لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
خلود
خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

من الجذور الثقافية لتدني مكانة المرأة العربية Empty من الجذور الثقافية لتدني مكانة المرأة العربية {الخميس 12 يناير - 23:33}



جاءت نتائج الانتخابات البرلمانية في الكويت لتثبت النظرة الدونية لمكانة المرأة في المجتمعات العربية حيث لم تنجح مرشحة واحدة للبرلمان في انتخابات 2006م رغم أن التوقعات والآمال كانت عكس ذلك تماماً ، ولكن الفوز الكاسح للرجال وعدم الفوز لأي امرأة ، وتدني الأصوات ، وتخلي المرأة عن مناصرة المرأة ، وتفضيلها للرجل عليها يثبت أن ثقافة تهميش المرأة في المجتمعات العربية ثقافة متغلغلة في المعين الجيني للمجتمعات العربية .

وبالدراسة والبحث نجد أن من العوامل الدالة على عمق النظرة الدونية للمرأة العربية تتمثل في الأمثال والآداب الشعبية ، والأحاديث الموضوعة والمكذوبة .

والأمثال والحكم الشعبية محصلة مركزة لقناعات الأمم وأفكارها باعتبار ( أنها ) قد تأثرت بالأجداث والظروف الاجتماعية .

تحتل الأمثال والحكم الشعبية مكانة في التربية الشعبية ( كما جاء في المرأة رؤية من وراء جدار ، جميلة كديور ( ص28 ) .

ويرى الدارس للأمثال الشعبية الصورة الدونية للمرأة في الثقافة العربية ، حيث تكرس تلك الأمثال التمييز بين المرأة والرجل على أسس غير علمية وغير عقلية ، وتحاول جاهدة نزع درع التمكين الذي شرعه الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم للمرأة المسلمة ، ومن هذا الأمثلة ( إذا مشت للمرا ما تنسى العصا ) ، وهذا المثل يتنافى مع كرامة المرأة العربية وعقليتها وحريتها لأن المثل العربي يقول : ( العبد يقرع بالعصا والحر تكفيه المقالة ) ، فإذا كانت العصا ملازمة لوجود المرأة ، فإن في هذا نزعًا لحريتها وتكريسا لعبوديتها .

ويقول المثل : ( بيت البنات خراب ) و ( بيت البنات خاوي ) ، وفي هذا تمييز في التربية بين البنت والولد ، لأن التمييز يحدث بسبب الاعتقاد الخاطئ الذي يجعل البنت أقل من الولد ، والمرأة أقل مرتبة من الرجل ، ولهذا المعتقد الخاطئ يهتم بالولد أكثر من البنت في التربية والتعليم والوضع الاجتماعي .

ويقول المثل : ( هم البنات حتى الممات ) و ( البنات أولهم شماتة وأخرهم ندامة ) ويقولون ( ديرها في الرجال واترجّاها وديرها النساء وانساها ) ، ويقولون ( اللحية تسبق الضفيرة ) واللحية للذكر والضفيرة للأنثى ، وبذلك رسمت تلك الأمثال الشعبية وجسدت الصورة الدونية والسلبية للمرأة في المجتمعات العربي ، مما كرس التمايز بين المرأة والرجل ، والبنت والولد ، والذكر والأنثى ، وهذا ما تجنيه المرأة العربية الآن في الانتخابات العامة ، حتى النساء لا يقن في النساء ، ولا ينتخبن النساء ، وقد جسدت المرأة العربية هذا التمايز ضد المرأة عندما غضب عليها وعلى وليدتها وهجر زوجها أبو حمزة البيت الذي تقطن فيه زوجته مع مولدتها كرهًا فيهما فقالت المرأة :

ما لأبي حمزة لا يأتينا يظل في البيت الذي يلينا

غضبان إن لا نلد البنيا تالله ما ذاك بأيدينا

وإنما نأخذ ما يعطينا ونحن كالأرض لزارعينا

ننبت ما قد زرعوه فينا

وجاء الإسلام لينقض هذا الفهم الجاهلي عن المرأة ، وعندما رأى بعض الرجال أنصاف الإسلام للمرأة على غير ما يرغبون ، وعندما لم يجدوا في دين الله ما يشبع رغباتهم غير السوية في التمييز ضد المرأة ، لجأوا إلى الكذب على الله عز وجل وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، ووضعوا الأحاديث المكذوبة لتأييد فهمهم الجاهلي فقالوا ( شاورهن وخالفوهن ) وهذا حديث مكذوب ويتصادم مع القرآن والسنة ، فالله يقول : { فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا } [البقرة : 233] فالتشاور هنا بين الزوج والزوجة ، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم أخذ بمشورة زوجه أم سلمة في صلح الحديبية ، عندما لم يطبق الصحابة أمر رسول الله في الحلق والذبح .

ومن الأحاديث الضعيفة ( هلكت الرجال حين أطاعت النساء ) ، والثابت شرعًا أن الرجال في الحديبية نجوا بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لزوجه أم سلمة رضي الله عنها .

وقالوا : ( طاعة المرأة ندامة ) وهذا من الأحاديث الموضوعة .

ومن الأحاديث المكذوبة ( أن المرأة لا ترى أحداً ولا يراها أحد ) وهذا الحديث كما قال الغزالي : لم يذكره كتاب سنة محترم ، وهو يخالف ما تواتر من القرآن والأحاديث الصحاح .

ومن الأحاديث المكذوبة ( المرأة شر كلها وشر ما فيها أنه لا بد منها ) وقولهم ( لا تسكنوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة ) وقولهم ( دفن البنات من المكرمات ) ( ونعم الختن القبر ) وهذه الأحاديث المختلفة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي كذب وافتراء على الله ورسوله .

وفي الأدب الفارسي يشبه الرجال السيئون بالمرأة ، وتشبه النساء الرشيدات بالرجل وهم يقولون :

- النساء برغم ظاهرهن الجميل ينطوين على الخبث .

- لعلك لا تجد الوفاء أينما اتجهت في الحصان أو السيف أو المرأة .

- فضل الرجال على النساء لأن الرجل يمتاز على المرأة برؤيته النافذة .

- الزوج هو إله المرأة الثاني .

- لا تصغ لحديث النساء وقم بتجاهلهن ما استطعت ( انظر المرأة رؤية من وراء جدار ، جميلة كديور ( ص33 ) .

وقد أورد الإمام الغزالي الحكيم والفيلسوف الإسلامي في كتابه ( نصيحة الملوك ) ملاحظات تتعلق بالمراة حيث يقول : إن حواء عصت في الجنة وأكلت من نبات الحنطة ، فإن الباري جل وعلا عاقب النساء بثمانية عشرا أمرا ) .

اذكر هنا منها : المحيض ، الحمل والولادة ، فراق الوالدين والزواج بالرجل الغريب ، النفاس ، أنها لا تملك جسدها ، أحل للرجل أربع زوجات ، ولم يبح لها إلا زوجاً واحداً ، وجوب أن تلزم دارها ، أبيح للرجل صلاة العيد والجمعة والميت والغزو ، دونها ، جعل الفضل ألف جزء واحد منها للنساء الصالحات والباقي للرجال وإن نصف أهل النار من الفاجرات ( انظر محمد الغزالي ، نصيحة الملوك ، نقلاً عن المرجع السابق ) .

وهكذا تجذرت ثقافة تدني مكانة المرأة في التربية العربية ، وهذا مخالف تمامًا لمكانة المرأة في شرع الله ، لذلك لا نستغرب أن لا ينتخب الرجال النساء في الكويت ، وإن لا تنتخب المرأة ، وهذا من بقايا الجاهلية التي جاء الإسلام لمخالفتها ومحوها من حياة المسلمين ، ونأمل أن يكون الرجل وتكون المرأة في البحرين أكثر وعياً لدين الله ويتم انتخاب المرأة بعيداً عن ثقافة الجاهلية الدونية للمرأة .

وعلى الدعاة إلى الله ، وخطباء المساجد ، والكتاب ، والمعلمين ، ومعدي المناهج دور رئيسي في تربية الناشئة على التربية الإسلامية التي رفعت المرأة في مكانة عالية سنجعلها موضوعات لمقالات أخرى بإذن الله .

الأسرة والمجتمع - أخبار الخليج - الخميس 24 جمادى الآخرة 1427ه- - 20يوليو 2006م

بقلم : د . نظمي خليل أبو العطا
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى