لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
مسلم
مسلم
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

بعض منكرات وعقبات الزواج  Empty بعض منكرات وعقبات الزواج {الثلاثاء 22 نوفمبر - 8:29}

القاضي / هتلان بن علي الهتلان
بعض منكرات وعقبات الزواج

الخطبة الأولى

أما بعد: فإنه في مثل هذه الأيام تكثر حالات الزواج التي هي مؤشر واضح على وجود وعي عند قطاع حريص من المجتمع وضمانة بإذن الله على سلامة أفراده من الزيغ والانحراف، ففي الزواج يسكن القلب وتطمئن النفس ويحصل غض البصر وإحصان الفرج وتوجد الذرية التي هي من زينة الدنيا، ولهذا يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم-:" يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" متفق عليه، وهذا مما يجب أن يدفع إلى المبادرة إليه وتسهيل أمره والقضاء قدر المستطاع على العراقيل والمعوقات الموجودة في طريقه، فمن العقبات المنتشرة والأكثر شيوعاً وأثراً غلاء المهور بشكل لا يطيقه كثير من الشباب وكم لهذا الأمر من السلبيات والأضرار على كل من الرجل والمرأة بل والمجتمع والأسرة، وقد ينتج عنه بقاء كثير من الشباب وكثير من النساء في البيوت دون زواج، فيجب على المسلمين أن يتقوا الله ويقضوا على هذه العادة السيئة وأن يعملوا بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم- في تيسير مؤونة الزواج وتخفيف المهور، قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه-: لا تغلوا في صدق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة كان أولاكم بها النبي - صلى الله عليه وسلم-، ما أصدق النبي - صلى الله عليه وسلم- امرأة من نسائه ولا أُصدقت امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية. رواه الخمسة وصححه الترمذي.

واثنتا عشرة أوقية تساوي مائة وعشرين ريالاً سعودياً من الفضة، فأين هذا المبلغ من مبالغ المهور التي تعلمونها اليوم، ولقد استنكر النبي - صلى الله عليه وسلم- المغالاة في المهور فإنه قال لرجل: " على كم تزوجت" قال: على أربعة أواق فقال له: " على أربع أواق كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل"، قال العلماء: أنكر عليه النبي - صلى الله عليه وسلم- هذا المبلغ لأنه كان فقيراً، فالفقير يكره له تحمل الصداق الكثير، بل يحرم عليه إذا لم يتوصل إليه إلا بمسألة أو غيرها من الوجوه المحرمة، والغني يكره دفع المبلغ الكثير في الصداق إذا كان ذلك من باب المباهاة لأنه يسن شبهة سيئة لغيره.

وكان من آثار غلاء المهور تحمل كثير من الشباب الديون الباهظة قيمة سيارتين أو ثلاث لأجل أن يحصل على صداق امرأته وفي ذلك من الظلم ما فيه.

والأدهى والأمر من ذلك أن يستحوذ والد الزوجة على صداق ابنته فحين يشترط صداقاً كبيراً على من تقدم يطلب زواجها فإنه يشترط عليه مبلغاً خيالياً وهو يقصد أن يستولي على هذا المبلغ ثم تشترط الأم البائسة أيضاً على هذا المسكين مبلغاً آخر وهكذا تأتي بقية العائلة الكريمة تفترس هذه الفريسة الضعيفة (الزوج) وتستغل إقدامه وطلب نكاح ابنتهم في اشتراط ما يريدون وكأن هذا الأب جعل من ابنته سلعة يساوم بها وعرضاً من عروض التجارة يبيعها على من يدفع أكثر مع تقديم العربون عند استقرار الثمن، وقد انطمست قلوبهم وذهبت كرامتهم، وسفلت عقولهم إلى هذا الحد وهم بهذا يجنون جناية عظيمة على ابنتهم أولاً وعلى الزوج المسكين وعلى المجتمع كله، حيث تكثر العوانس في البيوت، والعزبة في وسط الشباب مما يؤدي إلى

انحراف كثير منهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وبعض الآباء يتخلى عن دوره ويتنازل عن قوامته التي خصه الله بها وأعطاه إياها {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء}النساء34 فيهدي هذه القوامة لامرأته فهي التي تقبل الزواج أو ترفضه وبيدها القرار الحاكم والرد الأخير والكلمة الفاصلة في الموضوع وهي التي بطبيعة الحال تتولى المفاوضات الطويلة على المهر ( بل قل السرقة) سرقة مال هذا المسكين وتحميل عاتقيه قائمة طويلة من الشروط والالتزامات للأم أو الإثم لأبي الزوجة ثم للزوجة ثالثاً، وإذا صار ذلك فقد ضيعت الأمانة حيث أسند الأمر إلى غير أهله وإليه المستعان، والواجب على الأب أن يتولى هو بنفسه مهمة زواج ابنته فإن كان الأب ميتاً فإنه يتولاه الأخ فالأقرب الأقرب من العصبة وعليه أن يتقي الله تعالى في اختيار الكفء ولم الشمل وجمع القلوب على مرضاة الله، كما قال الله تعالى {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ }النور32 فجعل سبحانه أمر التزويج بيد الرجال الراشدين والأولياء الصالحين.

ومن العقبات في طريق الزواج أيضاً أيها الإخوة:-

تعذر بعض الأولياء بحجج واهية وأعذار ساقطة وأسباب واهية أوهن من بيت العنكبوت ترجع إلى ضعف في العقيدة وخلل في تطبيق الشريعة، فإذا تقدم الكفء في الدين والخلق للخطبة فقد يرفض الولي ذلك وقد يوكله إلى السفهاء وقصار النظر فيما يعوق من تزويجه بحجج غير صحيحة، فهذا كبير في السن وذاك معه زوجة والثالث فقير والآخر ليس له مركز اجتماعي مرموق، ونحو ذلك من هاتيك الأعذار الساقطة وما سمعوا قول الله تعالى {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ}النور32 وقوله: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً }الطلاق7 اضطربت المقاييس،وطاشت الموازين، فالمستقبل مادة، والتخطيط مادة وشريكة في الحياة وزوج المستقبل يقومان بالمادة وشبه المادة، الوظيفة والشهادة والمرتب والوجاهة هي السوق الرائجة، يستوي في ذلك الشاب وأهله والشابة وأهلها إلا من رحم ربي، ما يتلقفه الناس والشباب من معلومات وأخلاقيات في المقالات والمسلسلات والصحف والإذاعات بطريق مباشر وغير مباشر له أثره البين في اختلال النظرة إلى الحياة، هذا الزخم من الثقافات وهذه ألواح من التصورات قلب المفاهيم وأفسد الفروج وجعل علاقات الناس وروابطها منافع ذاتية ومادية بحتة، فأسقط الناس في النفقات، وسرت بينهم في حطام الدنيا المنافسات، وتوجهوا إلى الدراهم والمراكز واللذائذ، الحسية والجسدية، فزادت الحواجز ارتفاعاً وامتدت السدود طولاً، فتطلع النساء وأشباه النساء إلى صنوف الملابس والمساكن وألوان الفرش والمأكل، والمفتش عن الزواج من الفضلاء والصالحين نخشى أن يبتلى بأنساب وأصهار يتجاوزون في مطالبهم حدود المعروف فيكلفونه في حياته عسراً ويزيدونه من أمره رهقاً.

لماذا كل هذا أيها الناس؟! إن جميل الخُلُق أبقى من جميل الخَلق وغني النفس مقدم على غني المال، والعبرة كل العبرة في كريم الخصال لا في زين الأجسام وكثرة الأموال.

سئل سعيد بن المسيب ـ رحمه الله ـ عن حديث "خير الناس أيسرهن مهوراً" كيف تكون حسناء ورخيصة المهر؟! فقال سعيد: يا هذا انظر كيف قلت؟ أهم يساومون في بهيمة لايفضل ؟ أتراها بضاعة طمع صاحبها يغلب على مطامع الناس؟ قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا }الأعراف189 إنه إنسان مع إنسانة، وليس متاعاً يطلب متاعاً.

أما الحمقاء وأهل الحمقاء فيتمسكون بالجمال والمنصب والمال والمركز ليزايدوا في الثمن، أترى هؤلاء من الأشرار أم من الخيار؟ إن المرأة للرجل نفس لنفس وليست بضاعة لتاجر، إن ميزان الرجل لا يوزن بمال، ولكن المهر يوزن بالمعاملة ورعاية المسئولية.

إن صاحب الجمال والجاه قليل الدين والخلق من الرجال والنساء لا يغني عنه كثرة المال شيئاً، أرأيت لو كان مع الجبان مائة سيف أكان ذلك يغني عن ضعفه وجبنه وخوره؟ فاستكثار المال وموازين المادة لا تستر خيبة الزوجين وسوء خلقهما، ولو كان ذلك قناطير الذهب والفضة.

إن نسب الطلاق والفراق وأسباب الانفصال والشقاق متقدمة في هذا العصر، أعلى منها في مجتمعات سلمت من رياح هذا التقدم البائس وغباره الخانق، وكلما دخلت أمة في هذا النوع من المعاصرة والمقاييس ارتفعت فيها نسب الطلاق والفراق.

وهناك صنف من الناس يتمسكون بحجة وعذر يستحيل أن يتنازلوا وأن يتجاوزونه وهو أن يكون الزوج من نفس القبيلة أو من ذات الفخذ أو مساوياً لابنتهم في الشرف زعموا، وكل ذلك ميزان جاهلي وحجة داحضة وشرط باطل وتحجير واضح وسافر على ابنتهم المسكينة، فربما أتاهم مرضي الخلق والدين ناكحاً فردوه لأنه ليس من النسل النبوي الشريف، وربما أتاهم الكفء في الدين والخلق فأغلقوا الباب في وجهه لأنه ليس من قبيلتهم أو من ذات فخذهم، وما درى هؤلاء بل قد ردوا وتجاهلوا قول المصطفى –صلى الله عليه وسلم- للعقلاء والعقلاء فقط في قوله: "إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم وحسنه الألباني. والله تعالى يقول: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }الحجرات13 وقالت عائشة –رضي الله عنها- إن أبا حذيفة بن عتيبة بن ربيعة تبنى سالماً وأنكحه ابنة أخيه هند ابنة الوليد بن عتيبة وهو مولى لامرأة من الأنصار، رواه البخاري.

وأمر النبي – صلى الله عليه وسلم- فاطمة بنت قيس- أن تنكح أسامة بن زيد فنكحها بأمره، متفق عليه. وزوج أباه زيد بن حارثة عمته زينب بنت جحش.

أبها الإخوة المسلمون: كم تشكو بعض البيوت من وجود العوانس رغم أن الباب قد طرق مرات ومرات ولكن صُد الخاطب مرة ومرة حتى كف من بعدهم، فويل لمن كان سبباً في حرمان موليته من حقها الشرعي وفي تفويتها فرصة الزواج الذي هو عين مصلحتها.

وهذه قصة تحكي مدى المرارة والبؤس والعناء التي تكابده مثل تلك الفتيات التي وقعن في أيدي رجال لا يشعرون برحمة ولا يقيمون لرغباتها وأحاسيسها وزناً، فإن شابة في مستهل عمرها تعيش في أحضان أب متغطرس وقد بلغت سن الزواج وأخذ الخطاب يترددون عليها لخطبتها وهو يردهم حتى جاوزت سن الزواج المعتاد وفاتها قطار الخطاب ولما أصيبت بمرض وأصبحت تحتضر قالت لوالدها: يا أبت قل آمين، فظن الأب المغرور أنها ستدعو له بخير فقال: آمين، فقالت: قل آمين، فقال: آمين، فقالت: قل آمين، فقال: آمين، فقالت: حرمك الله الجنة كما حرمتني الزواج ثم لقطت أنفاسها وأسلمت روحها لخالقها.

فاتقوا الله أيها المسلمون وأيها الأولياء فلا تمنعوا من تزويج مولياتكم من أجل أهوائكم ورغباتكم الشخصية أو من أجل أطماعكم الدنيئة أو عدم مبالاتكم فإنهن أمانات في أعناقكم وقد استرعاكم

الله عليهن "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" وإن تضيق فرص الزواج علة خراب الديار، به يُقتل العفاف وتوأد الفضيلة، وهو طريق الفساد وهتك حجب الستر والصيانة، إنها سوءات وخبائث، لا تظهر إلا إذا افتعلت الحواجز وتنوعت العوائق أمام الراغبين من البنات والبنين.

وحق على أصحاب القدوة من الأمراء والوجهاء والعلماء والأغنياء وشيوخ القبائل والعشائر أن ينشروا في الناس خلق القناعة بما يسر الله ورزق، يرسموا ذلك بفعالهم قبل أقوالهم في تيسير أمور الزواج وتقليل المهور.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين فاستغفروه إنه هو التواب الرحيم....



الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ـ.

أما بعد:

أيها المسلمون: ولكي يكون الزواج أكثر توفيقاً فإن على أصحابه أن يتقوا الله فيه وأن يجعلوا الشرع المطهر حاكماً لأعمالهم وتصرفاتهم فيه، فما وافقه الشرع فعلوه وما خالفه تركوه واجتنبوه وإنه مالت إليه نفوس بعضهم واعتاد فعله كثيرمن الناس.

وهذه بعض المنكرات والمخالفات الشرعية التي يكثر حصولها في الأفراح فمنها الإسراف في المآكل والمشارب والملابس والله تعالى يقول: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ .... }الأعراف31 وفي الحديث: "كلوا واشربوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة "، وقد ذكر الله من صنف المؤمنين {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا ....}الفرقان67 {وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً }الإسراء26 فهناك إسراف في وليمة الزواج بشكل ملفت للنظر وقد قال عليه السلام لعبد الرحمن بن عوف" أولم ولو بشاة" فتكون الوليمة في حدود الحاجة بلا إسراف ولاتبذير، وهكذا الإسراف في الملابس ملابس الفرح التي ينفق عليها مئات بل الآلاف من الريالات التي لو صرفت على ستر عورة مسكين أو مسح دمعة يتيم أو مساواة أرملة لكان فيها خير كثير ومن المنكرات أيضاً ما ينتشر في الآونة الأخيرة من لبس بعض النساء هداهن الله الملابس العارية وشبة العارية مقلدة بذلك نساء الكفار أوالفاجرات التي تشاهدهن في أجهزة استقبال القنوات الفضائية ويجب على وليهن أن ينهاهن عن ذلك وأن يمنع نساءه من حضور مثل هذه الحفلات التي يكون فيها مثل هذا المنكر وقد قال عليه الصلاة والسلام: " صنفان من أهل النار لم أرهما: وذكر (نساء كاسيات عاريات رؤوسهم كأسنمة اليخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها) "، فاتقين الله يا نساء المسلمات وإياكن والتبرج والسفور واتقوا الله أيها الأولياء في منع نسائكم من ذلك.

ومن المنكرات أيضاً ما يحدث من اختلاط الرجال بالنساء في الأعراس سواء كان ذلك بدخول الزوج على زوجته أمام النساء أو بدخول أقاربه وأقارب الزوجة عند النساء ورؤيتهم للنساء، وقد حذر من ذلك الخطر العظيم الذي هو بداية لسلسلة من المعاصي والذنوب والآثام والكبائر فقال: "إياكم والدخول على النساء" فقال رجل: يا رسول الله أرأيت الحمو قال: " الحمو الموت" فاحذروا كل الحذر من هذا المنكر الخطير.

ومن المنكرات أيضاً الغناء وما يحصل معه من جلب آلات اللهو المحرم من المعازف ونحوها مع أن الإسلام أجاز للنساء في العرس إعلان النكاح بالضرب على الدف فقط وبالغناء المباح الذي ليس فيه وصف محرم وذكر فجور، وهو خاص للنساء دون الرجال فالرجال لا يجوز لهم ضرب الدف مطلقاً، بل هو للنساء في العرس وبكلام ليس فيه فحش ولا إيذاء ولا كلام ساقط. فأين هذا مع ما يقع في بعض الأفراح من استجلاب الفرق الغنائية من بعض المدن وما يحصل فيها من رفع الصوت بغناء النساء في مكبرات الصوت بمصاحبة الموسيقى والمعازف وربما حصل في ذلك تصوير بالفيديو ويسمع الرجال أصوات النساء وكل هذه أمور منكرة فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-:"ليكون أقوام.......... " والله تعالى يقول: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي .... }لقمان6 وإذا كان من الواجب إجابة الدعوة فإن ذلك بشروط بأن لا يحصل فيها منكر لايمكن تغييره فإن استطاع تغييره فيلزمه الحضور وينكر فإن لم يستطع فلا يجوز له الحضور ولا يجوز له أن يأذن لنسائه لحضور مثل هذه الحفلات لقوله تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي ....}النساء140 {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ .... }الأنعام68.

وما أحرى زواج تكون هذه بدايته أن يحظى بالفشل وعدم التوافق بين الزوجين حيث لم يتقوا ربهم وحيث خالفوا أمره وعصوه على بينة وبصيرة وأغضبوا الرحمن وأرضوا الشيطان فلم يؤلف الله بين قلوبهم جزاء وفاقاً وما ربك بظلام للعبيد.

فاتقوا الله أيها المسلمون وقابلوا نعمة عليكم بطاعته ومراقبته وخشيته في السر والعلن والقول والعمل.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى