رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
د. رياض بن محمد المسيميري
الحج
إنَّ الحمدَ لِله نحمدهُ ونستعينهُ, ونستغفرهُ, ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا, ومن سيِّئاتِ أعمالِنا, منْ يَهدهِ اللهُ فلا مُضلَ لـهُ, ومنْ يُضلل فلا هاديَ لـه . وأشهدُ أنَّ لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ لـه, وأشهدُ أنَّ محمداً عبدهُ ورسوله . ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَـمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [ ]آل عمران:102[. ] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ( ]النساء:1[ .] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [ ]الأحزاب:70-71[ .
أما بعدُ : فإن أصدقَ الحديثِ كتابُ الله, وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ r وشرَّ الأمورِ مـُحدثاتُها, وكلَّ محدثةٍ بدعة, وكلَّ بدعةٍ ضلالة, وكلَّ ضلالةٍ في النار
أما بعد ، أيها المسلمون :
فيقول الله تعالى في كتابه الكريم, آمراً نبيَه, وخليلَه إبراهيم عليه السـلام, ) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ( فامتثل الخليلُ أمرَ ربهِ, وامتثل الناس دعوة أبي الأنبياء عليه السلام, فما زالت وفود الحجيج, تفد إلى المشاعر المقدسة كل عام, لأداء فريضة الله على عباده, والتي خُفِّف فيها على المسلم, فلا تجب عليه سوى مرة واحدة في العمر كله .
ولسنا في هذا المقام, بحاجة إلى سوق الأدلة لنثبت وجوب الحج, وتعينه على المستطيعين, فهي معروفة للقاصي والداني, وحسبنـا منها, قوله تعالى : ) وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ( .
ولنا في هذه المناسبة, هذه الوقفات :
الوقفة الأولى : مع المسوفين, والمماطلين, فمن العجيب أن ترى في المشاعر المقدسة عجائز وشيوخاً, رقت عظامهم, وانحنت ظهورهم, وتساقطت أسنانهم . وقد قدموا من بلاد بعيدة نائية, يسودها الجهل, ويطويها التخلف, ويحكمها الطغاةُ المعطلون لشرع الله, الذين قضوا على معالم الدين, والشريعة, إنك تعجب حين ترى أولئك القادمين, يؤدون المناسك بشوق وحماس, بالرغم من كل الصعوبات, والمشاق التي تكبدوها, بينما ترى كثيراً من أبناء البلاد, والوافدين إليها, يسوفون ويماطلون, في أداء هذا الركن العظيم, عاماً بعد عام, متعذرين بأوهن الأسباب, وأتفه الحجج, التي لا تغنيهم عند الله فتيلاً .
فيعتذرون بشدة الحر, وكثرة الزحام, وكأنهم ينتظرون تكييف المشاعر, وتظليل الطرقات, أو حلول الشتاء بعد عدد سنين, ) وَقَالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ( , فليتق الله أولئك, وليبادروا في إبراء ذمتهم, وإخلاء عهدتهم, ووضع الفريضة عن كاهلهم, قبل أن يفجأهم الموت, ويحل بساحتهم الأجل المحتوم .
وليغتنم أولئك الفرص المهيأة, حيث انتشرت في السنوات الأخيرة, حملات الحج, والتي يقوم على كثير منها, شباب صالحون, وضعوا عنك هم السكن والزاد, والتنقلات مقابل مبالغ, هي في ميزانك إن شاء الله .
وأما الوقفة الثانية : فمع أصحاب الحملات, فلا شك أن وجود تلك الحملات, التي يقوم عليها الأخيار من الشباب والدعاة, ضروري ومطلوب, فهي نعمة عظيمة سهلت الحج, ويسرت أسبابه وأدائه, وشجعت كثيراً من الناس على أداء النسك, إلا أن مما ينبغي التنبيه عليه, ضرورة الإخلاص, وإصلاح القصد, وألا يكون الهدف الأوحد هو عرض الدنيا وحطامها فقط, وإننا في الوقت الذي نتمنى استمرار تلك الحملات, وتيسير أمورها,نرى أن هناك جوانب نقصٍ ينبغي تلافيها, حتى لا يعرض الناس عنها, أو يسخطوا منها, فمن ذلك ارتفاع أسعارها عاماً بعد آخر, حتى أصبحت تلك الحملات, غير متيسرة, إلا لفئة معينة من الناس, أما الغالبية العظمى من ذوي الأجور المتدنية, والمدخرات الطفيفة, أو المفلسة, فعليهم الانتظار حتى تقوم حملات, لذوي الدخل المحدود, أو البحث عن موضع قدمٍ تحت جسرٍ في منى, أو شجرةٍ في عرفات .
ومن الملاحظات كذلك على بعض تلك الحملات, الإخلال بالتعهدات المعلنة, كتعطل المكيفات دون أخذ الاحتياطات اللازمة لذلك .
أو انخفاض مستوى الوجبات, أو تأخر تقديمها للحجاج المجهدين, ومن الملاحظات كذلك, استضافة بعض الأسماء اللامعة من العلماء, أو الدعاة, بقصد الدعاية لتلك الحملات, على حساب الخدمة, والأداء المطلوب .
وأما الوقفة الثالثة : فمع الشباب الصالحين, وطلبة العلم, فقد اعتاد كثير منهم الحج وألفوه, طلباً للثواب ومسابقة إلى الخيرات, نسأل الله تعالى أن يتقبلنا, وإياهم في الصالحين . ثم لنتذكر جميعاً ضرورة توعية الحاج, ودعوتهم إلى التوحيد الصحيح, بحمل ما نستطيع حمله من الكتيبات النافعة, والأشرطة المفيدة المصرح لها رسمياً, ودفعها إلى أولئك المساكين, الذين لُبِّس عليهم دينهم, وفرِّق توحيدهم, بفعل كم هائل من التضليل, والإرجاف, الذي تولى كِبَرَهُ دعاة الضلالة, وعلماء السوء من المبتدعة والمخرفين, حتى انتشر في هؤلاء الحجاج وغيرهم, شرك الأولياء, وعبادة القبور, وحتى أصبح الحج إلى تلك المزارات, والأضرحة المنتشرة في كثير من بلاد المسلمين, أعظم في نفوس بعض الحجيج, من الحج إلى بيت الله الحرام, أنها فرصة تقدم لنا على طبق من ذهب, فأين المشمرون للدعوة, المحتسبون لهداية الناس, واستنقاذهم من مستنقع الشرك ووحل الوثنية .
وأين المخلصون لأولئك من حمئة الضلالة, وسوء البدع, ألا إنها فرصة ما أعظمها, فليتداركها ورثة الأنبياء, وأتباع الرسل, فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم .
وأما الوقفة الرابعة : فمع رجال المرور, وشباب الجوالة, ففي الوقت الذي نشكر فيه أولئك, على ما يبذلونه من جهد وعناء, في هجير الشمس, ووسط الزحام, للحفاظ على السير, وتحقيق النظام, إلا أننا ندعوهم إلى مزيد من ضبط الأعصاب, ورباطة الجأش, أمام مخالفات الحجاج الكثيرة, والتي تصدر في غالبها نتيجة الجهل العام, وصعوبة الموقف, وعليهم أن يبذلوا الوسع في إرشاد الحاج, والإجابة على تساؤلاتهم, برحابة صدرٍ, وأن يساعدوا التائهين في الوصول إلى مخيماتهم, ومقاصدهم, وأن يجتهدوا في تفريج الكربِ عن الناسِ, متذكرين وعدَ النبي r « من فرج عن مسلمٍ كربةً من كرب الدنيا فرج اللهَ عنه كربةً من كرب يوم القيامة » .
وأمَّا صفةُ الحج
فإن على الحاج إذا عزم على السفر, أن يخلص في نيته, ويتخلص من المظالم, ويكـتب وصيته, ومـا لـه ومـا عليه, ويتوب توبةً نصوحاً من جميع الذنوب والخطايا, ثم ليأخذ لنفقته المال الحلال الطيب, وأن يختار الرفقَةَ الصالحةَ, ويسأل عن أحكام الحج قبل الشروع فيه, ليؤدي النسك كما أمره الله, وعليه أن يتخلص من أظافره, والشعور الزائدة في جسده, فإذا وصل الميقات, اغتسل, وتطيب, ولبس إحرامه, ويستحب أن يكونا أبيضين نظيفين, كما يستحب أن يحرم في نعلين, لقوله r :« وليحرم أحدكم في إزارٍ ورداءٍ ونعلين » ([1]) , وأما المرأة فتحرم بما شاءت من أسود, أو أخضر مجتنبة التشبه بالرجال, أو لبس الزينةِ, وثيابِ الفتنةِ, ثم بعد الفراغ من الغسل, والتنظيف, ولبس الإحرام, ينوي بقلبه الدخول في النسك الذي يريد, ويشرعُ لـه التلفظ بما نوى, ولا يجوز تجاوز الميقات للحاج بلا إحرام, فإن كان بالطائرة أحرم إذا حاذى الميقات, ومن كان دون المواقيت, فمسكنه هو ميقاته فيحرم منه, وبعد الدخول في النسك يشتغل بالتلبية حتى يصل الحرم, فإن كان متمتعاً طاف بالبيت سبع أشواط, ثم صلى ركعتين خلف المقام, ثم سعى بين الصفا والمروة سبعاً, ذهابه سعيا, وإيابه سعيا, يسرع الرجل فقط بين العلمين الأخضرين وتمشي المرأة بهدوء, فإذا فرغ المتمتع قصر شعره, وبذلك تمت عمرته, فجاز لـه ما حرم عليه قبل الإحرام. وأما المفرد فلا عمرة عليه فيبقى على إحرامه حتى يوم النحر, وإن جاء مبكراً طاف للقدوم .
حتى إذا كان يوم الثامن , أحرم الجميع من أماكنهم بعد أن يغتسلوا, ويتنظفوا والسنة التوجه إلى منى قبل الزوال أو بعده, من يوم التروية, وهو يوم الثامن, ويكثرون من التلبية, ويصلون بمنى الظهر والعصر والمغرب والفجر, كل صلاة بوقتها قصراً بلا جمع, إلا المغرب و الفجر فلا يقصران, ثم بعد طلوع الشمس من يوم عرفة, يتوجه الحاج إلى عرفة, ويسن أن ينزلوا بنمرة إلى الزوال, ثم يقف الناس بعرفة, وكلها موقف, إلا بطن عُرَنَةَ, ويجتهد الحاج في الدعاء, والتضرع لله تعالى رب العالمين, ولا ينصرف من عرفة حتى تغرب الشمس, فإذا غَرَبَتَ توجه إلى مزدلفة, فإذا وصلها صلَّوا بها المغرب والعشاء حين الوصول, أما ما يفعله بعض العامة, من لقط حصى الجمار حين الوصول إلى مزدلفة قبل الصلاة, وظنهم أن ذلك مشروع, فلا أصل لـه, يبيت الحاج في مزدلفة, فإذا صلى الفجر وأسفر جداً, دفع إلى منى, وأما الانتقال منها آخر الليل, فللضعفة من النساء والصبيان فقط, فإذا وصل منى رمى جمرة العقبة بسبع حصيات, يكبر مع كل حصاة, ولا بد من دخول الحصى في الحوض, ثم ينحر هديه إن كان متمتعاً أو قارناً, وأما الحلق أو التقصير فعلى الجميع, وبذلك يتحلل التحلل الأول, فيحل لـه كل شيء حرم عليه قبل الإحرام إلا النساء, ثم بعد ذلك يسن له التطيب والذهاب إلى مكة لطواف الإفاضة, وبعد الطواف وأداء الركعتين, يسعى سعي الحج إن كان متمتعا, وإما إن كان قارناً أو مفرداً, وكان قد سعي عقب طواف القدوم, فلا سعي عليهما, فإن لم يكونا سعيا مع القدوم لزمهما سعي الحج, وبذلك يتحلل الجميع التحلل الثاني, فيباح له كل شيء حتى النساء .
وبعد ذلك يبقى الحاج في منى, لرمي الجمار أيام التشريق, ولا يصح الرمي إلا عقب الزوال, فيرمي أولاً الصغرى, ثم الوسطى, ثم جمرة العقبة بسبع حصيات لكل واحدة منهن, يكبر مع كل رمية, وأيام الرمي بعد العيد يومان لمن تعجل, وثلاثة لمن تأخر, وبعد الرمي يطوف للوداع .
تقبل الله من الجميع حجهم, وسعيهم, وردهم سالمين غانمين .
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وأيا كم بالذكر الحكيم .واستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية :
الحمد لله يعطي ويمنع, ويخفض ويرفع, ويضر وينفع, ألا إلى الله تصيرُ الأمور. وأصلي وأسلم على الرحمةِ المهداة, والنعمة المسداة, وعلى آله وأصحابه والتابعين,
أما بعدُ:
فهناك جملة من البدع والمخالفات التي يفعلها بعض الحجاج, مما ينبغي التحذير منها والنهي عنها,
فمن المخالفات الاضطباع عند الإحرام, وهو وضع وسط الرداء تحت الكتف الأيمن وطرفاه على كتفه الأيسر, وإنما ذلك مسنون قبيل الطواف وحتى الانتهاء منه, ومن ذلك التلبية الجماعية بصوت واحد, ومن ذلك قصد المساجد التي في مكة, والجبال, والبقاع التي حولها كجبل حراء, ومن ذلك صلاةُ المحرم إذا دخل الحرم تحية المسجد, والسنة البدء بالطواف, ومن ذلك الاقتتالُ على الحجر الأسود, والصلاة خلف المقام, وكأنها ركنان لا يتم الحج إلا بها .
والأولى احتساب الأجر بالتخفيف على الناس, بتجنب المزاحمة, فليس تقبيل الحجر بواجب, كما أن ركعتي الطواف مشروعة في المسجد كله
ومن ذلك تقبيل الركن اليماني, أو الإشارة إليه, والسنة استلامه باليد فقط إن تيسر ذلك,
ومن المخالفات: جري النساء بين العلمين الأخضرين في المسعى, وإنما هو للرجال خاصة, ومن ذلك أن بعض من يسعون في الدور الثاني من المسعى لا يستكملون الأشواط حين يرجعون قبل الدوران, فوق مايحاذي الصفا والمروة, ومن المخالفات: ما يظن بعض الحجاج أن ذهابهم من الصفا والمروة, وعودتهم منها إلى الصفا يعد شوطاً واحداً, الحق أن ذهابهم شوط, وعودتهم شوطٌ ثان, ومن المخالفات: في يوم عرفة صلاة الظهر والعصر قبل خطبة الإمام, أو صلاة التطوع بينها, ومن ذلك الجلوس خارج حدود عرفة حتى خروج الوقت, ومن لم يقف بعرفة بَطَلَ حجه, ومن ذلك الدفع من عرفة إلى مزدلفة , قبل غروب الشمس ,
ومن المخالفات في مزدلف : البدء بجمع الجمار حين الوصول إليها, والسنة البدء بصلاتي المغرب والعشاء أولاً, بأذان واحد وإقامتين مع إتمام المغرب ثلاثاً, وقصر العشاء ركعتين, ومن المخالفات : رحيل الأقوياء من الرجال من مزدلفة إلى منى آخر الليل, وإنما يجوز ذلك للضعفة من النساء والصبيان, أو من معه الضعفة من النساء والصبيان, ومن ذلك أحياء تلك الليلة بصلاة التهجد, والوتر والسنة ترك ذلك, ومن المخالفات :غسل الحصيات قبل الرمي, أو رمي الجمار بالنعل, والحجارة الكبيرة, مع سيلٍ هائلٍ من الشتم والسباب .
ومن مخالفات الرمي : رمي الجمار أيام التشريق قبيل الزوال, والواجب الرمي بعد الزوال لا قبله, ومن المخالفات : ترك طواف الوداع, والحق وجوبه, إلا أنه خفف عن الحائض والنفساء .
ومن المخالفات : ما يظنه بعض الحجاج أن الذهاب إلى المدينة النبوية جزء من الحج لابد منه, والحق أن لا علاقة لذلك بالحج بتاتاً .
اللهم إنَّا نسألُك إيماناً يُباشرُ قلوبنا، ويقيناً صادقاً، وتوبةً قبلَ الموتِ، وراحةً بعد الموتِ، ونسألُكَ لذةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريمِ, والشوقُ إلى لقائِكَ في غيِر ضراءَ مُضرة، ولا فتنةً مضلة،
اللهم زينا بزينةِ الإيمانِ واجعلنا هداةً مهتدين, لا ضاليَن ولا مُضلين, بالمعروف آمرين, وعن المنكر ناهين يا ربَّ العالمين,
2 - أخرجه الإمام أحمد – رحمه الله -
الحج
إنَّ الحمدَ لِله نحمدهُ ونستعينهُ, ونستغفرهُ, ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا, ومن سيِّئاتِ أعمالِنا, منْ يَهدهِ اللهُ فلا مُضلَ لـهُ, ومنْ يُضلل فلا هاديَ لـه . وأشهدُ أنَّ لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ لـه, وأشهدُ أنَّ محمداً عبدهُ ورسوله . ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَـمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [ ]آل عمران:102[. ] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ( ]النساء:1[ .] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [ ]الأحزاب:70-71[ .
أما بعدُ : فإن أصدقَ الحديثِ كتابُ الله, وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ r وشرَّ الأمورِ مـُحدثاتُها, وكلَّ محدثةٍ بدعة, وكلَّ بدعةٍ ضلالة, وكلَّ ضلالةٍ في النار
أما بعد ، أيها المسلمون :
فيقول الله تعالى في كتابه الكريم, آمراً نبيَه, وخليلَه إبراهيم عليه السـلام, ) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ( فامتثل الخليلُ أمرَ ربهِ, وامتثل الناس دعوة أبي الأنبياء عليه السلام, فما زالت وفود الحجيج, تفد إلى المشاعر المقدسة كل عام, لأداء فريضة الله على عباده, والتي خُفِّف فيها على المسلم, فلا تجب عليه سوى مرة واحدة في العمر كله .
ولسنا في هذا المقام, بحاجة إلى سوق الأدلة لنثبت وجوب الحج, وتعينه على المستطيعين, فهي معروفة للقاصي والداني, وحسبنـا منها, قوله تعالى : ) وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ( .
ولنا في هذه المناسبة, هذه الوقفات :
الوقفة الأولى : مع المسوفين, والمماطلين, فمن العجيب أن ترى في المشاعر المقدسة عجائز وشيوخاً, رقت عظامهم, وانحنت ظهورهم, وتساقطت أسنانهم . وقد قدموا من بلاد بعيدة نائية, يسودها الجهل, ويطويها التخلف, ويحكمها الطغاةُ المعطلون لشرع الله, الذين قضوا على معالم الدين, والشريعة, إنك تعجب حين ترى أولئك القادمين, يؤدون المناسك بشوق وحماس, بالرغم من كل الصعوبات, والمشاق التي تكبدوها, بينما ترى كثيراً من أبناء البلاد, والوافدين إليها, يسوفون ويماطلون, في أداء هذا الركن العظيم, عاماً بعد عام, متعذرين بأوهن الأسباب, وأتفه الحجج, التي لا تغنيهم عند الله فتيلاً .
فيعتذرون بشدة الحر, وكثرة الزحام, وكأنهم ينتظرون تكييف المشاعر, وتظليل الطرقات, أو حلول الشتاء بعد عدد سنين, ) وَقَالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ( , فليتق الله أولئك, وليبادروا في إبراء ذمتهم, وإخلاء عهدتهم, ووضع الفريضة عن كاهلهم, قبل أن يفجأهم الموت, ويحل بساحتهم الأجل المحتوم .
وليغتنم أولئك الفرص المهيأة, حيث انتشرت في السنوات الأخيرة, حملات الحج, والتي يقوم على كثير منها, شباب صالحون, وضعوا عنك هم السكن والزاد, والتنقلات مقابل مبالغ, هي في ميزانك إن شاء الله .
وأما الوقفة الثانية : فمع أصحاب الحملات, فلا شك أن وجود تلك الحملات, التي يقوم عليها الأخيار من الشباب والدعاة, ضروري ومطلوب, فهي نعمة عظيمة سهلت الحج, ويسرت أسبابه وأدائه, وشجعت كثيراً من الناس على أداء النسك, إلا أن مما ينبغي التنبيه عليه, ضرورة الإخلاص, وإصلاح القصد, وألا يكون الهدف الأوحد هو عرض الدنيا وحطامها فقط, وإننا في الوقت الذي نتمنى استمرار تلك الحملات, وتيسير أمورها,نرى أن هناك جوانب نقصٍ ينبغي تلافيها, حتى لا يعرض الناس عنها, أو يسخطوا منها, فمن ذلك ارتفاع أسعارها عاماً بعد آخر, حتى أصبحت تلك الحملات, غير متيسرة, إلا لفئة معينة من الناس, أما الغالبية العظمى من ذوي الأجور المتدنية, والمدخرات الطفيفة, أو المفلسة, فعليهم الانتظار حتى تقوم حملات, لذوي الدخل المحدود, أو البحث عن موضع قدمٍ تحت جسرٍ في منى, أو شجرةٍ في عرفات .
ومن الملاحظات كذلك على بعض تلك الحملات, الإخلال بالتعهدات المعلنة, كتعطل المكيفات دون أخذ الاحتياطات اللازمة لذلك .
أو انخفاض مستوى الوجبات, أو تأخر تقديمها للحجاج المجهدين, ومن الملاحظات كذلك, استضافة بعض الأسماء اللامعة من العلماء, أو الدعاة, بقصد الدعاية لتلك الحملات, على حساب الخدمة, والأداء المطلوب .
وأما الوقفة الثالثة : فمع الشباب الصالحين, وطلبة العلم, فقد اعتاد كثير منهم الحج وألفوه, طلباً للثواب ومسابقة إلى الخيرات, نسأل الله تعالى أن يتقبلنا, وإياهم في الصالحين . ثم لنتذكر جميعاً ضرورة توعية الحاج, ودعوتهم إلى التوحيد الصحيح, بحمل ما نستطيع حمله من الكتيبات النافعة, والأشرطة المفيدة المصرح لها رسمياً, ودفعها إلى أولئك المساكين, الذين لُبِّس عليهم دينهم, وفرِّق توحيدهم, بفعل كم هائل من التضليل, والإرجاف, الذي تولى كِبَرَهُ دعاة الضلالة, وعلماء السوء من المبتدعة والمخرفين, حتى انتشر في هؤلاء الحجاج وغيرهم, شرك الأولياء, وعبادة القبور, وحتى أصبح الحج إلى تلك المزارات, والأضرحة المنتشرة في كثير من بلاد المسلمين, أعظم في نفوس بعض الحجيج, من الحج إلى بيت الله الحرام, أنها فرصة تقدم لنا على طبق من ذهب, فأين المشمرون للدعوة, المحتسبون لهداية الناس, واستنقاذهم من مستنقع الشرك ووحل الوثنية .
وأين المخلصون لأولئك من حمئة الضلالة, وسوء البدع, ألا إنها فرصة ما أعظمها, فليتداركها ورثة الأنبياء, وأتباع الرسل, فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم .
وأما الوقفة الرابعة : فمع رجال المرور, وشباب الجوالة, ففي الوقت الذي نشكر فيه أولئك, على ما يبذلونه من جهد وعناء, في هجير الشمس, ووسط الزحام, للحفاظ على السير, وتحقيق النظام, إلا أننا ندعوهم إلى مزيد من ضبط الأعصاب, ورباطة الجأش, أمام مخالفات الحجاج الكثيرة, والتي تصدر في غالبها نتيجة الجهل العام, وصعوبة الموقف, وعليهم أن يبذلوا الوسع في إرشاد الحاج, والإجابة على تساؤلاتهم, برحابة صدرٍ, وأن يساعدوا التائهين في الوصول إلى مخيماتهم, ومقاصدهم, وأن يجتهدوا في تفريج الكربِ عن الناسِ, متذكرين وعدَ النبي r « من فرج عن مسلمٍ كربةً من كرب الدنيا فرج اللهَ عنه كربةً من كرب يوم القيامة » .
وأمَّا صفةُ الحج
فإن على الحاج إذا عزم على السفر, أن يخلص في نيته, ويتخلص من المظالم, ويكـتب وصيته, ومـا لـه ومـا عليه, ويتوب توبةً نصوحاً من جميع الذنوب والخطايا, ثم ليأخذ لنفقته المال الحلال الطيب, وأن يختار الرفقَةَ الصالحةَ, ويسأل عن أحكام الحج قبل الشروع فيه, ليؤدي النسك كما أمره الله, وعليه أن يتخلص من أظافره, والشعور الزائدة في جسده, فإذا وصل الميقات, اغتسل, وتطيب, ولبس إحرامه, ويستحب أن يكونا أبيضين نظيفين, كما يستحب أن يحرم في نعلين, لقوله r :« وليحرم أحدكم في إزارٍ ورداءٍ ونعلين » ([1]) , وأما المرأة فتحرم بما شاءت من أسود, أو أخضر مجتنبة التشبه بالرجال, أو لبس الزينةِ, وثيابِ الفتنةِ, ثم بعد الفراغ من الغسل, والتنظيف, ولبس الإحرام, ينوي بقلبه الدخول في النسك الذي يريد, ويشرعُ لـه التلفظ بما نوى, ولا يجوز تجاوز الميقات للحاج بلا إحرام, فإن كان بالطائرة أحرم إذا حاذى الميقات, ومن كان دون المواقيت, فمسكنه هو ميقاته فيحرم منه, وبعد الدخول في النسك يشتغل بالتلبية حتى يصل الحرم, فإن كان متمتعاً طاف بالبيت سبع أشواط, ثم صلى ركعتين خلف المقام, ثم سعى بين الصفا والمروة سبعاً, ذهابه سعيا, وإيابه سعيا, يسرع الرجل فقط بين العلمين الأخضرين وتمشي المرأة بهدوء, فإذا فرغ المتمتع قصر شعره, وبذلك تمت عمرته, فجاز لـه ما حرم عليه قبل الإحرام. وأما المفرد فلا عمرة عليه فيبقى على إحرامه حتى يوم النحر, وإن جاء مبكراً طاف للقدوم .
حتى إذا كان يوم الثامن , أحرم الجميع من أماكنهم بعد أن يغتسلوا, ويتنظفوا والسنة التوجه إلى منى قبل الزوال أو بعده, من يوم التروية, وهو يوم الثامن, ويكثرون من التلبية, ويصلون بمنى الظهر والعصر والمغرب والفجر, كل صلاة بوقتها قصراً بلا جمع, إلا المغرب و الفجر فلا يقصران, ثم بعد طلوع الشمس من يوم عرفة, يتوجه الحاج إلى عرفة, ويسن أن ينزلوا بنمرة إلى الزوال, ثم يقف الناس بعرفة, وكلها موقف, إلا بطن عُرَنَةَ, ويجتهد الحاج في الدعاء, والتضرع لله تعالى رب العالمين, ولا ينصرف من عرفة حتى تغرب الشمس, فإذا غَرَبَتَ توجه إلى مزدلفة, فإذا وصلها صلَّوا بها المغرب والعشاء حين الوصول, أما ما يفعله بعض العامة, من لقط حصى الجمار حين الوصول إلى مزدلفة قبل الصلاة, وظنهم أن ذلك مشروع, فلا أصل لـه, يبيت الحاج في مزدلفة, فإذا صلى الفجر وأسفر جداً, دفع إلى منى, وأما الانتقال منها آخر الليل, فللضعفة من النساء والصبيان فقط, فإذا وصل منى رمى جمرة العقبة بسبع حصيات, يكبر مع كل حصاة, ولا بد من دخول الحصى في الحوض, ثم ينحر هديه إن كان متمتعاً أو قارناً, وأما الحلق أو التقصير فعلى الجميع, وبذلك يتحلل التحلل الأول, فيحل لـه كل شيء حرم عليه قبل الإحرام إلا النساء, ثم بعد ذلك يسن له التطيب والذهاب إلى مكة لطواف الإفاضة, وبعد الطواف وأداء الركعتين, يسعى سعي الحج إن كان متمتعا, وإما إن كان قارناً أو مفرداً, وكان قد سعي عقب طواف القدوم, فلا سعي عليهما, فإن لم يكونا سعيا مع القدوم لزمهما سعي الحج, وبذلك يتحلل الجميع التحلل الثاني, فيباح له كل شيء حتى النساء .
وبعد ذلك يبقى الحاج في منى, لرمي الجمار أيام التشريق, ولا يصح الرمي إلا عقب الزوال, فيرمي أولاً الصغرى, ثم الوسطى, ثم جمرة العقبة بسبع حصيات لكل واحدة منهن, يكبر مع كل رمية, وأيام الرمي بعد العيد يومان لمن تعجل, وثلاثة لمن تأخر, وبعد الرمي يطوف للوداع .
تقبل الله من الجميع حجهم, وسعيهم, وردهم سالمين غانمين .
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وأيا كم بالذكر الحكيم .واستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية :
الحمد لله يعطي ويمنع, ويخفض ويرفع, ويضر وينفع, ألا إلى الله تصيرُ الأمور. وأصلي وأسلم على الرحمةِ المهداة, والنعمة المسداة, وعلى آله وأصحابه والتابعين,
أما بعدُ:
فهناك جملة من البدع والمخالفات التي يفعلها بعض الحجاج, مما ينبغي التحذير منها والنهي عنها,
فمن المخالفات الاضطباع عند الإحرام, وهو وضع وسط الرداء تحت الكتف الأيمن وطرفاه على كتفه الأيسر, وإنما ذلك مسنون قبيل الطواف وحتى الانتهاء منه, ومن ذلك التلبية الجماعية بصوت واحد, ومن ذلك قصد المساجد التي في مكة, والجبال, والبقاع التي حولها كجبل حراء, ومن ذلك صلاةُ المحرم إذا دخل الحرم تحية المسجد, والسنة البدء بالطواف, ومن ذلك الاقتتالُ على الحجر الأسود, والصلاة خلف المقام, وكأنها ركنان لا يتم الحج إلا بها .
والأولى احتساب الأجر بالتخفيف على الناس, بتجنب المزاحمة, فليس تقبيل الحجر بواجب, كما أن ركعتي الطواف مشروعة في المسجد كله
ومن ذلك تقبيل الركن اليماني, أو الإشارة إليه, والسنة استلامه باليد فقط إن تيسر ذلك,
ومن المخالفات: جري النساء بين العلمين الأخضرين في المسعى, وإنما هو للرجال خاصة, ومن ذلك أن بعض من يسعون في الدور الثاني من المسعى لا يستكملون الأشواط حين يرجعون قبل الدوران, فوق مايحاذي الصفا والمروة, ومن المخالفات: ما يظن بعض الحجاج أن ذهابهم من الصفا والمروة, وعودتهم منها إلى الصفا يعد شوطاً واحداً, الحق أن ذهابهم شوط, وعودتهم شوطٌ ثان, ومن المخالفات: في يوم عرفة صلاة الظهر والعصر قبل خطبة الإمام, أو صلاة التطوع بينها, ومن ذلك الجلوس خارج حدود عرفة حتى خروج الوقت, ومن لم يقف بعرفة بَطَلَ حجه, ومن ذلك الدفع من عرفة إلى مزدلفة , قبل غروب الشمس ,
ومن المخالفات في مزدلف : البدء بجمع الجمار حين الوصول إليها, والسنة البدء بصلاتي المغرب والعشاء أولاً, بأذان واحد وإقامتين مع إتمام المغرب ثلاثاً, وقصر العشاء ركعتين, ومن المخالفات : رحيل الأقوياء من الرجال من مزدلفة إلى منى آخر الليل, وإنما يجوز ذلك للضعفة من النساء والصبيان, أو من معه الضعفة من النساء والصبيان, ومن ذلك أحياء تلك الليلة بصلاة التهجد, والوتر والسنة ترك ذلك, ومن المخالفات :غسل الحصيات قبل الرمي, أو رمي الجمار بالنعل, والحجارة الكبيرة, مع سيلٍ هائلٍ من الشتم والسباب .
ومن مخالفات الرمي : رمي الجمار أيام التشريق قبيل الزوال, والواجب الرمي بعد الزوال لا قبله, ومن المخالفات : ترك طواف الوداع, والحق وجوبه, إلا أنه خفف عن الحائض والنفساء .
ومن المخالفات : ما يظنه بعض الحجاج أن الذهاب إلى المدينة النبوية جزء من الحج لابد منه, والحق أن لا علاقة لذلك بالحج بتاتاً .
اللهم إنَّا نسألُك إيماناً يُباشرُ قلوبنا، ويقيناً صادقاً، وتوبةً قبلَ الموتِ، وراحةً بعد الموتِ، ونسألُكَ لذةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريمِ, والشوقُ إلى لقائِكَ في غيِر ضراءَ مُضرة، ولا فتنةً مضلة،
اللهم زينا بزينةِ الإيمانِ واجعلنا هداةً مهتدين, لا ضاليَن ولا مُضلين, بالمعروف آمرين, وعن المنكر ناهين يا ربَّ العالمين,
2 - أخرجه الإمام أحمد – رحمه الله -
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى