ، أو مجتمع تُقدس عاداته ، أو أفكار تُستحسن ، أو مبادئ تستورد ..والبدعة سريعة الانتشار ؛كسرعة انتشار النار في الهشيم ؛ يتلقفها الناس فينشأ عليها الصغير ويهرم عليها الكبير ..ولما كثرت البدع وعم ضررها ، ودام الإكباب على العمل بها ، والسكوت من أهل العلم والفقه عن الإنكار لها ، صارت وكأنها سنن مقررات ، وشرائع محررات ، فاختلط المشروع بغيره ، والتبس بعضها ببعض إلا على من عصم الله ، مع أن الداخل في هذا الأمر اليوم ؛ فاقد المساعد إلا ما شاء الله ، ينحو منحى عمر بن عبدالعزيز رحمه الله حيث يقول : ( ألا وإني أعالج أمرا لا يعين عليه إلا الله ، قد فني عليه الكبير ، وكبر عليه الصغير ، وفَصُح عليه الأعجمي ، وهاجر عليه الأعرابي ، حتى حسبوه دينا لا يرون الحق غيره )
فرحم الله الخليفة ابن عبد العزيز ؛ إذ التنبيه على البدع ، أمر لا سبيل إلى إهماله ، ولا يسع أحدا ممن له منّة ، إلا أن يأخذ بالحزم والعزم المشوبين بالحكمة والموعظة الحسنة ، في بثه بعد تحصيله ، وإن كره المخالف ، فكراهيته لا حجة فيها على الحق ألا يرفع منارهُ ، وألا تكشف أنواره .
قال سيد التابعين أويس القرني ـ رحمه الله ـ : ( إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لم يدع للمؤمن صديقا ؛ نأمرهم بالمعروف ، فيشتمون أعراضنا ، ويجدون على ذلك أعواناً من الفاسقين ، حتى والله رموني بالعظام ، وأيم الله لن أدع أن أقوم فيهم بحقه ) وقال الأوزاعي ـ رحمه الله ـ : ( إن السلف رحمهم الله تشتد ألسنتهم على أهل البدع ، وتشمئز قلوبهم منهم ، ويحذرون الناس بدعتهم ، ولو كانوا مستترين ببدعتهم دون الناس ، ما كان لأحد أن يهتك سترا عليهم ، ولا يظهر منهم عورة ، الله أولى بالأخذ بها ، وبالتوبة عليها ، فأما إذا جاهروا فنشر العلم حياة ، والبلاغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة ، يعتصم بها على مصر ملحد ) وقال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ : ( إن عند كل بدعة كيد بها الإسلام دليلا من أوليائه يذب عنه ، وينطلق بعلامتها ، فاغتنموا حضور تلك المواطن ، وتوكلوا على الله ، وكفى بالله وكيلا )
فالبدعة إذاً يا مسلمون ، طوفان مغرق ، والسنة الصحيحة سفينة نوح ، من ركبها فقد نجا ، ومن تركها غرق ، ولا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم .
فاتقوا الله أيها المسلمون ، واحذروا البدع صغيرها وكبيرها ، واعلموا أن من ابتدع بدعة في الإسلام فله وزرها ، ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ}النحل25 قال صلى الله عليه وسلم : " من سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص من أوزارهم شيئا " رواه مسلم .
ألا فليتق الله كل واحد منا ربه ، ولينظر قبل الإحداث ، في أي مزلة يضع قدمه ؟ وهو لا يدري ما الذي يوضع له في ميزان سيئاته ، مما ليس في حسابه ولا شعر أنه عمله .
بارك الله لي ولكم ..
الخطبة الثانية
أمة الإسلام : اتقوا الله حق التقوى واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى وإياكم والبدع فإن شأنها خطير ، وشرها مستطير ، ما فشت في قوم إلا كانت نذير شؤم وخطر ، فكل ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه ، أو عمل على غير مراد الله تعالى و رسوله صلى الله عليه وسلم فهو مردود ، كائنا ما كان ، في العبادات أو المعاملات أو السياسات ، أو الاقتصاد أو الحكم أو الثقافة أو الأعياد والمهرجانات أو غير ذلك ..
وقد حذر السلف الصالح أشد التحذير منها ،ومن مرتكبيها ، وقد أوصى الخليفة الراشد ابن عبدالعزيز أحد ولا ته فقال : ( أوصيك بتقوى الله والاقتصاد في أمره ، واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وترك ما أحدث المحدثون ، بعدما جرت به سنته وكفوا مؤنته ، فعليك بلزوم السنة ، فإنها لك بإذن الله عصمة ، ثم اعلم أنه لم يبتدع الناس بدعة ، إلا قد مضى قبلها ، ما هو دليل عليها أو عبرة منها ، فإن السنة إنما سنها ، من قد علم ما في خلافها من الخطأ و الزلل ، والحمق والتملق ، فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم ، فقد قصر قوم دونهم فجفوا ، وطَمَحَ عنهم أقوام فضلوا ، وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم )
ثم اعلموا أيها الإخوة في الله أنه ما ظهرت بدعة وفشت إلا وأماتت معها سنة من السنن ؛ لأن الأصل في البدعة ، أنها لم تظهر إلا بعد ترك سنة ؛ فكانت البدعة كالعلامة الدالة على ترك طريق السنة .
قال ابن عباس : ( ما أتى على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة ، وأماتوا فيه سنة حتى تحيا البدعة ، وتموت السنن )
هذا وصلوا رحمكم الله على النبي العظيم والمرشد الكريم
احذروا البدع
الخطبة الأولى
أيها الإخوة في الله لقد كان نبيكم صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه ، وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم . ويقول : " بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى ويقول :
أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " وفي رواية للنسائي زيادة : " وكل ضلالة في النار "
هذا بيان من نبيكم صلى الله عليه وسلم جلي معناه ، واضح مبناه ، فهل بعد هذا البيان بيان ؟ وهل فوق هذا التبليغ تبليغ ؟ لقد تضمن بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم بيان الداء العضال والسم الزعاف الذي إذا دب في الأمة فعلى معالم السنة السلام ، إنها البدعة التي كلها شر وضلال ، وشقاء عظيم في الحال والمآل ، فإنها تبديل للدين ، وتضليل للمسلمين ، و اتباع لسنن الجاهلين والمغضوب عليهم والضالين ، إنها استدراك على الله في شرعه ..إنها اتهام للنبي صلى الله عليه وسلم في تبليغه وبيانه ..إنها وصف لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وحاشاهم ـ بالسذاجة وعدم الفقه أو سوء القصد أو قلة الرغبة في الخير ..إنها تفريق للدين وتشتيت للمسلمين ..إنها فتح لباب يدخل منه الكافرون و المغرضون في حربهم للدين وأهله قال تعالى : {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ , مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }الروم32 .
أمة الإسلام : ما فرح الشيطان بشيء فرحه بالبدعة ، فقد احتال بها على كثير من الخلق بفنون الحيل ، وأمال أكثرهم عن العلم ، الذي هو مصباح السالك ، فتركهم يتخبطون في ظلمات الجهل ، ودخل عليهم في دينهم فأحدثوا فيه بدعا قبيحة ، قال سفيان الثوري ـ رحمه الله ـ : ( البدعة أحب إلى إبليس من المعصية ، لأن المعصية يرجع منها ، والبدعة لا يرجع منها )
والبدعة هي ما أحدث في الدين مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه وهي تؤخذ في الغالب ؛ تقليدا لشيخ معظم ، أو مجتمع تُقدس عاداته ، أو أفكار تُستحسن ، أو مبادئ تستورد ..والبدعة سريعة الانتشار ؛كسرعة انتشار النار في الهشيم ؛ يتلقفها الناس فينشأ عليها الصغير ويهرم عليها الكبير ..ولما كثرت البدع وعم ضررها ، ودام الإكباب على العمل بها ، والسكوت من أهل العلم والفقه عن الإنكار لها ، صارت وكأنها سنن مقررات ، وشرائع محررات ، فاختلط المشروع بغيره ، والتبس بعضها ببعض إلا على من عصم الله ، مع أن الداخل في هذا الأمر اليوم ؛ فاقد المساعد إلا ما شاء الله ، ينحو منحى عمر بن عبدالعزيز رحمه الله حيث يقول : ( ألا وإني أعالج أمرا لا يعين عليه إلا الله ، قد فني عليه الكبير ، وكبر عليه الصغير ، وفَصُح عليه الأعجمي ، وهاجر عليه الأعرابي ، حتى حسبوه دينا لا يرون الحق غيره )
فرحم الله الخليفة ابن عبد العزيز ؛ إذ التنبيه على البدع ، أمر لا سبيل إلى إهماله ، ولا يسع أحدا ممن له منّة ، إلا أن يأخذ بالحزم والعزم المشوبين بالحكمة والموعظة الحسنة ، في بثه بعد تحصيله ، وإن كره المخالف ، فكراهيته لا حجة فيها على الحق ألا يرفع منارهُ ، وألا تكشف أنواره .
قال سيد التابعين أويس القرني ـ رحمه الله ـ : ( إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لم يدع للمؤمن صديقا ؛ نأمرهم بالمعروف ، فيشتمون أعراضنا ، ويجدون على ذلك أعواناً من الفاسقين ، حتى والله رموني بالعظام ، وأيم الله لن أدع أن أقوم فيهم بحقه ) وقال الأوزاعي ـ رحمه الله ـ : ( إن السلف رحمهم الله تشتد ألسنتهم على أهل البدع ، وتشمئز قلوبهم منهم ، ويحذرون الناس بدعتهم ، ولو كانوا مستترين ببدعتهم دون الناس ، ما كان لأحد أن يهتك سترا عليهم ، ولا يظهر منهم عورة ، الله أولى بالأخذ بها ، وبالتوبة عليها ، فأما إذا جاهروا فنشر العلم حياة ، والبلاغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة ، يعتصم بها على مصر ملحد ) وقال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ : ( إن عند كل بدعة كيد بها الإسلام دليلا من أوليائه يذب عنه ، وينطلق بعلامتها ، فاغتنموا حضور تلك المواطن ، وتوكلوا على الله ، وكفى بالله وكيلا )
فالبدعة إذاً يا مسلمون ، طوفان مغرق ، والسنة الصحيحة سفينة نوح ، من ركبها فقد نجا ، ومن تركها غرق ، ولا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم .
فاتقوا الله أيها المسلمون ، واحذروا البدع صغيرها وكبيرها ، واعلموا أن من ابتدع بدعة في الإسلام فله وزرها ، ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ}النحل25 قال صلى الله عليه وسلم : " من سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص من أوزارهم شيئا " رواه مسلم .
ألا فليتق الله كل واحد منا ربه ، ولينظر قبل الإحداث ، في أي مزلة يضع قدمه ؟ وهو لا يدري ما الذي يوضع له في ميزان سيئاته ، مما ليس في حسابه ولا شعر أنه عمله .
بارك الله لي ولكم ..
الخطبة الثانية
أمة الإسلام : اتقوا الله حق التقوى واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى وإياكم والبدع فإن شأنها خطير ، وشرها مستطير ، ما فشت في قوم إلا كانت نذير شؤم وخطر ، فكل ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه ، أو عمل على غير مراد الله تعالى و رسوله صلى الله عليه وسلم فهو مردود ، كائنا ما كان ، في العبادات أو المعاملات أو السياسات ، أو الاقتصاد أو الحكم أو الثقافة أو الأعياد والمهرجانات أو غير ذلك ..
وقد حذر السلف الصالح أشد التحذير منها ،ومن مرتكبيها ، وقد أوصى الخليفة الراشد ابن عبدالعزيز أحد ولا ته فقال : ( أوصيك بتقوى الله والاقتصاد في أمره ، واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وترك ما أحدث المحدثون ، بعدما جرت به سنته وكفوا مؤنته ، فعليك بلزوم السنة ، فإنها لك بإذن الله عصمة ، ثم اعلم أنه لم يبتدع الناس بدعة ، إلا قد مضى قبلها ، ما هو دليل عليها أو عبرة منها ، فإن السنة إنما سنها ، من قد علم ما في خلافها من الخطأ و الزلل ، والحمق والتملق ، فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم ، فقد قصر قوم دونهم فجفوا ، وطَمَحَ عنهم أقوام فضلوا ، وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم )
ثم اعلموا أيها الإخوة في الله أنه ما ظهرت بدعة وفشت إلا وأماتت معها سنة من السنن ؛ لأن الأصل في البدعة ، أنها لم تظهر إلا بعد ترك سنة ؛ فكانت البدعة كالعلامة الدالة على ترك طريق السنة .
قال ابن عباس : ( ما أتى على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة ، وأماتوا فيه سنة حتى تحيا البدعة ، وتموت السنن )
هذا وصلوا رحمكم الله على النبي العظيم والمرشد الكريم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى