لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

صنائع المعروف  Empty صنائع المعروف {الجمعة 25 نوفمبر - 20:10}

الشيخ / محمد بن علي السعوي
صنائع المعروف


الحمد لله الذي أمر بقول المعروف وفعل الخير وعمل الصالحات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جعل الحسنات مذهبةً للسيئات،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي بين أن عمل المعروف يعتبر من سائر الصدقات صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ذوي المكارم والمروءات، وعلى من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما . أما بعد

فيا أيها المسلمون اتقوا الله تعالى وافعلوا الخير لعلكم تفلحون .

معشر المسلمين : حديثي إليكم عن فضل المعروف ومجالاته المتنوعة .

أيها المسلمون : لقد وصف الله تعالى المؤمنين والمؤمنات بأنهم يأمرون بالمعروف، بينما وصف المنافقين والمنافقات بأنهم ينهون عن المعروف . والمعروف اسم جامع لكل خير من عمل رشيد أو قول سديد .

أيها المسلمون : لقد أمر الله تعالى أن تكون معاشرة الزوجة بالمعروف قال تعالى مخاطباً الأزواج : ((وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)) (النساء : 19).

والمعاشرة بالمعروف تكون بطيب المقالة وحسن المعاملة فإن ذلك أهدأُ للنفس وأهنأُ للعيش .

وأمر سبحانه أن يكون الإمساك بمعروف والمفارقة بمعروف قال تعالى :((فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ)) (الطلاق : 2) .

قال ابن كثير رحمه الله : إذا بلغت المعتدات أجلهن أي شارفن على انقضاء العدة وقاربن ذلك ولكن لم تفرغ العدة الكلية فحينئذ إما أن يعزم الزوج على إمساكها وهو رجعتها إلى عصمة نكاحه والاستمرار بها على ما كانت عليه (بمعروف) أي محسنا إليها في صحبتها ، وإما أن يعزم على مفارقتها

(بمعروف) أي من غير مقابحة ولا مشاتمة ولا تعنيف بل يطلقها على وجهٍ جميل وسبيل حسن [1].

جاء في الحديث : ((صنائع المعروف تقي مصارع السوء وصدقة السر تطفئ غضب الرب )) [2]رواه الطبراني وغيره .

وفي رواية للترمذي : ((إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء)) [3]

وصنائع المعروف هي الإحسان إلى عباد الله بعمل المعروف من قرض حسن أو بر أو هدية أو صدقة أو إعانة على قضاء حاجة من شفاعة أو تحمل دين أو بعضه أو غير ذلك من سبل الإحسان قال تعالى : ((هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاّ الإِحْسَانُ )) (الرحمن : 60). فأحسنوا أيها المسلمون ولا تحقروا من المعروف شيئا((إِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)) (التوبة : 120) .

قال معاوية رضي الله عنه يحث ابنه على عمل المعروف : يابني اتخذ المعروف منالاً عند ذوي الأحساب تشتمل به مودتهم وتعظم في أعينهم وتكف به عاديتهم ، وإياك والمنع فإنه ضد المعروف [4]

وقد قيل :

ولم أر كالمعروف أما مذاقه فحلو وأما وجهه فجميل .

وقيل :

إن صاحب المعروف لا يقع فإذا وقع أصاب متكئاً .

وقال العباس رضي الله عنه : لا يتم المعروف إلا بثلاث خصال : بتعجيله وتصغيره وستره .

وليحذر المسلم من المن والأذى قال تعالى : ((قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى)) ( البقرة : 263) .

سمع ابن سيرين رحمه الله رجلا يقول لرجل : فعلت إليك وفعلت ، فقال له : اسكت فلا خير في المعروف إذا أحصي .

فالامتنان بالمعروف يبطل الشكر ويمحق الأجر .

أيها المسلمون : ومجالات المعروف كثيرة منها التنفيس عن المؤمنين المكروبين والتيسير على المعسرين وقضاء حوائج المحتاجين .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ )) رواه مسلم [5].

وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللَّهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ أَوْ يَضَعْ عَنْهُ)) رواه مسلم [6]

أيها المسلمون: ومن أعمال المعروف: السلام على من عرفت ومن لم تعرف من المسلمين وكذلك رد السلام، وتشميت العاطس ، وعيادة المريض وتعزية المصاب ، والتزاور في الله، والنصح لكل مسلم، وإرشاد الضال وتعليم الجاهل ، والدلالة على الخير، والتفسح في المجالس ، وإفساح الطريق ليفوت أخوك بسيارته، والكلمة الطيبة، وكفالة اليتيم ، والسعي على الأرملة والمسكين، وقضاء الدين عن المدين، والستر على المسلم والذب عن عرضه وإقالة عثرته وإدخال السرور عليه وإذهاب همه وغمه، وصلة الرحم، والعدل بين الاثنين المتشاحنين، وإعانة العاجز والأخرق، وإسعاف المنقطع ، وإعانة المحتاج ، وتبسمك في وجه أمك وأبيك وأختك وأخيك وزوجتك وقرابتك وجارك وصاحبك .

أيها المسلمون : كل هذه الأعمال وما هو أكثر منها أو أقل تعتبر من المعروف وهي من الصدقات وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((كل معروف صدقة)) أخرجه البخاري ومسلم عن حذيفة وجابر رضي الله عنهما[7].

وعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :((لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ)) رواه مسلم [8] .

أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من أهل المعروف في الدنيا والآخرة .

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا .

أما بعد فيا أيها المسلمون : اتقوا الله تعالى وأحسنوا إن الله يحب المحسنين واشكروا الله إن كنتم إياه تعبدون .

معشر المسلمين : من صُنع إليه معروفا فليكن من المكافئين الشاكرين .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((لاَ يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لاَ يَشْكُرُ النَّاسَ)) رواه أبو داود [9]

أي إذا كان الإنسان يكفر المعروف ولا يشكر الإحسان فإنه لا يكون شاكرا لله وقد قال صلى الله عليه وسلم : ((وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ)) رواه أبو داود[10].

وقال صلى الله عليه وسلم : ((مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ )) رواه الترمذي [11].

وقيل لسعيد بن جبير رحمه الله : المجوسي يوليني خيرا أفأشكره قال : نعم [12].

وقال بعضهم شاكرا لمعروف أسدي إليه :
لو كنت أعرف فوق الشكر منزلةً *** أعلى من الشكر عند الله في الثمنِ

إذاً منحتُكَها مني مهندةً *** شكراً على صُنعِ ما أوليتَ من حَسَنِ [13]

أيها المسلمون : أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة .
ورد في الحديث الذي رواه قبيصة بن برمة الأسدي : (( أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة : إن الله ليبعث المعروف يوم القيامة في صورة الرجل المسلم فيأتي صاحبه إذا انشق عنه القبر فيمسح عن وجهه التراب ويقول ابشر يا ولي الله بأمان الله وكرامته لا يهولنك ما ترى من أهوال يوم القيامة فلا يزال يقول له احذر هذا واتق هذا يسكن بذلك روعه حتى يجاوز به الصراط فإذا جاوز به الصراط عَدَّلَ وليَّ الله إلى منازله في الجنة ثم ينثني عنه المعروف فيتعلق به فيقول يا عبد الله من أنت ؟ خذلني الخلائق في أهوال القيامة غيرُك فمن أنت ؟ فيقول أما تعرفني ؟ فيقول لا فيقول أنا المعروف الذي عملته في الدنيا بعثني الله خلقا لأجازيك به يوم القيامة )) . رواه البخاري في الأدب المفرد [14]والبيهقي في السنة .

عباد الله إن الله وملائكته يصلون على النبي .

[1] تفسير القرآن العظيم 4 / 405 .

[2] رواه الطبراني وغيره .

[3] الجامع الصحيح ، كتاب الزكاة ، باب ما جاء في فضل الصدقة 3 / 52 برقم 664 .

[4] بهجة المجالس 306 .

[5] صحيح مسلم ، كتاب الذكر والدعاء ، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن 4/ 2074 برقم 2699 .

[6] صحيح مسلم ، كتاب المساقاة ، باب فضل إنظار المعسر 3 / 1196 برقم 1563 .

[7] صحيح البخاري ، كتاب الأدب ، باب كل معروف صدقة 7 / 79 وفتح الباري 10 / 447 برقم 6021 وصحيح مسلم ، كتاب الزكاة ، باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف 2 / 697 برقم 1005 .

[8] صحيح مسلم ، كتاب البر والصلة والآداب ، باب استحباب طلاقة الوجه عند اللقاء 4 / 2026 برقم 2626 .

[9] معالم السنن ، كتاب الأدب ، باب شكر المعروف 4 / 113 . وعون المعبود 13 / 165 برقم 4790 .

[10] عون المعبود ، كتاب الزكاة ، باب عطية من سأل بالله عز وجل 5 / 89 برقم 1656 .

[11] الجامع الصحيح ، كتاب البر والصلة ، باب ما جاء في المتشبع بما لم يعطه 4 / 380 برقم 2035 .

[12] بهجة المجالس 312 .

[13] بهجة المجالس 311 .

[14] قال الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد : صحيح موقوفا وصحيح لغيره مرفوعا .
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى