صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
عباد الله هذه الأيام مطايا فأين العدة قبل المنايا أين الأنفة
من دار الأذايا أين العزائم أرضيتم بالدنايا إن بلية الهوى لا تشبه
البلايا وإن خطيئة الإصرار لا كالخطايا يا مستورين ستظهر الخبايا سرية
الموت لا تشبه السرايا قضية الزمان ليست كالقضايا راعي السلامة يقتل
الرعايا رامي المنون يصمي الرمايا ملك الموت لا يقبل الهدايا أيها الشاب
ستسأل عن شبابك أيها الكهل تأهب لعتابك أيها الشيخ تدبر أمرك قبل سد بابك
كنت في بداية الشباب أصلح فيا عجبا كيف أفسد من أصلح يا مريض القلب قف
بباب الطبيب
يا مبخوس الحظ اشك فوات النصيب لذ بالجناب ذليلا وقف على الباب طويلا
واتخذ في هذا العشر سبيلا واجعل جناب التوبة مقيلا واجتهد في الخير تجد
ثوابا جزيلا قل في الأسحار أنا تائب ناد في الدجى قد قدم الغائب
أنا المسيء المذنب الخاطي
المفرط البين إفراطي
( فإنا تعاقب أنا أهل له
وأنت أهل العفو عن خاطي
ألجأني إلى الذل أنا الجاني وألقاني الزلل على باب الأسف بدمعي القاني
ولقد أقرح شأني من خوف شانى ء شاني ( اعف عني وأقلني عثرتي
يا عمادي للمات الزمن
( لا تعاقبني فقد عاقبني
ندم أتلف روحي والبدن
( لا تطير وسنا عن مقلة
أنت أهديت لها طيب الوسن
( إن تؤاخذني فمن ذا أرتجي
وإذا لم تعف عن ذنبي فمن
الكلام على قوله تعالى
( ألم تر كيف فعل ربك بعاد
خوف المخالفين ما فعل بنظرائهم وفي إرم أربعة أقوال أحدها أنه اسم أمة من
الأمم ومعناه القديمة قاله مجاهد والثاني أنه اسم قبيلة من قوم عاد قاله
قتادة والثالث أنه اسم لجد عاد لأنه عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح قاله
إسحاق وقد قرأ ابن مسعود وابن عمر بعاد إرم على الإضافة والرابع أنه اسم
بلدة ثم فيها ثلاثة أقوال أحدها أنها دمشق قاله سعيد بن المسيب وعكرمة
والثاني الإسكندرية قاله محمد بن كعب والثالث أنها مدينة صنعها شداد بن
عاد قاله كعب
فيخرج على قوله تعالى ذات العماد أربعة أقوال أحدها أنهم كانوا
أهل عمد وخيام والثاني أن المراد بالعماد الطول قاله الزجاج يقال عمد إذا
كان طويلا والثالث ذات الشدة والرابع ذات البناء المحكم قوله تعالى ( التي
لم يخلق مثلها في البلاد ) فيه قولان أحدهما القبيلة في طولها وقوتها
والثاني المدينة أخبرنا عبد الخالق بن أحمد بن يوسف بسنده عن وهب بن منبه
عن عبد الله بن قلابة أنه خرج في طلب إبل له شردت فبينا هو في صحارى عدن
أبين في تلك الفلوات إذ هو قد وقع على حصن حول ذلك الحصن قصور كثيرة فلما
دنا منها ظن أن فيها أحدا يسأله عن إبله فإذا لا خارج ولا داخل فنزل عن
ناقته فعقلها ثم استل سيفه ودخل من باب الحصن فإذا هو ببابين عظيمين لم ير
في الدنيا شيء أعظم منهما ولا أطول وفي البابين نجوم من ياقوت أبيض وياقوت
أحمر تضيء البابين ما بين الحصن والمدينة فلما رأى الرجل أعجبه وتعاظمه
الأمر فدخل فإذا هو بمدينة لم ير الراءون مثلها قط فإذا هو في قصور كل قصر
معلق تحته أعمدة من زبرجد وياقوت ومن فوق كل قصر منها غرف ومن فوق الغرف
غرف مبنية بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت والزبرجد وكل مصاريع تلك القصور
وتلك الغرف مثل مصارع باب المدينة بالياقوت الأبيض والأحمر مفروشة تلك
القصور وتلك الغرف باللؤلؤ وبنادق المسك والزعفران فلما عاين الرجل ذلك
ولم ير أحدا هاله ذلك وأفزعه ثم نظر في الأزقة فإذا هو بشجر في كل زقاق
منها قد أثمر وتحت الأشجار أنهار مطردة يجري ماؤها في قنوات من فضة فقال
الرجل إن هذه للجنة التي وصف الله عز وجل ثم حمل معه من لؤلئها وزبرجدها
ثم عاد إلى بلده فأظهر ما كان معه وأعلم الناس أمره فبلغ ذلك معاوية بن
أبي سفيان فكتب إلى صنعاء فجيء به فسأله عما رأى فأخبره فأنكر ذلك فأراه
ما قد أخذ منها لؤلؤا قد اصفر وبنادق مسك لم يجد لها ريحا ففتها فإذا ريح
المسك فبعث إلى كعب
وقال إني دعوتك إلى شيء رجوت أن يكون علمه عندك هل بلغك أن في
الدنيا مدينة مبنية بالذهب والفضة عمدها زبرجد وياقوت وحصباؤها لؤلؤ فقال
نعم هي إرم ذات العماد التي بناها شداد بن عاد قال حدثنا حديثها فقال إن
عادا الأول كان له ابنان شديد وشداد فهلك عاد وملك ابناه البلاد ولم يبق
أحد إلا في طاعتهما ثم مات شديد فملك شداد وحده فكانت له الدنيا جميعا
وكان مولعا بقراءة الكتب وكلما مر بذكر الجنة دعته نفسه إلى أن يبني مثلها
عتوا على الله عز وجل فأمر على صنعتها مائة قهرمان مع كل قهرمان ألف من
الأعوان ثم قال انطلقوا إلى أطيب فلاة في الأرض وأوسعها فاعملوا لي مدينة
من ذهب وفضة وياقوت وزبرجد ولؤلؤ تحت تلك المدينة أعمدة من زبرجد وفوق
القصور غرف من فوق الغرف غرف واغرسوا تحت تلك القصور في أزقتها أصناف
الثمار وأجروا تحتها الأنهار فإني أسمع في الكتب صفة الجنة وأنا أحب أن
أجعل مثلها في الدنيا فقالوا كيف نقدر على ما وصفت لنا من الزبرجد
والياقوت والذهب والفضة قال ألستم تعلمون أن ملك الدنيا كلها بيدي قالوا
بلى قال فانطلقوا إلى معادن الزبرجد والياقوت والذهب والفضة وخذوا ما في
أيدي الناس من ذلك وكتب إلى كل ملك في الدنيا يأمره أن يجمع ما في بلاده
من جوهرها ويحفر معادنها فجمعوا ذلك في عشر سنين وكان عدد الملوك مائتين
وستين ملكا وخرج الفعلة فتبددوا في الصحارى فوقعوا على صحراء عظيمة نقية
من الجبال والتلال فإذا هم بعيون مطردة فقالوا صفة التي أمرنا بها فأخذوا
بقدر الذي أمرهم من الطول والعرض وأجروا قنوات الأنهار ووضعوا الأساس
وأرسلت إليهم الملوك بالزبرجد والياقوت والذهب والفضة واللؤلؤ والجوهر
وأقاموا في ذلك ثلاثمائة سنة وكان عمر شداد تسعمائة سنة فلما أتوه فأخبروه
بفراغهم منها قال انطلقوا فاجعلوا عليها حصنا واجعلوا حول الحصن ألف قصر
عند كل قصر ألف علم يكون في كل قصر وزير من وزرائي ففعلوا ثم أخبروه فأمر
ألف وزير من
خاصته ومن يثق به أن يتهيأوا للنقلة إلى إرم ذات العماد وأمر من أراد من
نسائه وخدمه بالجهاز فأقاموا في جهازهم عشر سنين ثم سار بمن أراد فلما بلغ
إلى مسيرة يوم وليلة بعث الله عليه وعلى
أصحابه وعلى من كان معه صيحة من السماء فأهلكتهم جميعا ولم يدخل إرم ولا
أحد ممن كان معه ولم يقدر على أحد منهم حتى الساعة وروى الشعبي عن دغفل
الشيباني عن علماء حمير قالوا لما هلك شداد بن عاد ومن معه من الصيحة ملك
بعده ابنه ابن شداد وقد كان أبوه خلفه بحضرموت على ملكه وسلطانه فأمر بحمل
أبيه من تلك المغارة إلى حضرموت وأمر فحفرت له حفيرة في مغارة فاستودعه
فيها على سرير من ذهب وألقى عليه سبعين حلة منسوجة بقضبان الذهب ووضع عند
رأسه لوحا عظيما من ذهب وكتب عليه ( اعتبر بي أيها المغرور
بالعمر المديد
( أنا شداد عاد
صاحب الحصن العميد
( وأخو القوة والبأساء
والملك المشيد
( دان أهل الأرض لي
من خوف وعيدي
( وملكت الشرق والغرب
بسلطان شديد
( وبفضل الملك والعدة
فيه والعديد
( فأتى هود وكنا
في ضلال قبل هود
( فدعانا لو قبلناه
في الأمر الشديد
( فعصيناه وناديت
ألاهل من مجيد
( فأتتنا صيحة تهوى
من الأفق البعيد
( فتوافينا كزرع
وسفا بيدا حصيد
قوله تعالى ( وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ) قطعوه ونقبوه (
وفرعون ذي الأوتاد ) فيه ستة أقوال أحدها أنه كان يعذب الناس بأربعة أوتاد
يشدهم فيها ثم يرفع صخرة فتلقى على الإنسان فتشدخه قاله ابن عباس والثاني
أن المعنى ذو البناء المحكم قاله الضحاك والثالث أن المراد بالأوتاد
الجنود كانوا يشدون ملكه وهذه الأقوال الثلاثة عن ابن عباس والرابع أنه
كان يبني منارا يذبح عليها الناس والخامس أنه كان له أربع أسطوانات يأخذ
الرجل فيمد كل قائمة منه إلى أسطوانة فيعذبه روي القولان عن سعيد بن جبير
والسادس أنه كانت له أوتاد وأرسان وملاعب يلعب به عليها قاله عطاء وقتادة
قوله تعالى ( الذين طغوا في البلاد ) يعني عادا وثمودا وفرعون عملوا
بالمعاصي وتجبروا على أنبياء الله تعالى فأكثروا فيها الفساد بالقتل
والمعاصي ( فصب عليهم ربك سوط عذاب ) قال ابن قتيبة إنما قال سوط عذاب لأن
التعذيب قد يكون بالسوط وقال الزجاج جعل سوطه الذي ضربهم به العذاب ( إن
ربك لبالمرصاد ) أي يرصد من كفر به بالعذاب قال الأزهري المرصاد المكان
الذي يجد فيه الراصد العدو
سجع على قوله تعالى
( إن ربك لبالمرصاد ) أين من أصبح بلذاته مغتبطا أمسى في صماته معتبطا أين
من كان أمره فرطا ندم إذا ارتكب غلطا أين من سلك سبيلا شططا نزل لحدا ما
فيه وطا وجأه الملكان فأفزعا وأفرطا وافتضح بقبيحه وانكشف الغطا
ما بين يوم المهينات
وبين يوم المغريات
( إذا تأملت بعيدا
إلا كما بين ها وهات
قل للمشغولين بالفساد الواقفين مع العناد إلى متى ظلم العباد كم مستلب ما
نال المراد ( إن ربك لبالمرصاد
أما عاد العذاب على عاد أما أمرض وما عاد أين من ادعى الربوبية
أو كاد كاده الجبار فيمن كاد ( إن ربك لبالمرصاد ) بيناهم في ظلم المظالم
سلب على أقبح فعله الظالم فبات يقرع سن نادم ولكن لما عثر الجواد أخذوا
لله في مضيقه وأغصه الموت بريقه وبقي متحيرا في طريقه لا ماء ولا زاد كأنك
بك قد بلغت النبوة وصرعت صرعة تعجزك الأوبة وقمت تعرض يومئذ سلع التوبة
ولكن وقت الكساد فلا تغتر بمالك وقصرك ولا تعجب بنهيك وأمرك يا طائر الهوى
ستؤخذ من وكرك وما تعجز الصياد ( إن ربك لبالمرصاد ) من لك إذا سئلت عن
خلقك وجوزيت بأقبح عملك تالله إن تبت من ذلك فكل عشرك أعياد كم أرشدك إلى
رشادك وأنت على فسادك كم أدعوك إلى إسعادك وأنت مع سعادك ضرب بوق رحليك
وما اهتممت بزادك أنا في واد وأنت في واد لقد بالغت لك في النصائح وقمت
منذرا عقبى القبائح والطريق واضح والعلم لائح ( ومن يضلل الله فماله من
هاد ) والحمد لله وحده
عباد الله هذه الأيام مطايا فأين العدة قبل المنايا أين الأنفة
من دار الأذايا أين العزائم أرضيتم بالدنايا إن بلية الهوى لا تشبه
البلايا وإن خطيئة الإصرار لا كالخطايا يا مستورين ستظهر الخبايا سرية
الموت لا تشبه السرايا قضية الزمان ليست كالقضايا راعي السلامة يقتل
الرعايا رامي المنون يصمي الرمايا ملك الموت لا يقبل الهدايا أيها الشاب
ستسأل عن شبابك أيها الكهل تأهب لعتابك أيها الشيخ تدبر أمرك قبل سد بابك
كنت في بداية الشباب أصلح فيا عجبا كيف أفسد من أصلح يا مريض القلب قف
بباب الطبيب
يا مبخوس الحظ اشك فوات النصيب لذ بالجناب ذليلا وقف على الباب طويلا
واتخذ في هذا العشر سبيلا واجعل جناب التوبة مقيلا واجتهد في الخير تجد
ثوابا جزيلا قل في الأسحار أنا تائب ناد في الدجى قد قدم الغائب
أنا المسيء المذنب الخاطي
المفرط البين إفراطي
( فإنا تعاقب أنا أهل له
وأنت أهل العفو عن خاطي
ألجأني إلى الذل أنا الجاني وألقاني الزلل على باب الأسف بدمعي القاني
ولقد أقرح شأني من خوف شانى ء شاني ( اعف عني وأقلني عثرتي
يا عمادي للمات الزمن
( لا تعاقبني فقد عاقبني
ندم أتلف روحي والبدن
( لا تطير وسنا عن مقلة
أنت أهديت لها طيب الوسن
( إن تؤاخذني فمن ذا أرتجي
وإذا لم تعف عن ذنبي فمن
الكلام على قوله تعالى
( ألم تر كيف فعل ربك بعاد
خوف المخالفين ما فعل بنظرائهم وفي إرم أربعة أقوال أحدها أنه اسم أمة من
الأمم ومعناه القديمة قاله مجاهد والثاني أنه اسم قبيلة من قوم عاد قاله
قتادة والثالث أنه اسم لجد عاد لأنه عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح قاله
إسحاق وقد قرأ ابن مسعود وابن عمر بعاد إرم على الإضافة والرابع أنه اسم
بلدة ثم فيها ثلاثة أقوال أحدها أنها دمشق قاله سعيد بن المسيب وعكرمة
والثاني الإسكندرية قاله محمد بن كعب والثالث أنها مدينة صنعها شداد بن
عاد قاله كعب
فيخرج على قوله تعالى ذات العماد أربعة أقوال أحدها أنهم كانوا
أهل عمد وخيام والثاني أن المراد بالعماد الطول قاله الزجاج يقال عمد إذا
كان طويلا والثالث ذات الشدة والرابع ذات البناء المحكم قوله تعالى ( التي
لم يخلق مثلها في البلاد ) فيه قولان أحدهما القبيلة في طولها وقوتها
والثاني المدينة أخبرنا عبد الخالق بن أحمد بن يوسف بسنده عن وهب بن منبه
عن عبد الله بن قلابة أنه خرج في طلب إبل له شردت فبينا هو في صحارى عدن
أبين في تلك الفلوات إذ هو قد وقع على حصن حول ذلك الحصن قصور كثيرة فلما
دنا منها ظن أن فيها أحدا يسأله عن إبله فإذا لا خارج ولا داخل فنزل عن
ناقته فعقلها ثم استل سيفه ودخل من باب الحصن فإذا هو ببابين عظيمين لم ير
في الدنيا شيء أعظم منهما ولا أطول وفي البابين نجوم من ياقوت أبيض وياقوت
أحمر تضيء البابين ما بين الحصن والمدينة فلما رأى الرجل أعجبه وتعاظمه
الأمر فدخل فإذا هو بمدينة لم ير الراءون مثلها قط فإذا هو في قصور كل قصر
معلق تحته أعمدة من زبرجد وياقوت ومن فوق كل قصر منها غرف ومن فوق الغرف
غرف مبنية بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت والزبرجد وكل مصاريع تلك القصور
وتلك الغرف مثل مصارع باب المدينة بالياقوت الأبيض والأحمر مفروشة تلك
القصور وتلك الغرف باللؤلؤ وبنادق المسك والزعفران فلما عاين الرجل ذلك
ولم ير أحدا هاله ذلك وأفزعه ثم نظر في الأزقة فإذا هو بشجر في كل زقاق
منها قد أثمر وتحت الأشجار أنهار مطردة يجري ماؤها في قنوات من فضة فقال
الرجل إن هذه للجنة التي وصف الله عز وجل ثم حمل معه من لؤلئها وزبرجدها
ثم عاد إلى بلده فأظهر ما كان معه وأعلم الناس أمره فبلغ ذلك معاوية بن
أبي سفيان فكتب إلى صنعاء فجيء به فسأله عما رأى فأخبره فأنكر ذلك فأراه
ما قد أخذ منها لؤلؤا قد اصفر وبنادق مسك لم يجد لها ريحا ففتها فإذا ريح
المسك فبعث إلى كعب
وقال إني دعوتك إلى شيء رجوت أن يكون علمه عندك هل بلغك أن في
الدنيا مدينة مبنية بالذهب والفضة عمدها زبرجد وياقوت وحصباؤها لؤلؤ فقال
نعم هي إرم ذات العماد التي بناها شداد بن عاد قال حدثنا حديثها فقال إن
عادا الأول كان له ابنان شديد وشداد فهلك عاد وملك ابناه البلاد ولم يبق
أحد إلا في طاعتهما ثم مات شديد فملك شداد وحده فكانت له الدنيا جميعا
وكان مولعا بقراءة الكتب وكلما مر بذكر الجنة دعته نفسه إلى أن يبني مثلها
عتوا على الله عز وجل فأمر على صنعتها مائة قهرمان مع كل قهرمان ألف من
الأعوان ثم قال انطلقوا إلى أطيب فلاة في الأرض وأوسعها فاعملوا لي مدينة
من ذهب وفضة وياقوت وزبرجد ولؤلؤ تحت تلك المدينة أعمدة من زبرجد وفوق
القصور غرف من فوق الغرف غرف واغرسوا تحت تلك القصور في أزقتها أصناف
الثمار وأجروا تحتها الأنهار فإني أسمع في الكتب صفة الجنة وأنا أحب أن
أجعل مثلها في الدنيا فقالوا كيف نقدر على ما وصفت لنا من الزبرجد
والياقوت والذهب والفضة قال ألستم تعلمون أن ملك الدنيا كلها بيدي قالوا
بلى قال فانطلقوا إلى معادن الزبرجد والياقوت والذهب والفضة وخذوا ما في
أيدي الناس من ذلك وكتب إلى كل ملك في الدنيا يأمره أن يجمع ما في بلاده
من جوهرها ويحفر معادنها فجمعوا ذلك في عشر سنين وكان عدد الملوك مائتين
وستين ملكا وخرج الفعلة فتبددوا في الصحارى فوقعوا على صحراء عظيمة نقية
من الجبال والتلال فإذا هم بعيون مطردة فقالوا صفة التي أمرنا بها فأخذوا
بقدر الذي أمرهم من الطول والعرض وأجروا قنوات الأنهار ووضعوا الأساس
وأرسلت إليهم الملوك بالزبرجد والياقوت والذهب والفضة واللؤلؤ والجوهر
وأقاموا في ذلك ثلاثمائة سنة وكان عمر شداد تسعمائة سنة فلما أتوه فأخبروه
بفراغهم منها قال انطلقوا فاجعلوا عليها حصنا واجعلوا حول الحصن ألف قصر
عند كل قصر ألف علم يكون في كل قصر وزير من وزرائي ففعلوا ثم أخبروه فأمر
ألف وزير من
خاصته ومن يثق به أن يتهيأوا للنقلة إلى إرم ذات العماد وأمر من أراد من
نسائه وخدمه بالجهاز فأقاموا في جهازهم عشر سنين ثم سار بمن أراد فلما بلغ
إلى مسيرة يوم وليلة بعث الله عليه وعلى
أصحابه وعلى من كان معه صيحة من السماء فأهلكتهم جميعا ولم يدخل إرم ولا
أحد ممن كان معه ولم يقدر على أحد منهم حتى الساعة وروى الشعبي عن دغفل
الشيباني عن علماء حمير قالوا لما هلك شداد بن عاد ومن معه من الصيحة ملك
بعده ابنه ابن شداد وقد كان أبوه خلفه بحضرموت على ملكه وسلطانه فأمر بحمل
أبيه من تلك المغارة إلى حضرموت وأمر فحفرت له حفيرة في مغارة فاستودعه
فيها على سرير من ذهب وألقى عليه سبعين حلة منسوجة بقضبان الذهب ووضع عند
رأسه لوحا عظيما من ذهب وكتب عليه ( اعتبر بي أيها المغرور
بالعمر المديد
( أنا شداد عاد
صاحب الحصن العميد
( وأخو القوة والبأساء
والملك المشيد
( دان أهل الأرض لي
من خوف وعيدي
( وملكت الشرق والغرب
بسلطان شديد
( وبفضل الملك والعدة
فيه والعديد
( فأتى هود وكنا
في ضلال قبل هود
( فدعانا لو قبلناه
في الأمر الشديد
( فعصيناه وناديت
ألاهل من مجيد
( فأتتنا صيحة تهوى
من الأفق البعيد
( فتوافينا كزرع
وسفا بيدا حصيد
قوله تعالى ( وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ) قطعوه ونقبوه (
وفرعون ذي الأوتاد ) فيه ستة أقوال أحدها أنه كان يعذب الناس بأربعة أوتاد
يشدهم فيها ثم يرفع صخرة فتلقى على الإنسان فتشدخه قاله ابن عباس والثاني
أن المعنى ذو البناء المحكم قاله الضحاك والثالث أن المراد بالأوتاد
الجنود كانوا يشدون ملكه وهذه الأقوال الثلاثة عن ابن عباس والرابع أنه
كان يبني منارا يذبح عليها الناس والخامس أنه كان له أربع أسطوانات يأخذ
الرجل فيمد كل قائمة منه إلى أسطوانة فيعذبه روي القولان عن سعيد بن جبير
والسادس أنه كانت له أوتاد وأرسان وملاعب يلعب به عليها قاله عطاء وقتادة
قوله تعالى ( الذين طغوا في البلاد ) يعني عادا وثمودا وفرعون عملوا
بالمعاصي وتجبروا على أنبياء الله تعالى فأكثروا فيها الفساد بالقتل
والمعاصي ( فصب عليهم ربك سوط عذاب ) قال ابن قتيبة إنما قال سوط عذاب لأن
التعذيب قد يكون بالسوط وقال الزجاج جعل سوطه الذي ضربهم به العذاب ( إن
ربك لبالمرصاد ) أي يرصد من كفر به بالعذاب قال الأزهري المرصاد المكان
الذي يجد فيه الراصد العدو
سجع على قوله تعالى
( إن ربك لبالمرصاد ) أين من أصبح بلذاته مغتبطا أمسى في صماته معتبطا أين
من كان أمره فرطا ندم إذا ارتكب غلطا أين من سلك سبيلا شططا نزل لحدا ما
فيه وطا وجأه الملكان فأفزعا وأفرطا وافتضح بقبيحه وانكشف الغطا
ما بين يوم المهينات
وبين يوم المغريات
( إذا تأملت بعيدا
إلا كما بين ها وهات
قل للمشغولين بالفساد الواقفين مع العناد إلى متى ظلم العباد كم مستلب ما
نال المراد ( إن ربك لبالمرصاد
أما عاد العذاب على عاد أما أمرض وما عاد أين من ادعى الربوبية
أو كاد كاده الجبار فيمن كاد ( إن ربك لبالمرصاد ) بيناهم في ظلم المظالم
سلب على أقبح فعله الظالم فبات يقرع سن نادم ولكن لما عثر الجواد أخذوا
لله في مضيقه وأغصه الموت بريقه وبقي متحيرا في طريقه لا ماء ولا زاد كأنك
بك قد بلغت النبوة وصرعت صرعة تعجزك الأوبة وقمت تعرض يومئذ سلع التوبة
ولكن وقت الكساد فلا تغتر بمالك وقصرك ولا تعجب بنهيك وأمرك يا طائر الهوى
ستؤخذ من وكرك وما تعجز الصياد ( إن ربك لبالمرصاد ) من لك إذا سئلت عن
خلقك وجوزيت بأقبح عملك تالله إن تبت من ذلك فكل عشرك أعياد كم أرشدك إلى
رشادك وأنت على فسادك كم أدعوك إلى إسعادك وأنت مع سعادك ضرب بوق رحليك
وما اهتممت بزادك أنا في واد وأنت في واد لقد بالغت لك في النصائح وقمت
منذرا عقبى القبائح والطريق واضح والعلم لائح ( ومن يضلل الله فماله من
هاد ) والحمد لله وحده
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
يا مقيمين سترحلون يا مستقرين ما تتركون يا غافلين عن الرحيل
ستظعنون أراكم متوطنين تأمنون المنون ( ثم إنكم بعد ذلك لميتون ) طول
نهاركم تلعبون وطول ليلكم ترقدون والفرائض ما تؤدون وقد رضيتم عن الغالي
بالدون لا تفعلوا ما تفعلون ( ثم إنكم بعد ذلك لميتون ) أما الأموال
فتجمعون والحق فيها ما تخرجون وأما الصلاة فتضيعون وإذا صليتم تنقرون أترى
هذا إلى كم يكون ( ثم إنكم بعد ذلك لميتون ) أين العتاة المتجبرون أين
الفراعنة المتسلطون أين أهل الخيلاء المتكبرون قدروا أنكم صرتم كهم أما
تسمعون ( ثم إنكم بعد ذلك لميتون ) ما نفعتهم الحصون ولا رد المال المصون
هبت زعزع الموت فكسرت الغصون قدروا أنكم تزيدون عليهم ولا تنقصون ( ثم
إنكم بعد ذلك لميتون ) تقلبوا من اللذات في فنون وأخرجهم البطر إلى الجنون
فأتاهم ما هم عنه غافلون ( كم تركوا من جنات وعيون ثم إنكم بعد ذلك لميتون
) لو حصل لكم كل ما تحبون ونما جميع ما تؤتون ونلتم من الأماني ما تشتهون
أينفعكم حين ترحلون ( ثم إنكم بعد ذلك لميتون ) إلى متى وحتى متى تنصحون
وأنتم تكسبون الخطايا وتجترحون أأمنتم وأنتم تسرحون ذئب هلاك فلا تبرحون (
ثم إنكم بعد ذلك لميتون )
لا تفرحوا بما تفرحون فإنه لغيركم حين تطرحون وإياكم من يراكم من يراكم
تمرحون قد خسرتم إلى الآن فما تربحون ( ثم إنكم بعد ذلك لميتون ) ويحكم
الدنيا دار ابتلاء وفتون وقد زجركم عنها المفتون وكم رأيتم من هالك بها
مفتون وكأنكم بكم قد حملتم على المتون كم أدلكم على النظافة وتختارون
الأتون
المجلس الثاني في ذكر السموات وما فيهن
الحمد لله الذي رفع السموات مزينة بزينة النجوم ومثبت الأرض
بجبال في أقاصي التخوم عالم الأشياء بعلم واحد وإن تعدد المعلوم ومقدر
المحبوب والمكروه والمحمود والمذموم لا ينفع مع منعه سعي فكم مجتهد محروم
ولا يضر مع إعطائه عجز فكم عاجز وافر المقسوم اطلع على بواطن الأسرار وعلم
خفايا المكتوم وسمع صوت المريض المدنف المحروم وأبصر وقع القطر في سحاب
مركوم ( وما ننزله إلا بقدر معلوم ) جل أن تحيط به الأفكار أو تتخيله
الوهوم وتكلم فكلامه مسموع مقروء مرقوم وقضى فقضاؤه إذا شاء إنفاذه محتوم
وبتقديره معصية العاصي وعصمة المعصوم ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )
قضى على الأحياء بالممات فإذا بلغت الحلقوم فات المقصود المرام وعز
المطلوب المروم ونقل الآدمي عن جملة الوجود إلى حيز المعدوم وبقي أسير
أرضه إلى يوم عرضه والقدوم فإذا حضر حسابه نشر كتابه المختوم وجوزي على ما
حواه المكتوب وجمعه المرقوم ( وعنت الوجوه للحي القيوم ) أحمده حمدا يتصل
ويدوم وأشهد أنه خالق الأعيان والرسوم وأصلي على رسوله محمد صلاة تبلغه
على المروم وعلى صاحبه أبي بكر الصديق على السائل والمحروم وعلى عمر
المنتصف بين الظالم والمظلوم وعلى عثمان المتهجد إذا رقد النؤوم وعلى علي
الذي حاز الشرف والعلوم وعلى عمه العباس سيد الأعمام على الخصوص والعموم
قال الله تعالى ( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما
لها من فروج )
خلق الله عز وجل الماء فثار منه دخان فبنى منه السموات قال قال
أبو القاسم ابن أبي برة السماء بيضاء لكن من بعدها ترى خضراء وقال الربيع
بن أنس السموات أولها موج مكفوف والثانية من صخرة والثالثة من حديد
والرابعة من صفر أو نحاس والخامسة من فضة والسادسة من ذهب والسابعة من
ياقوتة حمراء وقال إياس بن معاوية السماء على الأرض مثل القبة وقال أبو
الحسين ابن المنادي لا اختلاف بين العلماء أن السماء على مثل الكرة فإنها
تدور بجميع ما فيها من الكواكب كدور الكرة على قطبين ثابتين غير متحركين
أحدهما في ناحية الشمال والآخر في ناحية الجنوب وكرة الأرض مبنية في وسط
كرة السماء كالنقطة من الدائرة وفي حديث العباس رضي الله عنه عن النبي
{صلى الله عليه وسلم} أنه قال هل تدرون كم بين السماء والأرض قالوا الله
ورسوله أعلم قال بينهما مسيرة خمسمائة سنة ومن كل سماء إلى سماء مسيرة
خمسمائة سنة وكنف كل سماء خمسمائة سنة وفوق السماء السابعة بحر بين أسفله
وأعلاه كما بين السماء والأرض قال العلماء وكذلك الأرضون السبع في كثافتها
وبعد ما بين الواحدة والأخرى فذلك مسيرة أربع عشرة ألف سنة سوى ما تحت
الأرض من الظلمة والنور وما فوق السموات من الحجب والظلمة إلى العرش وهذا
على قدر مسير الآدمي الضعيف فأما الملك فإنه يخرق ذلك في ساعة واحدة وفي
حديث حذيفة رضي الله عنه عن النبي {صلى الله عليه وسلم} إن الله عز وجل
لما أبرم خلقه فلم يبق غير آدم خلق شمسين من نور عرشه ثم أرسل جبريل فأمر
جناحه
على وجه القمر ثلاث مرات فمحا عنه الضوء وبقي فيه النور وفي
الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي {صلى الله عليه وسلم}
قال إن الشمس تذهب حتى تسجد بين يدي ربها عز وجل فتستأذن في الرجوع فيؤذن
لها وأصغر النجوم بقدر الدنيا مرات وفي السماء السابعة البيت المعمور
يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه وبعد السماء السابعة سدرة
المنتهى إليها ينتهي ما يعرج من الأرض فيقبض منها وإليها ينتهي ما يهبط به
من فوقها فيقبض منها وبعد هذا الكرسي قال {صلى الله عليه وسلم} ما السموات
السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة ثم العرش وهو ياقوته حمراء
فأما الملائكة ففي أفراد مسلم من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال
رسول الله {صلى الله عليه وسلم} خلقت الملائكة من نور ومن أعظم الملائكة
خلقا حملة العرش وعددهم اليوم أربعة أحدهم على صورة البشر قد وكل بالدعاء
لنسل الآدمي والآخر على صورة النسر قد وكل بالدعاء لأجناس الطير والآخر
على صورة الثور قد وكل بالدعاء للنسل البهيمي والآخر على صورة السبع قد
وكل بالدعاء لأجناس السباع فإذا جاءت القيامة زيد فيهم أربعة أخبرنا عبد
الأول بن عيسى عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله {صلى الله
عليه وسلم} أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش
ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة أخبرنا عبد الأول
بسنده عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي {صلى الله عليه
وسلم} قال إن الله عز وجل أذن لي أن أحدث عن ملك قد مرقت رجلاه الأرض
وعنقه مثنية تحت العرش وهو يقول سبحانك ما أعظمك ربنا قال فيرد عليه ما
يعلم ذلك الذي يحلف بي كاذبا وقال عبد الله بن سلام لما خلق الله عز وجل
الملائكة واستووا على أقدامهم رفعوا رؤوسهم إلى السماء فقالوا ربنا مع من
أنت قال مع المظلوم حتى يؤدى إليه حقه فأما أعمال الملائكة فجمهورهم مشغول
بالتعبد كما قال الله سبحانه وتعالى ( يسبحون الليل والنهار لا يفترون )
أخبرنا ابن الحصين بسنده عن مؤرق عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول
الله {صلى الله عليه وسلم} إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطت
السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا عليه ملك ساجد ومن
الملائكة موكل بعمل فمنهم حملة العرش قد وكلوا بحمله وجبريل صاحب الوحي
والغلظة فهو ينزل بالوحي ويتولى إهلاك المكذبين وميكائيل صاحب الرزق
والرحمة وإسرافيل صاحب اللوح والصور وعزرائيل قابض الأرواح وله أعوان
وهؤلاء الأربعة هم المقسمات أمرا ومنهم كتاب على بني آدم وهم المعقبات
ملكان في الليل وملكان في النهار
أخبرنا هبة الله بن محمد أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا أحمد بن
جعفر حدثنا عبد الله ابن أحمد حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن
همام عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي {صلى الله عليه وسلم} أنه قال
الملائكة يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة
الفجر وصلاة العصر ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم كيف
تركتم عبادي فقالوا تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون أخرجاه في
الصحيحين ومنهم موكل بالشمس ومنهم موكل بالقطر والرعد صوت ملك يزجر السحاب
والبرق ضربه إياه بمخاريق ومنهم موكل بالرياح والأشجار قال ابن عباس رضي
الله عنهما ليس من شجرة تخرج إلا معها ملك موكل بها ومنهم ملائكة سياحون
في الأرض يتتبعون مجالس الذكر وملائكة يبلغون رسول الله {صلى الله عليه
وسلم} من أمته السلام وملائكة موكلون بمكة والمدينة ليمنعوا عنها الدجال
إذا خرج ومن الملائكة من هو مشغول بغرس شجر الجنة قال الحسن إن أحدهم
ليفتر فيقال له مالك فيقول فتر صاحبي عن العمل فكان الحسن يقول أمدوهم
رحمكم الله وقال كعب إن في الجنة ملكا يصوغ حلية أهل الجنة منذ يوم خلق
إلى أن تقوم الساعة أخبرنا محمد بن ناصر عن صفوان بن عمرو قال سمعت خالد
بن معدان يقول
إن لله عز وجل ملائكة أربعة يسبحون تحت العرش يسبح بتسبيحهم أهل
السموات يقول الملك الأول سبحان ذي الملك والملكوت ويقول الثاني سبحان ذي
العزة والجبروت ويقول الثالث سبحان الحي الذي لا يموت وقال هارون بن رئاب
حملة العرش ثمانية يتجاوبون بصوت رخيم تقول أربعة سبحانك وبحمدك على حلمك
بعد علمك وتقول الأربعة الأخر سبحانك وبحمدك على عفوك بعد قدرتك وقال سعيد
بن جبير أتى جبريل النبي {صلى الله عليه وسلم} فقال إن أهل السماء الدنيا
سجود إلى يوم القيامة وأهل السماء الثانية ركوع إلى يوم القيامة وأهل
السماء الثالثة قيام إلى يوم القيامة وقد روينا أن ملكا نصفه من نار ونصفه
من ثلج وهو يقول يا من ألف بين الثلج والنار فلا النار تذيب الثلج ولا
الثلج يطفى ء النار ألف بين عبادك المؤمنين
الكلام على البسملة
( بينما المرء غافل إذ أتاه
من يد الموت سالب لا يصد
( فتأهب لما له كل نفس
عرضة الأسر إنما الأمر جد
( خاب من كان همه هذه الدنيا
فأضحى من نيلها يستمد
( فجناها إن أسعدت مستعار
ليس من رده لمن نال بد
( كم أدالت من أهلها وأزالت
ذا جلال من نعمة لا تحد
( بدلته من طيب مغناه فقرا
عادما ما حوى ولم يغن جد
( أين من كان ناعم الوجه أضحى
ما له من نهاية الحسن ضد
( قد محاه ثراه حين حواه
ووهى معصم وكف وزند
( وجفا أنسه أخ كان برا
وصديق دان وصحب وجند
( واستوى في البلى رئيس ومرؤوس
وأعيا بالأسر حر وعبد
يا غافلا قد طلب يا مخاصما قد غلب يا واثقا قد سلب يا حازما قد
خلب كأنه به قد قلب إياك والدنيا فما الدنيا بمأمونة وتزود للسفر فلا بد
من مؤونة إذا قدرت على الكمال فلا ترض دونه واصدق في أمرك تأتك المعونة
أين المغرورون بغرورها أين المسرورون بسرورها صاح بهم الموت فأجابوا
واستحضرهم البلى فغابوا ظنوا بلوغ الآمال وتوهموا واعتقدوا دوام السلامة
فلم يسلموا وأعلموا بالرحيل وكأنهم لم يعلموا وناولوا أنفسهم أعنة الهوى
وسلموا كم هتف بهم نذير الفراق فلم يفهموا فلما بلغوا منتهى الآجال ولم
يظلموا خلوا في ألحادهم بما كانوا قدموا ( ولسنا بأبقى منهم غير أننا
أقمنا قليلا بعدهم وتقدموا
أف لنفس تؤثر ما يضيرها ما ترعوى وقد مر نظيرها ما تصغي إلى المواعظ وقد
قال نذيرها أما نهاها لما علاها قتيرها أما لاح لبصر البصيرة مصيرها أما
يرجع إلى العقول مستشيرها أتقدر على نفس إن تلفت تستعيرها قل لهذه النفس
الجهولة في فعلها ويحها إنما تسعى في قتلها أما لها عبر ممن كان قبلها
كأنها بها تبكي على الأيام كلها إذا حانت المنية وبعثت بعض رسلها وعبثت يد
القاطع بموصول حبلها وامتدت كف الأجل إلى عرى الأمل تحلها ( تساوى الناس
في طرق المنايا
فما سلم الصريح ولا الهجين
( تدينا البقاء من الليالي
ومن أرواحنا توفى الديون
( كأنا قد شككنا في المنايا
وعند جميعنا الخبر اليقين
إخواني تأملوا العواقب تأمل من يراقب وتفكروا في النهاية فعين العقل ترى
الغاية الموت قريب أمم كم أهلك من أمم لقد ارتهن الذمم وتشبث باللمم فيا
من ستخلق منه الرمم أسماع أم صمم من ارتحل بغير الطبع حسن وحزم من علم شرف
المطلوب جد وعزم إنما يكون الاجتهاد على قدر الهمم إنما ينافس في المطلوب
على حسب القيم ( وحب دنياك طبع في المقيم بها
وقد منيت بقرن منه غلاب
( لما رأيت سجايا الدهر ترحضني
رددت قدري إلى صبري فأغلى بي
( والعقل يسعى لنفسي في مصالحها
فما لطبع إلى الآفات جذاب
( احذر من الناس أدناهم وأبعدهم
وإن لقوك بتبجيل وترحاب
( كلمت باللحن أهل اللحن أونسهم
لأن عيبي عند القوم إعرابي
( عند الفراقد أسراري مخبأة
إذ لست أرضى لآرابي بآراب
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى