مسلم
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
د. رياض بن محمد المسيميري
مفاهيم يجب أن تصحح
إنَّ الحمدَ لِله نحمدهُ ونستعينهُ, ونستغفرهُ, ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا, ومن سيِّئاتِ أعمالِنا, منْ يَهدهِ اللهُ فلا مُضلَ لـهُ, ومنْ يُضلل فلا هاديَ لـه. وأشهدُ أنَّ لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ لـه, وأشهدُ أنَّ محمداً عبدهُ ورسوله. (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَـمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) (آل عمران:102). (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)) (النساء:1). (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)) (الأحزاب:70-71).
أما بعدُ : فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله, وخيرُ الهدي هديُ محمدٍ r وشرُّ الأمورِ مـُحدثاتُها, وكل محدثةٍ بدعة, وكلَّ بدعةٍ ضلالة, وكلَّ ضلالةٍ في النار
فإن من جملةِ ما ابتلي به المسلمون في عصورِهم المتأخرة ,أنْ انقلبتْ مجموعةٌ من المفاهيم , وتأرجحتْ كثيرٌ من الموازين في حياتهم ,وخاضتْ طائفةٌ من النكرات في شرحِ قضايا لا يفقهونها , وتقرير حقائقَ لا يفهمونها ,ومن هنا كان لزاماً محاولةُ بثِ الوعي في الأمةِ من جديد, وتصحيحِ المفاهيم الخاطئة ,وتقويمِ المعاييرِ المنكوسة , وكان لزاماً إعادةُ الأمور إلى نصابهِا , ووضعُ النقاطِ على الحروفِ , بكل صراحةٍ ووضوح .
فمن المفاهيم التي يجبُ أن تصحح , مفهومُ الحكمة : ذلك المفهومُ العظيم الذي أصبح أضحوكةً لدى البعض, يدندنون حوله ليل نهار , ويضعونَ منه عقبة كأُود ضد كلِّ محاولةٍ للإصلاحِ, أوالتغيير ,واتُخِذ شماعةً لدى آخرين, يعلقونَ عليها عجزَهم وخورَهم, وأعجبُ من هذا وذاك أن أصبحَ الكثيرون لا يكادونَ يسمونَ بالحكمة, إلا من بلغَ الستينَ أو السبعينَ من عمره, ولو كان جاهلا مغفلا, ولو أنصف أولئك, لوجدوا أن الحكمةَ في مفهومِها الشرعي الصحيح , هي وضعُ الشيءِ في موضعهِ, فاللينُ في موضعهِ, والحزمُ في موضعه ,والكلامُ في موضعهِ, والصمتُ في موضعهِ, والثناءُ في موضعه, والذمُ في موضعهِ, ولو تأملنا سيرةَ سيدِ البشرية, ورسولهِا الحكيم r ,وسيرةَ سلفنِا الصالح لعلمنَا مقدارَ الجناية التي يجنيها البعض على ذلك المعنى الكبير,فالحكمة هي التي جعلتُه r يلجأُ إلى الدعوةِ السرية, طيلةَ ثلاثِ سنينَ في مكة, إبقاءً على مبدأِ الكتمان الضروري جداً لمصلحةِ الدعوةِ الناشئة, وحمايةً لها من جبابرةِ قريشٍ وأمثالهِم , المتربصينَ بكلِّ دعوةٍ مخلصة , ثم لما أعزَّ اللهُ الدين بإسلامِ حمزةَ, وعمر رضي الله عنهما, وقويتْ شوكةُ المسلمين , كانت الحكمةُ بعد ذلك هي إعلانَ الدعوة , وإنذار البشرية عاقبةَ يوم تتقلب فيه القلوبُ والأبصار , ولم يكنْ من التهورِ في شيءٍ ,أن يصعدَ الرسولُ r فوقَ الصفا بكل شجاعةٍ, وإقدام, ينادي القبائلَ قبيلةً قبيلة ,إني نذيرٌ لكم بين يدي عذابٍ شديد , ولقد كان الرفق واللين هو عينَ الحكمة في تعاملهِ عليه الصلاة والسلام مع أعرابيٍ جهول , قام في طائفةِ المسجدِ يبول غير مراعٍ لحرمتها , أو مقدراً لقداستها , فيدعوه r ويخاطبُه بكلِ عطفٍ وإشفاق , إن هذه المساجد لا تصلحُ لشيءٍ من هذا البولِ والقذر , إنما هي لذكرِ الله, والصلاةِ, وقراءةِ القرآن , فيأخذُ هذا القولُ الحنون بمجامعِ قلبِ ذلك الأعرابي المسكين ,الذي لم يتمالكْ نفسَه حتى رفعَ يديه إلى السماءِ, اللهم ارحمني ومحمداً ,ولا ترحمْ معنا أحداً , ثم تأمل رحمك الله ، كيف تكونُ الشدةُ والحزم هي عينَ الحكمة , في موقفهِ r من أسامةَ بنَ زيد حين اجترأ في الشفاعة لامرأةٍ مخزومية سرقتْ يومَ الفتح, فيتلونُ وجهُه r , وينتفضُ انتفاضَة الأسد , ويقومُ في الناسِ خطيباً ,(( أيها الناس ، إنما أهلكَ الذين من قبلِكم , أنهم إذا سرق فيهم الشريفُ تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيفُ أقاموا عليه الحد ، وأيمُ الله ! لو أن فاطمةَ بنتَ محمدٍ سرقتْ لقطعتُ يدَّها ))([1]).
هذه مواقفهُ r ، فلماذا ينظرونَ إليها بعينٍ واحدة ؟! ألا إنها لا تعمى الأبصار ، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور , وأما أصحابهُ الكرام فقد كانوا على خطى نبيِهم , آيةً في الحكمة, والرأيِ السديد, هذا أبو بكر رضي الله عنه الذي عُرفَ برقةِ قلبه, ورهافةِ شعوره, وكثرةِ بكائِه من خشيةِ الله, يقفُ موقفَه الصلب يومَ الردة , ويعزمُ على حربِ الناكثين على أعقابِهم , المرتدينَ على أدبارهم ، ويأخذُ بلحية صاحبه عمر , يصرخُ بهِ قائلاً , يا ابنَ الخطاب أجباراً في الجاهلية , خورا في الإسلام , والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه لرسول الله , لقاتلتهم عليه !!
هكذا تكونُ الحكمةُ , وهكذا تواجهُ الفتن , وهكذا يكونُ الرجال .
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جريرُ المجامع
وهذا الحسن البصري - رحمه الله - لا يجدُ في نفسهِ غضاضةً , ولا في صدرهِ حرجاَ, أن يصدعَ بالحق , ويناصحَ وليَّ أمرهِ بكلِ أمانةٍ وإخلاص, من غيرِ مداهنةٍ, أو مجاملة وتلك عينُ الحكمة لو كانوا يفقهون , أرسلَ إليه عمرُ بنُ هبيرة, أمير العراق في زمانهِ , أيها الإمام : إن أمير المؤمنين يزيدَ بنَ عبد الملك يُنفذُ كتباً, أعرفُ أن في إنفاِذها الهلكة, فماذا أصنع ؟! فقال له الحسن من غير تملقٍ, أو نفاق, يا عمرُ بنُ هبيرة : يوشكُ أن ينزلَ بكَ ملكٌ من ملائكةِ الله , فظٌ غليظ لا يعصي الله ما أمره , فيخرجُك من سعةِ قصرِك إلى ضيقِ قبركِ , يا عمرُ بنُ هبيرة إن تتق الله ، يعصمكُ من يزيد ,ولا يعصمكُ يزيدٌ من الله , يا عمرُ بنُ هبيرة ,إني أخوفُك مقاماً خوفك اللهُ تعالى فقال : ((ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ)) يا عمر ، إن تكُ مع الله في طاعتهِ كفاكَ بائقةَ يزيد , وإن تكُ مع يزيد في معصيةِ الله , وكلَكَ اللهُ إليه , فبكى عمرُ بنُ هبيرة وقام بعبرته,
فتأمل أخي المسلم : تلك المواقفَ الخالدة , ثم انظر في أحوال الناسِ اليوم, كم يجنون على الحكمةِ, حينَ يجعلونَها سذاجةً وغفلة, وضعفا وخنوعاً ودردشةً وتميعا, كبرتْ كلمةً تخرجُ من أفواههِم, إن يقولون إلا كذبا ,
ومن المفاهيمِ التي يجبُ أن تصحح : مفهومُ الفتنة, والفتنةُ نائمةٌ لعنَ اللهُ من أيقظها, وللفتنةِ معانٍ متعددة ، لكننا نقصرُ الحديثَ عن الفتنة التي يتكررُ الحديثُ حولَها, ونتفقُ جميعاً في التحذيرِ منها, والتنديدِ بخطرها, وهي فتنةُ اختلالِ النظام, وشيوعِ الفوضى, وكثرةِ الهرجِ والمرج , بيد أن هذه الفتنة لا يشعلُ فتيلَها ,ولا يذكي نارَها ,إلا الحاقدون الأشرار,والسفهاءُ الفجار, الحاسدون للأمةِ أمنَها وإيمانها, وهذه الفتنةُ تحدث حين يكتفى بالقرآنِ الكريم مركوناً داخلَ الأدراج مغيباً من الحياة, معطلاً من الحكم, مكبلاً بالأغلال, لا يقوى العالمين بهِ أن يسردوا آياتهِ , ويشرحوا عباراته , ويجلوا حقائقه, وينزلوه مواقعه, حينها تحدث الفتنة التي حذر الله منها بقوله : ((وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ )) وحذر منها القرآن بقوله : ((وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَك)) .
وتحدث الفتنة حين تغيبُ السنة الشريفة عن واقع الناسِ وحياتهِم , فيوصدُ البابُ دونَها, وتحاكُ المؤامراتُ حولها, فيؤخذُ منها فتاوىً تخصُ الحيضَ والنفاس , والعتقَ والطلاق, وتبطلُ أبوابٌ بأكملها, وتعلقُ فصولٌ بتمامها, حينها تحدث الفتنة التي حذر القرآن منها بقول الله تعالى : ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) .
وتحدث الفتنة ,حين يعطلُ الجهادُ في سيبلِ الله , فيستأسدُ الكفار, من يهودٍ ونصارى ومنافقين, فيهددون ثغورَ الإسلام, وينهبون ثرواتِ المسلمين, ويعبثونَ بعقائدِهم, ويستبيحونَ بيضتَهم, ولذا يقول العليم الخبير : ((وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّه )) .
وتحدث الفتنة حين تعطل الحدود , فينشط المجرمونَ والقتلة, يسفكون دماءَ الناس, ويستبيحونَ أعراضَهم, ويسطون على منازلهم وحرما تِهم ,
وتحدثُ الفتنة حين يلهو الشبابُ بالكرةِ والفنِ والرياضة, وتشتغلُ الجماهير بالانتصاراتِ الفارغة, والوقائعِ السخيفة, وتغفل عن سرِّ نهضتها, ومبعثِ عزتِها, وأساسِ قوتها .
وتحدثُ الفتنة : حين تخرجُ المرأةُ المسلمة متهتكةً متبرجة, تلاحقُها الأعينُ الجائعة, وتطاردُها الذئابُ الضارية, فتنهكُ الأعراض, وتنشأ العدوات, وتؤججُ الثارات, وتسفكُ الدماء, أمَّا حين تفقهُ الأمةُ في دينِها ,وتُحفظُ في عقيدتِها , وتُصانُ في أخلاقِها , فلا تحدثُ الفتنة, وحين تبصرُ الأمة بعيوبها, وتنبهُ إلى أخطائِها, وتجلى مواضعُ الخللِ في حياتِها, ليسددَ العيبْ, ويصححَ الخطأ, ويقومَ العوج فلا تحدثُ الفتنة , وحين تنبه الأمةُ إلى كيدِ أعدائِها, وشدِة مكرهِم ,وقوةِ بأسهِم , وتكشفُ مخططاتُهم , وتفضحُ مؤامراتهُم ، لتعدَّ العدة لمواجهتِهم , وتهيأَ النفوسُ لمقاومتِهم, وتعقدُ الراياتُ لحربهم, فلا تحدثُ الفتنة .
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم, ونفعني وأيَّا كم بالذكرِ الحكيم, واستغفر الله لي ولكم إنَّهُ هو الغفورُ الرحيم..
الخطبة الثانية
الحمد لله يُعطي ويمنع, ويخفضُ ويرفع, ويضرُ وينفع, ألا إلى اللهِ تصيرُ الأمور. وأُصلي وأسلمُ على الرحمةِ المهداة, والنعمةِ المُسداة, وعلى آلهِ وأصحابه والتابعين,
أمَّا بعدُ:
أيها الأخوة في الله :
فمن المفاهيم التي يجبُ أن تصححَ كذلك, مفهومُ الحرية والحريةُ تعبيرٌ يدغدغُ العواطف, ويحركُ الشعور, ويداعبُ الخيال, لكنْ ما الحريةُ التي يفهمُها الكثيرون, ويتمناهَا الأكثر ون ؟ إنهم يفهمونَ الحرية, أن تفعلَ ما تشاء, وتقولَ ما تشاء, في أي وقتٍ تشاء, فباسمِ حريةِ الفكرِ والتعبير, يعتلى الزنادقةُ المنابرَ, يهزؤون بشعائرِ الإسلام, ويتهمونَه بالتخلفِ والرجعية, ويتنقصونَ علمائَه ودعاتِه, وباسم حريةِ الفكرِ والتعبير, امتلأتْ مكتباتُ المسلمينَ وأسواقَهم بكتبِ الزنادقِة والإلحاد, ودعواتِ العهرِ والفساد, ومقالاتِ العلمنةِ والنفاق,وهذه الحرية الكئيبة تجدُ لها أشباهاً ونظائر, في عالم الأدب والشعر,فقد سخرَ شعراءُ الحداثةِ والأدبِ الرخيص, من كل شيء, ولعنوا كلَّ شيء, واستباحوا كلَّ شيء, وجعلوا من أنفسهم رواداً وعالميين , قاتلهم الله أنى يؤفكون , وأما حريةُ التصرف, فباسمهِا يذبحون الحياءَ , ويقتلونَ الفضيلة, ويدمرون القيم, ويجعلون من النموذجِ الغربي أساساً للانطلاق, في أي بحثٍ عن الحرية , ويرى هذا الفريق المبهور بحضارةِ الغرب, أن كل كلامٍ في الحرية يعارضُ كلامَ الغرب, وكل تصرفٍ لا يضارعُ تصرفَه, لا يؤذنُ له بالدخول إلى حلبة الفكرِ السامي, إنها باختصار حريةُ الهوى والشيطان .
هربوا من الرقِ الذي خلقوا له فبلوا برقِ النفسِ والشيطان
إن المفهومَ الصحيحَ للحرية, أن يتحررَ الإنسان من عبوديةِ الهوى والشيطان, ويسلمَ قلبَه وقالبَه لله ربِ العالمين : ((قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )) (الأنعام:163,162) .
فالحريةُ الحقة , هي العبوديةُ الخالصةُ للهِ الواحدِ القهار لا شهوةُ نفس , ولا وضعُ أسرةٍ , ولا عُرفُ مجتمع , ولا نظامُ دولة
اللهمَّ إنَّا نسألُك إيماناً يُباشرُ قلوبنا, ويقيناً صادقاً, وتوبةً قبلَ الموتِ, وراحةً بعد الموتِ, ونسألُكَ لذةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريمِ, والشوق إلى لقائِكَ في غيِر ضراءَ مُضرة, ولا فتنةً مضلة,
اللهمَّ زينا بزينةِ الإيمانِ, واجعلنا هُداةً مهتدين,لا ضاليَن ولا مُضلين, بالمعروف آمرين, وعن المنكر ناهين, يا ربَّ العالمين, ألا وصلوا وسلموا على من أُمرتم بالصلاة عليه, إمام المتقين, وقائد الغرِّ المحجلين وعلى ألهِ وصحابته أجمعين.
وأرض اللهمَّ عن الخلفاءِ الراشدين أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي
اللهمَّ آمنا في الأوطانِ والدُور, وأصلحِ الأئمةَ وولاةِ الأمورِ, يا عزيزُ يا غفور, سبحان ربك رب العزة عما يصفون.
1 رواه البخاري ( 3288) من حديث عائشة رضي الله عنها .
مفاهيم يجب أن تصحح
إنَّ الحمدَ لِله نحمدهُ ونستعينهُ, ونستغفرهُ, ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا, ومن سيِّئاتِ أعمالِنا, منْ يَهدهِ اللهُ فلا مُضلَ لـهُ, ومنْ يُضلل فلا هاديَ لـه. وأشهدُ أنَّ لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ لـه, وأشهدُ أنَّ محمداً عبدهُ ورسوله. (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَـمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) (آل عمران:102). (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)) (النساء:1). (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)) (الأحزاب:70-71).
أما بعدُ : فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله, وخيرُ الهدي هديُ محمدٍ r وشرُّ الأمورِ مـُحدثاتُها, وكل محدثةٍ بدعة, وكلَّ بدعةٍ ضلالة, وكلَّ ضلالةٍ في النار
فإن من جملةِ ما ابتلي به المسلمون في عصورِهم المتأخرة ,أنْ انقلبتْ مجموعةٌ من المفاهيم , وتأرجحتْ كثيرٌ من الموازين في حياتهم ,وخاضتْ طائفةٌ من النكرات في شرحِ قضايا لا يفقهونها , وتقرير حقائقَ لا يفهمونها ,ومن هنا كان لزاماً محاولةُ بثِ الوعي في الأمةِ من جديد, وتصحيحِ المفاهيم الخاطئة ,وتقويمِ المعاييرِ المنكوسة , وكان لزاماً إعادةُ الأمور إلى نصابهِا , ووضعُ النقاطِ على الحروفِ , بكل صراحةٍ ووضوح .
فمن المفاهيم التي يجبُ أن تصحح , مفهومُ الحكمة : ذلك المفهومُ العظيم الذي أصبح أضحوكةً لدى البعض, يدندنون حوله ليل نهار , ويضعونَ منه عقبة كأُود ضد كلِّ محاولةٍ للإصلاحِ, أوالتغيير ,واتُخِذ شماعةً لدى آخرين, يعلقونَ عليها عجزَهم وخورَهم, وأعجبُ من هذا وذاك أن أصبحَ الكثيرون لا يكادونَ يسمونَ بالحكمة, إلا من بلغَ الستينَ أو السبعينَ من عمره, ولو كان جاهلا مغفلا, ولو أنصف أولئك, لوجدوا أن الحكمةَ في مفهومِها الشرعي الصحيح , هي وضعُ الشيءِ في موضعهِ, فاللينُ في موضعهِ, والحزمُ في موضعه ,والكلامُ في موضعهِ, والصمتُ في موضعهِ, والثناءُ في موضعه, والذمُ في موضعهِ, ولو تأملنا سيرةَ سيدِ البشرية, ورسولهِا الحكيم r ,وسيرةَ سلفنِا الصالح لعلمنَا مقدارَ الجناية التي يجنيها البعض على ذلك المعنى الكبير,فالحكمة هي التي جعلتُه r يلجأُ إلى الدعوةِ السرية, طيلةَ ثلاثِ سنينَ في مكة, إبقاءً على مبدأِ الكتمان الضروري جداً لمصلحةِ الدعوةِ الناشئة, وحمايةً لها من جبابرةِ قريشٍ وأمثالهِم , المتربصينَ بكلِّ دعوةٍ مخلصة , ثم لما أعزَّ اللهُ الدين بإسلامِ حمزةَ, وعمر رضي الله عنهما, وقويتْ شوكةُ المسلمين , كانت الحكمةُ بعد ذلك هي إعلانَ الدعوة , وإنذار البشرية عاقبةَ يوم تتقلب فيه القلوبُ والأبصار , ولم يكنْ من التهورِ في شيءٍ ,أن يصعدَ الرسولُ r فوقَ الصفا بكل شجاعةٍ, وإقدام, ينادي القبائلَ قبيلةً قبيلة ,إني نذيرٌ لكم بين يدي عذابٍ شديد , ولقد كان الرفق واللين هو عينَ الحكمة في تعاملهِ عليه الصلاة والسلام مع أعرابيٍ جهول , قام في طائفةِ المسجدِ يبول غير مراعٍ لحرمتها , أو مقدراً لقداستها , فيدعوه r ويخاطبُه بكلِ عطفٍ وإشفاق , إن هذه المساجد لا تصلحُ لشيءٍ من هذا البولِ والقذر , إنما هي لذكرِ الله, والصلاةِ, وقراءةِ القرآن , فيأخذُ هذا القولُ الحنون بمجامعِ قلبِ ذلك الأعرابي المسكين ,الذي لم يتمالكْ نفسَه حتى رفعَ يديه إلى السماءِ, اللهم ارحمني ومحمداً ,ولا ترحمْ معنا أحداً , ثم تأمل رحمك الله ، كيف تكونُ الشدةُ والحزم هي عينَ الحكمة , في موقفهِ r من أسامةَ بنَ زيد حين اجترأ في الشفاعة لامرأةٍ مخزومية سرقتْ يومَ الفتح, فيتلونُ وجهُه r , وينتفضُ انتفاضَة الأسد , ويقومُ في الناسِ خطيباً ,(( أيها الناس ، إنما أهلكَ الذين من قبلِكم , أنهم إذا سرق فيهم الشريفُ تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيفُ أقاموا عليه الحد ، وأيمُ الله ! لو أن فاطمةَ بنتَ محمدٍ سرقتْ لقطعتُ يدَّها ))([1]).
هذه مواقفهُ r ، فلماذا ينظرونَ إليها بعينٍ واحدة ؟! ألا إنها لا تعمى الأبصار ، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور , وأما أصحابهُ الكرام فقد كانوا على خطى نبيِهم , آيةً في الحكمة, والرأيِ السديد, هذا أبو بكر رضي الله عنه الذي عُرفَ برقةِ قلبه, ورهافةِ شعوره, وكثرةِ بكائِه من خشيةِ الله, يقفُ موقفَه الصلب يومَ الردة , ويعزمُ على حربِ الناكثين على أعقابِهم , المرتدينَ على أدبارهم ، ويأخذُ بلحية صاحبه عمر , يصرخُ بهِ قائلاً , يا ابنَ الخطاب أجباراً في الجاهلية , خورا في الإسلام , والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه لرسول الله , لقاتلتهم عليه !!
هكذا تكونُ الحكمةُ , وهكذا تواجهُ الفتن , وهكذا يكونُ الرجال .
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جريرُ المجامع
وهذا الحسن البصري - رحمه الله - لا يجدُ في نفسهِ غضاضةً , ولا في صدرهِ حرجاَ, أن يصدعَ بالحق , ويناصحَ وليَّ أمرهِ بكلِ أمانةٍ وإخلاص, من غيرِ مداهنةٍ, أو مجاملة وتلك عينُ الحكمة لو كانوا يفقهون , أرسلَ إليه عمرُ بنُ هبيرة, أمير العراق في زمانهِ , أيها الإمام : إن أمير المؤمنين يزيدَ بنَ عبد الملك يُنفذُ كتباً, أعرفُ أن في إنفاِذها الهلكة, فماذا أصنع ؟! فقال له الحسن من غير تملقٍ, أو نفاق, يا عمرُ بنُ هبيرة : يوشكُ أن ينزلَ بكَ ملكٌ من ملائكةِ الله , فظٌ غليظ لا يعصي الله ما أمره , فيخرجُك من سعةِ قصرِك إلى ضيقِ قبركِ , يا عمرُ بنُ هبيرة إن تتق الله ، يعصمكُ من يزيد ,ولا يعصمكُ يزيدٌ من الله , يا عمرُ بنُ هبيرة ,إني أخوفُك مقاماً خوفك اللهُ تعالى فقال : ((ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ)) يا عمر ، إن تكُ مع الله في طاعتهِ كفاكَ بائقةَ يزيد , وإن تكُ مع يزيد في معصيةِ الله , وكلَكَ اللهُ إليه , فبكى عمرُ بنُ هبيرة وقام بعبرته,
فتأمل أخي المسلم : تلك المواقفَ الخالدة , ثم انظر في أحوال الناسِ اليوم, كم يجنون على الحكمةِ, حينَ يجعلونَها سذاجةً وغفلة, وضعفا وخنوعاً ودردشةً وتميعا, كبرتْ كلمةً تخرجُ من أفواههِم, إن يقولون إلا كذبا ,
ومن المفاهيمِ التي يجبُ أن تصحح : مفهومُ الفتنة, والفتنةُ نائمةٌ لعنَ اللهُ من أيقظها, وللفتنةِ معانٍ متعددة ، لكننا نقصرُ الحديثَ عن الفتنة التي يتكررُ الحديثُ حولَها, ونتفقُ جميعاً في التحذيرِ منها, والتنديدِ بخطرها, وهي فتنةُ اختلالِ النظام, وشيوعِ الفوضى, وكثرةِ الهرجِ والمرج , بيد أن هذه الفتنة لا يشعلُ فتيلَها ,ولا يذكي نارَها ,إلا الحاقدون الأشرار,والسفهاءُ الفجار, الحاسدون للأمةِ أمنَها وإيمانها, وهذه الفتنةُ تحدث حين يكتفى بالقرآنِ الكريم مركوناً داخلَ الأدراج مغيباً من الحياة, معطلاً من الحكم, مكبلاً بالأغلال, لا يقوى العالمين بهِ أن يسردوا آياتهِ , ويشرحوا عباراته , ويجلوا حقائقه, وينزلوه مواقعه, حينها تحدث الفتنة التي حذر الله منها بقوله : ((وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ )) وحذر منها القرآن بقوله : ((وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَك)) .
وتحدث الفتنة حين تغيبُ السنة الشريفة عن واقع الناسِ وحياتهِم , فيوصدُ البابُ دونَها, وتحاكُ المؤامراتُ حولها, فيؤخذُ منها فتاوىً تخصُ الحيضَ والنفاس , والعتقَ والطلاق, وتبطلُ أبوابٌ بأكملها, وتعلقُ فصولٌ بتمامها, حينها تحدث الفتنة التي حذر القرآن منها بقول الله تعالى : ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) .
وتحدث الفتنة ,حين يعطلُ الجهادُ في سيبلِ الله , فيستأسدُ الكفار, من يهودٍ ونصارى ومنافقين, فيهددون ثغورَ الإسلام, وينهبون ثرواتِ المسلمين, ويعبثونَ بعقائدِهم, ويستبيحونَ بيضتَهم, ولذا يقول العليم الخبير : ((وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّه )) .
وتحدث الفتنة حين تعطل الحدود , فينشط المجرمونَ والقتلة, يسفكون دماءَ الناس, ويستبيحونَ أعراضَهم, ويسطون على منازلهم وحرما تِهم ,
وتحدثُ الفتنة حين يلهو الشبابُ بالكرةِ والفنِ والرياضة, وتشتغلُ الجماهير بالانتصاراتِ الفارغة, والوقائعِ السخيفة, وتغفل عن سرِّ نهضتها, ومبعثِ عزتِها, وأساسِ قوتها .
وتحدثُ الفتنة : حين تخرجُ المرأةُ المسلمة متهتكةً متبرجة, تلاحقُها الأعينُ الجائعة, وتطاردُها الذئابُ الضارية, فتنهكُ الأعراض, وتنشأ العدوات, وتؤججُ الثارات, وتسفكُ الدماء, أمَّا حين تفقهُ الأمةُ في دينِها ,وتُحفظُ في عقيدتِها , وتُصانُ في أخلاقِها , فلا تحدثُ الفتنة, وحين تبصرُ الأمة بعيوبها, وتنبهُ إلى أخطائِها, وتجلى مواضعُ الخللِ في حياتِها, ليسددَ العيبْ, ويصححَ الخطأ, ويقومَ العوج فلا تحدثُ الفتنة , وحين تنبه الأمةُ إلى كيدِ أعدائِها, وشدِة مكرهِم ,وقوةِ بأسهِم , وتكشفُ مخططاتُهم , وتفضحُ مؤامراتهُم ، لتعدَّ العدة لمواجهتِهم , وتهيأَ النفوسُ لمقاومتِهم, وتعقدُ الراياتُ لحربهم, فلا تحدثُ الفتنة .
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم, ونفعني وأيَّا كم بالذكرِ الحكيم, واستغفر الله لي ولكم إنَّهُ هو الغفورُ الرحيم..
الخطبة الثانية
الحمد لله يُعطي ويمنع, ويخفضُ ويرفع, ويضرُ وينفع, ألا إلى اللهِ تصيرُ الأمور. وأُصلي وأسلمُ على الرحمةِ المهداة, والنعمةِ المُسداة, وعلى آلهِ وأصحابه والتابعين,
أمَّا بعدُ:
أيها الأخوة في الله :
فمن المفاهيم التي يجبُ أن تصححَ كذلك, مفهومُ الحرية والحريةُ تعبيرٌ يدغدغُ العواطف, ويحركُ الشعور, ويداعبُ الخيال, لكنْ ما الحريةُ التي يفهمُها الكثيرون, ويتمناهَا الأكثر ون ؟ إنهم يفهمونَ الحرية, أن تفعلَ ما تشاء, وتقولَ ما تشاء, في أي وقتٍ تشاء, فباسمِ حريةِ الفكرِ والتعبير, يعتلى الزنادقةُ المنابرَ, يهزؤون بشعائرِ الإسلام, ويتهمونَه بالتخلفِ والرجعية, ويتنقصونَ علمائَه ودعاتِه, وباسم حريةِ الفكرِ والتعبير, امتلأتْ مكتباتُ المسلمينَ وأسواقَهم بكتبِ الزنادقِة والإلحاد, ودعواتِ العهرِ والفساد, ومقالاتِ العلمنةِ والنفاق,وهذه الحرية الكئيبة تجدُ لها أشباهاً ونظائر, في عالم الأدب والشعر,فقد سخرَ شعراءُ الحداثةِ والأدبِ الرخيص, من كل شيء, ولعنوا كلَّ شيء, واستباحوا كلَّ شيء, وجعلوا من أنفسهم رواداً وعالميين , قاتلهم الله أنى يؤفكون , وأما حريةُ التصرف, فباسمهِا يذبحون الحياءَ , ويقتلونَ الفضيلة, ويدمرون القيم, ويجعلون من النموذجِ الغربي أساساً للانطلاق, في أي بحثٍ عن الحرية , ويرى هذا الفريق المبهور بحضارةِ الغرب, أن كل كلامٍ في الحرية يعارضُ كلامَ الغرب, وكل تصرفٍ لا يضارعُ تصرفَه, لا يؤذنُ له بالدخول إلى حلبة الفكرِ السامي, إنها باختصار حريةُ الهوى والشيطان .
هربوا من الرقِ الذي خلقوا له فبلوا برقِ النفسِ والشيطان
إن المفهومَ الصحيحَ للحرية, أن يتحررَ الإنسان من عبوديةِ الهوى والشيطان, ويسلمَ قلبَه وقالبَه لله ربِ العالمين : ((قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )) (الأنعام:163,162) .
فالحريةُ الحقة , هي العبوديةُ الخالصةُ للهِ الواحدِ القهار لا شهوةُ نفس , ولا وضعُ أسرةٍ , ولا عُرفُ مجتمع , ولا نظامُ دولة
اللهمَّ إنَّا نسألُك إيماناً يُباشرُ قلوبنا, ويقيناً صادقاً, وتوبةً قبلَ الموتِ, وراحةً بعد الموتِ, ونسألُكَ لذةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريمِ, والشوق إلى لقائِكَ في غيِر ضراءَ مُضرة, ولا فتنةً مضلة,
اللهمَّ زينا بزينةِ الإيمانِ, واجعلنا هُداةً مهتدين,لا ضاليَن ولا مُضلين, بالمعروف آمرين, وعن المنكر ناهين, يا ربَّ العالمين, ألا وصلوا وسلموا على من أُمرتم بالصلاة عليه, إمام المتقين, وقائد الغرِّ المحجلين وعلى ألهِ وصحابته أجمعين.
وأرض اللهمَّ عن الخلفاءِ الراشدين أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي
اللهمَّ آمنا في الأوطانِ والدُور, وأصلحِ الأئمةَ وولاةِ الأمورِ, يا عزيزُ يا غفور, سبحان ربك رب العزة عما يصفون.
1 رواه البخاري ( 3288) من حديث عائشة رضي الله عنها .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى