لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

(سَيّد الأوس / سعد بن معاذ)  Empty (سَيّد الأوس / سعد بن معاذ) {الأربعاء 23 نوفمبر - 10:27}

الشيخ /صالح بن عبد الرحمن الخضيري
(سَيّد الأوس / سعد بن معاذ)

بسم الله الرحمن الرحيم

الخطبة الأولى

الحمد الله ثم الحمد لله حمداًَ كثيراً طيباً مباركاً فيه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له بيده الخير وهو على كل شيءٍ قدير ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله ، وخليله وأمينه أرسله بالهدى ودين الحق بشيراً ونذيراً ، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً صلى اله وسَلّم عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

هنيئاً لأهل التقوى لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، ذهبوا بشرف الدنيا ونعيم الأخرى ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) يونس62

إن من عاش مع الله طاب عيشه ، ومن عاش مع نفسه وهواه دامت حسرته وطال طيشه .

فما الفخر بمالٍ يغنى ، ولا بولدٍ وجسمٍ يبلى ، ولا بجاه يطوى ، ولا بشيءٍ من متاع الدنيا .

إِنما العيش أن لا يبقى منك جارحةٌ إلا وهي تجاذبك إلى طاعته وعبادته .

عباد الله : الناس في أشكالهم متقاربون ولكنهم في هممهم ومراتبهم متفاوتون قال تعالى ( انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً ) الإسراء21 ولنا اليومَ وفقهٌ مع رجل مَنَّ الله عليه بالإسلام ، وفضله على كثير من خلقه ، وشرّفه بصحبهٍ نبيه وأهان على يديه أعداء دينه ، ثم أكرمه بالشهادة في سبيله ساد قومه في الإسلام والجاهلية ، وشهد نبي الله ـ e ـ موته وشيعه إلى قبره أتدرون مَنَّ هذا السيد ؟.

إنه من اهتز لموته عرش الرحمن جل جلاله لعلكم عرفتموه .

نعم وكيف لا يعرف ( أبو عمرو ) سعد بن معاذ بن النعمان الأنصاري الأشهلي .

سعد بن معاذ سيد قبيلة الأوس الذي قال فيه رسول الله ـ e ـ لما حكم سعد في يهود الغدر والخيانة ( لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات ) ولما جاء إلى مقر الحكم قال رسول الله ـ e ـ : قوموا إلى سيدكم .

تلك المكارم ـ يا عباد ا لله ـ وهذا الفخر يا مسلمون .

عباد الله : أَمَّا إسلام سعد بن معاذ ـ t ـ فأسلم في المدينة بين بيعه العقبة الأولى والثانية على يد الشاب الصالح والداعية المهاجر مصعب بن عمير ـ t ـ ليدعو إلى الإسلام ويعلم المسلمين القرآن فاستجاب له أناس ونفع الله به وسمع به سعد بن معاذ ووشى جماعة بمصعب وقالوا لسعد بن معاذ إنه قدم شاب من مكة يغيرّ دين الناس ويسب الآلهة ويدخل دياركم بغير إذن عندها غضب سعد وأخذ خربته ومضى على هذا الرجل ورآه مصعب وكان عاقلاً حليماً فقال لسعد : أيها الرجل أو تجلس فتسمع فإن أعجبك ما أقول فذاك وإلاّ كففنا عنك ما تكره فقال : سعد لقد أنصفت فجلس فقرأ عليه مصعب القرآن ودعاه إلى الإسلام فأسلم وشهد شهادة الحق واغتسل ثم انطلق إلى قومه يحمل هَمَّ الإسلام والدعوةَ إليه يحدوه ما جاء في كتاب الله (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ )الشعراء214فجاء وهم مجتمعون ـ وهو ا لسيد المطاع فيهم فقال : كيف أنا فيكم ؟

قال : أفضلنا وأصدقنا وأكرمنا قال : فإن كلام رجالكم ونسائكم عليَّ حرامٌ حتى تؤمنوا بالله ورسوله ـ e ـ فما أمسى في ذلك اليوم إلا وقومه على الإسلام سرت في عروقه قضيه الولاء والبراء وأخذ دين الله بقوة فلا تمييع للدين بل بيانٌ للحق ونطقٌ بالصدق ودعوةٌ إلى دين الله لذا كان من أعظم الناس بركة في الإسلام .

جاء في مسند أحمد ( 1/400 ) وصحيح البخاري ( 3632 ) عن أبن مسعود قال : أنطلق سعد بن معاذ معتمراً فنزل على أمية بن خَلَف وكان أمية إذا انطلق إلى الشام يمر بالمدينة فينزل على سعد فقال له أمية : انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس طُفتَ فبينما سعد يطوف إذا أتاه أبو جهل فقال : من الذي يطوفُ آمناً ؟ قال أنا سعد فقال أتطوف آمناً وقد آويتم محمداً وأصحابه ؟.

قال : نعم فتلاحيا وتنازعا فقال أمية : يا سعد لا ترفع صوتك على أبي الحكم فإنه سيدُ أهل الوادي فقال : سعد : والله لو منعتني لقطعتُ عليك متجَرك بالشام قال : فجعل أميةُ يقول : لا ترفع صوتك فغضب سعد وقال : يا أمية دعنا منك فإني سمعت محمداً ـ e ـ يقول : أنه قاتُلك قال إياي ؟ قال : نعم قال : والله ما يكذب محمد إذا حدّث " .. الحديث .

إلى أن قتله الله مع من قُتل يوم بدر تأبي عزة المسلم وإيمانه أن يخضع أو يخنع لغير الحق .

أيها المسلمون : وافق ظاهر سعد باطنه فسعد كان رجلاً أبيض طوالاً جميلاً حسنَ اللحية حسنَ الوجه والعينين إما باطنه فمؤمنٌ طاهر القلب خاشعٌ لربه مجاهدٌ في سبيله محب لله ولرسوله فَطِنَ لآخرته أشدَّ مما يفطن ا لواحد منا لدنياه .

أستمع إلى سعد بن معاذ وهو يقول :

ثلاثٌ أنا فيهنَّ رجلٌ قوي ـ يعني كما ينبغي ـ وما سوى ذلك فأنا رجلٌ من الناس : -

الأول : ما سمعت من رسول الله ـ e ـ حديثاً قط إلا علمتُ أنه حقٌ من الله .

الثانية : ما كنت في صلاةٍ قط فشَغَلْتُ نفسي بغيرها حتى أقضيها .

الثالث : ما كنتُ في جنازةٍ قط فحدّثتُ نفسي بغير ما تقول ويقال لها حتى انصرف عنها عَقّب على هذه الخصال سعيدُ بن المسيب فقال : " هذه الخصال ما كنتُ أحسبُها إلا في نبي ".

رحم الله سعد بن معاذ فلقد كان مؤمناً حقاً ، يعظّم نصوص الوحيين ، ولا يقدم على كلام الله وكلام رسوله قولَ أحدٍ ، فماذا فعل دعاة العقلانية ، بنصوص الشريعة الإسلامية تفرّقت أهواؤهم ، وضعف إيمانهم ولا يؤمن عبدٌ حق الإيمان حتى يكون هواه تبعاً لما جاء في الكتاب والسنة .

وسعد أيضاً خاشعٌ في صلاته ، ما كنتٌ في صلاةٍ قط ـ حتى النوافل ـ فشغلتُ نفسي بغيرها حتى أقضيها .

الله أكبر (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ .الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ )المؤمنون1-2

ولقد ذهب الخشوع وذهب معه أهله إلا من رحم الله كما جاء .

أن أول من يرفع من هذه الأمة الخشوع .

أيها المسلمون : وتأتي غزوة بدرٍ أول غزوة بين المسلمين والمشركين ويستشير رسول الله ـ e ـ الناس فيتكلم أبو بكر وعمر ولكن رسول الله ـ e ـ يريد الأنصار .

وعندها قام سعد بن معاذ فقال :-

إيانا تريد ـ يا رسول الله ـ والله نفسي بيده لو أمرتنا أن نخوض البحر لخضناه معك ولعلك تخشى أن تكون الأنصار ترى عليها أن لا ينصروك إلا في ديارهم وإني أقول عن الأنصار وأجيب عنهم ـ ولعلك ـ يا رسول الله ـ خرجتَ لأمر فأحدث الله غيره ، فأمض لما شئت ، وصل حيال ما شئت ، وأقطع حبال من شئت ، وسالم من شئت ، وأعطنا ما شئت ، وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت ، وما أمرتَ به من أمر فأمرنا تبع لأمرك لئن سرت حتى تأتي برك الغماد من ذي يمن لسرنا معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا وإنا لصُبُر في الحرب صُدق عند اللقاء فلعلَ الله أن يريك منا ما تقر به عينك فسر على بركة الله .

فَسُرَّ رسول الله ـ e ـ بقول سعد ونَشّطه ثم قال :( سيروا وأبشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين ، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم ) .

ويقول أبن الأثير ( 2/316 ) في ترجمة سعد بن معاذ : ومقاماته في الإسلام مشهودة كبيرة ولو لم يكن له إلا يوم بدر .. وكفى فخراً دع ما سواه ... )

وشهد سعد بن معاذ ـ t ـ غزوة أحد فأبلى بلاءً حسناً واستمر إيمانه في ازدياد ـ وهكذا المؤمن ـ كلُ يوم يزداد خيراً فجاءت غزوة الخندق " الأحزاب " حيث اجتمعت قريش وغطفان وقبائل أخرى مع يهود المدينة ومنافقيها ضدّ رسول الله ـ e ـ والمؤمنين لكن الله فرّق جموعهم وأبطل كيدهم وقذف في قلوبهم الرعب وأرسل عليهم ريحاً شديدة (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً )الأحزاب25وخرج سعد بن معاذ مع رسول الله ـe ـ وعليه درعٌ مقلّصه قد خرجت منه ذراعه كلها وفي يده حربة وهو يرتجز قائلاً :

" بِّثْ قليلاً يشهد الهيجا حَمَلْ لا بأس بالموتِ إذا حان الأجَلْ "

يعني حَمَلَ بن بدر وهناك رماه كافر يقال له ابن العَرِقَة بسهم فقطع منه الأكحل وهو عرق في الذراع فلما أصابه قال : خذها مني وأنا أبن العَرِقَة فقال : سعد : عرق الله وجهك في النار اللهم إن كنت أبقيتَ من حرب قريش شيئاً فأبقني لها ، فإنه لا قومَ أحبَّ إليَّ أن أجاهد من قوم آذوا رسولك وكذبوه وأخرجوه وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعله لي شهادة ولا تمتني حتى تقرّ عيني من بني قريظة " فعاش بعد ذلك شهراً ثم انتقض فمات منه رمي سعد وتفجّر الدم من وريده كوى رسول الله ـ e ـ جرحه فتوقف الدم .

يحمل السيد الكبير سعد بن معاذ إلى مسجد رسول الله ـ e ـ وينصب له فيه خيمة ليتم علاجه وليزوره رسول الله ـ e ـ من قرب ، ويرجع رسول الله ـ e ـ وأصحابه من غزوة الأحزاب ويصنعون السلاح ويأتي جبريل قائلاً : يا رسول الله أوضعتَ السلاح والله ما وضعت الملائكة السلاح انطلق إلى بني قريظة فإني مزلزلٌ بهم ويخرج المسلمون مع نبيهم إلى يهود الخيانة والغدر ، الذين نقضوا العهود ومزقوا ما بينهم وبين رسول الهدى من اتفاقيات فشفع فيهم الأوس فقال رسول الله ـ e ـ ألا ترضون أن يحكم فيكم رجلٌ منكم قالوا : بلى فقال رسول الله ـ e ـ ( ذاك إلى سعد بن معاذ ) فأرسل إليه فحُمِلَ على حمار فجاؤوا به فقال رسول الله ـ e ـ قوموا إلى سيدكم فأنزلوه فقال له : أحكم فيهم

فقال سعد : إني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وأن تسبى ذراريهم وأن تقسم أموالهم ، فطق سَعدٌ فوفِّق ، وحكم فلم تأخذه في الله لومة لائم فبنو قريظة وإن كان مواليه إِلاَّ أنهم نقضوا العهد وتحالفوا مع المشركين ضد المسلمين ولهذا لما حكم سعد بهذا الحكم صُدّق من الملاء الأعلى وبتوقيعٍ من المصطفى ـ e ـ حيث قال :

" لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات " ثم نُفّذ الحكم فحفر لهم في الأرض وكانوا أربعَ مئة فضربت أعناق خونة يهود فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين .

الخطبة الثانية

الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونؤمنُ به ونتوكل عليه ، له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً .. وبعد .

فحين حكم سعد في يهود بني قريظة واستجاب الله دعائه لّما قال :

" اللهم لا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة "ورجع إلى خيمته وما هي إلا ليالٍ معدودة وهذا السيد البطل ينتظر الشهادة بسبب جرحه الذي في يده وكان النبي ـ e ـ عنده فقال له : " جزاك الله خيراً من سيّد قوم فلقد انجزت ما وعدته ولينجزنك الله ما وعدك " ( رجاله ثقات السير 1/288 ) .

تقول عائشة ـ رضي الله عنها ـ فحضره رسول الله ـ e ـ وأبو بكر وعمر قالت : فو الذي نفسُ محمدٍ بيده إني لأعرف بكاء أبي بكر من بكاء عمر وأنا في حجرتي وكانوا كما قال الله (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً )الفتح29مات سعد بن معاد وعمره سبعٌ وثلاثون سنةَ فقط وساد قومه واهتز عرش الرحمن ـ جل وعز ـ لموته وهذا هو الإعلان الأول أن قال رسول الله ـ e ـ كما في صحيح البخاري ومسلم لقد أهتز عرش الله عز وجل لموت سعد بن معاذ قال الذهبي ( وقد تواتر قول النبي ـ e ـ أن العرشَ اهتزَّ لموت سعدٍ فرحاً به " وما أهتزَّ عرش الله من موتِ هالكٍ سمعنا به إلا لسعدٍ أبي عمرو لقد جَعَلَ رسول الله ـ e ـ رأس سعدٍ في حجره وقال : اللهم إن سعداً قد جاهد في سبيلك وصدّق رسولك وقضى الذي عليه فاقبل روحه بخير ما تقبلت به الأرواح .

ما أكرم الله به هذا الرجل ما جاء في الصحيحين وغيرهما عن البراء أن النبي ـ e ـ أتى بثوب حرير فجعلوا يعجبون من حسنه ولينه فقال : لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أفضل أو خير منها وحمل سعدٌ إلى مقبرة البقيع وصَلّى عليه إمام المتقين ورسول الله العالمين وأصحابه والأكرمين ومشى أمام جنازته ، ونزل في قبره وتأثّر المسلمون أيضاً لفقده

لقول عائشة ـ رضي الله عنها ـ : ما كان أحداً أشد فقداً على المسلمين بعد رسول الله ـ e ـ وصاحبيه أو أحدهما من سعد .

وعن جابر قال : ( جاء جبريل إلى رسول الله ـ e ـ فقال : من هذا العبد الصالح الذي مات ؟ فتحت له أبواب السماء وتحرك له العرش ... ) .

وعند النسائي وأبن سعد :( أن النبي ـ e ـ قال : هذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش وفتحت أبواب السماء وشهده سبعون ألفاً من الملائكة لم ينزلوا إلى الأرض قبلَ ذلك ، لقد ضُمَّ ضمة ثم أفرج عنه ) ( السير 1/295 ).

وعن عائشة عن النبي ـ e ـ قال :( إن للقبر ضغطةً لو كان أحدٌ ناجياً منها نجا منها سعد بن معاذ ) ( أحمد ـ أسناده قوي قاله الذهبي ) .

قال الذهبي : هذه الضمة ليست من عذاب القبر في شيء بل هو أمر يجده المؤمن كما يجد ألم فقد ولده وحميمة في الدنيا فهذا ونحوه ينال العبد .

أيها المسلمون :

هذا سعد بن معاذ فلم وَصِلَ إلى ما وصل إليه إنه توفيق الله له وفضلُهُ عليه .

إنه إيمانه الصادق وبذله لنفسه في سبيل الله ومحبتُهُ لله ولرسوله عمره في الإسلام سبع سنوات فقط كلها ولاءٌ لله ولرسوله ، هذه والله هي المفاخر، وهذا هو العز الباقي ، والشرف الرفيع( يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )البقرة105

ما نال سعد هذه المكانة بحياة اللهو والترف ولا بغناء والطرب ، ولا بالملاهي والسهرات ، وحشو البطون بأنواع المأكولات ، وتضييع الجمع والجماعات كلا فأين المستجيبون لله ولرسوله ؟ وأين الساعون لمجدٍ عريق ، في جنةٍ طابت وطاب نعيمها ؟ يا قومنا أجيبوا داعي الله وأسألوا ربكم الثبات ؟.

رضي الله عن سعد وجمعنا به في الفردوس الأعلى ووالدينا وأزواجنا وذرياتنا ورضي الله عن الصحابة أجمعين ، وألعن الله من لعنهم ، وقاتل الله من أبغضهم ونسأل الله أن يحشرنا في زمرتهم مع نبينا محمد .

اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر .
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى