لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

الإعجاز والإيجاز للثعالبي Empty الإعجاز والإيجاز للثعالبي {الأربعاء 11 يناير - 22:30}

عجيب أمر علماء الأمة الإسلامية، علموا أن العلم عبادة ففاضت المكتبات بتوثيق علومهم والمستشفيات بإبداعاتهم الطبية، والمباني بفنهم الهندسي الإسلامي الفريد، والمزارع بهندستهم الزراعية , وهكذا في كل مناحي الحياة، ومع ذلك تجد العالم منهم قصاباً أو نجاراً أو حداداً أو عطاراً أو زراعاً.

ـ وعالمنا اليوم أبو منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي رحمه الله نموذج من هؤلاء فقد كان يخيط جلود الثعالب لأنه كان فراء , ومع ذلك أخذ عن أشهر العلماء الثقات كابن السكيت وأبي عبيدة والأصمعي والخوارزمي وسيبويه والسيرافي وابن جني وغيرهم.

ومع أنه كان فراء فقد وصف بأنه إمام المصنفين، ضربت إليه أباط الأبل وطلعت دواوينه في المشارق والمغارب طلوع النجم في الغياهب.

ـ وصف المؤلف للكتاب:

وصف المؤلف رحمه الله عمله الإبداعي «الإعجاز والإيجاز» بقوله: كتاب في الكلمات القليلة الألفاظ الكثيرة المعاني المستوفية أقسام الحسن والإيجاز الخارجة عن حد الإعجاب إلى الاعجاز في النثر المشتمل على سحر البيان والنظم المحاكي قطع الجمان.

ـ محتوى الكتاب:

قال المؤلف رحمه الله عن محتوى كتابه الإعجاز والإيجاز: وأخرجته في عشرة أبواب فالباب الأول: في بعض ما نطق به القرآن الكريم من الكلام الموجز والمعجز والباب الثاني: في جوامع الكلام عن النبي صلى الله عليه وسلم. والباب الثالث: فيما صدر منها عن الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين. والباب الرابع: فيما نقل عن ملوك الجاهلية. والباب الخامس: فر روايع ملوك الإسلام وأمرائه. والباب السادس: في لطايف كلام الوزراء. والباب السابع: في بدايع كلام الكتّاب والبلغاء. والباب الثامن: في ظرايف الفلاسفة والزهاد والحكماء والعلماء. والباب التاسع: في ملح الظرفاء ونوادرهم. والباب العاشر: في وسايط قلائد الشعراء.

ـ مؤلفات أخرى للمؤلف:

للمؤلف رحمه الله مؤلفات أخرى منها:

يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر، وفقه اللغة وسحر البلاغة، وسر البلاغة، ومؤنس الوحيد في المحاضرات.

ـ ماذا قال عنه الباخرزي:

قال الباخرزي عن المؤلف: أن الثعالبي هو جاحظ نيسابور وزبدة الأحقاب والدهور. لم تر العيون مثله ولا أنكر الأعيان فضله.

ـ أنموذج من محتوى الكتاب:

أولاً: في بعض ما نطق به القرآن من الكلام الموجز المعجز:

قال الثعالبي رحمه الله: من أراد أن يعرف جوامع الكلم ويتنبه إلى فضل الإعجاز والاختصار ويحيط ببلاغة الإيماء ويفطن لكفاية الإيجاز فليتدبر القرآن الكريم وليتأمل علوه على سائر الكلام فمن ذلك قوله عز ذكره: ) إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ( [سورة فصلت آية 30] استقاموا كلمة واحدة تفصح عن الطاعات كلها في الائتمار والانزجار، وذلك لو أن إنساناً أطاع الله سبحانه وتعالى مئة سنة ثم سرق حبة واحدة لخرج بسرقتها عن حد الاستقامة، ومن ذلك قوله عز وجل: ) فلا خوف عليهم ولا هم يحزنزن ( [سورة البقرة آية 38] فقد أدرج فيه ذكر إقبال كل محبوب عليهم , وزوال كل مكروه عنهم , ولا شيء أضر بالإنسان من الحزن والخوف لأن الحزن يتولد من مكروه ماض أو حاضر, والخوف يتولد من مكروه مستقبل فإذا اجتمعا على امرئ لم ينتفع بعيشه بل يتبرم بحياته، والخوف والحزن أقوى أسباب مرض النفس، كما أن السرور والأمن أقوى أسباب صحتها فالحزن والخوف موضوعان بإزاء كل محنة وبلية.

ذوالسرور والأمن موضوعان بإزاء كل صحة ونعمة هنية ومن ذلك قوله عز اسمه: ) لهم الأمن وهم مهتدون ( [سورة الأنعام آية 82] فالأمن كلمة واحدة تنبئ عن خلوص سرورهم من الشوائب كلها لأن الأمن إنما هو السلامة من الخوف.

والحزن المكروه الأعظم كما تقدم ذكره فإذا نالوا الأمن بالإطلاق ارتفع الخوف عنهم واارتفع بارتفاعه المكروه وحصل السرور المحبوب.

ومن ذلك قوله تعالى ذكره: ) أوفوا العقود ( [سورة المائدة آية 3] فهما كلمتان جمعتا ما عقده الله على خلقه لنفسه وتعاقده الناس فيما بينهم ومن ذلك قوله سبحانه ) فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين ( [سورة الزخرف آية 71] فلم يبق مقترح لأحد إلا وقد تضمنته هاتان الكلمتان مع ما فيهما من القرب وشرف اللفظ وحسن الرونق ومن ذلك قوله عز وجل: ) والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس ( [سورة البقرة آية 64] فهذه الكلمات الثلاث الأخيرة تجمع من أصناف التجارات وأنواع المرافق في ركوب السفن ما لا يبلغه الإحصاء ومن ذلك قوله جل جلاله: ) فاصدع بما تؤمر ( [سورة الحجر آية 94] ثلاث كلمات اشتملت على شرائط الرسالة وشرائعها وأحكامها وحلالها وحرامها، ومن ذلك قوله جل ثناؤه في وصف خمر الجنة: ) لا يصدعون عنها ولا ينزفون ( [سورة الواقعة آية 19] فهاتان الكلمتان قد أتتا على جميع معايب الخمر ولما كان منها ذهاب العقل وحدوث الصداع برأ الله خمر الجنة وأثبت طيب النفس وقوة الطبع وحصول الفرح.

ومن ذلك قوله تبارك وتعالى: ) لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ( [سورة المائدة آية 66] وهو كلام يجمع جميع ما يأكله الناس مما تنبته الأرض ومن ذلك قوله عز وعلا: ) ولهن مثل الذي عليهن ( وهو كلام يتضمن جميع ما يجب على الرجال من معاشرة النساء وصيانتهن وإزاحة حللهن وبلوغ كل مبلغ فيما يؤدي إلى مصالحن ومناجحهن وجميع ما يجب على النساء من طاعة الأزواج وحسن مشاركتهم وطلب مرضاتهم وحفظ غيبتهم وصيانتهم عن خيانتهم ومن ذلك قوله تبارك وتعالى: ) ولكم في القصاص حياة ( [سورة البقرة آية 179] ويحكى عن أزدشير الملك ما ترجمه بعض البلغاء فقال: القتل أنفى للقتل: ففي كلام الله تعالى كل ما في كلام أزدشير الملك وفيه زيادة معاني حسنة فمنها إبانة العدل بذكر القصاص والإفصاح عن الغرض المطلوب فيه من الحياة , والحث بالرغبة والرهبة على تنفيذ حكم الله به والجمع بين ذكر القصاص والحياة , والبعد عن التكرير الذي يشق على النفس فإن قوله القتل أنفى للقتل تكرير غيره أبلغ منه ومن ذلك قوله عز ذكره في أخوة يوسف: ) فلما استيأسوا منه خلصوا نجياً ( [يوسف آية 80] وهذه صفة اعتزالهم لجميع الناس وتقليبهم الآراء ظهراً لبطن وأخذهم في تزوير ما يلقون به آباهم عند عودتهم إليه وما يوردون عليه من ذكر الحادث فتضمنت تلك الكلمات القصيرة معاني القصة الطويلة ومن ذلك قوله جلت عظمته: ) وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء ( [سورة الأنفال آية 58] فلو أراد أحد الأعيان الأعلام في البلاغة أن يعبر عنه لم يستطع أن يأتي بهذه الألفاظ مؤدية عن المعنى الذي يتضمنها حتى يبسط مجموعها , ويصل مقطوعها, ويظهر مستورها فيقول إن كان بينكم وبين قوم هدنة وعهد فخفن منهم خيانة أو نقضاً فاعلمهم أنك نقضت ما شرطت لهم وآذنهم بالحرب لتكون أنت وهم في العلم بالنقض على سواء.



بقلم الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى

أستاذ علوم النبات في جامعة عين شمس

ومدير مركز ابن النفيس للخدمات الفنية في البحرين

http://www.nazme.net
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى