عبد الرحمن
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ما المقصود بمحارم الله ، وما هو انتهاك محارم الله الواردة بحديث النبي صلى الله
عليه وسلم: ( لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بأعمال أمثال جبال تهامة
بيضاء ، فيجعلها الله هباء منثورا . قال ثوبان : يا رسول الله ! صفهم لنا ،
جَلِّهِم لنا لا نكون منهم ونحن لا نعلم . قال : أما إنهم إخوانكم ، ومن جلدتكم ،
ويأخذون من الليل كما تأخذون ، ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ) هل
المقصود بانتهاك محارم الله الزنا ، وهل انتهاك محارم الله يستلزم الحد عملا بقول
الله تعالى : ( والحرمات قصاص ) ؟ هل من ينتهك محارم الله ومات ولم يتب جزاؤه النار
؟ هل الخلوة والوقوع بالفاحشة هي انتهاك لمحارم الله ؟ هل الشخص الذي لا يغض البصر
هو منتهك لمحارم الله ؟ وهل المرأة غير المتحجبة والمبتذلة في لبسها والمتعطرة التي
تفتن شباب المسلمين هي منتهكه لمحارم الله ؟ هل انتهاك محارم الله المقصود به
الخيانة الزوجية أخذا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أيما امرأة خلعت ثيابها
في غير بيت زوجها فقد برئت منها ذمة الله ورسوله ) وقوله أيضا : ( أيما امرأة وضعت
ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله ) ؟ هل من ينتهك محارم
الله هو خائن لله وللرسول وللأمانة ؟ هل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اتق
المحارم تكن أعبد الناس ) المقصود به هم الأقارب فقط ، أم أنه مصطلح عام يشمل
المسلم والكافر ؟ هل محارم الله هي اقتراف السيئات وعدم التناهي عنها ، وهذا نجده
في قول الله تعالى : ( كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه ) ؟ هل محارم الله اتباع
الشهوات وترك العبادات ، وهذا نجده في قول الله تعالى : ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا
الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا
ما المقصود بمحارم الله ، وما هو انتهاك محارم الله الواردة بحديث النبي صلى الله
عليه وسلم: ( لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بأعمال أمثال جبال تهامة
بيضاء ، فيجعلها الله هباء منثورا . قال ثوبان : يا رسول الله ! صفهم لنا ،
جَلِّهِم لنا لا نكون منهم ونحن لا نعلم . قال : أما إنهم إخوانكم ، ومن جلدتكم ،
ويأخذون من الليل كما تأخذون ، ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ) هل
المقصود بانتهاك محارم الله الزنا ، وهل انتهاك محارم الله يستلزم الحد عملا بقول
الله تعالى : ( والحرمات قصاص ) ؟ هل من ينتهك محارم الله ومات ولم يتب جزاؤه النار
؟ هل الخلوة والوقوع بالفاحشة هي انتهاك لمحارم الله ؟ هل الشخص الذي لا يغض البصر
هو منتهك لمحارم الله ؟ وهل المرأة غير المتحجبة والمبتذلة في لبسها والمتعطرة التي
تفتن شباب المسلمين هي منتهكه لمحارم الله ؟ هل انتهاك محارم الله المقصود به
الخيانة الزوجية أخذا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أيما امرأة خلعت ثيابها
في غير بيت زوجها فقد برئت منها ذمة الله ورسوله ) وقوله أيضا : ( أيما امرأة وضعت
ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله ) ؟ هل من ينتهك محارم
الله هو خائن لله وللرسول وللأمانة ؟ هل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اتق
المحارم تكن أعبد الناس ) المقصود به هم الأقارب فقط ، أم أنه مصطلح عام يشمل
المسلم والكافر ؟ هل محارم الله هي اقتراف السيئات وعدم التناهي عنها ، وهذا نجده
في قول الله تعالى : ( كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه ) ؟ هل محارم الله اتباع
الشهوات وترك العبادات ، وهذا نجده في قول الله تعالى : ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا
الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا
الجواب :
الحمد لله
محارم الله : هي كل ما حرمه
الله تعالى من الصغائر والكبائر ، كالنظر والاختلاط والتبرج المحرم ، ومثله الزنا
والربا والرشوة والظلم والسرقة والغيبة والنميمة ، ونقض ما أمر الله بالوفاء به ،
وقطع ما أمر الله به أن يوصل ؛ فهو لفظ عام تدخل فيه المعاصي بجميع أنواعها . قال
الله تعالى : ( وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ
وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ
أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) الرعد:25 .
وقد جاء
استعمال لفظ " محارم الله " في أحاديث كثيرة ، منها :
ما رواه الإمام مسلم في
صحيحه برقم (2328) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ :
( مَا ضَرَبَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ ، وَلَا
امْرَأَةً ، وَلَا خَادِمًا ، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَمَا
نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ ، إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ
شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ )
ومنها ما
رواه الإمام أحمد في "المسند" (4/182) عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ
الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ :
( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ، وَعَلَى
جَنْبَتَيْ الصِّرَاطِ سُورَانِ فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ ، وَعَلَى
الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ ، وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ :
أَيُّهَا النَّاسُ ! ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا ، وَلَا تَتَفَرَّجُوا ،
وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ جَوْفِ الصِّرَاطِ ، فَإِذَا أَرَادَ يَفْتَحُ شَيْئًا مِنْ
تِلْكَ الْأَبْوَابِ قَالَ : وَيْحَكَ لَا تَفْتَحْهُ ! فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ
تَلِجْهُ ، وَالصِّرَاطُ الْإِسْلَامُ ، وَالسُّورَانِ حُدُودُ اللَّهِ تَعَالَى ،
وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللَّهِ تَعَالَى ، وَذَلِكَ الدَّاعِي
عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالدَّاعِي فَوْقَ
الصِّرَاطِ وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ ) .
صححه الحاكم في
"المستدرك" (1/144) على شرط مسلم، وكذا الذهبي في التلخيص، وحسنه محققو مسند أحمد،
والشيخ الألباني في "صحيح الجامع" (3887) .
وأما حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي
الله عنه ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(
مَنْ يَأْخُذُ عَنِّي هَؤُلاَءِ الكَلِمَاتِ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ أَوْ يُعَلِّمُ
مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَقُلْتُ : أَنَا يَا رَسُولَ
اللهِ !
فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّ خَمْسًا وَقَالَ :
اتَّقِ الْمَحَارِمَ
تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى
النَّاسِ ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا
تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا ، وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ ، فَإِنَّ
كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ القَلْبَ ) .
رواه أحمد (2/310) والترمذي (2305)
والطبراني في "الأوسط" (7/125) وغيرهم من طريق جعفر بن سليمان عن أبي طارق عن الحسن
عن أبي هريرة .
قال الطبراني : " لم يرو هذا الحديث عن الحسن إلا أبو طارق ،
تفرد به جعفر بن سليمان " انتهى .
وقال الترمذي : " هذا حديث غريب لا نعرفه إلا
من حديث جعفر بن سليمان ، والحسن لم يسمع عن أبي هريرة شيئا ، هكذا روي عن أيوب
ويونس بن عبيد وعلي بن زيد قالوا : لم يسمع الحسن من أبي هريرة ، وروى أبو عبيدة
الناجي عن الحسن هذا الحديث قوله ، ولم يذكر فيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم " انتهى .
وفيه علة أخرى هي جهالة أبي طارق السعدي ، إذ لم يرد فيه
توثيق ولا تجريح عن أحد من أهل العلم ، فقال فيه الذهبي في "الميزان" (4/540) : "
لا يعرف " انتهى .
ولبعض جمل هذا الحديث شواهد اقتضت تصحيح الحديث عند بعض أهل
العلم ، كالشيخ الألباني رحمه الله في "السلسلة الصحيحة" (برقم/930)، غير أن جملة
الشاهد وهي ( اتق المحارم تكن أعبد الناس ) لم يرد ما يشهد لها ، والله أعلم
بالصواب .
يقول المناوي في "فيض القدير" (1/161) :
" أي : احذر الوقوع
في جميع ما حرم الله عليك تكن أعبد الناس ، أي : مِن أعبدهم ، لما أنه يلزم من ترك
المحارم فعل الفرائض ، فباتقاء المحارم تبقى الصحيفة نقية من التبعات ، فالقليل من
التطوع مع ذلك ينمو وتعظم بركته ، فيصير ذلك المتقي من أكابر العباد ، وقال الذهبي
: هنا والله تسكب العبرات ، فيلزم أن يكون بصيرا بكل واجب فيقوم به ، وعارفا بكل
محرم فيجتنبه " انتهى بتصرف يسير .
وقد جاء في الكتاب الكريم من التحذير
والترهيب من الوقوع في محارم الله ما يغني ويكفي ،
يقول الله تعالى : ( تِلْكَ
حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ
هُمُ الظَّالِمُونَ ) البقرة/229
ويقول عز وجل : ( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ
عَذَابٌ مُهِينٌ ) النساء/14
على أننا ننبه أخانا الكريم على أن حديث ( اتق
المحارم تكن أعبد الناس ) ليس له علاقة بالأقارب أو الأهل ، أو المسلم والكافر ؛
وإنما اختلط عليك المحارم المشار إليها في هذه الأحاديث وأمثالها ، والتي يقصد بها
: ما حرمه الله على عباده ، والمحارم في باب النكاح ، كالأم والأخت ونحو ذلك ؛ وهذا
لا علاقة له بما نحن فيه .
والله تعالى أعلم .
- ما المقصود بالأمانة في قول الله تعالى : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ)؟
- ورد في القرآن الكريم أن الله لا يحب المتكبرين فما المقصود من التكبر في القرآن؟
- المقصود بالذكر والدعاء دبر الصلاة
- المقصود بالأمانة في قوله تعالى إنا عرضنا الأمانة
- المقصود بالكمال في حديث لم يكمل من النساء إلا أربعة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى